البارت السابع والثلاثون

471 10 2
                                        


استيقظت صافي بفزع لتجد نفسها في غرفتها في فيلاتها اخذت تنظر حولها باستغراب وقالت :كان حلم. قامت سريعا وهي تقول :الولاد. أسرعت لتخرج من الغرفة دون أن ترتدي شئ في قدمها او تعدل من وضع حجابها الذي سقط عن رأسها ليظهر شعرها اسرعت الي غرفتهما وفتحت الباب بلهفة وهي تبتسم ولكن تغيرت ملامحها للحزن حين وجدت الغرفة فارغة ولم تجد الطفلين بها ادمعت عينيها واقترب من سرير أحدهما لتلتقط اخر ملابس ارتداها وجلست على السرير محتضنة الملابس وهي تبكي وتخفي وجهها فيها تشتم رائحته حين تبادر الي سمعها صوت ضحكاتهما لتريد في البكاء وجسدها ينتفض كله من بكائها حين سمعت شقيقتها سلمي وهي تتحدث مع الطفلين وتقول لهما: بس كفاية كده اطلعوا يلا من الميه. صدمت صافي مما سمعت وهدئت قليلا لتسمع ضحكات الطفلين مرة أخرى تسللت ابتسامة خفيفة الي شفتيها ووقفت لتقترب من باب الشرفة المطلقة على حمام السباحة الملحق بالفيلا وازاحت الستار لترى طفليها وسلمي تجففهما من الماء لتشهق بقوة وهي تبكي بسعادة وكأن روحها ردت إليها مرة أخرى ثم أسرعت تجري خارجتا من الغرفة ونزلت السلم سريعا لتصطدم بالخدمة التي تحمل بعض الاكواب التي سقطت أرضا الي قطع فانحنت الخادمة لتجمعها بينما تركتها صافي خارجتا الي باب الحديقة ولم تجيب على صفية التي اخذت تنادي عليها ولكنها لم تلتفت لها بل أسرعت لتخرج الي حيث حمام السباحة لتملي عينيها من طفليها الحبيبان وجرت اليهما وأخذتها في احضانها معا وأخذت تبكي وهي تضمهما الي صدرها أكثر فاخذ الطفلين يبكيان هما أيضا خوفا من بكائها بينما بكت سلمي الما لمنظرهم وظلا هكذا لبعض الوقت ثم اقتربت منهم سلمي وربتت على كتف صافي وقالت :خلاص بقى كفاية كده عشان الولاد يبطلوا عياط بس خلاص. فنظرت لها صافي وابتلعت ماء جوفها وحاولت تمالك نفسها وابعدت الطفلين عنها قليلا وهي تبتسم وقالت :بتعيطوا ليه؟ فرد يزيد وهو يمسح وجهه بظهر يده بطفولية :وانت بتعيطي هئئئئئئئئ ليه؟ صافي وهي تمسح دموعها بنفس طريقته :عشان انتما وحشتوني. يزن :وانت كمان وحشتينا قوي. فضمتهما إليها وهي تبتسم وقالت :يا قلبي انتم وروحي. فقال يزن: ماما عمو طيب قوي جاب لنا اللي احنا عايزينه. صدمت صافي من جملته واختفت ابتسامتها وقالت :عمو عبدالرحمن؟ فنفي يزن وهو يهز رأسه التي وضعها بين كتفها ورقبتها فنظرت لسلمى التي وجهت نظرها للجهة الأخرى فبتلعت صافي ماء جوفها مرة أخرى ثم ابعدت الطفلين لتنظر الي وجههما ثم قالت: عمو مين يايزن؟ فابتسم يزن وقال :عمو يوسف ياماما. شهقت صافي بألم ووضعت يدها على فمها وادركت ان كل ما رأته حدث ولم يكن حلم ثم نظرت الي طفلها الاخر يزيد الذي نظر الي الأرض بخجل ونظرت الي سلمي التي اومئت برأسها موافقتها حين صاح يزن وهو يشير بيده خلفها :عمو يوسف. صدمت صافي من كلامه بينما اسرع يزن ليرمي نفسه في احضان يوسف بينما تشبث بها يزيد وكأنه يريد الاختباء عن عين يوسف بيننا وقفت صافي بضعف والتفت الي حيث يقف يوسف لتجده يقف وهو يحمل يزن المعلق في رقبته شعرت بالالم وهي ترى طفلها في احضان يوسف هو ابيه تعلم ولكنها لن تقدر على الحياة بدونها اذا قررا ان يعيشا مع يوسف وتركها تعلقت عينيها بعيني يوسف فوجدت بعما مزيج من المشاعر الغضب والعتاب والألم والحب وقفت مكانها ولم تستطع الحركة شعرت بألم مفاجئ في إحدى قدميها ولكنها عللت ذلك بصدمتها لوجود يوسف بينما هو اخذ يقترب منها وانزل يزن واعطاه لصفية التي وقفت بجانبه من اول خروج صافي الي طفليها حيث شاهدا معا كل ما حدث وقف يوسف أمامها مباشرتا وعينيه في عينيها                                                  فلاش باك عند يوسف حين فقدت صافي الوعي وهما بالفيلا في الطريق الصحراوي اسرع لحملها ووضعها على الاريكة واخذ ينظر لها بألم وحزن ثم قال :مش عارف اعمل معاكي ايه؟ ازاي يطوعك قلبك تحرميني من ولادي؟ أنا مش عارف انا عملت لك ايه يكرهك فيا للدرجة ديه وانا عمري ما حبيت غيرك. اخذ يتلمس وجنتيها بأنامله يعرف انها لو مستيقظة لم تكن لتسمح له بلمسها نظر الي شفتيها الرقيقتين كم يشتاق الي اخذها بين خاصته والارتواء من رحيقها كاد ان يلمسها بأنامله ولكنه توقف وأعاد يده خلفه وقال يؤنب نفسه:ايه اللي بعمله ده كده حرام حتي لو كنت بحبها لكن هي مش مراتي. فتنهد بعمق واغمض عينيه وقال: استغفر الله العظيم. ثم فتح عينيه ونظر لها وقال: الله يسمحك ياصفية على كل اللي عملتيه فيا من يوم ما سيبيني لحد النهاردة بس اوعدك أني مش حسمح لك تقرري من دماغك تاني. ثم وقف وابتعد الي مكتبه وامسك هاتفه وطلب رقم مصطفى وانتظر قليلا ليأتيه صوت هاتف مصطفى يرن على مكتبه فأغمض عينيه تنهد بضيق فقد نسي انه اخذ الهاتف من مصطفى ليحدث صافي منه فاخذ يبحث بين الأرقام قليلا ثم طلب رقم احد حرسه وانتظر الرد لأتيه صوت الحارس وقال: ايوا معاليك. يوسف: ايوا يا ابني مصطفى معاك؟ الحارس: ايوا معاليك. يوسف :طيب اديهوني. الحارس: أوامر معاليك. نظر يوسف مرة أخرى الي النائمة أمامه حين سمع صوت مصطفى يقول :امر معاليك. يوسف :انا ماشي مع الهانم لبيتها وانت حصلني بالولاد. مصطفى :معاليك كويس فيه حاجة؟ يوسف :لا يا مصطفى مافيش. مصطفى :طيب حصل حاجة بينكما؟ يوسف بحدة :مصطفى انا تعبان ومش ناقص زنك نفذ اللي قلت لك عليه وخلاص. مصطفى :امر معاليك. فتنهد يوسف بضيق وقال: مصطفى انا اسف بس انا حقيقي مش طايق نفسي. مصطفى :ولا يهمك معاليك. أغلق يوسف الهاتف ووضعه في جيبه مع هاتف مصطفى ثم اقترب منها وانحني لحملها ورفعها على ذراعيه ونظر الي وجهها مرة أخرى وقال: اوعدك حعوضك عن كل اللي كان بينا وكل غلطة عملتها في حقك بقصد ومن غير قصد لكن بعد عني تاني مش حسمح لك. ثم أخذها وخرج من المكتب بل من الفيلا كلها ليجد السائق يقف بالسيارة فنظر له باستغراب حين قال السائق وهو يفتح له الباب الخلفي للسيارة: مصطفى بيه كلمني معاليك اجهز العربية لحضرتك. فأومئ له يوسف برأسه ثم وضع صافي على المقعد واغلق الباب ثم استدار ليركب بجانبها من الباب الاخر وسندها لتعتدل ووضع رأسها على كتفه لتتحرك السيارة فاغمض عينيه وامسك يدها وقال في نفسه :ياترى كنتي عاملة ايه ايام حملك كانت ازاي سهلة ولا تعبتي جالك ألم ولادة ولا كنتي زي باقي الستات يعملوا عملية بسرعه عشان جسمهم. ثم ابتسم واكمل: انا بقول ايه. هو انا مش عارفك؟ بتبدي كل الناس على نفسك دول ولادك حتعملي لهما ايه ياترى ولدتي في مصر ولا في لندن ولا عند جدك في السعودية مين اللي كان جانبك واسعفك. ثم تغيرت ملامح وجهه للغضب واكمل وهو يضغط على يدها: عبدالرحمن ولا فيصل ولا مين؟ كلهم كان ممكن يكونوا جانبك وانا اللي ليا الحق فيك وفي ولادي نفتيني بعيد عنكم وسلبتي حقي مني لكن خلاص انتي وولادي لازم ترجعوا لحياتي حتى لو غصب عنك. شعر يوسف بالسيارة تتوقف ليفتح عينيه حين نظر له السائق وقال: وصلنا معاليك. يوسف :انزل وافتح لي الباب. فأسرع الرجل وفتح له الباب فنزل يوسف وانزل صافي معه وحملها على ذراعيه وقال للسائق: اضرب الجرس بسرعه. فأسرع ودق الجرس حين وقف يوسف وهو يحمل صافي ففتح الباب وظهرت الخادمة والتي بمجرد رؤية يوسف وهو يحمل صافي فصاحت بزعر وهي تجري للداخل :سيتي صفية الحقي سيتي صافي. فنظر يوسف للسائق وقال: روح انت استنى في العربية. فانحني الرجل قليلا ثم تركه ومشي بينما دخل يوسف الفيلا لتقابله صفية بزعر وهي تضع يدها على جبين صافي :بنتي فيها ايه؟ يوسف :ما تخافيش حتبقى كويسة بس قوضتها فين؟ صفية بخوف عليها: فوق يا ابني. فأسرع يوسف الي السلم حين قابلته سلمي ففزعت هي الأخرى وقالت: ابيه يوسف.. فقاطعها يوسف وقال: هي كويسة بس قوضتها فين عشان وسطى اتكسر. صفية :طلعيها يا بنتي قوضتها. فاسرعت سلمي أمامه لتقوده الي غرفة صافي  وفتحت له الباب ليدخل ويضع صافي على السرير ثم نظر الي سلمي وقال بتوتر :اممممممم ممكن تجيبي لي كوباية ميه؟ سلمي :حالا. ثم تركته وخرجت فوقف يوسف واخذ يتلفت حوله ليشاهد غرفتها ومكانها الخاص والذي يتميز بالفخامة والرقي مع البساطة التي تناسب شخصية صافي البسيطة وجد بجانب سريرها صورة لها مع الطفلين وهما يمتطيان الحصان سند فامسكها وقال :الصورة ديه فيها غلط كبير وانا حصلحه مش لازم تكونوا لوحدكم تاني. دخلت عليه سلمي وهو على وضعه وقالت :الميه يا ابيه. فوضع الصورة مكانها ثم التفت إليها وابتسم واقترب منها ليأخذ الكوب وارتشف منه القليل ثم وضعها على المنضدة القريبة وقال: يلا نسيبها ترتاح. فأومئت سلمي برأسها موافقة وقالت: اتفضل. ثم خرجا معا ونزلا معا لتقابلهما صفية وقالت :صافي فاقت؟ سلمي :لسه ياماما. صفية بحزن: يا حبيبتي يابنتي ربنا يصبرك. يوسف بخبث: ليه هي مالها؟ سلمي بتوتر: ابدا هي كانت تعبانة شوية بس انت لقيتها فين؟ يوسف :ابدا لقيتها في عربيتها مغمي عليها بس الواضح انها تعبت فجأة لكن مش من هجوم عليها ولا حاجة. سلمي :الحمد لله. صفية بلهفة: وكانت لوحدها يا ابني؟ يوسف بخبث: ليه هي كانت مع حد؟ سلمي بلهفة وتوتر: ابدا يا ابيه هي كانت لوحدها. يوسف :اممممممم ماشي على العموم الولاد جايين دلوقتي وصافي هي اللي بعتتهما ليا لأنها كانت مسافرة. صدمت صفية وسلمي من كلام يوسف لتقول سلمي :يعني ايه يا ابيه انت اللي كنت خاطف الولاد؟ يوسف بحدة :ولادي. صفية :بس ازاي يا ابني تعمل فيها كده؟ يوسف بحدة : وهي ازاي عملت فيا كده وحرمتني منهما السنين ديه كلها. سلمي بحدة : تقوم تعمل فيها كده؟ يوسف :اللي حصل اتمنى انكم تعرفوا حتقولوا لهما ايه هما على وصول. ثم نظر الي السلم وقال: اما هي فأنا مستني معاكم لحد ماتصحي. سلمي بحدة :تستنى فين؟ فأمسكت صفية يدها وقالت: تنور يا ابني اتفضل. ثم أشارت له على طقم الصالون القريب ليجلس عليه وبالفعل جلس بينما قالت لها سلمي :ايه اللي انت بتعمليه ده ياماما؟ ده خطف الولاد من صافي. فاخذتها صفية بعيدا عن مسمع يوسف وقالت لها :احنا اللي غلطنا في الأول اما خبينا عليه موضوع ولاده انت بنفسك امبارح كنت بتقولي لاختك كلميه وعرفيه بالولاد عشان يكون معها. سلمي :ايوا بس هو اللي كان خطفهما. صفية :قرصة ودن لاختك لازم نعامله كويس لحد ما اختك تصحي هي تتصرف معه وبعدين مش يمكن ربنا يهدي سرهم ويرجعوا لبعض ويربوا ولادهم في وسطهم. سلمي وقد بدأت تقتنع : بس. فقاطعتها صفية :من غير بس يلا روحي خلي رانيا تعمل له قهوه. ثم التفتت الي يوسف وقالت :قهوتك ايه يا يوسف ياابني؟ شعر يوسف بميل تجاه صفية هو يعلم مدى حبها لصافي لذلك قرر أخذها في جانبه في معركته مع صافي لذلك ابتسم وقال :مظبوطة لو سمحت. صفية :حالا تكون عندك. ثم نظرت الي سلمي وقالت :يلا اتحركي اعملي له القهوة. فذهبت سلمي بمضض بينما اقتربت صفية من يوسف وجلست معه وقالت: انا ست كبيرة وزي والدتك لاني في نفس عمرها لوتسمح لي يعني. يوسف وهو يبتسم : ده شرف كبير ليا اللي يحب حبيبتي ويعزها ويغليها يبقى غالي عندي جدا. فابتسمت صفية من كلامه وقالت: طيب ما انت اونطجي اهوه معرفتش تضحك على عقل بنتي ازاي؟ فابتسم يوسف بخجل فقد كشفته لتعلم انه يريد كسبها بجانبه فقال: الا هي باجي اكحلها معها بعميها دايما تستفزني وتخرج اسوء ما فيا رغم اني نفسي بس اقعد معها ان شاء الله من غير ما نقول ولا كلمة بس ازاي الكلام ده ينفع معها. صفية :مش يمكن انت اللي بديت معها غلط؟ يوسف :هو انا بلحق دي مجرد ما بتشوفني عفاريت الدنيا بتطلع لي. صفية بخبث : طيب واهوه جالك الحل على طبق من ذهب انك تقرب منها. يوسف :هو فين الحقيني بيه. صفية بخبث: الولاد. يوسف باستغراب : الولاد ولادنا؟ فأومئت له برأسها موافقة ليبتسم هو بخبث على حال العجائز فهي تحمي ابنتها وأولادها عن طريق تمهيد طريق له قطع حديثهما صوت جرس الباب لتخرج الخادمة وتفتحه فدخل زوج من الأعاصير الصغيرة الي الداخل وخلفها دخل مصطفى ومعه مربيتهما هند والسائق الخاص بهما فابتسم يوسف لرؤيته لهما وسعد كثيرا بتواجده في بيتهم ولكنه انب نفسه وقال يحدثها: بيتهم بيتي دي الحقيقة والوضع ده لازم يتصحح. أسرعت صفية الي الطفلين واخذتهما في احضانها وضمتهما بشوق كبير وكذلك فعل الطفلين وقالت: وحشتوني ياحبايبي وحشتوني. فقال يزن: كده يا انا تسافروا وتسيبونا؟ صفية : ما علش ياحبيبي ماما كان عندها شغل ضروري وما كانش ينفع تيجوا معنا. خرجت سلمي وهي تحمل القهوة ووضعتها أمام يوسف ثم أسرعت وأخذت الطفلين من صفية وضمتهما إليها وقالت: وحشتونى يا عفاريت. يزيد :انت اكتر يا خالته. يزن: امال فين ماما؟ صفية :زمانها جاية ياحبيبي يلا اطلعوا غيروا هدومكم وارتاحوا وكلوا حاجة. يزيد: انا  مش عايز اكل حاجة انا عايز انزل البسين. يزن: وانا كمان يا انا. صفية :بس انتما تعبانين. فنفي الاثنين برأسهما فقالت صفية وهي تنظر لمربيتهما: خلاص خديهم يا هند غيري لهما ونزليهما البسين. فضمتهما سلمي وقالت : انا اللي حغير لهما بأيدي وحخدهما للبسين. ثم أمسكت يد الطفلين واخذتهما وصعدت فعادت صفية لتجلس بينما وقف يوسف واقترب من المغربية والسائق وقال لهما: انا حابب اعتذر لكما عن استضافتي لكما بالإكراه كده واتمنى تسامحوني. فابتسم الاثنين و قال السائق :ولا يهمك معاليك مصطفى بيه قال لنا كل حاجة ربنا يهدي سيركما انت والهانم. يوسف :شكرا ليكم تقدروا تشوفوا شغلكما اتفضلوا. فمشي الإثنين بينما ابتسم يوسف بسعادة وهو يشعر بأنه أصبح الان جزء من حياة صافي لدرجة انه يأمر العاملين لديها وكأنهم يعملون معه هو ثم عاد ليجلس مع صفية التي سعدت كثيرا من سماحة يوسف حيث انه اعتذر للخدم ثم نظرت الي مصطفى الذي ووقف بالقرب من يوسف وقالت: ايه يا ابني انت واقف ليه ما تقعد؟ فنظر له يوسف وقال :اقعد يا مصطفى. فجلس مصطفى بجانبه فقالت صفية :تشرب ايه يا ابني؟ مصطفى :قهوه لو سمحتي زيادة. صفية :يارانيا. فحضرت الخادمة فقالت صفية :اعملي فنجان قهوة زيادة بسرعه. رانيا: حاضر يا ست صفية. ثم تركتها ومشت حين قالت صفية لهما: منورين والله. يوسف وهو يبتسم : الله يخليكي. نزل الطفلين وهما يرتدوا ملابس السباحة وركضوا الي الباب المؤدي الي حمام السباحة ونزلت خلفهما سلمي وخرجت لهما مر بعض الوقت ويوسف يتناول قهوته حين فوجئوا بصافي وهي تنزل السلم حافية القدمين وحجابها ساقط عن رأسها وحين رأها مصطفى هكذا غض بصره ونظر للارض بينما صدم يوسف من حالتها حين اصطدمت صافي برانيا وهي تحمل قهوة مصطفى فسقط منها الاكواب للتتكسر ومرت عليهم صافي ولم تشعر بقدمها التي جرحت من الزجاج وأخذت تطبع بالدم على الأرض صعق يوسف وصفية من منظر الدم وأخذت صفية تنادي عليها ولكن دون جدوى فقد خرجت صافي الي حيث ولديها فقال يوسف لمصطفى :بسرعه اتكلم وهات لي دكتورة سعاد بسرعه. ثم يسرع خلفها مع صفية ليشاهداها وهي تحتضن طفليها وتبكي وهم يبكوا معها ثم هدئوا فضمتهما إليها وهي تبتسم وقالت :يا قلبي انتم وروحي. فقال يزن: ماما عمو طيب قوي جاب لنا اللي احنا عايزينه. صدمت صافي من جملته واختفت ابتسامتها وقالت :عمو عبدالرحمن؟ فنفي يزن وهو يهز رأسه التي وضعها بين كتفها ورقبتها فنظرت لسلمى التي وجهت نظرها للجهة الأخرى فبتلعت صافي ماء جوفها مرة أخرى ثم ابعدت الطفلين لتنظر الي وجههما ثم قالت: عمو مين يايزن؟ فابتسم يزن وقال :عمو يوسف ياماما. شهقت صافي بألم ووضعت يدها على فمها وادركت ان كل ما رأته حدث ولم يكن حلم ثم نظرت الي طفلها الاخر يزيد الذي نظر الي الأرض بخجل ونظرت الي سلمي التي اومئت برأسها موافقتها حين صاح يزن وهو يشير بيده خلفها :عمو يوسف. صدمت صافي من كلامه بينما اسرع يزن ليرمي نفسه في احضان يوسف بينما تشبث بها يزيد وكأنه يريد الاختباء عن عين يوسف بيننا وقفت صافي بضعف والتفت الي حيث يقف يوسف لتجده يقف وهو يحمل يزن المعلق في رقبته شعرت بالالم وهي ترى طفلها في احضان يوسف هو ابيه تعلم ولكنها لن تقدر على الحياة بدونها اذا قررا ان يعيشا مع يوسف وتركها تعلقت عينيها بعيني يوسف فوجدت بعما مزيج من المشاعر الغضب والعتاب والألم والحب وقفت مكانها ولم تستطع الحركة شعرت بألم مفاجئ في إحدى قدميها ولكنها عللت ذلك بصدمتها لوجود يوسف بينما هو اخذ يقترب منها وانزل يزن واعطاه لصفية التي وقفت بجانبه من اول خروج صافي الي طفليها حيث شاهدا معا كل ما حدث وقف يوسف أمامها مباشرتا وعينيه في عينيها وجه يوسف نظراته الي يزيد الذي يحاول الاختباء منه شعر بالالم من كره طفله الموجه ناحيته ولكنه رفع يده واخذ يعبث في شعر يزيد ثم انزل يده الي ذراع الطفل الذي نتفض من لمسته له وقبض على ذراعه ليبعده عن صافي التي استسلمت ولم تتحرك او تدافع عن طفلها بينما ازداد ألم قدمها في حين تمسك بها يزيد بقوه وهو يبكي حين جذبه يوسف من ذراعه بقوة ليترك امه التي اغمضت عينيها بألم ودموعها تنزل على وجهها دون صوت اعطي يوسف يزيد لسلمى التي أمسكت به باستغراب بينما اقترب هو مرة أخرى من صافي ثم انحني قليلا لتشهق صافي حين وجدت نفسها ترتفع عن الأرض حاولت الاعتراض ولكنه اسكتها حين قال: ولا كلمة مش عايز اسمع صوتك.  فكادت ان تعترض حين قالت صفية :سيبيه يا بنتي يشيلك عشان رجلك انتي مش حاسه بيها ولا ايه؟ صدمت صافي من كلامها ونظرت الي قدمها التي لوثت بالدم والأرض التي تقف عليها وطبعات قدمها على الأرض فقد جرحت بالزجاج المكسور حين اصطدمت بالخادمة شعرت صافي بالضعف فجأة فاستسلمت له وهو يدخلها ثم صعد بها إلى غرفتها ليضعها على سريرها وأسرع الي باب خمن انه الحمام ليفتحه ليجد طلبه من حقيبة اسعافات أولية ثم خرج إليها ليجد سلمي تقف بالقرب منها فاقترب من السرير وجلس عليه بجانبها ووضع الحقيبة بجانبه وفتحها ليخرج منها قطن ووضعه على قدمها ليوقف الدم حين دخلت عليهم سعاد وقالت :فيه ايه؟ صافي مالها؟ فوقف يوسف وابتعد بينما نظرت له سعاد بغضب وحقد على سجنه لها في منزلها ليأتي بها حارسه الان فتجد صافي بهذا الوضع فقال لها :شوفي رجلها دخلها ازاز ونزفت دم. ثم نظر الي سلمي وقال :انا ماشي حسيب مصطفى معاكم عشان لو احتجتم حاجة. ثم نظر الي صافي التي لم تعد تشعر باي شئ وتأن بصوت خافت بينما اخذت سعاد تفحص قدمها وتنظفها من اي زجاج صغير فقال بحدة :ولما هي تفوق بلغيها اني ليا معها كلام كتير. ثم تركها وخرج.
نهاية

لست بقربي.......... لكنك في اعماقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن