في اليوم التالي خرج يوسف من منزله الي النادي على أمل مقابلة صافي بعد معرفته موعد ذهابها الدائم للنادي واخذ يبحث عنها دون جدوى ليجد نفسه عند حمام السباحة ويرى يزن ويزيد وهما مع مدربهم وزملائهما للسباحة حول الحمام فابتسم وجلس بعد فقده امل ايجادها واخذ يشاهد الطفلين وهما يؤدوا التمرينات مع زملائهما ثم نزلا الي الماء للسباحة اقترب منه مصطفى وقال :الهانم ماجاتش النهاردة معاليك. فزفر بضيق وقال :ماشي يا مصطفى استناني شوية وجاي. مصطفى :انا حقعد مع معاليك على الطربيظة اللي جانبك هنا. فهز يوسف رأسه حين جلس مصطفى على الطاولة المجاورة لطاولته بينما هو اخذ يشاهد الطفلين مرة أخرى صعد الطفلين من حمام السباحة بعد فترة حوالي الربع ساعه لتقترب منهما مربيتهما هند وهي تحمل منشفتين وأخذت تجففهما كل واحد بواحدة بكل حرص ليلتفت أحدهما ويرى يوسف فابتسم يوسف وأشار بيده ليختبأ الطفل خلف هند فعلم يوسف انه يزيد حين لمحه الاخر وهو يزن فابتسم وأشار له وهو يجري اليه فشعر يوسف بالخوف عليه ليقع فوقف وأسرع لمقابلته وبالفعل كاد يزن ان يقع حين تعثر في من شفته التي تدلت تحت قدمه ولكن يوسف كان اسرع فالتقطه قبل أن يقع وضمه اليه بشوق وقال :بالراحة كنت حتقع وتتعور. فضحك الطفل ببرائة وقال :كنت عايز اشوفك وافتكرت ما شوفتني. يوسف وهو يبعده عنه قليلا ولكنه مازال يحمله: ازاي ما شوفتش بقى ده انت حتى وحشني قوي. يزن بسعادة :بجد وحشتك؟ يوسف :كتير هي هند ما قلتش لك اني شوفت اخوك وافتكرته انت بس هو بقى خاف مني وفضحني وقعد يصرخ. يزن :ما عاش هو بس بيخاف ومش بيحب الناس الغريبة. يوسف :طيب وانت مش كده ليه؟ يزن: كده وخلاص حتى ماما دايما تزعل مني. يوسف :طيب ما انت غلطان لازم تاخد بالك لحسن حد مش كويس يقابلك. يزن :ماما دايما تقول لي كده. انزله يوسف وقال :لازم تسمع كلام ماما. يزن :يعني ما كلمكش؟ فضحك يوسف وقال :لاء انا استثناء. يزن باستغراب :يعني ايه؟ يوسف :يعني ما تكلمش حد غيري. سمعوا هند تنادي على يزن فقال :حروح بقى يا عمو. يوسف :حشوفك تاني امتى؟ يزن :احنا بنتدرب كل يوم ممكن نشوف بعض بكرة. فابتسم يوسف وقال :ماشي بس حاول كده مع يزيد عشان نتصاحب كمان. يزن :حاضر باي. يوسف :باي. فتركه يزن ومشي الي حيث أخيه ومريته لتساعده لارتداء ملابسه كما فعلت مع أخيه حين اقترب مصطفى من يوسف وقال : يلا معاليك. فنظر له يوسف وقال :يلا بينا. وذهب يوسف وخلفه مصطفى.
جلست صافي على مكتبها تتفحص ملفات أمامها حين سمعت طرق على الباب فقالت :ادخل. فلم يدخل احد وسمعت الطرق مرة أخرى فقالت :ادخل. فلم يدخل احد وطرق مرة أخرى فنظرت بغضب وقالت :ادخل. فوقفت واقترب من الباب وفتحته بغضب وقالت :هو ده مكان لعب. صدمت صافي من الواقف أمامها تضحك لقد افتقدتها كثيرا لتضمها سلمي وقالت :وحشتيني. فابتسمت صافي وقالت وهي تضمها اكثر: عمرك ما حتعقلي. ابتعدت عنها سلمي قليلا وقالت :كفاية انت عاقلة. فجذبتها صافي من يدها وهي تهز رأسها على طفولة شقيقتها التي تذكرها بنفسها زمان وقالت؛ ايه اللي جابك؟ فجلست سلمي وقالت باستنكار 😕: ياساتر يارب بدل ما تقولي حمد الله على السلامة ولاحاجة؟ ده انت صعبة. ضحكت صافي وقالت بعد أن جلست على مكتبها :حمدلله على السلامه يا اختي. سلمي بسخرية :الله يسلمك يا اختي. فهزت صافي رأسها وقالت :ايه اللي رجعك؟ فتنهدت سلمي وقالت: ماشي يا ستي اللي رجعني انكم وحشتوني و كمان خلصت شغلي. صافي بجدية: وهو الشغل بيخلص ياهانم؟ سلمي بضيق :ياساتر يارب انت ايه؟ بقول لك وحشتوني. فابتسمت صافي وقالت :وانت اكتر. سلمي 😒:ياباي منك الواحد لازم يسحب الكلام منك. فضحكت صافي وهي تنظر إلى الملفات التي أمامها فقالت سلمي وهي تضع قدم فوق الاخري: يلا اطلبي لي الكابتشينو بتاعي. فهزت صافي رأسها ثم رفعت سماعة الهاتف الداخلي ووضعتها على اذنها وقالت :سوسن هاتي كابتشينو لسلمى وقهوة ليا. ثم وضعت السماعة مرة أخرى فقالت سلمي بتردد: اخبارك انت ويوسف ايه؟ فنظرت لها صافي بحدة وقالت: سلمي وبعدين معاكي انسى الكلام ده انا وهو خلاص انتهينا مافيش حاجه بينا. سلمي :بس هو بيحبك وانت كمان لسه بتحبيه. فصاحت صافي بغضب: وبعدين انتهينا. فصمتت سلمي حين فتح الباب ودخلت سوسن وخلفها عامل الكافيه وهو يحمل المشروبات ووضعها على المكتب أمامهم ثم انصرف حين قالت سوسن :فيه بوكيه ورد برى لحضرتك يافندم. صافي باستغراب :من مين؟ سوسن :العامل اللي جابه ما يعرفش. صافي :اوكي دخليه. فهزت رأسها ثم انصرفت فقالت صافي :يلا اشربي عشان نروح. فامسكت سلمي الكوب ورشفت منه قليلا حين عادت سوسن وهي تحمل باقة من الورد الجوري الأحمر رائعة الجمال انشرح لها قلب صافي بينما شهقت سلمي باعجاب وقدمت سوسن الباقة لصافي التي تلقاها منها بسعادة وتنشقت عبيرها بعمق فهي عشقها الأول الزهور وشعرت سلمي للحظة ان شقيقتها عادت لطباعها السابقة في تلك اللحظة انصرفت سوسن بسعادة لحال مديرتها العزيزة على قلبها حين قالت صافي وهي تضمها :جميلة قوي. سلمي :اممم مافيش كارت او حاجة؟ فنظرت صافي الي الباقة لتجد بطاقة 🎴 كبيرة ملفوفة بعناية مع الزهور فقالت :ده فيه كارت. سلمي :طيب طلعيه اكيد حتعرفي مين اللي بعتها. وضعت الباقة على المكتب و أخرجت صافي البطاقة وهي تقول : حيكون مين يعني؟ اكيد عبدالرحمن او فيصل هما اللي دايما يبعتوا لي ورد. نجحت صافي بإخراج البطاقة وفتحتها لتجحظ عينيها😲 ثم اغلقتها حين قالت سلمي: هاه من مين؟ فلم ترد عليها صافي فقالت سلمي :صافي فيه ايه؟ فلم تجيبها فمدت سلمي يدها لتأخذ البطاقة من يدها فتشبثت بها صافي ونظرت لسلمى وقلت :انت مش كنت ماشية؟ سلمي باستغراب :فيه ايه يا صافي؟ صافي :مافيش قومي اسبقيني انت على البيت وانا حخلص شوية شغل كده واحصلك. سلمي :طيب الكارت فيه ايه؟ صافي :مافيش. سلمي : طيب مين اللي بعته؟ فوضعت صافي البطاقة في درج المكتب وقالت :حاجة ما. تخصكيش يلا قومي امشي. فابتسمت سلمي بخبث وقالت :بقى كده بتطرديني عشان الحبيب المجهول؟ صافي :وبعدين ياسلمي؟ سلمي :اوكي اوك انا حمشي وحسيبك مع جواب حبيب القلب. فامسكت صافي تحفة صغيرة وكادت ان تقذف بها سلمي التي أسرعت تركض خارج المكتب لتبتسم صافي وتضع التحفة على المكتب ثم أخرجت البطاقه من الدرج وفتحتها لتقرأ. :إنّي عشِقْتُكِ.. واتَّخذْتُ قَرَاري فلِمَنْ أُقدِّمُ – يا تُرى – أَعْذَاري. لا سلطةً في الحُبِّ.. تعلو سُلْطتي. فالرأيُ رأيي.. والخيارُ خِياري. هذه أحاسيسي.. فلا تتدخَّلي. أرجوكِ، بين البَحْرِ والبَحَّارِ.. ظلِّي على أرض الحياد.. فإنَّني سأزيدُ إصراراً على إصرارِ. ماذا أَخافُ؟ أنا الشّرائعُ كلُّها.وأنا المحيطُ.. وأنتِ من أنهاري. وأنا النّساءُ، جَعَلْتُهُنَّ خواتماً بأصابعي.. وكواكباً خَلِّيكِ صامتةً.. ولا تتكلَّمي فأنا أُديرُ مع النّساء حواري. وأنا الذي أُعطي مراسيمَ الهوى للواقفاتِ أمامَ باب مَزاري وأنا أُرتِّبُ دولتي.. وخرائطي وأنا الذي أختارُ لونَ بحاري. وانا اقرر من سيدخل جنتي وانا اقرر من سيدخل ناري أنا في الهوى مُتَحكِّمٌ.. متسلِّطٌ في كلِّ عِشْقِ نَكْهةُ اسْتِعمارِ. فاسْتَسْلِمي لإرادتي ومشيتي واسْتقبِلي بطفولةٍ أمطاري.. إنْ كانَ عندي ما أقولُ.. فإنَّني سأقولُهُ للواحدِ القهَّارِ…. عَيْنَاكِ وَحْدَهُما هُمَا شَرْعيَّتي مراكبي، وصديقَتَا أسْفَاري. إنْ كانَ لي وَطَنٌ.. فوجهُكِ موطني أو كانَ لي دارٌ.. فحبُّكِ داري. مَنْ ذا يُحاسبني عليكِ.. وأنتِ لي هِبَةُ السماء.. ونِعْمةُ الأقدارِ؟. مَنْ ذا يُحاسبني على ما في دمي مِنْ لُؤلُؤٍ.. وزُمُرُّدٍ.. ومَحَارِ؟. أَيُناقِشُونَ الدّيكَ في ألوانِهِ ؟ وشقائقَ النُعْمانِ في نَوَّارِ؟. يا أنتِ.. يا سُلْطَانتي، ومليكتي يا كوكبي البحريَّ.. يا عَشْتَاري. إنّي أُحبُّكِ.. دونَ أيِّ تحفُّظٍ وأعيشُ فيكِ ولادتي.. ودماري. إنّي اقْتَرَفْتُكِ.. عامداً مُتَعمِّداً إنْ كنتِ عاراً.. يا لروعةِ عاري. ماذا أخافُ؟ ومَنْ أخافُ؟ أنا الذي نامَ الزّمانُ على صدى أوتاري. وأنا مفاتيحُ القصيدةِ في يدي من قبل بَشَّارٍ.. ومن مِهْيَارِ. وأنا جعلتُ الشِعْرَ خُبزاً ساخناً وجعلتُهُ ثَمَراً على الأشجار. سافرتُ في بَحْرِ النساءِ.. ولم أزَلْ– من يومِهَا – مقطوعةً أخباري.. يا غابةً تمشي على أقدمها وتَرُشُّني يقُرُنْفُلٍ وبَهَارِ. شَفَتاكِ تشتعلانِ مثلَ فضيحةٍ والنّاهدانِ بحالة استِنْفَارِ. وعَلاقتي بهما تَظَلُّ حميمةً كَعَلاقةِ الثُوَّارِ بالثُوَّارِ.. فَتشَرَّفي بهوايَ كلَّ دقيقة وتباركي بجداولي وبِذَاري. أنا جيّدٌ جدّاً.. إذا أحْبَبْتِني فتعلَّمي أن تفهمي أطواري.. مَنْ ذا يُقَاضيني؟ وأنتِ قضيَّتي ورفيقُ أحلامي، وضوءُ نَهَاري. مَنْ ذا يهدِّدُني؟ وأنتِ حَضَارتي وثَقَافتي، وكِتابتي، ومَنَاري.. إنِّي اسْتَقَلْتُ من القبائل كُلِّها وتركتُ خلفي خَيْمَتي وغُبَاري. هُمْ يرفُضُونَ طُفُولتي.. ونُبُوءَتي وأنا رفضتُ مدائنَ الفُخَّار. كل القبائل لا تريد نساءَها ان يكتشفْنَ الحب في أشعاري كل السلاطين الذين عرفتهم قطعوا يدي وصادروا اشعار لكنَّني قاتَلْتُهُمْ.. وقَتَلْتُهُمْ ومررتُ بالتاريخ كالإعصارِ.. أَسْقَطْتُ بالكلمَاتِ ألفَ خليفة..وحفرت بالكلمات ألف جدار. أَصَغيرتي.. إنَّ السفينةَ أَبْحَرتْ فَتَكَوَّمي كَحَمَامةٍ بجواري. ما عادَ يَنْفعُكِ البُكَاءُ ولا الأسى فلقد عشِقْتُكِ.. واتَّخَذْتُ قراري. امضاء يوسف (عارفة ان القصيدة طويلة بس عجبتني فقلت اشاركها معاكم) منقولة
اغلقت البطاقة وابتسمت بخجل وضمها لصدرها واغمضت عينيها قليلا ولكنها أدركت ما تفعل انها سعيدة بباقة زهور وبطاقته لاتشعر بالغضب من نفسها حين رن هاتفها برقم غريب ففتحته ووضعته على اذنها وقالت :الو مين؟ رد يوسف وهو يقف أمام النافذة :عجبك الورد؟ صافي بحدة :بارد زي اللي بعته. فضحك وقال: يبقى عجبك. صافي :جدا عشان كدا رميته في الزبالة. يوسف :فداكي الورد وصاحب الورد والمحل كله. ظهر شبح ابتسامة على شفتيها ولكن سرعان ما إزالتها وقالت :ودلوقتي عايز ايه؟ يوسف بهيام: وحشتيني. شعرت صافي بحبه من كلمته فادمعت عينيها ولم تجيب عليه فقال: صفية انت معيا؟ حاولت جاهدة تمالك نفسها وقالت :مستنية تكمل تفهاتك. شعر بمشاعرها التي حاولت اخفائها فابتسم بألم على حالهما فهو يحبها ويعلم بحبها له فاسند جبهته الي زجاج النافذة وصرخ بألم :اااااه. هبت صافي واقفة بفزع من صرخته وقالت وهي تبكي :يوسف انت كويس فيك ايه؟ فلم يرد عليها فقالت وهي تشهق :يوسف حبيبي ارجوك رد عليا ما تعملي فيا كده ارجوك. شعر بألم قوي في صدره يذبحه ويضعفه ولكنه شعر بالسعادة من لهفتها وبكائها عليه فابتسم وهو يتماسك وقال :عرفتي انك لسه بتحبيني؟ شعرت صافي بأنه كان يسخر من مشاعرها اتغيرت تعبيرات وجهها وكشرت وقالت :انت كنت بتضحك عليا؟ فلم يرد عليها فقالت بغضب :انا بكرهك سمعت بكرهك. يوسف بحب: كدابة انت بتحبيني زي ما بحبك. صافي :بكرهك. يوسف :سبع سنين ولسه بتحبيني. صافي وهي تبكي :بكرهك. يوسف ودموعه على خده :عارف اني ظلمتك بس اقسم لك من يوم ما سيبتك وانا ما شوفت يوم حلو. اخذت تبكي وتشهق ولم تستطع الرد عليه فاكمل :سامحيني سامحي الغبي اللي حبتيه بس هو كان غبي وما حافظش عليكي لكن صدقيني بحبك وعمري ما حبيت غيرك ولاححب. اغلقت الهاتف وقذفته على المكتب ثم جلست وهي تبكي بألم ثم نظرت الي باقة الزهور بغضب ووقفت وحملتها ورفعت يديها للأعلى بها وكادت ان تقذف بها أرضا ولكنها توقفت وبكت اكثر ونزلت يدها لتجلس أرضا وضمت الباقة الي صدرها وهي تبكي ودموعها تنزل على وجهها كالبحر وجدها يهتز من انفعالاتها بينما على الجهة الأخرى مازال مكانه أمام النافذة واشتد المه ليسند جبهته على النافذة ودمعته على خده ليسقط من يده الهاتف والتف ليسند على اي شيء ولكن المه الخبيث الذي هاجمه وهو يحدث ها كان أقوى منه لذلك خارت قواه وخار جسده وانهار ليسقط أرضا ولكن لحقه مصطفى قبل أن يسقط وامسكه وهو قد فقد وعيه وصاح بأحد الحرس وقال :اطلب إسعاف بسرعة. وبالفعل اسرع للاتصال بالاسعاف التي حضرت وحملت يوسف الفاقد الوعي الي المستشفى وكان معه مصطفى فقط ولم يخبر احد حتى عبدالرحمن ووصلت الإسعاف الي المستشفى واسرعوا الطاقم الطبي وحمله الي الطوارئ لإسعافه و في الخارج وقف مصطفى ينتظر خروج احد للاطمئنان على يوسف وحالته
ترى ماذا اصاب يوسف ولما لم يبلغ مصطفى احد من عائلته؟
نهاية البارت الحادي والثلاثون
![](https://img.wattpad.com/cover/199887408-288-k893782.jpg)
أنت تقرأ
لست بقربي.......... لكنك في اعماقي
Storie d'amoreمقدمة نعيش في الأحلام الوردية بعيدا عن الواقع وهي كذلك احبته وكان بالنسبة لها حلم بعيد ومع ذلك عاشت معه في حلمها فاحبته من وهي صغيرة ولكن عندما أصبح لها صدمت من الواقع الأليم الذي عاشته معه فماذا سيحدث هل سيظل هذا واقعها ام سيتغير ويحبها لتعيش حلمها...