البارت التاسع عشر

392 5 0
                                    


في سيارة عبدالرحمن قال : حتروحي فين؟ صفية :لسه مش عارفه بس انت ممكن تنزلنا على اي جانب في الطريق. عبدالرحمن :ايه اللي انت بتقوليه ده يا صفية؟ انا لازم اطمن عليكما. صفية : صدقني كده احسن. عبدالرحمن :انت مش واثقة فيا؟ صفية بانكار :لا ابدا بس الأحسن انك ماتعرفش مكانا علشان ما يحصلش بينك وبين يوسف مشاكل. عبدالرحمن :مش بقول لك مش واثقة فيا. صفية :صدقني انا نفسي مش عارفة حنروح فين. عبدالرحمن :خلاص وانا معاكم لحد ما تستقر في مكان. صفية برجاء : عبدالرحمن الله يخليك سيبني براحتي وصدقني اول ما حستقر في مكان حكلمك ابلغك. عبدالرحمن بضيق :زي ما انت عايزة. فابتسمت صفية وقالت :مرسيي يا عبدالرحمن وما تقلقش علينا واول ما استقَر اوعدك ابلغك. عبدالرحمن : اوكي اكيد لو احتجت حاجه تكلمني. صفية وهي تبتسم :اكيد فابتسم عبدالرحمن وقال :اوكي تحبي تنزلي فين؟ صفية :على اي جانب وانا حخد تاكسي. عبدالرحمن :اوكي.
وصل يوسف الي الفيلا ودخلها حين جلست سوزان وقسم وعندما رأته سوزان أسرعت اليه وهي سعيدة وقالت :حبيبي اتأخرت ليه؟ فاغتصب ابتسامة وقال : على ما خلصت الإجراءات بس ياماما. سوزان :احسن خلينا نرتاح منها كده ما فيش بينا اي حاجة تروح في حالها وتبعد عننا. تنهد يوسف في الم وقال :شكلها كده وما عدتش حنشوفها فعلا. سوزان بسعادة :احسن المهم جهز نفسك علشان انا اتفقت مع والد ديما اننا نزورهم النهاردة علشان جوازكما. يوسف :بالسرعة ديه؟ سوزان :حنستنا ايه احنا اتأخرنا كتير وخلاص انت وبقيت حر كفاية. يوسف :كنا أجلنا شوية. سوزان :يوسف حبيبي انت حتتجوز ديما حبيبتك اللي كنت بتتمناها ولا نسيتها؟ فهز يوسف رأسه وقال :لاء طبعا بس شايف لسه بادري. سوزان وهي تربت على كتفه :يوسف ديما هي اللي تستحق تكون معاك هي اللي حتوفر لك الحياة الاجتماعية المناسبة لمستواك. فهز يوسف رأسه وقال: معاك حق اللي انت عايزاه نزورهم النهاردة. فابتسمت وقبلته من خده وقالت :حبيبي حروح اكلمهم وأكد عليهم. ثم تركته وذهبت انظر يوسف الي حيث جلست جدته التي نظرت اليه بخيبة امل دون أن تتحدث ثم اخذت تحرك كرسيها المتحرك في اتجاه غرفتها شعر يوسف بالحزن لعجزه الشديد أمام والدته في هذا الوقت دخل عبدالرحمن فاتنبه له يوسف ونادي عليه ليلتفت له عبدالرحمن وتنهد واغمض عينيه ثم فتحهما ليجد شقيقه يقف أمامه مرحبا بقدوم وقال له :هي فين يا عبدالرحمن؟ عبدالرحمن :يوسف انساها. فامسكه من طلقة ملابسه وقال بغضب :مراتي فين؟ عبدالرحمن :ما اعرفش. يوسف وهو يترك ملابسه :يعنى ايه؟ عبدالرحمن وهو يتحرك في ضيق :رفضت تقول لي هي رايحة فين؟ يوسف :ليه؟ عبدالرحمن بسخرية :قالت لي علشان ما يحصلش بيني وبينك مشاكل. يوسف :وليه ما منعتها ش؟ عبدالرحمن :ما قدرتش اقسى عليها. يوسف وهو يجذبه من ملابسه مرة أخرى بغضب :ولما انت ما تقدرش ليه ساعدتها من الاول انها تهرب مني ضيعتهامني؟ فنفض عبدالرحمن يده عن ملابسه وقال بغضب :"وهو مين السبب في هروبها مين اللي ما قدرش يحميها ويحفظها بضعف شخصيته وقلة حيلته؟ يوسف بغضب :انت اتجننت ازاي تكلم اخوك الكبير كده؟ فتنهد عبدالرحمن وقال :انساها يا يوسف صفية مش راجعة لك تاني واكيد اخر مكان هي ممكن تقعد فيه مكانك. يوسف بحدة :حترجع ليا حتى لو غصب عنها وعنك انت سامع؟ عبدالرحمن بسخرية :روح يا يوسف انت رجل عندك خطوبة النهاردة روح جهز نفسك واستعد وانسي انك تجمع بين رضي امك وبين قلبك عن اذنك طالع انام لاني تعبان. ثم تركه وذهب فتنهد يوسف بضيق واخذ يشد على شعره بقوة وكأنه يعقب نفسه على ما هو عليه فهو السبب ثم جلس على أقرب كرسي وأخرج هاتفه وطلب رقم ثم رفعه على اذنه وانتظر قليلا رد الطرف الثاني ثم قال :استاذ خالد.... اهلا بحضرتك يافندم  كنت عايزك في استشارة..... شكرا ربنا يخليك الحقيقة انا طلقت المدام النهاردة الصبح وبعدها بساعة تقريبا قلت لها في التليفون اني ردتها لعصمتي تاني فأنا عايز اعرف ايه موقفي منها دلوقتي هل هي مراتي ولا لسه........... اوكي حضرتك حتسأل وتبلغني؟ مرسيه لحضرتك جدا بس بسرعة لو سمحت الموضوع ده مهم جداً ياريت تبلغني برد في أقرب فرصه..... شكرا اسف على ازعاجك.... مع السلامه. ثم انزل هاتفه وتنهد واغمض عينيه وقال :ياترى انت فين وهتهربي مني لحد امتى؟ ثم وقف وصعد لغرفته ليجهز نفسه للزيارة الليلة
دخل تاكسي إحدى حارات مصر الجديدة ووقف أمام إحدى العمائر ونزلت منه تلك الفتاة البسيطة الرقيقة والحالمة ومعها شقيقتها وأخذت حقيبة ملابسها وصعدت العمارة الي الدور الثالث ووقفت أمام إحدى الشقق ورفعت يدها لترن الجرس وبعد قليل فتح الباب وظهرت من خلفه سيدة في منتصف العمر بشوشة الوجه وابتسمت في وجه هاتان الفتاتان وقالت لها :عايزين مين يا حبايبي؟ "الفتاة الكبيرة بتردد؟:الحقيقة انا مش عارفة اذا كنا في البيت اللي عايزينه ولا لاء؟ السيدة بنفس الابتسامة :طيب قولي لي انتم عايزين مين وانا اعرف اذا كان صح ولا لا؟ الفتاة :عايزين مدام صفية النجار. السيدة :ومين عايزها بقى؟ الفتاة :هو حضرتك؟ فهزت السيدة رأسها فقالت الفتاة: انا صفية بنت مها فيصل بندر اللي كانت مع حضرتك في الجامعة. ظهر الاندهاش على ملامح السيدة فشعرت صفية بخيبة الأمل وقالت بخجل :يظهر ان العنوان غلط. وكادت ان تنصرف حين جذبتها السيدة من ذراعها وضمها لصدرها فشعرت صفية وسلمي بالذهول بينما ابتسمت السيدة وقالت وهي مازالت تضمها :انت عارفة انا ما شوفتش امك من امتي من اكتر من عشر سنين. فابتعدت صفية عنها وقالت :الله يرحمها. السيدة صفية :الله يرحمها. ثم جذبتها لداخل الشقة وقالت لها :ادخلي ايه حنكمل كلامنا على الباب؟ فدخلت صفية فالتفتت السيدة صفية الي سلمي التي وقفت في الخارج بخجل فجذبتها الي الداخل وقالت : ماتقوليش بقى العروسة الحلوة المكسوفة ديه العفريت الصغيرة؟ فاحمرت وجنتا سلمي من الخجل حين قالت صفية الصغيرة :ايوا أصلها وش كسوف قوي. فلكزتها سلمي في ذراعها فضحكت عليهما صفية الكبيرة وقالت :ديه حبيبتي العفريتة الصغيرة.... المهم اكيد انتم جعانين وانا كمان ندخل المطبخ سوا نحضر غدا لينا وبعدين نقعد نحكي مع بعض بس الاول نتفق علشان ما نتلخبطش حنادي صفية الكبيرة صفية وصفية الصغيرة صافي.( واحنا كمان معاهم حنادي صفية الكبيرة صفية وصفية الصغيرة صافي) فابتسمت الفتاتان بسعادة وهات رأسهما وبالفعل دخلت وهما معها المطبخ حيث اعدت الغداء بمساعدتهما وقاموا بتحضير السفرة للغداء وجلس الجميع لتناول الغداء وبعد الغداء جلسوا ليتحدثوا وحكت صافي لصفية عن زواجها وما الت اليه الأمور شعرت صفية بالحزن لما حدث إضافي فقالت بحزن :يا حبيبتي ده انت شوفتي كتير بالرغم من سنك الصغير صافي :الحمد لله صفية :وناوية على ايه؟ صافي :حعيش لنفسي واحقق طموحي ومستقبلي ومش حفكر في حد تاني ولا اني احتاج حد تاني. صفية :عين العقل يا بنتي. صافي بتردد: بس انا ليا طلب عند حضرتك. صفية :عيني ليكما. صافي :ياريت لو تقدري تشوفي لنا مكان نقعد فيه واحنا معنا فلوس. صفية :المكان وموجود. صافي :فين؟ صفية وهي تشير على الشقة حولها :هنا في الشقة معيا. صافي :بس احنا مش عايزين نسبب اي ازعاج لحضرتك او جوزك او أولادك. فابتسمت صفية بحزن :لاء مافيش حد حينزعج منكم جوزي الله يرحمه وولادي مش موجودين اصلا. صافي بحزن :انا اسفة. فابتسمت صفية وقالت :انتما حتملوا عليا البيت  وتسلوني. صافي :"مرسيي أقوى يا ماما صفية. صفية بسعادة :ماما؟ صافي وهي تضم صفية: لو فيه حد يستاهل بعد امي اناديها ماما يبقى انت. فبكت صفية وهي تضمها ثم جذبت سلمي معهم في ضمة جماعية اختلطت فيها مشاعر السعادة بالحزن.
جلس عبدالرحمن في غرفته وهو يحاول الاتصال بصفية كثيرا دون رد شعر بالقلق عليها واخذ يتحرك في الغرفة حين رن هاتفه فامسكه ونظر لشاشته فقرأ اسم صفية ففتحه ورفعه على اذنه وقال :ايه يا بنتي بكلمك من الصبح فينك؟ وقفت صافي في شرفة الشقة وهي تضع هاتفها على اذنها : انا كويسة الحمد لله واستقريت. لم يشعر عبدالرحمن بيوسف الذي دخل دون أن يلاحظه بينما قال عبدالرحمن في الهاتف :يعني انت كويسة مش تعبانة ولا حاجة؟ صافي :لا والله الحمد لله تمام. ثم ضحكت فقال عبدالرحمن وهو يبتسم :طيب كويس ما دام انت بتضحك كده يبقى كويسة. شعر يوسف بالغيرة لسماع عبدالرحمن بصوتها وضحكتها بينما هو والذي له الحق حرمته منه حين قال عبدالرحمن :طيب الحمد لله قول لي بقى انت فين؟ في هذه اللحظة سحب يوسف الهاتف من عبدالرحمن فنظر له عبدالرحمن بفزع فنظر له يوسف بغضب واخذ الهاتف وخرج من الغرفة ووضعه على اذنه حين شعر بالشوق لها حين قالت صافي :انا يا سيدي روحت لواحدة صديقة ماما من ايام الجامعة والحمد لله الست طلعت انسانة محترمة جدا واستقبلتنا في بيتها وكمان سمتني صافي لأنها اسمها صفية علشان ما نتلخبطش . شعر يوسف بالضيق لانه رغم زواجه منها لم يكلف نفسه عناء معرفة حياتها قبل الزواج منه او عن والديها حين قالت صافي :عبدالرحمن انت معيا سمعني؟ تنهد يوسف حين قالت :عبدالرحمن. يوسف بهدوء: انت فين؟ شعرت صافي بالعجز عن الرد لسماع صوته الحبيب الي قلبها حين قال :سمعاني انت فين؟ تمالكت صافي مشاعرها وقالت :مش من حقك انك تسأل عن مكاني. يوسف وهو يتمالك عصبيته :حقي وانت حقي سامعة؟ صافي :كان زمان يا يوسف لا انت ليا ولا انا ليك. يوسف : لا انت حتقدر تكملي حياتك من غيري ولا انا حقدر اكمل حياتي من غيرك. صافي :حقدر وحكمل حياتي وانت كمان انا مش حستغرب لو عرفت انك خطبت مثلا. شعر يوسف بالضيق بينما هي قالت :إنساني يا يوسف زي ما انا نسيتك خلاص. يوسف :عمرك ما حتقدر تنسيني. صافي :صدقني خلاص انا عندي اللي حينسني ومش حفكر فيك. يوسف بحدة :تقصدي مين؟ صافي :مستقبلي وحياتي اللي اهم من اي حد في الدنيا على كل حال اتمنى لك من كل قلبي السعادة مع السلامة. يوسف :صفية استنى صفية صفية. ولكنه لم يسمع رد وسمع صوت صافرة الهاتف حين اقترب منه عبدالرحمن واخذ الهاتف منه وقال :يلا يا يوسف وراك خطوبة لازم تلحقها. فنظر له يوسف وعينيه تقدح شرار ثم تركه وذهب.
دخلت صافي الشقة وهي تبكي حين رأته صفية فقالت بخوف :مالك يا حبيبتي فيكي ايه؟ فرمت صافي نفسها في حضنها وقالت :بحبه ياماما بحبه قوي بس جرحني. فربتت صفية على ظهرها وقالت :معلشي يا حبيبتي بكرة تنسى وتعيشي حياتك وتشوفي مستقبلك. فابتعدت صافي عنها وقالت :معاك حق يا ماما لازم افكر في حياتي ومستقبلي وابعد عنه تمام.
وفي منزل عائلة ديما جلست العائلة ومعها سوزان ويوسف يتحدثون عن تفاصيل الزفاف وأموره بينما يوسف بعيدا عنهم في عالم اخر حين التفت له مختار والد ديما وقال له :ايه يا يوسف مالك مش بتتكلم ليه؟ فلم ينتبه له يوسف فلكزته سوزان في ذراعه فالتفت إليها فقالت له :ايه يا حبيبي مالك انت لسه تعبان؟ فنظر لها باندهاش حين قالت والدة ديما :تعبان ايه اللي فيه؟ فابتسمت سوزان وقالت : يعني شوية إرهاق وتعب من الشغل حبيبي ما صدق يرجع شغله. فابتسم مختار وقال :علشان كده مش معايا. يوسف وهويبتسم : انا اتفقت مع ماما على كل حاجة وانا تحت أمركم في اللي تطلبه انا شاري ديما واتمنى سعادتها شعرت سوزان بالسعادة لكلمات ابنها وبالفعل تم الاتفاق على الزفاف على أن يتم بعد عشرة أيام لاغير ومن أصر على هذه السرعة كانت سوزان لخوفها من عودة يوسف لصفية بينما شعر يوسف بالحزن والعجز.
مرت عدة ايام حاول خلالها يوسف معرفة مكان سكن صافي دون جدوى وحاولت والدته اشتراكه في التجهيز لزفافه ولكنه كان يرفض ذلك واخبرها انه يوافق على ما ترغب به هي وديما                                                        وفي يوم جلست صافي في غرفتها في شقة صفية وهي تفكر في حياتها مع يوسف وأخذت تتذكر مواقفها معه تذكرت موقف محرج حدث بينهما قبل عودة بصره وابتسمت                                                                                                                                  فلاش باك  دخلت صافي غرفتها هي ويوسف في الفيلا وجلست على السرير كانت الغرفة خالية فاخذت راحتها واستلقت على السرير واغمضت عينيها وغفت. في داخل الحمام اخذ يوسف شاور واغلق الماء ثم تناول المنشفة وخلفها على خصره وامسك أخرى واخذ يجفف بها شعره ثم وضعها في سلة الملابس المتسخة وفتح الباب وخرج ثم اغلقه شعر بالالم والارهاق فكسل عن ارتداء ملابسه وذهب الي السرير واستلقي وذهب في ثبات دون أن يشعر بمن تشاركه السرير والتي غفت هي أيضا وقد وصلت إلى انفها رائحة شامبو الاستحمام الخاص به والذي يستعمله هو فقط كانت تحب رائحته والتي تختلط برائحة رجولته والتي تعشقها وصلت تلك الرائحة إليها فابتسمت وهي نائمة وبعد مرور بعض الوقت وتغير اوضاعهما في النوم حتى اصبحا في مواجهة بعضهما شعرت صفية بثقل على صدرها فتململت في ضيق ثم فتحت عينيها فوجدت نفسها في احضان يوسف لم تكن عاد إليها وعيها تماما لذلك حركت رأسها قليلا ثم اغمضت عينيها واستلمت للنوم مرة أخرى عادت إليها اخذت تستوعب الأمر فبدا الدخول على وجهها ففتحت عينيها مرة أخرى ونظرت له لتجده ينام بجانبها ويضمها وهو عاري فانتفضت وهي تصيح ورفسته بقدمها فافق من نومه فزعا وهو يقول :فيه ايه؟ صفية وهي تصيح :انت ايه اللي جابك هنا؟ يوسف وهو يقوم عن السرير :انا في قوضتي. نظرت صفية حولها فتعرفت على غرفته فنظرت له ثم صرخت بذهول وهي تخفي وجهها بيديها فقال :فيه ايه يا مجنونة؟ صفية وهي على وضعها :ازاي تنام كده وانت عريان؟ يوسف باستغراب :عريان؟ ثم تحسس جسده فوجد ان المنشفة التي كان يلف بها خصره سقطت فصرخ هو أيضا وسحب غطاء السرير عنه وقال :انت..... انت ايه اللي نيمك هنا؟ صفية وهي تعطيه ظهرها :كنت تعبانة ما حسيتش بنفسي وانا نايمة. يوسف بخجل :بعد كده ماتتكررش تاني ديه قوطي انا تنامي في قوضتك بعد كده. صفية بخجل :حاضر.. حاضر. ثم جرت الي غرفتها بينما جلس يوسف علي سريره وهو يضحك على الموقف.                                                  فلاش باك.                                                                                                                        افاقت صافي من هذه الذكرى  وابتسمت حين رن هاتفها فنظرت الي شاشته فرأت اسم عبدالرحمن فضغطت زر الفتح ووضعته على اذنها وقالت :ازايك يا عبدالرحمن؟ وقف عبدالرحمن في الجنينة وهو يضع هاتفه على اذنه وقال :انت اللي عاملة إيه؟ وحشتيني. فابتسمت صافي وقالت :الحمد لله وانت وحشتني اكتر وانا قسم كمان وحشتني. عبدالرحمن :عاملة ايه واخبار المدام اللي انت قاعدة معها ايه؟ صافي :ماما صفية ديه عسل ربنا يخليها لنا. عبدالرحمن وهو سعيد لأجلها : انت اللي عسل وتستهلي كل خير. صافي بخجل :مرسيي يا عبدالرحمن. عبدالرحمن بتردد :فيه حاجة كنت عايز اكلمك فيها. صافي :حاجة ايه؟ عبدالرحمن :الحقيقة انا سألت عن موضوع رد يوسف لكي. فانتبهت صافي له أكثر حين قال : اللي سألته بلغني انك لسه مطلقة يعني ما رجعتيش ليوسف. فتنهد صافي وقالت :الحمد لله ان احنا خلصنا من بعض. رأي عبدالرحمن يوسف يقترب منه فقال لها : طيب حكلمك تاني بعدين مع السلامة. واغلق الهاتف حين وقف أمامه يوسف وقال له :كنت بتكلمها مش كده؟ عبدالرحمن :ديه حاجة تخصها هي تكلمني أو لأ. يوسف وهو يتنهد بعجز :هي عاملة ايه؟ عبدالرحمن بضيق :كويسة المدام اللي هي معها في بيتها بتحبها هي واختها جدا حتى صافي بناديها ماما. يوسف :صافي؟ عبدالرحمن :ايوا هما بينادوها صافي وهي طلبت مني اناديها صافي بتقول عايزة تنسى ماضيها حتى اسمها. يوسف :عمرها ما حتقدر تنسى اللي كان بينا. عبدالرحمن :بس انت خلاص نسيتها. فنظرت له يوسف بغضب فاكمل عبدالرحمن :خلاص خطبت وتتجوز بعد خمس ايام اظن من حقها هي كمان تتجوز وتشوف حياتها. يوسف بغضب :عمري ماحسمح لها تتجوز حد غيري صفية بتاعتي.. عبدالرحمن :صافي طلبت مني اسأل لها عن ردك لها في التليفون وانت كنت كلمت استاذ خالد يسأل لك وهو حاول يكلمك بس انت مشغول اليومين دول. يوسف بلهفة: كلمك؟ عبدالرحمن :كلم انا قسم. يوسف :والنتيجة؟ عبدالرحمن :قال لها أن ردك لها ما ينفعش في التليفون وكمان هي لازم تكون موافقة انك تردها. شعر يوسف بالحزن من هذا الخبر فهو واثق ان صفية لن توافق على العودة له خاصتا الان ان عرفت بأمر زواجه من ديما. جلس على أقرب كرسي له وقد ايقن خسارته لصفية فاقترب منه عبدالرحمن وقال له : سيبها يا يوسف انت خلاص حتتجوز فكر في جوازك حتى لو بدون حب بس هي ديما مالهاش ذنب عن اذنك حروح اشوف ورايا ايه. فتنهد بعجز وخيبة امل.
مرت الايام الباقية على زفاف يوسف وديما بألم على بعض وفرح على البعض الاخر مرت علي يوسف وكأنها ثواني ولايريدها ان امر بينما اخذت سوزان وديما ووالدتها تعدان الزفاف بسعادة واحضرت ديما فستان زفافها من احد بيوت الازياء العالمية كما احضروا بدلة يوسف من نفس المكان وكلفوا تصميم القاعة لمنظمة زفاف عالمية أيضا وهكذا مرت الايام بينما صافي لم تعرف شيء عن هذا الزفاف حتي عبدالرحمن لم يخبرها فقد خاف على مشاعرها وفي يوم الزفاف دخلت سوزان غرفة يوسف النائم على سريره ولم يستيقظ وفتحت عليه النافذة لتدخل أشعة الشمس وتملاء الغرفة وتضايق يوسف واخذ يغمض عيونه بضيق وقال :اقفلي الشباك. سوزان وهي تقترب منه :اصحى يا يوسف بقى الوقت اتأخر واحنا ورانا شغل كتير النهاردة. يوسف دون أن يفتح عينيه :ليه هو انا اللي حروح البيوت سنتر؟ فضحكت سوزان وقالت :لاء بس انت حتروح نشوف القاعة ناقصة حاجة تكملها وتحجز لكما جناح في الفندق لديما. فقام يوسف وقال :مافيش داعي احنا حنسافر بعد الفرح على طول. سوزان :زي ما انت عايز يلا قوم. فتنهد يوسف ونزل عن السرير ودخل الحمام.                                               عند ديما استيقظت من نومها بسعادة وأخذت شاور ثم خرجت وارتدت ملابسها وتحدثت مع سوزان لتعرف متى سيحضر يوسف لاخذها للبيوت سنتر وقالت :ايوا يا طنط سوزان يوسف حيعدي عليا امتى؟ سوزان وهي تحضر ليوسف ملابسه كي لا يتأخر :حيلبس وينزل لك على طول. ديما :اوكي يا طنط باي. سوزان :باي. اغلقت سوزان هاتفها حين خرج يوسف فقالت له :يلا يا حبيبي غير هدومك وانزل لديما مستنياك. يوسف بضيق :كنت حضرتك بعتي لها السواق بالعربية وخلاص. سوزان :ياسلام وهي بقى ولا ابوها مستنيين السواق بتاعك بس من الذوق ان العريس يودي عروسته البيوت سنتر. فتنهد يوسف :حاضر يا ماما حلبس وانزل لها. فابتسمت سوزان وربتت على كتفه وقالت :ربنا يسعدك يا قلبي يا رب. ثم تركته وخرجت فامسكه هو هاتفه الملقى على السرير وفتح ملف الصور على صورة لصافي التقطها لها دون أن تشعر كانت استنشق عبير إحدى الزهور من الجنينة ثم قال :اخر حاجة أتمناها دلوقتي اني اتجوز غيرك. ثم أغلق ملف الصور وفتح على رقم هاتفها وضغط اتصال ولكن دون رد فحاول مرة أخرى دون رد فأرسل إليها رسالة 💌 ثم أغلق هاتفه وقام ليبدل ملابسه.
جلست صافي في غرفتها حين رن هاتفها فنظرت الي شاشته فرأت اسم يوسف فاغلقته الصوت دون أن ترد فعاد الاتصال فكررت السابق ثم بعد قليل اتاها صوت رسالة ففتحتها فوجدتها ارسل لها كلمة واحدة :وحشتيني. فتنهد بألم ثم اغلقت الرسائل وفتحت رفيق وحدتها النت وأخذت تتصفح الاخبار وفجأة لفت نظرها صورة يوسف وبجانبها صورة ديما فضغطت على الخبر وصدمت من ما رأت وأخذت تبكي حين دخلت عليها سلمي لتجده هكذا بتنادي على صفية في زعر :ماما يا ماما الحقي. أتت صفية بفزع لتجد وضعها هكذا فاقتربت منها وقالت :فيه ايه اللي حصل؟ فارتمت صافي في احضانها وهي تبكي فقالت صفية :ايه يا حبيبتي اللي حصلك انت كنت لسه كويسة؟ حين أمسكت سلمي الهاتف ورأت الخبر فنظرت لصفية وقالت :شافت الخبر ده. صفية :خبر ايه؟ فقرات سلمي : زفاف القرن تزف غدا نجمة المجتمع المخملي ديما الصادق كريمة رجل الأعمال والسياسي المعروف مختار الصادق الي رجل الأعمال والمجتمع الوجيه يوسف الجوهري ويقام الزفاف في فندق الجوهري بحضور نخبة من رجال المال والاعمال والسياسة. ثم انزلت الهاتف فقالت صفية وهي تهدأ صافي :اهدي يا حبيبتي اهدي. حين رن جرس الباب فنظرت صفية لسلمى وقالت :روحي يا حبيبتي شوفي مين؟ فخرجت سلمي من الغرفة واقتربت من الباب لتفتحه فوجدت شخص غريب يقف أمامها فقالت :افندم؟ فقال الرجل :مدام صفية النجار؟ سلمي :لحظة واحدة
عند يوسف وصل إلى منزل ديما ورفض ان يصعد فنزلت له ديما وركبت معه وانطلق بها إلى البيوت سنتر وطوال الطريق وهي تحاول فتح حديث معه دون جدوى فملت منه وصمتت باقي الطريق إلى أن اوصلها فنزلت وانطلق هو في طريقه
وتم الاستعداد الزفاف وإكمال التجهيزات على أكمل وجه وبالطبع أشرفت سوزان على الاعدادات نظرا لرفض يوسف عمل ذلك وفي المساء ذهب يوسف واحضر ديما واخذها الي الفندق وبعد مرور بعض الوقت بدا المعازيم في الحضور ثم بدأت الزفة ووقف يوسف في وسط القاعة حسب توجيهات المنظمة حين بدأت موسيقى تشريفة ورفع يوسف رأسه لأعلى الي شرفة تطل عاليا ومزينة بالورود حيث أطلت ديما بفستانها الأبيض وطرحتها الطويلة وتسريحتها الرقيقة على الشرفة ليصفق الحضور واقترب منها والدها مختار وسلم عليها وضمها لصدره وربت على ظهرها ثم ابتعد عنها وقبل جبهتها ثم انزل طبقة رقيقة من الطرحة على وجهها وجعلها تتأبط ذراعه وتقدم بها لينزل السلم المؤدي الي القاعة وكان السلم محاط من الجهتين بصف من الشباب يحملون المشاعل صف أخر من الفتيات يحملون سلال من بتيلات الورود واخذوا يقذفون البتيلات على ديما ووالدها  النازلان على السلم ونزلوا عدة درجات وقابلهما يوسف علي السلم فسلم عليه مختار وضمه ثم سلمه ديما فاقترب منها يوسف ورفع عن وجهها الطرحة ثم قبل جبهتها واخذ يدها لتتأبط ذراعه ونزلا معا السلم والورد يقذف عليهما وعندما وصلا الي اخر السلم استقبلتهما فرقة بالابواق فمرا من وسطهما الي وسط القاعة وانخفضت الإضائة  الا من ضوء خافت في المنتصف حول يوسف وديما وانطلقت موسيقى رومانسية واخذوا يرقصان معا كانت السعادة بادية على ديما اما يوسف فحاول إظهار السعادة وهو يبتسم وفجأة لفت نظره من بعيد عند أول القاعة حيث الإضائة مشتعلة شعر انه رأي صافي وهو يدور اغمض عينيه ثم أدار رأسه لينظر ناحية الباب ولكنها قد اختفت ظهر الاندهاش على وجهه فقالت له ديما :فيه حاجة يا يوسف؟ فابتسم وقال :لا ابدا اتهيق لي اني شوفت واحد صاحبي بس طلع مش هو. فهزت رأسها حين انتهت الموسيقى الرومانسية وعزفت أخرى لتعلن عن دخول كعكة الزفاف للقاعة ودخلت يدفعها احد العاملين بالفندق وضعها أمام يوسف وديما ويقدم لهما السكين ليتعاونا لتقطيع الكعكة معا ثم اخذ منهما السكين وسحب الكعكة مرة أخرى على الجانب تغيرت الموسيقى الي شعبي لتبدأ ديما بالرقص بينما وقف يوسف بخجل بجانبها حين اقتربت منها أصدقاءها شباب وبنات ليشاركوها الرقص حين اقترب طارق وهو يبتسم من يوسف فنظر له يوسف وضحك وقال :حمد الله على السلامة جيت امتى؟ فضمه طارق وهو يقول :لسه حالا من المطار لهنا. ثم ابتعد عنه ونظر الي ديما وقال :بس أقل من شهر سفر ارجع الاقي كل ده حصل وفين صفية؟ فتنهد يوسف بألم وقال :ما اعرفش طلقتها وهي هربت مني ورافضة تكلمني الوحيد اللي بكلمها عبدالرحمن. طارق :عرفت ان انت حتتجوز ديما؟ يوسف :لاء بس انت عرفت منين؟ طارق :من الأخبار على النت يلا اسيبك واروح ابارك لديما. يوسف :اوكي. ذهب طارق حين سمع يوسف صوت حبيب الي قلبه يقول :الف مبروك. اغمض يوسف عينيه من المفاجأة والتفت وهو مغمض العينين ثم فتح عينيه ليجدها تقف أمامه وكلها كبرياء ونظرت ساخرة رسمت على وجهها كانت مختلفة عن آخر مرة رأها هل زاد وزنها ام زادت جمالا ظهر الاندهاش على وجهه ثم ابتسم بسعادة واقترب منها اكثر وهو يفتح ذراعيها ليضمها فرجعت الي الخلف بسرعة وقالت له :لو سمحت ما تلمسنيش. يوسف برجاء :صفية انا.. فقاطعته قالت :صافي. فنظر لها باستغراب فاكملت : ده اسمي. يوسف بابتسامه :صفية احسن كتير. صافي بحدة :اسمي صافي وانا جيت مش علشان اناقشك في اسمي. يوسف :طيب جيتي ليه.؟ صافي بسخرية :اولا جيت ابارك لك وثانيا اعرفك انك قادر تكمل حياتك من غيري زي ما قلت لك قبل كده. يوسف بخجل :صفية انا... فقاطعته بيدها لتوقفه عن الكلام وقالت :صافي ووفر كلامك لنفسك لأنك كداب وغشاش. اخذت ديما ترقص مع أصدقائها ثم التفتت لترى يوسف فوجدتها يقف مع فتاة ما فاقتربت لتراها جيدا حتي تعرفت على صافي فاقتربت بغضب ووقفت بجانب يوسف وقالت :لك عين تيجي هنا؟ فقال لها يوسف بحدة :بس يا ديما. ديما وهي تنظر لصافي: لاء مش بس ايه اللي جابها هنا مش خلاص طلقتها تبعد عننا بقى. فابتسمت صافي وقالت :ماتقلقش انا جيت بس ابارك واهني. فقالت ديما ساخرة : اكيد حتموتي انه سابك ورماكي بعد مابقى مالكيش لازمة عنده. رأهم عبدالرحمن من بعيد فاقترب منهم حين قالت صافي لديما :صدقيني انا اكتر واحدة شمتانه فيه دلوقتي لاني خدت منه حاجة غالية جدا بس للأسف هو نفسه ما يعرفش عنها حاجة. ظهر الاندهاش على وجه يوسف حين ديما ساخرة :اوعي تقولي قلبه والهبل ده لأنه طلقة واتجوزني انا. فضحكت صافي وقالت :لا يا حبيبتي قلبه خليته لك لأنه غشاش لكن اللي معيا ده أهم من قلبه. يوسف باستغراب :ايه اللي بتتكلمي عنه يا صفية؟ فنظرت له وهات رأسها وتركته وذهبت وكاد ان يذهب خلفها فامسكه ديما حين ذهب عبدالرحمن خلفها فقالت ديما :رايح فين؟ يوسف برجاء :ارجوك ياديما انا لازم اعرف هي بتتكلم عن ايه. ديما بغضب :يعني حيكون ايه ده كلام علشان تروح وراها. يوسف :طيب بس سبيني ارجوك لازم اتكلم معها. فتركته ديما فاسرعت بالذهاب وقف عبدالرحمن أمام الفندق بعد أن ركبت صافي السيارة التي انطلقت بها حين خرج يوسف وهو يجري ووقف بجانبه وقال له :هي فين؟ عبدالرحمن :مشيت. يوسف :انت عارف هي كانت بتتكلم عن ايه؟ عبدالرحمن :وحعرف منين وبعدين تلاقيها بتقول كلمتين علشان تجرحك بيهم ارجع يلا ما فيش وقت على ميعاد طيارتك يلا يا يوسف. فدخل يوسف الفندق بألم وبالفعل انتهى الزفاف وذهبت العائلتين لتوديع العروسين للمطار للسفر لقضاء شهر العسل وهم في المطار وقف يوسف مع عبدالرحمن حين رأي صافي فجأة ومعها سلمي وايضا سيدة في الأربعينات من عمرها لم يكن يعرفها وقال باستغراب :صفية؟ فالتفت عبدالرحمن الي حيث ينظر ورأهم حين نظر له يوسف وقال له :صفية بتعمل ايه هنا يا عبدالرحمن؟ عبدالرحمن بتردد :هي.. هي قالت لي انها مسافرة. يوسف :مسافرة فين؟ عبدالرحمن :صدقني ما قلتش ليا. يوسف بحدة :يعني ايه ازاي تسافر من غير ما اعرف؟ هي لسه في العدة. عبدالرحمن بحدة :يوسف بطل كلام وكأنك تقدر تعمل حاجة. يوسف بعجز :انا وهي في مصر مش عارف مكانها لما تسافر بلد ما اعرفها اصلا حعمل ايه؟ عبدالرحمن :يوسف اهدي مراتك وأهلها يشفوك. يوسف بحدة :يشوفوني انا لازم الحقها. ثم اسرع الي حيث ذهبت صافي وذهب خلفه عبدالرحمن اخذ يبحث عنها حتى رأها تعبر البوابة الي إحدى قاعات المسافرين فاسرعت ليلحق بها حين منعه الضابط الذي يراجع البسبورات ان يعبر لعدم وجود تذكرة فنادي عليها بصوت عالي فالتفتت باستغراب حين رأته ولكن سرعان ما ابتسمت واشارت له مودعة بيدها ثم اكملت طريقها فنادي عليها مرة أخرى دون جدوى فقد اختفت حين اتي مختار وقال :فيه ايه يا ولاد بتعملوا ايه عندكم؟ فالتفت له عبدالرحمن وقال :ابدا يا عمي بس شوفنا واحد صاحبنا مسافر فكنا بنودعه فقال مختار :طيب يلا نادوا على طيارتكم. عبدالرحمن :احنا جايين اهوه يا عمي يلا يا يوسف. ثم ذهبوا جميعا وبالفعل سافر يوسف كما سافرت صافي كلا الي مكان مختلف واتجاهين مختلفين ورفاق مختلفين.
نهاية البارت التاسع عشر

لست بقربي.......... لكنك في اعماقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن