البارت الرابع والاربعون

433 6 0
                                    


• ايقظت طفليها رغم اعتراضهما فأخبرتهم انهم سيعودون الي مصر إلى جدتهما صفية وخالتها سلمي فاستجابا لها وبدلت ملابسهما وأخذت مفاتيح سيارتها وكل أوراقهم الشخصية وملابسها ونزلوا وهي تتلفت حولها خوفا من أن يراها اخد لتتسمر مكانها حين سمعت صوت يقول بحدة: رايحة قين يا صافي؟ وقفت صافي في مكانها لم تعرف كيف تفسر هربها بولديها في منتصف الليل حين وقف أمامها فيصل وعلى وجهه إمارات الاستغراب وقال :لوين رايحة في هالوقت؟ لم تجيبه صافي ونظرت لاسفل بخجل بينما أجاب يزيد بسعادة :راجعين لتيتا وخالته يا عمو؟ نظر فيصل للطفل بصدمة ونظر لها وهي مازالت على وضعها وترفض النظر لوجهه فتيقن من انها كانت تحاول الخروج دون علم احد ولكن لما لذا ابتسم للطفلين وقال: اوكي راح اوصلكم بس راح احكي مع ماما كلمتين وانتم بتنطرونا في غرفتكما. فنظر الطفلين الي صافي فأومأت برأسها لهما فأسرعوا معا الي غرفتهما بينما جلس فيصل وقال :ممكن تجلسي بدي احكي معك. فجلست صافي بعيدا عنه وهي مازالت تتجنب النظر له فقال: لوين كنتي راحلة؟ فلم تجيبه وصل في أفكاره انها تحدثت مع يوسف وانها كانت هاربة منهما لأجله دون علمهما لذا شعر بالغضب وقال بحدة :كنتي سايرة له؟ نظرت له صافي باستغراب ولم تجيب فقال بحدة اكثر: احكي كنتي راجعة له من دون علمنا؟ كيف طاوعك عقلك تسيري له بدون خبر لنا احكي؟ فقالت :انت بتتكلم عن ايه ومين ده اللي انا رايحة له؟ فيصل بسخرية :السيد يوسف الجوهري. فوقفت بغضب وقالت: انت بتتهمنى اني اتفقت معه عليكم. فيصل بحدة: اكيد بس كيف ترخصي بحالك هيك بدون ما يجي لهون ويطالب برجعتك لاله ويجيب جاهة معه ويعلي شانك امام الجميع. صافي بصدمة :يعني انتما كل اللي يهمكم الجاهزة اللي يجيبها والطريقة اللي ترفع قيمتنا أدام الناس؟ معنى كده انه كلام صح وانكما فعلا اتفقتوا معه اني ارجع له. فيصل باستغراب :انتي عن شو عم تحكي؟ صافي بحدة :عن الحقيقة انتما مش قابلتما يوسف النهاردة في الحفل اللي كنتما فيه؟ فيصل بارتباك: ايوا بس. فقاطعته صافي وقالت :واتفقتما معه اني ارجع له وطبعا انتما كل اللي يهمكما اني ارجع له بطريقة تشرفكما لكن مش مهم رأيي انا مش كده وكوني مش عايزاه مش مهم. فيصل يحاول ان يسيطر على انفعالها: اهدي يالصافي واسمعيني فيه سوء فهم كيف بتفكري اني انا أو جدك بنفرط فيكي هيك؟ صافي بحدة: مش دي الحقيقة؟ فيصل: لا يالصافي هاد بيستغل نقص الثقة عندك لصالحه لحتى تكرهينها وتظني انه هو سندك الوحيد. جلست صافي بصدمة وقالت :يعني كان بيضحك عليا وبيستغلني وبيستغل ضعفي عشان ارجع له؟ تنهد فيصل بضيق من أجلها وقال :بس لا تخافي نحنا معك وما راح نسمح له انه يرجعك لاله. صافي بحيرة: طيب وجدي لما رجع من بارة كان بيتكلم معيا بطريقة مختلفة. فيصل بحدة :هاد لانه زوجك عمل خديعة كبيرة واحرجنا وسط أهلنا وقبيلتنا. صافي باستغراب: ازاي؟ فيصل: هاد الأخ زوجك هو كان صاحب العزيمة تبع الليلة وسواها باسم جدك وانه هاي العزيمة بمناسبة رجوعك لاله من جديد. صافي بصدمة :معقولة؟ فيصل: وطبعا الله يكرمك كنا زي الأطرش في الزفة كيه ما بتقوله في مصر حتى ظهر هاليوسف وخبر جدك كان بدي اقتله لكن ما كان بيصير الا ان سيرتنا بتبقى على كل لسان ونتفضح. جلست صافي بقلة حيلة وقالت وهي تبكي :يعني الناس كلها عارفه دلوقتي اني رجعت له ولو رفضت ارجع له حتبقى فضيحة لينا واولنا جدي ياحبيبي ياجدي عشان كده ماكانشي قادر يبص في وشي بعد ما رجعتوا لانه مضطر يرجعني غصب عنه. اخذت دموعها تنزل على وجهها فرق قلب فيصل لها وقال :لا تخافي يالصافي اللي بدك اياه راح مساويه بس كافي بكى ودموع. صافي وهي تضع يديها على وجهها :ازاي بس وانا مجبرة اني ارجع له غصب عني أو اتفضح وسيارتي تبقى على كل لسان؟ فيصل: ما يهمك حدا ما حدا اله شي عندنا ما راح ناخد منهم غير التعاسة شوفي شو بدك ونحنا بنفذه الك. رفعت صافي رأسها ونظرت اليه وقالت :بس الناس. فيصل: ما لنا خص بهم نحنا احرار قل لي لوين كنتي سايرة؟ صافي وهي تومئ برأسها بالنفى: ما اعرفش كنت حهرب انزل في اي فندق وبعدين افكر. فيصل :طيب شو رأيك تاجي معي للشارقة كان بدي اروح وارد مرتي من بيت أهلها بتروحي معي ونقضي يومين هناك؟ صافي بتردد: بس اخاف اضايقكم. فيصل :لا تحكي هيك انت بتعرفي ان حرمتي تموت فيك رغم انها بتعرف انه كان بدي اتزوجك بس شو بنساوي ما في دم. ابتسمت صافي على كلامه فقال :يلا بروح ابدل وارجع لك وانتي روحي شوفي ولادك ليكونوا ناموا ونسافر الحين بسيارتي واذا بدك بنروح نعتمر قبل ما نوصل. صافي بسعادة :ياريت. فيصل وهو يبتسم :خلاص يلا اجهزي وبنسير. وبالفعل بدل فيصل ملابسه وصعدت صافي الي غرفة طفليها فوجدتها نائمين فشعرت بالذنب من اجلهما ورفضت ايقاظهما وطلبت مساعدة فيصل لانزالهما الي السيارة وانطلق فيصل بهم الي العمرة اولا ثم الشارقة ليغير من الحالة النفسية السيئة لصافي.
• في اليوم التالي استيقظ بندر في ساعة مبكرة وادي فريضته (الفجر) وقرأ ورده وجلس يفكر كيف يفاتح صافي بما حدث بالأمس وبعد مرور بعض الوقت خرج من الغرفة وذهب الي غرفة المائدة لتناول الإفطار مع احفاده وهو مقرر عرض الأمر على صافي وهي تتخذ قرارها في أمر زواجها فلن يعاني غيرها وان تحدث احد عنها هو كفو لرده واخراسه دخل الغرفة ليجدها فارغة المائدة ممتلئة بالكثير من الطعام الشهي والعصائر والقهوة ولكن أين احفاده أين يزيد ويزن وشقاوتهما واين صوت الصافي وهي تطلب منهما ان يهدئا شعر بنغزة في قلبه فأسرع ونادي الخادمة :مادي تعي لهون مادي. فاتت الخادمة الاجنبية سريعا وقالت باحترام :يس سير. بندر: أين مدام الصافي والأولاد؟ فقالت بعربية مكسرة: لايوجد في غرفة من صباح. بندر بحدة :يعني خرجت؟ مادي: مش اعرف راح فين؟ بندر: دورتيها في الجنينة؟ مادي: لا يوجد. بندر: يعني وينها؟ مادي: مش اعرف. فنظر لها بندر وقال بحدة: انت ليش لساتك واقفة عندك مشي من وجهي غوري. فاسرعت الخادمة الي عملها بخوف من غضب بندر بينما اخرج هو هاتفه من جيبه وأسرع في طلب رقمها ولكنه وجده مغلق فقال بخوف: ليش قافلته ليش؟ ياترى وينك؟ ثم طلبه مرة أخرى ووجده مغلق أيضا فطلب رقم الفيصل هو بيعرف انه عند عائلة زوجته ولكن قد يكون رأها قبل سفره رن الهاتف وانتظر حتى يجيب
• جلست صافي وأولادها مع حريم عائلة روضي زوجة فيصل حيث رحب الجميع بها فهم أقرباء لجدها وبينهم رابط الدم لذا لم تشعر بالغربة بينهم ولا يوجد أحد غريب فروضي ليس لها غير شقيق واحد وزوجته جيدة جدا معهم وفي مجلس الرجال جلس فيصل يتناول الإفطار مع والد زوجته وشقيقها حين رن هاتفه فترك ما بيده من طعام وامسك الهاتف ليجد جده المتصل لذا قام واستأذن منهما وابتعد للرد على جده وقال: هلا جدي كيفك؟ بندر وهو يحاول السيطرة على اعصابه :انا مليح يا ولدي انا بعرف انك مع زوجتك وعيلتها بس كان بدي اسألك شي قبل مل تسافر شفتها للصافي؟ فيصل :اي ياجدي. بندر بلهفة: ما بتعرف وينها يا ولدي؟ لأنها مو موجودة هون في البيت. شعر فيصل بالضيق من اجل شعور جده بالخوف عليها فقال: اهدي جدي هي معي هون. بندر بصدمة وحدة: معك وين عند أهل زوجتك؟ فيصل :ايه جدي. بندر بحدة :وانت كيف تاخدها معك وهي كيف توافقك؟ فيصل :اهدي جدي انا ما اخدتها الا من شان تريح اعصابها. بندر :ليش ومن شو بتشكي اعصابها؟ فيصل :جدي الصافي كان بدها تهرب من البيت ونحنا نيام. بندر بصدمة :شو؟ كيف يعني؟ وليش؟ تنهد فيصل بضيق وقال :لانه هاد السيد يوسف حكاها تليفون وخبرها ان نحنا قابلناه واتفقنا معه على رجوعها لاله ولهيك هي خافت اننا نجبرها ترجع له فحاولت تهرب بولادها بس انا قابلتها وهي خارجة وعرفت منها لهيك حاولت ابعدها عن جو التوتر هاد لحتى نشوف وش راح يصير. بندر بغضب :هالحقير كيف بيكذب عليها هيك؟ فيصل :هاد اللي صار منه جدي ولا تخاف عليها هي حكم اختي وما راح تنظلم ولا تتهان من حدا لاهي ولا حد من ولادها. بندر :وهاد العشم فيك يافيصل. فيصل: لا تخاف عليها جدي نحنا كنا طالعين على العمرة وحاكيتني مرتي وعرفت فطلبت مني أمرها تروح معنا ولهيك نحنا بدنا نتحرك من هون المغرب ويمكن نقضي عدة ايام نغير جو. بندر :اذا هيك يجوز احصلكما بس بشوف هالحقير الأول واجيكم لازم يعرف حده وان هالغالية دلوعتي كيه ما بيقول وما راح اسمح بحدها يرهبها ويبكيها. فيصل :ماشي جدي في امان الله. بندر :الله يبارك لي فيك يا ولدي مع السلامة. ثم انزل هاتفه وهو يشتعل غضبا من يوسف كيف يخبرها بهذا الكلام لا يريد أن يتخيل وضعها ان نجحت في الهرب بولديها دون معرفة احد كيف سيكون وضعها وهي وحدها.
• انهي بعض اعماله العالقة واغلق حاسبه المحمول وركن بظهره على الكرسي واغمض عينيه ليرتاح قليلا حين سمع طرق الباب فقال: ادخل. ففتح الباب ودخلت سلمي لتجده على وضعه فقالت له :انت نمت ولا ايه؟ ففتح عبدالرحمن عينيه وقال وهو يشير الي الكرسي أمامه :اقعدي الأول. فجلست سلمي بينما اكمل: تعبان وهلكان ومش قادر كل الشغل عليا مش عارف يوسف واخد اجازة وقاعد يلف فين. فابتسمت سلمي وقالت: سايبك هنا مدعوم في الشغل ومفضي نفسه لشغل المراهقة بس. عبدالرحمن باستغراب :تقصدي ايه؟ سلمي :انت ما بجد تعرفش  ولابتتضحك عليا؟ عبدالرحمن :ما اعرفش ايه ؟ سلمي :ان اخوك يوسف في السعودية. عبدالرحمن بصدمة: انت بتتكلمي جد طيب ازاي؟ وما قاليش ليه؟ سلمي :انت حتضحك عليا؟ عبدالرحمن: والله بجد ؟ سلمي :يمكن عشان ما تحذرش صافي. عبدالرحمن :هو قابلها؟ سلمي :لاء بس كلمها في الفون وضرب عليها حتة فيلم كانت هتهرب من بيت جده ياعيني. عبدالرحمن :ازاي احكي لي؟ سلمي :بص يا سيدي بقى في السعودية من فترة بس طبعا ما حدش يعرف وعمل حفلة امبارح وعزم فيها ناس كتير من معارف جدي وكمان جدي وفيصل واعلن ان الحفلة ديه بمناسبة رجوعه لصافي وان جدي هو الداعي معه عبدالرحمن :زمان فيصل كان حيموته. سلمي :اكيد المشكلة مش في كده. عبدالرحمن :اومال في ايه؟ سلمي :البيه اخوك طلب من جدي انه يقنع صافي ترجع له وطبعا هي في الجانب الأضعف دلوقتي عشان لو ما رجعت له حتبقى فضيحة بعد الحفلة ديه جدي قاله حخد رأيها واكلمك وكان اخوك يروح يكلم صافي من ورا جدي ويقول لها انهم اتفقوا انها ترجع له حتى لو غصب عنها. عبدالرحمن بصدمة :معقولة؟ طيب وصافي عملت ايه؟ سلمي :خدت الولاد وهربت. عبدالرحمن :مش ممكن راحت فين؟ سلمي وهي ترفع كتفيها ثم تنزلها :علمي علمك. عبدالرحمن بخبث: يعني عرفتي كل ده ومش عارفة هي فين؟ سلمي بنفس الخبث وهي تتراقص بحاجبيها: لاء. ثم وقفت وقالت :يلا اسيبك تكلم اخوك وتعرفه ان خططه فاشلة وان اختي مش حترجع له ابدا. ثم تركته وخرجت فأسرع الي هاتفه
• اخذ يتحرك بتوتر في غرفته في الفندق ينتظر مساعده ان يبلغه بتنفيذ اوامره وإبلاغ بآخر تحركات زوجته وأولاده ليدخل مصطفى فقال له يوسف بلهفة :هاه عملت ايه؟ مصطفى :كل حاجة زي ما معاليك طلبت الحراسة زادت على الفيلا وامرتهم يتحركوا مع كل سيارة تخرج من الفيلا مش بس المدام والولاد. يوسف: حد منهم ظهر لحد دلوقتي صافي او الولاد؟ مصطفى :لا يا فندم. يوسف :طيب خليهم يفتحوا عيونهم كويس مش عايزهم يغفلوا عنها لحظة و... قاطعه رنين هاتفه فاخرجه من جيبه ونظر الي شاشته ليجد اسم عبدالرحمن ينير الشاشة فضغط زر الإجابة ووضعه على أنه وقال: ايوا يا عبدالرحمن. عبدالرحمن بخبث وسخرية :اخويا حبيبي اخبارك ايه؟ يوسف بتعب :عبدالرحمن انت فايق وانا تعبان. عبدالرحمن : اكيد صيد العصافير تعبك ولا اكيد.؟ يوسف بضيق :عبدالرحمن انت فايق وانا مش فاضي لك عصافير ايه اللي انت بتتكلم عنها؟ عبدالرحمن: مش مهم هتفهم لما ابلغك ان العصفورة اللي آنت مستنيه هربت منك وانت لسه مكانك يوسف بحدة :عبدالرحمن وبعدين اتكلم زي الناس. عبدالرحمن :طيب انت فين دلوقتي؟ يوسف :مش شغلك. عبدالرحمن :اوكي بس انا عارف انت فين وبقول لك العصفورة اللي انت سافرت تصطادها طارت واخدت معها كتاكيتها كمان اظن فهمت. أدرك يوسف ان عبدالرحمن يتحدث عن صافي فقال: وانت عرفت منين؟ عبدالرحمن :من اختها بس الحقيقه انت جبار ازاي تقلبها على جدها لدرجة انها تهرب منهم. يوسف :يعني هي فعلا هربت؟ عبدالرحمن : بالظبط يلا بقى زي ما هربتها لف ودور عليها في البلد كلها سلام. ثم أغلق الهاتف ليصل صوت صافرة إغلاق الخط اليه فنظر الي مصطفى الذي مازال معه وقال له :انت متأكد انها ما خرجتش من الفيلا النهاردة؟ مصطفى :ايوا يا فندم ما فيش حد خرج البيت من الليل لحد دلوقتي غير فيصل. يوسف باستغراب: فيصل؟ مصطفى :ايوا يافندم خرج امبارح حوالي الساعة ٢. اسرع يوسف مرة أخرى وفتح هاتفه وطلب رقمها ليجده مغلق أعاد الاتصال مرة أخرى ليجده مغلق اخذ يدور حوله بغضب وهو يفكر انها هربت منه مرة أخرى ومع من مع فيصل الذي حاول ومازال يحاول أخذها منه ليتزوجها هي اخذ يقلب في هاتفه بغضب ثم طلب رقم ورفعه على اذنه ليسمع جرس الاتصال بينما في نفس الوقت جلس بندر في جنينة فيلته وهو يفكر في حل في تلك المعضلة التي تتعلق بمستقبل حفيدته الغالية حين رن هاتفه ليخرجه من تفكيره فالتقطه من فوق الطاولة أمامه ليجد رقم غريب لم يتعرف عليه تنهد بضيق ثم ضغط زر الإجابة ووضعه على اذنه وقال :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يوسف بحدة :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. بندر :نعم منو معي؟ يوسف :وديتها فين؟ بدأ بندر يشك في هوية المتصل ولكنه اجاب: منو ياولدي وانت منو؟ يوسف بحدة :انا يوسف يا حمايا العزيز. بندر بتمثيل الصدمة: يوسف؟ يوسف بنفس الحدة: ايوا يوسف اللي هربتوا مراته بس انا مش حسكت واذا مراتي مرجعتش بيتك بكرة بالكتير تستنى لما اجي اطلبها منك في الجاهة اللي انت طلبتها مني انا حعمل لكم فضيحة لها اول ما لها آخر. بندر ببرود :لا تهدد يا ولد مرتك احنا ما هربناها مرتك هربت منك ومن كلامك ولا انت شو نسيت شو قلت لها في مكالمتك لها أمس؟ يوسف :انا بلغتك انا حعمل ايه لو ما رجعتش وقد اعذر من أنذر. بندر بنفس البرود: سوي اللي تسويه يا ولد انا ما راح اجبر الغالية تساوي شي ما بدها تساويه يلا في امان الله. ثم أغلق الهاتف فشعر يوسف بالغضب لأبعد حد ثم التفت الي مصطفى الذي وقف بالقرب منه يتابعه وقال :كلم كل معارفنا اللي هنا وفي كل الحكومة وتحاول تعرف مكان فيصل عن طريق عربيته او تليفونه في أسرع وقت مصطفى :امرك. ثم تركه وخرج بينما رفع يوسف هاتفه وطلب رقم صافي ولكنه وجده مغلق.
• اخذت صافي تتمشى بالقرب من شاطئ البحر وهي تفكر في حياتها وكيف ستتفاهم مع يوسف لكي يتركها ويبتعد عنها فهي لن تظل هاربة منه فهي لديها حياتها وشركتها ثم نظرت لطفليها  الذين يلعبان حولها وهي تفكر بهما فهمت يجب أن يعودا لحياتهما الطبيعية حين نادت عليها ام خالد والدة روضي زوجة فيصل وطلبت منها الدخول لمشاركتهم في تناول القهوة وبالفعل دخلت وأخذت الطفلين معها وأثناء تناولهم القهوة قالت أم خالد :بنتي الصافي. فالتفتت لها صافي وقالت: نعم خالتي. ام خالد :متى بتردي بيت جوزك؟ شعرت صافي بالخجل والحيرة فهي لا تملك إجابة لهذا السؤال او ان اجابتها لن تعجب ام خالد فام خالد سيدة قبلية تؤمن ان الزوجة مكانها في بيت زوجها وحتى وان أخطأ زوجها فهو رجل وعليها هي التسامح واللين معه ودائما ما نصحت ابنتها روضي بالصبر على فيصل رغم كل اغلاطه التي وصلت إلى حد الزواج عليها لذا فكرة ان صافي غير موافقة على الرجو ليوسف لن تعجبها شعرت روضي بحيرة صافي فقالت موجهة كلامها لوالدتها وهي تبتسم : امي انت شو عم تقولي انت بدك الصافي تقول اننا بدنا اياها ترحل عنا. ثم نظرت لصافي وقالت بحب: والله انك منورانا وانك غالية كتير على قلوبنا. فابتسمت صافي حين قالت أم خالد بخجل: والله ما اقصد يا بنتي بس عمك ابو خالد كان في العزيمة اللي سواها زوجك وأعلن فيها عن رجوعك لاله بيقول ان الرجال كبير وله هيبة وما شاء الله عليه كله شباب وحيوية والحفل اللي سواها كانت كتير كبيرة وهذا يدل على فخره بك وحياتكم لو بدك رأيي اظن انك لازم تعطيه فرصة وفي النهاية المرة مكانها بيت رجالها مو بيت أهلها. ابتسمت صافي لها دون أن تجيب حين بدلت روضي الموضوع وقالت :متى قال لك فيصل انه بنسير للعمرة؟ صافي :مش عارفة يمكن بكرة لما نرتاح من السفر. روضي :ان شاء الله يلا حبيبتي كلي لك قطعة كيك انت ما كلتي شي على الغدا متل العالم والناس. صافي بارتباك: معك حق بس كنت حاسة ان معدتي تعبانة من الاكل واني كنت حرجع من ريحته. فابتسمت ام خالد وقالت: لو مرة تانية في مكانك كنت قلت لها مبارك عليك بس ان شاء الله معوضة اول رجوعك لرجلك. صافي :تقصدي ايه؟ ام خالد: بتكون حامل طبعا حبيبتي بس متل ما قلت لك معوضة ان شاء الله. شعرت صافي بالزعتر من هذا التفكير هي حقا تعاني من أعراض الحمل ولكن ستكون كارثة حقيقية ان كانت حامل خرجت من افكارها هذه على صوت ام خالد وهي تحدث ها وتقول :اشربي قهوتك حبيبتي. فابتسمت لها صافي وبدأت ترتشف من القهوة. تم الاتفاق على ذهابه الي مكة للاعتمار وقد شعرت صافي هناك بالراحة والسكينة وحاولت ان تنسى مشاكل حياتها وهي في هذه البقعة المقدسة بينما ذهب بندر لهم وشاركهم العمرة ووضح سوء الفهم الذي سببه كلام يوسف عن جدها وقد اعتذرت له عن محاولتها الهروب منه وقد اتفق معها علي انه سينفذ لها ما تريد
عند يوسف مرت عدة ايام اخذ يحاول فيها معرفة موقع سيارة فيصل او هاتفه من خلال معارفه ذو النفوذ ولكن لم يستطيع أن يعرف لذا استخدم اخر حيلة لديه فقد اتصل بمكتب فيصل وسأل عليه وحين اخبروه انه سافر طلب منهم معرفة مكانه واخبرهم انه صديق له وقد حضر السعودية في رحلة عمل ويرغب برؤيته سريعا لضيق وقته ونجح في خداعهم وأخبره انه سافر للشارقة عند أهل زوجته فاسرع وشكرهم وخرج سريعا الي خارج غرفته ليجد مصطفى ومعه اثنين اخرين من حرسه فقال بلهفة: مصطفى عايز حالا عنوان بيت اهل مرآة فيصل اللي في الشارقة وتحط لي مراقبين على بيتهم وتتأكد اذا كان هناك ولا لاء؟ مصطفى :امر معاليك. يوسف بلهفة :يلا بسرعة. مصطفى بتردد: بس يافندم. يوسف :فيه ايه؟ مصطفى :الرجل بتاعنا اللي بيراقب الشيخ بندر. يوسف :ماله الشيخ بندر؟ مصطفى :سافر النهاردة. يوسف بلهفة :لفين؟ مصطفى :مكة للعمرة. تنهد يوسف بضيق وقال: خليه وراه لما نشوف وزي ما قلت لك شوف لي عنوان حما فيصل وتابعهم لحد مانشوف حنوصل لايه. مصطفى :امرك. ثم تركه ومعه الرجلين الآخرين بينما تنهد يوسف وقال: وبعدين معاكي حتفضلي هربانة مني لحد امتى؟
مرت عدة ايام انهت خلالها صافي عمرها ولكنها لم تعد الي منزل ابو خالد بل ذهبت إلى مكان آخر يملكها جدها وهي مزرعة بعيدة كثيرا عن العمار وقضت هناك ايام أخرى وهدأت حالتها النفسية كثيرا وفوجئ الجميع بقراها بالعودة لمنزل جدها ولكن لم يعرضها احد لذا عادت هي واطفالها مع جدها ورافقهم فيصل وزوجته روضي والجميع ينتظر قرارها الخاص بحياتها مع يوسف
جالس على مكتبه يفكر مر على وجوده في السعودية حوالي شهر ولكنه لم يحرز اي تقدم حتى الآن معها حتى أنه طلب تحويل اعماله العمالقة اليه من مصر وقام بشراء منزل له حتى يستقر به فهو كره كثيرا الإقامة بالفنادق ويبدو ان إقامته ستطول حتى ينتهي من أمر زوجته الهاربة وبالطبع يفكر في الأوضاع في مصر بعد أن علمت والدته وجدته بمكان تواجده واخذ يتذكر مكالمة والدته له حين علمت بمكانه
فلاش باك يحمل هاتفه على اذنه وهو يقف بجانب نافذة مكتبه ويقول: ازايك يا ماما؟ جائه صوت سوزان الغاضب تقول :انت فين؟ تنهد يوسف بضيق وقال: ماما انت ما سالتنيش الا لأنك عارفة انا فين؟ سوزان وهي تجلس على سريرها بغضب :وحتفضل عندك لحد امتى؟ يوسف :لحد ما الموضوع اللي انا جاي له ينتهي. سوزان بحدة :وحضرتك حتفضل تحت امر الهانم اللي هربانة منك ديه لحد ما تتكرم وتقبل ترجع لك؟ يوسف بتعب :ماما ارجوكي ما فيش داعي للكلام ده. سوزان :مش ديه الحقيقة سيادتك سايب حياتك وشغلك وداير وراها عشان تصالحها وكأن اللي خلقها ما خلقش غيرها. يوسف :ماما ارجوكي صفية مراتي وأم ولادي وقبل ده كله حبيبتي اللي عمري ما حبيت غيرها ولا ححب. سوزان :يعني حتفضل عندك لحد ما سيادتها تتكرم وتسامح وترجع لك؟ يوسف :ان شاء الله بس اوعدك اننا نرجع قريب قوي.
باك لا يعلم متى سينتهي عذابه وتعود اليه معذبته لف حولها منذ أن هربت من منزل جدها ذهب إلى منزل حما فيصل ولكنه لم يجدها هناك علم انهم في مكة ولكن مرة أخرى حين ذهب لم يجدهم كما أن جدها استطاع الهرب من مراقبه واليوم علم انهم في موقع بعيد عن الحضارة من خلال هاتف جدها في مزرعة يملكها جدها وأرسل رجاله ليروهم وهو الآن في انتظار خبر منهم ليتأكد من وجودهم هناك قطع أفكاره طرق على الباب فقال :ادخل. ففتح الباب ودخل مصطفى ويبدو عليه الارتباك والتوتر فقال له يوسف :فيه ايه يا مصطفى جالك خبر من رجالتنا؟ مصطفى بتردد: ايوا وللأسف زي كل مكان روحناه قبل كده مافيش حد واسألوا البواب قال لهم انهم كانوا موجودين فعلا لحد امبارح وسابوا المزرعة الفجر. شعر يوسف بالغضب وبدأ يشتعل غضبا واحمرت عينيه وكشر وجهه 😡 ويكاد الناظر له يظن انه سينفس النار من فمه وقام بقذف كل ما على المكتب فقال مصطفى :من فضلك اهدا يا يوسف بيه اكيد حنعرف مكانها وترجع معاليك. يوسف بغضب :اطلع برا يا مصطفى. مصطفى :بس معاليك انت تعبان وممكن حالتك تسوء من الانفعال الزيادة ده ارجوك اهدا. يوسف : تسوء ولا تنتهي حتي ليه اعيش والإنسانة الوحيدة اللي بتمناها بتهرب مني؟ مصطفى بتردد: انا طبعا ما اقدرش ادخل واقول رأيي لمعالي لكن انا واثق ان الهانم هي كمان بتحبك بس يمكن خايفة ومش واثقة انكما تقدروا تكملوا سوا بس ان شاء الله ترجعوا لبعض قريب. يوسف وهو يحاول السيطرة على اعصابه :ان شاء الله  روح انت يا مصطفى. مصطفى :ابعت لمعاليك حد يرتب المكان؟ يوسف :مش وقته لما اخرج ابقى ابعت حد. مصطفى باحترام: تحت امرك. ثم تركه وذهب فجلس يوسف بتعب على مكتبه ووضع رأسه بين كفيه بقلة حيلة حين سمع هاتفه يرن ولكنه لم يلتفت له لينتهي الرنين دون أن يرد ليرن مرة أخرى فانحني ليلتقطه من مكانه حيث سقط عن المكتب لتتسع عينيه بذهول من الاسم الذي قرأه على شاشة الهاتف ظن انه يحلم ليغمض عينيه ثم فتحهما ليتأكد من الاسم فأسرع واجاب ووضعه على اذنه وقال بتمثيل البرود والسخرية: ايه اخيرا الأميرة الدلوعة خرجت من مخبأها عشان تواجه البعبع الشرير؟ . جلست صافي على السرير في غرفتها وهي تمسك بهاتفها على اذنها وقالت :من غير تريقة لو سمحت يايوسف اظن اننا كبار بما فيه الكفاية عشان نقدر نتفاهم. يوسف بتهكم: ولما احنا كبار سيادتك هربانة ليه؟ صافي :انا ما هربتش. يوسف بحدة :ماهربتيش امال كنتي فين من حوالي تلات أسابيع؟ تنهدت صافي بقوة وقالت :كنت بفكر وبريح اعصابي من اللي انا فيه. اغمض يوسف عينيه وهو يسمع تنهيداتها بشوق ثم قال يوسف : وريحتي أعصابك وفكرتي؟ صافي :اممممم. يوسف بحدة :انتي فين؟ صافي :في بيت جدي. يوسف وهو يضحك بتهكم :ههههههههههههه ياسلام قديمة. صافي :انا فعلا رجعت وعشان كده بكلمك. يوسف؛ خير؟ صافي :انا قررت اني ارجع لك؟ شعر يوسف بالصدمة وقال: قلتي ايه؟ ابتسمت صافي غصب عنها من ردة فعله ولكنها تظاهرت بالهدوء وقالت :اللي سمعته انا قررت اني ارجع لك. يوسف وهو يشعر انه يطير من السعادة ولكنه يتظاهر بالبرود: وايه السبب في تكرم معاليك علينا؟ صافي :يوسف بطل اسلوب التهكم بتاعك ده والا انسى كل الكلام اللي قلته لك. يوسف بلهفة: طيب خلاص ممكن أسألك ايه سبب التغير المفاجئ ده؟ صافي :مش دلوقتي حتعرف لما نرجع مصر. يوسف؛ اوكي حترجعي امتى؟ صافي بخبث: لا مش بالطريقة ديه ابدا. يوسف باستغراب :يعني ايه؟ صافي؛ يعني انا حرجع بشروطي. يوسف بسخرية :كمان عندك شروط؟ ثم سند رأسه على ذراعه على المكتب وقال بتسلية: والهانم بقى ايه شروطها؟ صافي بحدة :يوسف قلت لك من غير سخرية؟ يوسف وهو يبتسم بحب: اوكي من غير تسلية الأميرة ايه هي شروطها؟ صافي :حتكلم جدي وتطلب تقابله بكل أدب ولما تقابله تعرفه انك موافق على كل اللي يطلبه والطريقة المناسبة لرجوعنا لبعض من وجهة نظره. يوسف :ما عنديش مانع كل اللي تطلبه انا موافق عليه. صافي :اوكي يلا مع السلامه. يوسف بلهفة :استنى. صافي :اممممممممم. يوسف بهيام وهو يبتسم :وحشتيني. شعرت صافي بالاضطراب من كلمته ولكنها لم ترد عليه فقال: بحبك. انتظر ليسمع منها شئ ولكنه بدلا من ذلك سمع صوت صفير الاغلاق ليبتسم ثم تنهد براحة وقال :واخيرا حترجع الهاربة. بينما جلست صافي مكانها وهي تتنهد بقوة ورغبة بإلغاء قرار رجوعها له تلح على عقلها من جديد ولكنها تحاول التماسك كانت تظن انها تستطيع الصمود أمامه وأمام مشاعرها تجاهه ولكن بعد كلماته الأخيرة لها من المكالمة وتأثيرها علي مشاعرها لذا فهي في حيرة من أمرها الان ولكنها اتخذت قرارها لذا وقبل ان تغير رأيها خرجت من غرفتها واسرعت الي جدها الذي جلس في غرفة مكتبه وهو يقرأ كتاب ودخلت بعد أن طرقت الباب فنظر لها وابتسم وقال: تعي الصافي شو اللي تبيه؟ فاقتربت منه بتردد وقالت :جدي انا عايزة اقول لك حاجة. بندر وهو يبتسم :خير يالغالية؟ صافي بسرعة قبل أن تغير قرارها: انا قررت أن ي ارجع ليوسف. فنظر لها جدها بذهول فقالت :قبل ما تعترض ده الأحسن للكل وأولهم ولادي هو حييجي يقابلك وانت شوف اللي انت عايزه منه وانا موافقة عليه. بندر بهدوء: انتي بدك هيك؟ صافي بتوتر: ايوا ياجدي. بندر وهو يبتسم: متل ما بدك يا أميرة. ثم قام واقترب منها وفتح ذراعيه لها فاسرعت اليه لتضمه وهي تبكي فضمها اليه بحنان فهو يعلم انها اتخذت هذا القرار دون رغبة منها.
نهاية البارت الرابع والاربعون

لست بقربي.......... لكنك في اعماقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن