البارت السابع والاربعون

284 7 3
                                    


فجأة افاقا من سحر اللحظة حين طرق الباب فابتعدت عنه وهي ترمقه بغضب وتنهر نفسها كيف استسلمت له هكذا بينما هو نظر لها وهو يبتسم بخبث ثم قال دون أن يحرك عينه عنها: ادخل. ففتح الباب ودخلت سلمي ومعها المصورة فنظرت لهما صافي باستغراب وقالت: جايبها ليه تاني يا سلمي؟ سمعت الرد منه وليس من سلمي فقال: انا اللي طلبتها. فنظرت له بينما اكمل: ما هو مش ممكن تكوني بالجمال ده كله واللحظة ديه ما تتسجلش. فقطبت حاجبيها بغضب وقالت: صور تاني مش حتصور. فحرك كتفيه بلا مبالاة ثم جلس على أقرب كرسي وقال ببرود: يبقى حنفضل هنا لبكرة. أرادت صافي ان تجادله ولكنها تذكرت المصورة التي ستكون شاهدة على شجارهما وهذا ليس جيد لسمعتها وسيتم نقل سيرتها على الألسنة لذا تمالكت نفسها ونظرت الي سلمي وابتسمت وقالت: معلشي يا سلمي خدي من فضلك ترتاح شوية وحتكلم مع يوسف شوية وابعت لها. وبالفعل خرجت سلمي ومعها المصورة لتنظر صافي بغضب الي الجالس بمنتهى البرود واللامبالاة وقالت: ممكن افهم ايه آخرة اللي انت بتعمله ده؟ يوسف ببرود: بعمل ايه؟ صافي بصراخ: يوسف بطل برودك ده بقى انا جيبت أخرى منك. فنظر لها بلا مبالاة وقال: وبعدين؟ صافي :انت ايه إيه البرود ده؟ انا مش حتصور تاني وده اللي عندي. فكر يوسف ان يهددها بجدها مرة أخرى ولكن جدها لن يأتي معهما الي القاهرة لذا الان عليه أن يثبت لها انه حتى وان كان يعشقها ولكنه أيضا هو الزوج والرجل ويجب أن تطيعه فنظر لها وقال: انت لازم تفهمي ان اللي انا عايزه هو اللي حيكون لاني انا جوزك. صافي بسخرية: لا والله تشرفنا يا سي جوزي. فوقف واقترب منها وتحولت عينيه الي الغضب من سخريتها وشعرت صافي بفزع من غضبه فأخذت تتراجع وهو يتقدم منها حتى اصطدمت بالحائط فحاصرها بين ذراعيه وقال بوعيد : انا استحملت كتير بس اسمعي حتى لو انتي رافضة ترجعي لي ورجعتي لأسباب تخصك ده ابدا ما يدكيش الحق انك تهنيني وتسخري مني انا جوزك غصب عنك ولازم تفهمي اني لو عايز اخدك من اول ما عرفت انك مراتي محدش كان ممكن يمنعني بس انا عذرتك لأنك كنتي زايي مش عارفة بجوزنا. صافي بالم: وانت ما اخدتنيش؟ علم يوسف انها تلمح لما   حدث بينهما في الفيلا في الصحراوي فتنهد وقال: ديه لحظه ضعف انا كنت فكرك بتتقلي عليا واظن اني اعتذرت لك كتير. صافي :لازم تعرف ان لولا اللي حصل ده انا ما كنتش رجعت لك. يوسف وهو ينزل يده عن حصارها: قصدك ايه؟ صافي :لما نوصل القاهرة حعرفك ودلوقتي انت عايز تتصور تاني اوكي. ثم اخذت هاتفه من يده وهو يشعر بالذهب منها وطلبت رقم سلمي وقالت حسن اتاها الرد :ايوا ياسلمي هاتي المصورة وتعالي. ولم تنتظر الرد انهت الاتصال وقدمت الهاتف له ولكنه لو يأخذه منها فامسكت يده ووضعت الهاتف به حين طرق الباب لتنتهي حالة الذهول التي كان بها وهو يسمعها تقول :ادخل. ففتح الباب ودخلت المصورة وبدأت في التقاط المشاهد لهما وهي تبدي إعجابها بجمال صافي في هذا الفستان مما آثار غيرة يوسف عليها ثم تذكر انها بعد قليل انها ستخرج على جمع كبير من النساء ومنهن من كانت تتمناها زوجة لابنها او شقيقها وبالطبع سيقولون عليها وعلى جمالها شعر لأول مرة بالندم على إقامة هذا الزفاف وفكر انه كان من الممكن أن يقيم حفل لهما في منزلهما ولكنه ابتسم بسخرية فهو يعلم جيدا انها كانت سترفض اي طلب له وما فعله هو أنه اجبرها على ذلك الحفل المستحيل وتخيل ان رأها رجل وهي بهذا الشكل ماذا سيفعل آفاق من شروده عليها وهي تنظر له فقال لها بخبث: ايه شكلي حلو؟ صافي :اكيد لاء بس المصورة خرجت من بادري وسيادتك سرحان. يوسف :اللي واخد عقلي يتهنى به. صافي :او لاء مش شغلي. يوسف: طيب ايه شغلك؟ صافي :ان سيادتك ماسك ايدي ومش عارفة اتحرك. فنظرت الي يده ليجدها تمسك بيدها فابتسم وقال: حتى وانا سرحان مش قادر اسيبك. ثم رفع يده الي شفتيه ولثمها برقة فنزعت يدها من يده بقوة فتركها حتى لا تؤذي نفسها حين طرق الباب فقالت :ادخل. ففتح الباب ودخلت سلمي وقالت: جاهزة يلا الناس بدأت تقلق؟ صافي بحدة: طبعا يلا خلينا نخلص. اقترب منها يوسف وقال هامسا: ده احنا لسه بنبتدي. فنظرت له بغضب وزفرت بقوةو خرجت لتقول له سلمي :ما انصحكش انك تستفزها صدقني. فابتسم وقال: ديه احلى حالاتها لما تكون غضبانة. فسمعوها تنادي سلمي فاسرعت من الغرفة إليها وفي قاعة زينت بديكور القصور وفرشت الطاولات بالمخمل والحرير ووضع عليها شمعدانات ذهبية وزينت المنصة بالجواهر والكوشة على شكل تاج مرصع وعلى قمته جوهرة كبيرة وعلى إحدى الموائد جلست ماما صفية ومعها روضي ووالدتها وزوجة شقيقها حين مالت والدة روضي ام خالد على صفية وقالت لها :اختي شو اللي اخر العروس لهلا الحريم بدأوا يملون؟ صفية :واللهي ما اعرف يا ام خالد ايه اللي آخرها المفروض انهم خلصوا من بادري. فدخلت روضي وقالت: انا كلمت سلمي على الفون وخبرني انه صار معهم مشكل ولهيك اتأخر ا. صفية بخوف: ايه اللي حصل معهم؟ روضي :ما تخافي خالة المشكل في فستان الصافي قطع او صار عليه شي. صفية :بس. وقاطعها انطلاق الموسيقى التي ستدخل عليها صافي فقالت روضي وهي تبتسم :هاد هي بتدخل. فالتفت الجميع الي حيث أشارت حين عمت القاعة في الظلام ثم انطلقت أضواء خافتة مع ضوء ساطع حيث المنصة وانطلقت الادخنة لتنزل منصة من السقف معلقة بحبال مغلفة بالأقمشة المخملية ذات الألوان الزاهية ووقفت صافي بمنتصف المنصة بفستانها الرائع الذي بهر الجميع وتعالت الزغاريد من حولها ثم صعدت إليها سلمي لتساعدها للنزول عن المنصة لتنطلق المنصة مرة أخرى الي الأعلى حين ذهبت صافي بمساعدة سلمي لتجلس على الكوشة واخذت النساء تصعد إليها لتبارك لها وصعدت إليها ماما صفية وهنئتها وقالت: المبروك ياحبيبتي منورة ايوا كده الفستان اهو كده العروسة مش بدلة الإعدام اللي كنتي لابساها. صافي باندهاش: انا كنت لابسة بدلة إعدام؟ صفية بتأكيد :طبعا فيه عروسة تلبس فستان احمر يوم فراحها مهما كان الفستان ده جميل؟ فابتسمت صافي وقالت: طيب يا سيتي اديني لبست لك الأبيض وغيرت الفستان اللي الكل كان كارهه. فقالت سلمي بخبث: مش بمزاجك ياقطة. فنظرت لها صافي بحدة فوضعت سلمي يدها على فمها ومثلت انها تغلق سحاب موضوع على فمها فابتسمت صافي ثم نظرت حولها وقالت :بس ايه كل اللي انتي عملاه ده وايه الداخلة ديه الوحد غلط انه سلم لك نفسه وقلت لك اتصرفي انتي. سلمي وهي تبتسم بخبث: الحقيقة مش لوحدي ده اختيار العريس. صافي بحدة :انتي بتقولي ايه؟ حين قالت صفية وهي تبتسم :واللهي ذوقه حلو. سلمي وهي تشير على صافي :طبعا ياماما مش اختار القمر ده. نظرت إليها صافي بحدة فكتمت سلمي ضحكتها وبدأت بعض الفتيات في الرقص وجذبنا سلمي لترقص معهن ثم أشارت الي صافي بخبث ليقمن بجذبها رغم اعتراض ها ولكنهن قدرنا عليها وأخذت ترقص معهن حين حضرا طفليها يزن ويزيد واخذا يرقصان معها بينما عند الرجال جلس يوسف ويحاوطه جمع كبير من الرجال المهمين منهم ذوات المناصب ورجال الأعمال وبالطبع معه شقيقه عبدالرحمن ومساعده الأمين مصطفى ورحب بهم الشيخ بندر ورجال عائلته بحفاوة كبيرة تليق بكلا الرجلين وبينما يوسف يستقبل التهاني اقترب منه ابو ناصر الرجل الذي ساعده من قبل في العزيمة التي كانت نقطة تحول كبيرة لصالح يوسف في مصيره مع صافي وهو في نفس الوقت صديق قديم للشيخ بندر ولكن العلاقات شرخت بعد تلك العزيمة والان اتي ابو ناصر لتهنئة يوسف بزواجه وقف يوسف واخذ الرجل بالأحضان فابتسم ابو ناصر وقال: مبارك عليك وبالخير ان شاء الله. يوسف :الله يبارك فيك يا ابو ناصر ونرد هالك ان شاء الله. ابو ناصر وهو يبتسم بحزن : بس ان شاء الله ما يكون فيها خسارة كيف خسارتي لرفيج غالي كيه الشيخ بندر. يوسف بضيق: انا اسف يا ابو ناصر. ابو ناصر :ولا يهمك ان شاء الله بتتحل. حين اقترب الشيخ بندر والقى السلام دون أن يخص ابو ناصر ووجه حديثه ليوسف وقال: شو ابني مو هيك كافي ويلا من شان تاخد مرتك وتسير؟ يوسف :اكيد يا عمي بس الاول لازم أصلح الغلط اللي ارتكبته في حقك وفي حق ابو ناصر. بندر :مو وقته الحين. يوسف :لا ياشيخ بندر سامحني بس هو ده وقته قبل ما اخش دنيا على اطلال صداقة حلوة زي اللي كانت بتجمعك مع ابو ناصر. بندر :مافي شي من هاد الحكي القلوب شايلة شوي وخلاص وبترجع متل اول واحسن. فاقترب ابو ناصر ووقف أمام الشيخ بندر وقال بخجل: والله يا شيخ بندر انا ما عملت هيك الا وانا واثج انه هاد الرجال مافي منه  ويستاهل بنتك وانا بعرفه وبعرف أخلاقه والله لو كانت عندي بنت ما غليتها عليه وارسلها له عروس لبيته ولما اجي وطلب مساعدتي من شان يرجع بنتك ما قدرت ارده والله ان شاء الله يجمعهما على الخير. فابتسم الشيخ بندر وقال: الله يخليك يا ابو ناصر ويبارك في رفجتنا. فضمه ابو ناصر وقال: الله يخليك لي يا الغالي. فابتسم يوسف بسعادة وبعد قليل وصل خبر لسلمى ان العريس سيدخل لي ف مع العروس فاخبرت صافي والتي رفضت كالعادة ولكن بالطبع لم يمشي رفضها فقد أخبرت سلمي النساء بدخول العريس لذا اسرعن وارتدين عباءتهن وغطاء رأسهن استعدادا لدخوله وبالفعل بدأت موسيقى هادئة مع إلقاء قصيدة عن الشوق واللهفة لم يعرف أحدا الملقى ولكنها عرفته فهذا صوته الذي لطالما عشقته ومس شغاف قلبها
وَدِدتُ مِنَ الشَوقِ الَّذي بِيَ أَنَّني أُعارُ جَناحَي طائِرٍ فَأَطيرُ فَما في نَعيمٍ بَعدَ فَقدِكِ لَذَّةٌ وَلا في سُرورِ لَستِ فيهِ سُرورُ وَإِنَّ اِمرَأً في بَلدَةٍ نِصفُ نَفسِهِ وَنِصفٌ بِأُخرى إِنَّهُ لَصَبورُ تَعَرَّفتُ جُثماني أَسيراً بِبَلدَةٍ وَقَلبي بِأُخرى غَيرَ تِلكَ أَسيرُ أَلا يا غُرابَ البَينِ وَيحَكَ نَبِّني بِعِلمِكَ في لُبنى وَأَنتَ خَبيرُ فَإِن أَنتَ لَم تُخبِر بِشَيءٍ عَلِمتَهُ فَلا طُرتَ إِلّا وَالجَناحُ كَسيرُ وَدُرتَ بِأَعداءٍ حَبيبُكَ فيهِمُ كَما قَد تَراني بِالحَبيبُ أَدورُ

اغمضت عينيها وتنهدت بضعف لتفتح عينيها لتجده يدخل ومعه جدها ومعهما طفليها اخذت تقنع نفسها انها لم تعد له إلا لأجل الطفلين فهي لم تعد تكن له أي مشاعر أصبح هو اي شخص غريب سواء بالنسبة لها ساعدتها سلمي لتقف وابتسمت حين وقف أمامها جدها واخذها في احضانه وقال: مبارك يالغالية الله يتمه عليكي بالخير.  صافي :الله يخليك لي يا الغالي. ثم وقف يوسف أمامها واقترب منها وطبع قبلة على جبينها وقال لها بهيام: مبروك ربنا يخليكي ليا ويوفقني اني اقدر اسعدك. ابتسمت صافي ولم ترد عليه فقال بندر: شو بدكم تسيروا هلا صافي بفزع: على طول كده لسه بدري؟ بندر: لا حبيبتي بدري وين يلا انتي صار لك كام يوم مافي نوم بدك راحة يلا حبيبي خد مرتك وسيروا من شان ترتاحوا. فأومأ يوسف له برأسه بموافقة فقال بندر موجها حديثه لسلمي: يلا حبيبتي ساعدي إختك ولبسها غطاها. فأومأت له برأسها حين اخذ يوسف يد صافي واحضنها بيده وانطلقت موسيقى أخرى للزفة لخروج العرسان وخرجت معها سلمي ولحقت بها ماما صفية والتي سلمت عليها وهي تبكي وتضمها فابتسمت لها صافي وقالت: ايه يا ماما كل الدموع ديه؟ صفية :اول مرة من سنين تبعدي عن حضني. صافي :مين قال لك اني حبعد عنك احنا حنكون مع بعض دايما. فضمتهما اكسر صفية حين حضرت سلمي ومعها عباءة صافي وغطاء رأسها وساعدتها لارتدائهما على الفستان ثم ضموها مرة أخرى وسط الدموع بينما وقف يوسف يشاهد من بعيد ولم يتدخل بينهم حين اقترب منهن الشيخ بندر وقال: شو كل هالدراما اللي مالها داعي اللي يوعي لكم يقول انها بتسافر دولة تانية. فنظروا له وابتسمت صافي له فقال: يلا حبيبتي مو حلوة منا الرجال مستني. فأومأت له برأسها وقالت :يلا ياجماعه اشوفكم على خير. ثم تركتهم واقتربت من يوسف الذي حاول أن يمسك يدها ولكنها ابعدتها عنه فاحترم هو رغبتها وتركها ومشي فقط بجانبها وخرجوا من الغرفة الي باب على الخارج فنظرت حولها ولم تجد الطفلين فقالت :الولاد فين؟ ابتسم من قلبه فأخيرا وجهت اليه الحديث دون استفزاز منه فقال: اول ما خرجنا راحوا مع عبدالرحمن عشان يجيبوا العربية. فأومأت برأسها حين وقفت أمامها سيارة ليموزين فارهة وظهر الاستغراب على وجهها حين وجدت عبدالرحمن يجلس في الكرسي المجاور للسائق بينما في مقعد السائق جلس مصطفى فنظرت ليوسف وقالت: ده ايه اللي انت عامله ده؟ يوسف باستغراب: عامل ايه؟ فنظرت الي السيارة فابتسم وقال :واحنا اقل منها لما نقضي الوقت ده في ليموزين. فتنهدت بقلة حيلة فقال: وعلى العموم متزعلش ديه واحدة من عربياتي انا مش شاريها مخصوص بس حبيت ألفت نظرك بيها يمكن قلبك يحن عليا ولا حاجة. فأومأت برأسها بتهكم دون أن تجيبه حين نزل عبدالرحمن من السيارة وقال: الف مبروك يا صافي. فابتسمت صافي وقالت :مرسيه يا عبدالرحمن عقبالك. عبدالرحمن :ان شاء الله. ثم أشار الي السيارة وقال: مش يلا عشان نمشي ولا عجبتكم الواقفة الشارع فابتسمت صافي ثم مدت له يدها ليساعدها مع الحمل الذي تحمله وهو الفستان نظر عبدالرحمن في حيرة الي يوسف الذي هو أحق بهذه المساعدة ولكنها لن تطلب منه بالتأكيد ان يساعدها فأومأ له يوسف بالموافقة فهو ليس قادر على اي جدال اخر معها فأومأ له برأسه فاخذ يدها ويساعدها الي السيارة وركبت لتجد نفسها تجلس في غرفة استقبال مجهزة بكل شئ نظرت حولها بانبهار

لست بقربي.......... لكنك في اعماقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن