في صباح اليوم التالي انطلقت سيارتان من منزل يوسف الي المزرعة يوسف وصفية في سيارة يقودها السائق والثانية يقودها عبدالرحمن وفي الطريق غفت صفية وأخذت رأسها تتخبط يمين وشمال حتى استقرت على كتف يوسف شعر بالاستغراب حتى رفع يده البعيدة تتلمس وجهها فعرف انها نائمه فابتسم وهو يربت على خدها ثم مال قليلا برأسه على رأسها
شعر عبدالرحمن بالملل من وحدته لذلك اسرع في القيادة ووصل قبلها بمدة وانتظر وهو يجلس على سيارته بعد البوابة في الداخل وراي السيارة وهي تقترب حتى تخطته وراي وضع صفية ويوسف وهي نائمة على كتفه بينما هو يضع رأسه على رأسها ومغمض العينين وبالطبع لم يشعر بعبدالرحمن الواقف أمامه فقد تخطته السيارة ووقفت بعيدا قليلا
نزل السائق من السيارة بعد أن أخبر يوسف بوصولهم لم يشعر يوسف بحركة من صفية فنادي عليها بهدوء فلم تجيب فرفع يده وتلمس وجهها وهو يهمس :صفية يلا وصلنا. واخذ يربت على خدها برقة فبدأت تقول :اممممم. وتقلق وتتحرك على كتفه فابتسم من طفولتها ثم قال :حنفضل في العربية كتير يلا علشان وصلنا ولا ناوية تكمل نوم.؟ فتحت عينيها بتعب وقالت :جسمي كله مكسر. يوسف وهو يبعد رأسها عن كتفه :لما انت بتقول كده انا اقول ايه؟ اللي كتفي خلاص اتشل. صفية بخجل :انا اسفة ما حستش بنفسي. فابتسم وقال :ولا يهمك يلا ننزل علشان نرتاح من الطريق. فاومأت برأسها وقالت :يلا. ثم فتحت الباب ونزلت وهو خلفها فالتفتت للخلف لتجد عبدالرحمن علي حاله مستند على سيارته فنادت عليه وقالت :عبدالرحمن واقف عندك ليه؟ فالتفت لها وتمالك نفسه وقال :كان معيا تليفون بخلصه. يوسف :طيب يلا علشان نرتاح السكة طويلة والواحد جسمه اتكسر. عبدالرحمن :اوك يلا. فتحرك يوسف وهو يضع ذراعه على كتف صفية وخلفهما عبدالرحمن
ذهب عبدالرحمن لغرفته بالدور الأول وصعد يوسف ومعه صفية للدور الثاني حتى توقفا أمام غرفتين فقال لها :اللي على اليمين ديه قوطك والتانيه قوطي. صفية بخجل :بس... ثم صمتت يوسف :بس ايه؟ صفية بخجل :يعني عبدالرحمن معانا وماحدش يعرف اللي بينا. ابتسم يوسف علي تفكيرها فهي لا تعرف ان عائلته كلها تعرف كل شئ عن علاقتهما ولكنه شعر بالامتنان لاصرارها على حفظ ما بينهما فقال :ما تقلقيش هو قوطه تحت وعمره ما حيطلع هنا الا اذا انا طلبته وكمان انا عايز كده علشان تبقى براحتك. صفية بحرج فهي تشعر انه ينفر منها :ان شاء الله. فربت على كتفها وقال :طيب يلا ادخل نامي وارتاحي. صفية :حاضر بعد اذنك. يوسف :اتفضلي. فتركته وذهبت الي غرفتها بينما تنهد هو ودخل غرفته.
استلقت صفية على السرير تفكر في شكل حياتها مع يوسف ولكن لم يستمر بها التفكير كثيرا حتى استسلمت للتعب والإرهاق وغلبها النوم
جلست على سريرها بغضب وقالت وهي تتحدث في الهاتف :يعني ايه سافروا المزرعة؟ سمعت رد طارق الامبالي عليها وهو يقول :يعني راحوا المزرعة. ديما بحدة :وانت ازاي متقوليش انهم مسافرين امبارح؟ طارق ساخرا :حتى لو كنت عرفت كنت حتعمل ايه؟ كنت حتمنعيه مثلا؟. صمتت ديما ولم تجيب فضحك ساخرا وقال :ولا تقدر تعمل حاجة علشان كده تستنى لما يرجعوا يمكن يكون لسه لك امل معه يلا سلام. ثم أغلق الهاتف فرمته ديما بضيق على سريرها.
بدأت الشمس في الغروب حينما بدأت صفية في الاستيقاظ من النوم وأخذت تتمطأ وهي في سريرها ثم التفتت للنافذة فرأت ان الوقت تأخر فقامت فزعة وقالت :ياخبر كل ده نوم ؟ انا اتأخرت جدا. ثم أسرعت بالابتعاد عن السرير الي الحمام لتتوضي ثم خرجت وفتحت حقيبة ملابسها وبدلت ملابسها التي ترديها ثم صلت وخرجت من الغرفة
جلس يوسف مع عبدالرحمن في الحديقة وهما يشربان القهوة حين قال عبدالرحمن :من زمان ماجيناش المزرعة. تنهد يوسف وقال :ماقدرتش اجي بعد الحادثة صعب عليا قوي اني اجي واقعد قعدتي ديه. عبدالرحمن وهو يربت على يد أخيه :مش انت لوحدك اللي حصل له كده فيه غيرك ناس كتير وانت الحمد لله في امل كبير في شفائك والحمد لله. فتنهد يوسف وقال :الحمدلله. حين سمعا صوت احد يقترب فقال يوسف: صفية جات. فنظر عبدالرحمن خلفه فوجد صفية تقترب فنظر الي يوسف مندهش من تعرفه عليها من خطواتها ولكنه لم يعلق وقال موجها كلامه لها :كل ده نوم ماكونتيش ناوية تصحى؟ فابتسمت صفية وقالت وهي تجلس :كنت تعبانة جدا وما حسيتش بنفسي. ثم وجهت كلامها ليوسف وقالت :نمتوا كويس؟ فابتسم يوسف بينما قال عبدالرحمن :انا نمت واخدت السرير طول بعرض. فضحكت صفية لذلك ثم قالت :يوسف لو سمحت عايزة أزور اهلي ممكن؟ يوسف :خليك لبكرة. صفية بدلال :علشان خاطري مش حقدر استنى لبكرة. يوسف :الوقت اتأخر مش حتلحقي تقعدي معهم. صفية :مش مشكلة الايام جاية كتير بس اهم حاجة اني اشوفهم النهاردة. فانصاع يوسف لرجائها وقال :خلاص يلا نتغدا وبعدين روحي. صفية سريعا :انا مش جعانة. يوسف بحدة :وبعدين اسمعي الكلام مرة واحدة على الاقل. صفية بدلال :خلاص حاضر متزعلش. ثم قالت :حتيجي معيا. يوسف باندهاش :فين؟ صفية :عند عمي. يوسف :لاء مش حقدر اجي. صفية بضيق :طيب انا حروح مع مين وازاي؟ وهنا تدخل عبدالرحمن وقال :ولا يهمك يا صافي انا حوديك واروح معاك بعربيتي. شعر يوسف بالضيق بينما قالت صفية بسعادة :بجد يا عبدالرحمن مرسيه لك خالص ربنا يخليك. شعر يوسف بالضيق من كلماتها ولكنه لم يحرك ساكنا او ينطق بكلمة وبالفعل جلس الثلاثة لتناول طعام الغداء ثم ركبت صفية مع عبدالرحمن سيارته وانطلق الي منزل عم صفية
اخذ يوسف يتمشي في المزرعة وهو يشعر بالضيق من السماح لهما بالذهاب وحدهما هو يعرف انه هو من يجب ان يذهب معها وليس أخيه ولكنه يريد أن يقنع نفسه ويقنعها أنهما ليسا كأي زوجين طبيعيين وحياتهما معا لها نهاية قريبة وسيعود الي من ملكت فؤاده والتي تركته في محنته ولكن كونها تسأل عنه لتعرف اخباره دليل على حبها له وانها مجبرة على تركه كما أخبرته امه قطع عليه أفكاره صوت صهيل الخيل فعرف انه مشي دون ان يدري حتى وصل إلى الاسطبل فابتسم لقد اشتاق كثيرا لما كان عليه منذ زمن ثم تلمس بيده حتى وصل للسياج المحيط بالاسطبل حتى وصل لحجرات الخيل كان يعرف أين تقع غرفة حصانه العزيز على نفسه فمنذ الحادث لم يحاول زيارته ولا رؤيته ولكنه كان يعرف اخباره من المسؤل عنه وعرف ان حالته تدهورت من بعد انقطاع يوسف عن الحضور كما رفض الاكل وصل لغرفة الفرس فشعر بانفاسه قريبة من وجهه فرفع يده لتلمسه حتى وضع يده على رأسه واخذ يربت عليها كم اشتاق له كثيرا هذا الفرس هو أكثر كائن تحداه على وجه الأرض فقد اخذ منه الكثير والكثير من الوقت حتى روضه وخضع له وأصبح رفيقه في العديد من المسابقات والنزالات التي حققوا فيها مراكز طيبة واخذه تفكيره الي كلماتها له في أول ليلة لهما معا حين سألها :وانت بقى شفتيني قبل كده؟ صفية: ياه كتىيييييير. يوسف :امتى؟ صفية :كل مرة كنت بتنزل فيها العزبة بتاعتكم. ثم صمتت قليلا وأكملت :كنت بشوفك وانت راكب حصانك واتابعك ماشاء الله عليك احلى واحد شوفته بيركب خيل. يوسف :وانت بقى كنت متابعة كل الفرسان اللي في العزبة؟ حين ردت عليه بلهفة :لا والله انت بس. قطع عليه ذكرياته المسؤل عن الخيل حين اقترب منه وقال وهو يبتسم :يوسف بيه حمدالله على السلامه لك واحشة والله. فالتفتت يوسف له وهو يبتسم وقال له :ازايك يا عم فاروق اخبارك ايه؟ فاروق :الحمد لله يا ابني انت اللي عامل ايه؟ يوسف؛:الحمد لله. ثم التفت للفرس مرة أخرى وقال له :اخبار سند ايه يا عم فاروق؟ فاروق :والله يا بيه تعب قوي من بعد اللي حصل خصوصا انك معدتش بتيجي تشوفه حاله ماكانش كويس ابدا مش بياكل ولا بيشرب لحد ماجات هي وبدأت تزوره. فالتفت يوسف اليه باندهاش وقال :هي هي مين يا عم فاروق؟. فاروق وهو يبتسم :صفية يابيه؟ يوسف باندهاش :صفية؟ فاروق :ايوا يابيه جات له واكل من ايدها وبقي عال العال ماشاء الله عليه. يوسف باندهاش :صفية صفية اللي انا اتجوزهتا؟ فاروق :هي يابيه انا كنت مستغرب من سند انه قرب منها وهي كمان ازاي ماكانتش خايفة منه لكن بقى لما عرفت انك اتجوزها عرفت سبب كل اللي حصل ده. فهز يوسف رأسه وهو مازال منصدم من ما عرف وقال :ماشي يا عم فاروق اتفضل انت روح انت شوف شغلك. فاروق :ماشي يا بيه. ثم تركه وذهب فاخذ يوسف يحدث سند وقال له :يعني الوحيدة اللي قدرت عليك كانت هي واكيد زي صاحبك من غير ما تبزل اي مجهود وانا علشان بس اقدر اركبك بهدلتني. فضحك وقال :بس انت عندك نظر انك سلمت لها اتمنى من كل قلبي انك تلاقي لك واحدة زايها بس ما تبقاش زايي وتقدر تحافظ عليها. ثم ابتسم ساخرا واكمل :لكن انا مش حقدر اكمل معها لاني ما استهلهاش وعارف أن انا حهدم حياتها ومع كده مش حقدر اكمل معها لأنها مش مننا.
نهاية البارت الثاني عشر
أنت تقرأ
لست بقربي.......... لكنك في اعماقي
Romanceمقدمة نعيش في الأحلام الوردية بعيدا عن الواقع وهي كذلك احبته وكان بالنسبة لها حلم بعيد ومع ذلك عاشت معه في حلمها فاحبته من وهي صغيرة ولكن عندما أصبح لها صدمت من الواقع الأليم الذي عاشته معه فماذا سيحدث هل سيظل هذا واقعها ام سيتغير ويحبها لتعيش حلمها...