دخلت صافي البيت لتجد الخادمة تقف وهي تحني رأسها قليلا فاقتربت منها وقالت :جدي فين؟ الخادمة الفلبينية :بابا كبير في مجلس رجال. صافي :فين مجلس الرجال؟ فأشار لها الخادمة الي الباب الذي يؤدي إلى مجلس الرجال فاقتربت منه صافي وكادت ان تفتح الباب حين أمسكت يدها يد صلبة بقوة فنظرت لصاحب اليد لتجد فيصل ينظر لها بغضب وقال :وين رايحة معاليك اتكرمي على وخبرني؟ فنفضت يده عن يدها وهي تتراجع للخلف بعيدا عنه وتتألم من قبضته على يدها وقالت :وانا مالك رايحة لجدي؟ فيصل بغضب: خبرتك انه جدك بمجلس الرجال يعني معه رجاجيل اغراب كيف فكرتي تطلعي عليهم بشكلك هاد؟ صافي :شكلي ماله متغطية ولبس واسع وحجاب على شعري محسسني اني عريانة. فيصل من بين أسنانه :لسانك هاد بقصه لك على طولته. صافي بتحدي: ما تقدرش. فيصل وهو يقترب منها :يبي لك ترباية يا بنت العمة وانا بربكي. فسمعوا صوت جهوري عالي يقول :فيصل طول ما فيني نفس لا تفكر تقرب لها. فالتفتوا له جميعا لتجده يقف أمام الباب الذي منعها فيصل من فتحه لايقل شموخ عن فيصل يقف بكامل هيبته وهو يرتدي الجلباب والشماغ والعقال ويبدو عليه القوة رغم شيبته الواضحة من شعره الاشيب الظاهر من تحت شماغه فقال فيصل :ما بدها تحترم اعرافنا وتقاليدنا. فاقترب الجد منهم وقال :بكرة تتعلم بس باللين مو بالغصب. ثم وقف أمام صافي ومد يده يتلمس وجهها بانامله وابتسم وهو يقول :الحمد لله على سلامتك يالغالية يا بنت الغالية. شعرت صافي بحنانه وبالرغم من رغبتها في النور منه لم تستطع تمالك احساسها بحاجتها للحنان وخاصتا من رجل يحمل دمها فهي لديها يقين انه لو وجد رجل بحياتها لما مرت بما مرت به وشعرت بدموعها تهدد بالنزول فاغمضت عينها وارتمت على صدره تضمه لها وأخذت تشهق ذهل الجد من ذلك ولكنه تمالك نفسه وضمها الي احضانه اكثر ولم يكن فيصل اقل صدمة من جده وهو لم يستوعب انها بهذا الضعف وكادت منذ قليل ان تفترسه بينما وقفت صفية وسلمي يشاهدون وعيونهما تحمل الكثير من الدموع قال بندر الجد: بيكفي بكى والله ما عاد تشوف عيونك دموع طول ما راسي تشم هوا. ثم نظر الي سلمي وقال دون أن يبعد صافي عنه :وانتي يا صغيرة ما بدك تضمي جدك؟ فنزلت دموعها على وجهها وجريت اليه ليضمها هي أيضا مع شقيقتها
باك
عادت صافي من ذكرياتها وهي على وضعها جالسة في الشرفة وتناول الشراب الساخن وابتسمت وقالت :وعدتني ووفيت يا جدي عيوني من بعدها ما شافتش دموع. ثم ظهر التحدي في عينيها وقالت :وما فيش حد حيقدر يبكيني ابدا.
دخل يوسف غرفته واستلقي على السرير بعد أن عرف بقصة جدها ولكن يبدو أن عبدالرحمن لا يعرف عن علاقة والدته بوالدة صافي شعر بالضيق لانه كان أداة انتقام امه من صديقتها ومن دفع الثمن كانت صافي ومعها خسر ابنه لذلك زاد اصراره على إعادتها لاحضانه وتعويضها عن الألم الذي تعرضت له منه ومن والدته دخل وبدل ملابسه وتوضأ وخرج ليصلي ثم استلقي على سريره ونام.
في اليوم التالي نزل يوسف من غرفته وهو عازم على التقرب من صافي بكل الطرق قابله مدير الفندق وهو يقدم له ملف ويقول :الملف ده عايز توقيع حضرتك. يوسف باستغراب :وفين عبدالرحمن؟ الرجل :عبدالرحمن بيه سافر معاليك. فاخذ يوسف الملف منه ليطلع عليه وهو يقول :غريبة ماقليش يعني انه مسافر. فلم يرد الرجل بينما اخذ يطلع على الملف ثم كتب فيه بعض التعديلات واغلقه وقدمه للرجل وقال :شركة السند فين النهاردة؟ الرجل :في المبني الشرقي يا فندم. يوسف :اوكي شكرا. ثم ترك الرجل ومشي الي المبني الشرقي وهو عبارة عن جزء من القرية الجديدة عبارة عن مبنى على الطراز المعماري الشرقي وهو تحت الإنشاء والعمال يعملون فقال :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فالتفت له العمال وردوا :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. يوسف :المهندسة فين لو سمحت؟ احد العمال :في الغرف اللي على اليمين. يوسف :شكرا شدوا حيلكم. ثم تركهم وذهب دخل حيث وجهه العامل ليجدها تقف في وسط الغرفة وتشرف على العمال فابتسمت واقترب منها ووقف خلفها تماما وقال :وحشتيني. لتلتفت له فتظهر الصدمة على وجهه بينما ابتسمت هي خجلة من الموقف وقالت :ولا يهمك حصل خير. يوسف بخجل :اسف كنت فكرك صفية. سلمي وهي تبتسم :بسيطة ازايك؟ يوسف :الحمد لله. ثم اخذ ينظر حوله اتضحك على وضعه ثم قالت :بتدور على حاجة؟ فنظر لها بخجل :يعني مش عارفة؟ سلمي :هي مش هنا. يوسف بلهفة :طيب هي فين؟ سلمي :سافرت. يوسف بخيبة امل :سافرت ازاي وامتى؟ سلمي :ازاي اكيد بالطيارة وامتى الصبح. يوسف :فجأة كده؟ سلمي :عندها شغل. يوسف :طيب والمشروع هنا؟ سلمي :مشروعي انا إنما هي كانت هنا عشان الحفلة مش اكتر وهي ما صدقت لاقيت الرفقة. يوسف بحدة :قصدك مين؟ سلمي :فيصل وعبدالرحمن. يوسف بحدة :وازاي تسافر معهما؟ سلمي باستنكار: افندم؟ يوسف بهدوء نسبي :ما الشي ياسلمي بس اختك ديه مستفزة. فابتسمت سلمي وقالت :من اللي شافته. فشعر يوسف بالخجل والضيق لتذكير سلمي له بماضيه مع صافي فقال :انا اسف انت معاك حق بس اقسم لك اني عايز اعوضها واعوض نفسي عن السنين اللي كانت بعيدة عني فيها. سلمي :ديه حاجة مش بأيدي اتكلم مع صافي يمكن تقتنع بكلامك. يوسف :طيب ممكن اخد رقم تليفون صفية؟ سلمي :اسفة مش حقدر عندك الشركة سهل جدا انك تقابلها. فابتسم وقال :اوكي معاك حق انا حالا حسافر لها واقابلها. سلمي وهي تبتسم :اتفضل. يوسف :بعد اذنك. ثم تركها وذهب فقالت :مشوارك طويل.
خرج يوسف وهو مفعم بالأمل وأخرج هاتفه من جيبه وضغط زر الفتح وطلب رقم ثم ضغط على سماعة اذنه اللاسلكية وانتظر الرد ثم قال: ايوا يا مصطفى احجز لي حالا على القاهرة. مصطفى باندهاش وهو يصف سيارته أمام الفندق :ليه معاليك مش قلت ان احنا حنطول شوية؟ يوسف :غيرت رأيي يلا احجز لي على أول طيارة. فابتسم مصطفى من مزاج رئيسه الذي يبدو جيد وقال :امر معاليك. يوسف :انت فين؟ مصطفى وهو يدخل الفندق :كنت بخلص شغل كده ووصلت الفندق دلوقتي. يوسف: طيب اوكي جهز كل حاجة للسفر. مصطفى :حاضر معاليك مع السلامة. ثم أغلق معه واتصل على رقم آخر وانتظر قليلا ثم قال :ايوا يا ابني احجز لنا حالا للقاهرة وابعت حد غرفة البيه يجهز كل حاجته. ثم انزل هاتفه. لم يمر اليوم كان يوسف يهبط مطار القاهرة هو ومصطفى وحرسه ليفتح له أحد الحرس باب السيارة حين قال مصطفى :على فين معاليك؟ فنظر له يوسف ثم قال :صفية فين دلوقتي؟ مصطفى :الهانم في بيتها دلوقتي معاليك. يوسف بضيق :طيب حنروح الفيلا. فاحني مصطفى رأسه قليلا بينما ركب يوسف واغلق الحارس الباب وفتح الباب الأمامي ليركب مصطفى بجانب السائق وانطلقت السيارات من أمام المطار. جلست ديما على سريرها وهي تتحدث في الهاتف بسعادة وتقول :حقيقي يا طارق يعنى حتقابل بابا بكرة؟ رد طارق وهو جالس على مكتبه: ايوا يا حبيبتي كلمته وأخذت منه ميعاد لبكرة اكيد حطلبك بكرة ونتفق على كل حاجة وتبقى مراتي. شعرت ديما بالخجل فقال :ايه ما بترديش ليه؟ فلم ترد عليه فقال بخبث: لتكوني مكسوفة غريبة عليكي. ديما :والله يعني انا مش بتكسف؟ طارق :طلع لك صوت يعني؟ فضحكت فقال :بحبك. ديما بخجل :وانا كمان. طارق :ماشي حبيبي حكلمك تاني عندي شغل دلوقتي. ديما :اوكي حبيبي مع السلامة. طارق :مع السلامة. ثم أغلق هاتفه ووضعه على المكتب واخذ يتابع عمله. جلست صافي في غرفتها في بيتها وقالت وهي تتحدث في الهاتف :والله انت اللي وحشني اكتر ونفسي اشوفك. ليأتيها الرد من جدها بندر وهو جالس في مكتبه ويقول :ايه منشان هيك ما كلفتي على خاطرك تيجي وتشوفيني. فضحكت صافي وقالت :الا انت يالغالي والله ما اقدر على زعلك. ليقهقه جدها ثم قال :اول ما تتكلمي خليجي بتذكريني بأمك الله يرحمها. فابتسمت وقالت :الله يرحمها. بندر :كيفك يا قلب جدك؟ صافي :الحمد لله. بندر :دوم مو يوم ان شاء الله. صافي بتردد: ام فيصل كلمك؟ بندر :ايه كلمني وخبرني ان زوجك رجع من سفره. صافي بضيق :طليقي يا جدي مش جوزي. بندر :بس الرجال لو طلب يردك ما راح أرفض. صافي :جدي ايه اللي انت بتقوله ده؟ بندر :متل ما سمعتي انت بينك وبينه اشياء كثيره تجمعكم. صافي :بش انا مش عايزة ارجع له. بندر :لو ما كان بدك تردي له كنتي وافقتي على اي حدا من اللي طلبوكي وانت ما شا الله ما حدا شافك الا وطلبك. صافي :مش يمكن من اللي شوفته اتعقدت. ليقهقه مرة أخرى وقال : بس والله حبه في قلبك ما انمحي. صافي بغضب: جدي. حزن الجد على حال حفيدته هو يعلم انها تحب زوجها السابق ولكن ما عانته منه ومن والدته جعلها ترفض الزواج من احد اخر رغم كثرة خاطبها وأولهم فيصل الذي طلبها منه أكثر من مرة ولكنها ترفض ولكن بينه وبين نفسه لن يتركها على وضعها فهو لن يدوم لها عمرها فتنهد وقال :بلا غضب خلاص شوفي متى بتجي تشوفيني؟ صافي بندم هي تعلم حبه لها فقالت :اسف اني زعلتك. بندر :انا زعلان عليك مو منك الله يوفقك ويبارك فيك. فابتسمت وقالت :ربنا يخليك ليا يا قلبي. بندر :يلا ردي علي شايبك متى راح تجي لعندي؟ صافي : طيب ليه ما تجيش انت لعندي؟ بندر :كيف يعني؟ صافي :يعني تحجز طيارة لمصر وتجيلي. فضحك بصوت عالي ثم قال :والله؟ صافي :والله ولا ما بدك تشوف احفادك؟ بندر :والله ودي وحشتوني كتير. صافي :خلاص احجز وتعالي. بندر :والله ما برد لك كلمة بشوف اشغالي واحجز قريب إن شاء الله. صافي بسعادة :ان شاء الله ربنا يخليك ليا. بندر :فديتها هالضحكة وراعيتها. صافي :فديته اللي يفداني. بندر :يلا حبيبي اتركك في امان الله. صافي؛ في امان الله جدي. ثم اغلقت الهاتف.
وصل يوسف الي الفيلا ونزل من سيارته ودخل ليصعد السلم سريعا حين استوقفه صوت والدته تقول :حمد الله على السلامة اخيرا افتكرنا؟ فالتفت ليجدها تقف أسفل السلم ليبتسم وقال: الله يسلمك يا ماما واكيد انا فاكرك. سوزان :مش باين الهانم مسيطرة عليك واخدة كل عقلك. يوسف بحدة :ماما. صدمت سوزان من صرخت يوسف بينما تنهد ثم قال: ماما الله يخليكي بلاش تجيبي سيرتها. سوزان بضيق :بتصرخ فيا علشانها؟ يوسف :ماما ارجوكي بلاش نتكلم عنها مش حتحمل اي كلمة عليها بعد اذنك. تركها يوسف قبل أن يقول لها أي شئ يجرحها به صعد لغرفته وكاد ان يفتح الباب ولكنه التفت الي غرفة أخيه التي على مقربة من غرفته ليقترب منها ودخلها دون أن يطرق الباب ليلتفت له عبدالرحمن باستغراب وهو يقف امان النافذة ويتحدث في الهاتف ثم قال لمحادثه في الهاتف :ماشي اوكي حكلمك بعدين. ثم انزل هاتفه وقال :فيه ايه يا يوسف ازاي تدخل كده من ما تخبط؟ فاقترب منه يوسف وقال بحدة :كنت بتكلم مين؟ عبدالرحمن :ايه السؤال ده ايه هو اللي كنت بكلم مين؟ اكيد ما يخصكش. يوسف :كنت بتكلمها مش كده؟ عبدالرحمن وهو يتنهد بضيق :الله يخليك يا يوسف بلاش نخسر بعض علاقتي بصافي ما تخصكش. يوسف بحدة :ما تخصنيش ازاي وانت واقف في طريقنا؟ فضحك عبدالرحمن ساخرا وقال: وزمان انا كمان اللي كنت واقف في طريقك انت اللي خنت ثقتها فيك وصدقني لو هي وفقت تتجوزني مش حبعد عنها. يوسف بغضب وهو يمسكه من ملابسه :ازاي تتجرآ وتقول لي كده من خجل؟ فنفض عبدالرحمن يد يوسف وقال بحدة: انت اللي ناسي نفسك واللي عملته فيها وابسطها جوازك. يوسف بخجل :عارف اني غلط بس انا بحبها وعايز اعوضها. عبدالرحمن :بطريقتك ديه عمرها ما حتسامحك خصوصا انك شايف مش انا لوحدي اللي عايزها فيه كمان فيصل واللي طلبها اكتر من مرة من جدها بس هي كانت بترفض. يوسف :انا عايز اقابل جدها. عبدالرحمن :هو جاي مصر قريب استنى وقابله لما يجي هنا. يوسف وهو يبتسم :حقيقي؟ تسلم. عبدالرحمن :بس ده ما يمنعش اننا لسه بنتنافس على حبها. يوسف بثقة: عمرها ما حتحب حد زاي ما حبتني تصبح على خير. ثم خرج من الغرفة دون انتظار الرد من عبدالرحمن الذي ضحك لما يحدث مع أخيه.
نهاية البارت الثامن والعشرون
أنت تقرأ
لست بقربي.......... لكنك في اعماقي
Lãng mạnمقدمة نعيش في الأحلام الوردية بعيدا عن الواقع وهي كذلك احبته وكان بالنسبة لها حلم بعيد ومع ذلك عاشت معه في حلمها فاحبته من وهي صغيرة ولكن عندما أصبح لها صدمت من الواقع الأليم الذي عاشته معه فماذا سيحدث هل سيظل هذا واقعها ام سيتغير ويحبها لتعيش حلمها...