البارت الرابع

487 4 0
                                    


في منزل بعيد كل البعد عن القصر ليس في المسافة بل في الوضع والمال والبساطة منزل في الأراضي الزراعية وبجواره بقرة تأكل البرسيم. دخلت سيدة متوسطة العمر سمراء البشرة ذو جسم ممتلئ ترتدي ملابس بسيطة ويبدو على وجهها الضيق وهي تصيح: قومي ياست هانم الفجر ادن من بادري يلا علشان شغل البيت. فسمعت صوت فتاة من تحت الغطاء؛ وانا مالي بشغل البيت؟ السيدة؛ خلاص ياحبيبتي اللي كانت بتشتغل مشيت وزمانها دلوقتي نايمة في حرير وسيباك هنا في الهم ده. فابعد الغطاء لتظهر فتاة صغيرة عمرها لايتجاوز الخامسة عشر تشبه صفية ولكنها يظهر عليها علامات الانوثة ولها شعر طويل كشعر صفية ووقفت على السرير ووضعت يديها على خصرها وهي تتخصر لها وتقول: انت ايه اللي مزعلك يامرات عمي فوزية انت مش خدتي التمن مستكتره عليها تشوف يومين حلوين بعيد عن الهم اللي معيشانا فيه ده. نظرت لها فوزيه بغضب وقالت: اه من لسانك اللي عايز قطعه ده يلا انجري ياختي واعمل شغل البيت وخلصنا. سلمي باستفزاز: طيب حغير هدومي واجي وراك. فهزت راسها في غضب ثم تركتها وخرجت من الغرفة لتجلس سلمي على السرير بضيق وقالت: ياترى عاملة ايه ياصفية؟ عارفاك مابتعرفيش تخدي حقك وحتتعذبي معهم خصوصا حماتك ربنا معاك. ثم سمعت صوت فوزية تقول: يلا يابرنسيسة. فزفرت في ضيق ثم قامت عن السرير
في القصر دخلت سوزان المطبخ لترى السيدة متوسطة العمر التي تترأس الخدم في المنزل وهي تساعد في تجهيز الفطار لتقول لها :فاطمة الهانم لسه منزلتش؟ فالتفتت لها فاطمة وقالت؛ هانم مين ياست سوزان؟ سوزان بسخرية: الهانم الجديدة العروسة. فابتسمت لها فاطمة وقالت: دول عرسان ايه اللي حيصحيهما دلوقتي؟ سوزان بحدة: عرسان ايه البنت ديه زيها زاي اي خدامة في البيت سمعت؟ شعرت فاطمة بالاستغراب وقالت: بس ديه مرات يوسف؟ سوزان بجدة :لاء ديه خدامته مش مراته هي جاية هنا تخدمه والكل يتصرف معها على الأساس ده سمعت؟ لم تجيب فاطمة ولكن جائت الإجابة من خلفهم :وبعدين سوزان احنا قول ايه كلام ده مش لازم. فالتفتت سوزان لتجد حماتها جالسة على الكرسي المتحرك ويدفعه عبدالرحمن ثم اكملت: احنا جيبنا بنت ولازم كون كويس معها عشان يوسف وعصبيه هي زوجة مش خدامة. شعرت سوزان بالغضب من إهمال حماتها لكلامها فنظرت لها بغضب ثم لابنها وتركتهم وذهبت فقالت قسم: سمعت فاطمة كلام انا قول؟ فهزت فاطمة رأسها وقالت: ايوا ياهانم. قسم : يلا روح كمل فطار. فاكملت اعداد الفطار
في جناح يوسف. استيقظت صفية من النوم ومددت جسمها في راحة على الفراش ثم قامت ودخلت الحمام وتوضأت وصلت الضحى ثم فتحت خزينة الملابس في الغرفة وأخذت تقلب في الملابس وتذكرت
فلاش باك
دخلت منزل عمها في آخر يوم امتحانات لها لتجد فوزيه  تقابلها وهي تزغرد ويبدو عليها السعادة وحضنتها وهي تقول؛ مبروك ياحبيبتي. شعرت صفية بالاستغراب وقالت:لسه بادري على النتيجه يامرات عمي النهاردة بس اخر يوم امتحان. فوزية هي تنفي كلام صفية : امتحان ايه ونتيجة ايه؟ بلا هم. صفية باندهاش: امال انت بتزغرطي على ايه؟ فوزيه :على الخير اللي جالك. صفية باندهاش: خيرايه؟ فوزية: جالك عريس. فهزت صفية رأسها في ضيق ثم تجاهلها وهي تنادي على سلمي  شقيقتها وتدخل غرفتهما لتجد سلمي جالسة على السرير وهي تمسك كتاب تقرأ فيه وعندما رأتها تركت الكتاب وقامت إليها وقالت :عملت ايه في الامتحان؟ لتجد فوزيه تدخل خلفها وتقول: انا مش بكلمك سبتيني ومشيت ليه؟  فتجاهلتها صفية وردت علي سلمي :الحمد لله يا سلمى الامتحان كان كويس. فوزية بضيق وهي تجذب ذراع صفية :ما بتردي عليا ليه؟ صفية بضيق: عايزانى اقول لك ايه؟ فوزية: تكلميني. صفية: انا مش قلت لك قبل كده انا مش حتجوز قبل ما اخلص درستي. فوزية: كت خيبة وش فقر مش تعرفي الأول من العريس.  صفية: مهمن كان مرفوض. فوزية بخبث: حتى لوكان يوسف بيه؟ فذهلت صفية من سماع الاسم وقالت: من؟ فوزية: يوسف بيه صاحب المزرعة. صفية باستغراب: معقول هو طيب ليه انا؟ فوزية بخبث: واحنا مالنا خير وجالنا نفكر ليه. فجلست صفية على السرير في ذهول واستغلت فوزية هذه الحالة  وبدأت في أقناعها وقالت: شوف بقى العيشة واللبس والاكل والدنيا اللي حتكون فيها. قالت سلمي: ماتسمعيهاش ياصفية فكري في دراستك وبس متخربيش حياتك. لم تكن صفية تستمع لهم بل تفكر في  يوسف حلمها البعيد الذي أصبح حقيقة لم تكن لتضيعه من يدها لذلك نظرت لفوزية وقالت: انا موافقة. فوزية باندهاش: قلت ايه؟ صفية : موافقة. سلمي: انت بتقول ايه؟ فوزية: خلاص هي وافقت  وانا حروح أبلغ الهانم. ثم خرجت فابتسمت صفية بسعادة لما حدث ومرت الايام ولم تراه من زيارتهم هي سوزان امه أحضرت الشبكة وهي من البستها لها وأخذتها أيضا لشرأ الملابس وكل المعلقات الخاصة بهل وايضا فستان الزفاف ولم ترى يوسف سوي يوم الزواج
باك
هزت صفية رأسها وقالت: شكلي حتعب كتير معاك  بس انا وراك والزمن طويل. ثم أخرجت فستان طويل لونه زهري واخرت حجاب مناسب له وبدأت تبدل ملابسها وارتدت شوز رياضي ونظرت الي المرأة ووضعت ميكب خفيف ثم خرجت لغرفته لتراه نائم وهو يرتدي البيجامة التي اخرتها له الفجر شعرت بالسعادة لذلك فجمعت الملابس الملحقات على الأرض والمنشفة المستعملة ودخلت غرفة التبديل واحضرت له ملابس بنطلون جينز كاجول وتي  شيرت نبيتي  ومنشفة نظيفة ثم خرجت ووضعتهم له على الجانب الاخر من السرير ثم اقتربت منه وأخذت تتأمل ملامح وجهه وهي تبتسم واقترب اكثر وهي تريد أن تتلمس وجهه باناملها اخذت تمد يدها وتحبها حتى تشجعت ولمست خده وسحبت يدها وهي تغمض عينيها بشدة وهي تنتظر ان يصحوا ويصرخ عليها ولكن لم تسمع شئ ففتحت إحدى عينيها لتراه وعندك لم تراي رد فعل منه ابتسمت وأخذت تتلمس وجهه  ثم قربت وجهها من وجهه وهي تشعر بالخجل ثم ابتسمت وطبعت قبلة سريعة على جانب فمه ثم ابتعدت سريعا وخرجت من الغرفة ليفتح يوسف عينيه ويتنهد ثم يبتسم من هذه الطفلة.
نهاية البارت الرابع

لست بقربي.......... لكنك في اعماقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن