اخرجها من ذكرياتها دخول سلمي عليها وقالت بلهفة :فيه ايه يا صافي؟ فوقفت صافي وقالت: الولاد اتخطفوا. شعرت سلمي بالصدمة وقالت: انت بتهزري؟ صافي بحدة :الكلام ده فيه هزار؟ سلمي :طيب كلمتي ماما واتأكدتي؟ فهزت رأسها وهي تبكي وقالت :حاولت اكلم السواق بتاعها رد عليا الرجل اللي كلمني وقال لي انهما عنده.فجلست سلمي بجانبها وقالت :ومين اللي خطفهما؟ صافي وهي تبكي: ما اعرفش كلمني وبلغني ان الولاد عنده. سلمي باستغراب :ومين اصلا اللي يعرف ان الولاد ولادك غيرنا؟ صافي بالم: المشكلة مش في كده؟ سلمي :طيب في ايه؟ صافي :اللي خطف الولاد عارف انهما ولاد يوسف ومش بس كده عارف ان يوسف ما يعرفش انهما ولاده. سلمي :وده مين اللي يعرف كل ده عننا؟ صافي وهي تبكي وتهز رأسها :ما اعرفش. ثم سندت رأسها على يدها تخفي بها وجهها وقالت: انا عايزة ولادي مش عارفة اعمل ايه. اخذت سلمي تربت على كتفها وهي تبكي وقالت :طيب اهدي ياحبيبتي. صافي وهي تهز رأسها بانهيار :اهدي ازاي بس ازاي ولادي مش قادره اتحمل ولادي اهههه ولادي. شعرت سلمي بالخوف على شقيقتها فاسرعت وامسكت هاتفها للاتصال بالدكتورة سعاد ولكنها وجدت الهاتف مغلق فقالت بضيق :ده وقته يا سعاد اعمل ايه انا دلوقتي؟ فوضعت هاتفها على المكتب وخرجت حيث سوسن وقالت : بسرعة يا سوسن كلمي اي دكتور. سوسن بقلق :فيه حاجة يا آنسة سلمي؟ سلمي :صافي تعبانة شوية شوفي لي دكتور. سوسن: حاضر. فعادت سلمي الي صافي التي انهارت تماما فاخذت تتحدث معها وتهدئها حتى أحضرت سوسن الطبيب وقام بفحص صافي واعطاها حقنة مهدئة فقالت سلمي :خير يا دكتور؟ الدكتور :عندها انهيار عصبي. فتنهدت سلمي بألم لحال شقيقتها بينما اكمل :انا اديتها مهدئ بس هي لازم ترتاح على الاقل لبكرة. ثم خط بعض كلمات في ورقة من دفتره وقدمها لها وقال :وده ياريت تنتظم عليه لان زي ما انت قولتي انها مش اول مرة تتعرض للنوبة ديه وان شاء الله تزورني في عيادتي اول ما تبقى كويسة. فاخذتها منه سلمي وقالت :مرسيي قوي يا دكتور هشام وان شاء الله حعرض فكرة زيارة صافي لعيادتك وان شاء الله تتابع معاك. هشام :ان شاء الله بعد اذنك سلمي: اتفضل يا دكتور. ثم نظرت الي سوسن وقالت: وصلي الدكتور يا سوسن. فهزت سوسن رأسها بمعنى اجل ثم أشارت للدكتور هشام بالتقدم وهي تقول :اتفضل يا دكتور. فمشي هشام وسوسن معه اخذت سلمي تتأمل شقيقتها النائمة على الاريكة ثم أمسكت هاتفها وطلبت مكتب عبدالرحمن لتجيب سكرتيره وقالت: مجموعة شركات الجوهري مكتب عبدالرحمن الجوهري اتفضل. سلمي :من فضلك عبدالرحمن بيه موجود؟ السكرتيرة :لا يا فندم للأسف البيه مش موجود. سلمي :طيب حييجي امتى لاني بكلمه على موبايله مغلق؟ السكرتيرة :عبدالرحمن بيه سافر يافندم. سلمي بصدمة :سافر؟ ازاي وامتى؟ ده انا لسه مكلمه الصبح؟ السكرتيرة :البيه طيارته طلعت من حوالي ساعه والسفر جيه بشكل مفاجئ يافندم. سلمي :طيب شكرا. السكرتيرة :الغفو يافندم مع السلامة. فنزلت سلمي هاتفها وقالت :هو ده وقته يا عبدالرحمن؟ حين دخلت سوسن وقالت: آنسة سلمي تحبي اساعدك بحاجة؟ سلمي :ايوا لو سمحت ياسوسن اطلبي لي عربية إسعاف تنقل صافي البيت. سوسن باستغراب :إسعاف؟ سلمي :ايوا هي نايمة ومش حنقدر نتحرك بيها فالاحسن لها عشان ما نتعبهاش الإسعاف. سوسن :حاضر. وبالفعل طلبت سوسن سيارة إسعاف والتي أتت وحملت صافي تحت نظرات الاستغراب والتأثير من العاملين بالشركة على حالها فهي محبوبة بينهم.
وصل يوسف الي الفيلا ونزل من سيارته ودخل فقابلته والدته وهي تبتسم وقالت: حمدلله على السلامه يا قلبي. يوسف :الله يسلمك يا ماما. سوزان :اخوك ما جاش معاك؟ يوسف :لاء ياماما عبدالرحمن سافر. سوزان باستغراب :سافر كده فجأة؟ يوسف :فيه شغل مهم في لندن كان لازم يسافر. سوزان :ماقلش يعني انه مسافر؟ يوسف وهو يتحرك في اتجاه غرفة جدته: هو نفسه ماكانش يعرف. فظهرت ملامح الاستنكار على وجهها حين اكمل: انا في قوضتها؟ سوزان :ايوا. فهز رأسه ثم مشي. جالسة على سريرها تقرأ كعادته وهي ترتدي نظارتها حين طرق الباب فقالت: ادخل. ففتح الباب ودخل يوسف فابتسمت وابعدت النظارة ووضعتها على الكتاب وهي تقول :اهلا يوسف تذكرت انا اخيرا؟ فابتسم واقترب منها وانحني وقبل رأسها وقال: عمري ما انساك ياانا الشركة بس اللي شغلاني عنك. قسم بخبث: شركة اكيد يوسف مش صفية؟ فازدادت ضحكته بخجل وهو يجلس بجانبها وقال: ما انت عارفة كل حاجة اهوه يا انا لازم تحرجيني يعني؟ قسم :انت فاكر انا عبيط مش عارف انت واخوك كويس للأسف انتم الاتنين حبيتوا نفس البنت. يوسف بحدة :يعني انت عارفة يا انا ان عبدالرحمن بيحب مراتي؟ قسم :كان يوسف هو مش مراتك. يوسف :حتي لو يا انا هو عارف اني بحبها ليه يقبل على نفسه يتدخل بينا؟ قسم :مش مهم عبدالرحمن المهم هو صفية عايز ايه. يوسف وهو يمسك يدها :انا واثق انها بتحبني وانا مش حستسلم لحد ما ترجع لي. ثم ابتسم وقال: وانا الحمد لله لقيت السبب اللي حيخليها ترجع لي. قسم باستغراب :ايه هو يوسف؟ فقبل يدها ثم قال: لا ده سري. ثم وقف وقال:اسيبك انا واطلع اغير البدلة عشان خارج تاني. ثم تركها وخرج. اخذت صفية تتحرك في الفيلا بقلق وهي تفرك يديها معا فحتى الان لم يعود الولدين كما أن هاتف سائقهما لا يرد وايضا هاتف صافي حين فتح الباب فاسرعت اليه لتدخل لها سلمي فقالت :هو انت يا سلمى افتكرتك الولاد ولا اختك. سلمي بتوتر :ماما صافي جاية حالا بس هي تعبانة. صفية باستغراب :يعني ايه تعبانة وانت سبتيها وجيتي ليه؟ سلمي :لاء ماهي بارة حتدخل حالا بس انا مش عايزة حضرتك تخافي هي كويسة واللهي انا بس اللي ما قدرتش اجيبها لوحدي. ثم فتحت الباب على اتساعه ليظهر المسعفين وهما يحملها صافي على نقالة الإسعاف لتشهق صفية بفزع وقالت :بنتي. فأمسكت بها سلمي وقالت: هي بس نايمه بس هي كويسة. صفية :ايه اللي حصل لها؟ سلمي :تعالي بس نطلعها جناحها وبعدين احكي لك. وبالفعل أخبرت سلمي للمسعفين بمكان جناح صافي حيث تم وضعها في سريرها وأخذت سلمي تعدل لها الغطاء والوسادة بينما صفية جالسة بجانبه تبكي ثم قالت: فهميني ايه اللي حصل لاختك وده له علاقة بالولاد اللي لسه ما جوش؟ سلمي :طيب بس تعالي معيا ونسيب صافي عشان ما نتعبهاش زيادة. فخرجت صفية معها وفي صالة الجناح وجلست صفية وقالت: ادينا طلعنا فهميني. فجلست سلمي وقالت: اهم حاجة تهدي وان شاء الله كل حاجة حتكون كويسة. صفية بنفاذ صبر:سلمي اتكلمي انا اقدر التماسك كويس. سلمي بضيق :بصراحه بقى الولاد اتخطفوا. صعقت صفية من الخبر وشهقت وقالت:هئئئئئئئئئ يا لادي ياحبايبي. وأخذت تبكي وقالت : ازاي ده حصل فهميني؟ سلمي وهي تحاول أن تهدئها: مش عارفة كل اللي اعرفه ان حد كلم صافي وقال لها أن الولاد عنده. صفية وهي تبكي: ياحبايبي يا ولادي ياحبايبي ياحرقة قلب امكم عليكما. سلمي :اهدي ياماما الله يخليكي الولاد حيرجعوا ان شاء الله. صفية بذهول: اختك لو ولادها جري لهما حاجة حتموت وراهما. سلمي :ياماما الله يخليكي ادعي لهما واتفقلي خير ان شاء الله حيرجعوا وربنا حيبارك لها فيهما. صفية :يارب يارب ياحبيبي مالناش غيرك ارحمنا برحمتك واكفنا شر المستخبي يارب. سلمي بتردد: ماما امممم انا بفكر أبلغ يوسف. صفية بلهفة :ايه اللي بتقوليه ده؟ سلمي وهي تبكي :هو بارده ابوهما واحنا لوحدنا وحتى احنا مانقدرش نبلغ البوليس لان ابوهما مايعرفش ان الولاد موجودين اصلا يبقى نعمل ايه ؟ صفية بانهيار :ما اعرفش ما اعرفش بس الاكيد ان اختك عمرها ما حتبلغه ابدا. سلمي :طيب وبعدين؟ صفية وهي تهز رأسها وتغمض عينيها بعجز: ما اعرفش. ثم تنهدت وقالت: كل اللي نقدر نعمله اننا نستنى اختك لحد ماتصحي ونشوف حتعمل ايه وحتبلغ مين؟...... مش حبلغ حد. قالت تلك الجملة صافي التي وقفت مترنحة أمام غرفتها وبدت وكأنها تقدمت بالعمر عدة سنوات ليلتفتوا لها ثم اسرعوا إليها لتسندها سلمي قبل أن تسقط بينما قالت صفية :ايه بس اللي قومك من سريرك؟ ساعدت سلمي صافي لتجلس على أقرب كرسي بينما قالت صافي :انام وارتاح ازاي ياماما وولادي مش عارفة عنهما حاجة؟ سلمي :ده الدكتور قال ان الحقنة اللي أداها لك تنيمك للصبح. صافي :شكلها كانت مغشوشة. ثم تنهدت بتعب فقالت سلمي :حتعملي ايه يا صافي احنا حتى ما نقدر نبلغ البوليس؟ صافي :حدي له كل اللي هو عايزه ان شاء الله حتى لو اتنازل له عن الشركة بس ولادي يرجعوا لي. لم تكد تنهي جملتها حتى رن هاتفها فقالت لسلمى :بسرعه ياسلمي هاتي التليفون. لتسرع سلمي وتحضر الهاتف من حقيبتها واعطته لصافي لتجد رقم غريب ففتحته ووضعته على اذنها وقالت بلهفة : الو. لتسمع صوت الخاطف يقول ساخرا: مش ممكن صافي هانم بنفسها ملهوفة تتكلم معيا اكيد انا بحلم. صافي بتعب وهي تبكي :ارجوك ما فيش داعي للسخرية وتطمني على ولادي. ليرد عليها بجدية: اطمني دول في غلاوة ولادي. صافي :ارجوك شوف انت عايز ايه ورجعهما لي. الرجل:وحشوكي من يوم؟ طيب ابوهما يعمل ايه بقى لو عرف انهما اتخطفوا؟ صافي :ارجوك على الاقل هو ما يعرفهمش. الرجل :على رأيك. صافي :ارجوك شوف انت عايز ايه وانا تحت امرك في كل اللي تطلبه. الرجل: ايه مستعجلة قوي؟ صافي :ارجوك مافيش وقت نضيعه اللي انت عايزه انا حديه لك بس الولاد. الرجل :ولادك في عنيا. صافي :اوكي ممكن اعرف انت عايز ايه؟ الرجل: مبدئيا كده حتيجي تقابليني. صدمت صافي من طلبه وقالت :ايه ااااقابلك؟ ازاي؟ الرجل :زي ما انت سامعة حبعت لك عنوان وتيجي تقابليني وتعرفي طلباتي. صافي بعجز: حاضر زي ما انت عايز. الرجل بسخرية :برافو عليكي كده انا ما ازعل منك يلا ريحي شويه على ما ابعت لك العنوان. ثم أغلق الهاتف فنزلت صافي رأسها وضمت الهاتف الي رأسها وأخذت تبكي 🤦♂️فاقتربت منها سلمي وأخذت تربت على كتفها حين قالت صفية :حتعملي ايه يا صافي؟ فرفعت صافي رأسها وعضت شفتها السفلى بقهر وعجز وهي تهز رأسها وقالت :حقابله. فنظرت لها سلمي بصدمة وقالت: انت اتجننت ازاي تروحي تقابلي واحد زاي ده ولوحدك؟ صافي بحدة :عندك حل تاني؟ صفية: اطلبي عبدالرحمن يا بنتي يساعدك هما ولاد اخوه باردوه. سلمي :عبدالرحمن سافر ياماما مش موجود في القاهرة. صافي :وفيصل كمان سافر وما اقدرش اكلم جدي واقول له. سلمي بتردد: طيب ما انت... يعني اممممم.... صافي :ما تتكلمي ياسلمي سلمي :ممكن تكلمي يوسف .فوقفت صافي بصدمة وقالت :انت بتقولي ايه؟ سلمي :الصح كفاية بقى حتضيعي ولادك منك. صافي :وعشان ماضيعهمش اقول ليوسف؟ سلمي :على الاقل حيقف جانبك بلاش مكابرة هو مهما كان ابوهما ولازم في يوم يعرف بوجودهم. صافي وهي تبتسم ساخرة: صح معكي حق اروح اقول له ولادك ما ماتوش لاء وكمان انا اللي بعدهما عنك عشان ماتخدهومش مني سمحت انهما يتخطفوا وانا دلوقتي جاية لك تساعدني وترجع لي ولادي. سلمي :بلاش مكابرة انت أضعف من انك تشيلي مسؤولية زي ديه يلاش نضحك على نفسنا لان في الاخر اللي حيدفع تمن عندك ده ولادك. صافي :ماحدش له دخل انا حتصرف. سلمي :حتتصرفي ازاي اوعي تكوني فكرانا مش عارفين انت قد ايه ضعيفة انت أضعف مما تتخيلي. لم تستطع صافي ان تمسك نفسها من الغضب من كلام سلمي فقامت بصفعها بقوة أدارت بها وجهها بينما شهقت صفية وصدمت سلمي لتتجمع الدموع في عينيها بينما لم تكن صافي اقل منها صدمة اخذت تنظر ليدها بصدمة ثم انهارت في البكاء وقالت وهي تقترب من سلمي لتضع يدها على كتفها وهي تقول :انا اسفة. فنفضت سلمي يدها فاخذت تبكي وتشهق قالت :سامحيني ياسلمي سامحيني انا اسفة... اسفة اسفة. ثم انهارت جالسه على الأرض وهي تبكي بينما اقتربت صفية من سلمي واشارت لها أن تحدثها فاغمضت سلمي عينيها وعضت على شفتها السفلى وهي تبكي ثم جلست بجانب صافي وضمتها لها وهي تقول: خلاص يا صافي خلاص. فسندت صافي رأسها على كتف شقيقتها وهي تنتفض من البكاء فانحنت عليهما صفية لتضمهما وهي تبكي من أجل سعادتهم التي اختفت بين ليلة واخرى ثم قالت: خلاص يا بنات يلا قوموا شوفوا حنعمل ايه. فوقفت سلمي وسندت صافي لتقوم بينما قالت صفية :حتعملي ايه يا بنتي؟ فنظرت صافي للفراغ ثم قالت: لازم اروح اقابله. لم تكد ان تنهي جملتها حتى سمعوا صوت نغمة الرسالة في الهاتف ليلتفت ا له جميعا
نهاية البارت الخامس والثلاثون
أنت تقرأ
لست بقربي.......... لكنك في اعماقي
Romansمقدمة نعيش في الأحلام الوردية بعيدا عن الواقع وهي كذلك احبته وكان بالنسبة لها حلم بعيد ومع ذلك عاشت معه في حلمها فاحبته من وهي صغيرة ولكن عندما أصبح لها صدمت من الواقع الأليم الذي عاشته معه فماذا سيحدث هل سيظل هذا واقعها ام سيتغير ويحبها لتعيش حلمها...