البارت الخمسون
في المساء عاد يوسف وصافي وطفليهما الي المنزل وانشغل كلا منهما في عالمه بعيدا عن الاخر قليلا فقد اتصل يوسف علي عائلته ليطمئن عليهم وحدث عبدالرحمن قليلا عن العمل كما اجري اتصال مع مصطفى ليستعلم منه عن ما قام به الاخير في الملف الذي قدمه له ظهر ذلك اليوم بينما انشغلت صافي في عائلتها مع طفليها واختها وماما صفية ثم اجرت اتصال بسوسن لإخبارها بعودتها انها ستكون في الشركة من الغد ورغم اعتراض ماما صفيةو سلمي نظرا لحالها الصحية ولكنها لم ترضخ لهما ومر الوقت وفي الليل وبعد أن اطمئنت على طفليها وتأكدت من نومهما دخلت صافي غرفتها وأخذت لها بيجامة ومنشفة ودخلت الحمام وأخذت شاور وبدلت ملابسها وادت فريضتها ثم عادت الي الحمام مرة أخرى لأنها قد نسيت غسل أسنانها فغسلتها وخرجت من الحمام وذهبت الي المرأة لتمشيط شعرها لتفزع بمن يجلس على السرير فصرخت ليسرع إليها ويضع يده على فمها حتى لا تفزع باقي البيت من صراخها وقال: هشششششش ده انا يوسف انا. فقامت بعض يده الموضوعة على فمها فصرخ وابتعد عنها وهو يجذب يده من فمها بقوة واخذ ينفض في يده وهو يقول بصدمة: اهههههههههه يا بنت العضاضة. بينما نظرت هي له بحده ثم قالت: انت بتعمل ايه هنا؟ يوسف : حكون بعمل ايه هنا جاي انام. صافي بفزع :تنام فين ان شاء الله؟ يوسف بخبث :هنا طبعا يا قلبي. صافي بغضب :انت اكيد اتجننت يستحيل اني اسمح لك تنام في قوضتي. يوسف :واللهي انتي حرة انا حنام هنا. صافي :مش حيحصل ديه قوضتي انا ومش حسمح لك تنام هنا. يوسف وهو يقترب من السرير ويستلقي عليه: لاء هنام هنا وعلى السرير ده كمان. ثم جذب الغطاء عليه ومثل النوم بينما هي تتأكل من الغيظ منه لبروده وقالت: يخرب بيت برودك انت ايه يا اخي اخذت تدور في الغرفة وهي لا تعرف ماذا تفعل معه فهي لن تنام بجانبه والواضح انه لن يتنازل عن النوم على السرير اخذت تتحرك في الغرفة حتى شعرت بالإرهاق واستبد بها التعب وما مرت به طوال اليوم بدأت تشعر بالإنهاك لتجلس على الاريكة القريبة منها حتى غلبها النعاس فاستلقت نائمة موضعها بينما على السرير وحين لم يعد يصل إلى مسامعه اي صوت فتح عينيه لينظر ماذا تفعل ليجدها نائمة وهي جالسه على الاريكة تنهد بالم على حالهما فمن يراهما وهم مع الخيل يظن أنهما بأفضل حال ولكن الآن هي حتى ترفض النوم بجانبه على السرير اسرع إليها ليحملها برفق بينما فتحت هي عينيها وهي بين النوم والاستيقاظ وحين وجدته أمامها ابتسمت وهي تظن انها تحلم فرفعت ذراعيها ولفتهما حول رقبته وقالت: يارب تفضل جانبي على طول. ثم تغيرت ملامحها الي الضيق وقالت :بس انت حتسيبني انا وولادي وتروح لها زي زمان. شعر بالالم لأجلها بينما وضعها على السرير ولكنها لم تتركه فاستلقي بجانبها واخذ يتأملها حين تملك منها النوم ونامت ورأسها على صدره فطبع هو قبلة على جبينها وقال :اه لما تصحى بكرة وتشوفيني جانبك في السرير حتولعي في البيت كله بس ده مكاني ولازم تتعودي عليه. ثم أخذها في احضانه وذهب في النوم وهو يدعي ربه ان يتم عليه نعمته ويوفقه في حياته مع عائلته.
وفي الصباح تململت صافي في نومها وشعرت بشئ صلب وخشن تحت رأسها لم تعرف لما تحولت وسادتها لتلك الصلابة حركت يدها ليزداد اندهاشها من الملمس الذي شعرت به ملمس شعر قصير فتحت عينيها ورأته شعرت بالسعادة من هذا الحلم الذي يضمها هي وحبيبها وهو نائم الان وهي بين احضانه ومتخذة صدره وسادة لها ابتسمت وضمت رأسها له أكثر وهي سعيدة بهذا الحلم ولكنه توقفت فجأة عن الابتسام وفتحت عينيها بفزع وهي تتذكر انه ليس حلم وهو معها بالفعل في منزلها وفي غرفتها لتطلق صرخاتها العالية ففزع يوسف من نومه حين دفعته بقوة ليسقط أرضا ليأن من الألم والصدمة وهو يقول : اه يا بنت المجنونة. بينما وقفت هي على السرير بغضب وقالت: انت بتعمل ايه على سريري؟ فوقف يوسف وهو يمسك جانبه بيده وقال بحدة: حكون بعمل ايه عميتي ولا ايه؟ واحد نايم. صافي بغضب :على سريري؟ يوسف :اومال عايزانى انام فين؟ صافي بغضب :مش شغلي تنام على الكنبة على الأرض في الحمام ان شاء الله حتى في الشارع لكن مش على سريري فجلس يوسف علي السرير وهو يقول ببرود :طيب اسمعي بقى ده مكاني بيتي وقوضتي وسريري. ثم امسكها من يدها وجذبها اليه رغم مقاومتها وهي تقول :سيبني سيب ايدي. ولكنه لم يتركها وحين نزلت على ركبتيها أمامه ضمها الي صدره وقال :ومراتي ده مكاني بمزاجك او غصب عنك. فأخذت تضربه على صدره بيديها الرقيقة فابتسم دون ملاحظتها ثم تركها لتبتعد عنه وهي تدفعه ونزلت عن السرير وقالت له: اخر مرة وحكاية مراتك ديه تنساها خالص. ثم تركته ودخلت الحمام واغلقت الباب خلفها بعنف وفتحته مرة أخرى وقالت :انا ايه اللي جابني هنا؟ يوسف :هنا اللي هو فين يعني؟ صافي بحدة :على السرير؟ يوسف :انا طبعا. صافي وهي تحاول تذكر ما قد يكون حدث بينهما فقالت بتردد فهي تخاف ان تكون استسلمت له دون وعيها: فيه حاجة حصلت بينا؟ يوسف باستغراب: حاجة ايه؟ فشعر بخجلها من توترها فعلم ما ترمي اليه فشعر بالغضب منها لظنها انه قد يقترب منها وهي غير واعية ولكنه لم يظهر مشاعره فقال :لاء اطمني هو حقي وعارف انك مشتاقة ليا لكن اظن انك في وضع لازم نصبر شوية. فنظرت له بغضب وقالت :بتحلم. ثم دخلت الحمام مرة أخرى واغلقت الباب خلفها بعنف ليتنهد يوسف ثم ابتسم وهو يتذكر استيقاظه قبلها وتأمله لها
فلاش باك تململ يوسف من نومه بانزعاج من شعاع الضوء الذي تسلل من الشرفة على وجهه فتنهد بضيق دون أن يفتح عينيه حين شعر بثقل على صدره ففتح عينيه ليجد حبيبته متوسدة صدره ابتسم بحب عليها واخذ يتلمس وجهها الجميل الهادئ كالأطفال دون عصبيتها التي توجهها له دائما فقال بتهكم :ملاك نايم اه على الملاك ده لما بيكون صاحي بيكون قطر. ابعد خصلات شعرها النافورة عن وجهها واقترب ليطبع قبلة على جبينها حين عقدت هي حاجبيها بانزعاج وتململت من نومها فاسرع واستلقي سريعا باك
ابتسم وهو يتذكر ماذا فعلت حين استيقظت يعلم انها لم تكن في وعيها وكانت تظن انها تتخيل قام واقترب من خزينة الملابس الكبيرة وأخرج ملابسه ليستعد لينزل بالأسفل واخذها وذهب الي الحمام الاخر الخارجي يعلم انها لن تخرج الان بينما في الداخل اخذت صافي تنهر نفسها على ضعفها أمامه هكذا ففتحت الماء واخذت تعاقب نفسها بقذف الماء بشدة على وجهها لتفيق من أحلامها وتمنياتها وبعد قليل سمعت صوت إغلاق الباب قامت بإغلاق الماء وخرجت لتبديل ملابسها للذهاب لشركتها التي غابت عنها لمدة اكثر من شهرين وبعد قليل فتح الباب ليدخل يوسف بعد أن بدل ملابسه ليجدها تقف أمام المرأة وتضع اللمسة الأخيرة على حجابها وهي ترتدي احد اطقمها الراقية والتي يكره ان ترتديه فهي تظهر بها بمنتهى القوة والشخصية وأكثر ما يكرهه انها تظهرها بمنتهى الانوثة وهو ما يكره ان يراه غيره من الرجال ولكن مهلا لما ترتدي ملابسها في الصباح الباكر فاقترب منها باستغراب وقال: ممكن اعرف المدام بتلبس كده ورايحة فين؟ صافي دون النظر له :ايه عمرك ما شوفت واحدة رايحة شغلها؟ يوسف بصدمة :شغل شغل ايه؟ فالتفتت له وقالت: الشركة طبعا. يوسف بحدة: شركة ايه ان شاء الله بوضعك ده وشغل ليه من أصله انتي محتاجة ايه؟ صافي :اولا يعني ايه وضعي واذا كان على الحمل انا مش اول ولا اخر واحدة حامل وتشتغل وثانيا بقى انا وصلت لمكانك في شغلي ومش حسمح لك انك تهدمني. يوسف :انا مش عايز اهدمك انا خايف عليكي وعلى ولادنا كمان افتكر ان بيتك وولادك أولى بيكي من الشركة. صافي وهي احمل حقيبة يدها عن السرير :مش صحيح انا طول عمري واخدة بالي من ولادي وبيتي وشركتي ما فيش حاجه جديده عليا. كانت من كلمتها الأخيرة توضح له ان وجوده في حياتها مثل عدمه صمت يوسف ولم يجادلها اكثر من ذلك حتى لا يرهقها فهو يقدر على منعها من عملها ولكن قد يكون مكان جيد للتنفيس عن نفسها بعيدا عنه مع وضعها تحت رعايته وحمايته المستمرة خرج من أفكاره على صوت إغلاق الباب ليلتفت حوله ليجدها قد خرجت تنهد بضيق على حبه الذي يعذبه ولكنه قد يكون مصدر عذابه فهو أيضا مصدر سعادته ولن يتهاون حتى تعود لاحضانه في واقعها كما هو خيالها نظر لملابسه المنزلية فهو كان يخطط لقضاء اليوم معها ومع الطفلين ولكن بما انها قد ذهبت لعملها ليذهب هو أيضا لشركته لينهي اعماله لذا قام ليبدل ملابسه وليس ع ليلحقها ليقوم بإيصالها
وفي الاسفل جلست صفية الام وسلمي والطفلين لتناول الإفطار حين نزلت صافي ورأتهم لتبتسم واقتربت منهم وقالت :صباح الخير. ليجيب الجميع :صباح النور. فانحنت وقبلت كلا ولديها حين قالت صفية :لابسة كده ورايحة فين؟ صافي :الشركة. سلمي بصدمة :شركة ايه يا صافي بوضعك ده؟ صافي بحدة :بقول لكم ايه انا كويسة وحتى لو كنت حامل بس انا كويسة وحكون اكتر لما اتابع شغلي يلا بعد اذنكم. صفية :رايحة فين افطري الأول. صافي : حفطر في الشركة يلا سلام. ثم تركتهم وذهبت ليدخل عليهم يوسف وهو يربط رابطة عنقه وقال :صباح الخير. فرد الجميع :صباح النور. فنظر حوله ولم يجدها فقال :اومال فين صفية؟ فردت سلمي :لسه ماشية حالا. فاسرع يوسف للحاق بها ولكنه وجدها قد انطلقت بسيارتها لذا اسرع الي سيارته ليلحقها ويمشي خلفها حتى شاهدها تصل بأمان الي شركتها ثم عاد الي طريقه لشركته وهو في الطريق اجري اتصال لسعاد صديقة صافي وطبيبتها وكان محتواه كالآتي طلب يوسف الرقم ووضع الهاتف على حامله المعلق أمامه وهو على وضع السماعة الخارجية واستمع الي الجرس حتى اتاه صوت سعاد وقالت: الو. يوسف :الو دكتورة سعاد انا يوسف الجوهري. جلست سعاد على سريرها وهي تفرك عينيها وقالت :اهلا استاذ يوسف فيه حاجة؟ شعر يوسف بنبرته الناعسة فقال :انا اسف يا دكتورة شكلك كنتي نايمة. سعاد :ولا يهمك يا استاذ يوسف صافي بخير؟ يوسف :ايوا الحمدلله بس كنت عايز ابلغك انها نزلت النهاردة الشركة. سعاد مافيش مشكلة ده كويس لنفسيتها. يوسف :طيب حضرتك ياترى ممكن تكلميها امتى على موضوع الدكتور النفسي؟ سعاد: ممكن ازورها النهاردة في الشركة وافتحها في الموضوع. يوسف :اكون شاكر لحضرتك جدا انا عارف ان الجلسات ديه حتخرجها من اللي هي فيه كمان الدكتور اكيد حيفهمني ازاي اتعامل معها عشان ما تتعرضش لأي ضغوط تأثر عليها. سعاد :اطمن ما تقلقش عليها. يوسف :حاجة كمان ما علشي يا دكتورة. سعاد :ايوا طبعا اتفضل. يوسف :ياريت لو ترشحي لها دكتورة مش دكتور اكون شاكر لحضرتك. فابتسمت سعاد على غيرة يوسف علي صافي وقالت :ان شاء الله حاضر فيه فعلا صديقة ليا اكيد حرشحها لصافي. يوسف :شكرا لكي يا دكتورة واسف اني بتعبك معيا. سعاد: لا ولا تعب ولا حاجة صافي زي اختي واحب اساعدها. يوسف :شكرا يادكتورة مع السلامة. ثم أغلق الهاتف وقد دخل جراج الشركة ليوقف سيارته واخذ هاتفه ونزل وأغلق السيارة وصعد الي عمله وصل مكتبه واندمج في عمله وبعد مرور بعض الوقت نظر في ساعة يده وجدها قد تعدت العاشرة فشرد في حبيبته ترى ماذا تفعل الان وهل ذهبت إليها سعاد ام لا هل ترهق نفسها في العمل ولم تأكل اي شئ كعادته هو يعرفها ويعرف اهمالها لنفسها لذا رفع سماعة الهاتف وطلب شركتها حتى اتاه صوت الاستقبال فطلب منهم ايصاله بمكتب حبيبته لتجيب عليه سوسن وقالت :شركة السند مكتب صافي الفيصل اي خدمة؟ شعر بالضيق كم يتمنى ان ترد عليه لتخبره انه مكتب حبيبته صفية الجوهري اسمها الذي عشق معرف باسم عائلته دليل على انتسابها له ولكن هذا حلم من ضمن أحلامه فهي منعت احد من ان يناديها باسمها الغالي على قلبه صفية هل من الممكن أن تسمح بانتسابها الي عائلته أخرجه من شروده صوت سوسن شبه الغضب من عدم اجابته فقال؛ اسف يا سوسن انا يوسف الجوهري. ابتسمت سوسن باحراج وقالت: اهلا يوسف بيه اسفة اني ماعرفتش حضرتك؟ يوسف :ولا يهمك يا سوسن انا اللي ما اتكلمتش. سوسن :ولا يهمك يا يوسف بيه أحول حضرتك لمدام صافي؟ يوسف بلهفة: لاا لا لاء. شعرت بالاستغراب منه بينما اكمل بتردد: اممم الحقيقة انا عايز اطمن بس اذا كانت اكلت حاجة ولا لسه انا عارف هي مهملة في نفسها قد ايه واكيد مش حتسأل الا اذا حد فكرها. فابتسمت سوسن وقالت :عندك حق يافندم بس الهانم اول ماجات اندمجت في الشغل. يوسف :يعني ما اكلتش حاجة زي ما توقعت؟ سوسن :امممم لسه حضرتك الدكتورة سعاد وصلت عندها وطلبوا الاتنين فطار مع بعض. يوسف بابتسامه :يعني دكتورة سعاد عندها دلوقتي؟ سوسن :ايوا يا فندم. يوسف بارتياح :طيب يا سوسن. سوسن: أحول مكالمتك للمدام؟ يوسف :لا يا سوسن شكرا انا كنت بطمن عليها بس. سوسن :العفو يافندم. يوسف بتردد: طيب ياسوسن امممم كنت عايز اطلب منك طلب. سوسن: اكيد يافندم اتفضل. يوسف: ياريت تاخدي بالك من صفية انتي عارفة هي مهملة اد ايه وبتنسي نفسها في شغلها عشان كده اتمنى انك تتبعي معها أكلها وكمان القهوة بلاش تشربها كتير قدمي لها عصير فريش احسن. ابتسمت سوسن على اهتمامه بزوجته فقالت :حاضر يافندم اكيد. يوسف :وياريت كمان لو المكالمة ديه تتبلغش بيها. سوسن بابتسامة : حاضر يافندم. يوسف :طيب مع السلامه. سوسن :مع السلامه يافندم. ثم اغلقت الهاتف وقالت :ياسلام على الحب اوعدنا يارب. ثم عادت لتكمل عملها
اما في الداخل في مكتب صافي جلست كلا من صافي وسعاد لتناول الإفطار حين قالت سعاد: يعني كان لازم اجي لك عشان سيادتك تفكري تفطري؟ صافي :سعاد وبعدين كمان انتي عارفة انا بنسي نفسي في الشغل. سعاد :بس حرام عليكي انتي مش لوحدك انتي حامل ومش في واحد في اتنين يعني لازم تاكلي اكل تلاتة. صافي : ربنا يسهل. سعاد: انا مش بهزر ياصافي لازم تاخدي بالك من نفسك انتي وضعك الحمد لله مستقر بلاش بقى تبهدلي نفسك وولادك معاكي. مسحت صافي يدها وفمها وقالت :الحمد لله سبيها على الله. سعاد وهي تمسح يدها وفمها هي الاخري: ماشي. صافي وهي ترفع سماعة الهاتف الداخلي :تشربي ايه؟ سعاد :قهوة. ضغطت صافي ازرار في الهاتف حتى ردت عليها سوسن فقالت لها :اتنين قهوه مظبوطة يا سوسن وابعتي حد يشيل الاكل ده. ثم أنزلت السماعة ونظرت لسعاد وقالت :خير؟ سعاد: خير ايه؟ صافي :ايه اللي جابك؟ سعاد بتمثيل الضيق :ياحول الله ياربي انتي يابنتي ماعندكيش ذوق ايه قلة الذوق دسه؟ صافي بسخرية :ياسلام! سعاد: طبعا واحدة جاية تفطر معاكي في مكتبك تقولي لها انتي جاية ليه؟ فهزت صافي رأسها وهي تبتسم حين طرق الباب فقالت :ادخل. ففتح الباب ودخلت سوسن وخلفها عامل البوفيه وهو يحمل المشروبات لتشير له سوسن بوضعها على المكتب ثم قالت له وهي تشير الي باقي الطعام :وشيل الحاجة ديه وروح انت. فقام العامل بجمع الباقي من الإفطار ومسح الطاولة مكانه ثم خرج من المكتب فوضعت سوسن فجان القهوة أمام سعاد ووضعت كأس من العصير أمام صافي التي نظرت لها باستغراب وقالت :ده ايه؟ سوسن وهي تعتدل :ده عصير برتقال احسن مية مرة من القهوة. كادت صافي ان تعترض حين قالت لها سعاد: الله عليكي يا سوسن ياعسل الله ينور ايوا كده قهوة ايه؟ صافي بسخرية :ياسلام اشربي انتي ياختي وانا اشرب القهوة. سوسن: العصير احسن لك من القهوة ياريسة وبعدين انتي اول ما جيتي اخدتي قهوة من غير اكل نشرب دلوقتي العصير. سعاد بتأكيد : هو ده الكلام صافي وهي تنظر إلى الاثنين :انا ليه حاسة انكم متفقين عليا. سعاد :متفقين عشان صحتك. سوسن :عشان بنحبك وخايفين عليكي. صافي :طيب يلا ياختي روحي شوفي شغلك. فابتسمت سوسن وقالت :حاضر ياريسة. ثم تركتهم وخرجت فارتشفت صافي القليل من العصير فقالت سعاد :بقول لك ايه ياصافي؟ صافي :اخيرا اتكلمي. سعاد :ماشي ياستي انتي عارفة اني انا بحبك وعايزة مصلحتك. فنظرت لها لتنظر لرد فعلها فلم تجد شئ فقالت صافي :يابنتي كملي. سعاد :انا بفكر كده لو تتابعي مع دكتوره. صافي :وانتي ايه مهندسة ان شاء الله؟ سعاد: مش قصدي بشرية. صافي :يانهار اسود ياسعاد عشان حامل في توءم عايزانى اتابع مع دكتورة بيطرية؟ فضحكت سعاد بصدمة على مزحتها حين قالت صافي وهي تبتسم :ما تخلصي يا بنتي انطقي انتي ايه كل ده تردد؟ سعاد :بصراحه كده عايزاك تروحي لدكتورة نفسية. لم يظهر اي ردة فعل على وجه صافي فقالت سعاد :الطب النفسي مش عيب ده حاجة حتساعدك عشان ولادك لازم تفهي انك محتاجة تهدي أعصابك وتشيلي الاسترس اللي انتي فيه وده مكمل لشغلي في حملك اظن انك مش عايزه يحصل معاكي او مع الولاد اللي حصل في حملك الأول. لم تجيب عليها صافي فقالت سعاد :ايه مش بتردي ليه؟ صافي بهدوء: بفكر في كلامك. سعاد بعد أن ارتشفت القليل من القهوة :وبعدين؟ فأومأت صافي برأسها فقالت سعاد بترقب :يعني ايه؟ صافي : موافقة. فابتسمت سعاد بصدمة وقالت :لاء مش ممكن يعني اقتنعت؟ فأومأت لها صافي برأسها سعاد بابتسامة كبيرة :طيب يلا كملي العصير. فأخذت صافي العصير وهي تبتسم على كوميديا سعاد وبعد مرور بعض الوقت ودعت سعاد صافي وخرجت من مكتبها وقالت لسوسن :يلا ياسوسن سلام. سوسن وهي تبتسم :مع السلامة يا دكتورة. وكادت سعاد ان تخرج ولكنها التفتت وعادت الي سوسن وقالت بخبث :بس شاطرة باهتمامك بصافي ياسوسن. فابتسمت سوسن وقالت :اكيد يادكتورة ربنا عالم انا بحبها قد ايه. سعاد بخبث :يعني اهتمامك ده من نفسك ولا حد كلمك؟ سوسن بتوتر :حد حد مين يادكتورة سعاد؟ سعاد :يعني مثلا يعني يوسف. سوسن بصدمة :يوسف بيه. سعاد وهي تبتسم :ايوا يوسف بيه هو مش كده؟ سوسن؛ قصدك ايه يادكتورة سعاد؟ سعاد :هو اللي كلمك عشان صافي مش كده؟ سوسن :طيب وانتي تعرفي منين يبقى اكيد هو كمان كلمك مش كده؟؛سعاد وهي تبتسم :كده. فابتسمت سوسن وقالت :ربنا يبارك فيهم بيحبها قوي كلمني وطلب مني اني اخد بالي منها ومن أكلها وشربها. سعاد :صحيح بيحبها قوي ربنا يهدي له. سوسن :يارب. سعاد :طيب يلا خدي بالك منها وانا ماشية سلام. سوسن :مع السلامة. فخرجت سعاد بينما عادت سوسن لعملها مرة أخرى.
وبعد مرور ساعات العمل خرجت صافي من شركتها وانتظرت ان يأتي العامل بسيارتها ولكن فجأة توقفت سيارة أمامها ووجدت يوسف ينزل منها فظهر الاستغراب على وجهها حين اقترب منها وهو يبتسم وقال: حبيبي عامل ايه؟ فقالت له بحده :ايه اللي جابك هنا؟ يوسف: جاي اخد الملكة بتاعتي عشان نروح. صافي : شكرا انا عندي عربيتي حروح فيها. يوسف: حبيبتي احنا في مكان عام والناس بتتفرج علينا ماينفعش نفضل كده عشان شكلنا وما ينفعش امشي لوحدي باردوه بعد ما جيت لحد هنا. فنظرت له بغضب فابتسم بسماجة وقال :يلا ياروحي. ثم امسك يدها واقترب من السيارة ليفتح لها الباب بجانب السائق وقال :اتفضلي يامليكتي. أمسكت صافي نفسها عن الابتسام من موقفه وركبت ليغلق الباب ويسرع ليركب بجانبها وينطلق بسيارته وفي الطريق ساد الصمت الي ان قطعه يوسف وقال؛ ايه رأيك نعدي على اي مطعم ونتغدا؟ صافي :لاء. يوسف :ليه بس؟ صافي :افتكر اننا طول اليوم تعبانين في الشغل ومن حقنا نرتاح في البيت. يوسف وهو يبتسم :معاكي حق. ثم ساد الصمت مرة أخرى الي ان وصلت السيارة الفيلا لينزل كلا منهما الي الداخل
بعد تناول الجميع الغداء قامت صافي لتصعد السلم لترتاح قليلا وهي تقول :ماما انا طالعة اريح شويه. ولكن اسرع خلفها طفليها وامسك كلا منهما يدها وقال يزيد :مامي بليز اعملي لنا بيتزا. فنظرت لهما بصدمة بينما قال يزن: ايوا والنبي يا مامي. صافي بتعب: بيتزا ايه دلوقتى ياحبايبي انا حموت من التعب واحنا لسه واكلين؟ فقال يزيد برجاء: والنبي يامامي والنبي. فنظرت صافي تستنجد بصفية ولكنها لم تتدخل بينما اسرع إليها يوسف ينقذها فجلس على ركبتيه أمامهم وقال :حبايبي مامي تعبانة انتم لو عايزين بيتزا ممكن نطلب وحتيجي اسرع ما مامي تعملها. يزن بتذمر وهو يضرب الأرض بقدمه :لاء يابابي احنا عايزين مامي هي اللي تعملها. فوقف يوسف بغضب وقال :وبعدين معاكم انتوا الاتنين قلت مامي تعبانة بلاش دلع. صدمت صافي من صراخه في الطفلين ونظرت لأطفالها لتجدهم ينظروا للارض بخوف وعينيهم دامعة فشعرت بالحزن من أجلهم ثم نظرت الي يوسف بغضب وقالت :انت ازاي تصرخ فيهم كده؟ يوسف بهدوء: صفية حبيبتي انتي تعبانة ولازم يقدروا كده. صافي بحدة :دول ولادي واللي في باطني ولادي انا مش ححب حد فيهم اكتر من التاني. يوسف :بس هما كبار ولازم ما يتعبوكيش بطلبهم. ثم تنهد بضيق وجلس مرة أخرى أمام الطفلين وقال وهو يبتسم :انا اسف يا حبايبي بس انا خايف على مامي لأنها تعبانة وانتم كبار كفاية انكم تفهموا كده. شعر الطفلين بالذنب من أجل امهما فقالا معا :احنا اسفين ياماما. شعرت صافي بالضيق لأجلها لذا كادت ان تجلس بجانبهما ولكن يوسف اسرع ليمسك كتفيها وهو يقف وقال بخوف: حتعملي ايه؟ فنظرت له فقال :انا اطلعهم لك. ثم تركها وانحني مرة أخرى لتجده يحمل الطفلين ليكونوا في مستواها شعرت صافي بالسعادة من مشاركته لها حياتهما ورغم محاولتها كبت هذا الشعور حتى لا يظهر الا انه ظهر من لمعة عينيها التي أشرقت وهي تراه يحتضن كلا الطفلين ويقربهما منها كي لا تنزل هي لمستواهما ابتسمت لولديها وقالت :ماتزعلوش مني انا بس تعبانة شوية. فقال يزيد: مش مهم يامامي. صافي وهي تقرص وجنتيهما بحب :لا يا حبيبي مهم وعشان كده اسمحوا لي بس اني ارتاح ساعتين واول ما اقوم اعمل لكما اللي انتم عايزينه. ابتسم الطفلين بسعادة بينما كاد يوسف ان يعترض فقالت :خلاص انا وعدتهم واول ما اخد شوية راحة حكون كويسة. لم يرد عليها رغم اعتراضه من اجهادها لنفسها بينما هي قبلت الطفلين من جبهتيهما وتركتهم وصعدت مرة أخرى فانزل يوسف الطفلين وداعب شعرهما وتتركهما وصعد خلفها حين ابتسمت كلا من صفية وسلمي للروابط التي تجمعهما رغما عنهما
وفي الأعلى تسطحت صافي في الفراش ولم تكد تضع رأسها على الوسادة حتى ذهبت في النوم اما هو أراد أن يضمها اليه وينام بجانبها هو الاخر ولكنه يعرف انه لن يسبب لها سوي الإجهاد لذا فضل ان يستلقي على الاريكة القريبة من الفراش وهو يتأملها الي ان استغرق في النوم.
بعد مرور حوالي الساعتين ضرب إعصار كبير غرفة يوسف وصافي من الصخب والصراخ حيث دخل الطفلين وهما يصرخان بمرح كي تستيقظ امهما لينتفض يوسف بفزع من نومه على الاريكة ليجدهم يقفزان على الفراش حول صافي اغمض عينيه بارهاق ليفتحهما مرة أخرى بفزع ويسرع إليهما قبل أن يركها أحدهما دون قصد في بطنها مما قد يسبب مشكلة لها وللأجنة اسرع وحملهما عن الفراش فاخذها يقاومانه الي ان سقط بهما أرضا لتخرج منه صرخة ألم نتيجة اصطدام رأسه بحافة الفراش لتستيقظ صافي بفزع وهي تقول :ايه اللي حصل في ايه؟ لتجد ان الطفلين قد وقفا بخوف من مشهد والدهما المتألم والذي وضع يده على رأسه وحاول ان يطمئن الطفلين فقال: اهدوا انا كويس. بكى الطفلين لتسرع إليهم صافي دون أن تحذر فنظر إليها وقال بقلق؛ براحة وانتي ماشية. صافي بفزع :انت في ايه ولا في ايه؟ يوسف بحدة: لو بموت ادامك براحة. صافي بشهقة: بعد الشر عنك احنا مانقدرش نعيش من غيرك. ذهلت صافي مما قالت لتنظر الي الطفلين وهي تهدأهما ثم التفتت الي يوسف وقالت بارتباك: راسك بتنزف؟ فابتسم يوسف واومأ نفيا وقال :انا كويس ماتقلقش. لم ترد عليه وشعرت بالخجل لتنظر لطفليها وابتسمت وقالت :مين عايز يعمل بيتزا؟ فابتسم الطفلين واخذا يقفزان وهما يهتفان :انا. انا. انا. انا. لتصعق حين سمعته يقول من خلفها: وانا كمان عايز اعمل بيتزا. فنظرت له بصدمة بينما قفز الطفلين اليه واحتضناه ليضمهما اليه وهو يبتسم لينظر إليها ليجدها تبتسم وحين تلاقت عيناها مع عينيه أسرعت وابتعد عنه بخجل لتزيد ابتسامته
نهاية البارت الخمسون
أنت تقرأ
لست بقربي.......... لكنك في اعماقي
عاطفيةمقدمة نعيش في الأحلام الوردية بعيدا عن الواقع وهي كذلك احبته وكان بالنسبة لها حلم بعيد ومع ذلك عاشت معه في حلمها فاحبته من وهي صغيرة ولكن عندما أصبح لها صدمت من الواقع الأليم الذي عاشته معه فماذا سيحدث هل سيظل هذا واقعها ام سيتغير ويحبها لتعيش حلمها...