البارت الخامس والخمسين
مرت الايام ولم يتحسن الوضع كثيرا بين يوسف وصافي تحسنت صافي كثيرا وتحضر نفسها للسفر بينما اخذ يوسف يتابع اخباره عن طريق عبدالرحمن وسلمي والذين حاولوا معها كثيرا ليعرفا سبب ماحدث بينها وبين يوسف ولكن دون جدوى ومرت الايام متشابهة عليهم وعلى صعيد اخر كانت جالسة أمام حمام السباحة في منزل والديها حين دخلت عليها والدتها ويبدو عليها السعادة وجلست بجانبها وقالت لها :عندي ليكي خبر بمليون جنيه ياديما. فتنهد ديما بملل دون أن تتحرك وقالت :خير ياماما؟ والدتها: يوسف ومراته حيسيبوا بعض. فنظرت لها بصدمة وقالت :ايه اللي انتي بتقوليه ده؟ مش ممكن. والدتها: زي ما سمعتي كده سوزان كانت لسه بتكلمني وقالت لي. ديما باستغراب :ازاي ده لسه عامل حادثة ما كملش شهرين؟ والدتها: ماهي من يوم الحادثة وفي مشاكل بينهما حتى لما راحت وعاشت معه في بيته بعد الحادثة كان باين انهم مش كويسين واهي في بيتها من قبل حتى ما يخلص علاجه. ديما: معقولة ديه دول بيحبوا بعض؟ والدتها بضيق :بيحبوا بعض ايه بلا قرف هي ديه تنفع له. ديما بضيق :ماما. والدتها بحدة: بلا ماما بلا بابا ايه مش عايزة ترجعي له بقى وترتاحي من اللي وقعتي نفسك فيه؟ ديما: ارجوكي ياماما الكلام اللي انتي بتقوليه ده مش ممكن انا عمري ما حرجع ليوسف ابدا انا بحب جوزي ومش حسيبه. فوقفت والدتها بغضب وقالت بصياح :وهو فين جوزك ده اللي سيبك ولا بيسأل فيكي؟ ديما :من فضلك ياماما احنا بينا مشاكل وبنحلها ومش عايزين حد يتدخل. فتركتها والدتها دون أن ترد عليها فشردت ديما تفكر قليلا وتذكرت يوم زارت يوسف في مكتبه
فلاش باك وصلت إلى مكتب السكرتيرة وطلبت مقابلة يوسف فابلغته السكرتيرة بالزائرة المفاجئة شعر يوسف بالاستغراب من حضورها المفاجئ ولكنه سمح لها بالدخول فدخلت ديما اليه فوقف يوسف يستقبلها وهو يبتسم باستغراب وقال :اهلا ياديما ازايك؟ ديما وهي تسلم عليه :ازايك يايوسف؟ يوسف: انا الحمد لله. يوسف وهو يشير الي المقعد أمامه :اتفضلي. فجلست ديما وجلس يوسف علي مكتبه وقال لها :نورتي ياديما تحبي تشربي ايه؟ ديما :ولا اي حاجة انا اسفة طبعا اني جيت لك من غير ميعاد بس انا تايهة ومش عارفة ألجأ لمين غيرك. يوسف وهو يبتسم :عيب كده اللي انتي بتقوليه ده احنا قبل المشاكل اللي حصلت بينا عشرة عمر غير كده ان انتي كمان دلوقتي مرات اخويا اللي بعزه طارق. ذيما :وانا جاية لك بخصوص طارق. يوسف باستغراب :ليه ايه اللي حصل؟ ديما :طبعا انت عارف ايه سبب ان طارق صفا الشغل اللي بينكما وسافرنا برة؟ يوسف :الحقيقة هو رفض يقول وانا ما حبتش اضغط عليه. ديما بارتباك :الحقيقة انه صفا شغله معاك عشان بيغير عليا منك. يوسف بصدمة :ايه اللي انتي بتقوليه ده؟ مش ممكن طبعا. ديما بالم :ديه الحقيقة يايوسف وللأسف ده عامل لنا مشاكل في حياتنا لان كل ما تيجي سيرتك بتقوم حريقة بينا حتى لما سافرنا وسيبنا البلد بقى بيقارن نفسه بيك في كل حاجة بيعملها لي انا عارفة انه يمكن معه حق عشان هو عارف انا كنت قد ايه بحبك بس انا عايزاه يعرف اني انا بحبه دلوقتي هو وبس وسوري يعني يايوسف انا لو خيروني بينك وبينه انا حختاره هو لان مفيش وجه مقارنة بينك وبينه هو اللي بيحبني وبيحاول كل جهده انه يسعدني لكن انت كنت العكس عشان مش بتحبني وكان قلبك مشغول بغيري. ارتسمت ابتسامة على وجه يوسف حين سمع حديثها الاخير وقال: صدقيني شئ يسعدني اني اسمع منك الكلام ده انا اتمنى لكم من كل قلبي السعادة وانتم تستاهلوا بعض وربنا يسعدكم. ديما وقد ادمعت عينيها :بس يايوسف ماينفعش غيرته صعبة جدا وده حيخلق مشاكل اكتر بينا وابسط حاجة انا هنا اهوه زعلانة منه وهو في كندا ومش عايز يرجع من السفر. ثم بكت وقالت :وانا مش عارفة اعمل ايه ولا اروح لمين ماما كانت رافضة جوازنا من الاول ولو اتكلمت معها حتزود تعبي وبابا على طول مشغول انت الوحيد اللي َمكن اتكلم معه ويسمعني. فوقف يوسف وأسرع إليها ووقف أمامها وانحني قليلا ووضع يده على كتفها ليواسيها وقال لها :طيب اهدي بس ياديما وكل حاجة حتتحل. ديما :احنا محتجين لك قوي يايوسف مش انا بس وهو كمان محتاج صاحبه وأخوه. فزادت في بكائها فاوقفها يوسف لتتعلق به وترتمي في احضانه وهي تبكي وتقول :انا محتاجة لك قوي يايوسف وهو لازم يفهم كده. يوسف :خلاص اهدي اهدي وانا حكلمه. ديما : لازم تكلمه يايوسف لازم يفهم انك مهم جدا في حياتي وما اقدرش استغني عنك كفاية انه حرمني منك كل ده. يوسف :خلاص يا حبيبتي اهدي انا حتصرف هو لازم يعرف اننا مانقدرش نستغني عن بعض وانا لولا ظروفي اللي جدت وظروف ولادي كنت كلمته من زمان. ثم اخذ يربت على ظهرها حين قالت وهي تبتعد عنه :انا اسفة يايوسف اني حضنتك انز عارفة ان ده ضد إيمانك بس انا فعلا محتاجة لك ومش بس انا هو كنان محتاجك وانا يصعب عليا اني اكون سبب انكم تبعدوا عن بعض ونفسي نرجع زي زمان ولما نحتاجك نلاقيك ونكون معاك لما تحتاجنا. فاجلسها يوسف مرة أخرى وهو يبتسم :ان شاء الله كل حاجة حتكون بخير انا حكلمه الغبي ده انتي حتى لو كنتي مراتي السابقة ومهما كان اللي بينا ازاي يفتكر اني ممكن افكر فيكي بعد ما اتجوزتم؟ فابتسمت من بين دموعها وقالت :غبي بقى اعمل له ايه. فضحك يوسف واومأت لها برأسه وقال :عندك حق بس ما تقلقي الموضوع بقى عندي خلاص. فوقفت وهي تحمل حقيبتها وهي تقول :مرسيه يايوسف. يوسف :رايحة فين؟ ديما: كفاية الوقت اللي أخذته منك اتمنى انك تسلم لي على صافي لو ينفع طبعا من غير مشاكل زي اللي عندي. فابتسم يوسف وقال: اهي ديه بقى اللى اوحش من طارق بس ربنا يسهل ونتجمع تاني. ديما وهي تمسح وجهها من آثار الدموع :ان شاء الله يلا عن اذنك. يوسف :اتفضلي مع السلامة. ثم اوصلها الي الباب وخرج معها الي مكتب السكرتيرة والتي لم تكن خلف مكتبها وودع ديما ووعدها بلقاء قريب مع زوجها طارق خرجت ديما من الشركة وارتدت نظارتها وحين خطت خطوات قليلة رأت صافي وهي تقف بالقرب من السيارة وتستند عليها فاسرعت الي سيارتها قبل أن تراها صافي وتتسبب في المشاكل بينها وبين يوسف باك
عادت ديما من ذكرياتها وقالت :مش ممكن. ثم أسرعت وأخذت هاتفها عن الطاولة المجاورة لها وطلبت رقم ووضعت الهاتف على اذنها وانتظرت الرد ثم قالت :ايوا لازم نتقابل حالا لان احنا بحياتنا البايظة بوظنا حياة ناس تانية
جلست صافي في مكتبها في المنزل تراجع بعض الملفات حين دخلت عليها سلمي وجلست أمامها وقالت :هاه خلصت؟ صافي دون النظر إليها :لسه شوية. سلمي :طيب كفاية كده وارتاحي شوية. صافي :لازم اخلص كل الشغل اللي ورايا قبل السفر. ثم رفعت رأسها ونظرت الي سلمي وقالت :هو عبدالرحمن عمل لي ايه في موضوع السفر؟ سلمي بارتباك :هو بيقول انه كان مشغول الفترة اللي فاتت دي شوية بس هو اكيد فاكر الموضوع يعني ياصافي. صافي :اسمعي ياسلمي انا بحترم عبدالرحمن من زمان مش بس لانه عم ولادي لاء لانه دايما كان واقف جانبي لكن لو حسيت انه بيحاول يأجل سفري عشان يوسف يبقى انا حرة واعمل اللي انا عايزاه بعيد عنه. سلمي :ليه بس كده ياصافي هو عبدالرحمن عمره قصر معنا في حاجة؟ صافي :لاء بس شكله كده انه مش موافق اني اسافر واسيب اخوه انا مش محتاجة له في حاجة انا بس حبيت اكبره واعتبره اخويا الكبير لكن لو حسيت انه واقف مع اخَوه صدقيني حزعل جدا. سلمي :طيب خلاص انا حتكلم معه واشوف. ثم وقفت وقالت :انا حسيبك شوية وارجع لك تاني بعد ما الغدا يجهز. صافي :اوكي. ثم عادت لاعمالها مرة أخرى بينما خرجت سلمي وتركتها
جالس على مكتبه يراجع ملفات العمل وامامه يجلس عبدالرحمن يراجع حد الملفات هو الاخر حين قال يوسف : حتسافر امتى إيطاليا؟ عبدالرحمن دون أن يلتفت له: بفكر آجل السفر لحد ما اتجوز وبعدين اخد سلمي واروح اقضي هناك شهر العسل. يوسف وهو يبتسم :ياسلام وهي حتسمح لك انك تشتغل في شهر العسل ان شاء الله. عبدالرحمن :ولا تقدر تفتح بقها. يوسف بسخرية :ياشيخ؟ عبدالرحمن :عيب اخوك راجل. حين سمع صوت رنين هاتفه فاخرجه عبدالرحمن من جيبه وقال :بس ولا كلمة المدام. فضحك يوسف ساخرا وقال :ياسلام على الرجالة. عبدالرحمن وهو يضغط زر الرد: عيب. ثم وضع الهاتف على اذنه وقال :حبيبتي وروحي كنت لسه في سيرتك. فضحك يوسف ساخرا فنظر له عبدالرحمن بحده ثم قال: لا طبعا ياروحي بالخير. فردت سلمي وهي تتحرك في غرفتها :حساك كده كداب بس ماشي حعديها لك. عبدالرحمن :ماشي ياقلبي عديها لي. فخرج صوت ساخر من يوسف فنظر له عبدالرحمن وهو يغلق عينيه بحنق ثم قال :المهم انتي عايزة ايه؟ سلمي بصدمة :ايه عايزة ايه؟ عبدالرحمن بارتباك :اسف والله اسف قصدي عاملة ايه؟ فضحك يوسف ساخرا وقال: الله ينور على الرجالة. عبدالرحمن :وانت مالك. سلمي :انت بتكلم مين؟ عبدالرحمن :معاكي يا قلبي عاملة ايه؟ سلمي :انا كويسة الحمد لله انت عامل ايه؟ عبدالرحمن وهو يبتسم :الحمد لله وحشتيني. فسند يوسف رأسه على يده الموضوعة على المكتب وقال ساخرا بعد أن اطلق تنهيدة: ياسلام على الرومانسية. فتجاهله عبدالرحمن وهو يسمع صوت سلمي التي ترد عليه وقالت :انت كمان وحشتني المهم صافي كلمتني النهاردة. عبدالرحمن وهو ينظر إلى يوسف الذي اعتدل في جلسته حين سمع اسم محبوبته :صافي ليه؟ يوسف بلهفة: مالها صفية؟ فأشار له عبدالرحمن بيده ان يهدأ ثم قال: مالها صافي؟ سلمي :مضايقة ياعبدالرحمن من موضوع تأخير اجرائات السفر اللي سيادتك مطنشها. عبدالرحمن :وانتي قلتي لها ايه؟ سلمي :قلت لها انك مشغول وهو ده اللي مأخرك عنها بس هي طبعا ما اقتنعتش بكلامي وقالت إنها لو انت ما خلصتش لها الموضوع حتعمله هي. فتنهد بضيق وقال: طيب ماشي حتصرف انا. سلمي :اوكي وعرفني انت حتعمل ايه؟ عبدالرحمن :اوكي يا حبيبي ماشي مع السلامة. ثم أغلق الهاتف ووضعه على المكتب حين لف اليه يوسف وجلس أمامه وقال: مالها صفية؟ عبدالرحمن :مستعجلة على موضوع السفر. يوسف بضيق :وبعدين بقى انا مش عايز اضغط عليها وامنعها من السفر بس شكلها مش حتيجي غير بكده. فصمتا قليلا حين سمعا طرق على الباب فقال يوسف :ادخل. ففتح الباب ودخلت السكرتيرة ووقفت أمامهما وقالت :طارق بيه بارة يايوسف بيه .شعر يوسف بالاستغراب ونظر الي عبدالرحمن الذي حرك كتفيه دليل على عدم معرفته بالامر فنظر يوسف الي السكرتيرة وقال :خليه يدخل. فخرجت السكرتيرة بينما عاد يوسف ليجلس خلف مكتبه ليدخل طارق وخلفه ديما فشعر يوسف وعبدالرحمن بالاستغراب من حضورها معه بينما القى طارق السلام عليهما فردا عليه السلام ووقفا لتحيته ليمد يوسف يده اليه فاخذها طارق في يده وابتسم فقال يوسف :عاش من شافك لسه فاكرنا؟ طارق :يعني حاولت انساك بس اعمل ايه في قلبي الغدار اللي بيحبك. يوسف :يارجل؟ فجذبه طارق واحتضنه فضمه يوسف له وهو يبتسم ويربت على ظهره ثم ابتعد عنه وقال: طول عمرك واطي وندل بقى تبعد عني بسبب تفاهتك ديه؟ فلم يجيبه طارق والتفت الي عبدالرحمن وسلم عليه بينما حيا يوسف ديما بإماءة برأسه فردت له بنفس الطريقة فقال يوسف :اتفضلوا اقعدوا. فجلس طارق وديما على المقعدين أمامه بينما جلس عبدالرحمن علي مقعد اخر بالقرب منهم فقال يوسف :خطوة عزيزة ياجماعة نورتونا. طارق: الله يخليك يا يوسف. يوسف :تحبوا تشربوا ايه؟ طارق :ولا حاجة احنا مش ضيوف حتعزم علينا. يوسف :انت تخرس خالص تشربوا عصير فريش احسن من القهوة. ودون ان يردا عليه رفع الهاتف الداخلي وطلب رقم السكرتيرة وقال :أربعة عصير فريش عندي هنا. ثم أغلق الهاتف وقال: شرفتوا. طارق :احنا جايين في مهمة. يوسف باستغراب :مهمة ايه؟ خير؟ فنظر طارق الي ديما وأشار لها أن تبدأ لينظر إليها كلا من يوسف وعبدالرحمن فقالت موجهة كلامها ليوسف :قبل ما اتكلم انت فعلا فيه مشاكل بينك وبين صافي؟ يوسف بصدمة :وعرفتني منين؟ ديما: يعني الموضوع حقيقي؟ يوسف :عرفتي منين؟ ديما: مش ده المهم دلوقتي المهم ان انا ممكن اقابلها وافهمها كل الموضوع. يوسف باستغراب :تفهميها ايه؟ وموضوع ايه اللي بتتكلمي عنه؟ ديما: ايه سبب اللي حصل بينك وبينها؟ يوسف :مش عايزة تقول. ديما: يعني انت ما تعرفش؟ يوسف بضيق :اعرف ايه بالظبط؟ ديما :ان صافي شافتني وانا عندك. يوسف بصدمة :انتي بتقولي ايه؟ ديما: اللي سمعته يايوسف لما كنت عندك هنا يوم انت ماعملت الحادثة وانا خارجة شوفت صافي وهي كانت جاية لك الشركة. يوسف :مش صحيح صفية ماجاتش ليا في اليوم ده. ديما: انا متأكدة من اللي انا بقوله انا شفت مراتك أدام الشركة وانا خارجة. يوسف :اكيد انتي غلطانه لأنها لو كانت جات كانت طلعت ليا. عبدالرحمن :يمكن كلام ديما ده بيوضح سبب الحالة اللي كانت فيها صافي في اليوم ده وتعبها المفاجئ. فقال طارق: انت المشاكل اللي بينكما بدأت امتى تقريبا؟ فشرد يوسف قليلا ليتذكر ما حدث في هذا اليوم وان مشاكلهم بدأت في نفس اليوم فرفع هاتفه الداخلي وطلب السكرتيرة وحين ردت قال: تعالي لي حالا. ثم نظر الي عبدالرحمن وقال له: كلم لي السواق بتاعها واعرف لي هي كانت فين لما تعبت. عبدالرحمن وهو يمسك هاتفه من على المكتب امامه: حاضر. ثم طلب رقم السائق حين طرق الباب فقال يوسف :ادخل. ففتح الباب ودخلت السكرتيرة وخلفها دخل عامل البوفيه وهو يحمل العصير وشرع بتوزيعه على اربعتهم ثم خرج بينما انتظرت السكرتيرة اي طلبات أخرى من يوسف ولكنه كان ينتظر نتيجة مكالمة عبدالرحمن لسائق صافي والذي اخذ يحدثه وبعد القليل من الوقت أغلق عبدالرحمن هاتفه ونظر الي يوسف الذي قال له بلهفة: هاه عملت ايه؟ عبدالرحمن :بيقول انها فعلا جات لك هنا. يوسف :وشافت ديما أدام الشركة فمشيت؟ عبدالرحمن :لاء بيقول انها طلعت لك فعلا وغابت حوالي عشر دقايق لربع ساعة وانها لما نزلت كانت تعبانة وسندت على العربية وتعبها زاد وده تقريبا اللي خلاها تطلب منه يوديها عند الدكتورة سعاد. يوسف: يعني جات لي هنا ازاي وانا ما شفتهاش؟ فنظر الي السكرتيرة التي وقفت تتابع ما يحدث بجهل وقال لها: انتي فاكرة يوم الحادثة اللي انا عملتها؟ السكرتيرة :ايوا يافندم. يوسف :المدام جات لي هنا في اليوم ده؟ السكرتيرة :مدام حضرتك؟ يوسف بحدة: ايوا. السكرتيرة بخوف: لا يافندم ماحصلش الزيارة الوحيدة اللي كانت خارج شغل الشركة كانت زيارة المدام. ثم أشارت الي ديما والتي تذكرت انها حين خرجت من مكتب يوسف وهو يوصلها لم تكن السكرتيرة جالسة خلف مكتبها فنظرت الي يوسف وقالت: لو تفتكر يايوسف واحنا خارجين من مكتبك في اليوم ده مكتب السكرتيرة كان فاضي ممكن تكون صافي جات في الوقت ده. فتذكر يوسف انها لم تكن خلف مكتبها بالفعل وانه قام بتعنيفها لترك مكتبها دون رقيب فاخبرته انها ذهبت إلى الحمام عاد يوسف من ذكرياته فقال لها :روحي على مكتبك. فخرجت السكرتيرة ففتح حاسبه المحمول الموضوع أمامه واخذ يفتح الملفات حتى وصل للملفات التي يريدها وهي ملفات الكاميرا الموضوعة في مكتب السكرتيرة وخارج مكتبه وبحث عن تسجيل يوم الحادث واخذ يسرع الفيديو حتى دخول ديما مكتبه وسرعه قليلا ليجد السكرتيرة تتحرك عن مكتبها وبعد قليل دخلت حبيبته مكتبه ويبدو عليها السعادة وكادت ان تدخل مكتبه حين لم تجد سكرتيرة مكتبه على مكتبها ولكنها تراجعت وجلست على المقعد المقابل لمكتبها وانتظرت قليلا ولكن ظهر على وجهها علامات الاستغراب وهي تنظر إلى باب مكتبه لتقف وتقترب بتردد من الباب وزادت المشاعر التي ظهرت على وجهها لتفتح الباب وتخطو داخل الغرفة اسرع يوسف واوقف هذا الفيديو وفتح ملف اخر لتسجيل الكاميرا الموجودة في مكتبه وحدد الوقت الذي يرغب ليجد نفسه وهو يضم ديما الي صدره حين وقفت صافي بالقرب من الباب ويبدو عليها الصدمة من ماترى ثم وضعت يدها على فمها تمنع شهقاتها ودموعها التي تنزل من عينيها وشاهد كيف بدأت تنهار لتسرع وتخرج من المكتب دون أن ينتبه لها احد لم يدع الصدمة تسيطر عليه لذا وقف سريعا وأغلق الحاسب المحمول واخذ متعلقاته الشخصية عن المكتب وأسرع بالخروج من المكتب دون ان يتحدث مع احد حتى أنه لم يلتفت لعبدالرحمن الذي اخذ ينادي عليه ثم انطلق خلفه ليلحق به أمام الشركة وهو يركب سيارته فاسرع وركب بجانبه حين انطلق يوسف بأقصى سرعة وحاول عبدالرحمن ان يعرف منه ماحدث ولكنه لم يرد عليه كما حاول أن يجعله يهدئ السرعة قليلا حتى لا يصطدم بشئ في طريقه كما كاد يحدث بالفعل حين انعطف لشارع جانبي دون أن يرى ما يقابله ليجد شاحنة كبيرة قادمة باتجاه سيارته فقال له عبدالرحمن :يوسف خد بالك. فاسرع يوسف وتجنبها دون أن يصطدم بها ولكنه لم يحاول ان يهدئ سرعته حتى وصل إلى منزل صافي فقال له عبدالرحمن بتمثيل الإغماء :الله يسامحك كنت حتموتنا وانا لسه مادخلتش دنيا. لم يرد عليه يوسف وأسرع بالنزول من السيارة وصعد الدرجات سريعا وطرق الباب لتفتح له الخادمة فقال لها: مدام صافي فين؟ الخادمة: نايمة يايوسف بيه. فتركها وأسرع يصعد الي غرفتها حين دخل عبدالرحمن من الباب وقال :الهانم الكبيرة وسلمي فين؟ الخادمة: عند البسين يافندم. فأومأ لها برأسه وقال لها :هاتي لي ليمون هناك بسرعة. ثم تركها وذهب الي مكان حمام السباحة
بينما في الأعلى في غرفة صافي استلقت نائمة حين فتح الباب ليدخل يوسف ثم اغلقه بدون صوت واقترب منها واخذ يتأملها بحب وشوق ابتسم وهو يعلم الان سر نفورها منه فهو بسبب حبها له وغيرتها عليه ولكنه يعلم انه أسأ إليها أيضا لظنه انها تريد الانفصال عنه لكي تكون مع شقيقه وقد تكون معاملته لها كانت ما زاد من سوء فهمها لعلاقته بديما جلس على المقعد القريب من فراشها ولم يجلس بجانبها حتى لا يقلقها من نومها رغم شوقه لها ليأخذها في احضانه وان يقبل كل جزء فيها عقابا لها على غبائها فهو يحبها هي بل يعشقها أراد أن ينعم معها ببعض الحب الذي لم يكادا يجداه حتى حدث سوء الفهم من الجهتين ليحرما منه مرة أخرى امسك يدها برفق وانحني ليقبل باطن يدها واقترب واخذ يقبل وجهها برقة ونعومة وهو يضع يده علي البروز في بطنها والذي يضم طفليه حين شعر بحركة تحت يده في بطنها زادت ابتسامته ونظر الي يده وقال بخفوت: وحشتيني اكتر ياروح بابا ربنا يهدي بنتي الكبيره عشان اتجمع معاكم تاني. حين شعر بها تتململ في نومها فنظر لها فوجدها تبتسم أما هي فكانت تحلم بحبيبها وهما جالسان في حديقة جميلة وهي مستلقية على الأرض الخضراء وهو بجانبها يبتسم لها لتشعر به يقبل يدها ثم اخذ يقبل وجهها لتشعر بقبلاته كرفرفات الفراشة على وجهها ثم شعرت بركلة في بطنها من أطفالها فابتسمت لمشاركتهما لها في سعادتها فأخذت تتمطأ بكسل ثم فتحت عينيها ورأته أمامها يبتسم فابتسمت بخجل وحب له وهي تظن انها مازالت تحلم شعر يوسف بالسعادة لعدم غضبها من وجوده معها فاقترب منها اكثر وطبع قبلة على جبينها وقال :حبيبي شبع نوم؟ فأومأت برأسها وقالت بدلال: اممممممم. ارتعش جسده من دلالها واقترب منها والتهم شفتيها بعشق بين شفتيه وتجاوبت معه لتنظر حولها لترى نفسها في غرفتها فافاقت وعلمت انها لا تحلم وهو بالفعل معها في غرفتها رفعت يدها الي صدره وأخذت تدفعه لتركها ولكنه لم يشعر بمقاومتها لغيابه في شوقه لها ولكنه ابتعد سريعا حين شعر بطعم الدماء في فمه وهي تعض شفته بقوة حتى ادمتها فترك شفتيها لتدفعه بعيدا عنها فتركها حتى لا تأذي نفسها فاسرعت ونزلت عن الفراش لتقف أمامه وهي تصيح بغضب :انت ايه اللي دخلك هنا وازاي تعمل اللي كنت بتعمله ده؟ فابتسم يوسف وقال :مش ده كان احساسك من شوية وانتي بين ايديا. صافي بغضب :أخرس. فاستند بظهره الي الحائط خلفه واخذ ينظر إليها بخبث لتشعر صافي بالخجل من نظراته فنظرت الي نفسها لتدرك ما ينظر اليه حيث وقفت أمامه وهي ترتدي ثوب نوم قصير يصل إلى ركبتيها فقط وذو حمالات وفتحة صدر واسعة تظهر منها الكثير فشهقت بزعر ورفعت يديها تغطي نفسها عن عينيه الجائعتين لها واسرعت الي الفراش وجذبت الغطاء ووضعته على جسدها تغطي نفسها رحم خوفها منه فهي تظن انه يخونها مع حبيبته السابقة حاول أن يقترب منها فابتعدت عنه اكثر وقالت :ابعد عني. يوسف برجاء: طيب ممكن نتكلم شوية. صافي :مافيش بينا كلام اطلع برة. يوسف :ارجوكي اسمعيني شوية. صافي :مش عايزة اسمع حاجة اخرج برة. اقترب منها يوسف وحملها ثم وضعها على الفراش وهي تقاومه وتصرخ به ليتركها ولكنه جلس واحتضنها على الفراش وحاول ان يطمئنها ويهدئها وقال لها :والله بحبك انتي بس وعمري ما حبيت غيرك. صافي وهي تبكي وتقاومه: كداب مش عايزاك سيبني. يوسف :بحبك انتي حبيبتي ومراتي وأم عيالي عشان خاطري سامحيني انتي فاهمة غلط انا بحبك انتي. صافي: شوفتها في حضنك وانت بتطمنها انك حترجع لها وان لولا ظروفك كنت زمانك معها. يوسف :بحبك. صافي وهي تبتسم من بين دموعها بسخرية :طبعا ظروفك ديه هي الغبية اللي صدقت نفسها تاني وانك ممكن تحبها لكن انت كنت بتنتقم منها عشان هربت منك زمان وحرمتك من ولادك. يوسف :بحبك والله بحبك. اخذت تضربه بيديها وهي تقول :كداب سيبني ياكداب ابعد عني. يوسف وهو يبتعد عنها: والله بحبك انتي أغلى من روحي عندي. صافي :بطل كذب بقى انا خلاص ما عدتش حصدقك والدليل على انك بتكرهني معاملتك ليا لما كنت معاك بعد الحادثة اللي كل ما أقرب منك تبعدني وتقول لي اني انا حقتلك. يوسف برجاء: كنت غبي شفت حاجة وفهمتها غلط انا بحبك انتي وغيرتي عليكي هي اللي خليتني آذيكي. صافي :مالكش عذر مهما شفت تعمل فيا كده انا خلاص قررت اني مش حرجع لك. يوسف :بس انتي بتحبيني. صافي بصياح: لاء مش صح حدوس على قلبي واللي خلاني اقدر اعيش من غيرك سبع سنين حكمل حياتي من غيرك لآخر يوم في عمري. يوسف :بس انا مش حسمح لك تعملي كده. صافي :انا خدت قراري تسمح او لاء ديه حاجة ترجع لك مايخصنيش. قطع شجارهما الطرق على الباب
اما في الأسفل في نفس الوقت الذي اخذ يوسف وصافي يتشاجران استقبل كلا من ماما صفية وسلمي عبدالرحمن ورحبتا به وبعد قليل من الوقت والحديث فيما بينهم قالت سلمي :تفتكروا اتصلحوا؟ صفية :ربنا يسترها مافيش لهم صوت طالع. ابتسم عبدالرحمن وقال بخبث: مادام مافيش صوت يبقى اصلحوا. صفية :ربنا يسترها. لم تكد تنهي جملتها ليستمعا الي صوت صافي وهي تصيح بصوت عالي فقالت صفية :شفتم مش قلت لكم؟ ثم أسرعت تصعد السلم الي غرفة صافي وخلفها سلمي وعبدالرحمن وطرقت على باب غرفة صافي ليقاطعوا الشجار بين صافي ويوسف وفي الداخل أسرعت صافي للدخول الي الحمام لارتداء ملابسها بينما فتح يوسف لهم الباب فدخلوا الي الغرفة وقالت صفية :فيه ايه يا ابني؟ وصافي فين؟ يوسف :في الحمام بتغير هدومها. عبدالرحمن :ايه يايوسف ايه اللي حصل؟ يوسف :الهانم مش عايزة ترجع لي. ليسمعوا صوتها وهي تقول :ومش حرجع لك وحطلق منك. نظر لها بغضب واقترب منها لتتراجع الي الخلف بخوف وقال :بعينك عايزة تكوني مكان ما تكوني براحتك تسافري ترجعي زي ما انتي عايزة طول ما انتي تحت عنيا وانا عارف بس المهم تتسمى على اسمي لكن طلاق مافيش. ثم التفت الي عبدالرحمن وقال :عبدالرحمن الهانم عايزة تسافر مكان ماهي عايزة تروح بطيارتي الخاصة. ثم تركهم وذهب ونظر لهم عبدالرحمن بحيرة ثم قال :بعد اذنكم حخلص اجرائات السفر. ثم تركهم وذهب لتجلس صافي بالم على الفراش ودموعها تنزل بالم فاقتربت منها صفية وجلست بجانبها وأخذتها في احضانها وقالت :بتعيطي ليه دلوقتي مش ده اللي انتي عايزاه؟ فأومأت برأسها وقالت :ايوا هو ده اللي انا عايزاه. فقبلتها صفية على رأسها ضمتها إليها اكثر بينما وقفت سلمي وهي لا يعجبها ما حدث
وبالفعل بعد عدة ايام اوصل عبدالرحمن صافي والولدين ومعه صفية وسلمي الي المطار وجلسوا في استراحة المطار حتى يتم السماح لهم باقلاع الطائرة والتي ستنطلق الي السعودية لتبقى القليل من الوقت عند جدها وبعد أن تم النداء على طائرتهم ودعتهم صافي بالدموع وقبل ان تدخل الي الصالة الداخلية التفتت لتنظر خلفهم لترى ان كان اتي ليمنعها او حتى لوداعها ولكنها لم تجده لتتماسك وهي تنظر لهم وهي تعرف انهم يشعروا باحساسها فابتسمت لهم ورفعت يدها باشارة الوداع ودخلت الي الصالة ومعها الولدين وصعدوا الي الطائرة وكان في استقبالهم طاقم الطائرة وقبل ان تدخل التفتت خلفها تبحث عنه للمرة الأخيرة ولكنها لم تجده أيضا لذا تنهدت بالم ومنعت دموعها من النزول وركبت الطائرة وهي تبتسم للمضيفة وفي الداخل ساعدتها المضيفة لوضع حزام الأمان بينما ساعدت مضيفة أخرى مع المربية الولدين ليجلسا ويضعا حزام الأمان وبعد انطلاق الطائرة ازالوا حزام الأمان واخذ الولدين يلعبان في الطائرة بينما شردت صافي في يوسف الذي لم يكلف نفسه حتى بوداعها هي لم تقابله منذ اسبوع منذ اخر يوم في الفيلا حين رفض ان يطلقها تعرف انه يعلم عنها كل شئ وعن كل تحركاتها ولكنها كانت تريد أن تقابله لو انه فقد حاول أن يمنعها لكانت عادت له أرادت خلال هذا الأسبوع أن تذهب اليه ولكن كرامتها وقفت أمامها ارادته هو أن يبادر مرة أخرى ولكنه لم يفعل وخصوصا بعد تلك الزيارة لها فلاش باك أخبرت الخادمة صافي ان هناك ضيفة ترغب بمقابلتها ولكن الخادمة لم تكن تعرفها ونزلت صافي لتفاجأ بأن ضيفتها لم تكن سوي ديما شعرت صافي بالصدمة والغضب والنفور من زيارة غريمتها لها وعلمت ديما مشاعر صافي تجاهها فابتسمت لها وقالت تبدأ هي بالتحية بعد الصدمة التي ظهرت على وجهها :ازايك يا صفية؟ اقتربت منها صافي وجلست وهي تقول ببرود :اهلا وسهلا. ثم أشارت لها لتجلس وقالت :اتفضلي. فجلست ديما وقالت :شكرا. صافي :تشربي ايه؟ ديما وهي تبتسم بخجل: ولا حاجه شكرا انا جاية عايزاك في موضوع او بمعنى أصح افهمك موقف. صافي :خير. ديما: يوسف. فقاطعتها صافي وقالت: من فضلك ما تكمليش اللي بينك وبينه شئ يخصكم واحب اقول لك اننا خلاص سيبنا بعض. ديما :بس انتي فاهمه غلط انا ويوسف ما فيش بينا اي حاجة. صافي باشمئزاز :كفاية كدب بقى انتم ايه انتي وهو خلاص عادي الكدب ده عندكم انا شفتك بعيني وانتي في حضنه وجاية تقولي أن مافيش حاجه بينكم كان حضن اخوي ده ولا ايه؟ ديما بخجل :انتي معاكي حق بس اقسم لك هو مالوش ذنب في اللي شفتيه انا متعودة عليه عشان كده لما حسيت اني محتاجه له رميت نفسي في حضنه وهو تجاوب معيا ممكن تقولي انه تعاطف معيا بسبب المشاكل اللي بيني وبين جوزي. نظرت لها صافي بصدمة وقالت: جوزك؟ ديما: ايوا جوزي انا مدام طارق الشناوى أظنك عرفاه. صافي بصدمة: صاحب يوسف؟ ديما: بالظبط كده احنا اتجوزنا من فترة وطبعا اكيد انتي ماعرفتيش لأنك مش مهتمة تعرفي اخباري ويوسف طبعا مش حابب يعمل بينكما مشاكل عشان كده ماقلش ادامك حاجة وكمان احنا سافرنا على طول لان للأسف جوزي كمان كان بيغير من يوسف. لم ترد عليها صافي فاكملت: يوم ما قابلت يوسف كان بسبب اني اشكي له من طارق وانه لازم يكلمه يمكن يسمع له لأن غيرته عملت لنا مشاكل كتير. اخذت صافي تستمع لها وهي مصدومة من ماسمعت لقد أخطأت في حقه كثيرا ولا تعرف حقا ماذا تفعل حين وقفت ديما وهي تحمل حقيبة يدها وقالت :انا عارفة انك مصدومة من كلامي ده وانك عملتي مشكله من مافيش بس انا حبيت أصلح اللي كسرته فيه حاجة كمان لازم تعرفيها يوسف عمره ماحبني يمكن زمان قبل مايعرفك كان باصص للمركز الاجتماعي وانه يتبها بيا أدام الناس وجهة يعني لكن لما عرفك حبك انتي واتمنى انكم ترجعوا لبعض بعد اذنك. ثم تركتها وخرجت وتركتها في صدمتها من ماسمعت وانها ظلمته كثيرا ولم تستمع له ومر الاسبوع عليها في حيرة تريد أن تعتذر له ولكن كرامتها تأبى ذلك وتريده هو أن يبدأ بمد الجسر بينهما ولكنها اليوم يوم سفرها علمت انها ربما تكون قطعت ذلك الجسر للأبد لانه لم يمنعها كما يفعل دائما عن الإبتعاد عنه او حتى حضر لوداعها باك
افاقت من شرودها على ضربة خفيفة على كتفها فنظرت لتجدها المضيفة والتي ابتسمت وقالت لها: اجيب لحضرتك عصير او حاجة خفيفة؟ فابتسمت صافي وهي تمسح دموعها التي تساقطت من ذكرياتها وقالت : لاء شكرا. المضيفة :طيب لسه ساعة على ما نوصل تحبي حضرتك ترتاحي شوية في قوضة النوم؟ صافي بود: كنت اتمنى بس عشان ولادي. المضيفة :احنا معهم ومربيتهم كمان واطمني البيه جهز الرحلة بكل اللي يحتاجوه يعني مافيش داعي لقلقك. فأومأت برأسها فساعدتها المضيفة لتقف فهي حقا تشعر بالإرهاق الشديد والثقل لذا هي حقا بحاجة للراحة ولو قليلا ذهبت مع المضيفة الي غرفة في نهاية الطائرة جيدة المساحة نسبيا تحوي فراش كبير وخزينه وبعض التحف وطاولة للزينة وهناك باب أخبرتها المضيفة انه لحمام خاص بالغرفة نزعت صافي حجابها وسترتها التي ترتديها فوق ثوب الحمل الانيق واستلقت على الفراش واغمضت عينيها بينما عدلت لها المضيفة درجة الحرارة والإضاءة لتبعث الراحة وساعدها على النوم وبالفعل ومن شدة التعب والإرهاق لم يمر القليل من الوقت وذهبت في سبات عميق
بعد مرور بعض الوقت شعرت بلمسات خافته على بطنها البارزة ولمسات رقيقة كرفرفة الفراشات على وجهها وهمسات ناعمة تحاول أن تيقظها من النوم فتحت عينيها لتجد نفسها بين ذراعي حبيبها على الفراش وهو يرتدي ملابس منزلية وهو يقبل وجهها برقة ويلمس أطفاله داخلها ويقول لها برقة: يلا ياكسلانة كل ده نوم؟ علمت انها تحلم وتمنت الا ينتهي الحلم لتتمطئ بدلال بين ذراعيه وهي تبتسم وقالت: سيبني انام شوية كمان واكمل الحلم ده. فقبلها يوسف برقة على شفتيها وقال: بس انتي مش بتحلمي. فنظرت له بدهشة ثم نظرت حولها لتجد نفسها في الطائرة وليس في مكان آخر ثم عادت لتنظر اليه وقالت :يعني انا مش بحلم؟ فأومأ لها مؤكدا لها فقالت :وانت معيا في الطيارة؟ فأومأ لها مرة أخرى فادعت الغضب وهي تلف ذراعيها حول رقبته وقالت: وانت ازاي تسمح لنفسك انك تخطفني؟ يوسف بحب: عشان انتي مجنونة انا بموت فيكي ازاي يطوعك قلبك تبعدي عني ومتخيلة اني اسيبك. فقلبت شفتيها بغضب كالأطفال فابتسم واخذ شفتيها بين شفتيه في قبلة رقيقة وهي تجاوبت معه وجذبت نفسها اليه اكثر وأخذت تداعب شعره فابتعد عنها قليلا وقال بخبث: الهانم مش زعلانة بارده؟ فنظرت بعيدا عنه بخجل لتزيد ابتسامته ورفع ذقنها لتلتقي عينيها بعينيه وقال لها: انا بحبك انتي بس مافيش قبلك ولا حيكون فيه بعدك. صافي بدلع :يعني حتحبني وانا مجنونة كده؟ يوسف وهو يقبل وجهها :ححبك بكل حالاتك. فابتسمت صافي وقالت :طيب ماشي حنروح فين دلوقتي حنروح عند جده؟ يوسف بخبث: فيه حد باردوه يقضي شهر عسله عند حماه ينفع كده بزمتك؟ صافي باستغراب :شهر عسل؟ يوسف :طبعا شهر عسل اومال انتقم منك ازاي علي اللي انتي عملتيه فيا؟ صافي وهي تلعب في ازرار بجامته :يعني حتعمل ايه؟ يوسف :حخطفك ونروح في جزيرة بعيدة لنا لوحدنا. صافي :بس احنا مش لوحدنا فيه معنا ولادنا. يوسف :دول حيكون معيا عليكي. صافي :ياسلام؟ يوسف :طبعا مش كنتي عايزه تبعدين عن بعض؟ فأومأت برأسها وقالت بدلال :اممممممم. فقال: طبعا ده احنا حنعمل فيكي عمايل استنى بس. صافي بدلع: واهون عليك؟ يوسف :اشمعنا انا هنت عليكي؟ صافي :بس انا مش حهون عليك. فابتسم لدلالها واقترب منها وطبع قبلة على جبينها وقال :وحشتيني. صافي برجاء وعينيها دامعتين :متزعلش مني انا اسفة. فقبلها على عينيها ولثم دموعها المتساقطة وقال: هششششش خلاص دموعك غاليه عندي وبعدين كان لازم ده يحصل عشان اصفي حسابي معاكي صح. واقترب منها اكثر واخذ يقبلها على وجهها ورقبتها وهو ينزل عنها ملابسها وقد تجاوبت منه ولكنها فجأة أمسكت يده وقالت وهي تحاول تمالك نفسها :يوسف راعي المكان اللي احنا فيه. يوسف وقد تملكت منه مشاعر الشوق والرغبة :ديه بيتي التاني وحتفضل في الجو لحد ما اطلب منهم الهبوط. صافي :طيب حنروح فين؟ يوسف :جزيرة لوحدنا أجرتها لينا انا وانتي وعيالنا. صافي :لوحدنا؟ يوسف دون صبر :ايوا لوحدنا وتسبيني بقى اكمل اللي انا فيه. ثم أخذها معه في بحور الهوى والشوق ليثبت لها مدى حبه لها
تمت
اتمنى تكون عجبتكم واسفة على التأخير وانتظروا البارت الخاتمة قريبا
أنت تقرأ
لست بقربي.......... لكنك في اعماقي
Romansaمقدمة نعيش في الأحلام الوردية بعيدا عن الواقع وهي كذلك احبته وكان بالنسبة لها حلم بعيد ومع ذلك عاشت معه في حلمها فاحبته من وهي صغيرة ولكن عندما أصبح لها صدمت من الواقع الأليم الذي عاشته معه فماذا سيحدث هل سيظل هذا واقعها ام سيتغير ويحبها لتعيش حلمها...