البارت الثالث والخمسين
جلس مصطفى أمام غرفة العمليات يحكي لصافي عن سر الرصاصة التي تلقاها يوسف فقال :يوسف بيه من حوالي عشر سنين اول ما استلم الشركات بعد موت والده سعي كتير وكبر المجموعة جدا. صافي :الكلام ده انا عرفاه يا مصطفى وبعدين؟ مصطفى :في الفترة ديه كان فيه واحد من مدراء الشركات متواطئ مع عصابة تهريب كبيرة لها علاقات مع المافيا الدولية كانوا بيهربوا الممنوعات ودخل الشركة في عمليات التهريب ديه. شعرت صافي بالخوف والصدمة مما قال بينما اكمل :يوسف بيه وقتها اكتشف الموضوع ده بس عن طريق اختلاس المدير أموال من الشركة وبعد كده طرده لانه كان فيه علاقة اجتماعية بينه وبين عيلة يوسف بيه بس هو ما سكتش سلط على يوسف عصابته عشان تضغط عليه انه يشتغل معاهم وطبعا كان يوسف بيه دايما يرفض خسروه كتير في شغله بس هو فضل على موقفه وفي الفترة دي بلغ حد من معارفه اللي في الداخلية وهو نصحه بتقديم بلاغ رسمي وده اللي هو عمله لكن للاسف صاحبنا اللي كان بيشتغل معه كان هرب انا اتعرفت علىه في الوقت ده لاني كنت لسه بشتغل في الداخلية وكنت بتابع القضية ولما العصابة عرفت خبر البلاغ الرسمي دبرت لاغتياله وديه كانت الحادثة اللي سببت له العمى. تنهدت صافي بالم ونزلت دموعها مما تسمع كيف عاني وحده ولا احد يدري عنه شئ بينما اكمل مصطفى :وهم كمان اللي دبروا حادثته التانية اللي لحسن الحظ كانت السبب في رجوع بصره. صافي :طيب ليه يوسف كان بعيد عن الشركات في الفترة ديه يعني ما كانش فيه خطر منه؟ مصطفى :مش صح تقدري تقولي عليه تار بينهم او قرصة ودن لغيره من رجال الأعمال اللي بيرفضوا انهم يشتغلوا معهم. صافي :طيب ايه حكاية المحاولة التالتة اللي اكيد كانت في امريكا؟ مصطفى :ده حقيقي يوسف بيه اول سفره من هنا كان باردوه متابع كل شركات هنا ولانه كان هناك في بيتهم حاولوا معه تاني بس هو فضل علي موقفه كمان هم لهم سيطرة على صفقات معينه ممنوع حد يدخلها ويوسف بيه رفض الكلام ده وقال الشاطر يغلب ولأن صاحبنا السابق هو اللي كان موجود هناك حب يخلص تاره بعد ما خسر صفقة كبيرة جدا قصاد يوسف بيه كنت انا فبي الفترة ديه مع يوسف بيه كحراسة من الداخلية وفي يوم واحنا راجعين طلعوا علينا هو ورجلته وحصل بينا وبينهم تبادل إطلاق النار اتثبت فيها انا ويوسف بيه وهو مات والحمد لله يوسف بيه وقتها جات له رصاصة قريبة جدا من قلبه والدكتور اللي كان متابع حالته رفض إجراء عملية لازالتها لان العملية خطيرة وممكن تسبب وفاته وهو لانه كان لسه بيدور علي معاليكي رفض اي خطورة على حياته وقال انه لما يلقيكي ويعمل كل اللي هو عايزه يبقى وقتها ممكن يعمل العملية دكتور مراد اللي معه دلوقتي هو اللي كان مشرف على حالته في أمريكا وهنا وكان رافض رأي الدكتور الأمريكي انه في خطر على حياة يوسف وطلبه اكتر من مرة انه يعمله العملية نظرا لاثارها الجانبية اللي كانت ممكن تخليه في المستشفى بالايام من المها لكن هو رفض وفضل انه يستحمل الألم على أنه يموت لو العملية فشلت انا عارف الكلام ده لاني كنت حاضره مع يوسف بيه لحظة بلحظة بعد ما قدمت استقالتي واشتغلت معه. انقبضت حاجبي صافي دليل على تفكيرها وهي تقول في نفسها: لما يلاقيني ويعمل الازم اللي هو ايه يايوسف تكسرني تاني وتنتقم مني لاني هربت منك وبعدين ترجع لحبيبتك الله يسمحك يايوسف على ظلمك ليا. انتبهت من تفكيرها على صوت مصطفى وقال :صفية هانم صفية هانم. نظرت له وقالت بقليل من الحده :صافي. مصطفى بخجل :اسف صافي هانم تحبي أبلغ عبدالرحمن بيه؟ شردت صافي قليلا ثم نظرت له وقالت :ممكن لما البيه يخرج من العمليات وتبلغه انه عمل حادثة بس لكن موضوع الرصاصة ده خاص بيوسف هو اللي يبلغه بيه او يخليه سر. مصطفى :امرك تحبي ترتاحي في جناح يوسف بيه لحد مايخرج من العمليات؟ فأومأت برأسها رافضة وقالت :احب استنى لحد ما يخرج من العمليات ونشوف حالته. فأومأ لها و هكذا جلست معا لانتظاره خروجه من العمليات وبعد مرور حوالي الاربع ساعات كان قد اكل القلق منهما وشرب فتح الباب أمامهما ليخرج منه العامل ن وهم يسحبون يوسف الغايب عن الوعي على سرير نقال شعرت صافي بالفزع من مشهد هكذا بهذا الضعف وهذه الكدمات التي تملاء وجهه عضت على شفتها السفلى بالم من أجله وقاومت نزول دموعها بإغماض عينيها بينما اسرع مصطفى الي الطبيب الذي خرج خلفه من غرفة العمليات ولحقت به صافي لتسمع مصطفى وهو يقول :خير يادكتور مراد؟ فبادل الطبيب النظرات بين مصطفى وصافي مما افزعهما ثم قال : الحمد لله العملية تمت بنجاح. فابتسمت صافي وقالت :الحمد لله. مصطفى :شكرا يا دكتور مراد. مراد: العفو. صافي :هو دلوقتي حيروح جناحه؟ مراد: لاء لسه بادري. صافي ببعض القلق :ليه يادكتور؟ مراد وهو يبتسم : ماتقلقيش يامدام ده طبيعي يوسف تعرض لحادثة وكمان عمل عملية خطيرة في القلب عشان كده حنحطه على تخدير يومين لحد ما جسمه يجهز للافاقة وطبعا حيكون في العناية. صافي :دكتور في كوما مش كده؟ عض مراد على شفته السفلى بخجل بينما نظر له مصطفى بفزع فأومأت برأسها وقالت ساحرة :هو لو كويس انت مش حنحطه تحت التخدير يوسف في كوما صح؟ مراد: للأسف معاكي حق. فشهقت بزعر ووضعت يديها على فمها بينما نزلت دموعها فقال مصطفى وهو يسندها :صافي هانم انتي كويسة؟ بينما قال مراد: ارجوكي اهدي هو كويس بس زي ما قلت لك هو قام من عملية خطيرة فاستجابة من جسمه دخله في كوما بس زي ما قلت لك الحكاية كلها ايام ان شاء الله ويفوق. حاولت صافي تمالك نفسها والتحكم باعصابها وقالت :ان شاء الله مرسيه يادكتور. مراد :العفو يافندم بعد اذنكم. مصطفى :اتفضل يادكتور. ثم تركها وذهب فقال مصطفى :من فضلك ياهانم ارجوكي ارتاحي في جناح يوسف بيه شوية وانا حبلغ عبدالرحمن والبيت. فأومأت برأسها دون اعتراض وبالفعل أخذها للجناح الخاص بيوسف في المستشفى وساعدها لتجلس على الفراش وقال :حبعت لحضرتك دكتورة تساعدك وحكلم عبدالرحمن بيه والبيت. فأومأت برأسها دون أن تتحدث.
وفي منزل عائلة يوسف استيقظ الجميع واجتمعوا على المائدة لتناول الإفطار معا عبدالرحمن وسوزان وقسم حين رن هاتف عبدالرحمن الموضوع أمامه على المائدة ليلتقطه وينظر للمتصل ليجدها مصطفى فضغط زر الرد ووضعه على اذنه وقال :ايوا يامصطفى خير البيه بتاعك شيفني في منامه ولا ايه؟ ناوي يبعتني فين تاني؟ ثم صمت قليلا لينتفض واقفا بصدمة مما سمع فنظرت اليه كلا جدته ووالدته بخوف بينما قال :انت بتقول ايه يا مصطفى امتى حصل الكلام ده؟ فوقفت بجانبه والدته وقالت :فيه ياعبدالرحمن؟ بينما قال عبدالرحمن لمصطفى :وهو عامل ايه دلوقتي؟ فشهقت سوزان بخوف ووضعت يدها على صدرها وقالت :ابني ماله؟ عبدالرحمن :طيب انا جاي لك دلوقتي. ثم صمت قليلا وقال :لا خلاص انا حبلغهم عشان يكونوا معها. ثم انزل هاتفه واحني رأسه فقالت سوزان وهي تتمسك بذراعه :اخوك ماله ياعبدالرحمن؟ بينما قالت قسم :خير ابني؟ فتنهد بالم ثم اخذ يوزع نظرات بين كلا السيدتان وقال :عمل حادثة. لتشهق سوزان بصدمة وصرخت :ابني. وكادت ان تقع ليسندها عبدالرحمن ويجلسها وقدم لها كوب ماء من على المائدة بينما اخذت قسم تبكي وتقول :امان ربي امان... امان ربي امان. فقال عبدالرحمن :اهدوا ياجماعه الحكاية بسيطة هو كويس. سوزان :بجد يا عبدالرحمن؟ عبدالرحمن :كويس ان شاء الله. قسم بارتياح :الحمد لله مراته كويس؟ عبدالرحمن :ايوا يا انا كويسة. سوزان :هي كانت معه وقت الحادثة؟ عبدالرحمن :لاء الحمد لله بس تعبت بعد اللي حصل له. قسم : الله ستار الله ستار. سوزان بحقد: ياريتها كانت معه وماتت وش النحس. فشهقت قسم بفزع وقالت :الله اكبر حرام. بينما قال عبدالرحمن بحدة :ايه اللي انت بتقوليه ده يا ماما؟ ديه مرات ابنك وحامل في ولاده بعد اذنكم انا رايح المستشفى. سوزان وهي تقف :استنى انا جاية معاك. فقال :اتفضلي. بينما قالت: طمني ابني. عبدالرحمن :حاضر يا انا. ثم ذهبا معا وهو في الطريق اجري اتصال مع سلمي والتي كانت جالسه في غرفتها وردت على الهاتف وقالت :ايوا ياعبدالرحمن صباح الخير. ثم انتفضت واقفة وقالت بفزع :انت بتقول ايه؟ ثم صمتت قليلا وقالت وهي تخرج من الغرفة :طيب خلاص انا حجهز انا وماما على ماتيجي. ثم وقفت أمام باب غرفة صفية وكادت ان تطرق الباب حين قالت :بتقول مين معاك؟ ثم صمتت قليلا وقالت :اه والدتك طيب اسبقنا انت واحنا حنحصلك. ثم صمتت قليلا تستمع له وقالت :اسمع بس الكلام الموضوع مش ناقص مشاكل انا حجيب ماما ونيجي وانت روح انت ووالدتك اوكي مع السلامة. ثم اغلقت الهاتف وطرقت على الباب ليأتيه صوت صفية تأذن لها بالدخول فدخلت لها لتجده جالسة على سجادة الصلاة تقرأ القرآن فنظرت لها صفية وصدقت ثم أغلقت المصحف وقالت وهي تبتسم :تعالي ياسلمي ياحبيبتي. فاقتربت سلمي وابتسمت وقالت :ماما فيه حاجة حصلت بس ان شاء الله خير. صفية بقلق: خير يا حبيبتي فيه ايه حد من الولاد تعبان او اختك؟ سلمي :لا يا ماما الحمد لله كويسين. صفية :طيب الحمد لله. سلمي :بس يوسف. صفية :ماله يوسف اتخانق هو واختك تاني؟ سلمي بتردد: عمل حادثة. فانتفضت صفية واقفة وقالت :ياحبيبي يا ابني واختك عرفت ولا لسه؟ سلمي :صافي معه في المستشفى من امبارح. صفية بصدمة :لوحدها كده من غير ما تقول لحد؟ سلمي :اكيد من صدمتها ياماما. صفية :طيب وهو عامل ايه دلوقتي؟ سلمي :مش عارفة بس اللي اعرفه ان صافي تعبت في المستشفى وان عبدالرحمن رايح لهم حالا. صفية :طيب يلا بسرعة البسي واجهزي عشان نروح لهم وقلي للدادة تخلي بالها من الولاد لما يصحوا ربنا يسترها على ابوهم وامهم. سلمي :حاضر يا ماما. ثم خرجت من الغرفة
استلقت صافي على الفراش نائمة بفعل المهدئ الذي أعطته لها الطبيبة التي فحصتها اخذت تتذكر كيف وجدت يوسف ومعه ديما في مكتبه وخروجه من غرفة العمليات وشكله المكدوم حين تبادر الي سمعها صوت شجار عرفت أصحابه جيدا فقد كانت سوزان وصفية حاولت أن تتجاهل الصوت وهي تظن انها تحلم بينما في الواقع وقفت سوزان أمام صفية ويتشاجران ووقف بجانبها كلا من سلمي وعبدالرحمن يحاولوا الفش بينهما دون جدوي حين قالت سوزان بغضب :ايه لسه بتعملوا ايه هنا كفاية تمثيل بقى؟ صفية بحدة :احنا بتمثل ياسوزان ليه وعشان ايه نمثل؟ سوزان :ايوا تمثيل البومة اللي نايمة وعاملة نفسها تعبانة وزعلانة بسبب اللي حصل لابني هي السبب هي وش النحس اللي حتتسبب في موته. صفية :اخرسي قطع لسانك اوعي تكوني فاكرة ان عشان الغلبان ديه نايمة انا حسكت لك لا فوقي انا اللي حقف لك زي ماكنت زمان طول عمرك بغل. سوزان بسخرية :انتي اللي حتقفي قصادي ياست صفية؟ صفية :ايوا انا ابنك الله يشفيه لك رغم ان انا مش عارفة ده ابنك ازاي لكن اهو خد طيبة ابوه لكن انا بنتي احسن واحدة في الدنيا والف مين يتمناها وابنك جفا عشان ترجع له وكونها زعلانة على جوزها ده مش تمثيل بس اللي قلبه حجر زي قلبك ما يفهم كده بنتي حامل في احفادك. سوزان ساخرة :احفادي؟ صفية :ايوا احفادك اسمعي ياسوزان الأفضل انك تحترمي نفسك وماعدتيش تيجي هنا روحي اقعدي جانب ابنك وادعي له وتسبيني مع بينتي ادعي لها ربنا ياخد بيدها ويحميها هي وولادها. سوزان :ده انتي بجحة قوي الجناح ده باسم ابني انتم اللي لازم تطلعوا. عبدالرحمن بصدمة: ماما ايه اللي انتي بتقوليه ده؟ حين قالت صفية :اذا كان على القوضة ياحبيبتي حنسبها لك بنتي تجيب المستشفى باللي فيها تحت أمرها. حين وجه عبدالرحمن الحديث الي صفية وقال: ايه يا طنط اللي بتقوليه ده؟ سوزان :سيبها ياعبدالرحمن يلا مع السلامه. عبدالرحمن :ماما من فضلك صافي مرات اخويا وحامل في ولاده وتعبانة من فضلك نسيبها ترتاح. فكادت ان تتحدث ليكمل :واظن ان حضرتك كمان تعبانة تعالي معيا نشوف لك حد يقيس لك الضغط ونطمن عليكي. فكادت ان تعترض ولكنه منعها وسحبها خارج الغرفة فقالت سلمي :ياساتر يارب ايه الست ديه؟ فجلست صفية وقالت :ربنا يصبر اختك عليها. بينما لم يلاحظا الدموع التي تساقطت من عيني صافي المغمضة
مرت الايام وتحسنت حالة صافي وسمح لها بالتحرك وممارسة حياتها بينما وضع يوسف كما هو لم يتغير مازال في غيبوبته دون للإحساس بما حوله وبقيت بجانبه صافي اغلب الوقت ولم تغب عنه الاحين كانت تذهب لرؤية طفليها والذين أخبرتهما ان يوسف مسافرة في رحلة عمل وكانت تتجنب اللقاء بس زان ليس خوفا منها ولكن تجنبا لاثارة اي فضيحة بينهما وبعد مرور اسبوع وبينما صافي جالسة في المنزل تتناول الإفطار مع طفليها لكي تستعد لنذهب الي يوسف في المستشفى والذي تركته بالأمس لتقضي هذه الليلة مع طفليها وبعيدا عنه وهي الأولى بعيدا عنه منذ دخوله المستشفى اخذت تطعم الطفلين وتحاول تعويض غيابها عنهم هذه الفترة حين رن هاتفها لتجده عبدالرحمن فاسرعت لترد وقالت :ايوا ياعبدالرحمن انا فطرت اهوه وجاية حالا. فصمتت فترة ثم وقفت بصدمة وقالت :انت بتقول ايه بتتكلم جد طيب انا جاية حالا جاية حالا. ثم اغلقت الهاتف ونظرت للطفلين وقالت :انا لازم امشي ياولاد عشان فيه شغل مهم. ثم تركتهما وذهبت وهي تنادي على صفية التي خرجت من إحدى الغرف وقالت :فيه ايه ياحبيبتي مالك؟ صافي بسعادة: يوسف فاق ياماما؟ صفية وهي تبتسم :حقيقي؟ صافي :ايوا الحمد لله عبدالرحمن لسه مبلغني انا جروح له المستشفى وانتي لو سمحتي كملي فطار مع الولاد على ما اطمن عليه ولو ممكن اجي اخد الولاد يشفوه. صفية :طيب ياحبيبتي روحي ربنا يطمن قلبك. صافي :ربنا يخليكي ياماما. ثم تركتها وخرجت
وفي المستشفى وضع يوسف في الجناح الخاص به بعد خروجه من العناية والاطمئنان على استقرار حالته الا من كسر يده وقدمه الموضوعات في الجبس هنئه عبدالرحمن كثير على سلامته بينما شعر بتغير وتعكر في مزاج يوسف فقال له :ايه يا يوسف مالك انت مزاجك مقلوب ليه كده؟ فنظر له يوسف بحدة وقال له :انت مش خلاص اطمنت عليا لسه بتعمل ايه هنا؟ عبدالرحمن باستغراب :عايزني اروح فين؟ يوسف :مش وراك شغل لازم تشوفه؟ عبدالرحمن :انت عايزني اسيبك واروح الشركة؟ يوسف بسخرية :ده بعد اذنك لو تسمح. عبدالرحمن :حاضر انا حبيت اطمن عليك. يوسف ببرود :وانا كويس لو سمحت تتفضل تروح الشركة مش حسيبها انا وانت. عبدالرحمن :حاضر بعد اذنك يوسف :مع السلامة. وخرج عبدالرحمن وتركه حين سمع طرق على الباب فأذن للطارق بالدخول ففتح الباب ودخل مصطفى ومعه الطبيب مراد الذي ابتسم وقال وهو يقترب من يوسف :حمدلله على السلامه يا يوسف عامل ايه دلوقتي؟ يوسف :الحمد لله يادكتور. وكاد مراد ان يتحدث حين سمع طرق على الباب فقال يوسف :ادخل. ففتح الباب ودخلت صافي والتي أشرق وجهها عندما رأته جالس في سريره ويبدو عليه الصحة فابتسمت وقالت :حمدلله على السلامه. يوسف ببرود :الله يسلمك. ثم نظر لطبيب مراد وقال :كنت حتقول حاجة يادكتور مراد خير؟ فابتسم مراد وقال :فعلا كنت عايز اعرفك اني كنت على حق لما قلت لك ان العملية حتم على خير وانك حتكون كويس. يوسف باستغراب :عملية ايه يادكتور مراد؟ مراد: الرصاصة يايوسف الحمد لله قدرنا نشيلها لك واهوه انت كويس وعال العال. فاغتصب يوسف ابتسامة وقال :الحمد لله شكرا يادكتور. مراد :العفو ده واجبي يلا بعد اذنكم. يوسف :اتفضل. خرج مراد من الغرفة حين نظر يوسف لمصطفى بغضب وقال :انت ازاي توافق على اني اعمل العملية ديه رغم رفضي ليها. فقالت صافي :انا اللي وفقت يايوسف. فنظر لها بغضب وقال :اخرج وسيبنا يامصطفى. مصطفى بتردد :بس يافندم. يوسف بحدة: سمعت انا قلت لك ايه؟ فأومأ مصطفى برأسه وخرج لينظر يوسف لصافي بحدة وقال: مين سمح لك تاخدي القرار ده من غير ما ترجعي لي صافي وهي تبتسم :يوسف انت كويس الدكتور أكد لي أن العملية مافيهاش خطورة عالية عليك وفعلا انت بقيت كويس. يوسف ساخرا :طبعا ده ضد توقعك. صافي باستغراب :تقصد ايه؟ يوسف بحدة :اقصد انك كنت عارفة اني مش حقوم منها عشان وفقتي. صافي بفزع :ايه اللي انت بتقوله ده؟ يوسف :زي ما انتي سامعة انتي كنتي عايزه تخلصي مني عشان يخلي لك الجو من بعد. صافي بفزع: اخرص انت ازاي بتقول كده انا عايزة اخلص منك؟ يوسف :طبعا عشان يخلي لك الجو انتي فاكراني نايم على وداني؟ صافي :انا مش مصدقه اللي انت بتقوله ليا ده؟ يوسف: كفاية تمثيل بقى. صافي برجاء :ارجوك اسكت لولا الظروف اللي انت فيها انا كنت سيبتك ومشيت بعد الكلام اللي انت قلته ده بس انا حتم واجبي على أكمل وجه لحد ماتكون كويس واعمل بأصلي معاك وبعدها كل واحد يروح لحاله. يوسف باشمئزاز :ما هو ده اللي انتي عايزاه من الاول. صافي : كتر خيرك يايوسف بيه واللي انت عايزه حيحصل. يوسف :اللي انا عايزه ولا اللي انتي عايزاه على العموم احب ابلغك اني حخرج من هنا على بيتي مش بيتك ولو زي ما انتي بتقولي عايزة تعملي بأصلك يبقى مكان جوزك هو مكانك ولا ايه؟ صافي :مافيش مشكلة الحكاية كلها شهر بالكتير وتخلص مني وترتاح زي ما انت عايز. كاد ان يتحدث حين فتح الباب ودخلت سوزان سريعا وارتمت عليه بسعادة وهي تقول :ياحبيبي حمد الله على السلامة يا قلبي. فابتسم يوسف وقال :الله يسلمك يا ماما. فرفعت سوزان رأسها ونظرت اليه وقالت :كنت حموت يايوسف من خوفي عليك. يوسف :بعد الشر عنك ياماما. ثم نظر خلفها حيث تقف صافي فالتفتت سوزان لتراها وكأنها لم تتجاهلها وهي تدخل الغرفة ووقفت وقالت :انتي بتعملي ايه هنا ياوش النحس جاية تتأكدي ان ابني مات؟ فأخذت صافي توزع نظراتها بين يوسف وسوزان وهي تنتظر ان يمنع والدته عن اهانتها ولكن دون جدوى لتكمل سوزان: ابني كويس الحمد لله وإن شاء الله حيبعد عنك ويعرف قيمتك كويس. فقالت صافي بسخرية :يوسف جوزي وكلامك ده مالوش لازمه عندي يلا بعد اذنك اسيبكم عشان الحق اجهز شنطي انا والولاد عشان قررنا انا ويوسف حبيبي اننا متنقل عندكم الفيلا بيت جوزي بقى ولازم ولاده يتربوا فيه. فنظرت سوزان بحده ليوسف بينما تركتهما صافي وخرجت فقالت سوزان بحدة :الكلام اللي قالته ده صحيح؟ يوسف :ايوا ياماما حتيجي نعيش في البيت. سوزان :وانا يايوسف ماليش رأي انت عارف اني مش بطيقها؟ يوسف :ما علشي ياماما عشاني حاولي تعمليها كويس عشان الولاد واحب اطمنك انا وهي حننفصل اول ما تولد عشان تخرج من حياتي للأبد. سوزان بسعادة :بجد يايوسف؟ يوسف :بجد ياماما.
نزلت دموعها وهي تسمع اتفاقهما لتاني مرة عليها دون أن يدروا لا تعرف كيف وقعت له مرة أخرى واستلمت له ليكسرها من جديد لا تعرف كيف استطاع ان يتهمها انها تحاول التخلص منه ولما ستريد ذلك وهو والد طفليها فكيف ستيتمهم بالتخلص منه حتى ولو ظن انها لا تحبه ولكنها لن تكسر بسهولة فهي ليست صفية الفتاة المراهقة والتي حطم أحلامها من قبل فهي ستواجهه وكما أخبرته ستبقى بجانبه حتى يصير بخير ثم تبتعد عنه للأبد لتتركه
وبعد مرور يومين قضاهم يوسف في المستشفى ورافقه فيهم مصطفى وعبدالرحمن وسوزان وصافي والتي لم تتغير المعاملة بينها وبين يوسف خلالهما كما زارته صفية وسلمي وقسم أيضا سمح الطبيب ليوسف بالخروج مع مرافقة ممرضة له لإعطائه ادويته وعلاجاته ووافق يوسف علي الممرضة حتى لا يعطي فرصة لصافي لتساعده في شئ واستعد صافي للذهاب للعيش معه في منزله رغم اعتراض صفية وسلمي الشديد لمعرفتهما بسوء العلاقة بينها وبين سوزان ولكنها أصرت على أن تعتني به حتى يشفي وخرج من المستشفى ومعه صافي ومصطفى فقط بينما فضلت سوزان انتظاره في المنزل وركب سيارته وبجانبه في الخلف صافي بينما جلس مصطفى بجانب السائق. فنظرت ليوسف وقالت :ودينا البيت عندي لوسمحت. فقال يوسف ببرود :انا بلغتك اننا حنعيش عندي في بيتي انا. صافي: وانا قلت لك اني حكون معاك لحد ما تكون كويس وحاجتي انا والولاد من امبارح وهي في بيتك بس اظن ان احنا لازم نعدي على بيتي عشان نجيب الولاد ولا انت ايه رأيك؟ فصمت ولم يرد عليها ثم التفت لمصطفى وقال :مصطفى خدنا على بيت المدام. مصطفى :امرك. وبالفعل ذهبوا الي منزلها ومن هناك استقل معهم الطفلين واخذ هم الي منزل يوسف وكان في استقبالهم الجميع ورحب عبدالرحمن وقسم بصافي والطفلين كثيرا بينما تجاهلها سوزان التي التصقت بيوسف كالعلكة وأخذته الي غرفته التي خصصتها له في الطابق السفلى حتى لا يتكبد عناء صعود السلم وبعد ان استلقي في الفراش قالت له سوزان لكي تسمع كلامها صافي والتي وقفت خلفها :زي ما انت عايز انا عملت لك جهزت لك القوضة ديه تقعد فيها لوحدك ولادوشة بقى ولا نفاق ولا تمثيل تقعد براحتك. فأومأ لها برأسه وقال: طيب والولاد؟ سوزان: فوق ياحبيبي في قوضتك. فأومأ لها مرة أخرى حين قالت صافي من خلفها: بس انا بكره القوضة ديه ومش حقعد فيها. فرد عليها يوسف بحدة :ديه القوضة اللي موجودة. شعرت صافي بالقهر فتمالكت نفسها وردت عليه ببرود وقالت له: ولا يهمك الحكاية كلها ايام وكل واحد يروح لحاله ونخلص مش صعبة عليا اني اكون في القوضة ديه الفترة ديه. ثم ابتسمت لهما وقالت :بعد اذنكم. جروح ارتاح شويه. ثم تركتهما وخرجت من الغرفة وهما خلفها مختلفي المشاعر فسوزان كادت تطير من فرحتها حيث أكد كلام صافي ماقاله لها يوسف عن انفصالهما قريبا بينما يوسف يتأكله الغضب من كلامها واخذ يضغط على أسنانه وكاد ان يطحنها من الغضب
دخلت صافي الغرفة التي قضت بها في السابق أيامها مع يوسف وأخذت تنظر حولها وتتذكر مارأته في أول يوم لها وهي زوجته تذكرت تلك الفتاة المراهقة ذو السبعة عشر ربيعا التي كانت تملائها الحيوية والحب
فلاش باك فتح باب الغرفة ودخل وهي متعلقة في يده في فستانها الأبيض البسيط الذي يتناسب مع هذا الزواج الغريب وهو كان في كامل اناقته في بدلته الأنيقة لن يشعر الناظر اليه انه فاقد شئ حتى يدقق في عينيه الغارقتين في الظلام. تقدم وجلس على السرير الانيق وتركها. اغلقت الباب خلفهم ووقفت حائرة لا تعرف أين تذهب اوتقترب منه لم تتحدث وظلت على حالها واقفة وهو جالس على السرير. كان هو من قطع الصمت وتحدث :ادخل غيري هدومك وتعالي عايز اتكلم معاك. تحدثت فظهر توترها وصغر سنها في حديثها: تتح حب اه ااعملك حاجة او احضر هدومك؟ قال بحزم :لاء انا اعرف اعمل كل حاجة بنفسي ادخل انت. شعر بها وهي تتحرك من أمامه دون رد فاخذ يحدث نفسه :انا عملت ايه في نفسي؟ ازاي اسمع كلام امي كده واحجز حريتي والمها معيا كده شكلها من صوتها صغيرة حتعامل معها ازاي ديه؟ نزع ربطة عنقه ووضعها بجانبه وهو يتذكر حديثه مع والدته منذ وقت قليل قبل الزفاف في نفس الغرفة وهو على نفس الجالسة الوالدة سوزان :يوسف حبيبي مش عايزاك تقلق من اي حاجة خالص البنت ملهاش حد حتبقى تحت امرك. يوسف :ايوا بس يا ماما انا مش عايز اتجوز أظلم نفسي ليه واخد واحدة مش من مستوايا ليه؟ سوزان:انت محتاج حد يكون معاك ليل نهار يساعدك قاطعها:انا مش محتاج مساعدة حد. قال بحدة حاولت والدته امتصاص غضبه فقالت :اعتبرها جاية تسليك اهي حتكون معاك ليل نهار ومش لازم تكون مراتك اعتبرها ممرضة لك لحد ان شاء الله مكان العملية يبقى جاهز علشان تسترد نظرك تاني وبعدين ابقى طلقها واحنا حنراضيها في نفس الجناح ولكن في الغرفة الأخرى وقفت بعد أن بدلت ملابسها وارتدت قميص نوم وروب ناعم وهي تتذكر كلام سوزان لها قبل قليل :اسمعي ياصفية عازاك تخلي بالك من يوسف وتستحمليه هو عصبي صحيح بس طيب وطول ماانت كويسة معه حتلاقيه كويس معاك. ابتسمت صفية وقالت في نفسها: وحتى لو ما كانشي كويس هو انا كنت أطول ده كان حلم بالنسبة ليا؟ نظرت لنفسها في المراية وامسكت حجابها ووضعته على شعرها ولم تضع في بالها انه لن يراها ثم خرجت من الغرفة لتجده كما هو شعر بها وشعر بارتباكها فوقف فتراجعت قليلا فابتسم لذلك ثم توجه للاريكة التي حفظ الطريق لها ولكنه انحرف عامدا وصدم قدمه في الطاولة الموضوع أمام الاريكة لتصدر منه انة وجع فاسرعت صفية اليه فزعة لتسنده وهي تقول :سلامتك حاسب. فامسك يدها لتجلسه ثم انحنت لترى قدمه فاسرع إليها وجذب يدها بعيدا قدمه وهو يقول بحدة: حتعمل ايه؟ فقالت بخوف: حشوف رجلك. يوسف لاءهي كويسة قومي اقعدي هنا جانبي. فوقفت بتردد فعاد كلامه مرة اخري:اقعدي. فجلست وهي تشعر بالرهبة والخوف شعر يوسف باضطرابها فحب يلطف الجو قليلا فقال :هو انت اسمك ايه؟ صفية باستغراب:متعرفش اسمي؟ يوسف بانفعال: دي علي قد السؤال. فشعرت بالدموع تخنقها وهي ترد عليه: صفية اسمي صفية. شعربها على وشك ان تبكي فتنهد وهو يحدث نفسه بخفوت: يارب صبرني ناقص انا شغل العيال ده. ثم تمالك اعصابه وقال لها: اسمك حلو صفية. فابتسمت وقالت في لهفة: بجد عجبك؟ فابتسم على طفولتها وقال : حقيقي حلو وياتري بقى مدام صفية عندها كام سنة؟ صفية :سبعة عشر. يوسف :لا ما شاء الله كبيرة. صفية وهي تبتسم: مش كده وكانوا بيضحكوا عليا ويقولوا ان انا لسه عيلة. يوسف :من دول؟ صفية :البنات اصحابي لما قلت لهم اني حتجوزك. يوسف وهو يبتسم: والله يعني كلمتيهم عني؟ صفية: كنت بغيظهم بيك طبعا انت احسن راجل في الدنيا كلها. يوسف: للدرجة ديه؟ صفية وهي تسند على عضده :واكتر انت مبتشوفش ولا ايه؟ نفض يدها في غضب وهو يصرخ باسمها؛ صفية. فانتفضت من الخوف وهذه المرة نزلت دموعها وهي تشهق فتنهد يوسف وهو يحاول تمالك اعصابه وقال: وبعدين خلاص بطلي عياط. صفية وهي تشهق: انا اسفة متزعلشششش مممني اهه. يوسف هو يقرب منها: مش زعلان منك. ثم مد يده ليلمس راسها فوضع يدها على الحجاب وابتسم ثم قال: ده ايه؟ فنظرت له بدهشة وقالت :هو ايه؟ يوسف ويده مازالت على راسها: ده اللي على شعرك؟ فخجلت وتوترت وشعرت بالحرارة في جسمها وهي تقول : ده حجاب. شعر بخجله فزادت ابتسامته وقال: ولبساه ليه؟ صفية وهي تنظر في حضنها: علشان اغطي شعري مينفعش اكشفه قدامك. أراد أن يضحك ولكنه تمالك نفسه هل تخجل حقا ان تجلس أمامه بدون حجاب؟ وهو بالفعل لن يراها فاستمر في الحديث وقال: وانا مش جوزك؟ صفية بخجل: ايوا بس انا مكسوفة. هنا لم يستطع تمالك نفسه فضحك فشعرت هي بالخجل لانه يسخر منها فبكت بصوت عالي فقطع ضحكته وقال: في ايه بس بتعيطي ليه؟ صفية وهي تبكي: بتضحك عليا اهههههههههه. يوسف : خلاص بس اسكتي. صفية: انا اسفة بس ماتزعلشي مني. يوسف: خلاص مش زعلان باك
وقفت أمام المرأة في الغرفة الصغيرة الملحقة بغرفته حيث كانت تتنام وتذكرت كيف وقفت بلباس النوم لأول مرة في يوم زفافها وكيف خجلت ان تخرج أمامه هكذا رغم معرفتها بعدم رؤيته لها نظر لفقده البصر في وقتها ابتسمت صافي ساخرتا من حبها العذري له وكيف كانت تنظر له على أنه الفارس المغوار ثم تذكرت حديثهما معا تلك الليلة فلاش باك في غرفة يوسف مازال التعارف قائم قال يوسف: وانت عارفة ان انا جوزك يعني ممكن تقعدي من حجاب. صفيه بخجل : ايوا بس. فلم يتركها تكمل فسحب الحجاب عن شعرها فشهقت بخجل فابتسم وهو يريد الاستمرار في اللعب معها لي ي الي اين سيصل ترك الحجاب من يده ثم وضع يده علي شعرها فزادت في شهيقها ثم وقفت وهي تريد الهرب ولكنه امسك يدها قبل أن تهرب فقالت بخوف: يوسف سيب ايدي لوسمحت. فقال يوسف: خلاص اقعدي اوعدك مش حمد ايدي حنتكلم بس. صفية: طيب سيب ايدي. فترك يدها وقال :اقعدي. فجلست بعيدا عنه فابتسم وقال :طيب قل لي انت عارفة انا عمري قد ايه؟ فهزت راسها بالايجاب وكأنه يراها فقال: رد عليا. صفية: عندك تمانية وعشرين. يوسف: برافوا عليكي طيب انت شفتني قبل كده. فعاد لها مرحها وطفولتها وقالت :ياه كتىييييييير. فابتسم وقال؛ امتى؟ صفية وهي تتخلى عن خوفها:كل مرة كنت بتنزل فيها العزبة بتاعتكم . ابتسمت وسرحت بخيالها وهي تكمل كنت بشوفك وانت راكب على حصانك واتابعك ماشاء الله عليك احلى واحد شوفته بيركب خيل. يوسف وقد ارضى حديثها غروره :وانت بقى كنت متابعة كل الفرسان اللي في العزبة؟ ردت بلهفة:لا والله انت بس. ثم نظرت في الارض وهي تقول: رغم ان يعني. ثم صمتت فقال :رغم ايه؟ كملي. صفية: رغم ان اني ماكنتش لوحدي اللي بشوفك. شعر بضيقها من الذكرى فقال:من اللي كان بيبقى معاك؟ صفية: كتير من البنات اللي حكيت لك عنهم. يوسف: اللي مصدق كيش لما قلت لهم انك حتتجوزيني؟ فهزت راسها وقالت :هم كنت ببقى مضديقة لما يشوفوك ويعينهم حتطلع عليك. فضحك وقال :غيرة بقى؟ صفية:ايوا غيرة وتعرف كنت بغير امتى كمان؟ يوسف: امتى؟ صفية بضيق: لما كنت بشوفك معها. يوسف: مين؟ صفية: البنت اللي انت بتحبها. ظهر الضيق على وجهه وقال لها بحدة: خلاص. فانتفضت من الخوف فاكمل بحدة:كفاية كلام يلا قومي نامي صدعتيني. فسمع شهقاتها وهي تبكي فقال: خلاص يلاقومي نامي عندك القوضة التانية قومي نامي فيها. بصوت باكي:حححاضر. ثم قامت وشعر بها وهي تبتعد فتنهد فقد أعادت اليه ذكريات تمنى ان ينساها فقام وذهب الي السرير ونام عليه في الغرفة الأخرى انسدحت على السرير وهي تبكي الي ان نامت باك
وقفت أمام الفراش وهي تتذكر كيف بكت من أجله وقالت :طول عمرك وانت بتجرحني ومخلي دمعتي في عنيا بس خلاص انا من هنا ورايح حفكر في نفسي بس. قاطعها صوت طرق على الباب فجففت وجهها من الدمعات التي نزلت علىه وعدلت من نفسها ثم خرجت من الغرفة واغلقتها واقتربت لتفتح باب الغرفة الرئيسية لتجد عبدالرحمن يقف أمامها وهو يبتسم وقال :الجميل قاعد لوحده ليه؟ فابتسمت صافي وقالت :ابدا. عبدالرحمن :ايه بتسترجعي الذكريات؟ صافي بضيق :ارجوك ياعبدالرحمن احنا اتفقنا خلاص حتى اخوك عنده خبر اننا حننفصل. عبدالرحمن :معقوله بالسهولة ديه سلم؟ صافي وهي تبتسم ساخرتا: بسهولة؟ اخوك شايف له طريق تاني ياعبدالرحمن. عبدالرحمن باستغراب :طريق ايه ده؟ صافي :ما تخدش في بالك. لم يرد عبدالرحمن الضغط عليها لذا ابتسم وقال :طيب ايه حتفضلي قاعده كده لوحدك. صافي :اومال اعمل ايه؟ عبدالرحمن : غيري هدومك ديه وتعالي نتمشى تحت في الجنينة شوية. صافي :اوكي حغير هدومي وانزل لك. عبدالرحمن :ماشي ماتتأخريش. صافي وهي تغلق الباب :اوكي.
جلس في غرفته وحيد فمن يتمنى قربها فرقت بينه وبينها الظروف تحرك من فراشه بصعوبة بسبب الجبس الذي يحيط قدمه ويده واستطاع الوصول إلى العكاز وامسكه وحاول كثيرا ان يقف حتى استطاع ذلك وبدأ يتحرك خطوات بسيطة حتى استطاع واخذ يدور في الغرفة وحده تركته سوزان لتعد له طعامه كما اخذ دوائه من الممرضة ولم تعود صافي لرؤيته بعد ما حدث بينهم حين سمع صوت ضحكة يعرفها جيدا ولكنه لم يسمعها منذ فترة فاقترب من النافذة المذلة على حديقة الفيلا وفتحها ليشتغل من الغضب فقد رأي صافي وهي تتمشى مع عبدالرحمن ويبدو عليهما السعادة والانسجام كما اخذ يدور حولهما الطفلين ومن يرخم الان يظن انهم عائلة محبة شعر بالنار تشتعل في صدره منهما وقال يحدث نفسه : برافو عليك يا يوسف بدل ماتبعدهم عن بعض جبتها له لحد عنده. ثم أغلق النافذة بقوة مما جعل صافي تنظر إلى النافذة المغلقة باستغراب
مرت الايام والاوضاع كما هي كان يوسف صعب المراس جدا لا يحب أن يدخل عليه أحد يرفض تناول الأدوية بموعدها.. رؤية نفسه عاجزا عن الحركة أفقدته صوابه ورشده فكان يثور بأي لحظه ويبدأ بالصراخ على الممرضة.. مثيرا زوبعة من الأصوات.. لذلك كانت قسم دائما ما تجلس معه فهي الوحيدة التي كان يسمح لها يوسف بالاقتراب منه.. وكلما كانت صافي تقترب أو تدخل عليه يطلب منها الخروج ويصد تقربها ويقابلها بسخط قائلا بأنه لا يريد رؤيتها.. كان الكل يأتي لزيارته من أصحاب وممن يجمعهم به العمل.. لكنه لا يقابلهم.. جعل نفسه حبيسا لتلك الغرفة إلى أن ضاق بصافي ذلك الوضع فلم تعد تحتمل.. بروده ونقمه.. وتلك الحدة التي يحادثها بها... وعصبيته المفرطة الغير مبررة من وجه نظرها. فهو يريد العودة لحبيبته والبعد عنها كما اتفقا.. لذا قررت مواجهه لتحسم أمرها بأن هذا الوضع يجب أن ينتهي فذهبت لغرفته واقتحمتها بقوة لتدخل عليه. كان الممرضة تحاول أن تجعله يتناول الدواء وهو يرفض... فسارت إليهما... لتخبر الممرضة أن تتنحى جانبا لتقف أمام يوسف وهي عاقدة ذراعيها وتنظر له بحدة وأخذت الدواء من المنضدة.. لتهتف بحزم.: اسمع.. أنا أتعامل مع طفلين كل يوم... كل واحد فيهم أعند وأصعب من التاني.. تفتكر مش حقدرعلى عنادك.. خذ أشرب دوائك.. فما كان منه سوى أن يمد يده وكأن أعضاءه ترفض مايقول عقله وتطيع فقط أوامرها... وأخذه منها الدواء وبلعه وهو ساكت. لتستدير وتخرج وهي تقول للممرضة :إذا رفض تاني بس عرفني وانا حتصرف معه. وأدارت رأسها نحو يوسف ترمقه بنظرة جد حادة.. وخرجت لتضحك الممرضة قائلة ليوسف :المدام قوية فقال يوسف ساخرا: قلي حاجة جديدة عليا. حين دخلت صافي مرة أخرى وقالت :يوسف انا قررت ارجع بيتي. فنظرت الممرضة لكلاهما وقالت :طيب بعد اذنكم. ثم خرجت واغلقت الباب خلفها فنظر لها يوسف بغضب وقال: ايه اللي سيادتك قلتيه ده؟ صافي وهي تقترب منه: يوسف انا تعبت معاملتك معيا ومعاملة والدتك بقيت لا تحتمل انت الحمد لله بقيت كويس بدأت تتحرك والعلاج الطبيعي ماشي كويس وأيام وتشيل الجبس وترجع تمارس حياتك واظن ان انا ماقصرتش معاك بس افتكر ان جيه الوقت اللي ارتاح فيه وانا مش حرتاح هنا وده اللي احنا متفقين عليه اننا حننفصل. يوسف :وولادي اللي في بطنك؟ صافي :مالهم الولاد ان شاء الله الحمل يكمل وأولد واول ما اولد حيكون ممكن نطلق انت تقدر تكمل مع اللي انت عايزها وطبعا الولاد ولادك وقت ما تحب تشوفهم البيت بيتك. يوسف :مش مصدق انك بتقولي كده. صافي :انا عارفة ان ده اللي انت عايزه بس يمكن خايف بسبب الولاد وانا اهوه بعفيك من اي مسئولية واتمنى ان انفصلنا يحصل من غير مشاكل ولا فضايح عشان خاطر الولاد. يوسف :يعني انتي شايفة ان ده الصح؟ فأومأت برأسها موافقة فقال: زي ما انتي عايزة انا تحت امرك. صافي :اوكي انا حطلع احضر نفسي وحاجة الولاد واطلب السواق عشان يوصلني. فأومأ لها برأسه فخرجت من الغرفة ليستلقي في الفراش واخذ ينظر للسقف
نهاية البارت
أنت تقرأ
لست بقربي.......... لكنك في اعماقي
Romansaمقدمة نعيش في الأحلام الوردية بعيدا عن الواقع وهي كذلك احبته وكان بالنسبة لها حلم بعيد ومع ذلك عاشت معه في حلمها فاحبته من وهي صغيرة ولكن عندما أصبح لها صدمت من الواقع الأليم الذي عاشته معه فماذا سيحدث هل سيظل هذا واقعها ام سيتغير ويحبها لتعيش حلمها...