اخذ الطفل يصرخ حين شعر يوسف بالصدمة وحاول ان يهدئ وقال :اهدي يا حبيبي مالك انت مش فاكرني؟ ليزيد الطفل من الصراخ حين اقترب طارق وقال :ايه يا يوسف انت تعرف الولد ده؟ يوسف :ايوا قابلته هنا من كام يوم بس شكله نساني ولا ايه مش عارف. ثم نظر الي الطفل وقال :اهدي يا حبيبي اهدي. حين سمع صوت ينادي يزيد فوقف الطفل وجرى تجاه الصوت ليلتفت يوسف ويجد المربية التي رأها مع يزن من قبل بينما امسك الطفل بها ليختبأ خلفها فاقترب منهما يوسف باستغراب وقال :ازايك؟ فنظرت له المربية بريبة فقال :انت مش فاكراني انا كنت قابلتك من كام يوم مع يزن لما وقع هنا وانت كنت بتدوري عليه. لتتذكر المربية وتبتسم وتقول :ايوا افتكرت حضرتك اهلا وسهلا. يوسف وهو ينظر للطفل: بس واضح ان يزن هو اللي نساني. فابتسمت الفتاة لتقول :له حق ما يعرفش حضرتك. يوسف :ليه هو لحق ينساني؟ المربية :لاء بس ده مش يزن. يوسف باستغراب وهو ينظر للطفل: ازاي ده هو؟ فضحكت الفتاة ثم قالت :هههه لاء مش هو ده اخوه يزيد اصلهما توأم. فابتسم يوسف وهو ينظر ليزيد وقال :ماشاء الله فولة واتقسمت نصين. ثم نظر للفتاة وقال: طيب وهو يزن عامل ايه؟ هو انت اسمك ايه الأول؟ الفتاة :اسمي هند وهو كويس الحمد لله بس في البيت ما جاش معانا النهاردة. يوسف :سلمي لي عليه كتير وبلغيه اني اكيد حقابله تاني ان شاء الله. هند :ان شاء الله يا بيه بعد اذنك. يوسف :اتفضل. ثم أشار بيده مودعا وقال :باي يايزيد. فنظر يزيد له بعدائية ولم يرد عليه فضحك يوسف حين اقترب منه طارق وقال له :كويس انه في حد يعرفك والا كنت روحت في داهيه. يوسف :شفت الولد سبحان الله شكل اخوه بالظبط انا ما قدرتش اعرف انه مش هو. طارق :وانت مين من اهله عشان تفرق بينهما. فتنهد يوسف بحزن وقال :لو حمل صفية كان كمل كان زمان ابني قدهما كده. ثم رفع يده ليمسح دمعة من عينه شارفت على النزول فربت طارق علي كتفه وقال: اللي فات مات خلينا في النهاردة. يوسف :طول ما هي لسه فاكرة اللي فات عمره ما حيموت والنهارده حيكون امبارح وحفضل في دايرة مالهاش نهاية. طارق :مسيرها تفهم وتسامح. يوسف :اتمنى انا عايش في كابوس من يوم بعدها عني لاء ومن غبائي عملت للمحامي توكيل قبل ما اسافر عشان يخلص إجراءات الطلاق. اخذ يتحرك وهو يتحدث واكمل :كنت فاكر اني حقدر انساها بس ما قدرتش حبها عذبني وذنبي في موت ابني خنقني دفنت روحي في الشغل بعد ما فقدت الأمل اني الاقيها وترجع لي. طارق وهو يبتسم ويحاول التخفيف عنه :بس اهي رجعت وحتسامحك صحيح مشوارك صعب بس انت لازم تكافح عشان ترجع لك. يوسف :حعمل كل اللي اقدر عليه عشان ترجع لي ولحضني مرة تانية. طارق :ايوا كده اوعي تيأس ابدا. يوسف بخبث :قل انت بقى ايه حكاية ديما؟ طارق بتردد: مالها ديما؟ يوسف وهو يبتسم :ياسلام يعني مافيش حاجه كل شوية مقابلات وكمان اتصالات ايه الحكاية؟ طارق: بصراحه حتجوزها. يوسف :ومخبي عليا ليه؟ فتنهد طارق وقال :بسبب اللي كان بينكما فمش عايز حزازيات بينا بسببها. يوسف :وانت تفتكر اني اكره لك السعادة؟ طارق :مش كده يا يوسف انت وهي كنتما مع بعض الموضوع ده مأثر عليا وعامل لي عقدة حتى انا لسه متخانق معها بسبب كلامها عليك. يوسف :ربنا يهدي لك نفسك بس لازم تحط في بالك لو انا وهي كنا ارتحنا مع بعض كنا زمانا لسه مع بعض يلا حمشي انا لازم اروح الشركة ما روحتهاش النهاردة خالص. طارق :خدني معاك اروح انا كمان شغلي. وبالفعل تحركا معا الي المواقف وركب كلا منهما سيارته وذهب الي عمله
مرت الايام وابتعد يوسف قليلا عن صافي حتى يدبر لها خطة أخرى ليتقرب منها وفي يوم جلست صافي في مكتبها تتطلع على بعض الأوراق الخاصة بالعمل حين رن هاتفها فنظرت الي شاشته فرأت اسم الغالي لتبتسم وضغطت زر الفتح ووضعته على اذنها وقالت :ياهلا بالغالي. ليرد عليها بندر جدها وهو يبتسم :ياهلا بروح شايبها كيفك يالغالية؟ صافي : الحمد لله وانت كيفك؟ بندر :والله بخير ياعمري. صافي :ليه ما جيت لهلا؟ بندر :بس جد شي بالشغل بخلصه وتلاقيني عندك ان شاء الله. صافي :ان شاء الله. بندر :كيفكم؟ صافي :الحمد لله. بندر بتردد: يالغالية. صافي :أمرني. بندر: يوسف. صافي بحدة :ماله؟ بندر :حكي مع طالب مساعدي بده موعد معي. صافي بحدة :وانت قلت له ايه؟ بندر بهدوء :حبيبتي والله الرجل ينشري بالمال. صافي بحدة :جدي وبعدين معاك؟ بندر: عارف انه غلط عليكي بس مو معنى كده انه بيكررها معك هو بيحبك وانت... فقاطعته وقالت :ما تقولهاش. بندر :والله حالك مو عجبني. صافي :بس حالي عجبني انا الله يخليك سيبني بحالي ولا تغصبني على شي. فتنهد بألم وقال :ربي يقدم لك الخير يا قلبي. صافي :الله يديمك فوق راسي ياتاج راسي . بندر: في امان الله. صافي :مع السلامة. ثم أنزلت الهاتف وتنهدت بحزن فهي تحاول أن تبتعد عنه وعندما ظنت تركها يدور لها عن طريق جدها وهو بالفعل نقطة ضعفها رفعت سماعة هاتف المكتب وضغطت رقم لترد عليها سوسن وقالت :افندم يا باش مهندسة؟ صافي :اطلبي لي يوسف الجوهري حالا. سوسن :حاضر معاليك.
جلس يوسف علي مكتبه ووقف أمامه مصطفى فقال يوسف :يعني المساعد بتاعه بلغك انه معه وقت لما ييجي مصر؟ مصطفى بأدب: ايوا معاليك حيوصل في خلال عشرة أيام. يوسف :لازم تتابعه يا مصطفى اول ما يوصل تحدد معه ميعاد عشان اقابله. مصطفى :امرك يافندم. يوسف :وياريت من غير ما صفية تعرف. مصطفى :اكيد معاليك. فنظر يوسف في ملف أمامه حين رن هاتف المكتب فاقترب مصطفى ورفع السماعة ووضعها على اذنه وقال: الجوهري جروب مكتب يوسف الجوهري اتفضل. فسمعت صوت سوسن تقول :يوسف بيه؟ عرف من هي فاراد العبث معها قليلا فقل :مين معيا؟ سوسن: انا سوسن يايوسف بيه؟ فنظر مصطفى الي يوسف ليجدها مندمج في الأوراق فقال:اه اهلا وسهلا خير عايزة ايه؟ شعرت سوسن بالاستغراب فيوسف لم يتحدث معها بهذا الغرور من قبل فقالت :يوسف بيه؟ مصطفى :افندم حتكرري اسمي كتير؟ سوسن :مين معيا؟ مصطفى بحده: افندم؟ سوسن :مصطفى ده انت؟ فضحك بخفوت ووصلها صوت ضحكته فشعرت بالغضب وقالت :انت انسان مالكش وصف. مصطفى ببرود :مرسيه. سوسن :اديني يوسف بيه. مصطفى :عايزاه ليه؟ سوسن :الهانم اللي عايزة تكلمه. فتنحنح وقال :خليكي معيا. ثم نظر الي يوسف وقال: يوسف بيه الهانم طالبة معاليك. فنظر له بلهفة وقال :صفية؟ مصطفى :ايوا معاليك. يوسف :اديهاني بسرعة. فتحدثت مصطفى في الهاتف وقال :يوسف بيه معك. ثم قدم السماعة ليوسف الذي أخذها وأشار له بالذهاب فاسرعت مصطفى بالخروج من المكتب ليضع يوسف السماعة على اذنه وقال :صفية. فسمع صوت سوسن تقول :خليك معيا يوسف بيه. ثم انتظر قليلا ليأتيه صوت صافي وقالت :الو. فتنهد براحة وهدأت نفسه بعد سماعه لصوتها ولم يرد عليها ولكنها سمعت صوت أنفاسه فقالت :يوسف انت سامعني؟ يوسف بهيام :احلى صوت سمعته في حياتي. صافي بحدة :يوسف وبعدين؟ فابتسم وقال :نعم رضيتي عني اخيرا؟ صافي :اسمع يايوسف انا سبق وقلت لك ابعد عني وانساني خالص. يوسف :واذا قلت لك مش قادر؟ صافي بحدة :انت حر لكن تبعد عني وعن اهلي. يوسف باستغراب :اهلك؟ صافي :ايوا ايه اللي بينك وبين جدي عشان تطلب تقابله؟ شعر يوسف بالضيق فهو لم يكن يريد أن يصل لها خبر مقابلته لجدها ولكنها عرفت فقال :انا حبيت اتعرف علىه. صافي :ما افتكر ان فيه سبب انكما تتقابلوا. يوسف :يا سيتي حابب اتعرف علىه انا وهو بينا شغل وبينا ناس مهمة جدا في حياتنا فلازم نتقابل. صافي بحدة :اسمع يا يوسف انت مهما عملت انا مش راجعة لك سمعت لو حتى وصلت اني اتجوز عشان تفقد الأمل فيا تماما. يوسف بحدة :اسمعي انت حبيبتي انا وبتاعتي انا ويوم ماتفكري انك تتجوزي غيري حيكون اسود يوم شفتيه في حياتك. صافي :انت ما تهددنيش وابعد احسن للكل يا يوسف. يوسف :واضح انك تعبانة دلوقتي حقفل معاكي واكلمك مرة تانية مع السلامة. ثم انزل السماعة وتنهد بألم واغلقت صافي وادمعت عينيها فهي تحبه وان أنكرت ذلك ولكنها تمالكت نفسها ومسحت دموعها وقالت :ما تبقيش غبية كفاية بكى هو مايستهلش دمعة واحدة عليه خليكي قويه . وقف عبدالرحمن في شرفة غرفته يتحدث في الهاتف وهو يقول :والله انت وحشتيني. ثم صمت قليلا وقال :عارف اني مأثر معك بس اعمل ايه انت في شغلك وانا كمان في شغلي. ثم صمت قليلا ليبتسم ويقول :يعني انا بتحجج؟ وصمت ثم قال: ابدا والله انت عارفة انا بحبك قد ايه. لم يشعر بيوسف الذي دخل عليه بينما قال عبدالرحمن :عارف بس انت حتسامحيني لان الشغل ويوسف وكمان ما انسى اني مستني جدك لما ييجي واكيد حقابله ولازم أقنعه لاني أولى بيكي من اي حد. اشتعل يوسف غضبا من جملته الأخيرة ومد يده وسحب الهاتف منه ووضعه على اذنه وقال :بقى انت بترفضيني انا عشان اخويا؟ فلم يسمع رد حين قال عبدالرحمن بحدة:ايه اللي بتعمله ده؟ يوسف بصياح: ردي عليا. ولكنه لم يسمع رد فامسك الهاتف ونظر الي شاشته ورأي اسم صفي الروح ليتجمع الجمر في عينيه وامسك الهاتف وضربه في حائط الغرفة لينزل قطع فنظر له عبدالرحمن بذهول وقال له: ايه اللي عملته ده؟ يوسف وهو يمسكه من ملابسه :ليك عين تتكلم وانت مقضيها غرامات مع مراتي؟ فنفض عبدالرحمن يده وقال :صافي مش مراتك وانت مش من حقك انك تدخل عليا قوضتي كده. يوسف :انت ليك عين تتكلم؟ وكاد ان يلكمه حين سمع صوت جدته تقول :يوسف انت جننت؟ فالتفت ليجدها تجلس على الكرسي المتحرك على باب الغرفه وتقف بجانبها والدته فابتعد عن أخيه لتقول سوزان بسخرية :والله عال ولادي خرجين جامعات لندن بيضربوا بعض زي البلطجية. فابتسم عبدالرحمن واقترب منهما وقال :ابدا ما فيش حاجة يا ماما فيه سوء تفاهم بيني وبين اخويا بس. ثم نظر الي يوسف وقال بنبرة ذات معني: وحنحله ان شاء الله. ثم نظر الي جدته وقال :الجميل طالع قوضتي يعني ايه وحشتك؟ فابتسمت جدته قسم وقالت :الله يهديك انت واخوك. فانحني ليقبل يدها وقال :ويخليكي لنا يا رب. ثم نظر بوالدته وقال :من فضلك ياماما نزلي انا قوتها ترتاح. فتنهدت سوزان بحدة وغضب وأخذت تدفع كرسي قسم المتحرك وهي تقول :وهو طول ما انتم مخكم مش في راسكم حنرتاح؟ لينظر عبدالرحمن ليوسف وقال :من فضلك اخرج من قوضتي. فاقترب منه يوسف وقال: ابعد عنها احسن لك. عبدالرحمن :لو هي مش عايزانى حبعد عنها لكن طول ما هي معيا حتفضل حبيبتي وكمان زي انت ما سمعت اول ما جدها يوصل حقابله وطلبها منه. يوسف بحدة :يبقى اخر ما بينا. فابتسم عبدالرحمن وهز رأسه ساخرا ثم قال :وعايزها ترجع لك بهمجيتك ديه مش حيحصل ابدا للأسف عمرك ما حتكسبها. فنظر له يوسف بغضب وقال :مراتي حترجع لي. عبدالرحمن ساخرا: ما افتكرش انها حتى تفكر فيك تاني. يوسف :حنشوف. ثم تركه وخرج من الغرفة ليبتسم عبدالرحمن عليه
نهاية البارت الثلاثون
أنت تقرأ
لست بقربي.......... لكنك في اعماقي
Romanceمقدمة نعيش في الأحلام الوردية بعيدا عن الواقع وهي كذلك احبته وكان بالنسبة لها حلم بعيد ومع ذلك عاشت معه في حلمها فاحبته من وهي صغيرة ولكن عندما أصبح لها صدمت من الواقع الأليم الذي عاشته معه فماذا سيحدث هل سيظل هذا واقعها ام سيتغير ويحبها لتعيش حلمها...