البارت الثالث والثلاثون

382 7 1
                                    


نائمة على سريرها في المستشفى ولا تدري بشئ مما يدور حولها وجلست بجانبها شقيقتها سلمي ومعها عبدالرحمن في انتظار ان تفيق حين رن هاتف سلمي فاخذتها عن الطاولة ونظرت له ثم تنهدت بضيق فقال لها :مين؟ فقالت :ماما اكيد قلقانة عليها. عبدالرحمن :طيب ردي عليها طمنيها. فزفر بضيق وقالت :مش لما اطمن انا؟ ثم ضغطت زر الفتح ووضعته على اذنها وقالت بمحاولة إظهار صوتها طبيعي: ايوا يا ماما. ردت صفية وهي جالسه في غرفتها على السرير :ايوا يا سلمى ايه يا بنتي كل ده؟ انتم فين؟ سلمي :احنا اهوه ياماما وكويسين الحمد لله. صفية :لسه بتعملوا ايه كل ده؟ سلمي :لسه ياماما عشان نطمن عليها. صفية :طيب وهي فين؟ اديهاني اكلمها. سلمي :هي نايمة دلوقتي ياماما. صفية بقلق: سلمي اختك مالها قولي الحقيقة؟ فتنهدت سلمي وقالت :والله يا ماما كويسة هي نايمة دلوقتي من المهدئ اللي أخذته. صفية :طيب ايه اللي عالي ضغطها؟ سلمي :يعني انت مش عارفة بنتك يا ماما اقل حاجة لازم تكبرها وتعمل منها حوار موظف غلط قامت انفعلت عليه فضغطها عليي. صفية :طيب اجيلكم. سلمي :حتيجي تعملي ايه يا ماما احنا ان شاء الله بكره حنخرج. صفية :طيب خدي بالك من نفسك ومن اختك. سلمي :اوكي يا ماما مع السلامة. ثم أنزلت الهاتف وتنهدت وقالت :مش عارفة اعمل ايه القيها من ماما ولا من اختي حاسة اني انا المسؤولة عنهما رغم اني الصغيرة. فضحك عبدالرحمن علي طفولتها فنظرت له باستنكار ونظرت له بنصف عين ورفعت حاجبها وقالت :انت بتضحك ليه؟ فقهقه فقالت :انا غلطانة اني بتكلم معاك اصلا. عبدالرحمن وهو يبتسم :خلاص والله بس انت شكلك كيوت خالص. فتوردت وجنتيها من الخجل وقالت: يا سلام. فقال: استنى استنى ايه ده؟ سلمي :فيه ايه؟ فأشار على وجنتيها وقال: ايه الأحمر ده مش ممكن انت بتتكسفي زي البنات ولا ايه؟ سلمي بحدة: ايه زي البنات ديه؟ ليه أن شاء الله انت شايفني ايه؟ عبدالرحمن باستفزاز: الحقيقة كنت شاكك بس شكلي حغير فكري خالص. سلمي بسخرية :لا يا خويا خليه زي ما هو ولا تفرق معيا اصلا. عبدالرحمن :بجد؟ طيب عيني في عينك كده. فالتفتت له والتقت نظراتهما وهي تقول :اهوه. تعلقت نظراتهما معا ليغوصا في اعماق بعضهما شعر عبدالرحمن باعجاب بتلك العينين العسلية الغامضة والتي تأخذك في اعماق ها لتغرق بينما هي سحرت من نظراته وشعرت بالتوتر والخجل لذلك أسرعت وانخفضت عينيها ليشعر هو بخجلها فابتسم وأراد ان يزيد خجلها ولكنه توقف فالوضع لا يحتمل مزاح اكثر.                     مازال على وضعه جالس بجانب النائم في انتظار ان يفيق حين رن هاتفه فاخرجه من جيبه ونظر الي شاشته ليجد سوزان هي المتصلة فقال :وبعدين بقى كلهم كده قلقانين عليه فسمع صوته يقول :مين يا مصطفى؟ لينظر الي السرير بصدمة ليجده قد فتح عينيه واستيقظ فاسرعت اليه وقال :انت فوقت؟ حمد الله على السلامة. فتنهد يوسف بتعب وقال :هاتلى ميه. فاسرع  مصطفى واحضر له كوب ماء من فوق الكمود القريب وساعده ليشرب ثم أعاد الكوب مكانه حين رن الهاتف مرة أخرى فقال يوسف : مين؟ مصطفى : والدتك. فتنهد يوسف وقال :اديهاني. فقد له مصطفى الهاتف ففتحه يوسف ووضعه على اذنه وقال بصوت حاول فيه إخفاء تعبه :ايوا يا ماما. لياتيه صوت سوزان التي تجلس في جنينة الفيلا تقول :ايه يا بني قلقتني عليك كنت فين ده كله؟ يوسف :كنت في اجتماع يا ماما. سوزان :يعني انت كويس يا حبيبي؟ يوسف :الحمد لله. سوزان بحزن: انا مش عارفة قلبكما قاسي كده ليه عليا ومش عايزين تطمنوني عليكوا. يوسف :يا حبيبتي انا كويس الحمد لله ماتقلقش بش هو عبدالرحمن لسه ما رجعش؟ سوزان :لا ياحبيبي لسه وفضلت وراه لحد مارد عليا. يوسف :اطمني يا حبيبتي احنا كويسين الحمد لله يلا روحي نامي. سوزان :طيب انت حترجع امتى؟ يوسف :لاء انا مش حرجع النهاردة واحتمال اغيب كام يوم. سوزان :ليه يا ابني فيه حاجة؟ يوسف :لا يا حبيبتي مافيش بس حنسافر عندي شغل وكمان اغير جو. سوزان وهي تبتسم :طيب ياقلبي خد بالك من نفسك وطمني عليك دايما. يوسف :ان شاء الله ياماما تصبحي على خير. سوزان :وانت من اهله ياحبيبي. اغلقت الهاتف لياتيها صوت قسم تقول :اطمنت عليه سوزان؟ فنظرت سوزان للجلسة أمامها وقالت :تعبان قوي يا ماما. قسم :انت اللي تعبته بايدك سوزان. سوزان بضيق :غلط عارفة بس هي رافضة ترجع له. قسم :بس هو بيحبه. سوزان :يعني اللي خلقها ما خلقش غيرها. فتنهدت قسم بضيق وقالت :مش حتغير ابدا سوزان انت زي ما انت. سوزان :الله انا قلت ايه بس؟ قسم :الولد بيحب بنت نجبره تاني على غيره؟ سوزان: وهو حد يقدر يجبره دلوقتي على حاجة؟ قسم :قم سوزان يلا ننام الوقت كتير اتأخر وسيب كله على القادر هو اللي قادر على كل شيء. فقامت سوزان لتدفع كرسي قسم ودخلا معا الفيلا لتذهب لكلا منهما الي سريرها
في اليوم التالي في الصباح في المستشفى حيث ترقد صافي بدأت تأن بهمس فسمعتها سلمي لتسرع إليها وامسكت يدها ويدها الأخرى على جبهتها وقالت : صافي حبيبتي انت فوقت؟ فقالت صافي بتعب دون أن تفتح عينها: تعبانة مش قادره. فنظرت سلمي الي عبدالرحمن الذي وقف وقال :انا حروح اشوف الدكتورة سعاد قالت إنها حتيجي بادري النهاردة. فهزت سلمي رأسها والتفت لصافي بينما خرج عبدالرحمن فقالت لها: صافي حاولي تهدي يا حبيبتي وسعاد حتيجي تشوفك دلوقتي. صافي بألم :تعبانة قوي يا سلمى. سلمي بعد أن قبلت يدها :اهدي يا حبيبتي انت كويسة. فتح الباب ودخلت سعاد وخلفها عبدالرحمن واقترب من صافي حين ابتعدت عنها سلمي وقالت سعاد: عاملة ايه دلوقتي؟ صافي بتعب: تعبانة ياسعاد حاسة جسمي كله مكسر. سعاد :ده شئ طبيعي بعد التعب النفسي اللي اتعرضتي له امبارح وانا حفحصك دلوقتي واطمن عليكي. رن هاتف عبدالرحمن لينظر له ثم قال: عن اذنكم انا حرد على المكالمة ديه لحد ما تخلصوا. فهزت سلمي رأسها وخرج هو بينما بدأت سعاد فحص صافي. وقف عبدالرحمن في الخارج وهو يتحدث في الهاتف وقال: ايوا يا يوسف. يوسف بلهفة وقلق وهو جالس على السرير: هي عاملة ايه؟ فتنهد عبدالرحمن وقال :الحمد لله كويسه. يوسف : ايه اللي عندها؟ عبدالرحمن :انهيار عصبي بس الحمد لله لحقناها والدكتورة عملت اللازم لها ولسه فايقة من نومها حالا والدكتورة معها بتفحصها. يوسف :يعني اللي عندها ده بسببي؟ عبدالرحمن :انا بس مش فاهم انت قلت لها ايه يوصلها للي هي فيه؟ يوسف بألم :قلت لها بحبك وعايزك بس يظهر ان حبي لها بقى ما بيسببش لها إلا الألم. عبدالرحمن: صافي بتكره احساسها انها تضعف ادامك يا يوسف اللي أثر عليها امبارح بالشكل ده ولأنها للأسف بتحبك لسه. يوسف :بتحبني ايه بس واللي بيحصل ده اسمه ايه؟ عبدالرحمن :صدقني بتحبك والدليل وجودي ووجود فيصل جانبها وهي ولا شايفانا اصلا. يوسف :طيب انت شايف ايه؟ عبدالرحمن :انا رائي ومش عشاني بحبها والله بس انا شايف انك تبعد عنها الفترة ديه حاول تسافر وهي كمان انا واختها حنحاول نقنعها انها تسافر السعودية عند جدها تقعد اسبوع ولا حاجة تغير جو وتهدي اعصابها شوية. يوسف بضيق :ياسلام طيب افرض وهي هناك الرخم اللي زيك قريبها ده قدر يقنعها انها تتجوزه افرح انا بيك انا حنسافر إنما هي لاء. فابتسم عبدالرحمن وهز رأسه وقال :يعني هي لو حتوافق عليه مستنية لما تسافر السعودية عشان توافق؟ يوسف :يمكن جدها يأثر عليها  توافق. عبدالرحمن :لاء ما تخافش جدها مش دكتاتور ويحبها ومش حيغصبها على حاجة كان غصبها من سنين على الجواز. يوسف :خلاص ماشي انا كده كدا بلغت ماما اني مسافر انا عندي اجتماع في لندن كنت ناوي ابعتك بس اوكي خليني اسافر انا اغير جو حتى. عبدالرحمن :اوكي واحنا حنقنع صافي بالسفر. يوسف :طيب ممكن طلب؟ فابتسم عبدالرحمن علي رجاء أخيه وقال :خير؟ يوسف :صورها لي وابعت لي صورتها حتوحشني كمان عايز اطمن عليها. فامسك عبدالرحمن نفسه عن الضحك ولم يرد فقال يوسف بضيق :هاه حتعملها؟ عبدالرحمن :رغم ان ده معناه اني بفرط فيها بس مافيش مشكلة لاني واثق من نفسي ومتأكد انها مش حرجع لك. يوسف وهو يجز على اسنانه: عبدالرحمن اخلص وبطل رغي. فضحك عبدالرحمن فأنهي يوسف المكالمة بغضب بينما عبدالرحمن يضحك. وفي الداخل انهت سعاد فحص صافي التي استعادت وعيها تمام وقالت سعاد: الحمد لله ال حالة كويسة بس اهم حاجة نمنع الانفعال اللي مالوش لازمه ده. سلمي :قل لها والنبي يا دكتور من اهيف حاجة كله بيعلي عندها. فنظرت صافي بحدة لسلمى بينما ابتسمت سعاد وقالت: ايه بتبصي لها ليه؟ هو انا مش عارفاكي يعني؟ فلم ترد صافي فقالت سعاد بهدوء وجدية وهي تمسك يد صافي :العصبية والانفعال على الفاضية والمليانة ما ينفعش ومالوش لازمة. فتنهدت صافي وهزت رأسها بتفهم فابتسمت سعاد وقالت: طيب من غير مطرود كده احنا محتاجين القوضة يعني تلموا كركيبكم ومع السلامة. فضحكت سلمي بينما ابتسمت صافي وقالت سلمي :شوفتي يا ست صافي اهي صاحبتك اللي بتقولي عليها اختك طردتنا. فازداد ابتسامة صافي حين قالت سعاد: طبعا شاغلين القوضة ولا بناخد منكم منفعة. سلمي بتصنع الفزع: ياساتر يارب كل ده من يوم طيب لو كملنا اسبوع ولا شهر حتعملي معنا ايه؟ سعاد: لا يا اختي يلا لموا كركيبكم وشدو الرحال. وهكذا أخذوا يضحكوا ويمزحوا معا حين طرق الباب فالتفتوا له بينما اقتربت سلمي وفتحت الباب لتجد عبدالرحمن فقالت له :ايه بتخبط ليه؟ عبدالرحمن :الدكتورة خلصت؟ سلمي وهي تفسح له المجال :ايوا ادخل. فدخل ورأي صافي التي افاقت ويبدو عليها التحسن فابتسم واقترب منها وقال :حمد الله على السلامة. صافي وهي تبتسم :الله يسلمك يا عبدالرحمن. سعاد: طيب انا حستأذن وحمر عليكي تاني وانتم ماشيين. صافي :اوكي ياسعاد. فمشت سعاد حين قال عبدالرحمن :عاملة ايه دلوقتي؟ صافي بهدوء :الحمد لله. فجلس عبدالرحمن علي كرسي قريب لها بينما قدمت لها سلمي كوب عصير فنظرت لها صافي بضيق وقالت :ماليش نفس. سلمي وهي تضع الكوب في يد صافي :ماعلش اضغطي على نفسك شويه واشربي شوية. فأخذته منها على مضض وهي تهز رأسها فنظر عبدالرحمن لها وقال: هو جدك حييجي امتى ياصافي؟ ارتشفت صافي القليل من العصير وقالت :مش عارفة كلمني وقال لي عنده شغل كتير واحتمال يأجل شوية. عبدالرحمن بخبث: طيب ما تسافري له انت؟ فنظرت له الفتاتان بدهشة و قالت صافي: تقصد ايه يا عبدالرحمن؟ عبدالرحمن :يعني تسافري له تغيري جو. فنظرت صافي أمامها بينما غمز هو لسلمى لتوافق على كلامه دون أن تلاحظ صافي فقالت :ايوا ياصافي سافري غيري جو ومكان وابعدي عن هنا شوية وريحي أعصابك. صافي :طيب وشغلي وحياتي؟ عبدالرحمن :هو انا بقول لك هاجري كل الحكاية اسبوعين ولا حاجه تروقي فيهم أعصابك وتجددي نشاطك. سلمي :طيب والله فكرة تجنن واذا كان على الشغل انا موجودة وكمان ممكن نكلم فيصل ييجي يقضي فترة هنا لحد ما انت ترجعي. صافي بتردد: مش عارفة. عبدالرحمن :بلاش تردد. صافي دون اقتناع :اوكي. سلمي بسعادة :يعني موافقة؟ صافي بسخرية :حد يقدر يقول لكما لاء ؟ده انتم اكتر اثنين زنانين انا اعرفهما. فضحك كلاهما وأخذت سلمي تتحدث مع صافي وتمزح معها بينما امسك عبدالرحمن الهاتف ومثل انه يشاهد شئ والتقطت عدة صور لصافي دون أن ينتبهوا له ثم ارسلهم ليوسف. جالس شارد في حبيبته الغالية وكيف يجرحها باستمرار واخذ يتذكر كيف كانت من قبل كلها عفوية وشغف وصاحبته بجنون ولكنه خذلها حين رن هاتفه بصوت رسالة فامسكه ونظر لشاشته فقرأ اسم عبدالرحمن فأسرع  وفتحها وهو يبتسم ثم تغيرت ملامح وجهه للألم حين رأها بدي التعب على وجهها والشحوب والضعف واختفت هالة القوة التي دائما ما اظهرتها شعر بالالم من أجلها وهو يرى ابتسامتها الحزينة واخذ يتلمس بأنامله شاشة الهاتف وكأنه يلمسها حين دخل مصطفى فنظر له يوسف وقال: شوف دكتور محسن لو ممكن اخرج النهاردة واحجز لنا على أول رحلة للندن. مصطفى :اوكي يا فندم. ثم عاد يوسف الي هاتفه وهو ينظر إلى صورها مرة أخرى وخرجت صافي من المستشفى وخرج يوسف أيضا من المستشفى واستعد كلا منهما للسفر لوجهته المختلفة وقبل موعد رحلته بساعة ذهب يوسف الي النادي وبالتحديد ساحة حمام السباحة ليري يزن الطفل الذي ملك فؤاده بعد حبيبته ووجده بالفعل هو وأخيه مع باقي زملاءه ومدربه اخذ يتأملهما باعجاب وهما في الماء وبعد انتهائهما خرجوا فنادي يوسف عليهما فأسرع اليه يزن بينما تجاهله يزيد شعر يوسف بالحزن بسبب كره هذا الطفل له ولكنه ابتسم بسعادة من الاخر الذي اسرع اليه ليأخذها بين ذراعيه ويضمه اليه بحب وشوق فقال يوسف :ازايك يا حبيبي وحشتني. يزن: انت كمان يا عمو انا بحبك اوي. يوسف وهو يضمه اكثر اليه :يا حبيبي انا اكتر. ثم انزله وقال :انت عامل ايه؟ يزن :الحمد لله وانت؟ يوسف :الحمد لله. ثم نظر الي يزيد الذي يجلس بعيدا وقال: هو يزيد حيفضل زعلان مني كتير؟ فأشار له يزن ان ينزل لمستواه فأسرع اليه يوسف وانحني فقال يزن هامسا: أصله بيقول انه مش بيحب يتكلم معاك. يوسف بهمس مماثل: وانت قلت له ايه؟ يزن: قلت له انك طيب قوي يا عمو بس مش مصدق. تنهد يوسف بألم وقال :ولا يهمك يا حبيبي ان شاء الله لما ارجع من السفر حخليه يحبني. فشعر يزن بالحزن وقال :هو انت مسافر يا عمو؟ يوسف :اه يا حبيبي عندي شغل يومين كده وراجع واول ما حرجع اكيد حجي اشوفك. يزن بضيق :ماشي. يوسف :متزعلش الشغل السبب. فابتسم يزن وقال :حتجيب لي هديه؟ يوسف وهو يضمه: حجيب لك الدنيا كلها تحت امرك. فقبله الطفل في جبينه ثم قال :طيب بعد اذنك بقى عشان مامي جات. فوقف يوسف لينظر الي يزيد بينما اسرع يزن الي حيث شقيقه ومعه سيدة عادية المظهر تبدو في العشرينات من عمرها اخذت تساعد الطفلين ليرتدوا ملابسهما ثم اخذت هما وذهبت أمام نظر يوسف بينما أشار يزن ليوسف وهو ذاهب فابتسم له يوسف ورد له الإشارة ثم انطلق الي المطار. سافرت صافي الي السعودية وذهبت الي منزل جدها بينما ظلت سلمي ومعها صفية في القاهرة لرعاية العمل وفي السعودية استقبلت صافي بكل ترحاب وحب من جدها واقربائها وقضت مدة اسبوعين في ضيافات وعزومات من اقربائها وخلال هذه الفترة تحسنت حالتها النفسية كثيرا وحاولت ان تنسى يوسف والمشاكل التي تسبب لها بها بينما هو ورغم سفره الي لندن ووقته المشغول بالاجتماعات والاعمال الا انها لم تغيب عن باله مطلقا ودائما ما يتواصل مع عبدالرحمن لمعرفة أخبارها منه وفي وقت فراغه يذهب إلى الأماكن التي قد زارتها أثناء وجودها في لندن كالجامعة التي درست بها والاماكن التي رأها في الصور التي مع عبدالرحمن واخذ يلتمس عبيرها في مكان قد قضت به أيامها بعيدا عنه كان حزين لبعده عنها ورغم معرفته بمكانها ولكن رفضها العودة اليه تحزنه كثيرا
وفي السعودية وفي إحدى الحفلات القيمة على شرف صافي وبالطبع حسب العادات اجتمعت النساء وحدها وتجمعت قريبات صافي حولها بابهي الثياب وصافي جالسة مع بنات اخوالها والتي تقدرهم ويقدرونها كثيرا وجلست سعيدة معهم تستمع الي حواراتهم عن دراستهم وحياتهم بينما النساء الكبيرة جلسن بعيدا عنهن قليلا ومنهن زوجة خال صافي وتسمي ام سلمان واخري من ببعيد هي أم الوليد وطول الحفلة وأم الوليد لم تنزل عينيها عن صافي ومن ثم تحدثت مع ام سلمان عنها وكان هذا الحوار فقالت: ام سلمان كيفها صافي لساتها مو متزوجة؟ فتنهدت ام سلمان وقالت :لا والله يا ام الوليد ما بدها تتجوز وخالها مو عاجبهم جلستهم لحالهم هي واخته بس جدها ما بده يغتصبها على الجواز. ام الوليد: بيجيها خطابين؟ ام سلمان: يا الله كتير والله كل واحدة تشوفها بدها اياها لولدها بس هي ما بدها ورفضة. ام سلمان :طيب ايش رأيك في ولدي الوليد؟ فابتسمت ام سلمان وقالت :والله زينة الشباب ليش بدك تخطبها اله؟ ام الوليد :ايه والله انت بتعرفي الولد قديش تعذب مع طليقته لحد ما طلقها رغم انه كان بيموت فيها بيعشقها عشق بس الله ييسر لها حالها بعيد ولما شفت بنتكم والله عجبتني بدي اخدها اله تكون عوض الله عن اللي فات. ام سلمان : والله ما بعرف شو اقول لك بس الله كريم خلي الوليد يحاكي جدها. فابتسمت ام الوليد وقالت: والله ما بيرده أن شاء الله انت بتعرفي انو بيحبه وبيغليه وبيعرف انه راح يصونها ويحميها. ام سلمان :الله ييسر لك أمرك. ام الوليد :الله يسمع منك يا رب. وهكذا ظلت السيدتان تتحدثان حتى نهاية السهرة ومرت الايام وعادت صافي الي القاهرة لمتابعة حياتها ويوسف عاد قبلها بأيام ولكنه تجنب زيارتها تمام واكتفها باخبارها التي يرسلها له الحرس الذي يحرسها.
جلس عبدالرحمن علي مكتبه يراجع بعض الاوراق حين طرق الباب فقال :ادخل. لتدخل اليه سكرتيرته وقالت :فيصل بيه بارة وعايز يقابل حضرتك يا فندم. عبدالرحمن باستغراب :فيصل بندر؟ السكرتيرة :ايوا يا فندم. عبدالرحمن :دخليه. فخرجت بينما قال :يا ترى خير؟ حين دخل فيصل وقال :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فوقف عبدالرحمن يسلم عليه ورد عليه السلام :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ثم جلسا فقال عبدالرحمن :ايه يا ابني انت مش كنت مسافر النهاردة؟ فيصل :اجيلت السفرة لباكر. عبدالرحمن :ليه حاجة حصلت؟ فيصل: صافي بدها تتجوز. عبدالرحمن بصدمة :ايه ازاي؟ فيصل: متل ما بقول لك. عبدالرحمن :ازاي يعني؟ فيصل :جاها خاطب ما بينرد. عبدالرحمن بصدمة: يعني ايه وفقت؟  فيصل: لسه ما بتعرف شي. عبدالرحمن :طيب عادي حيكون زيه زي غيره. فيصل: للأسف هاد بالذات ممكن جدي يجبرها عليه. عبدالرحمن باستغراب :ازاي يعني؟ فيصل :متل ما بقول لك انسان ما بينرد وجدي بيعزه ويغليه كتير كتبر. عبدالرحمن :عادي يعني. فيصل :والله الرجال من صغره وابوه مات وتركه وفي رقبته اخواته اشتغل عليهم وكبرهم مع دراسته وما قصر عليهم شي واليوم من رجال الأعمال اللي يحسب له حساب لهيك جدي بيحبه غير انه اخلاق وأدب عالي كتير كمان انت بتعرف ان حياتها كده مو مليحة بنوب. عبدالرحمن :يعني ممكن جدك يوافق عليه. فيصل :ايه ممكن. عبدالرحمن :والعمل؟ فيصل: ما بعرف. عبدالرحمن :لما انت وانا عاملين كده طيب هو لما يعرف حيعمل ايه؟ فيصل باستغراب :ايش تقصد؟ عبدالرحمن وهو يلتفت له: يوسف. فيصل وهو يعقد حاجبيه: شو دخله؟ عبدالرحمن :يعني انت ياللي عايز تتجوزها وانا اللي بحبها ومش عارفين نعمل ايه لمجرد انها ممكن توافق على الخاطب ده طيب اللي كان جوزها وحيموت عليها ويرجعها له حيعمل ايه؟ فيصل بضيق :وانت حتخبره طبعا؟ عبدالرحمن :اكيد. فوقف فيصل وقال :اوكي بدي امشي انا هلا وراح أخبرك بباقي المستجدات. عبدالرحمن :اوكي مع السلامة. فخرج فيصل ووقف عبدالرحمن بعده يعدل ملابسه ثم خرج هو الاخر في طريقه لمكتب يوسف ووصله ودق الباب وسمعه يسمح له بالدخول ففتح الباب ودخل ليجد يوسف جالس على المكتب وهو يعمل على بعض الأوراق أمامه فاقترب منه عبدالرحمن وجلس على الكرسي المقابل للمكتب ولم يتحدث لفترة وهو يتابع يوسف المشغول بالعمل ثم نظر له يوسف وقال: فيه ايه يا عبدالرحمن؟ فابتسم عبدالرحمن وقال : انت مشغول؟ يوسف :خير فيه ايه؟ عبدالرحمن بتردد: الموضوع خاص بصافي. فانتبه له يوسف وقال بلهفة: مالها صفية؟ عبدالرحمن : حتتجوز. فوقف يوسف وقال بحدة: انت بتقول ايه؟ عبدالرحمن :زي ما سمعت فيه واحد قريبها خطبها واحتمال جدها يوافق. يوسف بغضب :ده انا كنت قتلته قبل ما يخدها مني قال جدها يوافق قال. ثم تحرك باتجاه الباب فوقف عبدالرحمن وقال له : انت رايح فين؟ فالتفت له يوسف وقال :رايح للهانم لما اشوف حتعقل وترجعي ولا تشوف الوش التاني. ثم تركه وذهب فتنهد عبدالرحمن في ضيق وقال: الله اما طولك يا روح. ركب يوسف سيارته ولم يعير احد من حرسه اي انتباه حتى مصطفى فركبوا خلفه السيارات الأخرى بينما هو اسرع بالسيارة وكاد ان يتسبب في حادث حتى وصل إلى شركة صافي وأسرع الي الاستقبال وقال للموظفة: من فضلك مدام صافي موجودة؟ الموظفة :لا يا فندم عندها اجتماع بارة الشركة. يوسف :شكرا. ثم تركها وغادر. وفي منزل صافي حيث تعيش مع عائلتها وصلت وقابلت صفية التي قالت بقلق حين رأتها: فيه يا صافي مالك؟ صافي: فيه حاجة يا ماما؟ صفية :انت تعبانة يا حبيبتي؟ صافي :لاء يا ماما ليه؟ صفية :مش وقت رجوعك. فابتسمت صافي وقالت: تسلم لي الغالية اللي بتقلق عليا. ثم قبلتها وضمها إليها وقالت :بس ما تقلقي انا كويسه مرهقة بس حرتاح شوية لحد ميعاد الغدا. صفية :طيب اطلعي ريحي. صافي :بعد اذنك. ثم تركتها وصعدت غرفتها لتستلقي على سريرها بتعب دون تبديل ملابسها واغمضت عينيها قليلا ولكنها قلقت على صوت رنين هاتفها فشعرت بالضيق وكشرت وجهها ثم تنهدت وقامت الي حقيبتها حيث أخرجت الهاتف وردت دون النظر الى المتصل ووضعته على اذنها وقالت :السلام عليكم؟ فاتاها الصوت الاخر رجل قال: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته مدام صافي الفيصل؟ صافي باستغراب فنظرت الي شاشة الهاتف ورأت الرقم الغريب فردت مرة أخرى وقالت: ايوا يا فندم مين معيا. الرجل: مش لازم تعرفي انا مين كل اللي لازم تعرفيه اني معيا حاجة تخصك. صافي باستغراب :حاجة ايه؟ الرجل: ولادك يزن ويزيد. فظهرت الصدمة على وجه صافي و.......
نهاية البارت

لست بقربي.......... لكنك في اعماقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن