نعود ليوسف وصدمته من صفية وهو يسمعها تتغزل في حبيبها وتقول :لالالالا عيب كده ما تبوسنيش انا دلوقتي ست متجوزة. اخذ يوسف يتنفس بصعوبة من خيانتها وكذبها عليه وهو يشعر بالنار تشتعل في جسده وتمني ان يرى الان ليقتلها ويقتله وكاد ان يخرج من موقفه ويقترب منهما حين سمع صوت فاروق يقول :الله انت يا صفية يا بنتي؟ فاستغرب يوسف
وقفت صفية أمام حظيرة سند وهي تضع يديها عليه والتفت لفاروق الذي وقف بجانبها حين رآها تقف وتحدث سند فقالت صفية وهي تبتسم :ازايك يا عم فاروق؟ اخبارك ايه؟ فاروق وهو يبتسم :الحمدلله انت اللي عاملة ايه يا بنتي؟ صفية :الحمد لله يا عم فاروق. ثم التفتت الي سند وهي تحتضن رأسه وقالت :وسند عامل ايه؟ فاروق :سند عال العال والحمد لله. فقبلت صفية سند الذي كان يخرج لسانه ويتلمس به وجه صفية ويديها وقالت :وحشني جدا يا عم فاروق علشان كده اول ما قدرت اجي جيت له على طول. فاروق :ربنا يخليك يا بنتي اسيبك بقى واروح اشوف شغلي. ثم تركها وذهب كل ذلك على مسمع من يوسف فعلم ان حبيبها السري الذي تحدثه لم يكن سوي سند حصانه العزيز على قلبه فتنهد في راحة وشعر بالفرح لذلك ثم خرج من مخبأه واقترب منها وسمعها وهي تقول :بس انت يعني يا استاذ سند ما سالتنيش مين هو اللي خدني منك ولا يعني الموضوع ما يهمكش. فصمتت قليلا ثم قالت :على العموم يا سيدي انا اتجوزت حبيبي وحبيبك عرفته؟ ثم صمتت قليلا وقالت :ايوا يوسف برافوا عليك. فضمته إليها اكثر وقالت :بحبه قوي ياسند مع اني عارفة اني ما ليش مستقبل معه. شعر يوسف بالضيق من كلامها وحزن من أجلها حين قالت وهي تبتسم :بس انا مبسوطه اني قربت منه كده ده كفاية عندي وحكمل حياتي بعده. وضعت جبهتها على جبهته واغمضت عينيها حين وضعت يد على كتفها فالتفتت فزعة وقد ادمعت عينيها فوجدته يوسف فأخذت تشهق فقال لها :اهدي ده انا. فارتمت في حضنه وأخذت تبكي فقال :مالك فيه ايه؟ فقالت وهي تبكي :اصلي اتخضيت. فابتسم وقال بعد أن طبع قبلة على رأسها :انا اسف مش قصدي سمعتك وانت بتكلمي سند فجيت ما اعرفش انك مش واخدة بالك اسف. فهزت رأسها وابتعدت عنه وقالت :حصل خير. فقال بخبث :لكن انت بقى كنت بتكلمي سند وبتقول له ايه؟ صفية بخجل :ابدا كنت بقول له انه وحشني. فابتسم وقال :بس؟ صفية بخجل :اه. فزادت ابتسامته وقال :بس واضح انكم أصحاب قوي. صفية وهي تقبل رأس سند :ده حبيبي. يوسف :بس انا كده اغير منه. فشعرت صفية بالخجل الشديد والتوتر وهو ما ظهر في كلامها وقالت :طب طب يلا بينا علشان الوقت اتأخر. فابتسم بخبث على خجلها وقال :يلا.
دخلا المنزل بعد أن عادا من الاسطبل وكان الظلام دامس فقالت باستغراب :ايه ده هو فيه ايه؟ ليسألها يوسف باستغراب :فيه ايه؟ صفية :مش عارفة الكهربا قطعت ولا ايه؟ يوسف :يعني ايه قطعت؟ صفية :البيت كله ضلمة ومفيش نور. يوسف وهو ينادي بصوت عالي :عبدالرحمن.... عبدالرحمن انت فين؟ حين أضاء البيت فجأه ورأت زينة وبالونات ملونة فابتسمت بسعادة وقالت :ايه ده؟ يوسف باستغراب :فيه ايه؟ ايه اللي حصل؟ صفية: ههههههههههههه مش عارفة. يوسف :يعني ايه؟ صفية وهي تبتسم : البيت متزينه وفيه بلالين كتير. يوسف باندهاش :ايه اللي انت بتقول ده؟ عبدالرحمن.... عبدالرحمن. ليسمعا صوته وهو يقترب منهما ويغني اغنية عيد الميلاد :سنة حلوة يا جميل سنة حلوة ياجميل سنة حلوة يا صافي سنة حلوة ياجميل. فضحكت صفية وصفقت بيدها حين وقف عبدالرحمن أمامهما وهو يحمل في يده كعكة لعيد ميلادها وبها شمعة مضأة فقال يوسف :هو فيه ايه؟ عبدالرحمن : اصل ياسيدي امبارح كان عيد ميلاد صفية. يوسف باندهاش :ايه؟ عبدالرحمن :زي ما بقول لك كده. قال يوسف في نفسه :معقوله قالت له وما قالتش ليا؟ حين قال عبدالرحمن :وتخيل ان الهانم ما قالتش لنا واعرف من اختها بالصدفه. هدأت حدة يوسف وقال :كل سنة وانت طيبة يا صفية. فقالت بسعادة :مرسيي. وضع عبدالرحمن العبدالرحمن الكعكة على الطاولة ثم قال: طيب يلا بسرعة طفي الشمع. فاقتربت صفية ومعها يوسف وابتسمت وكادت ان تزفر لتطفئ الشمعة حين اوقفها عبدالرحمن وقال سريعا :استنى استنى. فنظرت له بدهشة وقالت :فيه ايه؟ فابتسم وقال لها :اتمنى امنيه الأول. فضحكت عليه ثم اغمضت عينيها بعد أن أمسكت يد يوسف ثم فتحت عينيها وزفرت واطفأت الشمعة فصفق عبدالرحمن بيده وقال :كل سنة وانت طيبة. صفية :مرسيي ياعبدالرحمن. فاخرج عبدالرحمن من جيبه علبة هدية وقدمها لها وقال :ديه هديتك كل سنة وانت طيبة. فاخذتها منه وقالت :مرسيي يا عبدالرحمن بس كان كفاية الحفلة. عبدالرحمن :ده حقك علينا ياصافي. صفية :مرسيي. شعر يوسف بالضيق لقرب عبدالرحمن من صفية ومحاولته لاسعادها وأداء واجباته هو تجاهها
انتهت الحفلة الصغيرة التي إقامتها عبدالرحمن لصفية وذهب الجميع الي غرفهم وفي غرفة عبدالرحمن وقف يتحرك في الغرفة ذهابا وايابا وهو يفكر في حياته وما يحدث فيها يعرف انه تعلق بصفية ولكنه لن يتمكن من الاستمرار معها فهو يريد الزواج من ديما فهي الواجهة الاجتماعية المناسبة له ولمستو ي عائلته كما أن والدته تحبها ولن تحدث مشاكل معهم بينما صفية عكسها تماما ربما هو سيرتاح في حياته معه ولكن حياتها الاجتماعية والعائلة لن تكون سعيدة وهو لن يضحي بعائلته او بوالدته من أجل فتاة لم يعرفها إلا من أقل من شهرين كاد عقله ينفجر من التفكير حينما استلقي على سريره لينام وذهب في ثبات عميق
في الصباح نهضت صفية من نومها وهي تشعر بالخمول وأخذت تتمط ثم جلست تفرك عينيها على السرير ثم أنزلت قدميها ووقفت وتحركت مبتعدة عن السرير ثم دخلت الحمام واخذت شاور وتوضأت وخرجت لتصل الضحى ثم وقفت أمام النافذة تنظر إلى الحديقة وتتأمل في المساحة الخضراء الشاسعة أمامها التي تسير الراحة في النفس حين رأته يتحرك في الحديقة ابتسمت واسرعت الي خزينة الملابس وبدلت ملابسها وخرجت من الغرفة الي الخارج حيث وجدته فاقتربت منه وهي تبتسم وقالت :صباح الخير. التفت إليها وقال :صباح النور لسه بادري ايه اللي صحاكي. صفية :انا متعودة اصحى بادري انت ايه اللي صحاك؟ قال في نفسه :وانا كنت نمت امتى؟ ثم قال :ابدا انا متعود لما اجي هنا اصحى بادري. صفية وهي تنظر حولها :لك حق الطبيعة هنا حلم طول بحب الريف وحلمي اني اعيش مع جوزي اللي بحبه وولادي في بيت في الريف. فقال لها :وياتري بقى انا ليا مكان في حلمك ده. ابتسمت صفية وقالت :ابقى بضحك على نفسي لو قلت لك ان لك مكان في حلمي. يوسف بحزن :ليه يا صفية؟ صفية بجدية :انا وانت عارفين ان ملناش مستقبل مع بعض انت بكرة ان شاء الله تعمل العملية وان شاء الله ترجع تشوف وترجع كمان لديما وتتجوزها زي ما انت عايز. يوسف :وانت يا صفية؟ فابتسمت سخرية وقالت :انا حعيش ماتخافش حكمل دراستي واشتغل ومش بعيد اتعرف على واحد احبه واتجوزه واعيش معه عمري اللي جاي. شعر يوسف بغصة من كلامها عن مستقبلها من دونه حين ابتسمت وقالت :قل بقى بتعمل ايه لما تصحي بادري؟ يوسف وهو يخفى حزنه: كنت بركب خيل. صفية :طيب يلا . يوسف باستغراب :يلا ايه؟ صفية :نركب خيل. يوسف :انت مجنونة يا بنتي؟ صفية :شوف يا سيدي انت ما جيبتش ليا هدية لعيد ميلادي اعتبر ان ركوبك معيا ديه هديتي. يوسف :ازاي يعني؟ صفية :اركب معاك على سند يوسف باستغراب :انا وانت على سند؟ صفية :ايوا. يوسف :بس انا وضعي ما يسمحش ليا اني اعمل اللي انت بتقول عليه. صفية :ما تخافش انا معاك وحعرفك الاتجاهات وكمان حنخرج برى الاسطبل علشان خاطري. فهز يوسف رأسه بالموافقة دون اقتناع منه وبالفعل اخرج فاروق لهما سند وسرجه لهما وساعد يوسف ليركب وهو متوتر ولكنه يفعل ذلك لاسعادها وركبت هي خلفه وتمسكت به شعر بقربها منه وسعادتها مما خفف من توتره فتحرك بالحصان ببطء فقالت له :بسرعة شوية. يوسف :انا خايف عليك تقعي. صفية :ما تخافش طول ما انت معيا انا في امان. شعر بالحزن لثقتها به والتي ليست في محلها فضرب سند بقدمه وجزب اللجام قليلا لينطلق الحصان بسرعة فتمسكت به اكثر وهي تضحك بسعادة واخذ يلف بهما في مكان شاسع فابعدت يديها عنه وفردتها في الهواء وهي سعيدة واغمضت عينيها وهي تشعر بالهواء يضرب وجنتيها وهي مستمتعة بذلك حين اختل توازنها وسقطت فتمسكت به في زعر فاختل توازنه وسقط خلفها وانطلق سند مبتعدا ومن حسن حظهما سقوطهما على قش الأرز فخفف من صدمة السقوط ولكنه سقط فوقها وشفتيه على خدها توقف بهما الزمان بهذه اللحظة وشعرت صفية بالخجل بينما هو رفع يده ليلمس بها وجنتيها برقة وهو يشعر بالتملك ثم قرب يده وهو يتحسس شفتيها فاغتمضت عينيها واستلمت للمساته ثم اقترب منها اكثر واخذ شفتيها بين شفتيه في رحلة بقطار الرغبة والعشق أخرجه منه أصوات العمال التي تقترب فابتعد عنها وتمالك نفسه وقال لها :انت كويسة؟ شعرت صفية بالعجز فبكت وأخذت تشهق فقال لها :انت كويسة فيه حاجة وجعاكي؟ فقالت وهي تبكي وتشهق :لاء مافيش. علم يوسف ان سبب بكائها شعورها بالعجز لما حدث بينهما منذ قليل لم لمعرفتها استحالة الحياة بينهما فقال لها :صفية انا. قاطعه صوت شقيقه عبدالرحمن حين قال بلهفة :صفية انت كويسة؟ اخذت تبكي فقال لها :فيه ايه مالك ايه اللي واجعك؟ لم تجيبه وهي تبكي فقال موجها حديثه ليوسف :يوسف ايه اللي حصل لها؟ يوسف بتوتر :يمكن رجلها او ايديها حصل فيها حاجة. عبدالرحمن موجها كلامه لها :صفية اتكلمي ايه اللي حصل لك؟ فلم ترد حين حضر فاروق ومعه بعض العمال فساعد يوسف ليقف ثم قال :اجيب عربية للست صفية شكلها فيها حاجة. عبدالرحمن :لاء على ما تجيب العربية حتخد وقت انا حشيلها. شعر يوسف بالغضب والعجز لما يحدث بينما نظرت صفية لعبدالرحمن وقالت من بين دموعها :انا كويسة واقدر امشي. ظن عبدالرحمن انها تقول ذلك لخجلها فقال لها :مش وقت كسوف يا صفية لورجلك فيها حاجة ومشيتي عليها ممكن تسوء. صفية :بس. لم يعطيها عبدالرحمن فرصة الاعتراض وانحني عليها وحملها على ذراعيه فقالت بزعر :نزلني يا عبدالرحمن نزلني. فصرخ بها بحدة :اسكتي خالص. فصمتت وهي تبكي بينما شعر يوسف بالغيرة من شقيقه وتحرك يسنده فاروق
دخل غرفتها وهو يحملها ووضعها على السرير وهي مازالت تبكي وتشهق فعز عليه بكائها فجلس بجانبها وهي تدفن وجهها في وسادتها فقال :انا اسف مش قصدي اني اصرخ عليك بس انا كنت خايف عليك ودلوقتي حكلم الدكتور ييجي يشوفك ونطمن. هزت رأسها نافيا وقالت :مش عايزة دكتور. عبدالرحمن :طيب عايزه ايه؟ صفية وهي تشهق: عايزة اختي. فابتسم عبدالرحمن علي طفولتها وقال :حنتفق اتفاق حجيب الدكتور يشوفك وبعدين اجيب لك اختك. صفية :بس. فقاطعها وقال :من غير بس موافقة؟ فهزت رأسها بالموافقة فابتسم وتركها وخرج
نهاية البارت الرابع عشر
أنت تقرأ
لست بقربي.......... لكنك في اعماقي
Romanceمقدمة نعيش في الأحلام الوردية بعيدا عن الواقع وهي كذلك احبته وكان بالنسبة لها حلم بعيد ومع ذلك عاشت معه في حلمها فاحبته من وهي صغيرة ولكن عندما أصبح لها صدمت من الواقع الأليم الذي عاشته معه فماذا سيحدث هل سيظل هذا واقعها ام سيتغير ويحبها لتعيش حلمها...