اخذت سوزان تتحرك في قلق بينما عبدالرحمن يحاول الاتصال بيوسف الغائب من الصباح والذي خرج من شركته منذ الصباح ولم يعد الي البيت الي الان ثم قال :بارده تليفونه مقفول. سوزان بقلق وهي تفرك يديها معا :وبعدين حنقعد واحنا مش عارفين عنه حاجة؟ طيب كلم اسمه ايه ده اللي شغال معه. عبدالرحمن :مين؟ سوزان :اللي كان ظابط ده. عبدالرحمن بسرعة وهو يرفع هاتفه مرة أخرى ليضغط عدة ازرار :ايوا مصطفى معك حق. ثم وضع هاتفه على اذنه وانتظر قليلا ثم قال :ايوا انتم فين؟....... في المزرعة؟ يوسف معاكم طبعا؟...... وحترجعوا امتى؟........ مش عارف... طيب الصبح لما يوسف يصحى من نومه خليه يكلمني.... اوكي يا مصطفى مع السلامة. ثم انزل هاتفه فقالت سوزان باستغراب :اخوك في المزرعة بيعمل ايه؟ ده لسه واصل مصر من يومين. عبدالرحمن :بيدور عليها يا أمي . سوزان بحدة :ان شاء الله ما يلقيها ابدا. عبدالرحمن :ما تخافيش هي لو عايزاه يوصل لها كانت قبلته بنفسها لكن هي اللي مش عايزة تقبله. سوزان :انت عارف مكانها زي ما اخوك بيقول مش كده؟ عبدالرحمن وهو يتحرك ليصعد السلم لغرفته : انت مش خلاص اطمنتي على يوسف يلا اطلعي نامي تصبحي على خير. ثم اكمل صعوده السلم فهزت رأسها بضيق ثم صعدت خلفه بينما وقفت قسم بعيدا واستمتعت الي الحديث بينهما فابتسمت وقالت :لسه يوسف لازم اعرف قيمته بعدين ارجع له قسم اتأكد انك بقيت تستحقه قسم رجعه لك. ثم تنهدت وتحركت بالكرسي الي غرفتها.
وفي الصباح استيقظ يوسف من نومه واخذ شاور وبدل ملابسه وادي فريضته ثم نزل الي الجنينة وأخذي يتمشى حين رأه مصطفى من بعيد فاقترب منه وقال :صباح الخير يا فندم. يوسف :صباح الخير يا مصطفى. مصطفى: معاليك عبدالرحمن بيه حاول يكلمك امبارح كتير وتليفونك كان مقفول فكلمني وبلغته ان معاليك في المزرعة وطلب مني أن أبلغ معاليك تكلمه اول ما تصحى. فهز يوسف رأسه وقال :اوكي. كان يوسف قد شعر بالحنين احضانه سند الذي اهمله منذ سافر لذلك يذهب ليراه في الاسطبل ويستنشق عبير حبيبته منه والتي أحبت سند كثيرا هي أيضا فدخل كابينته ومصطفى خلفه ولكن المفاجأة أين هو سند لم يكن موجود فصرخ بأعلى صوت ينادي الحارس :يا حسن. فاقترب منه شاب صغير السن وهو يجري ووقف يرتجف من يوسف وقال له :نعم يا بيه؟ يوسف بغضب :فين سند مين اللي خرجه من مكانه؟ فقال حسن بخوف : سند مشي من هنا من زمان يا يوسف بيه. يوسف بغضب وعينيه تقدح شرار : مشي من هنا راح فين؟ حسن بخوف : ماعرفش يا بيه بس اكيد ابويا عارف. يوسف بحدة :وهو فينه عم فاروق؟ حسن :في الغيط يا بيه. يوسف :في لحظة يكون ادامي. حسن : حاضر يا بيه طيران حناديه. وانطاق يجري من أمام يوسف الذي اشتعل غاضبا وبالفعل خلال نصف ساعه كان فاروق يقف أمام يوسف في الفيلا حين نظر له الاخير بغضب وقال له :ايه اللي انت بتقوله ده؟ عم فاروق بهدوء :زي ما سمعت يا ابني سند اتباع بعد سفرك بسنة واحدة. يوسف :ازاي ومين اللي باعه ومين اشتراه؟ فاروق :ما اعرفش يا ابني بس اكيد عبدالرحمن بيه يعرف هو كان معهم يوم ما خدوه. يوسف باستغراب :عبدالرحمن؟ فاروق :ايوا يا ابني. يوسف :ماشي يا عم فاروق روح انت. فرحل الرجل حين قال يوسف لمصطفى الذي وقف بالقرب منه :مصطفى كلم لي عبدالرحمن بسرعه. فهزت مصطفى رأسه باحترام وأخرج الهاتف من جيبه وطلب رقم عبدالرحمن ثم انتظر حتى رد الطرف الآخر ثم قال :ايوا عبدالرحمن بيه يوسف بيه مع حضرتك. ثم قدم ليوسف الهاتف فاخذها الاخير ووضعه على اذنه وقال :ايوا يا عبدالرحمن . جلس عبدالرحمن في الجنينة ومعه جدته حين قال يتحدث في هاتفه : ايه يا ابني لحقت زهقت مننا علشان تروح المزرعة. يوسف بحدة :مش وقته يا عبدالرحمن انا بتصل علشان أسألك على حاجة. عبدالرحمن: خير؟ يوسف: سند. اعتدل عبدالرحمن في جلسته ونظر الي جدته وقال :سند ماله؟ فالتفتت له جدته حين قال يوسف : يعني ايه ماله فين سند؟ عبدالرحمن :اتباع. يوسف بغضب :يعني ايه اتباع؟ ومين باعه؟ عبدالرحمن : انا هي اللي بعته. يوسف باستغراب؛ انا ازاي؟ عبدالرحمن : هي معزم اهي خد كلمها. ثم قدم الهاتف لجدته التي أخذته ووضعته على اذنها وقالت : نعم يوسف؟ يوسف بحدة خفيفة : انا انت ازاي توفقي على بيع سند وانت عارفة قد ايه هو عزيز عليا؟ قسم : هو كان غزيز عليك ليه تركته سند كان محتاج رعاية من حد قريب منه مش مجرد سائس. يوسف :بس يا انا انا كنت مطمن عليه. قسم: امتى سألت انت عليه؟ فلم يجيب فقالت : اذا كنت سألت كنت عرفت انه اتباع يوسف هو خلاص عند ناس مهتم بيه. يوسف : طيب ممكن اعرف مين اشتراه؟ قسم : لاء يوسف مش ممكن. يوسف : ليه بس حعرض عليهم اشتريه منهم. قسم :لاء يوسف مش ينفع. يوسف :ليه بس يا انا؟ قسم: مش ينفع وبس يوسف مع السلامة يوسف. ثم أنزلت الهاتف واعطته لعبدالرحمن الذي اغلقه وقال: تفتكري حيسكت؟ قسم : مش اقدر اعمل حاجة. اخذ يوسف يتحرك بغضب فقد كان سند عزيز عليه للغاية ويذكره بطولاته كما أنه ذكرى من حبيبته التي كانت تحبه كثيرا فالتفت الي مصطفى الذي وقف بجانبه كظله ثم قال : مصطفى عايزك تاخد صورة سند وكل معلومات تعريفه وتدور عليه لحد ما تلقيه. مصطفى : ايوا يا فندم بس ده حيكون صعب. يوسف : مش صعب ولا حاجة حصان زي سند اكيد اللي حيشتريه مش حيبعده عن السباقات علشان كده دور في اخبار السباقات الخمس سنين اللي فاتت واكيد حتلاقيه. مصطفى : تمام معاليك تحب نروح نزور عم الهانم دلوقتي ولا شوية كمان؟ فنظر يوسف في ساعة يده ثم قال : الظهر حيأذن نروح نصلي ونطلع من هناك. مصطفى : حاضر يا فندم. ثم وضع يده على السماعة الا سلكية الخاصة بطاقم الحرس ثم قال :ايوا يا ابني حضر العربية البيه خارج. وبالفعل خرج يوسف مع حرسه الي المسجد حيث صلى الظهر جماعة وقام جميع المصلين بالترحاب بيوسف بحفاوة وهو لم يبعد نفسه عنهم وبعد الانتهاء من الصلاة انطلق في سيارته الي منزل صادق عم صفية.
في منزل صادق جلس هو وزوجته فوزية وولديه الي المائدة الفلاحي (الطبلية) يتناولوا طعام الغداء حين سمعوا طرق شديد على الباب فانتفضوا خوفا وفزع الطفلين الي والدته ما بينما نظرت هي الي صادق الذي قال : ده مين اللي حيكسر علينا الباب ده؟ فقالت فوزية حين استمر الطرق : انت لسه حتسال؟ ما تقوم يا راجل افتح الباب قبل البيت ما يتهد علينا. فقام صادق وفتح الباب ليدخل منه بعض الرجال الاشداء ببدلهم السوداء ونظارتهم الشمسية فابتعد صادق الي عائلته وضمهم وهو يقول : انتم مين؟ حين دخل مصطفى فقالت فوزيه : هو انت يا بيه؟ احنا مش قلنا لك آخر مرة اننا ما نعرفش مكانها يا بيه؟ فابتعد مصطفى عن مدخل البيت ليدخل يوسف فنظروا اليه بدهشة فقال صادق : مين البيه؟ فنظر يوسف إليهم وقال : انا يوسف الجوهري. فوزية بخوف : يا نهار اسود يوسف بيه بنفسه. يوسف : اهدوا انا مش حأذيكم انا كل اللي عايز اعرفه هي فين؟ صادق :والله يا بيه ما نعرف عنها حاجة من آخر مرة كانت فيها مع حضرتك هنا وبعدها بعتت اخدت اختها وما شوفنهاش تاني. يوسف : ازاي يعني ما كلمتكوش حتى تليفون؟ لا هي ولاحتى سلمي؟ فوزيه : والله يا بيه لو نعرف حاجة كنا قلناها احنا قلنا البيه اللي مع حضرتك اننا ما شوفنهاش حتى من ساعتها. يوسف: وبعدين؟ فوزية : ده حتى المبلغ اللي بينا كل شويه بييجي في ظرف من غير عنوان. فنظر لها يوسف وقال : هي بتبعت لكما فلوس؟ صادق : اه يا بيه كل شوية واحد بيجيب لنا ظرف ويمشي. يوسف : واللي بيجيب لكم الفلوس ديه ما تعرفهوش؟ فنظر كلا من صادق وفوزية الي بعضهما فقال يوسف بحدة : ايه بتبصوا لبعضكم ليه؟ ما انطلقوا. صادق بتردد : اصل يا بيه اللي جاب لنا الظرف اخر مرة كان البيه اخوك. يوسف باستغراب : اخويا؟ فوزية _ ايوا يا بيه عبدالرحمن بيه يا بيه. يوسف : معقولة؟ صادق : ايوا والله يا بيه. يوسف : ماشي يلا يا مصطفى. ثم خرج من المنزل وخلفه مصطفى وباقي الحرس ليتنفسوا صادق وعائلته الصعداء
ركب يوسف سيارته في الخلف وفي الإمام ركب مصطفى بجانب السائق وباقي الحرس في السيارة الأخرى التفت مصطفى للخلف حيث يجلس يوسف وقال :تحب معاليك نتحرك على فين؟ يوسف : على الفيلا في القاهرة. ثم نظر الي خارج النافذة وقال :اما اشوف آخرها ايه معاك يا عبدالرحمن. اعطي مصطفى الأمر إلى السائق التحرك ومن خلفه سيارة الحرس.
على صعيد اخر في فيلا تنافس فيلا يوسف في البزخ جلست تلك الفتاة أمام حمام السباحة بالمايوه وهي تضع النظارات الشمسية وتستلقي في استرخاء ثم مدت يدها الي الطاولة بجانبها لتمسك كوب العصير ووضعت القشة بين شفتيها وارتشفت القليل من العصير حين خرجت إليها سيدة في الخمسين من عمرها ولكن لاتظهر عليها علامات التقدم في السن نظرا لمحافظتها على صحتها وعنايتها بنفسها وجمالها اقتربت تلك السيدة من الفتاة وقالت بحدة : الله عليكي وعلى برودك ولا كأني كنت بكلمك امبارح. التفتت إليها الفتاة وقالت :فيه ايه يا ماما؟ جلست والدتها أمامها وقالت : انا يا بنتي مش قلت لك ان جوزك وصل مصر بقى له مدة؟ الفتاة بحدة :طليقي يوسف طليقي مش جوزي. الوالدة : ماشي طليقك رجع لازم تحاولي تقابليه وترجعي اللي كان بينكم. الفتاة : ياماما يا حبيبتي انا ويوسف منفصلين من اكتر من خمس سنين. الوالدة: يا ديما يا حبيبتي لسه فيه امل انكما ترجعوا لبعض. فابتسمت ديما بسخرية وقالت :اللي كان بينا؟ الوالدة : ايوا. ديما : مافيش حاجة كانت بينا اصلا عشان ترجع يا ماما يوسف في الفترة اللي عشتها معه ما كانشي يوسف اللي حبيته كان يوسف اللي اجبرته امه يتجوزني وقلبه كان معها البنت اللي الكل قال لي انها لا يمكن تنافسني في حبه لكن اللي حصل اني انا اللي ما قدرتش اخليه يحبني جزء من حبه لها. والدتها : طيب ما احنا فيها نحاول نرجع العلاقات ويمكن. فقاطعتها ديما وقالت: بقول لك لسه بيحبها يا ماما تقول لي نرجع العلاقات كمان يوسف واحنا في أمريكا كان شخص مختلف تماما عن اللي كنت اعرفه هدومك ديه ما تنفع صاحبي ده وماتصاحبيش ده حتى أصدقائي البنات كان بيتكم فيهم. فابتسمت والدتها بخبث وقالت : طيب ما ده معناه انه بيغير عليك يبقى بيحبك. فابتسمت ديما بسخرية ثم قالت : غيرة ايه يا ماما اللي بتتكلمي عليها يوسف لو زي ما انت بتقولي بيغير فبيغير عليا مش لاني كنت مراته لاء لاني بنت عارفها او من نفس بلده لكن مش غيرة من الحب. الوالدة : طيب يعني ما فيش امل؟ فهزت ديما رأسها وامسكت هاتفها فتنهدت والدتها وقامت لتبتعد عنها فنظرت لها ديما ثم طلبت رقم ما ووضعت الهاتف على اذنها وانتظرت قليلا ثم قالت : ايوا يا تيتو انت فين لسه مسافر وصلت امتى كده خلاص لازم نتقابل اوكي بكرة في النادي باي. ثم أنزلت الهاتف وابتسمت. وصل يوسف الي الفيلا ونزل من سيارته ودخل الفيلا وانطلق صاعدا لغرفة عبدالرحمن ودخل دون أن يطرق الباب ونادي علي عبدالرحمن فلم يجده حين سمع صوت ماء في الحمام فعلم انه يأخذ شاور فكاد ان يخرج حين لفت انتباهه دفتر على المكتب وما لفت انتباهه ان لونه نفس لون دفتر مذكرات صفية لونه اخضر ونفس درجة اللون فاقترب منه وامسكه باستغراب واخذ ينظر اليه ثم فتحه ليصدم بما رأي كان الدفتر عبارة عن ألبوم صور لصفية ومعها في جميع الصور عبدالرحمن ويبدو انهما قريبين من بعضهما ويبدو انهما في خارج مصر نظرا لملابسهما كما أن هناك صور بها ثلوج اخذ يشاهد الصور باشتياق لها وايضا يتأكله الغضب من الغيرة عليها لقرب عبدالرحمن منها هكذا ومن لا يراهما يظنهما عاشقين اخذ يشاهد الصور حتى توقف عند صورة ما كانا معا أمام الجامعة التي درس بها يوسف كان يدرس بها عبدالرحمن في فترة انفصال يوسف عن صفية شعر بالاستغراب فمن ما يرى يبدو أن صفية قد قضت فترة دراسة عبدالرحمن معه في لندن هل هذا يعني انها سافرت للدراسة في لندن ولكن ونظرا لظروف معيشتها كما انها لم تأخذ من يوسف شئ كيف يمكنها ان تدرس في لندن كل هذه افكار دارت في عقل يوسف وهو يشاهد هذه الصورة قلب يوسف الصورة اتلفت نظره صورة لصفية وحدها نظر يوسف لهذه الصورة باندهاش فقد بدا عليها زيادة الوزن كثيرا فطع عليه تأمله حين سحب من يده الألبوم فالتفت ليجد عبدالرحمن يقف خلفه وهو يلف منشفة حول خصره واخرى على كتفه فقال له عبدالرحمن : انت ازاي تسمح لنفسك انك تطلع على حاجة ما تخصكش؟ يوسف بغضب : ازاي ما يخصنيش ديه مراتي؟ عبدالرحمن : طلقتك مش مراتك وهي حرة تعمل اللي هي عايزاه. يوسف وهو يدفع عبدالرحمن : مراتي غصب عنك وعنها وترجع لي. فضحك عبدالرحمن ساخرا وقال: انت بتحلم صدقني انها مش عايزة تشوفك حتى. يوسف برجاء :عبدالرحمن ارجوك عرفني مكانها لازم ترجع لي. عبدالرحمن : صدقني ما قدرش يوسف اخونها وهي رافضة تقابلك. يوسف :بس انا لازم اقابلها. فهزت عبدالرحمن رأسه بأسي وقال :اسف. فدفعته يوسف بغضب وتركه وذهب حين دخلت جدته قسم وقالت : يوسف لازم قابل صفية. عبدالرحمن :بس مش من حقه يفرض نفسه عليها كده. قسم : يوسف كتب اسمه علي صفية دور انت على واحد اكتب اسمك عليه صفية ليوسف. ثم تركته وخرجت من الغرفة فامسك المنشفة من على كتفه ورماها بغضب.
اخذ يوسف يتحرك في الحديقة وهو غاضب حين اقترب منه مصطفى وقال له :يوسف بيه كنت عايز حضرتك. يوسف بحدة: عايز ايه؟ مصطفى : فيه اخبار عن سند معاليك. فالتفت اليه وقال: اخبار ايه؟ مصطفى : انا اخدت صورة لسند زي ما معاليك كلمتني. يوسف : هاه وبعدين؟ مصطفى : سند فعلا دخل عدد من السباقات في الفترة من خمس سنين لحد سنة فاتت بس وكانت نتايجه هو و الفارسة ممتازة. يوسف باستغراب : فارسة؟ مصطفى : ايوا يا فندم فارسة اسمها صافي الفيصل. فجلس يوسف وقال باستغراب : اول مرة اسمع الاسم ده. مصطفى : هي يا فندم مظهرتش غير من خمس سنين بس واخر مسابقة اتعرضت لحادث ووقعت عن الحصان وكسرت رجلها وده اللي خلاها تعتزل السباقات. يوسف :وبعدين سند فين دلوقتي بعته؟ مصطفى : لا يا فندم سند دلوقتي الوجهة الإعلانية لشركة ديكور. يوسف باندهاش : نعم وجهه إعلانية لشركة ديكور؟ مصطفى : ايوا . معاليك ديه حتي الشركة باسمه شركة السند وصاحبها ثري سعودي وله استثمارات هنا. يوسف : وده ايه علاقته بالفارسة ديه؟ مصطفى : هي تبقى حفيدته يا فندم وهي كمان اللي بتدير شركة السند للديكور. يوسف :ايه اللبخ اللي انت بتقوله ده؟ مصطفى : هو ده اللي عرفته يا فندم. يوسف : اوكي حاول تقابلها وتعرض عليها اني اشتريه باي تمن هي عايزاه. مصطفى : حاضر معاليك بعد اذنك. وكاد ان يتحرك حين نادي عليه يوسف فالتفت اليه مصطفى وقال: افندم معاليك؟ يوسف بتردد :عايزك تراقب عبدالرحمن. مصطفى باندهاش : افندم؟ يوسف بحدة : اللي سمعته عايزك تراقب عبدالرحمن. مصطفى : اخو معاليك يا فندم؟ يوسف : ايوا اخويا. مصطفى : اوامرك يا فندم. يوسف وهو يشير لو بيده ليغادر : اتفضل. فغادره مصطفى فقال يوسف : انت اللي اضطرتني لكده يا عبدالرحمن لازم القيها وانت بتبعدني عنها.
وفي اليوم التالي ذهب مصطفى الي شركة السند لأعمال للديكور وتنظيم الحفلات وهناك وجد العديد من البوسترات التي تغطي الحوائط والتي تخص سند فتقدم وتحدث الي الاستقبال لمقابلة المديرة والذي أرسله الي مكتب السكرتارية وهناك دخل ليجد مكتب وحيد جالسة عليه فتاة حسناء محجبة بيضاء وترتدي نظارات طبية ومشغولة في ملف أمامها فتنحنح لتلتفت له فرفعت رأسها لتنظر له ثم قالت : اتفضل. فاقترب منها وقال : كنت عايز اقابل المدير لو سمحتي. السكرتيرة بعد أن خلعت النظارات ووضعها على المكتب : بخصوص ايه يا فندم؟ مصطفى وهو يشير الي الكرسي أمامها : ممكن اقعد؟ السكرتيرة : اسفة جدا اتفضل طبعا اقعد. فجلس مصطفى أمامها وقال : مرسيه. فقالت :خير يا فندم حضرتك عايز تقابل المدير بخصوص ايه؛؟ مصطفى : بخصوص سند. السكرتيرة : سند؟ وانت عارف عن سند منين؟ مصطفى : الحقيقة المالك السابق لسند هو اللي بعتني وعايز يعرض على المدير بتاعكم انه يشتريه بالمبلغ اللي يطلبه. فابتسمت الفتاة وهي تهز رأسها فقال مصطفى بحدة : افهم من حركتك ديه ايه؟ الفتاة : الحقيقة المدير بتاعنا عمره ما حيفرط فيه ابدا لانه بعتبره جزء من عيلته ولو رئيسك قدم كل ما يملكه مقابل سند مش حيوافق. مصطفى باندهاش : انت ليه بتردي من نفسك بلغيه وبعدين ادينا خبر أو خليني اقابله الفتاة : صدقني مش انت اول واحد يعرض يشتريه خصوصا بعد الحادث اللي تعرضت له المديرة لكن هي بترفض لان زي ما قلت لك هي بعتبره واحد من عيلتها. مصطفى بحدة : تاني بتردي من نفسك انت فاكرة نفسك ايه انت مجرد سكرتيرة؟ الفتاة ببرود : وانت ايه رئيس وزارة حضرتك؟ فوقف بغضب وهو يضم شفتيه بغضب لتبتسم هي ثم أمسكت النظارات مرة أخرى ونظرت الي الملف الذي أمامها فخرج هو بغضب ووقف أمام الشركة وأخرج هاتفه ليطلب رقم ثم وضع الهاتف على اذنه.
جلس يوسف علي مكتبه في الشركه يراجع بعض الملفات حين رن هاتفه فامسكه ونظر لشاشته فقرأ اسم مصطفى اضغط زر الفتح ثم تحدث فى السماعة اللاسلكية التي يرتدي ها وقال : ايوا يا مصطفى. رد عليه مصطفى وهو جالس في السيارة أمام شركة السند :ايوا معاليك انا جيت الشركة وقابلت السكرتيرة وطلبت اقابل المدير. يوسف :وبعدين؟ مصطفى : رفضت يا فندم وقالت لي انها بعتبره واحد من عيلتها وانها يستحيل تفكر تبيعه وان جالها عروض كتير علشان يشتروه وهي رفضت. يوسف : اوكي ابعت لي العربية وخليك عندك وانا اجي لك. مصطفى : بس يا فندم السكرتيرة ديه سمجة جدا وممكن تحرج معاليك. يوسف :اعمل اللي بقول لك عليه وابعت لي العربية وانا جاي لك. مصطفى : امر معاليك. وبالفعل ارسل مصطفى السيارة بالحرس ليوسف وأخذته وذهب الي عنوان الشركة حيث قابل مصطفى الذي أخذه ودخل للمبنى ليقابله الأمن فيطلب منه مقابلة المدير ليرسله لمكتب السكرتارية وهناك دخل مصطفى وطرق الباب فرفعت الفتاة رأسها ورأته فقالت : هو انت مش بتفهم انا قلت لك انها مش حتوافق ليه مش فاهم؟ فلم يرد عليها حين دخل هذا الشاب بهيبته وهو يرتدي النظارات الشمسية ثم نزع النظارة وقال : السلام عليكم. فوقفت وقالت : عليكم السلام اتفضل. فاقترب منها يوسف وجلس على الكرسي أمام مكتبها فجلست وقالت : افندم؟ يوسف : انا يوسف الجوهري صاحب شركات الجوهري جروب. الفتاة : اهلا بحضرتك يا فندم. يوسف : ممكن اعرف اسمك عشان اعرف اناديكي ايه.؟ فابتسمت الفتاة وقالت :سوسن. فنظر لها مصطفى باندهاش حين قال يوسف : طيب يا آنسة سوسن المساعد بتاعي قابلك من شوية وعرض عليكم عرض بخصوص سند وانت رفضتيه بدون حتى ما تعرضيه على المديرة بتاعتك. سوسن: يافندم المديرة بتاعتنا مرتبطة جدا بسند بعتبره واحد من عيلتها وجالها عروض كتير له وهي رافضة اي مناقشة في الموضوع ده وهو ده اللي انا حاولت افهمه لمساعد حضرتك وهو للأسف مخه تخين. فشعر مصطفى بالغضب من كلامها حين ابتسم يوسف وقال : طيب بس انا ليا وضع خاص سند كان حصاني في الأساس وهي اشترته مني وزي ماهو عزيز دلوقتي على مديرتك هو كمان عزيز عندي لأن مراتي كانت بتحبه جدا. شعرت سوسن بالتاثر من كلماته فقالت له : الحقيقة يا يوسف بيه انا مش حوعدك بحاجة اللي اقدر اعمله لحضرتك اني أبلغ المديرة انك عايز تقابلها بخصوص سند وهي اللي تقرر انها تقابل معاليك او ترفض. فأخرج يوسف من جيبه بطاقة عمله التي تحوي أرقام هواتفه وقدمها لها وقال : ديه البزنس كارد بتاعتي اول ما تبلغك كلمني في اي وقت الموضوع ده مهم جدا عندي. فاخذت سوسن البطاقة وقالت : ان شاء الله ارد عليك في أقرب فرصة ويكون بالموافقة. يوسف وهو يقف: ان شاء الله عن اذنك. فوقفت وقالت : اتفضل يا فندم. فذهب يوسف حين نظرت هي بسخرية لمصطفى فزفر بغضب وخرج خلف يوسف.
ركب مصطفى بجانب السائق وهو غاضب ترك سيارته لاحد الحرس ليحضرها بينما جلس يوسف في الخلف فابتسم يوسف وقال : ايه اللي مضايقك يا مصطفى؟ فالتفت مصطفى للخلف وقال بحدة : اصل معاليك ما شوفتهاش كانت بتكلمي ازاي واول ما حضرتك جيت بقت ملاك فجأة. فضحك يوسف وقال : انت بس اللي مش بتعرف تتعامل مع الجنس الناعم. فقال مصطفى باندهاش : ومعاليك اللي بتعرف تتعامل معهم؟ فابتسم يوسف بحزن وقال : كنت مقطع السمكة وديلها زي ما بيقولوا لحد ما جات هي ونستني كل حاجة. ثم نظر خارج نافذة السيارة بشرود فحزن لأجله مصطفى حين رن هاتف مصطفى فضغط زر الفتح وتحدث في السماعة الا سلكية الموجودة في اذنه َقال: ايوا يا ابني وهو فين دلوقتي؟ ولسه قاعد معها؟.... طيب ماشي. ثم أغلق هاتفه ونظر للخلف مرة أخرى وقال : يوسف بيه. فالتفت له يوسف فاكمل : عبدالرحمن بيه موجود دلوقتي في النادي ومعه واحدة قريبة من مواصفات الهانم. شعر يوسف بالأمل وتهللت اساريره وقال : بسرعه على النادي. مصطفى : حاضر معاليك. ثم نظر الي السائق وقال له : ودينا على النادي يا ابني. وبالفعل انطلقت السيارتين الي النادي ونزل منه يوسف يجري ودخله سريعا وخلفه حرسه وبالطبع لم يمنعه احد من زمن النادي لمعرفتها بشخصيته وقابل احد العاملين وكان يعرفه فقال له : يوسف بيه اهلا وسهلا بحضرتك. يوسف : اهلا بيك يا مسعد ما شوفتش عبدالرحمن اخويا؟ مسعد : عبدالرحمن بيه في الكافي. يوسف وهو يسرع : شكرا يا مسعد. وبالفعل وصل يوسف الي الكافي ووقف يبحث بعينيه عن عبدالرحمن حتى وجده وكان يجلس مع بنت ولكنه لم يتعرف عليها كانت جميلة تضع ميكب خفيف وترتدي النظارات الشمسية وملابسها كانت عبارة عن بدلة رسمية باللون المستردة وترتدي حجاب مشجر يليق بالبدلة وارتدت حذاء ذو كعب عالي يبرز جمال قدمها كما أن حقيبته التي على الطاولة من ماركة برادا العالمية شعر يوسف بخيبة الأمل فهذه ليست حبيبته البريئة البسيطة والتي تختار دائما الأشياء الرقيقة اما تلك الجميلة طاغية الانوثة التي تجلس مع عبدالرحمن تبدو كعارضات الازياء فالتفت خلفه ومشي بحزن فعلم مصطفى الذي وقف خلفه انها ليست هي. اخذ يوسف يتمشى في النادي وخلفه مصطفى كظله حين جذب يوسف احد من كتفه وقال : اخص عليك ترجع مصر وما تكلمني؟ نظر يوسف اليه ثم ابتسم واحضنه وقال له : حمد الله على السلامة انت اللي جيت امتى؟ الشاب : لسه امبارح وقلت اجي ارجع الذكريات بس ما كنتش متوقع اني اشوفك. يوسف :وحشتيني اوي يا طارق. طارق: انت اكتر بس مالك كده ماشي مش شايف قدامك؟ يوسف بحزن : ابدا مافيش. طارق : على فكره انا جاي اقابل ديما. فابتسم يوسف بألم وقال : اوكي. طارق : انا لسه شايف عبدالرحمن وكانت معه. يوسف باستغراب : مين اللي كانت معه ديما؟ طارق : لاء انت ما شوفتش مين اللي كانت معه؟ طارق : وعادي كده انك تشوفها؟ يوسف : وانا كل ما شوف معه واحدة لازم اضايق؟ طارق : بس مش كل واحدة كانت مراتك. يوسف : ما قلت لك ما كانتش ديما اللي معه. طارق بخبث :وانت ما اتجوزتش غير ديما؟ صدم يوسف من جملته الأخيرة فقال طارق : ايه يا ابني مالك؟ خرج يوسف من صدمته وقال : انت تقصد أن اللي مع عبدالرحمن هيييييا. فهزت طارق رأسه وقال : ايوا هي صفية او صافي. صدم يوسف واخذ يتذكر هذه الفتاة التي تجلس مع عبدالرحمن وهو يتذكر كلمات صفية في آخر لقاء عندما قالت : صفية ماتت اللي قدامك ديه هي صافي. ترك يوسف طارق وجرى الي حيث جلست هي وعبدالرحمن ولكنه لم يجدهما فاقترب منه احد الندال فامسكه يوسف من يده وقال : فين عبدالرحمن بيه واللي كانت قاعدة معه؟ النادل : مشيوا يا فندم. شعر يوسف بخيبة الأمل مرة أخرى فقد كانت بين يديه والان اختفت مرة أخرى وضع طارق يده على كتف يوسف وقال : مالحقتهاش؟ فالتفت له يوسف وقال : لاء للأسف. طارق : هو أنت ماكنتش تعرف ان هي اللي مع عبدالرحمن؟ فهزت يوسف رأسه بنفي وقال : انت عرفت انها هي من امتي؟ طارق : من فترة انا كنت زايك كده مش عارفها بس شوفتها مع عبدالرحمن وروحت وسلمت عليهم وعرفت انها هي كمان في كلام بيتقال عليهما. يوسف : كلام ايه؟ طارق :انهما يعني قريبين من بعضهما لدرجة ان الناس بتقول انهما حيتجوزوا قريب. ظهرت ملامح الغضب على وجه يوسف ثم تركه وذهب. جلس يوسف في سيارته يتذكر كلام طارق عن كون عبدالرحمن وصفية على علاقة معا ثم تذكر كيف جلسا معا وهما قريبين من بعضهما وتذكر موقف عبدالرحمن ودفاعه الدائم عن صفية وكيف منعه عن لقائها واخذ يشتعل الغضب في جسده وهو يرتعش جلس عبدالرحمن مع جدته في الفيلا وقال : المشروع اللي في شرم مجنني يا انا فيه مشاكل كتير ولازم حد يسافر من هنا لهناك علشان يتابع المشروع. قطع كلامه دخول يوسف واندفاعه تجاهه وجذبه من ملابسه ليقف أمامه فقالت جدته بفزع : في ايه يوسف؟ لم يبالي بها ثم قال : هي فين لازم اعرف مكانها. نفض عبدالرحمن يده عن ملابسه وقال : ماعرفش. يوسف غاضبا : كداب هي كانت معاك في النادي النهاردة يبقى اكيد عارف عنوانها. عبدالرحمن : حتي لو اعرفهم حقول لك عليه. فدفعه يوسف بغضب حين حضرت سوزان وقالت : فيه ايه يا ولاد مالكم؟ تجاهلها يوسف وقال لعبدالرحمن : ازاي تسمح لنفسك انك تبعدها عني ديه حبيبتي. عبدالرحمن : كانت وخلاص مش عايزاك سيبها في حالها. يوسف : اسيبها علشان انت تتجوزها؟ فنظر الجميع لعبدالرحمن الذي قال: ايوا حتجوزها. فصفعه يوسف بقوة فقالت قسم : يوسف انت اعمل ايه؟ فقال وهو يحذره وبشير له باصبعه : يوم ما تفكر تتجوزها حيكون اخر ما بيني وبينك. قسم :بس انتما الاتنين. ثم نظرت لسوزان وقالت : انت سوزان خد عبدالرحمن واصعد فوق. فجذبت سوزان عبدالرحمن من يده وهو يحاول مقاومتها ولكنها جذبتها وهي تقول : يلا. ثم اخذته وصعدت السلم حين قالت قسم : ايه اللي عملته ده يوسف؟ فقال بانكسار : مش قادر يا انا حموت من غيرها انا عارف اني ضيعتها من ايدي لكن لازم ترجع لي وهو اللي بيبعدها عني. قسم : مش مكن هو صفية اللي مش عايز يشوفك. يوسف : صفية كانت بتحبني واكيد لسه بتحبني كل الحكاية اني لازم اقابلها وبعد كده انا حقدر ارجعها لي تاني. قسم : سافر يوسف. فنظر لها يوسف باستغراب وقال : عايزانى اسافر يا انا؟ قسم : نعم سافر مش أمريكا شرم. يوسف باستغراب : شرم؟ قسم : فيه مشاكل في مشروع هناك وانت لازم سافر شوف موضوع. يوسف بضيق : شغل ايه بس يا انا؟ قسم : اسمع كلام انا يوسف. يوسف: بس يا انا.... فقاطعها قسم وقالت : اسمع كلام انا يوسف. فتنهد بضيق ثم قال : اوكي يا انا اوعدك اخلص شغلي هنا واسافر في خلال أسبوع. ثم تركها وذهب فابتسمت قسم بخبث. وبالفعل خلال الأسبوع حاول يوسف إنهاء اشغاله وفي هذه الفترة تجنب كلا من عبدالرحمن ويوسف التحدث معا حتي ان عبدالرحمن لم يعلم بشأن سفر يوسف للمشروع وفي يوم السفر انطلقت سيارتان تحمل أحدها يوسف ومعه مصطفى والأخرى لحرسه الشخصي انطلقوا الي شرم فقد قرر يوسف ان يسافر بالسيارة وليس الطائرة وفي خلال الرحلة رن هاتف يوسف الشخصي فاخرجه من جيبه وضغط زر الفتح ووضعه على اذنه وقال : السلام عليكم. ليجيب الطرف الآخر وكانت سوسن سكرتيرة شركة السند وقالت : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته يوسف بيه انا سوسن من شركة السند اتمنى تكون لسه فاكرني. يوسف : طبعا آنسة سوسن اهلا بيك اتمنى يكون عندك خبر كويس عشاني. سوسن بخجل : انا اسفة جدا يا يوسف بيه للأسف الشديد طلبك اترفض. ظهرت خيبة الأمل على وجهه حين قالت : انا اسفة جدا انا ححاول أعرض طلبك تاني بس هي مسافرة الفترة ديه واول ما ترجع ححاول اكلمها تاني. يوسف :شكرا لك سوسن وحشتني تليفون تاني منك. سوسن : ان شاء الله يوسف بيه مع السلامة. فانزل يوسف الهاتف وتنهد بضيق وبعد بعض الوقت وصلت السيارات الي وجهتها وتوقفت ونزل منها يوسف وكان في استقباله مدير الفندق والمشرف على مشروع القرية الجديدة واخذوه ودخلوا الي الفندق ووقف واحضر له مدير الفندق مفتاح الجناح الذي سيبقى به فترة وجوده واوقف الجميع أمام الاسانسير ليصعد ليرتاح حين سمع اسم عزيز على قلبه : صفية. صدم يوسف عند سماعه للاسم والتفت خلفه ليراها تلك الطفلة البريئة الطبيعية والتي لاتمت بصلة لعارضة الازياء التي رأها مع عبدالرحمن وقفت بعيدا عنه قليلا وهي ترتدي زي العمال الافارول (العفريتة)الكحلي وحذاء فلات ونسقت معهم حجاب يليق بهم هذه هي حبيبته لم يصدق عينيه من الصدمة ما الذي احضرها هنا ولما ترتدي كالعمال هكذا اقتربت منها فتاة بعدما نادت عليها مرة أخرى فقالت لها بحدة: ايه فيه ايه صفية صفية مش قلنا ما فيش صفية تاني؟ الفتاة : اسفة بس الحقيقه اول ما شوفتك لابسة الافارول ده افتكرت صفية على طول لكن صافي ما ينفعش ماها اللبس ده. صافي: يا سلام يا ست سلمي حضرتك بتتريقي؟ فابتسمت سلمي التي كبرت لتصبح رائعة الجمال وكاملة الانوثة وترتدي ملابس منسقة من أحدث الماركات كما أن حذائها ذو الكعب العالي من ماركة عالمية وقالت :طيب بس قولي رايحة فين بالافارول ده؟ صافي : ما فيش كنت نازلة اشوف العمال اكيد مش حنزلهم بالماركات والكعب العالي. سلمي : اوكي طيب في مشكلة في القاعة اللي حيتعمل فيها حفلة استقبال الشركاء الأجانب. صافي : اوكي يلا نشوف. فمشت ومشت خلفها سلمي تحت نظرات يوسف فنادي على مدير الفندق وقال : حازم تعالي عندي. فاقترب منه حازم وقال : افندم يا ريس. يوسف : مين البنتين اللي كانوا واقفين دول؟ حازم : ديه المهندسة صافي مهندسة الديكور المسئولة عن ديكورات المشروع واللي كانت معها ديه تبقى المساعدة بتاعتها واختها المهندسة سلمي. فهزت يوسف رأسه وتحرك في الاتجاه حيث ذهبت صافي وسلمي فقال حازم : يوسف بيه مش حتطلع تستريح؟ يوسف بابتسامة : انا خلاص ارتحت تعالي معيا وريني القاعة اللي حيتعمل فيها الاحتفال حازم باستغراب : حاضر يا فندم اتفضل معاليك. وبالفعل مشي يوسف ومن معه إلى القاعة.
دخلت صافي القاعة ليقترب منها شاب وقال : اهلا باش مهندسة. صافي : فيه ايه يا محمد ايه المشكلة؟ محمد : ابدا يا فندم العمال بس غلطوا وهما بيركبوا دائرة الكهربة. صافي : وبعدين؟ محمد : بعتنا نجيب مهندس الكهربة يشوفها. صافي: وموت يا حمار. محمد: افندم؟ صافي : ما فيش هات لي السلم الطويل. محمد باستغراب : افندم؟ صافي بحدة : جري ايه يا محمد انا مش بقول فوازير. محمد بتوتر: حاضر يا فندم حاضر. ثم تركها وذهب فقالت سلمي: انت حتعمل ايه؟ صافي : حشوف المشكلة فين؟ سلمي : ايوا بس..... فقاطعتها صافي : من غير بس انا مش حساني لما باش مهندس الكهربا يحن عليا ويجيلي وانا ممكن اعمل شغله. حضر محمد وهو يحمل السلم وقال :السلم يا فندم. صافي : حطوا عند مكان المشكلة. محمد بذهول: افندم. صافي بحدة وصوت عالي : محمد جري ايه الله نفذ. محمد : اسف يا فندم. ثم وضع السلم بجانب الدائرة الكهربائية التي تغذي القاعة فاقتربت صافي لتصعد السلم فقالت سلمي :يا بنتي استنى بدل ما يحصل لك حاجة. صافي باصرار : انا مش حستناك قلت لك. فوجدت حزام عدة على السلم أخذته ولفته حول خصرها وصعدت السلم لترى أين المشكلة حين دخل يوسف ولفه مصطفى وقد منع احد اخر ان يدخل معه وذهلت حين رأها تقف أعلى السلم وهي تعمل رأته سلمي فزعرت وشهقت ونادت : صافي انزل. لتصرخ فيها صافي دون أن تلتفت وقالت : سلمي بس قلت مش حنزل الا لما اشوف فيه ايه؟ ابتسم يوسف ونظر لسلمى لتصمت حين سمع شابين يتحدث ان أحدهما محمد فقال محمد : انا يا اخي مش عارف قمر زيها كده ايه اللي يخليها تعمل في نفسها كده؟ الاخر : مش عارف الواحد مستت غفر في البيت شعر يوسف بالغضب من كلامهما وأراد ان ينقض عليهما ولكنه له وضعه كما أنه لا يعرف ردة فعلها معه كيف ستكون لذا أشار الي مصطفي ليقترب منه وقال له بصوت منخفض : خرج جوز البهايم دول بارة. فهزت له مصطفى رأسه واقترب من الشابين وتحدث معهما وهو يشير ليوسف فخرجا دون مشاكل اقترب يوسف من السلم وأشار لسلمى ان تبتعد فتراجعت خطوتين للوراء ولكنها لم تخرج بينما علقت عينه على حبيبته الشقية التي تقف وتصل الأسلاك بعضها ببعض ثم قالت : خلي حد يجرب كده يا سلمى افتحي الإضائة كده فنظر لسلمى لتشير له خلف السلم على زر للكهرباء فمد يده وفتح الزر فانطلقت شرارة الأسلاك أمامها شرارة فصرخت وتركت السلم واختل توازنها لتسقط عن السلم فاغمضت عينها بزعر واستسلمت السقوط وهي أيقنت انها ستصاب لا محالة حتى وصلت للارض ولكنها لم تتألم ولكنها لم تفتح عينيها حين شعرت انها سقطت على احد ما ثم شعرت انها تهتز ففتحت عينيها باستغراب لترى اخر شخص ظنت انها قد تراه رأته يبتسم وهو يحملها على ذراعيه وتشابكت نظراتهما معا لبعض الوقت لم يشعر بأحد تمنى ان يضمها اليه ولكنه لم يعرف ماذا ستكون ردة فعلها شعرت سلمي بالصدمة حين رأت صافي وهي تسقط ولكنها رأت كيف اسرع يوسف ليلتقطها بين ذراعيه واخذ ينظر لوجهها وكأنه مسحور بينما هي مغمضة العينين حتى ضحك قليلا لتفتح صافي عينيها وتتشابك مع عينيه في لحظات خاصة بهما فابتسمت سلمي وهزت رأسها فهي تعرف ما يجمعهما شعرت ان لحظتهما طالت لذلك تنحنحت فالتفتت لها صافي ثم نظرت الي يوسف وشعرت بالفزع لوضعها بين ذراعيه فاخذت تتحرك وهي تقول :نزلني اوعي يلا نزلني. فقال بتوتر : طب اهدي بس علشان ما تقعيش. صافي وهي تدفعه في صدره : مالكش دعوة نزلني. يوسف : حاضر حاضر. فانزلها وهي تقاومه فنزلت على قدمها ليلتوي كاحلها فصرخت بألم فقال في فزع : ايه اللي حصل؟ فلم ترد عليه وهي تدلك قدمها حين اقتربت منها سلمي وقالت وهي تمسك يدها : ايه اللي حصل يا صافي؟ صافي وهي تستند على يد سلمي : رجلي اتلوت اه. فنظر لها يوسف بألم ثم انحني ليدلك قدمها وحين لمسها سحبت قدمها منه فامسكها بقوة وقال : حدلك لك رجلك. فسحبتها منه وقالت : سيبها ما تلمسنيش. يوسف وهو يحاول ان ينزع حذائها : بس اهدي. فجذبتها منه بعنف وقالت : سيبني. فابتعد عنها حتى لا تؤذي قدمها اكثر بمقاومتها له ونظرت له بغضب ثم التفتت الي سلمي وقالت : طلعيني قوضتي. سلمي: حاضر. فاسندتها لتتحرك ولكن قدمها المتها فنظرت لها وقالت : مش قادرة يا سلمى. سلمي : طيب وبعدين؟ صافي: نادي لي محمد أو أي حد يساعدني. شعر يوسف بالضيق من أفعالها فهو بالفعل قريب منها فاقترب وحملها بين ذراعيه فصرخت وقالت : نزلني يا بني آدم. يوسف بحدة : انت اخرسي خالص. ازاي تقبلي ان حد غريب يساعدك؟ صافي : وانت مش غريب؟ يوسف بحدة : انت بتاعتي وعمري ما حكون غريب عنك. صافي : بعينك اني اكون لك تاني. ثم اخذت تضربه بيدها على صدره فابتسم وقال : جميل قوي التدليك ده. صافي بغضب : يا بارد نزلني. يوسف : لو ما سكتيش حرميكي على الأرض وبدل ما يبقى التواء يبقى كسر في العمود الفقري. فصمتت وكفت عن مقاومته حين ابتسمت سلمي عليهما بينما أخذها يوسف وخرج تحت نظرات الجميع ومشت خلفها سلمي ومصطفى وركبوا معا الاسانسير ليصعد بها إلى جناحها وهناك دخل غرفة النوم ووضعها في السرير وهي غاضبة فابتسم وقال وهو يملس على رأسها : شطورة وبتسمع الكلام. فنظرت له بغضب وقالت : اطلع بارة. فنظر الي سلمي التي وقفت خلفه وقال : انا حبعت لها الدكتور يشوفها. صافي : مش عايزة منك حاجة. فتجاهلها وقال : حبقي اجي اطمن عليها. صافي : اطلع بارة ومش عايزة اشوف وشك تاني. فنظر لها وقال بنظرة عاشق : ده بعدك انا ما صدقت لقيتك عمرك ما حتعرفي تهربي مني تاني. فامسكت وسادة وضربته بها فالتقطها وضمها الي صدره وهو ينظر لها وأرسل إليها قبلة فامسكت وسادة أخرى وكادت ان تضربه بها فقال بخبث: المرة الجاية مش حتكون المخدة اللي في حضني. فنزلت الوسادة بجانبها فضحك لذلك وتركها وخرج واغلق الباب فامسكت الوسادة وقذفتها لتصطدم بالباب وتنزل على الأرض بينما وقف هو في الخارج يبتسم بسعادة ثم خرج من الجناح هو ومصطفى واغلق الاخير الباب فقال له يوسف : مش عايزها تغيب عن عينك. مصطفى وهو سعيد لسعادة رئيسه : امر معاليك. يوسف يحدث نفسه : مش لازم تهرب مني تاني. ثم ذهب إلى جناحه وخلفه مصطفى.
نهاية البارت
أنت تقرأ
لست بقربي.......... لكنك في اعماقي
Romanceمقدمة نعيش في الأحلام الوردية بعيدا عن الواقع وهي كذلك احبته وكان بالنسبة لها حلم بعيد ومع ذلك عاشت معه في حلمها فاحبته من وهي صغيرة ولكن عندما أصبح لها صدمت من الواقع الأليم الذي عاشته معه فماذا سيحدث هل سيظل هذا واقعها ام سيتغير ويحبها لتعيش حلمها...