البارت التاسع والعشرون

331 5 0
                                    


في اليوم التالي جلس يوسف في مكتبه ورفع سماعة الهاتف وطلب رقم وانتظر الرد ليسمع صوت يقول :شركة السند يافندم اي خدمه؟ يوسف :عايز مدام صفية لو سمحت. الصوت باستغراب :افندم مين؟ يوسف بمرارة فهو لا يحب الاسم الذي سينطقه :مدام صافي. الصوت :تمام يا فندم ححولك على مكتب السكرتارية. فسمع صوت صفير ثم اتاه صوت سوسن وهي جالسة على مكتبها: مكتب مدام صافي الفيصل يا فندم. يوسف :ايوا يا سوسن انا يوسف الجوهري. ابتسمت سوسن وقالت :اهلا يوسف بيه ازاي حضرتك؟ يوسف :الحمد لله يا سوسن ممكن اكلم صافي؟ سوسن بتردد :هي عندها اجتماع دلوقتي حكلمها واشوف اذا ممكن تستقبل مكالمتك. يوسف :اوكي انا معاكي. فضغطت سوسن زر في الهاتف ليرن الهاتف في مكتب صافي حيث جلست مع فيصل الذي قال :وبعدين؟ فقالت :لحظة يا فيصل بعد اذنك. ثم رفعت سماعة العازف ووضعتها على اذنها وقالت :ايوا يا سوسن. سوسن :يوسف بيه عايز حضرتك. صافي :هو عندك؟ سوسن :لاء على التليفون. صافي :قل له اني في اجتماع ولو يوسف طلب يكلمني او يقابلني انا مش موجودة. سوسن :اوكي. ثم ضغطت زر لتعيد الاتصال بيوسف الذي يجلس يترقب وقالت :اسفة يا يوسف بيه الهانم مشغولة ومش حتقدر تكلم حضرتك. يوسف بخيبة امل :اوكي يا سوسن حبقي اكلمها تاني. ثم وضع سماعة الهاتف وتنهد بخيبة امل فهو يعرف انها تتهرب منه ولكنه لن يستسلم
وضعت صافي سماعة الهاتف والتفتت الي فيصل وقالت :اوكي وانت بقى حتستني جدي ولا حتسافر؟ فيصل :لسه ماقررتش. ثم صمت قليلا وقال :هو انت مش حتقابليه؟ صافي :هو مين؟ فنظر فيصل الي الهاتف فهزت صافي رأسها بتفهم وقالت :لاء مش حقابله انا ويوسف انتهينا يافيصل هو مش عايز يستوعب الكلام ده براحته. فيصل :بس شكله مش حيستسلم بسهولة. صافي :براحته بس اللي خايفه منه حاجة واحدة. فيصل :ايه هي؟ صافي :جدي. فيصل باستغراب :ماله جدي؟ صافي :امبارح وانا بكلمه حسيت انه عايزني ارجع ليوسف يعني لو يوسف كلمه ممكن يحاول يرجعني له. فيصل بحدة :وانت حتوافق؟ صافي :اكيد لاء. فيصل :طيب انا عندي حل يبعده عنك. صافي :حل ايه؟ فيصل بخبث: نتجوز. فنظرت له بضيق ثم هزت رأسها باستنكار وقالت :يعني اخلص من يوسف أقع في فيصل؟ فضحك فيصل وقال :يعني انا وهو في كافة واحدة؟ صافي :انت عارف اني مش عايزة اتجوز مش حقدر اخلي حد يتحكم فيا بعد اللي حصلي مع يوسف فيصل :بس انا مش يوسف. صافي :الله يخليك يا فيصل انا بعز بلاش كل شوية كلام في موضوع الجواز ده. فيصل :مش قادر انا بحبك وحفضل احاول. صافي :صدقني انا مش حسعدك. فيصل :انت اكتر انسانة ممكن تسعدني لاني بحبك. صافي :مافيش فيك امل. فابتسم فيصل وقال :وراكي وراكي. فضحكت صافي وهي تهز رأسها
تكررت محاولات يوسف الاتصال بصافي ولكنها كالعادة ترفض استقبال مكالمته او مقابلته وفي يوم وضع على شركتها رقابة لها ليعرف موعد خروجها من الشركة وبالفعل اتاه الاتصال ليخبره انها خرجت من الشركة وذهبت الي النادي ليسرع الي سيارته ويقودها الي النادي ليدخل ويبحث عنها في أنحاء النادي وفجأة وهو يمشي صدم طفل صغير يبدو في السادسة من العمر ليقع الطفل أرضا ويبكي فجلس يوسف بجانبه على ركبتيه وقال :انا اسف سامحني. ثم ربت على كتف الطفل وقال :اهدي يا حبيبي انت هنا مع مين؟ الطفل :مع انا. فابتسم يوسف وتذكر كيف ينادي جدته ثم قال: طيب وهي فين؟ الطفل :عند البسين. يوسف :طيب يلا اوديك. الطفل :توديني ازاي؟ ي :اشيلك. الطفل بحدة: ليه فاكرني مش رجل؟ شعر يوسف بالاستغراب من رده بينما اكمل :انا رجل كبير واقدر امشي لوحدي. فابتسم يوسف لطفولته فهو منذ قليل كان يبكي والان يقول هذا ولكنه لم يحاول إخراجه فقال يوسف :طبعا رجل عشان كده عايز امشي معاك لحد هناك. الطفل وهو يقف :اوكي يلا. فوقف يوسف وقال :يلا. ثم مد يده للطفل فنظر له الطفل ليشجعه يوسف علي الإمساك بيده فامسكها الطفل ومشي مع يوسف فقال يوسف :انت اسمك ايه؟ الطفل: يزن. يوسف :اسمك جميل. يزن :وانت اسمك ايه؟ يوسف :انا اسمي.... فقاطعه صوت فتاة :يزن. فنظر إليها بينما اقتربت منهما فتاة في الثلاثينات من العمر بسيطة في كل شئ في جمالها وملابسها ووقفت أمام يزن وقالت :ازاي تجري كده وتسيب انا؟ فنظر الطفل الي الأرض بخجل بينما اكملت :عارف لو ماما عرفت حتعمل فيك ايه؟ فنظر الطفل إليها برجاء وقال :الله يخليكي يادادة ما تقولي لماما حاجة حتعقبني وتحرمني من النادي. فتنهدت ونظرت له لتجده يمسك بيد يوسف فنظرت له وقالت :مين حضرتك؟ يوسف :الولد كان بيجري وخبط فيا ووقع فأنا ساعدته. الفتاة :شكرا هو مغلبني انا وجدته. يوسف :وفين اهله؟ الفتاة :انا الدادة بتاعته وهو عايش مع مامته لان اهله منفصلين. فشعر يوسف بالحزن لأجله فقال: طيب ارجوك بلاش تحكي لمامته عشان ما تزعلوش. الفتاة :عشان خاطر حضرتك بس. فابتسم يوسف ثم اخذ يعبث بيده في شعر يزن وقال :يلا يا حبيبي روح مع دادة ونتقابل تاني. فابتسم يزن وامسك يد مربيته وقال :باي يا انكل. ثم مشي مع مربيته وهو يشير ليوسف بيده مودعا فأشار له يوسف بيده وابتسم لبراءة هذا الطفل ثم عاد لما كان عليه ولكنه لم يجد صافي في اي مكان.                   مرت الايام وفقد يوسف الأمل في ان تسمح له صافي بمقابلتها  او حتى تستقبل اتصاله لذلك قرر ان يجبرها على مقابلته لذلك انطلق الي شركتها في الصباح الباكر وسأل عنها في الاستقبال فعلم انها على وصول لذلك عاد الي سيارته وجلس بداخلها وانتظرها حتى وصلت سيارتها يقودها السائق ونزلت منها بكامل اناقتها وهي تتحدث في الهاتف تصنم يوسف في مكانه من رؤيته لها ولم يتحرك الا عندما اختفت من أمامه داخل الشركة لينزل من سيارته الي داخل الشركة جلست سوسن في مكتبها حين دخل عليها يوسف وقال :ازايك يا سوسن؟ فرفعت سوسن رأسها ونظرت له وقالت بتوتر: يوسف بيه اهلا وسهلا. يوسف بخبث؛ الحمد لله صفية موجوده؟ سوسن :عندها اجتماع. يوسف :بالسرعة ديه انا لسه شيفها حالا داخله الشركة؟ سوسن بتوتر: ماهو اصل. فهز يوسف رأسه واقترب من الباب المؤدي الي مكتب صافي ليفتحه حين قالت سوسن تعترضه وهي تقول :يوسف بيه ماينفعش كده. بينما هو فتح الباب لتلتفت لهما صافي التي وقفت أمام النافذة فابتسم يوسف وقال :واضح انها مشغولة فعلا. فقالت سوسن تحدث صافي :انا اسفة جدا يا فندم ماقدرتش امنعه. فهزت صافي رأسها واشارت لها بالخروج فدخل يوسف حين خرجت سوسن واغلقت الباب فمشت صافي لتجلس على مكتبها بينما وقف يوسف يأكلها بعينيه ويشبع شوقه لها دون أن يقترب منها فقالت :مقتحم مكتبي عشان تفضل واقف تتفرج عليا؟ فابتسم بهيام وقال :ياريت افضل كده طول العمر أقف جانبك ابص عليكي. فتنهدت صافي بضيق وقالت :بلاش شغل المراهقين ده مش لايق عليك واتفضل اقعد قل اللي عندك لاني مش فاضية لك. فاقترب منها وجلس أمامها وسند رأسه على ذراعه التي وضعها على مكتبها وهو ينظر لها وتنهد بهيام 😍 فقالت بضيق :يوسف وبعدين في حركاتك ديه انت كبير بلاش مراهقة؟ يوسف وهو يبتسم :صفية حبيبتي كانت بتحب حركاتي ديه. صافي ببرود: عشان كده ماتت بسبب غبائها. يوسف بحزن: عمرها ما حتموت طول ما انا عايش ومسيرها ترجع لي تاني حبيبتي الطفلة اللي كانت بتفرح من شكولاتة او وردة 🌸. فتنهدت صافي وقالت :صدقني انت بتضيع وقتك لأنها ياحرام ماتت عارف ماتت امتى؟ فلم يرد عليها فاكمل بحدة :يوم ما سمعت حبيبها وهو بيتفق مع والدته عليها وانه يتجوز وكمان يخدوا منها ابنها مش بس كده كان اناني جدا لدرجة بعد كده يطلب منها انهم يكونوا مع بعض في السر خوفا من غضب والدته وطبعا مراته الجديدة. يوسف بخجل وندم :انا عارف اني كنت ضعيف لكن صدقيني من يوم ما سيبتك ما شوفتش يوم حلو. صافي بسخرية :ليه ما شاء الله ديه حتى المدام التانية كانت وشها وش خير عليك الشركة كبرت وبقيت مجموعة؟ يوسف بألم :صدقيني كنت بشغل نفسي في الشغل لما يإست اني القى مكانك واوصل لك. صافي :الكلام في اللي فات مالوش لازمه يا يوسف من فضلك. يوسف :طيب خلينا ننسى اللي فات ونشوف المستقبل. صافي :يعني ايه؟ فابتسم يوسف :نتجوز من تاني. فتنهدت صافي بضيق ليكمل :ارجوكي خليني اعوضك عن كل اللي شوفتيه معيا. صافي بحدة :يوسف ارجوك ارحمني وابعد عني احنا خلصنا. يوسف: بس انا... فقاطعته صافي :من فضلك من هنا ورايح ما فيش بينا غير الشغل وبس اي حاجة تانية بلاش. يوسف :ارجوكي يا صفية. صافي بحدة: صافي اسمي صافي. يوسف بتحدي :صفية وحتفضلي صفية. وقفت صافي وقالت :من الواضح انك عندك وقت وعايز تضيعه عشان كده من فضلك انا وقتي له تمنه لو مافيش حاجة مهمة ممكن تمشي انا عندي شغل. فوقف وقال :انا حمشي بس مش حييأس وحفضل احاول لحد ما ترجعي لي. صافي بحدة :مع السلامة. فمشي يوسف من المكتب لتجلس بغضب.
جلس يوسف في سيارته وهو يشعر بالضيق يعلم أن طريقه لن يكون سهل لها ولكنها أصبحت صعبة للغاية وليست حبيبته الرقيقة واللطيفة يعلم أن له يد في تغيرها والشخصية الجادة التي تحولت إليها ولكنه سيعيدها اليه ولن يستسلم ابدا. ولكنه الان بحاجة إلى شخص ليتحدث معه كان من الممكن أن يكلم عبدالرحمن ولكنه يحب صافي لذلك ليس له غير صديقه ليخرج هاتفه ويبحث عن رقمه حتى وجده وطلبه ثم وضع الهاتف على اذنه وانتظر قليلا ثم قال :فينك؟ ليأتيه صوت طارق يقول :اكيد عايزني في حاجة انت ما تعرفني الا لما يكون لك مصلحه. يوسف بضيق :حتقول انت فين ولا اقفل؟ طارق بجدية :انا بفطر في النادي تعالي حستناك. يوسف :ماشي مسافة السكة. طارق :اوكي. ثم انزل هاتفه ووضعه على الطاولة أمامه ونظر الي ديما التي تجلس أمامه فقالت :يوسف جاي؟ فهز رأسه وقال :ايوا شكل فيه حاجة. ديما :حاجة زي ايه؟ طارق :اكيد بخصوص صفية. ديما :صفية هما لسه منفصلين؟ طارق :ايه صعبان عليكي؟ ديما بضيق :فيه ايه يا طارق؟ لو بتزعل لما اكلمك على يوسف ما تجيب سيرته قصادي. تنهد طارق بضيق وقال :انا اسف مش قصدي بس انا بغير عليكي. ديما :لازم تقدر تفرق بين انه صاحبك وانا مراتك وبين انه كان جوزي والا مش حتقدر تجمع بينا خصوصا انك عارف انه بيحب صافي. طارق :بس انت كنت بتحبيه وده اللي مش قادر انساه. اخذت ديما حقيبتها ووقفت وقالت :انا حمشي قبل ما كلامك يطور وساعتها انا وانت حنخسر. فامسك يدها وقال برجاء: اقعدي. ديما :انا كده كده لازم امشي قبل ما يوسف يوصل لحسن تقول اننا بنسبل لبعض. فابتسم طارق فقالت :انت بتضحك؟ فزادت ابتسامته فقالت بضيق :بعد اذنك. ثم تركته ومشت فهز رأسه ومشي خلفها وامسك ذراعها وقال خامسا :والله بحبك وبغير عليكي اعمل ايه ما صدقت انك تكوني ليا مش قادر أتصور اني اخسرك تاني. فتنهدت بضيق وقالت :بس ما ينفعش كده ياطارق يوسف صاحبك واكيد حنتجمع كتير مع بعض يبقى كل مرة خناقة؟ طارق :خلاص انا اسف يلا اما اوصلك. ثم خرج معها الي البارك حيث ركبت سيارتها وتحركت بها وأشار هو لها مودعا حين توقفت سيارة يوسف أمامه ونزل منها واغلقها ونظر له باستغراب وقال :ايه اللي موقفك كده؟ طارق :كنت بوصل ديما. يوسف باستغراب :ديما؟ طارق بحدة :اه ديما فيه حاجة؟ فابتسم يوسف وقال :خلاص يا عم اهدي. فتنهد طارق وقال: يلا اتفضل اما نشوف سيادتك عايز ايه. فضحك يوسف ومشي معه الداخل مر بعض الوقت ويوسف جالس وهو شارد ولا يتحدث بينما طارق جالس أمامه ينظر اليه ثم قال :والله لو اعرف انك حتقعد كده من كلام ماكنت قابلتك. فنظر له يوسف وقال :تعبت يا طارق. طارق: من ايه؟ فتنهد يوسف ثم قال :من نفسي ومن امي ظلمتها ومش عارف اعمل ايه علشان تسامحني. طارق :صفية؟ يوسف :وهو فيه غيرها مجنني؟ طارق :وبعدين؟ يوسف :بحبها قوي قوي يا طارق بس هي مش قبلاني وبتتهرب مني النهاردة اول يوم اشوفها من يوم رجعنا من شرم وغصب عنها اقتحمت مكتبها لأنها مدية أوامر برفض مكالماتي. طارق :وبعدين؟ يوسف :طلبتها للجواز وطبعا رفضت. طارق :يعني خلاص يأست منها؟ يوسف: عمري انا بحبها ومش حستسلم ولا حبعد الا لما ترجع لي. لفت نظره من بعيد يزن الذي التقاه من ايام فابتسم فنظر طارق حيث ينظر ورأي يزن فقال له :تعرفه؟ يوسف : شفته هنا في النادي من كام يوم. ثم وقف وقال :حشوفه واجي. ثم ذهب اليه وجلس بجانبه وقال له :ازايك يا حبيبي؟ فنظر اليه الطفل باستغراب فقال يوسف :ايه يا حبيبي انت مش عارفني؟ شعر الطفل بالخوف وصرخ بذعر ليصاب يوسف بالصدمة.
نهاية البارت التاسع والعشرون

لست بقربي.......... لكنك في اعماقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن