البارت السادس والثلاثون

414 10 1
                                    


في ظلام الليل انطلقت بسيارتها بعد إلحاح كبير من صفية بعدم ذهابها ومحاولة سلمي لمنعها من الذهاب وحدها ولكنها رفضت الاصغاء لهما فهي ذاهبة لإنقاذ طفليهما مهما كان الثمن انطلقت في طريقها لا تعلم الي اين ستأخذها مخاطرتها وضعت العنوان على جهاز تحديد الأماكن في السيارة حتى خرجت خارج المدينة بعيدا عن الحضارة في الطريق الصحراوي بدأت تتلفت حولها وانارتها الوحيدة مصابيح السيارة لم تجد اي عمار فنظرت الي شاشة جهاز تحديد الأماكن بالسيارة لتجد انها لم تصل بعد الي العنوان المقصود استمرت عدة دقائق حتى اعلن الجهاز عن وصولها للمكان المقصود فنظرت حولها قليلا فلم تجد شئ شعرت بالرهبة من المكان ولكنها تمالك نفسها ونزلت من السيارة وأخذت تنظر حولها لتجد منزل بعيدا داخل الصحراء مضاء على جانب الطريق فاسرعت وركبت السيارة مرة أخرى وانطلقت باتجاه المنزل حتى وصلت ونزلت من السيارة وأخذت تتلفت حولها ثم طرقت على بوابة المنزل ولكنها لم تجد احد فحاولت دفعها لتجده مفتوحة ففتحتها ثم ركبت سيارتها ودخلت بها المنزل لتجد حديقة كبيرة حولها مزينة بمصابيح مضاءة وآخرها توجد فيلا حديثة أوقفت السيارة أمامها ونزلت منها واقتربت من الباب وهي تشعر بالخوف وطرقت الباب ولم يأتيها الرد فدفعته ففتح لها فدخلت لتجد الفيلا خافة الضوء فانقبض قلبها اكثر وأخذت تنادي :ياجماعة يلي هنا انا جيت. ولم تتلقى اي رد فقالت: فيه حد هنا ياجماعة؟ فيه حد؟ ولكنها لم تتلقى رد اخذت تتلفت حولها حتى وجدت باب غرفة مفتوح وهي مضاءة فاقتربت من تلك الغرفة ودخلت لتجدها غرفة مكتب مجهزة على أعلى مستوى شعرت بغرابة الوضع فماذا سيريد منها صاحب فيلا كهذه ليخطف طفليهما لابتزازها بهما لم تجد احد حولها لتتسمر مكانها حين سمعت صوت تعرفه جيدا يقول لها: حمد الله على السلامة يا مدام. التفتت بصدمتها تتأكد مما سمعت لتجد نفسها تقف أمامه اخر شخص قد تتمنى ان تجده في هذا المكان وجدت نفسها تقف أمام يوسف ومن ملامحه التي تتقد بالغضب شعرت بالرعب منه لتتجمع عليها كل مشاعرها في هذه الأيام لاتشعر بثقل جسدها على قدميها وشعرت بدوار ولم تعد تشعر بشئ لتسقط أرضا فاقدة الوعي ولكنه تلقاها قبل أن ترتطم بالأرض فلاش باك بعد أن أخبر عبدالرحمن يوسف عن الشاب الذي تقدم لخطبة صافي اسرع الي شركتها لم قابلتها ومعها من الزواج بهذا الشاب وحين وصل الشركة دخلها واقترب من مكتب الاستقبال وسأل الموظفة: من فضلك مدام صافي موجودة في مكتبها؟ فابتسمت الموظفة في وجهه وقالت: لا يا فندم مدام صافي عندها meetingبارة الشركة النهاردة وحتتأخر. فتنهد بضيق ثم قال :طيب مرسيي بعد اذنك. الموظفة :اي خدمة يافندم. فتركها وكاد ان يخرج حين لفت انتباهه الصور المنتشرة حوله على حوائط الشركة شعر بالاستغراب وهو يرى صور يزن او يزيد وهو يركب حصان تعرف عليه يوسف علي انه سند حصانه السابق لم يكن لاحظ تلك الصور من قبل هو حتى لم يشغل باله بحصانه بعد أن عرف وجوده عندها فهي تعشقه وهو يعلم ذلك لم يفهم سبب وجود صور يزن لذلك عاد الي موظفة الاستقبال فنظرت له وابتسمت وقالت :تحب تسيب لها رساله يافندم؟ فابتسم يوسف وتنحني وقال: احمممممم لاء بس كنت عايز أسألك عن حاجة. الموظفة :اتفضل يا فندم. يوسف وهو يشير الي صور يزن: هو الطفل اللي في الصور ده عارض؟ الموظفة باستغراب :افندم؟ يوسف :اصلي كنت ناوي اعمل اعلانات لشركتي ولفت نظري الطفل ده. فابتسمت الموظفة وقالت :الطفل ده مش واحد دول اتنين توأم. يوسف بتمثيل الاندهاش :حقيقي؟ الموظفة :ايوا يزن ويزيد هما الاتنين. يوسف :يبقوا مين ولاد حد هنا؟ الموظفة :ولاد المديرة بتاعتنا. يوسف بغباء: مديرة مين؟ الموظفة :مدام صافي. يوسف باستغراب :ولاد صافي. الموظفة :ايوا يا فندم يزن ويزيد. شعر يوسف بالصدمة حتى لم يسمع ما قالته له الموظفة وتركها ومشي خرج من المستشفى وركب سيارته ولم يحدث مصطفى الذي وقف أمامه باستغراب وركب معه بجانب السائق والتفت اليه حين انطلقت السيارة فقال له :فيه حاجة يا يوسف بيه؟ فلم يجيبه فقال :يوسف بيه انت كويس؟ فالتفت اليه يوسف بضياع وقال له :كلم رجالتنا اللي في النادي يسالوا على بيانات عيلة يزن ويزيد. مصطفى :حاضر. يوسف :كلمهم حالا اوصل الشركة الاقي كل البيانات عندي. مصطفى باندهاش :حاضر. سرح يوسف بحديث الفتاة هو يتكرر في عقله حين قالت :ولاد المديرة بتاعتنا. يوسف : مديرة مين؟ الموظفة :مدام صافي. الموظفة :ولاد المديرة بتاعتنا. يوسف : مديرة مين؟ الموظفة :مدام صافي. الموظفة :ولاد المديرة بتاعتنا. يوسف : مديرة مين؟ الموظفة :مدام صافي. الموظفة :ولاد المديرة بتاعتنا. يوسف : مديرة مين؟ الموظفة :مدام صافي. اخذ يحدث نفسه وقال :يعني ايه ولادها؟ طيب من مين؟ عبدالرحمن قال لي انها ما اتجوزتش طيب ازاي؟ ثم تذكر يوم إجهاضها حين كانت حامل في طفله.                     فلاش باك خرجت الدكتورة سعاد من غرفتها فاقترب منها يوسف وقال :هاه يادكتور صفية عاملة ايه دلوقتي؟ تنحنحت سعاد لتفيق من صدمتها وقالت : اممممممممم.. اه الحقيقة للأسف الشديد مدام صفية حصل لها إجهاض باك .              آفاق يوسف من شروده على صوت مصطفى حين قال: يوسف بيه وصلنا معاليك. اخذ يوسف يتحرك في الغرفة ذهابا وايابا وهو يحترق من الداخل لا يعلم ما يفعل وتذكر والدة الطفلين التي رأها معهما في النادي والان كلام الموظفة من الصادق ومن تكون تلك المرأة بالنسبة للطفلين قاطع افكار دخول مصطفى ويبدو عليه التوتر والحيرة فنظر له يوسف وقال :عملت إيه؟ لم يرد عليه مصطفى بل رفع له ملف وقدمه له فاخذها يوسف وهو ينظر لمصطفى باستغراب ثم نظر الي الملف لتشتعل عينيه وتبدو عليه الصدمة والغضب حين حاول مصطفى الكلام وقال: اكيد فيه حاجة حصلت تسببت في انها تخبي علي معاليك. فنظر له يوسف وقال بغضب : انت ما تنطقش. اخذ يتحرك في الغرفة وهو يتذكر الطفلين حين تذكر كلمتها له في زفافه وديما                                                                                           فلاش باك  قالت ديما ساخرتا من صافي التي أتت الي زفافها :لكي عين تيجي هنا؟ فقال لها يوسف بحدة :بس يا ديما. ديما وهي تنظر لصافي: لاء مش بس ايه اللي جابها هنا مش خلاص طلقتها تبعد عننا بقى. فابتسمت صافي وقالت :ماتقلقش انا جيت بس ابارك واهني. فقالت ديما ساخرة : اكيد حتموتي انه سابك ورماكي بعد مابقى مالكيش لازمة عنده. رأهم عبدالرحمن من بعيد فاقترب منهم حين قالت صافي لديما :صدقيني انا اكتر واحدة شمتانه فيه دلوقتي لاني خدت منه حاجة غالية جدا بس للأسف هو نفسه ما يعرفش عنها حاجة. ظهر الاندهاش على وجه يوسف حين ديما ساخرة :اوعي تقولي قلبه والهبل ده لأنه طلقك واتجوزني انا. فضحكت صافي وقالت :لا يا حبيبتي قلبه خليته لك لأنه غشاش لكن اللي معيا ده أهم من قلبه. يوسف باستغراب :ايه اللي بتتكلمي عنه يا صفية؟ فنظرت له وهزت رأسها وتركته وذهبت باك رمي يوسف الملف على المكتب وانحني لتختفي ملامح وجهه ثم رفع رأسه ونظر أمامه في الفراغ بينما اشتعلت عينيه بالغضب وهو يتنفس بصعوبة وتتحرك معه جميع اجزاء جسده ليقتربا منه مصطفى ووضع يده على كتفه وقال له :معاليك كويس؟ فاستقام يوسف واقفا وهو يشتعل ثم قال :تعالي معيا. وخرج دون كلمة أخرى ليلحق به مصطفى. في مركز الدكتور سعاد الطبي وداخل مكتبها جلست مساعدتها على مكتبها في الخارج وهي تتفحص بعض الأوراق أمامها حين دخل يوسف وخلفه مصطفى ومعه عدد من الحرس فرفعت الفتاة رأسها حين شعرت بظلام خيم عليها لتجدهم أمامها شعرت بالرعب من منظرهم فوقفت وقالت بخوف :فيه حاجة يا فندم؟ أظلمت الدنيا أمام عينا يوسف اكثر حين رأها فهي نفسها الفتاة التي رأها مع طفليه في النادي ليظهر له واقع الأمر فقال في نفسه :بقى كده اكيد الهانم شافتني مع الولاد فحبت تبعدني عنهما واتفقت مع مساعدة الدكتورة انها تكون ام للولاد ادامي. كررت الفتاة السؤال حين لم تجد منهم رد وقالت: فيه حاجة يا فندم؟ يوسف بسخرية :انت مش عارفني؟ فهزت رأسها بنفي فابتسم بسخرية وقال :الدكتورة موجودة؟ ابتلعت الفتاة وقالت: ايوا موجودة. يوسف بحدة :حد معها؟ الفتاة بتردد وخوف: لاء. فاقترب من الباب وقبل ان يفتح أشار عليها وقال :هاتوها. ثم دخل غرفتها دون طرق الباب بينما امسك احد الحرس المساعدة وادخلها خلفه وفي الداخل وقفت سعاد تنظر ليوسف ببرود بينما يوسف ينظر لها بجمود ولكن لم تظهر عليها أي علامات للخوف فقال بسخرية :ايه مش فاكراني يا دكتورة؟ سعاد بنفس البرود: لاء طبعا يوسف بيه اتفضل. فاقترب منها وقال :كويس انك لسه فاكراني. جلست سعاد على مكتبها وقالت وهي تشير الي الكرسي أمام مكتبها :اتفضل اقعد. فاقترب منها وقال: انا مش جاي اقعد. سعاد ببرود: اظن الكلام ممكن يتقال وانت قاعد. يوسف :انت عارفة انا جاي لك ليه؟ سعاد: اكيد بينا مافيش كلام غير عنها. يوسف بحدة :وعادي كده عندك مش خايفة؟ سعاد: وحخاف من ايه؟ المقابلة ديه لازم حتحصل لو مش دلوقتي بعدين. يوسف وهو يطرق على المكتب بيده: ازاي تسمحي لنفسك تعملي كده؟ لم ترد عليه بينما اكمل بصياح :انطقي ازاي طيب هي كانت صغيره وهبلة لكن انت... انهار جالسا على الكرسي ليكمل :ازاي تعملي كده ازاي يبقوا ولادي كويسين وتحرميني منهما انت وهي حرمتوني من أحسن احساس في الدنيا اني استنى ولادي واكون جانبها احس بالمها ووجعها اطمنها واشجعها اشوف بطنها وهي بتكبر واحضر معها المتابعة اتخانق معها علي اساميهم. تنهد بألم وقد ادمعت عينيه وهو يبتسم وكأنه يرى ما يقول أمامه وقال: اصحى على صوتها لما تحس بألم الولادة وامسك ايدها واخدها في حضني ووصلها للمستشفى وأفضل قلقان لحد ما اسمع صوت ولادي بيعيطوا وتفتح عينيها تلاقيني قدامها وابارك لها بولادنا واشيلهما وآذن في ودنهما واسميهما الاسامي اللي اخترناها اشيلهما عنها واساعدها في تربيتهما واعمل لهما أعياد ميلادهما زي ما انا عايز وافرح بيهما. ظهر الحزن على وجه سعاد من أجله بينما اخرج مصطفى المساعدة ومعها الحرس للخارج باشارة من يده حتى لا يشاهدوا انهيار يوسف حاولت سعاد تمالك نفسها وقالت: يمكن اللي انت بتقوله ده صح لكن وقتها هي كانت شايفة ان انفصالكما هو الحل وانا ساعدتها لما شفت حالتها وكمان اللي شفته منك انت ووالدتك أكد لي انها صح. وقف يوسف ونظر لها بغضب وعينيه تقدح شرار وقد أصبحت كالجمر المشتعل ليقول بغضب وهو يضرب المكتب بيديه :ايه اللي شفتيه مني انا ووالدتي يخليكي تحرميني من ولادي؟ شعرت سعاد بالخوف من صراخه وغضبه الشديد فلم تستطيع الرد عليه ليصرخ بها وهو يرمي كل شيء فوق مكتبها ليسقط أرضا وهو يقول :انطقي ما بترديش ليه؟ حاولت سعاد تمالك نفسها وقالت :ما تقدر تنكر انك كنت سعيد انت ووالدتك بخبر إجهاض صفية. يوسف بصدمة :ايه اللي انت بتقوليه ده؟ ده كان اسوء خبر سمعته في حياتي. سعاد وهي تهز رأسها بالنفي: مش ده اللي كان باين ووالدتك بتقول لك كده احسن عشان تسيبها وتقدر تتجوز اللي انت كنت بتحبها. يوسف وهو يجز على أسنانه :انا من ما عرفتها ما حبتش غيرها. سعاد: بس مش ده اللي هي كانت بتحسه. يوسف :عشان غبية. سعاد: لاء مش غبية بس جوزها ما حسسهاش بالأمان ولت بحبه لها عشان كدا خوفها منه كان أقوى من حبها له. يوسف بحدة :انا حوديكي في داهيه. سعاد وهي تمثل البرود: انت ما لكش حاجة عندي ده كان اختيار صفية وكمان الولاد مسجلين باسمك يعني احنا ما سرقناش منك ولادك. يوسف بحدة وهو يجز على اسنانه: انت ايه ياشيخة مافيش دم؟ فلم يتلقى رد فنظر الي مصطفى الذي وقف خلفه وقال له :البيت فين؟ مصطفى :بارة معاليك. يوسف :هاتها لي. فأسرع مصطفى وخرج ثم ما لبث ان دخل ومعه المساعدة وهي ترتجف فقال لها يوسف: انت بقى ايه علاقتك بمدام صافي الفيصل؟ فنظرت الفتاة الي سعاد بخوف فقال بصياح :انطقي ايه علاقتك بها؟ سعاد بجمود: سيب البنت في حالها وكلمني انا. فنظر لها بينما اكملت :ديه بنت غلبانة عملت اللي طلبته منها صفية. يوسف :طيب جاوبي انت ازاي ديه تظهر مع ولادي في النادي وهما ينادوا مامي؟ قال جملته الأخيرة وهو يشير الي المساعدة فقالت سعاد بسخرية :اظن مش محتاجة نباهة من حضرتك.         فلاش باك دخلت صافي مكتب سعاد وهي منهارة وتقول: الحقيني ياسعاد الحقيني. فاسرعت إليها سعاد واجلستها على أقرب كرسي وجلست بجانبها وقالت :مالك يا صافي فيه ايه اهدي؟ اخذت صافي تبكي فاخذت سعاد هاتف مكتبها وقالت: رشا هاتي لي عصير ليمون مع ميه بسرعه. ثم وضعت السماعة وعادت الي صافي وقالت لها :اهدي بقى ايه اللي حصل معاكم؟ صافي :يوسف ياسعاد شوفته. سعاد باستغراب :حبيبتي يوسف رجع بقى له فترة وكمان انت قابلتيه اكتر من مرة. فهزت صافي رأسها وقالت :لاء مش كده. سعاد: طيب ايه؟ صافي :شفته مع الولاد في النادي. شهقت سعاد بصدمة وقالت :هئئئئئئئئ ازاي يعني عرف انهما ولاده؟ صافي :لاء بس اكيد حيعرف انا مش عارفة اعمل ايه. فوضع سعاد يدها تربت على كتف صافي حين طرق باب المكتب فقالت سعاد: ادخل. ففتح الباب ودخلت رشا مساعدتها وهي تحمل الماء والعصير ووضعته على الطاولة امامهما وهي تقول :العصير يادكتورة. سعاد: شكرا يا رشا. فنظرت صافي الي رشا بغرابة بينما قالت سعاد: يلا اشربي العصير. بينما خرجت رشا فقالت صافي بلهفة لسعاد :انا لقيت الحل اللي حبعد بيه يوسف عن انه يشك في الولاد. باك قال يوسف يحدث سعاد بعد أن عادت للواقع: وطبعا الحل كان ان المساعدة بتاعتك تمثل انها ام الولاد عشان ما اشكش. سعاد: بالظبط. يوسف بحدة :وازاي توفقيها على كده ازاي وهي ما كانتش خايفة البنت ديه ما تكونش قد الأمانة ديه وتأذي الولاد؟ تنهدت سعاد وقالت: يمكن صافي بتبان قوية لكن هي أضعف مما تتخيل وده طبعا نتيجة احساسها انها اقل من غيرها بسبب انك سيبتها واتجوز غيرها غير كده فكرة ان ولادها يروحوا منها ده مسبب لها ضغط نفسي كبير ونتج عنه ان مجرد تعرضها لضغط عالي بيادي بيها انها تدخل في انهيار عصبي عشان كدا كنت لازم اوافقها كمان رشا انا عارفاها كويس جدا ويستحي تأذي الولاد. اخذ يوسف يتحرك في الغرفة ذهابا وايابا وعين الجميع عليه ثم توقف عن الحركة وقال: مصطفى خد الدكتورة ومعها المساعدة بتاعتها على بيت الدكتورة وتحط معاهم مرافق يحميهم وطبعا لسلامتهم ممنوع التليفون. سعاد بحدة: ايه اللي انت بتقوله ده؟ مش من حقك. يوسف : لاء حقي يلا يا مصطفى انا حستناك في الشركة وزي ما قلت التليفون ممنوع. ثم تركهم وذهب ورغم مقاومة سعاد الا ان مصطفى استطاع السيطرة عليها هي ومساعدتها وركب معهما سيارتها سعاد وجمعهما حارس من حرس يوسف بينما ذهب يوسف الي شركته مع سائقه وهو يخطط كيف سيعاقب صافي لما فعلته به وبعد مرور بعض الوقت حضر مصطفى فنظر له يوسف وقال :كلم حالا اللي بيراقب الولاد وخليه يبلغك بمكانهم وتروح بنفسك تجيبهم لي بالسواق والمرافقة بتاعتهم وتوديه فيلا الصحراوي. مصطفى باندهاش :افندم؟ يوسف بحدة :نفذ اللي بقول لك عليه. مصطفى :امرك. وكاد ان يتحرك فقال يوسف :استنى. فنظر له مصطفى فقال يوسف :عبدالرحمن فين؟ مصطفى : اكيد في مكتبه. يوسف :طيب وانت خارج تنفذ اللي بقول لك عليه ابعت لي عبدالرحمن. مصطفى باندهاش :ليه؟ فنظر له يوسف دون أن يرد عليه فتركه مصطفى وذهب بعد بعض الوقت طرق الباب فقال يوسف :ادخل. ليدخل عبدالرحمن وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يوسف وهو يشير له بيده الي الكرسي امامه: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته اقعد. فجلس عبدالرحمن وقال : ايه خير؟ يوسف وهو يقدم له ظرف :اتفضل. فاخذها عبدالرحمن وفتحه ليخرج منه تذكرة طائرة فقال باستغراب :ده ايه؟ يوسف :لازم تسافر لندن حالا فيه اجتماع مهم ولازم تحضره. عبدالرحمن :انت مش خلصت كل حاجة في آخر رحلة؟ يوسف :لاء ما مندوبنا كلمني وقال لي فيه مشكلة في تنفيذ الاتفاق وانا مشغول فأنت لازم تسافر. عبدالرحمن :اوكي ماشي بس مش دلوقتى بكرة حتى. يوسف :ماينفعش لازم دلوقتي. عبدالرحمن :انا مش جاهز وكمان محتاج لبسي وحاجات من البيت. يوسف :كل اللي انت محتاجه حتلاقيه في المطار انا كلمت البيت وداد فاطمة حتجهز لك شنطة سفرك والسواق حيوصلها لك المطار. عبدالرحمن :ده انت جاهز الله عليك. يوسف وهو يبتسم :انا دايما جاهز واللي عايزه هو اللي يتنفذ. عبدالرحمن بقلة حيلة: اوكي حتحرك حالا للمطار. فهز يوسف رأسه وقال :مع السلامة. فوقف عبدالرحمن وقال :الله يسلمك. ثم تركه وخرج ليقول يوسف بجمود :كل حلفائك مش موجودين اما اشوف حتوجهيني ازاي وولادك اقصد ولادي معيا وانت لوحدك. رن هاتفه فامسكه ونظر لشاشته فقرأ اسم مصطفى ففتحه ووضعه على اذنه وقال : ايوا يا مصطفى انت هناك؟.......... اوكي خليك عندك انا جاي لك. ثم انزل هاتفه ووقف عدك ملابسه وخرج بشموخ وهيبة.           وصل يوسف الي الفيلا التي تقع في الصحراء حيث ذهبت صافي لمقابلة خاطف طفليها نزل من سيارته ودخل الفيلا وانطلق صاعدا لغرفة في الطابق العلوي حيث وقف مصطفى أمام الغرفة فقال يوسف بلهفة :هما جوي؟ مصطفى :ايوا. كاد يوسف ان يدخل حين امسك مصطفى يده فنظر له يوسف فقال مصطفى :انت متأكد انك عايز تعمل كده معها؟ يوسف ببرود: هي السبب ولازم تتعاقب. فتحرك مصطفى يده ففتح يوسف الباب بلهفة ودخل سريعا واغلق الباب خلفه ليقف داخل الغرفة وهو ينظر إلى طفليه وكأنه يراهما لاول مرة كانا جالسين في الغرفة المؤسسة برفاهية على السرير وهما يبكيان خوفا وحين دخل يوسف نظرا اليه بخوف فقال يزن :عمو يوسف. ثم اسرع اليه ليجلس يوسف علي ركبتيه ويلتقطه ليضمه الي صدره وهو يستنشق رائحته التي تشبه رائحة حبيبته ويطبع قبلات متفرقة على وجهه وعنقه ورأسها بينما ظل يزيد يقف مكانه وينظر ليوسف بحدة فنظر له يوسف وهو يحمل يزن ليقف واقترب منه حين قال يزن: عمو احنا هنا ليه؟ يوسف :بس ماما سافرت وسابيتكم عندي لحد ما ترجع. يزن: انا كنت خايف خالص بس دلوقتي خلاص لما شفتك. فابتسم يوسف وانزل يزن على السرير ونظر الي يزيد وقال له: وانت بايزيد كنت خايف بارده. يزيد: انا عايز ماما. فابتسم يوسف بألم وقال: حاضر اول لما ترجع حوصلكما ليها. يزن: وهي حتيجي امتى؟ يوسف : بكره ان شاء الله. يزيد: بس هي لما بتسافر بتسيبنا مع تيته صفية مش مع حد غريب. شعر يوسف بطعنة في قلبه فاطفاله الصغار يعتبرونه غريب عنهما ولكنه في طريقه لتغيير هذا الوضع فقال :اصل تيته كانت لازم تسافر مع ماما وكمان زي ما قلت لكما هي مش حتتاخر بكره حترجع. ثم صفق بيده وقال بحماس: يلا ودلوقتي تحبوا تعملوا ايه او تاكلوا ايه؟ يزن: انا آيس كريم. يوسف بسعادة :اوكي. ثم نظر ليزيد وقال: وانت يا يزيد؟ يزيد بكره: مش عايز. تنهد يوسف بألم لكره طفله له فقال :اوكي حروح اجيب لكما آيس كريم واجي حالا. ثم تركه ما وخرج من الغرفة ووجد مصطفى يقف كما كان معه أحد الحرس فقال للحارس: بسرعة تروح تجيب اتنين آيس كريم من أحسن مكان في القاهرة. فتحرك الحارس فنظر يوسف الي مصطفى وقال له: هات تليفونك. فاخرجه مصطفى وقدمه له فطلب يوسف رقم صافي وانتظر قليلا لياتيه صوتها قائلة: السلام عليكم؟ شعر بغصة من سماع صوتها ولكنه تمالك نفسه وقال بنبرة مختلفة حتى لا تعرفه: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته مدام صافي الفيصل؟ صافي باستغراب: ايوا يا فندم مين معيا. يوسف : مش لازم تعرفي انا مين كل اللي لازم تعرفيه اني معيا حاجة تخصك. صافي باستغراب :حاجة ايه؟ يوسف : ولادك ولادك يزن ويزيد معنا. صافي بفزع :انت بتقول ايه؟ فضحك بسخرية وقال: زي ما سمعتي طبعا ما حدش يعرف انهما ولادك الا المقربين بس. ثم اكمل بحدة وقال: حتى الحمار اللي كنت متجوزاه ما يعرفش ان الولدين اللي بيشوفهما في النادي دول ولاده. صافي بنحيب: ده انت عارف كل حاجة؟ يوسف بسخرية: طبعا صيدة زي ولاد يوسف الجوهري وولاد صافي الفيصل لازم لهما تخطيط. صافي برجاء :ارجوك اللي انت عايزه انا اعمله لك بس ارجوك ما تأذيش الولاد. يوسف بالم: مش تاخدي رأي البيه ابوهما الأول؟ صافي بفزع :لاء ارجوك يوسف مش لازم يعرف حاجة الولاد ولادي انا وانا حعمل لك اللي انت عايزه بس ارجوك بلاش تأذي ولادي. يوسف بغضب وبسخرية :طبعا ما فيش داعي اقول لك ما تبلغيش البوليس لأنك حتخافي ابوهما يعرف يبقى  تنبيهي ما لوش لازمة. صافي :مالوش داعي الكلام اللي انت عايزه حتخده. يوسف :ماشي ياهانم استنى مكالمة مني ابلغك حتعملي ايه. ثم أغلق الهاتف دون أن ينتظر منها رد ووضع الهاتف في جيبه فقال مصطفى :انت متأكد من اللي انت بتعمله ده لاحظ انها ممكن ما تسامحكش على عمايلك ديه. يوسف بسخرية : مين اللي مفروض ما يسامحش التاني؟ مصطفى :يمكن كان عندها أسبابها. يوسف :مهما كانت أسبابها لازم اعاقبها على عمايلها معيا. ثم تركه وذهب جلس يوسف في مكتبه وهو يحاول السيطرة على اعصابه حتى يكمل خطته وعقابه لصافي حين دخل عليه مصطفى ويبدو عليه التوتر فنظر له يوسف وقال :مالك واضح ان عندك خبر مش كويس؟ فعض مصطفى على شفته السفلى وقال: اممممممم هو خبر يعني... فقاطعه يوسف وقال: انطق من غير لف ودوران. مصطفى :صافي هانم. يوسف باستغراب :مالها بلغت البوليس؟ مصطفى :تعبت في مكتبها. صدم يوسف من الخبر وقام سريعا ليخرج حين اكمل مصطفى :بس بقيت كويسه. فوقف يوسف ولف له وقال: يعني ايه؟ مصطفى :هي تعبت واختها طلبت لها الدكتور وعالجها وبعدين وصلتها الإسعاف على البيت وافتكر انها كويسة دلوقتي. شعر يوسف ببعض الراحة وعاد الي كرسيه واخذ يهدأ من نفسه ثم اخرج هاتف مصطفى من جيبه وطلب رقم صافي وانتظر قليلا ثم اتاه صوتها المتعب تقول بلهفة: الو.  شعر يوسف بالالم من صوتها المتعب ولكنه تمالك نفسه وقال ساخرا: مش ممكن صافي هانم بنفسها ملهوفة تتكلم معيا اكيد انا بحلم. صافي بتعب وهي تبكي :ارجوك ما فيش داعي للسخرية وتطمني على ولادي. ليرد عليها بجدية: اطمني دول في غلاوة ولادي. صافي :ارجوك شوف انت عايز ايه ورجعهما لي. يوسف بغضب :وحشوكي من يوم؟ طيب ابوهما يعمل ايه بقى لو عرف انهما اتخطفوا؟ صافي :ارجوك على الاقل هو ما يعرفهمش. يوسف بسخرية: على رأيك. صافي :ارجوك شوف انت عايز ايه وانا تحت امرك في كل اللي تطلبه. يوسف : ايه مستعجلة قوي؟ صافي :ارجوك مافيش وقت نضيعه اللي انت عايزه انا حديه لك بس الولاد. يوسف :ولادك في عنيا. صافي :اوكي ممكن اعرف انت عايز ايه؟ يوسف : مبدئيا كده حتيجي تقابليني. صدمت صافي من طلبه وقالت :ايه ااااقابلك؟ ازاي؟ يوسف :زي ما انت سامعة حبعت لك عنوان وتيجي تقابليني وتعرفي طلباتي. صافي بعجز: حاضر زي ما انت عايز. يوسف بسخرية :برافو عليكي كده انا ما ازعلش منك يلا ريحي شويه على ما ابعت لك العنوان. ثم انزل الهاتف وتنهد بضيق ثم نظر الي مصطفى وقال: خلي حد يراقب صفية انا حبعت لها العنوان هنا خليهم يحموها لحد ما توصل لهنا ويصوروها خطوة خطوة ويبعتوها مباشر على إيميلي. مصطفى :حاضر. ثم خرج من الغرفة بينما امسك يوسف الهاتف وكتب العنوان في رسالة ثم ارسلها لرقم صافي وبعد بعض الوقت اخذ يتحرك يوسف في الغرفة ذهابا وايابا حتى وصلته رسالة على الايميل فأسرع الي كمبيوتره المحمول وفتح ايميله ليجد فيديو مباشر لسيارة صافي وهي تتحرك من الخلف ثم توقفت السيارة ونزلت من السيارة وأخذت تنظر حولها لتجد المنزل بعيدا داخل الصحراء مضاء على جانب الطريق فاسرعت وركبت السيارة مرة أخرى وانطلقت باتجاه المنزل حتى وصلت ونزلت من السيارة وأخذت تتلفت حولها ثم طرقت على بوابة المنزل ولكنها لم تجد احد فحاولت دفعها لتجده مفتوحة ففتحتها ثم ركبت سيارتها ودخلت بها المنزل وبدأت الصورة تبتعد حين وصلت الي الفيلا ووقفت ونزلت من السيارة واقتربت من الباب وأخذت تطرق ثم رأها تفتح الباب وتدخل فأسرع واغلق الكمبيوتر ووقف خلف الباب الذي كان مفتوح قليلا ليراها كيف تبدو تائهة وهي تبحث عن احد وتنادي على احد ولكن دون جدوى حتى التفتت بإتجاه المكتب لتراه مضاء فاخذت تقترب منه فأسرع هو واختباء خلف الباب حين طرقت الباب ولكنه لم يرد عليها ففتحت الباب ودخلت لتجد الغرفة فارغة فدخلت عدة خطوات بينما وقف هو ينظر لها من الخلف ثم أغلق الباب وقال :حمد الله على السلامة يا مدام. فالتفتت صافي اليه بفزع ولم تستطع ان تنطق أمامه ثم سقطت فاقدة الوعي ولكنه اسرع والتقطها بين ذراعيه لينظر لها بحب والم باك        استيقظت صافي بفزع لتجد نفسها في سريرها في غرفتها في فيلاتها اخذت تنظر حولها باستغراب وقالت :كان حلم.
نهاية البارت

لست بقربي.......... لكنك في اعماقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن