البارت الرابع والخمسين
مرت الايام وتحسنت حالة يوسف كثيرا بالاهتمام والعلاج الفيزيائي تم نزع الجبس عن قدمه واستطاع الحركة بمفرده كما عاد لعمله ولكنه لم يسمع اي اخبار عن صافي منذ ذهابها من منزله ووقف كبريائه أمامه حتي لا يسأل عن أخبارها بينما استطاع دائما رؤية أطفاله حيث كان يرسل إليهما ليحضرهم اليه ثم يعيدهم مرة أخرى ولكن حتى من خلال حديثه معهما لم يعرف أي اخبار عنها وكأنها اختفت لم يكن على لسانهما سوي اخبارهما مع جدتهم صفية وسلمي فقط ولكن كانت تأكله الغيرة حين يرى عبدالرحمن وهو يتحدث في الهاتف وهو في قمة السعادة والفرح فهو يعلم انه يحدثها بينما محرم عليه هو أن يعرف حتى أخبارها بينما بطلتنا عزلت نفسها في منزلها لم تقابل احد الا سعاد وفريدة وعبدالرحمن الذين ساعدوها كثيرا على تخطي ما تمر به من إحباط بالإضافة إلى وجود طفليها وشوقها لطفليها الذين تحملهما لذا تماسكت ولكنها تركت أمور الأعمال الي سلمي والتي ساعدها عبدالرحمن كثيرا الا من أمور قليلة تقف أمامهما تقوم بمساعدتها بها وهكذا مرت أيامهما هو منشغل بعمله كما حدثته ديما اكثر من مرة ولكنه لم يتطرق الي أخبارها عن انفصال عن صافي بينما تلك الأخيرة منعزلة عن الجميع الا صديقاتها الطبيبتين وعبدالرحمن والذي كان يعد على قدم وساق التجهيزات اللازمة بزفافه والذي بقى عليه ثلاثة أشهر او اقل وفي يوم جلس يوسف في مكتبه يتفحص عدة ملفات أمامه حين دخل عليه عبدالرحمن وهو يحمل صندوق صغير في حجم المغلف الخاص بالملف والقى السلام على يوسف ثم جلس أمامه على الكرسي المقابل للمكتب ووضع الصندوق على المكتب بجانبه فنظر له يوسف وقال ببرود :خير ياعبدالرحمن مش فاضي؟ عبدالرحمن :ليه ياعم وراك ايه؟ يوسف :طبعا هو انت وراك حاجة غير اللعب وسايب الشركة والدنيا تضرب تقلب. فابتسم عبدالرحمن وقال: ماعلش بقى يايوسف عريس بقى والواحد مش حيتجوز كل يوم وانا عن نفسي ان شاء الله مش ناوي اعملها تاني. فنظر له يوسف بحدة بينما قال عبدالرحمن :اه مش كل الرجالة يوسف بيه الجوهري انت اتجوزت مرتين وعملت تلت أفراح وشكلك حتعمل الرابع مع الجواز الجديدة. زفر يوسف بضيق وقال :عبدالرحمن خلص عايز ايه؟ ثم أشار الي الصندوق الذي احضره معه وقال :وده ايه اللي انت داخل عليا بيه ده؟ فابتسم عبدالرحمن ببلاهة وقال :ما هو ده اللي انا جايلك علشانه. يوسف بنفاذ صبر :خير؟ فاسرع عبدالرحمن ووقف ثم اقترب ليقف بجانب يوسف ووضع الصندوق أمام يوسف وفتحه وهو يقول؛ اختار معيا احترت قلت اجي اخد رأيك وتختار معيا فنظر يوسف بداخل الصندوق ليجد عدة بطاقات مختلفة التصميم فقال له :ده ايه؟ عبد الرحمن وهو يفرز البطاقات لتظهر التصاميم المختلفة :دول بطاقة الدعوة مش قادر اقرر اي واحدة قلت اخد رأيك. ثم قرب منه إحدى البطاقات وقال: ايه رأيك في ديه؟ وقرب أخرى وقال له: ولا ديه الحقيقة محتار. فزفر يوسف بضيق لا يصدق ما يفعله شقيقه فاخذ منه البطاقات ووضعهم مرة أخرى في الصندوق ثم وضع غطائه فقال له عبدالرحمن :ايه يا يوسف انت مش عجبك اي واحدة فيهم؟ فقال له يوسف :انت بتعمل ايه ياعبدالرحمن؟ عبدالرحمن :ايه يا يوسف مش انت اخويا ألجأ لمين لو ما لجئتش ليك؟ يوسف بعد أن زفر بضيق :يعني انت شايف وضعنا ده طبيعي؟ عبدالرحمن :ايه الغريب في وضعنا انت خلاص مش اخويا؟ يوسف :لا ياعبدالرحمن اخوك بس الغريب انك تيجي عايزني اختار معاك تفاصيل جوازك وانت بتخطط لجوازك من مراتي اللي لسه مراتي لحد دلوقتي انت شايف ان ده شئ طبيعي؟ اخذ عبدالرحمن الصندوق وعاد ليجلس على الكرسي أمام المكتب مرة أخرى ووضع الصندوق هذه المرة أمامه على الطاولة الصغيرة ثم قال :مين قال لك ان انا حتجوز صافي؟ يوسف بسخرية :عبدالرحمن بلاش كدب ولف ودوران انا وصافي حنطلق حتى لو عرفت انها حتتجوزك بعد انفصلنا مالوش داعي الإنكار. عبدالرحمن :واللهي انفصلت عنها او لاء ديه بتاعتكم انتم ما يخصنيش. يوسف :قلت لك بلاش تلف وتدور عليا انا سمعك انت وهي وانتم بتتفقوا على الجواز حتى كانت بتقول لك انكم لازم تتجوزوا بسرعه عشان تسافروا. ثم ضحك ساخرا وقال: الهانم شكلها نسيت انها حامل وان عدتها تخلص لما تولد يظهر انها مستعجلة قوي انها تتجوزك. فضحك عبدالرحمن كثيرا فنظر يوسف له بغضب وقال له: انت كمان بتضحك انت شمتان فيا للدرجة ديه؟ عبدالرحمن بسخرية وهو مازال يضحك: ههههههههههههه فوق ماتتخيل لان اللي انت فيه ده شافته صافي زمان لما انت اتجوزت ديما وهي كانت حامل في الولدين وكانت يعيني عليها حتموت من غيرتها عليك انك اتجوزت واحدة تانية غيرها. يوسف بتهكم: اهي حتخلص مني خالص وتتجوز تاني وتبعد. عبدالرحمن ببرود : ديه حاجة تخصها تخلص منك ماتخلصش تتجوز ماتتجوزش زي ما قلت لك حاجة تخصها. يوسف :اظن كفاية كدب بقى انا قلت لك انا سمعتك انت وهي. عبدالرحمن :طيب ما علش لحظة واحدة. ثم اخرج هاتفه وطلب رقم ووضع الهاتف على المكتب ووضعه على وضع السماعة الخارجية وقال وهو يشير الي الهاتف: اسمع بنفسك. لينظر يوسف الي الهاتف ليجد كتب على الشاشة جاري الاتصال حرمنا لتنطلق صوت جرس الطلب حتى اتاه صوت انسوي يقول: الو. عبدالرحمن :ايوا ياحبيبي عاملة ايه؟ الفتاة: ايه يا ابني ما احنا كنا لسه مع بعض من ساعة؟ عبدالرحمن :يعني انا غلطان اني بسأل عليكي؟ الفتاة بعد أن ضحكت: مرسيه ياسيدي شكرا. عبدالرحمن :خلصتي شوبينج؟ الفتاة: اممممممم خلصت. عبدالرحمن :كترتي زي ما قلت لك من اللانجيري والحاجات اللي بالي بالك؟ الفتاة بشهقة: اه انت قليل الادب. عبدالرحمن :ياحبيبي يحرمنا المصون لو ماكنتش اكون قليل الادب معاكي حكون مع مين بس؟ الفتاة بحدة: عبدالرحمن كفاية هزار عشان الموضوع حيقلب بجد وحنزعل من بعض. عبدالرحمن :لا ياحبيبي وعلى ايه بس انت فيكي حاجة مش طبيعية مالك؟ الفتاة بنبرة حزن في صوتها: ابدا كان نفسي صافي تكون معيا بس مش مشكلة انت طبعا عارف حالتها من يوم ما رجعت من بيتكم. انتبه يوسف جيدا الي الحديث حين جائت سيرتها في الحوار بينما قال عبدالرحمن :ماعلشي ياحبيبي بكرة الوضع يهدي بينهم. سلمي :المشكلة انه حتى اخوك من يومها واهو عدي حوال الشهر مافكرشي حتى يسأل عليها الواحد بدأ يصدق كلامها وانه فعلا كلان عايز يخلص منها. شعر يوسف بالاستغراب من كلامها بينما قال عبدالرحمن :ماعلشي ياحبيبي بس سؤال هو انتي مين؟ سلمي بصراخ: انت اهبل ياعبدالرحمن هو انت حتتجوز كام واحدة ان شاء الله عشان تسألني انا مين؟ عبدالرحمن :هي واحدة واوعدك مش حكررها بس بتأكد بس اني اخترت صح. سلمي :ماشي ياسيدي على العموم انا سلمي خطيبة سيادتك السرية هاه. عبدالرحمن :خلاص بقى ياسلمي مايبقاش قلبك اسود اكيد يعني مش حتفضلي خطيبتي السرية على طول ما انا اهوه بختار بطاقة الدعوة اللي حيتكتب فيها اسمك واكيد يعني مش حتزف في القاعة اللي جننتني عشان نلقيها لوحدي. سلمي :لا ياشيخ اقول لك على حاجة اعمل زي ما بعض الناس بتعمل واكتب في الدعوة ان زفافك على الانسة s. ابتسم كلا من يوسف وعبدالرحمن حين قال الاخير: تصدقي فكرة وانتي كمان تنقي فستانك بنقاب عشان السرية تكمل. سلمي :لاء وعلى ايه ياحبيبي ونعمل فرح من أصله ليه ولا نتنيل نتجوز ليه من أصله ما احنا كده كويسين تشيل همي واشيل همك ليه؟ عبدالرحمن :خلاص ياجدع انت قفشت ليه؟ سلمي :جدع ماشي اقفل ياعبدالرحمن بدل ما ابعت لك دبلتك اللي انا لسه ما لبستهاش. عبدالرحمن :لا ياقلبي وعلى ايه انا ماقدرش على بعدك. سلمي :طيب يلا سلام وحكلمك بعدين. عبدالرحمن :اوكي باي ياحبيبي. ثم أغلق الهاتف وقال وهو يوجه حديثه ليوسف :هاه سمعت عرفت انا خاطب مين؟ يوسف :يعني لما كنت بتتكلم مع صفية كنت بتتكلموا عن جوازك من سلمي؟ عبدالرحمن :بالظبط كده. يوسف :بس انت كنت بتحب صفية. عبدالرحمن :ما اقدرش انكر اني أعجبت بالبنت الشاقة اللي كلها حيوية وحياة اللي في فترة قليلة جدا كانت أقرب لي من اخويا الوحيد ومن امي وما انكرش اني اتمنتها تكون فعلا مراتي ولما انت وهي انفصلت انانيتي اشتغلت وحاولت فعلا اني اكسبها لصالحي بس في الوقت ده انا قسم وقفت لي ومنعتني اني انفذ الطلاق اللي انت كنت موكلني فيه ومع ذلك ده ما منعنيش اني حاولت اقرب منها اكتر لكن هي كانت بتعاملي اني اخوها وبس مش اكتر عشان كده قررت اسمع كلام انا قسم. يوسف :كلام ايه ده؟ عبدالرحمن :قالت لي ان صفية مكتوبة على اسمك انت ولازم ادور على حد مكتوب على اسمي. يوسف وهو يبتسم :ومالقيتش غير سلمي؟ عبدالرحمن وهو يبتسم :بت جادعة وزي ما بيقولوا ما محبة اللي بعد عداوة والقط ما بيحبش الا خناقه. فضحك يوسف ثم صمت وقال :لكن تعالي هنا لما مافيش حاجة بينك وبين صفية ازاي تحضنها؟ عبدالرحمن باستغراب :انا تحضنها امتى حصل ده؟ يوسف : يوم ما سمعتكم وانتم بتتكلموا. عبدالرحمن :انت شوفتنا امتى اصلا؟ يوسف :يوم ما عملت الحادثة وصلت البيت سمعتكم وانتم بتتكلموا حتي كانت هي بتعيط وبتقول لك انها غلطت لما رجعت لي وانت تقريبا كنت بتخفف عنها روحت حضنتها. عبدالرحمن :انا فاكر اليوم ده كويس لأن صافي اتصلت عليا وقالت لي انها تعبانة جدا روحت لها المستشفى عند الدكتورة سعاد وعرفت انها كان عندها نزيف لان ضغطها كان عالي. فهب يوسف واقفا وقال: انت بتقول ايه وازاي انا ما اعرفش الكلام ده؟ عبدالرحمن :اهدي بس اهدي هي مجرد ما وصلت المستشفى وبقيت كويسة وقدروا يسيطروا على النزيف بس الحقيقة هي كانت تعبانة خالص مش بس جسمانيا كمان نفسيا عشان كده لما طلبت اني ما بلغكش بتعبها ما عرضتهاش. يوسف وهو يجلس مجددا: لاء جدع ونعم الأخ. عبدالرحمن :يعني كنت عايزني اعمل لك ايه؟ يوسف :بقى مرات اخوك الحامل تكون تعبانة وفي نزيف ولأنها قالت لك ماتبلغنيش توافق طيب افرض ياسيدي انه في مشكلة بيني وبينها ليه تطاوعها. عبدالرحمن :السبب حالة صافي في الوقت ده بعد ما اطمنا عليها اخدتها البيت وهناك أكدت لي انها مش عايزة ترجع لك عشان كده قلت اكلم معها عن جوازي انا وسلمي يعني اغير الوضع شوية واحنا بنتكلم بلغتني انها ناوية تسافر وتبعد عنك وان لازم استعجل جوازنا في أقرب فرصة ساعتها كانت هي بتبكي وافتكر ان عشان كده انا اخدتها في حضني. يوسف وهو يبتسم :بمزاج سيادتها هو تسافر على كيفها مالهاش واحد حيموت عليها. فابتسم عبدالرحمن وقال: والله انت حر بس اوعي تجيب سيرة قدام سلمي اني حضنت اختها لحسن ديه تطين عيشتي. يوسف :اول ما سمعت منكم الكلام ده وشفتها في حضنك كنت حتجنن كنت ممكن اقتلكم وقتها عشان كده اخدت العربية ومشيت بأقصى سرعة. عبدالرحمن :وده سبب الحادثة. يوسف :بالظبط بس هي قالت لك ليه زعلانة مني ايه السبب اللي خلاها مش عايزانى كده؟ عبدالرحمن :وهو انت يعني رحمتها مع انها كانت ناوية تبعد عنك إلا انها لما انت عملت الحادثة فضلت جانبك واستحمل قسوتك وقسوة ماما عليها. يوسف :غصب عني كل اما كنت افتكر وهي في حضنك كنت بتقطع من الغيرة بس انا لازم اعرف ايه السر ورا انها تبعد عني كده؟ عبدالرحمن :ده بقى تعرفه منها هي. يوسف وهو يقف :يبقى يلا بينا نروح لها حالا. عبدالرحمن :دلوقتي حالا. يوسف وهو يجذبه من ذراعه: ايوا يلا انا حموت اشوفها وحشتني جدا. عبدالرحمن وهو يقف :طيب بالراحة طيب. يوسف :يلا بسرعة. ثم خرجا كن المكتب
أنت تقرأ
لست بقربي.......... لكنك في اعماقي
Romanceمقدمة نعيش في الأحلام الوردية بعيدا عن الواقع وهي كذلك احبته وكان بالنسبة لها حلم بعيد ومع ذلك عاشت معه في حلمها فاحبته من وهي صغيرة ولكن عندما أصبح لها صدمت من الواقع الأليم الذي عاشته معه فماذا سيحدث هل سيظل هذا واقعها ام سيتغير ويحبها لتعيش حلمها...