البارت الرابع والثلاثون

361 8 0
                                    


لم تعد تشعر بما يدور حولها من صدمتها مازالت كلماته تدور في رأسها وكأنه مازال يحدثها :ولادك يزن ويزيد معنا. صافي بفزع :انت بتقول ايه؟ فسمعت ضحكته وقال: زي ما سمعتي طبعا ما حدش يعرف انهما ولادك الا المقربين بس حتى الحمار اللي كنت متجوزاه ما يعرفش ان الولدين اللي بيشوفهما في النادي دول ولاده. صافي وقد ادمعت عينيها: ده انت عارف كل حاجة؟ الرجل: طبعا صيدة زي ولاد يوسف الجوهري وولاد صافي الفيصل لازم لهما تخطيط. صافي برجاء :ارجوك اللي انت عايزه انا اعمله لك بس ارجوك ما تأذيش الولاد. الرجل: مش تاخدي رأي البيه ابوهما الأول؟ صافي بفزع :لاء ارجوك يوسف مش لازم يعرف حاجة الولاد ولادي انا وانا حعمل لك اللي انت عايزه بس ارجوك بلاش تأذي ولادي. الرجل بسخرية :طبعا ما فيش داعي اقول لك ما تبلغيش البوليس لأنك حتخافي ابوهما يعرف يبقى  تنبيهي ما لوش لازمة. صافي :مالوش داعي الكلام اللي انت عايزه حتخده. الرجل :ماشي ياهانم استنى مكالمة مني ابلغك حتعملي ايه. ثم أغلق الهاتف دون أن ينتظر منها رد فنزلت دموعها فاسرعت وطلبت رقم فاتاها صوت سلمي المرح  تقول: ايوا ياصافي. صافي ببكاء وحده : تعالي لي حالا. فسمعت صوت سلمي تقول بخوف :فيه ايه يا صافي؟ صافي بحدة وصراخ: قلت لك تعالي لي. جالسة على الكرسي تنظر في الفراغ وتتذكر تهديده لها بابلاغ يوسف شعرت بالالم والخوف من أن يخبر يوسف بأولاده من لا يعرف عنهما شئ فهو يظنهما اجهضت ولكنها لم تجهض بل اكتمل حملها لتنجب يزن ويزيد وأخذت تتذكر
فلاش باك......... جالسة على السرير في غرفتها مع يوسف وتضع يدها على بطنها التي برزت قليلا هي الآن في الشهر الثاني كانت شاردة ولم تشعر بمن وقف يتأملها بحب وإعجاب ببجامتها الوردي التي برزت لون بشرتها وشعرها الذي انسدل حريري على كتفيها وهي تضع يدها على طفله الغالي الذي يتمنى رؤيته قريبا ثم اقترب منها وطبع قبلة خاطفة على وجنتها لتشهق بفزع ثم نظرت اليه بينما هو ضمها اليه وهو يضحك فقالت: خضتني يا يوسف اخص عليك. فرفع وجهها اليه وقال :شكلك قمر ما قدرتش اقومك. فشعرت بالخجل ونظرت في الأرض وهي تعض شفتها السفلى فقال :حرام عليك حرام عليك الشفايف ديه ما تتعضش كده. ثم حرر شفتها بيده واكمل وهو يقترب منها :ديه بتاعتي انا عشاني انا. وكاد ان يقبلها ولكنها ابعدت وجهها عنه فابتسم على خجلها الذي لم يقل حتى الآن ولكنه يعلم انه بسبب صغر سنها فقبلها على شعرها ثم قال: كنت سرحانة في ايه؟ صافي وهي تمسد على بطنها: في الولد. يوسف  وهو يضع يده على يدها :ما له اللي مغلبني من دلوقتي. فنظرت له ومدت شفتيها بضيق وقالت :اخص عليك ما تقولش كده عليه. فابتسم وقال :والله حبيبي وأمه حبيبتي. فابتسمت بخجل فقال: المهم كنت بتفكري في ايه؟ صافي :في اسمه. يوسف :واخترتي للبيه اسم ولا لسه؟ صافي بتردد: اممممم. يوسف بخبث: امممممم يعني ايه امممممم؟ فتعلقت بيده بلهفة وقالت بطفولتها :اخترته بس طبعا لسه رأيك. يوسف :هو ايه؟ صافي :يزن. فظهر الضيق على وجهه فقالت بخوف :ايه وحش؟ يوسف :مش حلو. فشعرت بالحزن ونظرت للأسف وقد ادمعت عينيها حين ابتسم وقال هامسا في اذنها :بس قمر زايك. فنظرت له بعينيها الدامعتين فاقترب منها ووضع جبينه على جبينها وقال: كل حلجة منك حلوة حتى اسم ابننا اللي اخترتيه. ثم قبل مقدمة انفها واستغل حالتها المصدومة ليأخذ شفتيها في رحلة للحب والعشق
(ذكرى أخرى) اقتربت صفية سعيدة وهي تحمل باقة من الورود التي قطفتها بيدها لتسمع الحديث الدائر بين يوسف وسوزان حين قال يوسف :عارفة يا ماما انا يوم ما كلمتيني وبلغتيني ان صفية حامل انا كنت قبلها اخدت قرار اننا لازم ننفصل عن بعض لان انا عارف اننا ماننفعش نكمل مع بعض لكن اللي حصل انها بقيت حامل يعني ارتبط بها طول عمري برغبتي او غصب عني. شعرت صفية بوخزة في قلبها من كلامه وسقطت الورود من يدها وشعرت ان عالمنا دمر فهو مجبر عليها أحملها وليس لأجل حبها فهو لم يحبها حين سمعت سوزان تقول بعد أن وقفت بجانب يوسف :ولا يهمك إذا كان على الحمل حلوله كتير ممكن مثلا تطلقها تولد وتعيش هنا معنا تربى الولد بس ديما حترفض الحل ده وممكن كمان تعيشها في شقة بعيد شوية او كمان نديها قرشين بعد ما تولد ونخد الولد ونربيه احنا. يوسف :وهي صفية حتوافق؟ سوزان بلا مبالاة :لو رفضت حنخده منها بالعافية وهي عمرها ما حتقدر تقف قصادنا. يوسف :ربنا يسهل. شعرت صفية بالصدمة من كلامهما واحتضنت بطنها بيديها وكأنها تحميه من أن يؤخذ منها واسرعت مبتعدة تريد الهروب حين تعثرت قدمها في البساط الموضوع على الأرض لتسقط أرضا حتى اتي وحملها يوسف ونقلها للمستشفى بمساعدة عبدالرحمن
(ذكرى أخرى) بدأت صفية تتململ من نومها فاقترب منها يوسف وملس على رأسها وقال :صفية انت فوفتي؟ ففتحت عينيها ببطء لتؤلمها من الضوء فأغمضتها وفتحتها مرة أخرى   لتجد نفسها في مكان غريب ويوسف بجانبها فقالت :انا فين؟ ثم وضعت يدها على رأسها وقالت في الم :وليه راسي بتوجعني كده؟ يوسف :ما تخافيش يا حبيبتي انت في المستشفى. صفية باندهاش: مستشفى؟ ثم تذكرت ما سمعت وما حدث بعدها فبكت فقال :بتعيطي ليه بس؟ انا جانبك وانت كويسة. فأدارت وجهها للجهة الأخرى بعيدا عنه وقالت ببكاء :من فضلك يا يوسف كفاية تمثيل. يوسف باستغراب :تمثيل ليه بتقولي كده؟ صفية وهي تبكي :خلاص السبب اللي كان ربطك بيا راح خلاص من فضلك ننفصل بهدوء. يوسف بألم :انت بتقولي ايه؟ صفية :مش انا خلاص اجهضت ما فيش رابط بينا خلاص. يوسف بألم :بس انت ما اجهضتيش ولسه حامل. صفية بذكاء :للأسف كنت اتمنى ينتهي علشان نرتاح من بعض. يوسف :انت فاهمة غلط انا.... فقاطعته وقالت :من فضلك ياريت بلاش كلام في الموضوع ده تاني. يوسف وهو يمسك يدها :انا.. فقاطعه صوت طرق على الباب فقال :ادخل. حين سحبت صفية يدها من يده فتح الباب ودخل عبدالرحمن وهو يحمل حقيبة صغيرة وحين رأته صفية زادت في البكاء وقالت :عبدالرحمن. فوضع الحقيبة على الكنبة واقترب منها وهو يقول بحزن لأجلها :مالك يا صافي؟ فأمسكت يده وقالت برجاء : عايزة سلمي هات لي اختي. شعر يوسف بالغضب والغيرة من ما فعلته كيف تمسك يد عبدالرحمن هكذا كما أنه هو زوجها فلما طلبت من عبدالرحمن إحضار شقيقتها ولم تطلب منه نظر لهما وعينيه تقدح شرار حين نظر له عبدالرحمن برجاء يعلم أن ما تفعله خطاء ولكنها في حالة لا تسمح لاحد بمجادلتها او لومها فتنهد يوسف بضيق وهز لعبدالرحمن رأسه بالموافقة فقال عبدالرحمن وهو يبتسم :حاضر اللي انت عايزاه حجيبها لك                             (ذكرى أخرى) في الداخل استلقت صفية على السرير مغمضة العين وحين شعرت بوجود احد معها في غرفتها فتحت عينيها ونظرت فوجدت الطبيبة تقف مبتسمة وخلفها يوسف وبدأت سعاد تقول :حمد الله على السلامة يا مدام صفية انا دكتورة سعاد الدكتورة المسئولة عن حالتك كنت عايزة اطمن عليكي. فهزت صفية رأسها وقالت :اوكي بس على انفراد. شعر يوسف بالحرج من كلمتها بينما اندهشت سعاد وقالت :على انفراد؟ صفية :ايوا انا وحضرتك وبس. نظر يوسف الي صفية بغضب بينما هي نظرت له بلا مبالاة فقال :عن اذنكما. فخرج واغلق الباب بغضب فاصدر صوت عالي فزعت منه صفية وسعاد وأخذت صفية تبكي فاقتربت منها سعاد وقالت :اهدي يا مدام صفية الانفعال غلط عليك وعلى البيبي ارجوك اهدي. فقالت صفية من بين دموعها : البيبي عامل ايه يادكتورة؟ فابتسمت سعاد وربتت على رأسها وقالت :اطمني البيبي بخير وطبيعي جدا كمان. صافي بتردد: طيب انا ليا طلب عند حضرتك. سعاد :خير يا حبيبتي؟ صفية :عايزة انزل الولد. فابتعدت عنها سعاد وهي تنظر بصدمة وقالت :ايه اللي انت بتقوليه ده؟ صفية :ما تفهميش غلط يادكتور. سعاد: يعني ايه ما افهمش غلط؟ صفية :يعني انت بس حتقولي لجوزي ان الحمل نزل بس مش حيكون نزل. سعاد باستغراب :طيب ليه؟ صفية :انا وجوزي حننفصل ولو الولد ده فضل حيخده مني يبقى لازم يفتكر انه مش موجود. سعاد باستغراب :بس ده واضح انه بيحبك جدا. صفية :لو كان بيحبني ما كانش فكر يتجوز عليا صدقيني هو ووالدته كانوا بيتفقوا يخدوا مني ابني ويدوه لمراته التانية. سعاد بصدمة: معقولة ازاي؟ صفية وهي تمسك يد سعاد برجاء: اقسم لك ده اللي حصل وانا سمعته بنفسي واللي خلاني اجري لحد ما وقعت. فتنهدت سعاد لا تعرف ما تفعل ثم قالت :اوكي يا صفية انا حساعدك انا حخرج دلوقتي واقول لهما ان الحالة مش مستقرة وبعد شوية ممكن تصرخي وتقولي ان فيه نزيف وانا بعدها حتصرف. صفية وهي تضم يد سعاد لصدرها :مرسيي يا دكتور مرسيي. ثم خرجت سعاد حين اخذت صفية تبكي.                      (ذكرى أخرى) اقترب يوسف من صفية الجالسة على السرير وقال بهدوء : يلا يا حبيبتي علشان تغيري هدومك وانا حساعدك. صفية بحدة :مش عايزة. يوسف بهدوء :حبيبتي لازم تغيري هدومك. صفية بحدة ورفعت صوتها :قلت لك مش عايزة وخصوصا منك انت. يوسف :لازم تغيري علشان كلها دم وكده حتأثر عليكي وجسمك حيتعبك. صفية بسخرية :ياربي على حنية قلبك اكيد صعبت عليك مش كده؟ ثم تغيرت نبرتها للغضب وقالت :قلت لك كفاية تمثيل انا قرفت منك وزهقت سيبني في حالي بقى. فاقترب منها يوسف بغضب وامسكها من ذراعها وقال :كفاية بقى انت ايه كفاية جرح فيا بقى قلت لك مش بمثل عليكي بس انت سايقة فيها بتعامليني اسوء معاملة وكمان احرجتيني أدام الدكتورة لما تطرديني من القوضة عايزة ايه انت؟ فجذبت صفية ذراعها منه ونزلت عن السرير وتحركت بألم وهي تقول : عايزة ارجع زي ما كنت عايزة انساك وابعد عنك. هدأت ثورة يوسف عند رؤية حالتها فاقترب منها ليسندها وهو يقول :اهدي بس واللي عايزاه حعمله لك. صفية :اي حاجة حطلبها منك؟ يوسف :اللي انت عايزاه. فتحرك قليلا في اتجاه السرير وفجأة توقفت فنظر لها يوسف وقال :وقفتي ليه؟ فرفعت يدها الي أسفل بطنها وقالت :بطني بتتقطع. اااااه اه اه بطني مش قادره . ثم صرخت بصوت عالي من الألم حملها يوسف علي ذراعيه فشعر بسائل يتسرب على قدمها فشعر بالجزع ووضعها على السرير وصرخ ينادي على عبدالرحمن الذي فتح الباب سريعا وقال :فيه ايه يا يوسف؟ يوسف :بسرعة نادي دكتورة سعاد بسرعة. اسرع عبدالرحمن ليحضر الطبيبة بينما بدأت صفية تفقد الوعي ويوسف ينادي عليها :صفية خليك معيا حتكون كويسة ما تخافيش. حين دخلت سعاد عليه وهي تجري وقالت: ايه اللي حصل؟ يوسف بألم: انفعلنا على بعض وفجأة صرخت من ألم بطنها ولما شيلتها حسيت بسائل تحت ايدي وبعد كده اغمى عليها. سعاد :طيب من فضلك اخرج علشان افحصها. فهز رأسه وابتعد عن صفية وخرج من الغرفة واغلق الباب خلفه فاقتربت سعاد من صفية لفحصها نظرت صفية الي سعاد بألم وقالت :ابني ارجوك انقذيه. سعاد: انت فيكي ألم فعلا؟ صفية بألم :ايوا ارجوك الولد. سعاد: طيب اهدي بس وانا حشوفك. ثم اخذت تفحصها وبعد أن انتهت قالت سعاد: مافيش اي حاجة ما تقلقيش بس نزيف زي اللي قبله بس لازم تحافظي عشان كده خطر. صفية :ان شاء الله يا دكتور. سعاد :انا حخرج بقى واقول لهم اللي اتفقنا عليه. فهزت رأسها وقالت :اوكي يا دكتور. فخرجت سعاد. (ذكرى أخرى) جالسة على السرير في المستشفى حين طرق الباب فقالت :ادخل. ففتح الباب وظهر عبدالرحمن فابتسمت وقالت :تعالي يا عبدالرحمن. فاقترب منها وقال: الحمد لله على السلامة يا صافي. صفية :مرسيي يا عبدالرحمن. عبدالرحمن :اتمنى انك ما تزعلي نفسك ان شاء الله تعوض ه انتما الاتنين لسه صغيرين والعمر قدمكما. صفية :انا ويوسف ما عدش عندنا عمر مع بعض ياعبدالرحمن. عبدالرحمن باستغراب :يعني ايه؟ صفية :يعني خلاص انا وهو لازم نسيب بعض. عبدالرحمن :ليه كده بس؟ صفية بعد أن تنهدت بضيق :ارجوك ده قرار انا حسمته بس مش هو ده اللي انا عايزاك عشانه.  عبدالرحمن :هو فيه حاجه تانية؟ صفية :ايوا فيه ان انا لسه حامل والولد مانزلش زي ما الدكتورة قالت. شعر بالضيق من أجلها بسبب انكارها لما حدث فقال: اهدي يا صفية وماتعمليش كده. صفية :صدقني الولد كويس الحمد لله. عبدالرحمن بصدمة: يعني انت كدبتي علينا؟ صفية:ايوا عشان اخوك يرضى يطلقني ومايخدش مني ابني للهانم اللي حيتجوزها. عبدالرحمن :ايه كل اللي انت بتقوليه ده بس ياصفية؟ صفية :اللي سمعته بوداني بين اخوك وامك. عبدالرحمن باستغراب :معقولة توصل بينهما للدرجة دي؟ . صفية :صدقني ده اللي حصل واللي كان سبب اني اهرب ويجري لي اللي حصل. عبدالرحمن :طيب والولد ياصفية؟ صفية :ابني وحيفضل معيا بعد ما اخوك يطلقني. عبدالرحمن :بس انت عارفة انه مش ممكن يطلقك. صفية :ما تخافش حيطلقني. عبدالرحمن :طيب انت مش خايفه أبلغه انك لسه حامل؟ صفية :انا بثق فيك يا عبدالرحمن وبعتبرك اخويا كمان عشان تساعدني صحيح الولد ده خسارة في يوسف لكن الولد له حق وحقه انه يتنسب لابوه ويشيل اسمه ده طبعا حتكون مساعدتك ليا انك تسجله بأسم ابوه. عبدالرحمن :يعني انت مش ناوية تبلغي يوسف خالص؟ صفية بحدة :لاء لو قلت له حياخد مني ابني. عبدالرحمن :بس هو كمان ابوه ياصفية. صفية :صدقني مش سهل عليا وانا في ظروفي اني اعمل كده لكن لازم احمي ابني ومش حسمح له يمشي ورا كلام والدتكم ويحرمني منه هو بكرة يتجوز ويخلف ونساني خالص ولا يفكرني اصلا. عبدالرحمن :اوعدك اني افضل جانبك واللي انت عايزاه حنفذه لك. فابتسمت وقالت: مرسيي يا عبدالرحمن (ذكري أخرى) اغلقت حقيبة ملابسها حين دخلت عليها سلمي وقالت :هاه خلصتي؟ فوضعت الحقيبة بجانب السرير وقالت :ايوا خلاص. ثم أمسكت هاتفها عن السرير فقالت سلمي :انت متأكدة من اللي حتعملي؟ صفية بجدية: ايوا متأكدة. ثم طلبت رقم وانتظرت قليلا ليأتيها  صوت سوزان بحدة :عايزة ايه؟   فابتسمت صفية وقالت :كل اللي انا عايزاه انك تبعدي ابنك عني. سوزان بغضب :انت اتجننت بتقولي ايه؟ صفية :اللي سمعتيه. سوزان :ابني خلاص حيطلقك هو وعدني بكده. صفية :وانا عايزاه ينفذ وعده لكي عشان كده ياريت تيجي لي المستشفى هو حيكون موجود كمان شويه ساعتها ممكن تجبريه انه يطلقني.. لم تجد رد ولكن سمعت صوت صافرة الاغلاق. فقالت سلمي :قالت لك ايه؟ صفية :اكيد حتيجي. حين رن هاتفها فردت لىاتيها صوت عبدالرحمن يقول :يوسف وصل وطالع لك. صفية :اوكي يا عبدالرحمن. ثم اغلقت الهاتف وقالت :يوسف وصل. فأمسكت سلمي يدها وقالت: انت متأكدة من اللي انت حتعملي؟ انت بتحبي يوسف. صفية :والدته حتكون موجودة ولو دافع عني قصادها واتمسك بيا عمري ما حسيبه. ثم ابتسمت ساخرة وقالت: لكن لو حصل اللي انا متأكدة انه حيحصل يبقى اللي بعمله هو الصح. فتنهدت بألم من أجلها ثم تركتها وخرجت لتدمع عينيها ولكنها مسحتها بحدة وكأنها تعاقب نفسها على ضعفها ووقفت أمام ثم جلست على الكرسي القريب وشردت قليلا حين دخل يوسف وهي شاردة تنظر إلى الحديقة وتتأمل وهي ترتدي قميص مريح ذو حمالات ويصل حتى ركبتيها وشعرها منسدل بنعومة على ظهرها علقت نظراته عليها فقد افتقد وجودها معه فاقترب منها وانحني قليلا خلفها ليصله عبيرها ورائحتها التي داعبت أنفه فاستنشقها وهو مغمض العين ثم رفع ذراعيه ليلفها بهما وهو خلف الكرسي حيث تجلس فزعت صفية من شرودها بسبب حركته وامالت رأسها للخلف قرأته فتبدلت ملامحها للانزعاج وحاولت ان تفلت منه  ولكنه أقوى منها فنزلت دموعها في عجز فشعر بالالم من أجلها فلف وجلس أمامها على ركبتيه وامسك يدها وقال :انا اسف والله اسف من فضلك سامحيني. وقفت صفية وهي تبكي وسحبت يدها من يده وابتعدت عنه وقالت :لوسمحت يا يوسف انا سبق وبلغتك اللي انا عايزه. وقف واقترب منها ولمها في احضانه وقال : صفية انا مش قادر استغني عنك انا محتاجك جانبي. واخذ يطبع قبلات رقيقة على وجهها ورقبتها شعرت صفية انها تذوب من لمسته فجاهدت لمقاومته وقالت :ووالدتك؟ يوسف من بين قبلاته :امم مالها ماما؟ صفية :حتقول لها ايه لما نرجع مع بعض . يوسف بتردد :مافيش داعي انها تعرف .فابتعدت عنه وقالت بصدمة :يعني ايه؟ يوسف بتردد:امممم حبلغها ان احنا أطلقنا واخد لك شقة بعيد عنها وابقى معاك. صفية بصدماتها المتتاليات من كلامه : بعد ما كنت مراتك قدام الناس ابقى في السر يوسف :حبيبتي المهم نكون سوا. صفية :وتروح تتجوز ديما علشان ترضى والدتك وهي تعيش في النور وانا في الضلمة هي تخرج معاك قدام الناس وانا ابقى خايفة حد يشوفك طالع عندي ومش بعيد لو الهانم مقدرتش تجيب لك البيبي تخد ابني او بنتي وتديه لها. يوسف باستنكار بكلامها :لاء مافيش حاجه من ديه حتحصل. صفية :وانا مش حستناك لما حاجة من ديه تحصل. يوسف :تقصد ايه؟ صفية :طلقني وحالا. يوسف :يستحيل مافيش قوة في الأرض ممكن تجبرني اني اطلقك. صفية بسخرية :متأكد؟ حين فتح باب الغرفة وتدخل سلمي ومعها سوزان والتي واضح على وجهها الصدمة نظر يوسف إليها ثم إلى صفية ثم اقترب من سوزان وقال :ماما انت بتعملي ايه هنا؟  سوزان :انت اللي بتعمل ايه هنا وايه اللي سمعته ده انت مش بلغتني انك خلاص حطلقها ايه اللي اتغير ده انا اخدت لك ميعاد مع والد ديما علشان نطلبها لك رسمي. نظر يوسف الي صفية التي ابتسمت ساخرة من كذبه فشعر بالعجز بينما اكملت سوزان :ودلوقتي جاي ومش عايز تطلقها؟ وهنا تدخلت صفية في الحديث وقالت :من فضلك اطلبي منه يطلقني حالا قدامك وامنعيه عني وابعديه وانا حختفي من حياتكم. نظر لها يوسف بصدمة حين قالت سوزان :سمعت؟ طلقها وخلي عندك كرامة. يوسف برجاء :يا ماما ارجوكي.... فقاطعته وقالت :طلقها وحالا قدامي. فنظر يوسف الي صفية بألم بينما اغلقت هي عينيها وقال بألم :صفية انت... انت... اممممممم... صفية انت طالق. سحبت سوزان يوسف من ذراعه وهي تقول :يلا بينا وجودنا هنا مالوش لازمة. عجز يوسف عن الحركة وهو ينظر لصفية التي لم تفتح عينيها بعد بينما استطاعت سوزان سحبه فذهب معها وخرج من الغرفة فأغلقت سلمي الباب حين فتحت صفية عينيها لتنزل دموعها التي حبستها لوجودهما فاقتربت منها سلمي وأخذتها في حضنها وقالت : معلشي يا حبيبتي بكرة تنسى يلا بينا دلوقتي نشوف ورانا ايه. فهزت صفية رأسها وهي تمسح دموعها ثم سحبت حقيبة ملابسها وخرجا سريعا وامسكت هاتفها تحدث عبدالرحمن وقالت :ايوا احنا خارجين استنانا. ثم أنزلت هاتفها وركبا معا الاسانسير وخرجا معا ليقابلا عبدالرحمن فاخذ منها الحقيبة وقال: انا خلصت حساب المستشفى يلا بينا. فأسرع ا الي حيث أوقف سيارته وقبل ان تركب السيارة رأت يوسف وهو يول والدته فنظرت له بألم ثم ركبت بجانب عبدالرحمن جلس خلف عجلة القيادة  وانطلق بالسيارة فسندت رأسها الي النافذة وهي مغمضة العين وفي الخلف جلست سلمي حين رن هاتفه فامسكه من أمامه على طبلون السيارة ونظر المتصل ثم قال :ده يوسف. لم تعره صفية اي اهتمام فضغط زر الإجابة واوصله بسماعة اذنه ثم اعاده على الطبلون مرة أخرى وقال محدثا يوسف من خلال السماعة :ايوا يا يوسف. فتح يوسف باب سيارته وركب خلف عجلة القيادة وهو يقول بحدة وغضب :هي فين؟ عبدالرحمن بمحاولة تهدئة الأجواء :يوسف من فضلك اهدي. يوسف بنفس الغضب :قلت لك مراتي فين؟ عبدالرحمن :اهدي يا يوسف وسيبها تهدي هي كمان  وبعدين تتفهموا. أمسكت صفية الهاتف ولغت اتصاله بسماعة الأذن ثم وضعته على اذنها حين سمعته يقول : انا لا عايز اهدي ولا زفت انا عايز مراتي. شعرت صفية بالالم من كلمة مراتي ولكنها سيطرت على نفسها وقالت :كنت. صدم يوسف من سماعه صوتها وهدء من نفسه وقال :انت فين؟ صفية بجدية : عايز ايه يا يوسف؟ يوسف :سألتك سؤال ردي عليه؟ فتنهدت وقالت :مع عبدالرحمن في العربية. يوسف :حتروحي فين؟ صفية :مش شغلك. غضب يوسف من كلامها وقال :انت اتجننت ازاي تكلميني كده؟ صفية بجدية :يوسف من فضلك بلاش طولة لسان. يوسف بغضب :انت لسه شوفتي طولت لسان دا انا بس لما اشوفك اعرفك ازاي تخرجي من المستشفى من غير علمي. صفية ساخرة :لما تبقى تشوفني وبعدين انت خلاص طلقتني يبقى انتهينا مش من حقك تعرف انا فين واي حاجة عني. يوسف :بس انا بقول لك اهوه واسمعي انا رديتك لعصمتي يعني انت رجعتي مراتي . صدمت صفية من فعلته فقالت له بغضب :مش بمزاجك وكمان مش حقول لك انا فين ولما تلاقيني ابقى ردني. ثم اغلقت الهاتف وهو يقول :صفية انت فين؟ حين سمع صافرة إغلاق المكالمة فاشتعل غضبا وهو يقول :لو مسكتك في أيدي. فاغمض عينيه ويتنهد ليهدأ وقال :حدخلك في حضني ومش حخرجك منه بس الاقيكي. ثم انطلق الي فيلته لينتظر عبدالرحمن ليعرف منه مكانه.                                     (ذكرى أخرى) في شقة صفية الكبيرة كانوا جالسات ومازالت تحكي صافي عن حياتها فقالت : وكمان ياماما لازم تعرفي اني ما خرجت من الجواز ده لوحدي. صفية :يعني يا حبيبتي؟ صافي :ماما انا حامل. صفية بصدمة :حامل؟ صافي بحزن: ايوا حامل يا ماما ولو ده حيضايق حضرتك انا امشي. فابتسمت صفية وامسكت يد صافي وقالت: انت هبلة ولا ايه انا مش مصدقة ان وانت عندك ١٧سنة تكوني حامل ومطلقة حرام ليه يحصل كده؟ صافي بابتسامه حزن: الحمد لله ياماما وبعدين يمكن ربنا حطني في اللي انا فيه ده عشان اخرج منه بابني سندي في الدنيا. صفية :ربنا يتم لك على خير. (ذكرى أخرى) في فيلا جد صافي في السعودية وبعد سفرهم بعدة ايام لم تكن صافي أخبرت أهلها عن زواجها او حملها كانت خائفة من رد فعلهم وفي ذلك اليوم استيقظت من نومها بوهن وتعب وكانت تشعر بالدوار خرجت من غرفتها وهي تستند الي الحائط والباب ولكنها لم تقدر اكثر لتسقط أرضا غرفة فيصل في نفس طابقها ولكن بعيدة وهو في ذلك الوقت خرج من غرفته ذاهبا لعمله حين سمع صوت الاصطدام فأسرع في اتجاهه بصدمة ليجد صافي وهي فاقدة الوعي بلبسها المنزلي وشعرها الحر دون حجاب حاول افاقت ها وهو ينادي باسمها دون أن يلمسها ولكنها لم تستجيب له فأسرع وطرق الباب المجاور وبعد قليل خرجت صفية ويبدو عليها علامات النوم وهي تلف رأسها بالحجاب فقالت باستغراب :فيه حاجة يابني؟ فأشار فيصل الي صافي وقال: ما بعرف شو اللي صاير مع صافي ما بترد. فاسرعت صفية إليها وأخذت تحاول افاقت ها ولكن دون جدوى فنظرت له وقالت :لازم ناخدها المستشفى حالا. فيصل :ايه بس كيف وهي غميانة؟ صفية :انت موجود شيلها. فيصل بصدمة: شو كيف يعني وانا مو محرم لها؟ صفية :يعني نسيبها تموت لحد ما نجيب لها محرم؟ فيصل: راح أخبر الإسعاف. صفية :يعني هو المسعف اللي محرم لها وبعدين اعتبر نفسك يا سيدي دكتور. شعر فيصل بالحرية فقالت :يلا يا ابني الله يصلح حالك. فتنهد فيصل وقال: ماشي هاتي عبايتها ويلا مشينا. فاسرعت الي الداخل وأخذت عباءة وطرحة واسرعت اليهما وقامت بمساعدته بإلباس صافي العباءة والطرح ثم حملها فيصل وأسرع الي الاسفل بينما اخذت صفية لها عباءة هي الأخرى واسرعت للخارج حيث وضع فيصل صافي في المعد الخلفي في سيارته وحضرت صفية وجلست بجانبها بينما هو جلس مكان السائق وانطلق بالسيارة الي المستشفى ودخل الي المدخل وأسرع ونزل لحملها مرة أخرى وادخلها وخلفه صفية فاخذها منه الطاقم الطبي فقال لصفية :خليكي معها راح أصف السيارة بعيد عن مدخل المستشفى وراح ارجع لكم. فهزت رأسها واسرعت الي حيث أخذوا صافي بينما صف فيصل سيارته وعاد الي الداخل وسأل عن صافي فاخبروه بمكانها فذهب ووقف أمام الغرفة قليلا حتى خرج الطبيب فقال له :خير يا دكتور؟ الطبيب :تعبانة شوية ومع وضعها هاد بدها راحة كتير ورعاية. فيصل باستغراب :وضع شو دكتور؟ الطبيب :الحمل. فيصل بصدمة :الحمل؟ الطبيب دون أن يلاحظ صدمة فيصل: ايه المرة الحامل بدها رعاية وراحة واكل كويس. ثم تركه وذهب اشتعل الغضب به فكيف لقريبته الطفلة ان تكون حامل وهي لم تتزوج شعر بنار في صدره واشتعلت عينيه بالشر واقترب من الغرفة ودخلها دون أن يطرق ثم أغلق الباب بقوة ليصدر صوت عالي لتفزع كلا من صافي وصفية وصرختا حين اقترب منهما فشعرت بالفزع من شكله فانكمشت صافي وهي تتمسك بصفية بينما هو قال: كيف تخدعينا يا فاجرة عاملة فيها العاقلة والكبيرة وانت مضيعة شرفك؟ فنظرت له صافي وحاولت التماسك من الخوف وقالت :انا ما اسمحش لك تقول عني كده. فيصل :اه يالحقيرة وكمان بتردي الكلام اللي متلك لازم يندفن بعاره. صافي :انت مش عارف حاجة. فيصل: كيف مش عارف واحدة رخيصة وحقيرة حامل من غير جواز. فاخذت صافي تبكي بينما ربتت صفية على رأسها وقالت لفيصل: اسمع يا ابني انت مش كبيرها كبيرنا كلنا جدك كلمه ييجي وهو اللي يسمع منها. فقال: اكيد بكلمه ياجي يشوف فضيحة الهانم. ثم اخرج هاتفه وحدث جده وطلب منه الحضور الي المستشفى وأخبره بغرفة صافي وبعد مرور بعض الوقت دخل الجد الغرفة والقى السلام ثم اسرع إليها ليضمها اليه وهو يقول :الغالية مالها الف سلامة عليكي يا قلب شايبك. فتمسكت به وهي تبكي بينما قال فيصل ساخرا: الغالية حامل يا جدي. فنظر اليه بصدمة بينما شعرت صافي بالخجل والذل مما هي فيه فقال جدها بصدمة: كيف يعني حامل؟ فيصل :ايه يا جدي الغالية بنت الغالية حامل ضيعت شرفها وجابت لنا العار. شدد بندر يده حولها بقوة كادت ان تحطم عظامها بينما هي تأوهت من الألم فقالت صفية وهي تصرخ بينهما :بس كفاية البنت ما عملتش حاجة غلط. فيصل ساخرا: كيف ما عملت غلط والحمل؟ صفية وهي تحاول تحريرها من يد بندر: ايوا مش غلط مش غلط الست المطلقة تكون حامل. فشعر الاثنين بالصدمة بينما ترك بندر صافي التي ارتمت في حضن صفية وهي تبكي بينما قال فيصل باستغراب :كيف يعني كانت متجوزة وأطلقت؟ صفية :ايوا كانت متجوزة وأطلقت. فيصل :وليش أطلقت؟ صفية :أطلقت لان امه ما كانتش عايزاها وهو كمان اتجوز من كام يوم. ثم اخذت تحكي لهما عن زواج صافي ويوسف وحياتها معه وكل شئ يخصها ثم قالت: ولو انتما لسه مش مصدقين ممكن اكلم اخو يوسف ييجي يأكد الكلام ده. نزلت دموع بندر على قسوته على حفيدته بينما شعر فيصل بالخجل من نفسه فخرج من الغرفة حين اقترب بندر من صافي وجذبها اليه وضمها وهو يعتذر على ما بدر منه ويطمئنها على نفسها وطفلها وانه سيحميها من اي احد
اخذت صافي تتذكر مواقفها عندما كانت تذهب إلى معايدة الحمل عند الطبيبة وتجد وجود الزوج مع زوجته وتفتقد ما حرمت منه لقد تواجد معها الجميع حتى عبدالرحمن الذي قابل جدها واقنعه ان تكمل دراستها معه في لندن كان يقف بجانبها ولكنها كانت تفتقد يوسف كثيرا وتذكرت الام الولادة التي اتتها وهي وحدها في السرير وصراخها حتى أتت صفية وسلمي وقاموا بنقلها الي المستشفى وسعادة الكبيرة بولديها يزن ويزيد ورغم ذلك كانت سعادتها ناقصه وجوده.         اخرجها من ذكرياتها دخول سلمي عليها وقالت بلهفة :فيه ايه يا صافي؟ فوقفت صافي وقالت: الولاد اتخطفوا
نهاية البارت الرابع والثلاثون

لست بقربي.......... لكنك في اعماقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن