خيم النوم بعد طول عناء على يوسف وصافي وعلى صعيد اخر وفي نفس الوقت كان هناك اخران يتحدثان معا ولكنهما عبر الأسلاك حيث استلقت سلمي على سريرها وهي تتحدث في الهاتف وقالت :اخيرا الواحد خلص ده انا تعبت كتير الفترة ديه. ليأتيها صوت عبدالرحمن المازح وهو يقول: الله يسامحها اختك نشفت ريقنا. سلمي بحدة: ياسلام واخوك اللي ملاك مش كده؟ عبدالرحمن :ماشي يا سيتي هما الاتنين اعند من بعض. سلمي بتردد: عبدالرحمن ايه.. عايزة أسألك سؤال؟ عبدالرحمن :اتحفيني. سلمي بتردد: انت حقيقي سعيد برجوعهما لبعض؟ عبدالرحمن باستغراب: قصدك ايه؟ فتنحنحت سلمي وقالت: احمممممم يعني الكل عارف انك يعني فيه من ناحيتك مشاعر لصافي ازاي النهاردة تسيبها تتجوز اخوك؟ فابتسم عبدالرحمن وقال: عايز اقول لك حاجة قلتها كتير ليوسف انا ما انكرش اني حبيت صافي ولو كنت عايز صافي كنت اتجوزها لكن انا واثق ان سعادتها مع يوسف وانا بالنسبة لها مجرد صديق وعم أولادها مش اكتر ومع ذلك لو كنت طلبتها للجواز كانت وفقت مش لأنها بتحبني لكن لأنها عايزة تخلص من حب يوسف وانا اكتر واحد ممكن ينسيها حبه لكن انا مش بالأنانية اني عشان سعادتي اهدم سعادتهما واهو خلاص رجعوا لبعض وشوية وامورهم تتصلح هاه في أسئلة تانية؟ لم ترد عليه وشعرت بالخجل منه فابتسم وقال :وبعدين انا كمان جالي رزقي. فابتسمت سلمي حين اكمل: هي مجنونة صحيح لكن اهو انا راضي. فكشرت سلمي ملامحها وقالت: ياسلام بقى هي مجنونة؟ عبدالرحمن بخبث: وانتي ايه اللي مزعلك انتي تعرفيها؟ سلمي بغضب :معاك حق وانا مالي وانا ايه اصلا اللي مخليني اكلمك للساعة ديه يلا تصبح على خير. وكادت ان تغلق الخط ولكنه قال بلهفة :سلمي استنى يا مجنونة. فقالت بحدة: خير عايز ايه؟ عبدالرحمن :لما انتي عندك شك اني بحب اختك بتكلميني ليه؟ ارتبكت سلمي وقالت :عشان يعني عشان.. فابتسم وقال: لما انتي مش واثقة في حبي ليكي ايه اللي مخليكي معيا؟ سلمي بسرعة: عشان بحبك. فضحك عبدالرحمن وقال: ماشي بس ديه اخر مرة اسمح لك انك تشوكي فيا انا عمري ما حسمح لك تكوني صافي او اني اكون يوسف. سلمي باستغراب: قصدك ايه؟ عبدالرحمن :مع احترامي ليهم وحبي لكن انا ما احبش نكون زايهم حياتنا سوي لازم تكون بتفاهم لما تزعلي مني لازم توجهني مش تهربي مني لازم تدفعي عن حبك وانا لك عليا اني احبك واراعيكي واحميكي من حد يحاول يأذيكي او يهينك. فابتسمت سلمي وقالت: طيب يلا اقول لك تصبح على خير. عبدالرحمن :لاء استنى فيه حاجة لازم اكلمك فيها. سلمي :خير؟ عبدالرحمن :بكرة جدك حيعمل حفل استقبال لصافي ويوسف وانا حكلم يوسف اننا نكلم جده في جوازنا. سلمي بلهفة: لاء. عبدالرحمن بحدة: لاء يعني ايه لاء؟ سلمي بارتباك: يعني انا اقصد لسه بادري. عبدالرحمن بحدة: بادري عن ايه؟ سلمي بارتباك: اقصد ان يوسف وصافي حياتهما لسه مش مستقرة فنصبر شوية. عبدالرحمن :انا مش فاهمك ليه رابطة بين حياتنا وحياتهما هما خلاص رجعوا لبعض ومع نفسهما بقى هما احرار نلتفت لحياتنا بقى. سلمي بضيق: بس ياعبدالرحمن هما اخواتنا حياتنا مرتبطة معهما لازم يا حبيبي نصبر لحد ما وضعها يستقر. هدأ عبدالرحمن عندما سمعها تقول حبيبي وابتسم ثم قال: لولا كلمتك حبيبي ديه كنت عرفتي شغلك دلوقتي. فابتسمت سلمي بخجل ولم ترد عليه فقال: ماشي يا سيتي حصير شوية لحد ما ربنا يهدي الحال اما اشوف اخرتها معاكي. فقالت بخجل: طيب يلا بقى تصبح على خير. عبدالرحمن وهو يبتسم :انتي من اهله يا سيتي حتوحشيني. سلمي بخجل: وانت كمان تصبح على خير. ثم اغلقت الهاتف سريعا فاخذ يضحك على خجلها ثم استلقي على السرير وهو سعيد بحبها له وذهب في النوم وفعلت هي أيضا ذلك وذهبت في النوم
وفي اليوم التالي وبالتحديد في منزل يوسف الجديد وفي غرفتهما كانا مايزالا نائمين وهو يضمها الي صدره وهي تريح رأسها على صدره في هدوء وأمان حين تسلل خيط رفيع من الضوء من خلال الشرفة ليقع على وجه يوسف الذي تململ من نومه بضيق وفتح عينيه بصعوبة وكاد ان ينزل عن السرير حين شعر بثقل على صدره لينظر ويجدها نائمة على صدره غض شفتيه بالم من رؤيتها هكذا بين احضانه واخيرا بعد طول انتظار وعذاب لقد ظن لوهلة انه يحلم ولكنه ايقن الان انها عادت اليه مرة أخرى ووعد نفسه انه لن يبعدها عنه مهما حدث فهي له وحده اخذ يتأمل وجهها الجميل وابعد بعض خصلات شعرها الذي سقط ليحجب وجهها عنه حين تحركت بضيق من الضوء الذي سقط على وجهها فاسرع ليحجبه عنها فاطمئنت من جديد ونامت مرة أخرى فابتسم واخذ يتأمل ملامح التي افتقدها كثيرا اخذ يلعب في شعرها بحب وحنان ونظرت هيام على وجهه انها معه في احضانه حيث مكانها الطبيعي اخذ يحدثها وقال: بحبك انتي أغلى حد عندي في الدنيا كلها والله نفسي انك تسامحيني عارف اني ظلمتك وجرحتك لما ما حفظتش عليكي زمان بس كمان خدتي حقك بهروبك مني مش بس كده خليني افضل السنين ديه كلها متصور انك اجهضتي ابني وانتي مخلفالي احلى قردين في الدنيا كفاية أنهما ولادك انتي حته منك وحته مني وده احلى حاجة في الدنيا لان ده حلمي اللي كنت شايفه مستحيل. ثم ابتسم وطبع قبلة على جبينها وقال :بس الحمد لله اتحقق ومش بس كده ان شاء الله حنجيب تاني وتالت ورابع كمان لازم اعوض كل اللي اتحرمت منه معاكي واعوضك واعوض نفسي كل اللي احترمنا منه. ثم لمس ارنبة انفها باصبعه برقة وكأنه يحدثها بالفعل واكمل: عارف انك عنادية لكن مش عليا انا اعند منك ومن اللي خلفوكي وبكرة تعرفي اني صح يلا بقى انا حقوم اخد شاور لحد ما سيادتك تقومي. ثم طبع قبلة على جبينها ونظر الي شفتيها ولم يستطع المقاومة فاخذ قبلة سريعة من شفتيها ووضعها برفق على الوسادة ونزل عن السرير وذهب واسدل الستار جيدا على الشرفة لحجي الضوء وذهب الي غرفة الملابس حيث اخذ منشفته وملابسه ودخل الحمام لتفتح هي عينيها الدمعة وابتلعت ريقها بالم واغمضت عينيها لتمنع دموعها من السقوط فقد استيقظت منذ وقت وسمعت اغلب حديثه ولكنها ظلت تمثل النوم حتى لا يعرف باستيقاظها لم تقم من السرير وبعد قليل خرج من الحمام بعد أن بدل ملابسه الي أخرى كجول بنطال وتي شيرت من إحدى الماركات تصلح للخروج واستقبال الضيوف ويضع المنشفة على شعره يجففه بها اخذت تتأمله في هذه الملابس التي أظهرت تقاسيم جسده القاسية والتي لطالما حفظتها وقف هو أمام المرأة وانزل المنشفة وامسك المشط واخذ يمشك شعره حين وقعت عينيه على المرأة ليراها مستيقظة ابتسم وانزل المشط سريعا والتفت لها وقال :صح النوم انا قلت لسه قدامك بادري على ما تصحى. فاعتدلت في السرير وقالت: صباح الخير. يوسف :صباح الفل والياسمين على عيونك الحلوين. هزت صافي رأسها بقلة حيلة منه فقال: يلا قومي خدي لك شاور وغيري هدومك وصلي على ما اصحى الولاد ونفطر عشان حنخرج. صافي :حنروح فين؟ يوسف :للأسف جدك مصر انه يعمل لنا حفلة استقبال عنده فلازم نروح. ابتسمت صافي وقالت وهي تقفز عن السرير :بجد حنروح عند جده؟ شعر بالالم من سعادتها لابتعادها عنه فقال: ياه للدرجة ديه عايزة تخلصي مني؟ شعرت بالالم من أجله فقالت وهي تبتسم :لاء بس وحشوني بقى لي سنين ما غيبتش عنهم خالص فوحشوني. فأومأ برأسه وقال :صحيح بقى لك سنين معهم وفي حضنهم ومن ليلة واحدة وحشوكي طيب وانا؟ صافي باستغراب: انت.. انت مالك؟ يوسف :ما وحشتكيش وانتي بعيدة عني كل السنين ديه ما فكرتيش فيا؟ لم ترد عليه صافي فقال: هما كمان مش عايزين يفرقوني ويسيب كي لسا شوية بس اوكي مسيرنا نتجمع في بيت واحد بعيد عن الكل وساعتها ماحدش حيقدر يبعدك عني. صافي :ده بعينك. يوسف :بكرة تشوفي. صافي :لما اكون معاك في بيتك ابقى اعمل اللي انت عايزه. يوسف :ما انتي في بيتي اهوه. صافي وقد شعرت بالغضب :صحيح بس لما نرجع مصر مش حكون معاك في بيتك. ثم تركته وذهبت فتنهد بضيق فبعد هذا الصباح الجميل على وجهها يتحول هكذا بينهما فاسرع لأداء فريضته لكي يهدأ من مشاعره ثم ذهب إلى المطبخ ليجد الخادمة قد حضرت فطلب منها تحضير الإفطار ثم ذهب إلى غرفة طفليها واخذ يوقظهما من نومهما ويعبث بشعرهما ويداعبهما حتى استيقظ من النوم واخذا يلعبان معه ولم يلحظوا من وقفت على الباب المشترك بين الغرف وهي تشاهدهم معا بعد أن بدلت ملابسها لفستان رقيق من الحرير الازرق يليق بها كعروس هو من مجموعة كبيرة اختارتها لها سلمي وروضي شعرت بالسعادة من أجل أطفالها وكلن اول من للحظ وجودها هو يوسف الذي غمز لأطفاله ليلتفتوا إليها وصاحوا بها: ماما واسرعوا لاحتضانها بحب فجلست هي على ركبتيها وآخذت الطفلين في احضانها وأخذت تقبلهم بحب ولهفة بينما وقف هو هذه المرة وهو يتأمل عائلته الصغيرة كما تمنى دائما ثم اقترب منهم وقال ساخرا: ايه وحشينك هما كمان؟ عرفت من نبرة صوته انه يسخر منها فقالت دون أن تلتفت له: جدا بسبب قرار اني ارجع لك وانا بعدت عنهما تماما الفترة اللي فاتت ديه بسبب حالتي النفسية. يوسف :ياه للدرجة ديه؟ صافي وهي تقف: واكتر كمان ده قرار زلزل حياتي كلها. يوسف وهو يبتسم :طيب الحمد لله انه زلزلها معنى كده اني عندي امل. صافي :بعينك. ثم اخذت طفليها وقالت :يلا ياولاد عشان نغير. وتركته وذهبت الي الحمام الملحق بجناحهما وهناك ساعدتهما على غسل أسنانها ثم نزعت عنهما ملابسهما وضعتها في السلة الملحقة بالحمام ثم وضعتهما في حوض الاستحمام وفتحت لهما الماء ووضعت الكثير من الرغوة خضوعا لطلبهما وامتلاء الحوض بالماء والرغوة واخذ الطفلين يقذفانها بينهما ومعهما مسدس قاذف للماء أخذا يلعبان به فامتلاء الحمام من حولهما حين صاحت بهما: بس انت وهو بتعملوا ايه؟ فنظرا إليها ثم إلى بعضهما ثم إليها ووجها إليها المسدسان فشهقت قفي زعر مما يفكرا به وقالت وهي تقترب منهما: إياك انت وهو حزعل منكم. ولكنها لم يستمعا لها واخذا يقذفانها بالماء حتى ابتلت تماما وهي تحاول حماية نفسها بيدها وهي تصيح بهما دون جدون بينما استمع يوسف في الخارج الي صياحها فاسرع إليها حين تحول الصياح الي ضحكات واسرعت إليهما وكادت ان تزلق قدمها في الرغوة على الأرض ولكن هناك من رفعها كي لا تقع فالتفتت لتجده يوسف هو من يضمها اليه وقعت عينيه في عينيها ووقعا في سحر اللحظة حين اخرجهما منها رزاز الماء الذي قذف عليهما من مسدسات الطفلين فابتعدت عنه بضيق وقوعها تحت سحره وكادت ان تخرج ولكنه وقف في طريقها يمنعها من ذلك فقد سعد بها وهي في احضانه لذا حجزها بينما الطفلين يقذفان الماء فقالت له بغضب :عجبك اللي ولادك بيعملوه؟ ده ابعد عني. ولكنه اخذ يضحك ويقول :كمان يا ولاد. ثم حملها وشهقت وهو ينزلها في حوض الاستحمام معهما وسط الماء فصاحت به بغضب وقالت: ايه اللي انت بتعمله ده انت اتجننت انت كمان؟ فتجاهل اعتراضها وفتح الماء عليهما اكثر من الدش لتنتشر المياه فوقهم لتزيل عنهما الرغوة فاخذ يلعب مع طفليه ثم نظر إليها ليصدم مما رأي اخذت صافي تعصر شعرها من الماء وهي تخرج من الحوض بينما التصقت ملابسها الخفيفة تماما بجسدها فبدت كجلد اخر لها واظهرتها عارية أمام عينيه الجائعة والمشتاقة لها التفتت هي إليهم لتجده يقف وينظر لها بذهول فشعرت بالاستغراب فهو ينظر إليها كما كان يفعل حين يكونان معا كزوجين فنظرت الي نفسها لترى وضعها فشهقت بزعر من شكلها واسرعت لتخرج ولكن قدمها زلفت مرة أخرى وكادت ان تقع ولكنه لحقها وامسك بها وحملها وخرج بها من الحمام الي الغرفة وهما يقطران ماء ولم يزيح عينه عن عينيها ابدا ووضعها على السرير برقة واخذ يتأملها وهو يداعب شعرها وابتلع ريقه ونزل بعينيه على وجهها وشفتيها وضعف أمامها فاخذ يلثم وجهها بشفتيه برقة وهي أغمضت عينيها مستسلمة أمامه من سحر اللحظة حتى وصل بشفتيه الي شفتيها واخذها في قبلة طويلة ورقيقة ثم تحولت إلى أخرى عنيفة وهي تبادله وصعد بيده ليفتح سحاب فستانها صدمت صافي وخرجت من سحر اللحظة حين شعرت بيده وهي تتحرك بحرية على جسدها تحت الفستان فشهقت بزعر ولم تشعر بنفسها الا ويدها تصفع وجهه بقوة فتح عينيه بذهول وابتعد عنها وهو يشعر بالغضب ثم التفت إليها ليجدها منكمشة على نفسها وهي تجمع أطراف الغطاء عليها في ذعر وتبكي صدم من شكلها وتحول غضبه منها لصفعها له الي غضب من نفسه لما آلات اليه الأمور بسبب ضعفه أمامها فتنهد بالم واقترب منها وجلس بجانبها فانكمشت اكثر على نفسها وقالت بذعر وذكري الليلة التي خطفها بها وهي لاتعلم انه زوجها وما حدث بها تحاصرها فصرخت وهي تنفض يده بعيدا: ارجوك ما تقربش مني. يوسف :صفية انا مش حعمل لك حاجة. فأومأت برأسها وقالت :طيب اوكي بس من فضلك ابعد عني. اغمض عينيه بالم على حالها وابتعد عنها وهو لا يعرف ما الحل معها فقد انهارت تماما من لمسته لها ولكنه خرج من الغرفة واخذ ينادي على الخادمة ماجي والتي حضرت وهي تتحدث الانجليزية وقالت: نعم سيدي؟ يوسف :ساعدي الطفلين لارتداء ملابسهما. فأومأت برأسها وقالت :اجل سيدي. ثم تركته وذهبت الي الحمام حيث ساعدت الطفلين وانهت تحميمهما وساعدتهما لارتداء ملابسهما فاسرع الي جناح والديهما فوجدا يوسف جالس في الصاله ولم يبدل ملابسه حتى الآن فقال يزيد: ايه يا بابي ما غيرتش ليه؟ فابتسم وقال :اصل يا حبيبي ماما بتغير جوي وطردني من القوضة. فقال يزن: حدخل لمامي واخليها تخلص. وكاد ان يجري الي الباب حين امسكه يوسف وقال :لا يا حبيبي استنى انا حدخل لها انزلوا انتوا مع ماجي عشان تفطروا على ما اجيب مامي واجي. يزيد :اوكي يا بابي. فطبع قبلة على جبين كلا منهما وضمهما الي صدره ثم نظر الي ماجي وقال لها بالإنجليزية :خذ الاولاد وحضري لهما الإفطار. ماجي :اجل سيدي. ثم نظرت الي الطفلين وقالت: هيا بنا. وأخذتها وذهبت بينما نظر يوسف الي الباب المغلق وتنهدت بالم لا يعرف كيف حالها الان اخذ يؤنب نفسه على ضعفه أمامها والذي سبب ما حدث لها وانهيارها هكذا يعلم أن سبب ذلك تذكرها ما حدث بينهما في فيلا الصحراوي عندما اخذ حقه منها بالقوة وهو يظنها تراوغه وتنتقم منه لما حدث في السابق والان عليه دفع الثمن بما يحدث معها كلما اقترب منها لذا عليه التحكم والسيطرة على مشاعره واحتياجاته كرجل من زوجته تنهد مرة أخرى ليهدأ نفسه ثم وقف واقترب من الباب وطرقه ثم مد يده لمقبض الباب وفتحه بهدوء ودخل الغرفة ليجد صافي جالسة كما هي علي السرير ولكنها هدأت قليلا ولم تعد تبكي او تنتفض اقترب منها وجلس بجانبها على السرير وقال: صفية انا اسف. نظرت له بهدوء وكأنه لا يحدثها وقالت :يوسف انا عارفة انك لك حقوق عندي وانت كرجل مهما كنت قوي لكن لك غريزة ومشاعر لكن مش حقدر اكون زي ما انت عايز عشان كدا انا بديك الحق انك تتجوز وتجيب اللي تقدر تديك اللي انت محتاجه. قطب يوسف حاجبيه وقال: ايه الكلام اللي انتي بتقوليه ده انتي اتجننتي؟ صافي :لا يا يوسف لسه ما اتجننتش وعشان كده بقول اللي انت سمعته انا انتهيت ما فيش مني فايدة وعمري ما حتصلح ولا حرجع زي ما كنت انا اتكسرت وعمري ما حرجع تاني وصدقني ده مش انت بس وكل الرجالة. يوسف بحدة: انتي مراتي وانا مش حتنازل عنك ولا حتجوز غيرك عشان انا بحبك ومش عايز منك مجرد شهوة انا ما اقدرش استغني عنك ابدا. صافي :يوسف من فضلك... فقاطعها يوسف وقال :خلاص كفاية كده ويلا قومي غيري هدومك عشان ننزل الولاد زمانهم قلقوا. فأومأت برأسها ونزلت عن السرير وكادت ان تقع حين اختل توازنها فاسرع إليها وسندها واجلسها على طرف السرير وقالت :مش قادره دماغي بتلف. يوسف :اكيد اختي برد. ثم اكمل بتردد: طيب ممكن يعني تسمحي لي اساعدك تغيري هدومك؟ فنظرت له وبدي الخوف في عينيها فقال :واللهي من غير ما المسك حساعدك بس ارجوكي ثقي فيا من فضلك. فأومأت برأسها بارتباك فاسرع الي غرفة الملابس واخذ منها منشفة كبيرة وملابس لها وذهب إليها مرة أخرى واعطاها المنشفة وقال :خدي لفي نفسك بالفوطة ديه وانقلعي من تحتها هدومك. فأومأت برأسها وأخذتها منه وفعلت كما قال ونزعت عنها الملابس حين اخذ يقدم لها ملابسها قطعة قطعة لترتديها ثم نزعت عنها المنشفة فاخذها منها واخذ يجفف لها شعرها ثم ذهب إلى المرأة واحضر من أمامها السيشوار واخذ يجفف لها شعرها وهي هادئة بين يديه دون اعتراض منها وحين انتهى جلس أمامها على ركبتيه وقال: انا اسف وبحبك وانتي أغلى حد عندي في الدنيا كلها وانا عمري ما حقدر ابعد عنك. لم ترد عليه ولم يكن ينتظر منها رد فامسك. يدها وهو يبتسم وقال: يلا بينا عشان نشوف القرود بتوعنا. فابتسمت ابتسامة باهتة وذهبت معه ونزلوا الي الطابق السفلى ليجدوا الطفلين جالسان على المائدة ينتظرانهما وحين رؤاهما قال يزن بضيق :كل ده بتغيروا هدومكم؟ ولا كنتم بتعملوا ايه بالظبط؟ فابتسم يوسف وساعد صافي لتجلس وقال: وانت مالك انت وهو احنا احرار. فقال يزيد: لا يا سي بابي احنا نمبر وان عند مامي وانت نمبر تو لازم تعرف كده. ثم نظر الي صافي وقال: مش كده يا مامي؟ فابتسمت صافي وقالت :كده يا روح مامي انتم حبايبي ربنا يخليكوا ليا. تنهد يوسف براحة حين رأها قد عادت الي طبيعتها مع الاولاد فجلس هو الاخر وقال: طيب يلا يا اخويا انت وهو كل واحد يخلص اكله عشان حنخرج. يزن بلهفة: حنروح فين يا بابي؟ فقالت صافي :حنروح عند جده يا قلبي. فقال يوسف :ده صحيح بس الاول حنروح نتمشى ونعمل شوبينج. فنظرت له صافي باستغراب فقال :خلينا نغير جو كلنا مع بعض. فلم ترد عليه حين اخذ الطفلين يهللوا ويصيحوا فقال: يلا كل واحد يخلص اكله والا حلغي الموضوع كله. فصمتا واخذا يتناولوا طعامهما بينما اخذت صافي تقلب في طبقها دون أن تاكل شئ وعينا يوسف عليها فقال: كلي يا صفية. فنظرت له وقالت: صدقني ماليش نفس. يوسف ببرود: كلي والا حلغي المشوار كله حتى حفلة جدك. فنظرت له بحده فقال: كلي يلا كلي يا صفية. فأخذت تأكل دون رغبة منها فابتسم لذلك وبعد أن انتهوا من تناول الإفطار أخذهم يوسف واخذوا يلفوا ويدوروا في المحلات لشراء الملابس والالعاب والكثير من المنتجات وبعد انتهائهم ذهبوا الي منزل جدها حيث كان في استقبالهم الكثير من الأقارب والاصدقاء الذين رحبوا بهم وهنئوهم بزواجهما وقضوا معهم عدة ساعات جيدة في الحوارات والجدالات فيما بينهما وبالطبع هي في مجلس النساء وهو في مجلس الرجال وبعد انتهائهم عادوا الي منزلهم وهناك لم يقم بفرض نفسه عليها فقد تركها كما تريد ولكنه لم يخرج لينم خارج الغرفة هو يثق ان وجوده معها في نفس الغرفة سيخرجها تدريجيا من الحالة التي تعاني منها ولكنه لم يحاول لمسها وعندما خرجت من غرفة التبديل بعد أن بدلت ملابسها الي بيجامة ناعمة من اللون الأبيض وجدته قد نام على السرير في حيز صغير وترك لها مساحة كبيرة لتكون على راحتها تسللت ابتسامة خجلة على وجهها من ذلك ولكنها أومأت برأسها لترفض تلك الابتسامة ثم ذهبت إلى غرفة الطفلين من الباب المشترك بين جناحهما وغرفة الصغيرين لتجده ما نائمين فقد أخذها يوسف وهو من ساعدتهما لتبديل ملابسهم ووضعهم في السرير للنوم قبلت كلا منهما وتأكدت من الغطاء عليهما ثم تركتها واغلقت الضوء وذهبت الي غرفة نومها مع يوسف نظرت الي السرير في تردد وأخذت تتحرك وهي مترددة من الاستلقاء بجانبه في نفس السرير ولا تعرف ما تفعل ولكنه نائم من وقت هذا ما حدثت به نفسها لذا اطمئنت قليلا كما أنه وعدها انه لن يقترب منها مرة أخرى لذا ذهبت واستلقت على طرف السرير وتركت مسافة بينه وبينها وبمجرد وضعها رأسها على الوسادة حتى ذهبت في النوم من التعب بينما على الجهة الأخرى من السرير عندم شعر بانتظام أنفاسها دليل على نومها فتح عينيه وانقلب للجهة الأخرى دون أن يقترب منها واخذ يتأملها بحب وقال في نفسه: ان شاء الله كل حاجة حتكون بخير. ثم غفى وهو يتأملها ومرت الايام وقضوها بحب وتحسنت خلالها حالة صافي النفسية وقضوها ما بين الزيارات واستقبال الضيوف في منزلهم والخروج والتنزه في الأماكن المختلفة وخلال هذه الأيام استطاع يوسف كسب ثقة وحب كلا من الشيخ بندر وفيصل رغم عدم اعتراف الاخير بذلك ولكن اسعد زيارة قاموا بها وقد أسعدت صافي كثيرا كانت رحلة الأعمار التي ختموا بها وجودهم في السعودية واراحتهم كثيرا
وفي القاهرة ويوم وصولهم وصلوا جميعا الي المطار فنظرت صافي الي يوسف وقالت له هامسة :عايزة اروح انا وانت مشوار. يوسف باستغراب: دلوقتي؟ فأومأت برأسها فقال: خلينا نرتاح الأول وبكرة نروح الوقت اتأخر ولكنها أصرت وقالت: دلوقتي من فضلك. يوسف بقلة حيلة :اوكي. ثم نظر الي عبدالرحمن الذي كان يمشي بالقرب منهم وقال: عبدالرحمن حبيبي من فضلك خد سلمي وطنط والولاد ووصلهم. عبدالرحمن باستغراب: وانتم؟ يوسف :ورانا مشوار. سلمي بصدمة: مشوار دلوقتي ارتاحوا شوية وبكرة روحوا مكان ما تحبوا. صافي بحدة : لاء دلوقتي. فقالت ماما صفية :خلاص ياولاد سيبوهم براحتهم. فقالت صافي لعبدالرحمن :عبدالرحمن من فضلك وصل الولاد على بيتي مع ماما وسلمي. صدم الجميع مما قالت ولكن يوسف فضل الصمت ليس وقت جدال معها بينما نظر له عبدالرحمن فأومأ له يوسف بالموافقة لينفذ ما طلبت وبالفعل ركب عبدالرحمن ومعه سلمي وماما صفية والطفلين إحدى السيارات القادمة لاستقبالهم بينما ركب يوسف وصافي السيارة الأخرى وبعد تحرك السيارات نظر لها يوسف وقال: حتروحي فين؟ صافي :عايزة اروح عند سعاد المستشفى. يوسف باستغراب: وهو ده وقت زيارتك لصحبتك؟ صافي بحدة :انت مش عايز تعرف سبب رجوعي ليك؟ صدم يوسف من ردها ما الذي تعرفه سعاد وقد تخبرهم به ولكنه صمت وأخبر السائق بالعنوان ولن يتحدثوا مرة أخرى بينما وصلت السيارة الأخرى الي منزل صافي قبل زواجها ونزلت ماما صفية وأخذت الطفلين للداخل بينما وقفت سلمي مع عبدالرحمن وقالت :شوفت كل واحد فيهم حيعيش في بيته معقولة؟ عبدالرحمن : مش ممكن اكيد فيه غلط. سلمي :اما نشوف يلا تصبح على خير. عبدالرحمن :وانتي من اهله. ثم دخلت بينما ركب هو السيارة مرة أخرى وتحركت بها إلى منزله بينما وصلت سيارة يوسف الي المستشفى ونزلوا منها وانطلق ا مباشرتا الي مكتب سعاد وعندما سالوا عليها أخبرتهم السكرتيرة انها في مرور فجلسوا ينتظروا
دخل عبدالرحمن المنزل الغارق في الظلام واقترب ليصعد السلم حين فتح الضوء فالتفت في فزع ليجدها والدته تقف خلفه ويبدو عليها الغضب وقالت بحده :حمد الله على السلامة. فابتسم عبدالرحمن وقال: الله يسلمك يا ماما تصبحي على خير. وكاد ان يتركها حين وقفت أمامه وقالت: استنى عندك. عبدالرحمن :نعم ياماما؟ سوزان :اخوك فين؟ تنهد عبدالرحمن وقال: مع مراته. سوزان بحدة: ليه أن شاء الله حتخدوه يعيش معها ولا ايه؟ عبدالرحمن :ديه حاجة تخصهم ونصيحة ليكي يا ماما يوسف مش حيسمح لحد انه يبعده عن صافي بلاش تخسريه. ثم تركها وصعد الي الغرفة بينما اخذت هي تعض شفتيها بغضب
جلس يوسف وصافي في مكتب سعاد ينتظروا حين فتح الباب ودخلت سعاد بلهفة واقتربت من صافي وقالت: حبيبتي ايه اللي جابك انتي كويسة؟ فاحتضنتها صافي واومأت برأسها وقالت :انا كويسة. فنظرت سعاد الي يوسف الذي وقف وقالت :اهلا يوسف بيه. يوسف :اهلا يا دكتور احنا اسفين على الازعاج. ثم نظر الي صافي وقال: ممكن افهم بقى احنا هنا ليه؟ فلم تجيبه صافي ونظرت الي سعاد وقالت :عايزاك تكشفي عليا. ظهر الاندهاش على وجه سعاد فقالت صافي دون أن تسألها: لما تكشفي عليا حتعرفي. ثم تركتهم وذهبت خلف الستار لتحضر نفسها للفحص فنظرت سعاد ليوسف وقالت :عن اذنك. ثم تركته ولم يرد عليها حين جلس هو ومازال على صدمته وبعد بعض الوقت خرجت سعاد واخذ القليل من المحلول المطهر الموضوع على المكتب ودلكت به يدها حين قال يوسف :خير يا دكتورة؟ سعاد بارتباك :ثواني. حين خرجت صافي من خلف الستار وهي تعدل ملابسها وجلست أمامها فقالت سعاد بحدة :انتي ازاي تعملي في نفسك كده؟ صافي بهدوء: اللي حصل يا سعاد غصب عني. سعاد :بس ده خطر على حياتك. صافي :معلشي حتعدي وانتي معيا ان شاء الله. كانوا يتحدثون متجاهلين يوسف الذي قد ازداد قلقه من كلامه ما الذي تعاني منه صافي فقال بحدة :ممكن افهم فيه ايه بالظبط؟ فنظرت له صافي دون أن تجيب بينما قالت سعاد :صافي حامل......
نهاية البارت الثامن والاربعون
أنت تقرأ
لست بقربي.......... لكنك في اعماقي
Romanceمقدمة نعيش في الأحلام الوردية بعيدا عن الواقع وهي كذلك احبته وكان بالنسبة لها حلم بعيد ومع ذلك عاشت معه في حلمها فاحبته من وهي صغيرة ولكن عندما أصبح لها صدمت من الواقع الأليم الذي عاشته معه فماذا سيحدث هل سيظل هذا واقعها ام سيتغير ويحبها لتعيش حلمها...