مرت عدة ايام لآخر لقاء بين يوسف وصافي لم يحاول خلالهم فرض نفسه عليها فهو يعلم انها تمر بمرحلة من الانهيار النفسي لذا فضل تركها لبعض الوقت حتى تستعيد توازنها مرة أخرى فهو يريدها قوية من أجله ومن اجل أطفاله ولكنه لم يحرم نفسه من أطفاله فاخذ يتقرب منهما ليجعلهما يعتادا عليه وخاصتا يزيد الذي يشعر بنفوره منه حاول اغداقهما بالهدايا والألعاب وزيارات المستمرة للنادي وتشجيعهما كما اخذ يتابع مع مدربهما مستوياتهما في الرياضة كانت كل هذه الأمور تصل صافي ولكنها لم تحاول منعه من ما يفعل وفي يوم ذهب الي مدرستهما وتعرف الي المديرة وعرفها على نفسه انه والدهما ورحبت به كثيرا واخبرته بكل ما يخص الطفلين وبعد ذهابه رفعت سماعة هاتفها وطلبت رقم صافي والتي جلست في غرفتها تتصفح احد التصاميم المقدمة من اخد مهندسي شركتها خاصة بأحد المشاريع اخذت تتصفحه على الاب توب الخاص بها حين رن هاتفها فاخذته ونظرت الي شاشته ورأت المتصل هو مدرسة طفليها ففتحت الهاتف ووضعته على اذنها وقالت :اهلا مس ليلى ازاي حضرتك؟ لتجيبها ليلى مديرة المدرسة قائلتا: اهلا مدام صافي اخبارك ايه؟ صافي : الحمد لله اتمنى يكون اتصالك خير الولاد عملوا شقاوة ولا ايه؟ فابتسمت ليلى وقالت: انت عارفة ان ولادك ملايكة مهما كانت شقاوتهم. فضحكت صافي وقالت : ههههههه طبعا ملايكة اسألني انا قربت اسيب لهما واهرب. ليلى: ربنا يخليهما لك. صافي : مرسيي لذوقك خير يا مس ليلى؟ ليلي: الحقيقة حصل حاجة كده النهاردة بخصوص الولاد وفكرت اني لازم اكلمك. صافي بقلق: خير؟ ليلي: والدهما جا لي النهاردة. صافي بلهفة : يوسف؟ ليلي: بالظبط يافندم سأل على الولاد وعرفني بنفسه وشوفت idبتاعه فتأكدت انه هو والدهما فعلا. صافي :صحيح هو والدهما حضرتك عارفة اني منفصلة عن والدهما من سنين وهو كان مسافر ورجع قريب فأكيد حب يتعرف على ولاده ويتابعهما. ليلى بتفهم: طبعا مفهوم بس اتمنى ان وجوده ما يسببش تشتت للولاد لان ده حيأثر على حالتها النفسية. صافي :طبعا مع حضرتك كل الحق بس ان شاء الله كل حاجة حتكون بالتفاهم بيني وبينه. ليلي: طبعا ده لمصلحة الولاد. صافي :اكيد. ليلي: اسفة لتدخل بس ده شغلي صافي وهي تبتسم :اكيد يامس ليلى ولايهمك. ليلي: اوكي يا مدام صافي مع السلامة. صافي :مع السلامة. ثم انزلت هاتفها وتنهدت وقالت :وبعدها لك يا يوسف؟ دخلت سلمي عليها وهي تلعب بهاتفها وقالت :صافي خلصتي التصاميم ولا لسه؟ فلم تجيبها فرفعت وجهها عن الهاتف ونظرت الي صافي لتجده شاردة فاقتربت منها وقالت : صافي مالك؟ انت كويسة؟ فلم تتلقى منها حتى التفاتة فربتت على كتفها لتلتفت إليها صافي بفزع وقالت :اااااه. ثم وضعت يدها على صدرها لتهدئ نفسها فقالت سلمي : بسم الله عليك انا سلمي. فهزت صافي رأسها فقالت سلمي : مالك فيه ايه؟ سرحانة ليه؟ فتنهدت صافي وقالت :يوسف. سلمي باستغراب :ماله يوسف؟ كلمك؟ فهزت صافي بالنفي وقالت :لاء ابدا. سلمي : طيب ايه؟ صافي :مس ليلي لسه مكلماني. سلمي باستغراب :مديرة المدرسة؟ صافي : هي. سلمي :ليه؟ صافي :يوسف زار المدرسة النهاردة. سلمي :وبعدين ناوية تعملي ايه؟ صافي :مش عارفة لسه. سلمي :انت لازم تقابليه ياصافي هو كده كدا في حياة الولاد يبقى لازم تقعدوا مع بعض واتفقوا على قواعد عشان ولادكم. صافي :لازم. لم تكمل كلامها لتدخل عليهما الخادمة رانيا وقالت: يوسف بيه تحت عايز يقابلك. فنظرت صافي لسلمى باستغراب فنظرت سلمي لرانيا وقالت: الولاد فين؟ رانيا :لسه جايين حالا من النادي. سلمي :خلي هند تاخد الولاد قوضتهم ودخلي يوسف بيه المكتب وشوفيه يشرب ايه لحد ما الهانم تنزل. رانيا :حاضر. ثم تركتهما وخرجت فجلست صافي بتوتر بينما قالت سلمي :شكله المدة اللي فاتت كان سايبك لما أعصابك تهدأ. صافي بتوتر: خايفة جدا ياسلمي مش عارفة حعمل معه ايه لو فكر ياخد الولاد. سلمي :اهدي يا صافي لا يقدر يخدهم ولا حاجة الولاد ما يعرفهوش. صافي :يوسف عمره ما حيسكت ياسلمي اني خبيت عنه ولاده. سلمي :قلت لك مش حيقدر يعمل لك اي حاجة لازم تخليكي قوية وتوجهيه. فوقفت صافي وتسلحت بالقوة ثم خرجت لمقابلة يوسف فامسكت سلمي هاتفها لتطلب رقم ووضعته على اذنها. في المطار اخذ حقيبته من على السير وحملها على كتفه حين رن هاتفه فاخرجه من جيبه ونظر " شاشته ليجد سلمي فأسرع ليرد عليها وقال :ايه يا بنتي؟ سلمي :وصلت ولا لسه يا عبدالرحمن؟ عبدالرحمن وهو يخرج من المطار ويشير ال سيارة تاكسي: انا لسه خارج من المطار. سلمي :تيجي على هنا حالا. عبدالرحمن وهو يستقر في السيارة لينطلق بها السائق :ايه يا بنتي اللي حصل لكل ده انت كلمتني امبارح وقلت لي اني لازم انزل رغم ان كان لسه عندي شغل ده حتى يوسف مش عارف اني راجع النهاردة. سلمي :يوسف عرف عن الولاد. صدم عبدالرحمن من الخبر وقال: انت بتقولي ايه؟ سلمي :زي ما انت سامع. عبدالرحمن :وعرف ازاي؟ سلمي :مش عارفين بس عمل حوار كبير وافتكر انه ده سبب انه سفرك لندن. عبدالرحمن :وصافي عاملة ايه؟ سلمي :اكيد تعبانة انت عارفها روحها في ولادها وخايفة جدا يوسف ياخدهما منها. عبدالرحمن :طيب جاي لكما حالا. سلمي :اوكي يوسف كمان هنا. عبدالرحمن :وصافي قابلته ولا لسه؟ سلمي :نزلت دلوقتي. عبدالرحمن :ماشي انا مسافة السكة وحكون عندكما. سلمي:اوكي مع السلامة. في نفس الوقت في المكتب وضعت رانيا القهوة أمام يوسف الجالس على الكرسي المواجه للمكتب وظهره للباب فقال لها: شكرا. فانحنت رأسها قليلا وتركته وخرجت حين دخلت صافي ووقفت قليلا خلفه لم تتقدم وهي تشعر بالتوتر شعر يوسف بها ولكنه لم يريد اجبارها على شئ ارادها قوية لا يريدها ضعيفة تشجعت وأخذت أنفاسها بعمق ثم تقدمت منه ووقفت أمامه وقالت :اهلا يا يوسف. فوقف يوسف ومد يده وقال :اهلا يا صفية. نظرت ليده وقالت :انا اسفة انت عارف اني مش بسلم. فابتسم يحزنه انها لم تسلم عليه لاعتبارها له انه غريب ولكنه سعيد لعدم ملامسة اي رجل ليدها فانزل يده فقالت وهي تشير الي حيث كان يجلس :اتفضل اقعد. فجلس يوسف حين ذهبن هي وجلست على الكرسي خلف المكتب لتستمد قوتها من موقع القيادة ثم قالت :خير يا يوسف؟ طالب نتقابل ليه؟ يوسف بجمود: افتكر ان بينا حساب لازم نصفيه. صافي ببرود: حساب ايه؟ يوسف بحدة :ولادي. صافي وهي تمثل البرود: مالهم الولاد؟ يوسف :بلاش البرود ده ياصفية. ثم اكمل بصوت عالي :ازاي طوعك قلبك تحرميني من ولادي ازاي؟ صافي :انا كنت بحمي ولادي منك. يوسف بغضب :ولادي كان زمانهما عايشين معيا وفي حضني. صافي وهي تنتفض واقفة بغضب وضربت المكتب بيدها :ايوا بس مش في حضني انا وياعالم كانوا حيبقوا عارفني ولا لاء. يوسف باندهاش :ايه اللي انت بتقولي ده؟ اخذت تتحرك في الغرفة وهي تقول بالم: تنكر انك انت ووالدتك كنتوا بتخططوا ازاي تخدوا ابني مني اللي لسه كان في باطني وتتجوز الهانم اللي كانت مناسبة ليك والولد يكون معها. وقف يوسف أمامها بغضب وقال وهو يمسك ذراعها: ما حصلش ده كان كلام ماما. جذبت ذراعها من يده بعنف وقالت :ماتلمسنيش. ثم كتفت يدها أمام صدرها وقالت ساخرتا بالم: وحتى لو كلام والدتك. ثم اكملت وهي تشير اليه بتقليل من شأنه: انت كلك كده بتتحرك بكلمة منها. يوسف بغضب لتقليلها من شأنه فهو لن يسمح لها هي بالأخص ان تراه بصورته الضعيف :اخرسي ما تقولي كده. فابتسمت ساخرة وقالت :الحقيقة بتوجع مش كده؟ فلم تتلقى اي رد منه فاكملت بألم وقد تجمعت الدموع في عينيها: حتي بعد ما عرفت اني اجهضت كان ممكن تواسيني وتفضل جانبي. يوسف :انت اللي منعتني عنك وعن زيارتك. صافي بابتسامه ألم وسخرية: ما كنتش حابة اشغلك عن ترتيبات جوازك انا كنت بالنسبة لك مجرد ممرضة ومهمتي انتهت. يوسف :انت كنت مراتي. صافي بالم: غلطة نسينا نفسنا ونسيت مكاني والدليل بعدك عني اول ما حصل. امسكها من ذراعيها بغضب رغم مقاومتها :ماتقوليش عن حبنا غلطة. ثم نزلت دموعه واكمل :ديه كانت احسن حاجة حصلت لي في حياتي. شعرت صافي بالالم من أجله ولكنها تظاهرت بالبرد وقالت بعد أن جذبت ذراعيها منه:لاء غلطة وانت حاولت تصلحها بطريقتك وانا صلحتها بطريقتي. يوسف بألم :قلت لك ما تقوليش كده انا عمري ما حبيت حد غيرك. صافي :ماتكذبش على نفسك انت لا بتحبني ولا حبيتي. يوسف بالم: اقسم لك حبيتك وما حبيتش في حياتي حد غيرك. صافي وهي تهز رأسها بانكار :مش صحيح لنت سيبتني في اكتر وقت انا كنت محتاجاك فيه. يوسف بحدة :مش صحيح انت اللي منعتني من زيارتك وطلبتي الطلاق. فضحكت بسخرية ودموعها تنزل على وجهها وقالت :ولما سمحت لك بزيارتي عملت إيه؟ ولا قلت لي ايه؟ لم يرد عليها فقالت :قسمت ضهري واكدت لي اني ولا حاجة بالنسبة لك وان اللي كان بينا غلطة. كاد ان يتحدث ولكنها قالت :طلبت مني اننا نكون في السر بعيد عن والدتك وانت تروح تتجوز على مزاجك. ثم ضحكت ساخرتا وقالت :تخيل اني كنت بفكر مع نفسي اني ظلمتك لما قلت لك لن ابنك مات بس انت أكدت لي اني عندي حق وتأكدت اني صح اكتر لما طلقتني بأمر والدتك. يوسف بغضب :انتي السبب لو كنت اعرف انك لسه حامل عمري ما كنت بعدت عنك. صافي بألم وهي تبكي :بطل كدب مصيري معاك اني اكون مراتك في السر وولادي في حضن واحدة تانية. يوسف :صدقيني انا عمري ما كنت حعمل كده واحترمك من ولادك. صافي :مش صحيح انت ماشي بأمر والدتك وعمرك ما كنت حتنصفني. يوسف بغضب :تقومي تحرميني من ولادي؟ صافي :ولادك عاشوا معيا احسن عيشة وعمر ما حاجة نقصتهما. يوسف :كان ناقصها اهم حاجة ابوهما. صافي بحدة :كان عندهما اللي مكانك وانت وولايفرق وجودك من عدمه. كان فيه عمهما وفيصل وكمان جدي كلهما كانوا معاهما. اشتعل غضبا حين تخيل وجود فيصل او عبدالرحمن مع ولديه دونه واخذهما حقه ومكانه فامسكها من ذراعها بغضب وقال :انا ما حدش يقدر ياخد مكاني لا في حياتهما ولا حياتك. واخذ يصر على الكلمة الأخيرة جذبت هي يدها وقالت بغضب :اخر مرة ححذرك ما تلمسنيش انت مش من حقك تلمسني. يوسف :ما تقلقيش حقوقي كلها حترجع. صافي باندهاش :تقصد ايه؟ يوسف بابتسامه خبيثة: قصدي ان من حق الولاد انهما يكملوا حياتهما مع ابوهما وامهما. صافي :يعني ايه؟ يوسف :يتجمعوا في عيلة متماسكة. صافي بغضب :انت اتجننت. يوسف : لاء ما اتجننتش وده اللي حيحصل وانتي ما لكيش حق الاعتراض. صافي :بتحلم. يوسف :ولادي لازم يعيشوا معيا. صافي :ولادك موجودين الوقت اللي يناسبك تيجي تشوفهما. يوسف :ولادي واحد بيكرهني وبيخاف مني والتاني فاكرني واحد غريب وبيقول لي يا عمو.؟ صافي :ولادك موجودين وزي ما قلت لك تقدر تشوفها في اي وقت. يوسف :مش حسمح لك تبعديني عن ولادي اكتر من كده ولادي لازم يعيشوا معيا. صافي بحدة :بعينك ولادي حيفضلوا معيا وانت تيجي تشوفهما. يوسف :ده ما يكفنيش انا معيا ابوسهما قبل النوم وأصبح على شقاوتهما كل يوم ومش هما بس انت كمان لازم ترجعي لي. صافي بحدة :انت بتحلم انا يستحيل ارجع لك. يوسف بخبث: يبقى زي ما حرمتيني منهما ححرمك منهما. صافي بحدة :مش حتقدر. يوسف :حخدهما منك وانت اللي حتيجي تترجيني ارجعك. صافي بالم ودموعها على وجنتيها :مش حيحصل ما فيش قوة على وجه الأرض حتقدر تاخدهما مني. يوسف :حرفع عليكي قضية وحكسبها واخد ولادي. صافي :مافيش اي سبب يخلي اي قاضي يحكم لك بالولاد. يوسف بغضب :لاء فيه انت خبيتي عني ولادي من ولادتهما وحرمتيني منهما. صافي بسخرية بين دموعها :ماحدش حيصدقك الولاد باسمك وكل اوراقهما ومعاملاتهما اخوك اللي قايم بيها ما افتكرش ان حد حيصدقك ان اخوك يعرف بوجودهما وانت لاء. شعر يوسف بالغضب واشتعلت عينيه اكثر وقال: حخد الولاد منك أن شاء الله حتى لو اطلعك مجنونة. اشتعلت غضبا وقالت :أعلى ما خيلك اركبه. ثم خرجت من الغرفة فاغمض عينيه بألم حين سمع صوتها وهي تنادي الطفلين ففتح عينيه في ذهول وأسرع للخارج ليجدها تقف أسفل السلم وهي تنادي الطفلين بينما تقف بجانبها صفية الكبيرة وهي تقول :مالك بس يا بنتي عايزاها ليه؟ فلم ترد وأخذت تنادي وتقول :يزن يزيد انزلوا لي هنا تحت. فاقترب منها يوسف وجذبها من ذراعها وقال: ايه اللي انت بتعمليه ده انت اتجننت؟ صافي بحدة وهي تجذب ذراعها منه: قلت لك ما تلمسنيش تاني وانا حرة انا هنا في بيتي. يوسف بغضب :واللي انت بتنادي عليهما دول يبقوا ولادي وما اسمحش لأي حد انه يرهبهما بالشكل بتاعك ده. صمت ليسمعوا صوت يزن يقول :عايزة حاجة يا مامي؟ فالتفتا اليه ليجدوه يقف هو ويزيد على السلم وبجانبها تقف سلمي فتنهدت صافي وادمعت عينيها ففكرة ان ياخذها منها اشعلتها حقا ولم تتحمل فكرة فراقهما جلست على الأرض وفتحت ذراعيها وهي تشعر بألم بينما دموعها تسقط على وجهها حين اسرع إليها الولدين لي تميت في احضانها فضمتها الي صدرها بألم وهي تبكي بينما ادمعت عينا كلا من سلمي وصفية لرؤيتها بهذا الضعف بينما شعر يوسف بالحزن من أجلها وانه هو سبب ما تشعر به هو لن يحرمها من الولدين ابدا ولكنه فقط يريد اخافتها لتقبل بالعودة اليه ولكنه لم يتصور ان للأمر يصل لانهيارها هكذا هم ان يغادر وتركها في لحظة ضعفها هذه ولكنه توقف حين سمع صوت يزيد يقول :انا بكره يا ماما هو اللي زعلك. التفت بألم اليه ليجده ينظر إليه من فوق كتف والدته بغضب بينما قالت صافي :عيب كده يا يزيد انا اللي تعبانة. فابتعد عنها يزيد وقال: لاء هو اللي زعلك. ابعدت يزن عنها وأخذت تمسح عينيها بيديها كالطفلة الصغيرة ثم قالت :لا يا حبيبي انا اللي تعبانة وبعدين انا عندي خبر لازم تعرفوه. فانتبه إليها الجميع حين قالت :انا كنت بقول لكما ايه عن بابا؟ فنظر يزيد بغضب الي يوسف فشعر يوسف بالاندهاش منه بينما قال يزن: انه مسافر يا ماما وانه بيحبنا ودايما يبعت لنا هدايا وألعاب في كل الأعياد. فابتسمت صافي وقالت :صح وهو رجع من فترة. يزن: وما جاش يشوفنا ياماما؟ صافي :لا يا حبيبي انت قابلته وبتحبه كمان. يزن :ازاي كنت عرفته من صورته اللي معيا؟ صافي :ما و اتغير يا حبيبي وكبر لازم ما تعرفوش. يزن: طيب هو ما لناش انه بابا ليه؟ صافي :كان عايزيكما تحبوه وبعدين تعرفوا انه هو بابا. يزن: طيب هو فين دلوقتي؟ صافي بتردد: هو يبقى بابا يوسف. نظر يزن الي يوسف بذهول وقال: يعني عمو يوسف يبقى بابا؟ صافي :ايوا يا حبيبي يبقى بابا. فابتسم يزن وقال بسعادة :بجد يا ماما يبقى بابا؟ فابتسمت صافي بألم وقالت: ايوا ياحبيبي يبقى بابا. فأسرع اليه يزن وهو يناديه :بابا. فالتقطه يوسف في احضانه وضمه بسعادة فقال يزن: انا بحبك اوي يا بابا. يوسف :وانا كمان يا حبيبي. فقالت صافي ليزيد :وانت يا حبيبي مش حتسلم على بابا؟ فنظر لها وهز رأسه بالرفض ثم اسرع ليصعد الي غرفته بينما وقفت صافي واخذت تنادي عليه ولكنه لم يجيب فقبل يوسف رأس يزن وقال له :اطلع يا حبيبي قوضتك. يزن بضيق: بس انا عايز اقعد معاك شوية. يوسف: ما علش ياحبيبي عشان اخوك شكله زعلان مني وكمان عشان ما يزعل منك اطلع دلوقتي قوضتك وانا اوعدك اننا نخرج مع بعض. يزن ببرائة :ليه يا بابا هو انت مش حتقعد معنا؟ فنظر يوسف الي صافي وقال :قريب يا حبيبي حعيش معاكم اخلص بس شوية حاجات ومافيش حاجة حتمنعني عنكم تاني. ثم قبله في جبينه وقال: يلا دلوقتي اطلع عشان انا كمان عندي شغل حخلصه واجي لك. يزن: بس ما تغبش عليا يا بابا. يوسف :ما فيش حاجة حتبعدني عنكم تاني يلا. ثم انزله فأسرع الطفل يصعد السلم وصعدت خلفه سلمي فقال يوسف :عرفتي ان ولادك محتاجين ابوهما؟ صافي ببرود: وانت حتكون موجود لو احتاجوك. يوسف :مش وكل واحد مننا في مكان ولادي لازم يعيشوا معيا. صافي :مش حيحصل ولادك موجودين ابقى تعالى شوفهما. يوسف :مش لما يقبلوني ده الولد بيكرهني. صافي ببرود: يزيد مش بيكرهك هو بس زعلان منك لبعدك عنه. يوسف :طيب ما يزن زايه. صافي :لاء يزيد لما قابلك كان عارف ان انت ابوه. يوسف باستغراب :ازاي الكلام ده؟ صافي :اللي سمعته الولد سمعنا واحنا بنتكلم انا وماما وكانت معيا صورة حديثة لك من انها في مجلة وعرف ان انت ابوه ولما شلفك في النادي جيه وقال لي. يوسف :ووقتها جات لك فكرة انك تزرعي لهما ام تانية غريبة عشان تبعدني عنهما. صافي :ده صحيح عملت كده وبكررها لك تاني مش ندمانة على اي حاجة عملتها. يوسف بحدة :انت قررتي كتير في حياتنا وجيه دوري اني اخد انا القرارات من هنا ورايح في حياتي وحياة ولادي. صافي :تقصد ايه؟ أنا مش حسمح لك تتحكم فيا انا وولادي. يوسف :الولاد يكونوا جاهزين بكرة حخدهم وأخرج. صافي بحدة :تاخدهما فين؟ يوسف ببرود: رغم ان مش من حقك انك تسالي بس حجوبك الولاد لهما عيلة لازم يتعرفوا عليهم جدتهما وجدة ابوهما. كادت صافي ان تعترض ولكن منعتها صفية التي وقفت متفرجة طوال حديثهما ولكنها تدخلت لتمنع اشتعال يوسف مرة أخرى وامسكت صافي من يدها وقالت :وماله يا ابني حقهم يعرفوهم ويتعرفوا عليهما بكرة ان شاء الله الولاد حيكونوا جاهزين. نظرت صافي الي صفية برفض بينما الأخرى لم تبدي لها أي اهتمام فهي لن تدها تخسر ولديها بسبب عندها رغم تيقنها من ان الأفضل لها وللولدين ان تعود إلى كنف يوسف هو أخطأ وهي أيضا وكونه سامحها على اخفائها وجود الطفلين يدل على حبه الشديد لها لذا لن تسمح لها بقطع حبال الود التي يمدها يوسف ابتسم يوسف بانتصار حين رأها لا تستطيع التحدث والاعتراض أمام تلك السيدة التي تكن لها الكثير من المشاعر بينما نظرت له صافي بغضب فقال: انا حمشي دلوقتي وحرجع ان شاء الله بكرة عشان الولاد. صفية :مع السلامة يا ابني. مشي يوسف الي باب الفيلا ليقابله عبدالرحمن الداخل وهو يحمل حقيبته فقال باستغراب :انت رجعت من السفر امتى؟ عبدالرحمن :الله يسلمك يا سيدي هي ديه حمد الله على السلامة بتاعتك؟ يوسف :انت رجعت من السفر امتى؟ فابتسم عبدالرحمن وقال: حالا لسه راجع؟ يوسف بحدة :وايه اللي جابك هنا؟ عبدالرحمن :صافي كلمتني عايزانى. نظر يوسف الي صافي والتي وقفت من هشة من ظهور عبدالرحمن المفاجئ ثم التفت الي عبدالرحمن وقال: اطمن اخر مرة حنزعجك فيها. عبدالرحمن بسماجة: ما افتكرش صافي عمرها ما تستغني عني. شعر يوسف بالغضب والغيرة وحاول تمالك نفسه قبل أن يضربه ثم تركه وذهب فابتسم عبدالرحمن علي اغضابه لشقيقه ثم اقترب من صافي وصفية فقالت صفية بضيق : ايه يا ابني اللي قلته ده احنا بنهدي فيه. فابتسم عبدالرحمن وقال: ولا يهمك يا طنط. فهزت رأسها بضيق ثم تركتهما وهي تقول :انتما احرار. ثم تركتهم وذهبت فقال عبدالرحمن :ايه اللي حصل؟ صافي بالم: عايزني ارجع له أو حياخد الولاد مني. عبدالرحمن :وتعملي ايه؟ صافي :انا مستحيل ارجع له. عبدالرحمن بخبث: بس انت بتحبيه. صافي بحدة :عبدالرحمن حتى لو كنت بحبه مش حرجع له. عبدالرحمن :خلاص يبقى تتجوزي. صافي بصدمة:ايه اللي انت بتقوله ده؟ عبدالرحمن :الحل لو انت مش حتتجوزي حيفضل وراكي لحد ما ترجعي له. صافي بحدة :يعني عشان ابعد عنه اتجوز؟ عبدالرحمن :تتجوزيني. صافي :كمان لا ده انت اتجننت. عبدالرحمن :انت عارفة اني بحبك وكمان انا حقدر أقف في وش يوسف لو فكر انه ياخد الولاد وحتى لو اخدهم حيكونوا معاك في نفس البيت مش بعيد عنك. صافي بتردد: بس لا انا ولا انت حنكون كويسين. عبدالرحمن :سبيها للأيام هي اللي حتحكم. فتنهدت وقالت :سيبني افكر وارد عليك. عبدالرحمن :اوكي انا حمشي دلوقتي عشان هلكان من السفر. ثم اكمل بخبث: سلمي على سلمي وابقى احكي لها على جوازنا. صافي وهي تهز رأسها :اوكي مع السلامة. فخرج عبدالرحمن وتركها في صراع لاتعلم كيف تخرج منه في الأعلى في غرفة الولدين جلس يزيد على سريره وهو غاضب بينما جلس يزن مع سلمي على سريره ويبدو عليه السعادة وهو يقول :انا مبسوط قوي يا خالته ان بابا رجع وهو كمان عمو يوسف. ابتسمت سلمي لسعادته ونظرت الي يزيد وقالت :وانت يا يزيد مش مبسوط ان بابا رجع؟ لم يرد عليها حين قالت صافي والتي سمعت ما حدث :خدي يزن يا سلمى وانزلوا تحت وانا ويزيد حننزل وراكم. فأسرع إليها يزن وقال وهو يتعلق بيدها: هو بابا مشي يا مامي؟ ابتسمت صافي لسعادته وقالت: لاء يا حبيبي هو مشي وهييجي بكره ياخدكما تزوروا جدتكما. يزن: بجد يا ماما؟ صافي :ايوا يا حبيبي يلا انزل مع خالته تحت واحنا حننزل وراكم. يزن: حاضر يا ماما. ثم نظر الي سلمي وقال :يلا يا خالته. فاخذته سلمي وخرجا من الغرفة فتنهدت صافي واغتصبت ابتسامة واقتربت من يزيد وقالت :مالك يا يزيد؟ رد الطفل ببرائة وقال :مش بحبه يا ماما. فجلست بجانبه وضمته الي صدرها وقالت :ليه يا حبيبي ده بابا؟ يزيد وقد بدأ يبكي : بس سابنا وخلاكي تعيطي. صافي وهي تبتسم بالم: مش هو لوحده اللي غلطان انا كمان كنت بزعله عشان كده سابنا إنما هو بيحبك انت ويزن كتير قوي. يزيد وهو يبكي :بجد ياماما؟ صافي :بجد ياقلب ماما بابا بيحبكوا قوي عشان كده انا مش عايزاك تزعل منه. فابتسم يزيد وقال :وانا كمان بحبه يا ماما بس كنت زعلان منه. فابعدته عنها وأخذت تمسح دموعه وقالت: ولا يهمك وهو مش حيزعل منك وبكرة تحضنه وتبوسه وتقول له ان انت بتحبه زي ما انت عايز بس دلوقتي يلا عشان العشا زمانه اتحط وانا جعانة جدا. يزيد: يلا بينا. فأمسكت يده بسعادة ونزلا معا حيث وجدوا الجميع في انتظارهم على السفرة وفي فيلا أخرى وعلى سفرة مماثلة التف أفراد العائلة وكلا منهم لديه خبر يخبرهم به تنحنحت يوسف ليلتفت اليه الجميع وقال وهو يبتسم :انا عامل لكما مفاجأة كبيرة بكرة حتعجيبكم قوي. فابتسمت سوزان وقالت :خير يا يوسف ايه المفاجأة؟ يوسف :بكرة يا ماما ان شاء الله في ضيوف مهمين جدا حجيبهما يقابلوكما انت وانا. سوزان بسعادة :لاء ما تقولش حتتجوز اخيرا. فضحك عبدالرحمن بسخرية فنظر له يوسف بغضب فقالت سوزان :فيه ايه يا ولاد ما تتكلموا؟ يوسف : ان شاء الله يا ماما حتجوز ما تقلقيش بس الضيوف دول مقدمة. سوزان باستغراب :يعني ايه؟ قبل أن يجيب يوسف اسرع عبدالرحمن وقال :انا كمان حتجوز قريب. فنظر ا له جميعا كلا باختلاف مشاعره فيوسف بغضب وسوزان بسعادة وقالت : اخيرا حتتجوز ومين بقى سعيدة الحظ. عبدالرحمن بخبث: واحدة ياماما اعرفها من فترة للأسف سبق لها الجواز وأطلقت ومعها طفلين. ازداد غضب يوسف حين قدر على تخمين من هي التي يتحدث عنها عبدالرحمن بينما قالت سوزان بانفعال: انت اتجننت عايز تتجوز واحدة كانت متجوزة قبل كده ومعها أطفال كمان. عبدالرحمن ببرود: بس انا بحبها ومش حسيبها. يوسف :انا يستحيل اسمح لك تتجوزها. سوزان :ايوا يا ابني عقله. فقالت قسم والتي صمتت حتى الان: سيب ولد اتجوز اللي حبه. يوسف بحدة :انت بتقولي ايه يا انا انت عارفة البيه عايز يتجوز مين؟ قسم :ايوا عارف وموافق يمكن هو يقدر يعوضه عن اللي شافه قبل كده. فوقف يوسف وقال :انا يستحيل أوافق على المهزلة ديه. ثم تأبط ذراع عبدالرحمن وهو يقول :قوم معيا. عبدالرحمن :فيه ايه؟ يوسف وهو يجذب ليقف: قوم معيا عايزك قوم. فتحرك عبدالرحمن معلقته ووقف معه وذهبا الاثنين تحت اندهاش سوزان دخلا معا غرفة المكتب فقال عبدالرحمن ببرود: نعم خير عايز ايه؟ يوسف :انت ازاي تفكر انك تتجوز مراتي؟ عبدالرحمن برود: طليقتك مش مراتك ده اولا ثانيا انا حر كمان انا بحبها والحقيقة كلامك لها النهاردة خلاها توافق اخيرا ان احنا نتجوز. ثم ربت على كتفه وهو يبتسم ببرود واكمل :عشان كده عايز اشكرك لولاك كانت زمانها لسه رافضة يلا عن اذنك اطلع انام ورايا شغل كتير بكرة اصل انا مستعجل الحقيقة قبل ما تغير رأيها تاني. ثم تركه وذهب وهو يغلي من الغضب والشرار ينطلق من عينيه.
نهاية البارت الثامن والثلاثون
أنت تقرأ
لست بقربي.......... لكنك في اعماقي
Romanceمقدمة نعيش في الأحلام الوردية بعيدا عن الواقع وهي كذلك احبته وكان بالنسبة لها حلم بعيد ومع ذلك عاشت معه في حلمها فاحبته من وهي صغيرة ولكن عندما أصبح لها صدمت من الواقع الأليم الذي عاشته معه فماذا سيحدث هل سيظل هذا واقعها ام سيتغير ويحبها لتعيش حلمها...