اخذ يوسف يتحرك في غرفته بغضب وهو يتخيل صافي أمامه تتزوج من عبدالرحمن وتعيش معه بسعادة وتقدم له ما يظنه حقه هو فهو أحق بحبها وحنانها من اي شخص آخر كما أن وجود الطفلين بينهما يعطيه الحق الأكبر بها والذي لن يتنازل عنه مطلقا فقال بغضب :يستحيل اسيبك تكوني لحد غيري انت ملكي انا وحقي مش بعد صبري طول الفترة دي ولفي الدنيا عشان القيكي تضيعي من ايدي وافرط فيكي لتاني مرة. نظر الي المرأة واشتعلت عينيه وقال وهو يصر على اسنانه: ححارب العالم كله لحد ما ترجعي لي حتى لو كنتي انتي. ثم التفت خلفه الي الكمود بجانب السرير حيث وضع هاتفه وأسرع اليه ليطلب رقم مصطفى وانتظر قليلا حتى اتاه صوته الناعس فقال له: مصطفى بكرة الساعة ١استاذ عادل المحامي يكون عندي في البيت. مصطفى بصوته الناعس وهو يحاول فتح عينيه اكثر :حاضر يا فندم بس هو حضرتك مش جاي الشركة؟ يوسف :لاء حروح اجيب الولاد الصبح وارجع الفيلا عشان الولاد يتعرفوا على جدتهما ومش حخرج تاني خد لي معه ميعاد ولازم يكون عندي بكرة. مصطفى :امر معاليك. فأغلق يوسف الهاتف دون سلام ولكن مصطفى لم يعلق فما جعل مديره يحدثه في هذا الوقت شئ كبير بالتأكيد لذلك عاد الي النوم مرة أخرى وفي الصباح نهض يوسف من نومه القلق بعد أن نام ما لم يتعدا الساعات القليلة وفعل روتينيه اليومي باهمال فهو لا يريد اليوم ان يقابل صافي حتى لا يفرغ غضبه بها من موافقتها على الزواج من عبدالرحمن ارتدا ملابسه وادي فريضته ثم نزل لتقابله والدته أسفل السلم وقالت له :صباح الخير يا قلبي. يوسف وهو يعدل من بذته :صباح النور يا ماما. سوزان :حالا يكون فطارك جاهز. يوسف :لا يا ماما مش حفطر عندي ضيوف على الفطار. سوزان باستغراب :ضيوف مين يا حبيبي؟ هو حد بيزور حد على الفطار؟ يوسف :ايوا يا ماما لما يكونوا من العيلة واقرب كمان. سوزان بعدم فهم: مش فاهمة حاجة يا يوسف. يوسف وهو يبتسم :اول ما ارجع حتفهمي كل حاجة. سوزان :انت خارج مش بتقول عندك ضيوف؟ يوسف :ما هو انا حروح اجيبهم بعد اذنك. ثم تركها في حيرتها ومشي وقفت قليلا حتى اتتها فكرة اشعرتها بالسعادة فقالت: معقولة يوسف يكون بيحب وحيتجوز اكيد اومال مين اللي حيجيبهم وعرفنا بيهم اكيد. اقترب منها عبدالرحمن وقال: ماما انت بتكلمي نفسك؟ فالتفتت له بحدة وقالت: خليك في نفسك وفي هبلك اللي انت فيه. ثم تركته وذهبت ليبتسم هو ويهز رأسه بسعادة. اعدت صافي طفليها وجهزتهما استعدادا للذهاب مع والدهما كانت تشعر بالخوف من تعلقهما به بينما هناك شعور قوي بداخلها بالسعادة من أجله ما لتعرفهما على والدهما فهو رغم عيوبه الا انها تعرف حيدا انه سيحافظ عليهما ولن يسمح لاحد ان يظلمهما او يضايقهما قطع عليها افكارها دخول سلمي عليها وقالت :خلاص جهزوا زمان ابوهما على وصول؟ فقبلت صافي وجنت كلا منهما وهي تبتسم وقالت :حبايبي جهزوا حيكونوا مؤدبين مش عايزة شقاوة وحركة كتير عشان ما يقولوش عليكم مش كويسين اوكي. فردا الطفلين معا وقالا: اوكي يا مامي. طرق الباب فقالت سلمي :ادخل. ففتح الباب وظهرت الخادمة رانيا وقالت: الست الكبيرة بتبلغ حضرتك أن يوسف بيه وصل تحت. صافي بجمود: اوكي يا رانيا احنا نازلين. فتركتهم رانيا وذهبت شعرت صافي بتوتر يزيد تحت يدها بعد سماعه بوصول يوسف فقالت لسلمي: يلا يا سلمى خدي يزن وانزل وانا حجيب يزيد وانزل وراكي. فابتسمت سلمي ومدت يدها ليزن وقالت بطفولة: أوكي يلا يا زينوووووا. فامسكها يزن بسعادة وذهب معها بينما ضمت هي يزيد الي صدرها وقالت :ايه اللي مزعلك مش عايز تروح معه؟ فهز الطفل رأسه بنفي على صدرها فابعدته قليلا عن صدرها وقالت :كل ده عشان بابا كان مش معنا صدقني انا السبب في بعده عننا عشان كدا لو لازم تزعل من حد يبقى مني انا لاني انا اللي سيبت بابا مش هو. الطفل باستغراب : ازاي يامامي؟ صافي بالم: كنت زعلانة مع بابا وخفت يأخذكم مني فسيبته انا وانتما معيا وهو لسه عارف انكم موجودين قريب. يزيد: يعني احنا اللي سيبنا بابا مش هو اللي سابنا؟ صافي :ايوا يا حبيبي. فنظر الطفل الي الاسفل فابتلعت ريقها بغصة وقالت: زعلان من ماما يازيزوا؟ فلم يتلقى رد منه فقالت وقد نزلت دموعها على خدها :مش حتكلم مامي تاني؟ رفع يزيد رأسه ورأي دموعها فحزن لحزنها ورمى نفسه بين ذراعيها واخذ يبكي وقال :انا بحبك اوي يا ماما. فضمته الي صدرها أكثر وقالت: وانا بموت فيك يا قلبي ربنا يخليك ليا انت واخوك. في الأسفل جلس يوسف وهو يضم اليه يزن وجلست معه صفية وسلمي حين قالت صفية :تشرب ايه يا ابني؟ يوسف :ولا اي حاجة يا طنط انا مستني الولاد افطر معهما. صفية :خلاص يبقى نفطر كلنا سوا. تمنى يوسف ان يجتمع معهم كعائلة للطعام ولكنه يعلم جيدا ان صافي لن تجلس معه فابتسم وقال: انا اسف سامحني بس مش حقدر انا حخد الولاد وافطر مع ماما وجدتي. صفية :وماله يا ابني ربنا يخليك ليهم ويبارك فيك. يوسف :ربنا يخليكي. ثم نظر الي سلمي وقال :هو يزيد كل ده ما جهزش؟ سلمي :صافي معه وحين ل حالا. فابتسم يوسف وهز رأسه هو يعلم بمشاعر طفله الثاني له ولكنه سيعمل على تغييرها وكسبه لا يستطيع أن يطلب من صافي ان تساعده فهو يحتاج من يساعده معها ولكنه عاد الان لعائلته ولن يتركها مهما حدث قطع عليه أفكاره صوت سلمي وهي تقول :اهو يزيد نزل اهو. فنظر الي السلم ليجد يزيد ينزله واقترب منه بتردد ثم امسك يد يوسف تحت نظرات الاستغراب من الجميع وقبلها وقال :حمد الله على السلامة يا بابا. شعر يوسف بالصدمة من فعل طفله فانزل يزن عن قدمه وإنحني على ركبته بجانب طفله وضم وجهه بين كفيه واخذ يقبله في جميع أنحاء وجهه بنهم ثم ضمه اليه بسعادة بينما ابتسم الجميع فنظر يوسف الي يزن فوجد علامات الضيق على وجهه فابتسم ومد يده وخطفه الي احضانه مع أخيه وضمها اليه اكثر رفع عينيه لينظر أعلى السلم ليجد صافي تقف بجمود وهي تكتف يديها أمام صدرها ابتسم بشكرا ونظرته ترسل لها امتنانه يعلم أن تغير طفله لم يأتي من فراغ فهي صاحبة الفضل في ذلك لم تبدي اي تغير علي وجهها يعلم أن ما فعله بها جرحها والمها لانه لم يدافع عنها حين كانت زوجته ولكنه لن يفرط بها الان ويدافع عنها أمام الجميع لتعود الي احضانه مرة أخرى تركتهم صافي على وضعهم وذهبت فاغمض عينيه وضم طفليها اليه اكثر وهو يشتم رائحتها بهما وبتخيلها هي بين احضانه دخلت غرفتها وجلست على السرير وأخذت تتذكر مشهدهم وهم معا ابتسمت بسعادة ولكن سرعان ما تبدلت ملامحها للحزن حين تذكرت انها قد تخسرهما وياخذهما يوسف منها. اخذت سوزان تعد المائدة بنشاط وهي مسرور من عروسة ابنها القادمة على ما تظن وأخذت تشير الي الخدم لإعداد الإفطار حين حضرت قسم ومعها فاطمة التي تدفع لها الكرسي المتحرك وحين رأيا وضع سوزان قالت قسم :ايه نشاط كله سوزان. فالتفتت لها سوزان وقالت :طبعا ابني حبيبي عنده ضيوف مهمين لازم اجهز له احسن حاجة عشان اشرفه. قطع عليهما حديثهم صوت سيارة فقالت سوزان بسعادة: يوسف وصل هو وضيوفه. ثم انطلقت الي باب الفيلا وذهبت خلفها قسم وفاطمة ليفتح الباب وظهر منه يوسف فاقتربت منه سوزان وقالت :حمد الله على السلامة يا قلبي فين ضيوفك؟ فابتسم يوسف وابتعد من أمامها قليلا ليظهر أمامهم الطفلين ابتسمت قسم بسعادة عندما رأتهما لأنها تعرف من هما وتعلم بأمر إتمام حمل صافي وامدها عبدالرحمن دائما بصورهم بمختلف مراحل حياتهما بينما ابتسمت سوزان باستغراب وقالت وهي تقترب منهما وتعبث بشعرهما :مين دول يا يوسف القمرين دول؟ يوسف وهو يبتسم :القمرين دول اكتر ناس بتتمنيهم في حياتك. سوزان باستغراب :مش فاهمة. يوسف :ايه اكتر حاجة بتتمنيهم في الدنيا؟ فابتسمت سوزان وقالت :اني اشوفك متجوز واشوف ولادك. يوسف :بالظبط هو ده حلمة. سوزان وهي تهز رأسها بانكار: مش ممكن تقصد ايه؟ فانحني يوسف وجلس على ركبتيه بجانبهما وضمها اليه ووجهه يتوسط وجهيهما وقال: ايه مش شايفة الشبه اللي بينا؟ لاحظت سوزان ان ملامح الطفلين تشبه ملامح يوسف كثيرا فقالت بانكار: مش ممكن تقصد أن دول يبقوا....... ثم صمتت فقال وهو يبتسم :يزن ويزيد يوسف حسين الجوهري ولادي. صدمت سوزان من كلماته وقالت بانكار :مش ممكن اللي انت بتقوله ده ولادك من مين؟ يوسف بفخر: ولادي من الوحيدة اللي حبيتها في حياتي واللي بكرة ترجع لي وتجمع عيلتنا مرة تانية. شعرت سوزان بالغضب وهي ترى صافي صغيرة في كلا الطفلين وقالت :انت اكيد غلطان الولاد دول يستحيل يكونوا ولادك ديه اكيد جابت ولدين من اي داهية وعايزة تنسبهم لك. شعر يوسف بالغضب من كلامها وشعر من انتفاض الطفلين بخوفهما من صراخ سوزان فوقف وامسك سوزان من ذراعها واخذها بعيدا عن الطفلين بينما قالت قسم بضيق من كلام سوزان :لا حول ولا قوة الا بالله روح فاطمة هات ولاد عندي هنا الله يسامحه سوزان رعب ولاد بصراخ اخذ يوسف والدته وذهب بعيدا عن أطفاله وأخذت تقاومه وقالت له: سيب ايدي. ثم نفضتها منه فقال بحدة :ايه اللي انت بتقوليه ده دول ولادي. سوزان بغضب :انت اكيد اتجننت البنت ديه عاملة لك ايه عشان بعد سنين من طلاقكما تيجي تقول لك ان دول ولادك وتصدقها. يوسف :دول ولادي ولو مش مصدقه اسألي ابنك هو كان معها خطوة بخطوة في حملها لحد ماولدت. سوزان :مش ممكن الولاد دول مش ولادك. يوسف بغضب :بس بقى انا خجلان من نفسي وانا بقول لك ان اخويا كان مع مراتي في حملها وولادتها. ثم اكمل وقد ادمعت عينيه :وانا بسببك اتحرمت من كل الاحاسيس الحلوة اللي كنت ممكن اعيشها مع مراتي وولادي بس انا يستحيل اسيبك تحرميني من ولادي تاني لان دول ولادي وان شاء الله هي كمان حترجع لي بالزوق او بالعافية غصب عن الكل حتى لو هي نفسها بلاش تخسريني دول ولادي من دمي ولحمي احفادك لو مش عايزاهما ابعدي عنهما بلاش تظلميهما عشان حتخسريني. ثم تركها وذهب ليجد أولاده جالسان مع جدته وهي تحاول معهما ليخرجا من حالة الخوف التي تملكتهم من صراخ سوزان فاغتصب ابتسامة وقال وهو يقترب من طفليه: ايه يا حبايبي مالكم مش يلا نفطر ولا ايه؟ فقال يزن بخوف: بابا هو تيته زعلانة مننا؟ يوسف :لا يا حبيبي هي زعلانه مني انا لاني ما قلتش لها عليكما قبل كده. قال يزيد بغضب :انا عايز اروح لماما. تنهد يوسف بضيق ثم ابتسم وانحني ليقترب منهما ويطمنهما وقال :احنا مش اتفقنا نقضي النهاردة سوا ليه عايزين تسيبوني وترجعوا. فلم يردا عليه فابتسم وقبل رأس كل واحد منهما ثم نظر الي فاطمة وقال لها :دادة فاطمة يلا حضري الفطار عشان حنفطر مع الحلوين. فابتسمت فاطمة وقالت: من عنيا للحلوين وابو الحلوين. ثم تركتهم وذهبت حين حضر عبدالرحمن وهو يبتسم وقال: ايه النور ده ولادي الحلوين هنا. فنظر له يوسف بغضب فقال عبدالرحمن وهو يقترب من الطفلين ليقبلهما :ايه ولادي بحكم ما سيكون لما اتجوز صافي. ابتسم يزيد وقال :ازايك يا عمو وحشتنا. عبدالرحمن :وانتما اكتر يا حبيبي وماما كمان وحشتني جدا. فقال يوسف وهو يصر على أسنانه بغضب :ايه اللي انت بتقوله ده؟ عبدالرحمن بسماجة: اللي حيحصل مش خطيبتي. فقالت قسم حتى تمنعهم من الخناق: عبدالرحمن ايه كلام ده بس عيب. عبدالرحمن ببرود: انا ماشي اكيد حعدي على خطيبتي يلا باي. ثم طبع قبلة على رأس الولدين وقال: يلا حبايبي باي. ثم تركهم وذهب فتنهد يوسف بضيق ثم اغتصب ابتسامة. اخذت تتحرك بقلق في غرفتها وهي تشعر بالتوتر والخوف منذ ذهبوا معه وهي لم تستطيع أن تهدأ فقالت بضيق :لاء انا مش حقدر استنى كده ثم اخذت سترتها وارتدت ها ونظرت الي المرأة لتتأكد من وضع حجابها ثم أمسكت حقيبة يدها وخرجت من الغرفة جلست صفية وهي تقرأ في القرآن وجلست بجانبها سلمي وهي تعبث بهاتفها حين نزلت صافي السلم فنظرتا لها وقالت صفية: رايحة فين يا بنتي؟ فنظرت صافي لها وقالت بضيق :مش قادره اقعد كده حاسة انهما بقى لهما سنة بعيد عني. سلمي بالصدمة :حتروحي تجيبهم؟ صافي بضيق :اجيبهم ايه انت كمان حروح الشركة اهوه اضيع الوقت يلا بعد اذنكم. ثم تركتهم وخرجت قضى يوسف الوقت مع أولاده وهو يحاول اسعادهما بعيدا عن والدته ومعه جدته وفاطمة التي سعدتا بوجود حفيديهما الغاليين تناولوا الإفطار ثم أخذهم ليلعبا في الحديقة ثم نزلا حمام السباحة بعد اصرارهم ورفض يوسف حتى خضع لهما وقسم تشاهدهما هي وفاطمة بينما ومن بعيد من خلف زجاج النافذة وقفت سوزان تشاهدهما وقلبها يقفذ من السعادة لرؤيتها لأحفادها من ابنها الغالي ولكن كون صافي هي امهما حرمها من الاقتراب منهما وذلك زاد حقدها على صافي اكثر مر الوقت ويوسف يستمتع مع طفليه وشعر ان منزله عادت اليه الروح التي فقدها عندما طلق صافي وستكتمل بعدتها اليه وهذا ما سيعمل عليه قريبا قطع عليه أفكاره اقتراب مصطفى منه وهمس في اذنه وقال :وصل معاليك. يوسف :اوكي خليك هنا عينك على الولاد وانا حروح له. مصطفى باحترام :امر معاليك. وقف يوسف وتركهم وذهب الي غرفة المكتب ودخل ليجد رجل يبدو عليه الدهاء والهيبة يجلس في الكرسي المقابل للمكتب التفت الي يوسف حين دخل اليه وابتسم ووقف الرجل فاقترب منه يوسف وقال :يعني لازم ابعت حد من رجالتي عشان اعرف اقابلك؟ الرجل :وانت حتقابل اي حد؟ يوسف وهو يبتسم :لاء طبعا استاذ عادل سيراج المحامي من أشهر محامين مصر. عادل :اشهرهم بعد اذنك. فضحك كلاهما حين ضموا بعضهما فقال عادل وهما يبتعد ان عن بعضهما :حمد الله على السلامة. يوسف :لسه فاكر ده انا بقى لي اكتر من ست شهور؟ عادل: وانت يعني كلفت نفسك زيارتي؟ يوسف :وانت كنت فاضي كل ما اسأل عليك اعرف انك مسافر في دولة شكل شغال رحالة سيادتك. فضحك عادل وقال: بتنق حضرتك بقى. يوسف وهو يشير له يجلس ويجلس في الكرسي المقابل له:لا يا سيدي انا عيني مليانة. فضحك عادل وهو يجلس أمامه وقال :اخبارك ايه؟ يوسف :الحمد لله تمام. قال عادل بجدية: خير طلبني ليه؟ يوسف : عرفت منين اني انا عايزك في موضوع؟ عادل بخبث: ما هو اكيد ان مش باعت جايبني بالأمر الجبري عشان وحشتك مثلا. فضحك يوسف وقال :عندك حق انا محتاج رأيك في موضوع حياة او موت بالنسبة لي. عادل بجدية :خير؟ يوسف : لو فيه واحد عايز يمنع طليقته من الجواز يعمل ايه؟ شعر عادل بالاندهاش من سؤال يوسف وقال :مش فاهم. يوسف : جاوبني بس. فتنهد عادل وقال :ما فيش اي سبب او حق له يحرمها من الجواز. يوسف بخيبة امل: طيب لو عايز ياخد منها ولاده يعمل ايه؟ عادل: بما انها حتتجوز يبقى من حقه حضانة الولاد. يوسف :واذا كان عايز ياخد منها الولاد عشان يمنعها من الجواز؟ عادل: من غير سبب يبقى مش من حقه الا اذا.... ثم صمت فقال يوسف :الا اذا ايه؟ عادل: كانت ست مش كويسة او يجيب ادلة انها مش كويسة بس زي ما فهمت انها انسانة كويسة والا ما كانش جوزها تمسك بيها. يوسف بقلة حيلة وهو يسند ظهره للكرسي: يغني ما فيش امل؟ عادل: طيب قول لي ايه الحكاية بالظبط وانا افيدك. يوسف وهو يتنهد بضيق: صفية مراتي رافضة ترجع لي وعايزة تتجوز عبدالرحمن. عادل: مدام صفية مراتك؟ يوسف :ايوا هي اللي انا طلقتها من سنين قبل ما اتجوز ديما. عادل: ايوا وهي عايزة تتجوز عبدالرحمن؟ يوسف :ايوا عشان كده عايز امنعها. فابتسم عادل فقال يوسف باستغراب :انت بتضحك؟ فقال عادل :واضح انك لسه ما تعرفش. يوسف باستغراب :اعرف ايه؟ عادل: مدام صفية ما تقدر تتجوز من عبدالرحمن ولا من غيره. يوسف باستغراب :يعني ايه مش فاهم ايه اللي يمنعها؟ بعد بعض الوقت خرج يوسف من الغرفة بغضب وذهب الي حيث طفليه يلعبان وقال لمصطفى :كلم الحراسة اللي على صفية شوفها فين؟ مصطفى :امر معاليك. ثم اخرج هاتفه ليجري مكالمة بينما جلس يوسف بجانب طفليه يطالعهما وهما يلعبان معا فابتسم وداعب شعرهما فنظرا له بابتسامة ثم عاودا اللعب حين عاد مصطفى وقال له :الهانم في الشركة يا فندم فهز يوسف رأسه ثم قال: حبايبي عمو مصطفى دلوقتي حيروحكم البيت شغل دلوقتي. يزيد: بس احنا لسه ما قعدنا معاك يا بابا؟ يوسف :ما علش يا حبيبي قريب قوي حتكونوا في حضني. ثم وقف وقال يحدث مصطفى : اول ما يطلبوا يروحوا خدهما ورواحهما. مصطفى :امر معاليك. تركه يوسف وذهب استقل سيارته الي شركة صافي والتي جلست مع مهندسي شركتها في اجتماع لمناقشة احد المشروعات الهامة وهم يعرضوا عليها أفكارهم وتصاميمهم وهي تعلق بالسالب والايجاب أبدت اعتراض على احد التصاميم لتعدد أخطائه فاخذ المهندس المصمم له ملفه واقترب من صافي لتحدد له سبب اعتراضها عليه كانت جالسة بينما هو وقف بجانبها وانحني ليقترب منها بينما هي تعرض له الأخطاء اخذ الشاب ينظر لها باعجاب شديد وهو يبتسم ولكنها لم تلاحظ تلك النظرات حين فتح الباب فجأة ودخل يوسف ليلتفت له الجميع في الغرفة بينما لم تلتفت صافي له فقد ظنت انه احد العاملين لديها واستمر المهندس الشاب بنظرات الإعجاب لها وهذا أشعل نار الغيرة في جسد يوسف واشتعلت غضبا من قربها من الشاب هكذا وكيف أنفاسه تلفح وجهها في حين انها لم تشعر بشئ من ما يشعر او لم تأخذ نظرات الشاب على محمل الجد فهي اعتادت على تلك النظرات من الرجال من ايام دراستها ثم عملها وقد تطورت هذه النظرات الي عروض كثيرة بالزواج ولكن قابلها الرفض منها اقترب منهما وهو يعصر قبضة يده بغضب وعينيه تقدح شرار ثم دفع المهندس الشاب والذي لاحظه حين وقف خلفه لتنظر له صافي بذهول ثم تمالك نفسها من الصدمة ووقفت وقالت بغضب :انت اتجننت؟ ايه اللي جابك هنا وازاي تدخل كده من غير اذني؟ ثم اخذت تنادي :يا أمن...... أمن يا سوسن اطلبي الأمن حالا. ولكن لا حياة لمن تنادي فنظرت له لتجده يبتسم بسخرية ثم تقدم وامسك يدها وجذبها اليه وهي تقاومه حاول المهندس الشاب ان يتصدى له وكانت النتيجه لكمة قوية من يوسف له في وجهه لتصرخ صافي برعب وذلك أشعل يوسف اكثر لظنه ان خافت عليه ساد الهرج والفضي بين الموظفين ولكن لم يحاول أحدهم التصدي ليوسف عقب ما حدث لزميله المعجب جذبتها يوسف من يدها أمامهم دون اعتراض من احد بينما هي تقاومه وتجذب يدها منه ولكن أين تأتي قوة غزالة أمام قوة الاسد خرج بها لتنظر حولها بزعر لتجد رجال يحاوطونهما لمنع اي احد من اعتراض طريقهما فقدت قوتها ولم تعد تشعر بقدمها من الزعر الذي تملكها وصلوا أمام سيارته المحطة برجاله ولكنها فقدت قوتها تماما ولم تعد قادرة على السير حتي وتشوشت الرؤية أمامها وبعد أن كانت تقاومه وتنزع يدها من يده اقتربت منه لتمسك بيدها الأخرى ذراعه لتستند عليه حتى لا تسقط تعجب وسط غضبه من تمسكها به فالتفت ليجدها تحاول أن تفتح عينيها بصعوبة وتقاوم السقوط فأسرع ليضمها اليه بفزع خوفا عليها ثم حملها حيث فتح له أحد رجاله باب السيارة ليضعها في الكرسي المجاور للسائق ثم لف ليركب مكان السائق وقال :ما حدش ييجي ورانا. ثم انطلق بسيارته ونظر إليها ليجدها فاقدة الوعي ولا تشعر بشئ شعر بالالم من أجلها ولكنه تذكر نظرات الإعجاب من ذلك الرجل لها والتي أشعلت نار الغيرة داخله وهي لم تعترض او تمنعه اخذ يحدث نفسه :معقولة كانت عجباها نظراته ليها؟ ثم هز رأسه لينفي تلك الفكرة التي كادت تقتله واخذ يضرب عجلة القيادة بيده في غضب فتحت عينيها لتشاهد تحرك الرؤية أمامها بسرعة اغمضت عينيها مرة أخرى وأخذت عدت أنفاس ثم تذكرت أخذه لها من الاجتماع فانتفضت في فزع لتجد نفسها في سيارته بجانبه فقالت بغضب :انت اتجننت؟ ازاي تخطفني كده؟ وازاي تخرجني من الاجتماع؟ يوسف بحدة :اسكتي خالص ما اسمعش صوتك مش كفاية اللي انت بتعمليه فيا كمان ادخل عليكي الاقي واحد بيسبلك وانت مبسوطة من كده. صافي بغضب :ايه بيسبلي ديه انت اكيد اتجننت وبعدين فرضنا ان ده حصل فأنت ايه دخلك بيا؟ يوسف وقد ازداد غضبه :لسه بتقوحي تقولي انا دخلي ايه؟ خلاص انا عرفت كل حاجة بطلي تمثيل. صافي بحدة :تمثيل ايه وعرفت ايه؟ بطل تحلم اذا كنت متصور اني لسه بحبك تبقي غلطان. فضحك يوسف ساخرا وقال: لسه بتمثلي بس حاضر لما نوصل انا حطلع كل اللي عملتيه فيا على جتتك. شعرت صافي بالخوف من تهديده ولكنها لم تظهر ذلك وأخذت تنظر حولها لتجد انهم على طريق صحراوي وبدأت المنازل تقل على الجانبي وقالت: نوصل فين انت موديني فين؟ لم تتلقى منه رد فنظرت له وقالت: رد عليا انا مش حروح معاك في حته. ولكنه تجاهلها تماما فحاولت فتح الباب ولكنه كان اسرع منها فسحبها اليه واغلق الباب وصفعها بقوة وغضب بعد أن صف السيارة على جانب الطريق بعد شعور الخوف الذي تملكه حين رأها تفتح الباب وكادت ان تقفز من السيارة وهي تمشي وقال :انت اتجننت؟ ولكنه لم يتلقى رد نظر لها ليجد دموعها تنزل من عينيها وهي تضع يدها على مكان صفعته ويبدو على وجهها الصدمة تنهد بألم وندم لصفعه لها فمد يده يضعها على كتفها وقال :صفية انا..... لم تدعه يكمل فنفضت يده بعيدا عنها فاغمض عينيه وعض على شفتيه بندم ثم تنهد وعاد لقيادة السيارة بعد أن تأكد من إغلاق السيارة تماما فلا تستطيع فتح الباب مجددا بينما هي ما زالت على صدمتها اخذ يقول بسخرية :نفسي اعرف ازاي قدرتم تخبوا عليا الموضوع ده طول الفترة دي من غير ما حد يقول لي انت وانا وعبدالرحمن لاء وانا من غبائي بجري وراكي في كل حته. لم تعرف صافي عن ماذا يتحدث ثم ظنت انه يتحدث عن سر وجود الطفلين ولكنها لم ترد عليه وصلت السيارة الي الفيلا التي ارسل لها عنوانها عندما اخذ طفليهما نظرت حولها لتتذكر هذه الفيلا جيدا فقالت بخوف :انت جايبني هنا ليه؟ لم يرد عليها واوقف السيارة أمام باب الفيلا ثم نزل من السيارة واغلق بابه ولف وفتح بابها ومد يده ليمسك ذراعها وانزلها من السيارة وهي تقاومه وتمسك بالمقعد حتى يحميها من ولكنه مد يده وحرر يدها من المقعد. وجذبها وهي تقول وتصرخ: سيبني سيبني عايزة ارجع لولادي سيبني حوديك في داهية وحسجنك. ولكن لا حياة لمن تنادي اخذت تضربه وتدفعه وبالفعل تحررت منه وكادت ان تهرب ولكنه امسكها مرة أخرى ورفعها على كتفه وهو يقول :اهدي انت ما بتتهديش؟ ثم اخرج مفتاحه وفتح به الباب ودخل وهي على كتفه تقاومه وتضرب بيدها وقدمها ثم قامت بعضه من كتفه فصرخ وانزلها بقوة لتسقط أرضا بشدة وتتأمل وهو يقول :يا بنت العضاضة. ووضع يده على كتفه ثم نظر لها ليجدها تجلس أرضا وتضع يديها على ظهرها مكان ما سقطت فاقترب منها بفزع وجلس على ركبتيه أمامها ووضع يده على كتفها وقال: صفية انت كويسة؟ فضربته على يده وقالت بغضب وهي تبكي :ابعد عني انا بكرهك. فهز رأسه وابتسم بألم وقال: بس انا بحبك انك بتحبيني زي ما انا بحبك. قالت بغضب :انت بتحلم انا بكرهك بكره....فقاطعها بان قام بتقبيل شفتيها فدفعته بيديها وصفعته على وجهه وهي ووقفت وهي تقول : ازاي تعمل كده يا حيوان؟ فوقف وامسك يدها بغضب وقال :لولا اني عايز ابدأ معاكي من جديد كنت زماني دفعتك تمن القلم ده غالي. ثم تركها وذهب ليغلق باب الفيلا بالمفتاح ثم ذهب إلى حيث يقع المطبخ دخل المطبخ ابتسم بسعادة وهو لا يصدق الخبر الذي سمعه من المحامي وتذكر ما حدث خلال لقائهما معا فلاش باك قال عادل :واضح انك لسه ما تعرفش. يوسف باستغراب :اعرف ايه؟ عادل: مدام صفية ما تقدر تتجوز من عبدالرحمن ولا من غيره. يوسف باستغراب :يعني ايه مش فاهم ايه اللي يمنعها؟ عادل وهو يبتسم بخبث: لأنها متجوزة. يوسف بحدة :ايه اللي انت بتقوله ده يعني ايه متجوزة؟ عادل وهو يبتسم :يعني مدام صفية اتجوزت لكن ما اطلقتش. يوسف بعدم فهم: يعني ايه؟ عادل: يعني ببساطة انت ومدام صفية لسه متجوزين؟ يوسف باستغراب :ازاي اللي انت بتقوله ده؟ عادل: زي ما انت سامع انت طلقت مدام صفية لكن ردتها لعصمتك. يوسف :تقصد لما ردتها في التليفون؟ عادل: بالظبط. يوسف :بس انت يومها بلغتني اني كدا ما ردتهاش وكمان هي كانت مش موافقة. عادل بخجل: الحقيقة ده كان طلب جدتك قسم هانم اني ابلغك بالكلام اللي قلته لك يومها لما كلمتني. يوسف بصدمة :يعني جدتي اللي طلبت منك تقول لي كده؟ عادل: بالظبط. يوسف :طيب ما انا عملت لعبدالرحمن توكيل عشان يكمل اجرائات الطلاق. عادل: صحيح بس عبدالرحمن ما طلقهاش لاء رجعها لعصمتك تاني رسمي بالتوكيل اللي معه. يوسف بصدمة :مش ممكن اللي انت بتقوله ده يعني كل الوقت ده كنت بحاول اردها لعصمتي وهي مراتي اصلا؟ فابتسم عادل وقال: هو اللي اعرفه كل ده كان بتدبير الهانم جدتك عشان تمنعك من انك تطلقها شكلها كانت عارفه انك حتندم. يوسف بسخرية :انا ندمت من يوم ما رميت عليها اليمين. عادل وهو يبتسم :يبقى المفروض ما تزعلش منهم بالعكس ديه خبر كويس. يوسف :ده احسن خبر في حياتي بس في حاجة صفية كانت عارفة انها لسه مراتي؟ عادل: الحقيقة مش عارف بس انتم المفروض بقى لكم حوالي سبع سنين منفصلين اكيد احتاجت قسيمة الطلاق في اي معاملات كمان اخوك عارف بديهي جدا أن المدام تكون عارفة هي كمان....................... باك عاد يوسف للواقع وهو يبتسم وقال :كل ده يا صفية بتضحكي عليا وتمثلي بس خلاص انا عرفت كل الأسرار اللي خبتيها عليا ويستحيل بعد ما اكتشفت انك لسه مراتي اسمح لك تبعدي عن حضني تاني. نهاية البارت التاسع والثلاثون
أنت تقرأ
لست بقربي.......... لكنك في اعماقي
Romanceمقدمة نعيش في الأحلام الوردية بعيدا عن الواقع وهي كذلك احبته وكان بالنسبة لها حلم بعيد ومع ذلك عاشت معه في حلمها فاحبته من وهي صغيرة ولكن عندما أصبح لها صدمت من الواقع الأليم الذي عاشته معه فماذا سيحدث هل سيظل هذا واقعها ام سيتغير ويحبها لتعيش حلمها...