البارت الثالث والعشرون

408 4 0
                                    


جلست صافي على السرير بعد أن ابدلت ملابسها وأخذت شاور اكثر من نصف ساعة وكأنها تمحي للمساته عنها جلست وهي تنتفض من الغضب من نفسها لضعفها أمامه والمشاعر التي شعرت بها وأخذت تتذكر عندما سقطت بين ذراعيه احست عندما فتحت عينيها ورأته انها تتمنى ان تظل في احضانه الي الأبد اتعوض حرمانه منه كل هذه السنوات شعرت بنبضات قلبها تزداد ويعلو صوتها كرهت ان يتمكن من سماعها وقرات مشاعرها في عينيها التي استسلمت لسحر عينيه التي تعشقها كرهت نفسها وحبها له الذي يضعفها حاولت طوال السنوات ان تتجنب لقائه حتي تستطيع السيطرة على مشاعرها ولكنه اليوم أدركت ضعفها ولكن ما تعبت عليه في السنوات الأخيرة لن تسمح لظهوره في حياتها ان يدمره اخرجها من افكارها طرق على الباب فقالت :ادخل. فاطلت عليها سلمي وهي تبتسم وقالت : صافي يوسف بعت دكتورة علشان رجلك. صافي بحدة : مشيها وعرفيه اني مش عايزة منه حاجه فاقتربت منها سلمي ومدت يدها بورقة فنظرت لها صافي باستغراب وقالت : ايه ده؟ سلمي : اقريها. فاخذتها منها وفتحتها لتقع عينيها على خطه الانيق المنمق وقرأت : عارف انك حترفضي ان الدكتورة تشوفك لان انا اللي باعتها لكن انت ملكي وانا يستحيل اسمحلك تأذي نفسك عشان كده لو فضلتي رافضة انا حجيلك بنفسي وامسكك للدكتورة والحقيقة بقى انا اتمنى من كل قلبي انك ترفضي لو بأيدي كنت عملت النهاردة عيد قومي بس ملحوقة المهم انه عيد عندي وحشتيني جدا..... حبيبك يوسف. لاحظت سلمي عليها تسلل شبح ابتسامة على شفتيها ولكن سرعان ما زالت لتحل محلها ملامح الغضب واتقضت عينيها شرار وأخذت تزم شفتيها بغضب فقالت سلمي :ادخل الدكتورة؟ فلم تجيبها وجمعت الورقة في يدها ثم قذفتها بعيدا فذهبت سلمي وأدخلت الطبيبة التي اقتربت من صافي لتفحص قدمها.
جلس يوسف وهو يتذكر ماحدث من اول ما سمع اسمها الذي يعشق ثم رؤيتها بملابس العمال الذي زادها رقة وطفولة وأعاد إليها ما يحبه بها هو يحبها هكذا بريئة ورقيقة وطفلة اخذ يتذكر كيف وقفت أعلى السلم المتنقل وهي تتفحص الأسلاك وتعمل عمل الكهربائي وكأنها تفهم كل شئ تذكر مشاعره حين سمع صراخها واسراعه لالتقاطها حتى أنه لم يشعر بيده التي ضربت في السلم ولم يشعر بالمها الا بعد ذلك لم يكن الألم مكان في مشاعره حين التقطها بين ذراعيه اراد ان يحبسها في حضنه مكانها الطبيعي والذي من وجهة نظره يجب أن تعود له ضحك حين تذكر عينيها الغابة وهو يحملها وامسك الوسادة التي ضربته بها والتي لم يشعر انه يحملها الا حين وصل غرفته ليأخذها في احضانه وهو يرى فيها حبيبته التي توسدتها للنوم بينما وقف مصطفى وهو يشاهد السعادة التي ظهرت على وجه رئيسه وكيف يضحك ويبتسم مع نفسه فشعر بالسعادة من أجله فقد عاصر فترة كبيرة من حزنه بسبب فراقه عنها شعر يوسف بأن هناك من يراقبه فالتفت وهو يبتسم فراي مصطفى يقف يبتسم فقال له :فيه حاجة يا مصطفى؟ فاقترب منه مصطفى وقال :الدكتورة راحت الهانم زي ما انت أمرت. يوسف : والجواب؟ مصطفى : سلمته لأخت الهانم بنفسي. ابتسم يوسف وهو يتخيل ردة فعلها عندما تقرأ رسالته حين شعر بالالم في يده فقال له : هات لي دكتور ييجي يشوف ايديا. مصطفى: امر معاليك. ثم قال في خبث: وجهز لي اجتماع مع مهندسة الديكور المسؤولة عن المشروع. فضحك مصطفى فهو لم يعرف ان مديره يمكنه ان يكون مشاكس لهذه الدرجة ولكن الآن ما يتحكم فيه هو الحب وليس عقل رجل الأعمال.
جلس عبدالرحمن في مكتبه في الشركة وهو يشعر بالضيق فقد كان لابد له من الذهاب إلى شرم لمتابعة المشروع وايضا لرعاية صافي فهو يعرفها ستنسي نفسها في العمل وسلمي لن تقدر عليها ولكن سفر يوسف المفاجئ عطل سفره حتى أنه لم يعرف أين سافر رن هاتفه فامسكه ونظر لشاشته فقرأ اسم صافي فضغطت زر الفتح ووضعه على اذنه وقال : اهلا حبيبي عاملة ايه؟ ردت صافي بحدة  وهي جالسة على السرير : انت ازاي ما تقولش ليا؟ عبدالرحمن باستغراب : اقول لك ايه؟ صافي : عبدالرحمن ما تستعبطش انت عارف انا بتكلم عن ايه؟ عبدالرحمن : طيب اهدي بس وبعدين عرفيني انت بتتكلمي عن ايه. صافي : ازاي ما تعرفني ان يوسف جاي شرم؟ عبدالرحمن بذهول: يوسف في شرم؟ صافي : يعني انت ما تعرفش؟ عبدالرحمن: صدقيني ما اعرفش انا كنت بجهز نفسي عشان اسافر وفجأة عرفت انه هو مسافر بس فين انا معرفتش. صافي : طيب وبعدين حتصرف معه انا ازاي دلوقتي؟ عبدالرحمن : جري ايه انت صافي مش اي حد واللي وصلتي له يأكد ان لا يوسف ولا غيره يقدر يأثر عليكي. صافي : طيب انت حتيجي امتى؟ عبدالرحمن : اوعدك أن أكون عندك في الحفلة. صافي : اوكي يا عبدالرحمن. عبدالرحمن : انت كويسة؟ فابتسمت وقالت :الحمد لله. عبدالرحمن : اوكي اشوفك على خير. صافي :ان شاء الله. عبدالرحمن :مع السلامه. صافي : الله يسلمك. ثم انزلت الهاتف حين دخلت سلمي وقالت لها :انت كويسة؟ فنظرت لها بضيق فضحكت سلمي عليها فقالت صافي بغضب : انت بتضحك على ايه؟ سلمي وهي تضحك : ههههههه طيب انا ذنبي ايه؟ صافي : يعني مش عارفة ازاي يكون موجود وماتقوليش ليا؟ سلمي : لاء ده ظلم انا ناديت عليك بس الكهربائي اللي جواكي كان مسيطر. ثم قلدتها وقالت: سلمي  بس قلت مش حنزل الا لما اشوف فيه ايه؟ فنظرت لها صافي بغضب فضحكت سلمي وقالت : بس ايه اول ما وقعتي جري عليكي قبل ما تقعي حتى ما اهتمش بأيده اللي ضربت في السلم. فالتفتت لها بخوف وقالت : بتقولي ايه؟ سلمي بخبث :ايه مالك اتخضيت ليه؟ صافي وهي تدعي الا مبالاة : عادي يعني. سلمي :طيب. صافي :هو ضرب ايده جامد؟ سلمي بخبث : يعني. صافي :احسن يستاهل. فضحكت سلمي وقالت : حرام عليكي يا شيخه الرجل كان حيتجنن عليكي وكمان باعت لك دكتورة لحدك. صافي : مهما عمل عمر ما حيقدر يغير اللي عمله فيا. فنظرت لها سلمي بحزن حين رن هاتف الغرفة فرفعت سلمي السماعة وقالت : الو ايوا مين؟ ثم نظرت الي صافي وصمتت قليلا ثم قالت : حاضر حبلغها.... اوكي مع السلامة. ثم وضعن السماعة فقالت صافي : مين؟ سلمي وهي تبتسم بخبث: ده مساعد يوسف بيبلغك باجتماع طارئ مع رئيسه. صافي : ابقى روحي شوفيه عايز ايه. سلمي بخبث: بس هو مبلغ ان انت اللي تحضري الاجتماع. صافي بحدة : مش بمزاجه. سلمي : انا ببلغك اللي هو قاله. صافي : الاجتماع ده امتى؟ سلمي :النهاردة في مطعم الفندق الساعة 8 صافي :اوكي حروح..
جلست قسم في غرفتها أمام النافذة وهي تمسك كتاب وترتدي نظارات طبية وتقرأ فيه حين طرق الباب فقالت : ادخل. ففتح الباب ودخل عبدالرحمن واقترب منها وقال: انا انت عارفة ان يوسف سافر شرم؟ قسم دون أن تنظر له : ايوا. عبدالرحمن :وانت طبعا صاحبة الفكرة. قسم :ايوا. عبدالرحمن بحدة :ليه يا انا انت عارفة ان صافي مش عايزة تقابله ليه تدخلي بينهما؟ فنظرت له قسم  وقالت بحدة : صوتك ولد أعلى على انا؟ عبدالرحمن بخجل :اسف يا انا بس انت ليه ادخلتي؟ قسم وهي تغلق الكتاب :هما لازم يحصل مقابلة مين عارف يمكن يحصل تفاهم. عبدالرحمن بضيق :بس يا انا... فقاطعته وقالت :انت مش تدخل بينهما سيبهما مع بعض انت عارف ان احسن للجميع انهما يرجعوا سوا. فلم يجيبها فقالت بخبث: قول لي سلمي عامل ايه معاك؟ عبدالرحمن بضيق : يا انا. فابتسمت قسم وقالت :سلمي ديه بنت جميل. ثم قالت وهي تنظر له من تحت النظارات :اتمنى يكون حفيد انا. فابتسم عبدالرحمن وهز رأسه حين ضحكت قسم وقال :انت يا انا فيكي خبث يلا سلام. ثم خرج من الغرفة فتنهدت قسم بضيق وقالت :خساره عبدالرحمن وجه مشاعر الشخص الخطأ.
في تمام الساعة الثامنة وصلت صافي الي مطعم الفندق وهي ترتدي طقم عملي جاكيت وبنطلون باللون الزهري وحقيبة وحذاء متوسط الكعب باللون الكحلي وترتدي حجاب مشجر يجمع بين اللونين ودخلت وهي تعرج قليلا بقدمها ولكنها وجدت المطعم فارغ فبدا الاستغراب على وجهها حين اقترب منها مصطفى وقال :اتفضلي معاليكي الباشا في الفرندة. فتنهدت في ضيق ثم ذهبت خلفه الي باب كبير وفتحه أمامها لتجد ممر مفروش بالورد الأحمر وله جدران من فروع الورد ووصلت لأذنها موسيقى هادئة توقفت صافي للحظات وكادت ان تعود حين وقف أمامها مصطفى وقدم لها باقة من الورد الحمراء فاخذتها منه ثم أشار لها بيده ان تتقدم وهو ينحني لها فتقدمت قليلا لتجد صفين من الفتيات يحملون سلال من بتيلات الورود واخذوا يقذفون البتيلات عليها وهي تمر بينهما شعرت بالضيق والتوتر من محاولاته ارضائها وتخشي ان تستسلم أمامه ورأته أمامها يقف بحلته السوداء الرائعة والتي زادته جمالا وسحرا يقف في نهاية الممر وحوله شكل قلب ♥ من بتيلات الورود وحوله غلف القلب بالشموع وقفت صافي تنظر له بتردد بينما ابتسم هو بخبث فهو صاحب فكرة هذا الاستقبال ليكون هو نهايته وهذا تأكيد منه على أن نهايتهما معا ولكن نظرت التحدي التي ظهرت في عينيها هزت ثقته اما هي فقد اقتربت منه خطوات قليلة حتى فصلت بينهما خطوات اقل ثم اقتربت من الشموع وعبرتها خارجة من قلبه الوردي ووقفت وهي تبتسم بتحدي بينما هو اخذ أنفاسا عميقة لتهدا مشاعر غضبه التي اشتعلت من فعلتها ورفضها له تنهد مرة أخرى ليهدأ ثم خرج هو أيضا من الشكل واقترب منها ثم امسك يدها رغم اعتراضها ومقاومتها له ولكنه امسكها بقوة حتى تالمت فهدأت مقاومتها فقلت قوته على يدها أخذها ليقتربا من  طاولة مزينة تقع بجوار الحافة تماما ليري الجالس عليها البحر دون عناء نظرت الطاولة المزيونة بالشموع والورود وقالت له : ايه كل اللي انت عامله ده؟ يوسف وهو يبتسم :النهاردة عيد وكان لازم نحتفل. صافي بحدة : افتكر اني جاية اجتماع مش احتفال؟ فجذب يوسف لها الكرسي لتجلس وقال: حبيت احتفل معاك كمان الاجتماع. جلس أمامها حين قالت : خير ايه سبب طلبك الاجتماع؟ يوسف وهو يشير بيده للنادل الذي يقف بعيدا: طيب الأول بس نطلب العشا. فهزت الرجل رأسه ثم اقترب منهما حين قالت : انا ما بتعشاش. يوسف وهو يبتسم : مش ممكن كنت اعرف واحدة كانت بتقوم من النوم عشان تاكل حتى من خوفي عليها تقع بالليل وهي نازلة السلم جيبت لها تلاجة القوضة. صافي بحدة :اكيد كان عندها سبب زي انها كانت حامل فنظر لها يوسف بألم حين اكملت :وخوفك عليها انها تقع ممنعش انها وقعت شر أعمالها بسبب غبائها. شعر يوسف بالضيق وتنهد وقال وهو ينظر إلى ما ترتدي وهو ما يتسم بالرسمية عن ما كانت ترتدي سابقا وقال : كل حاجة اتغيرت حتى لبسها فين رقتها وحنيتها قلبها الأبيض. صافي :قلبها الأبيض ممنعش انها تتكسر وتتحطم وحبها اللي كان مالي حياتها يتحول لكره. يوسف بألم :صفية. فنظرت له بغضب فاكمل بألم : وحشتني قوي. فابتسمت صافي بخبث وقالت : الله يرحمها ابقى أقرأ لها الفاتحة. يوسف بتحدي :بعد الشرعنها بكرة ترجع لي حبيبتي مراتي. صافي :الميت مش بيرجع مراتك ماتت مع ابنك. شعر يوسف بالالم لتذكره حملها حين نظرت هي الي النادل الذي وقف بجانبهما وقالت :عايزة سلطة خضرة. ثم نظر ليوسف فأشار له بيده ان يذهب فذهب النادل فقالت وهي تبتسم : ايه مالك نفسك انسدت من الذكريات؟ يوسف :عمري كل ذكرياتها معيا احلى ذكريات حياتي. شعرت صافي بدموعها تهدد بالنزول فاغمضت عينها وتنهدت ثم قالت :طيب ادينا استرجعنا الذكريات وكمان طلبنا العشا ممكن اعرف ايه هي تعليقاتك على شغلي. امسك يوسف كوب الماء الموضوع على المائدة ورشف منه قليلا فظهرت يده التي يلفها برباط فلانت ملامحها وتذكرت كلمات سلمي حين قالت: بس ايه اول ما وقعتي جري عليكي قبل ما تقعي حتى ما اهتمش بأيده اللي ضربت في السلم. قالت بتردد: احمممممم سلامة ايدك. فابتسم ونظر الي يده وقال : فداكي. صافي :اممم المهم دلوقتي انا مع مهندسين الشركة بتاعتي وعبدالرحمن ومدير المشروعات في شركتكم وكمان مهندس المشروع. يوسف : كل اللي انت بتقوليه ده انا عارفه كويس لكن انا ليا نقض واحد بس. صافي : اللي هو ايه؟ يوسف : اللي حصل النهاردة ما يتكررش. صافي : ايه اللي حصل النهاردة؟ يوسف :انت كنت بتعملي ايه على السلم؟ صافي :عادي كان فيه مشكله وكنت بساعد. يوسف :مشكلة في الكهربا مش في الديكور. صافي: اللي اقدر اعمله حعمله. يوسف :صح اعملي اللي تقدري عليه ورجلك تتجرح وايدي كمان. صافي :ما حدش قال لك انقذني. يوسف :ما اقدرش اشوف روحي بتطلع وما امنعهاش. صافي :المرة الجاية سيبها تطلع. يوسف :لاء ما هو مش حيبقى فيه مرة ثانية. صافي :مش بمزاجك انا متعودة اساعد في كل شغلي وحستمر. يوسف :مش حيتكرر اللي بقوله تسمعيه. صافي بحدة وتحدي :وفر اوامرك لنفسك ومراتك لما تتجوز إنما أنا حرة نفسي. قطع كلامها رنين هاتفها فنظرت الي شاشته فابتسمت وضغطت زر الفتح ووضعته على اذنها وقالت : حبيبي وحشتني. ثم نظرت ليوسف الذي اتقدت عينيه شرار فوقفت وقالت : ايوا خليك معيا ثم ابتعدت عنه وأخذت تتحدث في الهاتف تحت نظراته الغاضبة واخذ يزفر بغضب وهو يرى ابتسامتها التي لم تظهر مطلقا خلال وجودها معه مطلقا بينما الان لم تفارق وجهها. ثم انهت الاتصال واقتربت منه وجلست وقالت : سوري كنا بنقول ايه؟ فلم يجيبها فابتسمت وقالت : اه انا بحب اساعد في شغلي وده مش حيتغير. يوسف بحدة :لو شوفتك بتعرضي نفسك للخطر تاني حسحب المشروع منكم. صافي ببرود: مش بمزاجك احنا بينا عقود وشرط جزائي وما افتكرش انك بايع سمعتك في السوق عشان تعمل مشاكل مع شركتنا. ثم وقفت وقالت: عن اذنك. فامسكه يدها فنظرت له بغضب وقالت :سيب ايدي. يوسف: مين كان بيكلمك؟ فجذبت يدها وقالت : رغم ان ده ما يخصكش بس حرضي فضولك. ثم ابتسمت وقالت :اللي كنت بكلمه ده حبيبي شمعة حياتي نفسي اللي بتنفسه وعمري كله ملكه هو بس. يوسف بغضب : مش من حقك ولا من حق أي حد انه يبص لك انت ملكي انا. فضحكت بسخرية وقالت :عقد ملكيتك ليا انت فسخته صحيح كان من غير شرط جزائي بس كان في مصلحتي كملت دراستي وبشتغل وكونت مستقبلي وعشت حياتي وكمان عندي انسان هو كل دنيتي. يوسف بحدة : حترجعي لي انا. فهزت رأسها حين حضر النادل ليضع طبق السلطة أمامها فقالت ساخرة : جيت في وقتك. ثم اخذت الطبق ووضعته أمام يوسف وقالت : كل السلطة ديه حتروق دمك بعد اذنك حروح انام عندي شغل كتير الصبح. ثم تركته وذهبت فامسكه الطبق وقذفه بغضب ليسقط أرضا وينكسر الي قطع ويصدر صوت عالي. خرجت صافي من الفرندا وفزعت حين سمعت صوت كسر الطبق ووقفت حين اسرع مصطفى للداخل بينما هي أطلقت لدموعها الحبيسة العنان لتنزل بحرية وخرجت تجري من المطعم. اقترب مصطفى من يوسف وقال له : فيه حاجة يا باشا؟ فنظر له يوسف بغضب وقال : عايز اعرف كل حاجة حصلت في حياتها من يوم ما سافرت. مصطفى :امر معاليك حكام مكتبنا في القاهرة يستلموا عن كل أخبارها. يوسف : خصوصا اي رجل في حياتها. مصطفى : امر معاليك. يوسف في نفسه :لازم اعرف مين اللي في حياتها لازم يبعد عنها مهما كلف الأمر.
جلست سلمي على السرير بملل تقلب في قنوات التليفزيون بالريموت كنترول ثم رمت الريموت بملل وقالت :ايه الملل ده زمان صافي مبسوطة بالسهرة وانا هنا اخر ملل. لم تكد تكمل جملتها حين فتح الباب ودخلت صافي وهي غاضبة والقت حقيبتها ثم دخلت غرفة الملابس فابتسمت سلمي وقالت :اممممممم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته شكل عيني منزلتش الأرض. وبعد قليل خرجت صافي بعد أن ابدلت ملابسها ثم اقتربت من السرير دون أن تتحدث واستلقت وتلحفت بالغطاء حتى لم يظهر منها حتى شعرها فقالت سلمي بخبث: وانت من اهله. وكأنها فتحتها لتتحدث فانتفضت صافي من تحت الغطاء وقالت بغضب : انسان وقح وماعندوش دم. سلمي بخبث :هو مين ده؟ صافي : هو فيه غيره؟ معالي يوسف باشا. فابتسمت سلمي وقالت :عمل لك ايه؟ صافي : قال ايه ممنوع اعمل شغل العمال وكمان ما اعملش غير شغلي. سلمي : الرجل عنده حق. فنظرت لها صافي بغضب فقالت سلمي : ايه بتبصي لي كده ليه؟ انت عجبك اللي حصل لك النهاردة؟ فلم ترد فاكملت :ماشي بتعملي شغلك ومش عايزة حاجة تأثر بس فيه ناس متخصصة تعمل الشغل ده ليه تتعبي نفسك وهما يخدوا فلوس من غير تعب؟ فلم ترد فقالت : وايه اللي حصل تاني؟ صافي : بيقول لي مش من حقي اعيش حياتي. سلمي باستغراب : يعني ايه؟ صافي :يعني مش من حقي احب حد تاني. سلمي بخبث: وانت عندك شك انك ممكن تحبي حد تاني؟ فلم ترد وتنهدت بألم فاكملت سلمي : انا وانت عارفين انت بتحبيه قد ايه وانك رغم ان فيه ناس كتير في حياتك عمرك ما فكرتي في حد غيره. صافي ودموعها تنزل على وجهها : بس يا سلمى ده جرحني وتخلي عني في اكتر فترة كنت محتاجه له فيها ومش بس كده ده اتجوز ديما اكتر انسانة ذلتني واهنتني راجع بعد السنين ديه كلها عايزني ارجع له بس ده بعده عايزنا نرجع زي زمان قل للزمان يا زمان. سلمي : بس ما تنسى يا صافي انك لك يد في بعده عنك. صافي بحدة : كنت عايزة مني ايه أوافق ان جوازنا يتقلب في السر علشان امه وهو يروح يتجوز ويعيش حياته. فلم ترد سلمي حين اكملت صافي : انا ويوسف مافيش حاجة تجمع بينا تاني. سلمي :طيب خلاص اهدي ولو تحبي ترجعي القاهرة وانا اكمل هنا ما فيش مانع. فهزت رأسها برفض وقالت : مش دلوقتي بعد الحفلة على الاقل انت عارفة ان كمان الشركاء اللي جايين دول لينا معهم اتفاقية لازم اكون موجودة. سلمي :طيب ويوسف؟ صافي : لازم انسى اني شوفته وبعد كده ارجع حياتي وهو يخرج منها. سلمي : وتفتكري هو حيسيبك بعد ما لقاكي. صافي بحدة : مش علي كيفه لازم البيه يخرج من حياتي انا مش حسمح له يدمر اللي بنيته.
في مطعم راقي في القاهرة جلس طارق ومعه ديما الي طاولة العشاء ولكن المطعم لم يكن خالي كحال مطعم يوسف حين اخذت ديما تتلذذ بالطعام بينما اخذ طارق يتاملها وهو يبتسم فرفعت له عينيها وقالت : بتبص لي كده ليه بتعد عليا الاكل؟ فضحك طارق وقال : لاء بس بتفرج عليكي وانت بتاكلي. ديما : طيب مش بتاكل ليه؟ طارق : شبعت لما شوفتك بتاكلي. ديما : ياه للدرجة ديه شكلي وحش؟ طارق : بالعكس جميلة جدا وجذابة جدا. فشعرت ديما بالخجل ثم قالت :وبعدين معاك انت حتفضل تعكسني كده كتير؟ طارق بخبث : اعمل ايه حد يشوف قمر وما يعكسهوش؟ ديما : اممممممم ماشي ياسيدي. طارق : قل لي لسه والدتك بتحاول معاكي عشان ترجعي ليوسف؟ فظهر الضيق على وجهها وهزت رأسها اي نعم فقال: طيب وبعدين؟ ديما : هي مش قادره تفهم ان انا وهو ما ننفعش مع بعض هو عمره ما حبني. طارق : عارفة ان يوسف شاف صفية؟ ديما باستغراب : مش ممكن وايه اللي حصل؟ طارق :ابدا ما عرفها ومشت انا اللي قلت له عليها. ديما : معقولة بيحبها الحب ده كله ولما شافها ما عرفها؟ طارق : ده اللي حصل. ديما : انت بتوصف لي فيها مش مصدقة ان هي اتغيرت بالشكل ده. طارق : ديه الحقيقة انا ما عرفتها الا لما اتكلمت معها بقت انسانه تانية مختلفة تماما ثقافة ايه واناقة ايه اللي يشوفها بتصورها عارضة أزياء. ديما : هي شغالة ايه؟ طارق : مهندسة ديكور. طارق : علشان كده فنها أثر عليها يا بختها. طارق: يا بختها عشان يوسف بيحبها؟ ديما : لاء طبعا عشان قدرت تعمل لنفسها كيان وده اللي انا بحسدها عليه فعلا. طارق : وليه ما تعمليش زيها؟ ديما : لسه بعد عمري ده كله؟ طارق: اللي يسمعك يقول عمرك خمسين وانت لسه تلاتين سنة. ديما : حتي لو فكرت حعمل ايه يعني؟ طارق : عندك مثلا شركات والدك ولو مش عايزة انا مرحب بيكي في شركتي. ديما : شركة يوسف؟ طارق بحدة خفيفة : شركتي انا يا ديما يوسف ما لوش فيها حاجة. ديما وقد لاحظت غضبه : اسفة مش قصدي وخلاص عشان خاطرك حجرب. فابتسم طارق وقال : اهم حاجة ما ترجعيش في كلامك. ديما : اطمن مش حرجع في كلامي فابتسم وقال: طيب يلا كملي اكل. فابتسمت بسعادة
تبقى على موعد الحفل يومين تجاهلت فيهما صافي يوسف تماما وهو لم يحاول فرض نفسه عليها حتى لا تتضايق منه وأخذت تجهز للحفل وتساعد في كل الأمور وهو ولأنه يعرف عنادها امر مصطفى ان يكلف حارسين بملاحقتها دون أن تلاحظ لتمنعا عنها أي أذى وكانت سلمي تساعدها وفي نهاية اليوم السابق للحفل أمرت صافي بإخلاء قاعة حمام السباحة المغطاة الموجودة بالفندق وبالفعل تم ما أمرت به والغرفة الملحقية به بدلت ملابسها بمايوه ونزلت الي الماء لتسبح قليلا بينما وقفت الحارستين خارج القاعة وبعد مرور بعض الوقت نزل يوسف وخلفه مصطفى واقترب من الحارستين وقال : الهانم لسه جواه؟ فردت احداهنا وقالت : تمام معاليك لسه جواه. يوسف وهو يحدث نفسه : بقى لها كتير كل ده بتعمل ايه؟ وفجأة سمعوا صوت صراخ قادم من الداخل فقال الحارستين: تعالوا ورايا بسرعة. فاسرعت الداخل وهما خلفه بينما وقف مصطفى في الخارج. اسرع يوسف الي ال اخل ليصدم بصافي وهي تحاول ارتداء روبها فوق المايوه لتخرج من المكان فاخذها بين ذراعيه فنظرت له بفزع ثم هدأت وقالت وهي ارتمي في احضانه : يوسف الحقني. فضمتها اليه وقال :فيه ايه حصل لك ايه؟ صافي وهي ترتعش :فيه واحد ووو كان بيبص عليا وانا في البسين. يوسف : طيب اهدي انت شفتي وشه. فهزت رآسها التي دفنتها في صدره فقال؛ طيب اهدي انت في امان. ثم نظر بعيدا حول البسين
ياترى مين اللي بيحاول يخوف صافي ويوسف حيلقيه؟
نهاية البارت الثالث والعشرون

لست بقربي.......... لكنك في اعماقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن