البارت الثالث والاربعون

524 6 0
                                    


• جالسة تقرأ احد الكتب ثم رفعت وجهها لتتأمل أطفالها الذين يلعبون حولها بسعادة في جنينة الفيلا حين لفت نظرها شخص يقف خلف السياج المحيط بالحديقة يظهر من بين أغصان النبات المعلق بالسياج الذي يحجب الرؤية عن الشارع حتى لا يرى داخل الفيلا انكمشت ملامحها حين رأته من فتحة بالسياج تظهر وجهه لتستطيع التحقق من ملامحه انقبض قلبها انه هو ولكن كيف اتي الي هنا فقد هربت منه وأتت الي جدها لتحمي به منه اغمضت عينيها بضيق ثم فتحهما مرة أخرى لتفتحه ما بصدمة فقد اختفى ولا يوجد أمامها احد تنهدت بألم هو لا يتركها في حالها فهي في حالة ترقب لا تعلم لما تأخر عليها ام انه قد مل منها شعرت بنخزة في قلبها قد تكون تهرب منه ولكنها تتمنى بينها وبين نفسها ان يأتي ليقاوم الجميع حتى يأخذها كانت مشاعرها مختلفة في الفترة الأخيرة فقد مر حوالي الشهرين منذ حضورها السعودية ولم تسمع عنه أي اخبار تتواصل مع عائلتها ومع عبدالرحمن ولكنها لا تقوى على أن تسأل عنه حتى لا يشكوا في أمرها تعلم انها تحبه ولكن ما حدث بينهما في الماضي يزعجها وتخاف ان يكسرها مرة أخرى وحين علمت انه مازال زوجها كان قد جرحها جرح عميق حين اجبرها عليه لا تريد العودة اليه ولكن فكرة ان يمل منها ويفقد الأمل ويتركها لي هب ويتزوج بأخرى هو امر شديد الصعوبة عليها ان يكون لغيرها لقد مرت عليها السنة التي تزوج بها ديما بانهيار ظن الجميع ان مرضها وانهيارها بسبب حملها وابتعاده عنها ولكنه كان بسبب احساسها بأن أخرى تمتلك حقها ونصيبها ظلت هكذا حتى أنجبت طفليها وانشغلت بهما وبدراستها عن كل شئ وعنه ولم تعد تستعلم عن اخباره حتى ابتعد تماما عن افكارها او هذا ما كانت تقنع نفسها به فلقد كان معها نسختين منه لم يغيبا عنها مطلقا حتى فترة دراستها بلندن كانا معها ولكن عودة يوسف الي حياتها أحيا ما كانت تفتقد نهرت نفسها على تفكيرها به هكذا فهي لن تعود اليه مهما فعل لها قطع عليها افكارها صرخات طفليها السعيدة حين دخل اليهما فيصل واخذ يقذف الكرة ويلعب معهما ابتسمت بسعادة لسعادتهما تعلم انهما يحتاجان لوالدهما ولكنها لا تستطيع التضحية من اجلهما والعودة له هي لن تمنعهما عنه ولكن علاقتها قد قطعت تماما نظرت الي فيصل الذي جلس معها علي الطاولة وهو يأخذ أنفاسا سريعة دليل على ارهاقه فابتسمت وقالت: مش قد اللعب بتلعب معهما ليه؟ نظر لها وهو يبتسم وقال :انت بتوجهي لي انا هالكلام؟ صافي بسخرية :اي نعم إلك السن له حكمه يالشايب كيف تلعب مع البزران. فيصل بصدمة: لا وكمان طلعت اني شايب. صافي وهي تبتسم :ايوا بتزعل من الحق ليه؟ فيصل :حق شو حقه هاد؟ صافي : والله هاد اللي واضح انت لعبت معهم وما قدرت تكمل ورحت فيها. اتاهما صوت جدهما بندر وهو يقول :فديت انا هالصوت وراعيته. فنظرت اليه وهو يقترب منهما بالزي الرسمي حتى وقف أمامهما فضمتها صافي بسعادة وقالت: فديت انا مين يتفداني يارب. فطبع قبلة على جبهتها وقال :الله يخليكي يالغالية. ثم جلس وهي بجانبه حين قال فيصل بتمثيل الغضب :يعني هي الغالية وانا شو؟ صافي بسخرية :ولا شي. بندر وهو يبتسم :لا ولو انت حفيدي الغالي. صافي بسخرية :لاء جدي ده الشايب بتاعنا. فيصل بتمثيل الضيق: انا الشايب؟ بندر وهو يبتسم :لا حبيبتي هاد شيخ الشباب. صافي وهي تشير الي فيصل باستهزاء: هاد شيخ الشباب هاد قصدك شيخ الشياب. ثم أمسكت يد جدها وقبلتها بحب :انت حبيبي شيخ الشباب مش هاد الختيار. بندر وهو يضحك :الله يسامحك انا شيخ الشباب وهاد الشعر الأبيض اللي مغطي راسي؟ صافي بحب: هاد يزيدك حلا يا الغالي. بندر : الله يخليكي يا الغالية. ثم نظرت الي ملابسه الرسمية بزيادة هو وفيصل وقالت بفضول: اش اش اش بس قل يالغالي وين رايح بهاد الملابس وكل هالرسمية. ثم شهقت وهي تمثل الفزع واكملت: لتكون بدك تعرس وتجيب لي مرآة جد تاخد مني كل هالدلع. فضحك الجد على تمثيل حفيدته حين اكملت :والله لو جات لنتف لها شعراتها قبل ما تأخذك مني. فيصل بسخرية منها: والله ليكون جوزك هو واحنا ما بنعرف عشان تاخده منك؟ صافي بحدة :انت تسكت خالص اكيد انت اللي جايب له هالحرمة بدك اياه يبعد عني ماهيك؟ فضحك جدها اكثر على كلامها حين اكملت بخبث وهي تحدث فيصل: ولا لا تكون انت اللي بدك تعرس بعد ما انا رفضتك رايح تعرس واحدة تانية على حرمتك المسكينة. فيصل بتسلية: شو دخلك فيني اتركيني لحرمتي وبعدين شو رافضتيني شو قالوا لك بدي اتجوز واحدة متجوزة وهاربة من جوزها. شعرت صافي بالضيق من كلماته ولكنها تمالك نفسها بينما تغيرت معالم وجه جدها وفيصل حين أدرك ما قال لها بينما اكملت هي بنفس سخريتها وقالت: تخسي انت وهو قال جوزي قال لما يطول نجوم السما بيطولني انا ما برجع له ابدا. فيصل بخجل :انا اسف يالصافي والله ما كنت اقصد شي من كلامي. فابتسمت صافي وقالت :ولا يهمك يالغالي انت ما كنت بتقصد. ثم التفتت وامسكت يده وقالت برجاء :بس انا اقصد كل كلامي ما ر ارجع له مرة تانية. فتنهد جدها بضيق ثم رفع يدها وقبلها بينما ابتسمت هي لتغير الحديث وقالت :بس ما قلتوا لي لوين رايحين بهالملابس؟ فيصل :واحد من شركائنا عنده عزيمة بيقولوا انه رد حرمته ولهيك سوي لها عرس جديد. ابتسمت صافي بسخرية وقالت :ايوا يزعلها ويهينها وبعدها يرجعها ويعمل لها عرس جديد. ولكنها التفتت ليجدها مرة أخرى وقالت: بس اذا انت يالغالي بدك تعرس قل لي وعندي لك العروسة المناسبة. فضحك بندر وقال :والله ومين بتكون هالعروسة؟ صافي وهي تبتسم :هي كتير مناسبة لك ولسنك وانا بموت فيها وما راح تنافسني في حبك. بندر بتمثيل الاهتمام :والله ومين بتكون هالحرمة؟ صافي :ماما صفية. بندر باندهاش :شو؟ صافي :ايه حرمة مليحة وسنها مناسب لسنك. فيصل بسخرية :بدك تزوجيه مصرية؟ صافي :ومالها المصرية يالسعودي؟ بندر: احسن ناس كفاية انك منهم يا اغلاهم. فقامت صافي سريعا وارتمت علي جدها تضمه بحب وقالت :تسلم لي يالغالي. فضمها اليه بحب فقال فيصل وهو يقف :يادي الدلع الماسخ يلا جدي رح نتأخر على الناس. فقام جده وهو مازال يضمها ثم قبل رأسها وبعدها عنه قليلا وقال وهو يطمئنها :لك اللي تبغيه ماحدا يحكم عليك. فضمتها إليها اكثر واغمضت عينيها وهو تتنهد براحة قامت بتوديع جدها وفيصل وجلست تتابع طفليها يلعبان ثم اخذتهما وصعدت حيث اطعمتهما ثم ادخلتها غرفتهما ليناموا وذهبت الي غرفتها حيث جلست تحمل حاسبها المحمول وهي تتابع أعمالها عن بعد
• في نفس الوقت وفي فندق على بعد ساعة منها بالسيارة جلس وهو يحمل حاسبه المحمول ولكنه بعكسها هو لم يكن يتابع اعماله بل كان يشاهد صورها التي يخزنها على حاسبه ويتأمل كل تفصيلة بها وهو يتذكر وصوله السعودية من حوالي الأسبوعين ولكنه لم يحاول الاحتكاك بها او بأحد من عائلتها ولكنه وضع عليها مراقب دائم حتى لا تسافر مكان آخر ومن هذا الوقت كل خروجاتها كانت تحت عينيه حين يعلم بوجودها في مكان مفتوح كمول او مطعم أو مدينة الألعاب التي تذهب إليها ليمرح الولدين كان يذهب ليراهم ويروي اشتياقه لهم تذكر منذ ساعتين حين اشتاق ليراها فهو لم يراها منذ ثلاث ايام نظرا لعدم خروجها من منزلها              فلاش باك نزل بسيارته وانطلق الي فيلا جدها واخذ يدور حولها بعض الوقت ثم وقف قريبا من الفيلا بتردد ونزل من السيارة يخشى ان يراه احد ولكنه ابتسم لشعوره بأنه مراهق صغير ذهب ليسترق نظرات من حبيبته دون علم احد وصل إلى سمعه صوت حبيبته وهي تحدث طفليه وتطلب منهما اللعب وعدم الإبتعاد عنها غلبته مشاعره إليها فأسرع الي السياج المغطي بالنباتات واخذ يتفحصه حتى وجد به فتحة صغيرة فأسرع ووسعها بيده لتقع عينيه عليها وهي جالسة تقرأ احد الكتب ابتسم بسعادة وهو يرى ملامحها التي اشتاق لها ثم وجدها تشرد وهي تتأمل أطفاله فتنهد وقال : بتفكري في ايه يا روحي ياترى جاي على بالك ولا نستيني بس اطمني حترجعي لي قريب ومش حتبعدي عن حضني تاني. خرج من أفكاره حين وجدها تركز بنظرها على مكان وقوفه ويبدو عليها الاستغراب فعلم انها رأته وحين اغمضت عينيها لذا اسرع الي سيارته وانطلق سريعا حتى لا تكتشف وجوده معها في نفس البلد
• باك عاد الي واقعه حين دخل عليه مصطفى فالتفت له حين قال مصطفى :كل شئ جاهز يافندم وابو ناصر مستني معاليك تحت. فهز يوسف رأسه ووقف وقال :يلا بينا كفاية كده عليا قوي. ثم خرج من الغرفة وخلفه مصطفى
• وصل فيصل بسيارته الي الفندق المقام به الحفل ونزل منها هو وجده ودخلا الفندق حيث استقبلهم رجل كبير في السن ويبدو عليه الهيبة وقال :يا هلا يا هلا بالشيخ كيفك يا عم؟ ضمه بندر اليه وقال :كيفك انت يا حمد وكيف الاهل؟ حمد وهو يبتعد عن بندر: الحمد لله يا عم والله مشتاق لك كتير. ثم التفت حمد الي فيصل وقال له: كيفك فيصل؟ فيصل باحترام :الحمد لله يا ابو ناصر كيفك انت؟ حمد :الحمد لله. بندر: الله يديم العز يارب خير مين من الأهل اللي مساوي هالعزيمة؟ حمد :هلا بتعرف اتفضل معي. مشي معه بندر حين وقف فيصل بصدمة حين رأي يوسف يقف ويتحدث مع مصطفى وشخص أخر فعاد اليه ابو ناصر وقال: وينك فيصل؟ فالتفت اليه فيصل وقال :جايك يا عم. ثم التفت مرة أخرى ولكنه لم يجد احد لتكتمل صدمته حين قال ابو ناصر :يلا ابني. فابتسم فيصل وذهب معه وذهنه يفكر بما رأي جلس بجانب جده على قمة المجلس ولكنه لم ينتبه لذلك بينما باله في يوسف هل اتي ليعيد صافي معه ام انه شبه له ورأي شخص آخر اخذ الجميع يسلم على الشيخ بندر ويبارك له وهو لا يعرف ما يحدث حوله سبب المباركة لذا التفت الي ابو ناصر وقال له :شو القصة يا ابو ناصر ليش هالمباركة؟ شعر ابو ناصر بالارتباك وقال :شوف يا عم انت عزيز على ولك معزة كبيرة في قلبي وانا ما عملت هيك الا بغرض الصلاح والخير والرجال ما له عيب وبده البنت ولهيك انا وافقت على القصة. بندر باستغراب وحده :بنت شو ورجال شو انت عن شو بتحكي؟ ليفاجأ بشخص غريب يقف أمامه وهو يبتسم ويمد له يده وقال: مبروك يا شيخ. شعر بندر بالاستغراب من الغريب الذي يشعر انه رأه من قبل ولكنه لم يتعرف عليه ولكنه مد يده وتقبل تحيته وقال :الله يبارك في عمرك يا ولدي. مال ابو ناصر علي اذن الشيخ بندر وقال: هاد صاحب العزيمة يا شيخ. بندر باستغراب :بس هاد مو من أهلنا؟ ابو ناصر باحراج :بس البنت من أهلنا يا شيخ. رفع فيصل رأسه ليجد الغريب الذي يقف أمام جده شعر باشتعال جسده من الغضب ثم وقف أمامه و امسكه من ملابسه وقال: انت شو عم تعمل هون؟ وقف بندر باستغراب وامسك يد فيصل بينما تعالت الهمهمات المستغربة من شجارهما بينما قال بندر: فيصل انت شو عم تعمل؟ من هاد الرجال؟ فيصل بغضب :هاد الحقير بدي موته بيدي. بندر بحدة :فيصل نزل يدك منه هاد الرجال؟ فترك فيصل ملابس يوسف بينما قال يوسف :انا نسيبكما يا حمايا. بندر باستغراب :نسيبنا منو انا ما بعرفك؟ يوسف :انا يوسف الجوهري زوج حفيدتك الدلوعة الهاربانة مني. صدم بندر بينما نظر لفيصل الذي أكد له بإماءته برأسه فعلم بندر الان ما يحدث حوله ومعنى كلام ابو ناصر له ومباركة الجميع له فقد خطط يوسف هذا الحفل كاعتراف منه بعودة صافي لعصمته مرة أخرى ولكنه أخبر الجميع بأن بندر هو ايضا صاحب الدعوة فكر بندر سريعا لإنقاذ الموقف وانقاذ سمعة حفيدته فأسرع وضم يوسف اليه وهو يبتسم تحت صدمة الجميع وأولهم يوسف بينما اقترب ابو ناصر هو أيضا من فيصل ووضع يده على كتفه بمرح وقال وهو يبتسم :ما راح تبطلوا هاي العادة وهاي التحية وكأنكم بتتعاركوا . فنظر له فيصل بحدة فقال ابو ناصر هامسا: هاد سمعت بنت عمتك ابتسم وضمه للرجال وسوي اللي بدك لما تختلي فيه. ثم التفت ابو ناصر للجمع وقال بمرح: لا تقلقوا يا جماعة هاي تحية بيناتهم هم رفقة ومتعودين على هيك تحية. غمز بندر الذي ابتعد عن يوسف لفيصل ليفعل ما يحافظ على الوضع فاغتصب فيصل ابتسامة واقترب من يوسف وضمه اليه بحقد وهو يغرس اصابعه بجسده ليؤلمه بينما ابتسم يوسف وهو يعلم ان لها سند سيعاقبه على اي خطأ في حقها تعالت التهليلات والمباركات في القاعة بينما وقف يوسف بين الشيخ بندر وفيصل وهو يبتسم حين قال أبو ناصر :يلا يا جماعه العشا جاهز اتفضلوا. فبدأ المضيفين في وضع الاطعمة على الموائد فانشغل الحضور في تناول العشاء بينما مال يوسف علي اذن الشيخ بندر وقال هامسا: اتفضل معيا لو سمحت يا شيخ بندر. فتقدمت بندر الي الباب حيث يشير له يوسف بينما قال يوسف لفيصل: اتفضل. فخرج فيصل خلف جده بغضب بينما قال يوسف لأبو ناصر: خليك انت مع الناس يا ابوناصر. ابوناصر :ماشي يا ولدي اتفضل. فذهب يوسف وخلفه مصطفى
• جلس بندر في غرفة أنيقة ملحقة بالقاعة المقام بها الحفل وامامه طاولة وضع عليها أصناف من الطعام الشهي والعصائر والقهوة ووقف بجانبه احد المضيفين وهو يحمل دالة القهوة ويقدم له فنجان منها بينما اخذ فيصل يتحرك في الغرفة بغضب حين دخل يوسف وخلفه مصطفى فعاجله فيصل بتوجيه ضربة بقبضة يده الي وجهه إصابته بشدة نظرا لعدم انتباه يوسف له لتصيبه وتسبب نزف من أنفه وجانب شفتيه وكاد ان يكررها لولا تدخل مصطفى وهو يبعد فيصل عن يوسف فنفض فيصل يد مصطفى بغضب وقال: بعد يدك عني يا حقير متل اللي مشغلك. ثم وجه حديثه ليوسف الذي وضع يده على فكه موضع الضربة وقال له :شو عم تعمل هون جاي بعد عملتك يا أسود الوجه تفضحها وتسئ لسمعتها؟ يوسف بغضب :اللي انت بتتكلم عنها تبقى مراتي وسمعتها من سمعتي وحقي اني مراتي ترجع لي. فيصل :تخسي انك تطولها تاني ما راح اسمح لك تاخدها كانت عندك لا عزتها ولا راعتها واهنتها لحتى هربت منك بدل المرة مرتين وجاي الحين ترجعها بالحيل والخداع بس لا ما راح تشوفها. شعر يوسف بالغضب والغيرة من كلامه عنها ومنعها منه فأسرع اليه وكاد ان يضربه ودفع يده الي وجهه لتتوقف فجأة حين وقف أمامه الشيخ بندر ليتراجع يوسف الي الخلف قليلا وحاول ان يسيطر على غضبه فنظر بندر الي فيصل وقال له :بس يافيصل كافي خلينا نشوف ايش بنسوي في اللي بيصير لحتى ننقذ سمعتنا من الكلام. ثم ذهب وجلس واخذ يفكر فأسرع اليه يوسف بعد أن شعر انه في موضع قوة وقال برجاء: انا كل اللي عايزه مراتي ترجع لي. فنظر له بندر بحدة فاكمل يوسف :انا عارف ان اللي عملته مش صح لكن انا ما قدرتش اني اسمح لها تبعد عني كل ده خصوصا ان الكل واقف ضدي وبتبعدوها عني كان لازم اعمل كده. نظر له بندر دون أن يجيبه فابتسم يوسف بخبث وقال :وبعدين انا عملت حيلة بسيطة بالنسبة للي انت عملته زمان عشان ترجع الشيخة زوجتك الله يرحمها. فنظر له بندر باندهاش فابتسم يوسف وقال :انت بحاول اقلدك يا حمايا العزيز. فقال فيصل باستغراب بعد انتباهه لاستغراب جده :عن شو بيحكي هالحقير؟ لم يجيبه بندر ولكنه وجه حديثه الي يوسف وقال: انا ما هنتها ولا جيتها بالغصب والخديعة كمان زوجتي كانت رايداني والجاهة اللي جيبتها كانت من شان أهلها مو من شانها لكن انت البنت مو رايداك كمان انا عزيتها ورفعت قدرها ما ذلتها كيف ما عملت انت بالعزيمة اللي سويتها. يوسف برجاء: ارجوك يا شيخ بندر انت ما بتعرف قد ايه انا بحبها انا بعشقها يمكن غلط باللي عملته لكن صدقني انا مش قصدي اني اذلها زي ما انت بتقول بس انا مش حسمح لحد انه يبعدها عني صفية مراتي وانا عايزها وهي كمان بتحبني. فيصل بغضب :ولا بدها تشوف وجهك حتى وانت بدك تطلقها ولو شو ما بتعمل ما راح تطولها. وقف يوسف أمامه بغضب وقال :مراتي وحدها واعلى ما في خيلك اركبه. بندر :بس البنت مو رايداك وده من تمها مو مني او من حدا غيرها. يوسف : عارف انها اكيد رافضة تشوفني بس انا من حقي اني اقعد معها واتفاهم معها. فيصل: ما راح تشوفها ولا تعرفها. بندر بحدة وهو ينظر لفيصل :بس يالفيصل. ثم نظر ليوسف وقال: انا راح أخبر الصافي بطلبك وهي بترضي او لاء. يوسف بأمل :حترضي ان شاء الله بس انت كلمها. وقف بندر فأسرع يوسف ووقف بجانبه حين قال بندر: راح نمشي هالحين وبرد لك خبر. يوسف :اتمنى يكون خبر كويس وانا تحت أمركم في كل اللي يعزها ويعزكم. بندر وهو يومئ برأسه :بنشوف يلا يا فيصل. ثم خرج فقال فيصل قبل أن يخرج: ماراح تعرفها تاني وانا بقول لك. ثم تركه وذهب بينما ابتسم يوسف وجلس وهو يقول :الصافي هي فعلا بريئة زي النهر الصافي. نظر له مصطفى باستغراب وقال له :حضرتك بتكلم نفسك؟ فالتفت له يوسف وهو يبتسم وقال : ولا حاجة شوفت لي الرقم اللي طلبته منك؟ مصطفى وهو يمد يده اليه بورقة :ديه كل الارقام المسجلة باسمها هنا. فاخذها منه يوسف وقال: اوكي روح انت وشوف الحضور اللي بارة مش عايزهم يحسوا بحاجة وانا حغسل وشي واجي وراك. مصطفى :حاضر. ثم خرج بينما وقف يوسف واقترب من باب ملحق بالغرفة وكان حمام فدخل وفتح الماء وغسل وجهه ثم رفع وجهه الي المرأة ونظر الي وجهه الذي يظهر به الورم والماء المتساقط عليه وتنهد وقال: ولو حتى دبحوني يستحيل استسلم ولازم ترجعي لي كفاية قوي لحد كده بعد وهروب مني مكانك في حضني ولازم ترجعي له. ثم أغلق الماء واخذ المنشفة وجفف بها وجهه ثم خرج الي القاعة ليكمل حفله حتى لا يساء إليها باي قول.
• جلست صافي على السرير تقرأ احد الكتب حين شردت في ما رأت اليوم حين رأت يوسف يقف خارج سياج الفيلا ويشاهدها من الفتحة الصغيرة في السياج ثم اختفائه لتتنهد بضيق وقالت :ليه مش عايز تسيبني وتبعد عني خرجت من افكارها على صوت سيارة فقامت عن السرير ونظرت من النافذة لتجد جدها وفيصل فاسرعت وأخذت حجابها على شعرها ونزلت اليهما لتستقبلهما وقالت :حمد الله على السلامة. تنهد جدها بضيق وهو يشعر بالقهر وقال: الله يسلمك يا الغالية يلا تصبحوا على خير. ثم تركهم وذهب تحت نظراتها المندهشة من سلامه البارد لها وكاد فيصل ان يفعل مثله ولكنها اوقفته قائلة: استنى يافيصل. فالتفت إليها وهو يحني رأسه حتى لا ترى القهر الذي يشعر به هو وجده وقال :فيه حاجة يا الصافي بدي انام؟ صافي :فيه ايه يافيصل؟ حاجة حصلت في الحفلة اللي انتم كنتوا فيها؟ فيصل بارتباك: لا ما صار شي. صافي :طيب جدي ماله مضايق ليه؟ تنهد فيصل وقال :ولا شي يا الصافي هو بس شاف رجال ما يحبه ولهيك مضايق. صافي :اكيد يافيصل؟ فيصل :ايه يلا تصبحي على خير. ثم تركها وذهب وهي لا تعرف احساس الاضطراب الذي أصابها من منظر جدها الغريب ولكنها حاولت اقناع نفسها بقصة فيصل لها وصعدت الي غرفتها مرة أخرى وهي تفكر بضيق في حالة جدها الذي تحبه فلا بد أن يكون جدها يكره هذا الرجل كثيرا حتى يتأثر هكذا برؤيته له وصلت غرفتها واغلقت الباب واستلقت على السرير وهي مازالت في افكارها حتى قطع عليها صوت رنين هاتفها فاخذتها من جانبها على الكمود ونظرت الي شاشته فرأت رقم غريب لم تتعرف عليه لا تعرف لما شعرت باحساس غريب يجتاحها من للرقم فاخر أرقامه تمثل تاريخ ميلادها شعرت بالفضول لمعرفة صاحب ولكن ما كادت تجيب حتى انتهى الاتصال لتتنهد براحة لان فضولها كان سيتغلب عليها وتجيب على شخص غريب قد يسئ إليها فاعادت الهاتف الي موضعه السابق واغلقت الإضائة لتستلقي لتنام ولكنها لم تكد تغمض عينيها حتى ارتفع صوت رنين هاتفها فعقدت حاجبيها ومدت يدها واضائت الغرفة ثم أمسكت الهاتف ونظرت الي شاشته فرأت الرقم الغريب فاسرعت وفتحته بغضب ووضعته على اذنها وقالت بحدة :مين؟ لم تجد اي رد سوي صوت أنفاس تأتيها عبر الهاتف لاتشعر بضربات قلبها تزيد وكأنه شعر بالمتصل وعرفه من أنفاسه لتقول بتردد: يو... يوسف ده انت؟ لتسمع صوت تنهد عاشق يصلها ثم وصلها صوته بهيام يقول :عرفتني يا قلبي؟ لم تجيبه صافي وقد ادمعت عينيها فقال وهو يجلس على اريكة في جناحه الراقي : ردي عليا يا صفية عايز اسمع صوتك وحشني. ولكنها لم تجيب فقال :لسه زعلانة مني ياروحي؟ سامحيني ماكانش بأيدي انك تكوني معيا وحلالي وامنع نفسي عنك. شعرت صافي بدموعها تنزل على وجهها وهي تتذكر اجباره لها على نفسه فشهقت ووصل له صوت شهقاتها فقال بألم :ارجوك ياحبيبتي متعيطيش والله بكرة لاعوضك اول ما نرجع لبعض. صافي بحدة :بس انا عمري ما حرجع لك نجوم السما أقرب لك مني. ابتسم يوسف بخبث وقال لها بتحدي:بس انا مش محتاج المس نجوم السما لأنك قريب حترجعي لي هو جدك ما بلغكيش ولا ايه؟ مسحت صافي دموعها باستغراب وقالت بحدة: قصدك ايه؟ وانت شوفت جدي فين؟ يوسف بخبث: يظهر انه فعلا خاف ليزعلك عشان كده ما بلغكيش. صافي بحدة: انت بتلف وتدور ليه اتكلم على طول؟ يوسف :اصلي قابلت جدك النهاردة واتفقت انا وهو انك ترجعي لي قريب. شعرت صافي بانقباض قلبها بشدة والم عندما بذأت تظن ان جدها اتفق معه عليها حقا وما أكد لها ذلك بروده معها عند عودته وارتباك فيصل الذي ظهر على وجهه ليكمل يوسف وهو يعلم بتخبطها في افكارها الان وذلك لحالتها النفسية التي تمر بها :قريب حتنوري بيتك. صافي بحدة وصوت عالي :قلت لك نجوم السما أقرب لك انت سامع؟ يوسف بخبث: قلت لك انت خلاص حترجعي لي ثقي في كلامي جدك خلاص وافق. صافي بغضب :أخرس حتى لو جدي وافق مش حرجع لك وزي ما هربت منك في مصر حهرب منك هنا كمان انت سامع؟ شعر يوسف بالغضب من محاولاتها الدائمة للهرب منه لذلك قال: مش حتقدر تهربي مني تاني سامعة ولو فكرتي تهربي تاني حبلغ عنك واتهمك بخطف ولادي انتي سامعة؟ لم يجد منها اي رد ولكنه استمع الي صوت إغلاق الهاتف لينظر له بغضب وهو يفكر انها قد تهرب منه مرة أخرى وقد تبتعد عن نطاق سيطرته من جديد لذلك قذف هاتفه بغضب ورمى كل الانتيكات الموضوعة على الطاولة امامه واطلق صرخة عالية ليفتح بابه ويدخل مصطفى منه بفزع ومعه حارسه الشخصي وهما يشهرا اسلحتهما ولكنها لم يجدا شئ لينظرا الي بعضهما بدهشة فقال مصطفى للحارس: اخرج انت. فأمأ الحارس برأسه وخرج واغلق الباب بينما وضع مصطفى سلاحه في جرابه الملحق بحزامه واقترب من يوسف الذي يجلس ويضع رأسه بين يديه فقال له بصوت هادئ: انت كويس يا يوسف بيه؟ يوسف بتعب دون أن يرفع رأسه: مش حتبطل هروب مني مش عايزانى وبتكرهني. عرف مصطفى ان يوسف يتحدث عن صافي فقال له :ما تقلقش هي حتروح فين ديه تحت عينينا وانت اكتر واحد عارف ان لو انت أمرت اننا نجيبها لك هي والولاد حتكون عندك في خلال ساعة. رفع يوسف رأسه ونظر اليه وقال: زود الحراسة على بيت جدها ما تسيبش اي عربية تخرج الا وعليها مراقبة اي عربية حتى لو بتاعة الخدم. مصطفى باحترام :امرك. يوسف: مش ممكن اسمح لها تهرب مني تاني.          في نفس الوقت وبعد إغلاقها الاتصال أمسكت صافي الهاتف بغضب وأخذت تبكي بعجز وهي تشعر انها لم يعد لها سند حتى جدها بعد اتفاقه مع يوسف باعادتها اليه من جديد لتتقد عينيها بغضب وقالت :لازم امشي من هنا حالا انا وولادي ثم نزلت عن فراشها لتجمع ملابسها وملابس طفليها وقامت بإيقاظهما من نومهما وحين اعترضا على الاستيقاظ أخبرتهم انهم سيعودون الي مصر إلى جدتهما صفية وخالتها سلمي فاستجابا لها وبدلت ملابسهما وأخذت مفاتيح سيارتها وكل أوراقهم الشخصية وملابسها ونزلوا وهي تتلفت حولها خوفا من أن يراها اخد لتتسمر مكانها حين سمعت صوت يقول بحدة: رايحة قين يا صافي؟
• نهاية البارت الثالث والاربعون

لست بقربي.......... لكنك في اعماقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن