صافي حامل. سمع يوسف هذا الخبر الذي نزل عليه كالصاعقة ولم يستوعب بينما نظرت سعاد الي صافي مرة أخرى وقالت: حتعملي ايه؟ صافي :حعمل ايه يعنى يا سعاد؟ هو الموضوع فيه حعمل ومش حعمل؟ سعاد :بس ده فيه خطورة على حياتك. التفت لهم يوسف عند هذه الكلمة وقال :هو ايه ده اللي فيه خطورة على حياتها؟ فتنهدت صافي بضيق بينما قالت سعاد: الحمل. يوسف وكأنه في غيبوبة :حمل مين؟ فنظرت له صافي بذهول وقالت: يعني ايه حمل مين؟ انا حامل ولا حتنكر الولد اللي في باطني؟ يوسف وقد بدأ يعود للواقع: حامل هو احنا لحقنا هو انتي بالمس؟ صافي بحدة :يوسف ما تهزرش انت عارف كويس قوي الحمل ده حصل امتى. يوسف :وهو ده السبب التاني اللي خلاك ترجعي لي؟ صافي :بالظبط انا اكتشفت اني حامل وانا في السعودية واكيد لازم اكون متجوزة وده اللي الناس ما تعرفوش اني متجوزة فكان لازم نعلن جوازنا. يوسف :وليه ما قلتيش ليا من زنان؟ صافي :لاني ما كنتش طيقاك ولا نسيت انت عملت فيا ايه؟ يوسف بضيق :لاء ما نسيتش بس ده كان غصب عني. قاطعتهما سعاد وقالت: اهدوا يا جماعه وصلوا على النبي. فردوا جميعا الصلاة على الحبيب ثم قالت سعاد مازحة: بس انت ايه يا استاذ يوسف قوة مدفونة من اول محاولة وتهدف كده؟ فقالت صافي بحدة :سعاد ايه اللي بتقوليه ده. فابتسم يوسف وأراد اغاظتها فقال: طول عمري يادكتور من اول مرة حتى المرة الأولية كان الحمل من اول لعبة. فنظرت له صافي بحده فاكمل ببرود: بس الحق يتقال انا معيا مستقبلة درجة أولى. تجاهلت صافي بينما نظر هو لسعاد وقال: بس انا سمعت حضرتك بتقولي انه فيه خطورة على حياتها من الحمل ده؟ سعاد: ده صحيح. يوسف :وايه السبب؟ سعاد: السبب ببساطة.... فقاطعتها صافي وقالت :سعاد قلت لك خلاص انا حكون كويسة. يوسف وبحدة بسيطة: من فضلك اسكتي خليني افهم من الدكتورة ايه المشكلة. صافي بحدة :ديه حاجة تخصني ومش من حقك.... فقاطعتها وقال: لاء من حقي انتي مراتي وأم ولادي واللي في باطنك ابني يبقى من حقي اعرف كل حاجة عنك. صمتت صافي بغضب حين توجه بالحديث الي سعاد وقال :من فضلك يا دكتورة عايز اعرف كل حاجة. سعاد: صافي تعبت جدا في حملها الأول وحالتها النفسية اتدهورت جدا وده ادي لمضاعفات كتير منها نزيف فضل ايام بعد الولادة وده ادي انها تكون في غيبوبة يمكن حوالي الاسبوع كمان الولاد نزلوا ناقصين وقعدوا في الحضانة مدة لحد ما بقوا كويسين وطبعا بعد الانهيار الكتير اللي تعرضت لها في الفترة الأخيرة من اول ما ظهرت والأدوية اللي كانت بتخدها ده حيأثر على الحمل وعليها هي شخصيا لأنها طول الحمل لازم لها راحة تامة ومجهودها يكون في أضيق الحدود وطبعا احنا بنتكلم على حد تاني مش صافي خالص. تأثر كثيرا يوسف بما سمع هو يعلم أن حملها لم يمر بسلام ولكنه لم يعرف هذه التفاصيل عنها والان حين سمعها وشك انها قد تتكرر شعر بالالم من أجلها فقال بالم: لو الموضوع بالخطورة ديه احنا ممكن نعمل إجهاض واظن ما فيش حرام خصوصا ان البيبي ممكن يتولد مشوه. نظرت صافي بفزع غضب وادمعت عينيها وقالت: هو ده الحل عندك ببساطة انزله عشان ارتاح اقتله؟ يوسف :انا مش قصدي... فقاطعته وقالت وهي تهب واقفة: لاء قصدك انت كل حاجة عايز ناخدها بالساهل بس انا مش حعمل إجهاض واذا انت مش حتكون معيا انا متعودة على كده حكمل لوحدي. يوسف وهو يقف بجانبها: اقسم لك انا بتقطع من جوه بس لاني طرحت الفكرة لان ده حلم اني اكون جانبك وانت حامل وباطنك يوم عن يوم بتكبر واحس بيه وهو جوه واحس بحركاته واسمع دقات قلبه واكون جانبك اول ما يجيلك الوجع واخدك على المستشفى واكون اول واحد يشيله وأذان له في ودانه. نزلت دموعه وهو يتحدث بينما وقفت هي أمامه وهي تبكي وتومأ برأسها برفض فاكمل: بس انتي اهم اللي جاي ده في علم الغيب ولو فيه خطورة على حياتك انتي لو جري لك حاجة مين حيربيه وحي بي اخواته انتي اهم. صافي وهي تبكي وارتمت بين ذراعيه :انا مش حنزل ابني. فتدخلت سعاد التي تأثرت كثيرا من مشهدهما وادمعت عينيها فقالت: ولادك. فنظروا لها باستغراب حين اكملت :ولادك انتي حامل في توم. وضعت صافي يديها على أسفل بطنها وانهار في البكاء بينما لم يدري يوسف ماذا يفعل ولكنه ضمها واخذ يخفف عنها وقال: هشششششس... خلاص اهدي كل حاجه حتكون كويسة اهدي انتي بس. ثم إليها على الكرسي القريب وجلس بجانبها على ركبتيه على الأرض وقال وهو يمسح دموعها :خلاص اهدي كفاية. صافي وهي تشهق :مش حنزلهم. يوسف :حاضر زي ما انتي عايزة بس اهدي. ثم مسح دموعها ونظر الي سعاد وهو على وضعه وقال: ايه المفروض يتعمل؟ سعاد: حاليا ان شاء الله ما فيش اي حاجة بس انهيار زي اللي حصل حالا مش كويس انا عايزاها تكون في بيئة صحية من غير توتر ولا انفعال وتتابع معيا كل أسبوع على الاقل وان شاء الله كل حاجة بخير. فأومأ برأسه ثم نظر لصافي التي هدأت قليلا وقال: سمعتي ما فيش حاجة تقلق يعني بإذن الله كلها ٧شهور ويشرف لنا جوز قرود جداد. فضحكت صافي من تعليقه حين اكمل :على اساس اننا قادرين لاتنين لما تجيبي لي اتنين كمان. فازدادت ضحكتها حين نظر هو لسعاد وقال لها ممازحا: سؤال بس يادكتورة لو سمحتي هو أن شاء الله الإنتاج كله حيكون دبل كده ولا ايه؟ فشهقت صافي بخجل حين ردت سعاد بتهكم: ما شاء الله البذرة شديدة يا استاذ يوسف. فنظرت لها صافي بغضب وخجل وقالت: سعاد ايه اللي انتي بتقوليه ده؟ حين قال يوسف :والأرض كمان عافية وتشيل. فنظرت له بغضب حين اخذ يضحك وقال: خلاص حسكت بس اظن يلا عشان نرتاح ويدوبك نروح. فأومأت برأسها ووقفت ووقف هو أيضا فوقفت سعاد ودعتهم بعد أن أعطته الوصفة الطبية التي تحتاجها وخرجوا من الغرفة وبعد عدة خطوات تحسس جيبه وشهق بضيق فقالت :فيه حاجه؟ يوسف بضيق :يظهر اني نسيت الموبايل عند الدكتورة. صافي :طيب نرجع نجيبه. يوسف وهو يسير الي كرسي قريب: لاء انتي ماتتعبيش نفسك اقعدي هنا وانا حجيبه واجي. صافي بضيق :يوسف ما تزودهاش انا كويسة. يوسف وهو يجلسها على الكرسي: اقعدي بس وما علش انا حكون مرتاح كده. فانصاعت له وجلست حين قال :حجيب للموبايل واجي بسرعة. ثم تركها وذهب الي مكتب سعاد التي وفي الداخل كانت تعد نفسها لذهابها الي منزلها حيث نزعت البالطو الأبيض ووضعت متعلقاتها في حقيبة يدها حين طرق الباب فقالت: ادخل. ففتح الباب ودخل يوسف فقالت باستغراب : فيه حاجة يا استاذ يوسف؟ فاقترب منها وقال: فيه طلب كنت عايز اطلبه منك. سعاد: خير؟ يوسف :انا عارف انك قريبة من صفية وكنت بفكر اني اعرضها على دكتور نفسي اكيد يساعدها. سعاد: اكيد معاك حق بس احنا حاولنا كتير معها وهي رافضة الفكرة تماما. يوسف :ما علش حاولي معها تاني خصوصا انها ممكن تقتنع دلوقتي بموجود الحمل ده واكيد ده حيساعدها كتير في انها كويسه. سعاد: اوكي عندك حق ححاول وانت؟ يوسف :لاء خليني بعيد لأنها اكيد حترفض كل حاجة جاية مني. فابتسمت سعاد وقالت :اوكي ماشي. فاخرج يوسف هاتفه من جيبه(صايع مش كده) وقال: ممكن بقى رقم تليفونك عشان نتواصل؟ فأخذت سعاد عن مكتبها احد بطاقاتها الشخصية وقدمها له وقالت :ده الكارت بتاعي فيه كل أرقامي ممكن نتواصل سوي عن طريقها. فاخذها منها وقال: اوكي شكرا بعد اذنك. ثم تركها وخرج ووضع الهاتف والبطاقة في جيبه واقترب منها وقال :يلا بينا. فأومأت برأسها وقالت :يلا. فاخذها وذهبوا الي حيث السيارة وانطلقوا اوصلها دون اعتراض الي منزلها ونزلت من السيارة واخذها الي الباب وقال وهو يبتسم :يلا خدي بالك من نفسك. صافي باستغراب :اوك تصبح على خير. يوسف :وانت من اهل الخير. ثم تركها وذهب وركب سيارته وانطلق بها مع السائق بينما هي وقفت تتأمل قليلا ولا تعرف ما سر هدوئه ولكنها ارجعت ذلك الي هذا الحمل لذا فهو لا يريد اي جدال معها فتحت الباب بمفتاحها ودخلت لتجد ماما صفية و سلمي أمامها فقالت :انتم ايه اللي مصاحيكم لسه؟ صفية :مستنيينك اومال جوزك فين؟ صافي وهي تغلق الباب: روح. فنظرت الاثنتين لبعضهن بصدمة ثم إليها وقالوا: روح. صافي :اه روح. سلمي :روح فين؟ صافي وهي تصعد السلم: روح بيته. فنظرت الاثنتين الي بعضهن مرة أخرى ولم يتعلقا حين التفتت اليهن صافي وقد صعدت نصف السلم وقالت: وعلى فكرة انا حامل. فجحظت عينا كلا منهن في ذهول حين ابتسمت هي وأكملت طريقها وحين افاقا من ذهولهن اسرعا خلفها بينما هي دخلت غرفتها واغلقت الباب خلفها وبدأت في نزع حجابها حين فتح الباب بعنف فنظرت بصدمة الي ماما صفية وسلمي في فزع وقالت: فيه ايه مالكم؟ سلمي :ايه اللي قلتيه تحت ده؟ فابتسمت صافي وقالت :زي ما سمعتم انا حامل. صفية :حامل ازاي؟ هو انتم لحقتم؟ صافي بضيق :ماما وبعدين انا حامل من الليلة اياها. فقالت سلمي :بس لازم نتأكد. صافي بسخرية :ياسلام انا لسه جاية من عند سعاد. صفية :طيب ويوسف سابك ومشي ليه؟ صافي وهي تكمل نزع ملابسها: ده طلبي انا قلت له اني حكون معه في بيته. ثم ابتسمت ساخرة وقالت :وطبعا هو ما يقدر يبعد عن والدته فكل واحد براحته. ثم تنهدت وقالت: هو الولاد ناموا؟ سلمي :مجرد ما وصلنا. صافي : ودلوقتي ممكن تروحوا تناموا عشان انام انا كمان. صفية وهي تأخذ سلمي من يدها: طيب تصبحي على خير. سلمي :استنى بس عايزة اكلمها. صافي :بكرة الصبح ان شاء الله يلا تصبحي على خير. فأخذتها صفية وخرجا من الغرفة واغلقاها خلفها.
اما يوسف وصل منزله وكان الجميع نائم فقال: الحمد لله مش ناقص صداع. ثم صعد غرفته وبدل ملابسه واستلقي نائما.
وفي الصباح كانت سوزان تشرف على تحضير الإفطار حين وجدت سائق يوسف يدخل الفيلا فاقترب منه وقالت: خير يا سطي بدير فيه حاجة؟ بدير: لا يا هانم يوسف بيه كلمني وقالي ادخل استناه هنا. فقالت سوزان باستغراب :يوسف اللي طلبك؟ فاتاها صوت يوسف من خلفها وقال: ايوا يا ماما انا اللي طلبته. فالتفتت له لتجده ينزل السلم وهو يحمل حقيبتي سفر كبيرة ثم اقترب منهم وقال :صباح الخير. بدير: صباح الخير يا يوسف بيه. يوسف وهو يقدم له الحقائب: خد دول يا بدير نزلهم العربية هو مصطفى وصل ولا لسه؟ اخذ بدير الحقائب وقال: لاء لسه ما وصلش. يوسف: طيب روح انت يابدير. فذهب السائق حين قالت سوزان :شنط ايه ديه يا يوسف؟ فالتفت لها يوسف وابتسم وقال: صباح الخير الأول يا ماما وانتي كمان وحشتيني. فابتسمت سوزان واحتضنته وقالت: حمد الله على السلامة يا قلبي انت كمان وحشتني. فابتعدت عنها يوسف حين حضرت جدته قسم وهي على الكرسي المتحرك وقالت: حمد الله على السلامة ولد يوسف. فاقترب منها بشوق وانحني لمستواها وقال وهو يضمها :الله يسلمك يا انا وحشتيني. قسم وهي تربت على ظهره بيديها: انت كمان وحشني ولد. حين حضر عبدالرحمن وقال :الله الله كل الحب ليوسف بيه وانا هوا مش كده؟ فقالت قسم وهي تبتسم :ايوا انت هوا. ثم ضحكت حين اقترب منها عبدالرحمن وضمها مع يوسف ثم غمز لشقيقه بخبث فحملاها كلاهما كل واحد من جهة واخذا يدورا بها بينما هي شهقت بخوف وأخذت تصيح بهما لينزلاها بينما سوزان تبتسم لما يفعلاه ثم إن لاها على الكرسي وهي تبتسم ثم قالت: الله يخليكم لي وما يحرم منكم. ثم وجهت كلامها ليوسف وقالت: مبروك ولد يوسف فين هو زوجك عشان بارك له لسه نايم؟ يوسف بضيق :لا يا انا في بيتها. قسم باستغراب :في بيته ازاي انت في بيت وهو في بيت؟ فتنهدت يوسف بضيق بينما ابتسمت سوزان على خلافهما ثم تذكرت الحقائب التي انزلها يوسف فقالت: شنط ايه اللي انت اخدتها ديه يا يوسف؟ فنظر لها يوسف وقال :شنطي يا ماما. سوزان :ورايح فين ان شاء الله؟ يوسف :بيت مراتي. سوزان بغضب :نعم ليه أن شاء الله بقى هي ترفض تيجي هنا وانت اللي تروح؟ يوسف :هي عندها السبب اللي يمنعها انها تيجي هنا لكن انا ما عنديش سبب ما روحش اعيش معها هناك ده اولا. سوزان بسخرية :ليه هو لسه فيه ثانيا؟ يوسف :ايوا ثانيا بقى ان مراتي حامل ولازم اكون جانبها. نزل الخبر الصاعقة على الجميع وصمتوا لبعض الوقت وكانت سوزان اول من قطع الصمت فقالت: حامل يعني ايه حامل؟ ومن مين؟ يوسف بحدة وصياح: سوزان هانم كله الا مراتي كفاية قوي اللي حصل. سوزان بنفس الصياح: هو ايه اللي كفاية بقى لسه مكملتش اسبوع راجع لها وتيجي تقول لي انها حامل؟ يوسف :ماما مراتي حامل مني واظن ان كلكم فاكرين لما انا خطفتها وانا بقول لكم كلكم انا اغتصبها. سوزان: يعني ايه اغتصبتها مش كانت مراتك؟ يوسف :ايوا كانت مراتي بس ما كانتش تعرف وده اسمه اغتصاب. عبدالرحمن :خلاص يا يوسف بلاش كلام في اللي فات والف مبروك. يوسف :الله يبارك فيك بعد اذنكم. قسم :رايح فين يوسف؟ يوسف :رايح لمراتي يا انا لازم اكون هناك قبل ما تصحى من النوم. ثم تركهم وذهب فقابل مصطفى في طريقه فاخذها معه وركب سيارته وانطلق بهم السائق
بعد مرور بعض الوقت وبالتحديد في غرفة صافي كانت ماتزال نائمة حين شعرت بحركة رقيقة على وجهها فحركت رأسها قليلا وهي تبتسم حين شعرت بنفس الحركة فشعرت بالسعادة وفتحت عينيها لتجد يوسف يجلس بجانبها وهو منحني عليها وهو يرتدي بيجاما منزلية وفي يده وردة يحركها على وجهها برقة فازدادت ابتسامة صافي وقالت :ايه الحلم الحلو ده. فمد يده واخذ يعبث بشعرها حين اخذت تتمطأ حين لاحظت وجودها في غرفتها والتي لم تجمعها بيوسف من قبل فنظرت له وقالت بصدمة: ده مش حلم ص؟ فأومأ يوسف برأسه وقال: لاء مش حلم صح النوم. جحظت عينا صافي من الصدمة
وفي الاسفل جلست كلا من ماما صفية وسلمي وهم يتناول ا القهوة حين قالت سلمي: تفتكري صافي لسه ما صحيتش؟ صفية :اطمني حتعرفي لما تصحى. فرفعت سلمي الفنجان لترشف القليل حين سمعت صرخة قوية فبثقت القهوة التي شربتها بفزع حين ابتسمت صفية وقالت: اهي صحيت. فوضعت سلمي الفنجان على الطاولة ووقفت واقتربت من السلم وقالت: وبعدين حنطلع ولا نعمل ايه؟ فارتشفت صفية القليل من القهوة وقالت: واحنا مالنا. فنظرت لها سلمي بذعر :مالنا ازاي؟ ديه حتعملنا كفتة. فأومأت صفية برأسها ببرود ولم ترد عليها
وفي الأعلى قفزت صافي عن السرير وابتعد عنه وهي تقول :انت بتعمل ايه هنا في قوضتي وجيت بيتي ليه اصلا؟ فابتسم يوسف وهو يقف وينظر إليها وشكلها في قميص النوم القصير ذو القماش الخفيف الذي يظهر ما تحته فقالت: انت ما بترد ليه؟ يوسف بخبث: واتكلم ليه وضيع على نفسي احلى مشهد ممكن اشوفه. ظهر الاستغراب على وجهها لتلتفت للمرأة لتجد نفسها بهذا الوضع فصرخت اكثر فاغمض عينيه ووضع يديه على اذنه حين أسرعت هي وأخذت الروب الخاص بالقميص وارتدته سريعا لتخفي ما يظهر منها فابتسم لذلك وقال: بتخبي ايه ما انا شفت كل حاجة. فصرخت بغضب فاخذ يضحك حين فتحت هي الباب وخرجت وهي تنادي: يا ماما.... يا ماما. وفي الاسفل سمعوا صوت صافي فاسرعت سلمي وجلست بجانب صفية على الاريكة فضحكت صفية لذلك حين اخذت صافي تنزل سريعا على السلم وخلفها يوسف الذي امسكها من ذراعها وقال لها: بالراحة يا مجنونه. صافي :ابعد عني. يوسف :لاء مش حبعد انتي ناسية انك حامل واللي انتي بتعملي ده غلط علي الحمل. صافي :مش شغلك. علم يوسف بعندها لذا انحني قليلا وحملها على ذراعيه لتشهق صافي بفزع وقالت له :نزلني انت مجنون. بينما شهقت سلمي وكتمت صوتها وهي تزوم من الفزع بينما ازدادت ابتسامة صفية لتقف حين نزل يوسف بصافي التي تشبثت به اكثر خوفا من أن تقع ثم انزلها بحذر فقالت بغضب وهي تنظر لصفية وسلمي :البني آدم ده بيعمل ايه هنا؟ صفية :جوزك يا حبيبتي. صافي بحدة :وايه يعني جوزي بيعمل ايه في بيتي؟ سلمي بخوف :هو اللي دخل والله يا صافي واحنا حاولنا نمنعه بس هو اللي أصر. صافي :وما طلبتوش له البوليس؟ فشهقوا جميعا بصدمة حين قالت صفية :حتطلبي البوليس لجوزك؟ صافي بحدة :ايوا. ثم نظرت له وقالت :انت بتعمل ايه هنا؟ يوسف وهو يجلس ويبتسم :حعيش هنا. صافي بفزع :نعم ليه ما عندكش بيت؟ يوسف :لاء طبعا عندي بيت وهنا بيتي. صافي بحدة :لاء ده مش بيتك ده بيتي انا. يوسف :يا روحي انتي مراتي وبيتك بيتي على رأي جحا بلدك فين بلدي اللي فيها مراتي وانا بيتي فين بيتي اللي فيه مراتي. صافي بذهول: وده من ايه ان شاء الله قعدت على مصطبة مين أن شاء الله. فابتسم يوسف وقال : يا روحي عشانك اتعلم اي حاجة. صافي بغضب :مش طيقاك يا اخي هو بالعافية؟ يوسف :ايوا بالعافية انتي مراتي وحبيبتي ولازم اكون معاكي وما ينفعش تكونوا من غير رجل. فأخذت تجذ على أسنانها بغضب ثم قالت : طول عمرنا عايشين من غير رجل ما حصلنا حاجة. يوسف :ده كان زمان لكن انا دلوقتي معاكم من هنا ورايح. فنظرت الي صفية وقالت :يا ماما لوسمحتي قلي له يمشي من هنا. صفية :معقوله يا صافي اطرد الرجل من بيته؟ صافي بصراخ: مش بيته ده بيتي انا بيته هنا عند مامته وجدته وأخوه خليه يمشي. صفية :يا حبيبتي ما ينفعش انتي مراته ومش عايزة تكوني هناك هو جيه عشان يكون معك ومع الولاد. صافي :بس انا مش عايزاه.. قطعت كلامها حين شعرت بدوار وكادت ان تقع ولكنه لحقها وحملها لتصرخ كلا من ماما صفية وسلمي باسمها بينما اسرع هو ليصعد بها إلى غرفتها حيث وضعها على السرير حين دخلت خلفه كلا من صفية وسلمي التي قالت: مالها؟ يوسف :مافيش حاجة ده عشان ما اكلتش واخدت علاجها هاتي بس برفيوم افوقها. فأحضرت له زجاجة من أمام المرأة واعطتها له فاخذها منها ووضع القليل على يده ثم قرب يده من انفها فبدأت تفيق ثم فتحت عينيها لتجده أمامها فقالت :انت لسه هنا؟ فابتسم يوسف وقال :وحفضل ما تحاوليش. فتنهدت بضيق حين نظر لسلمى وقالت :هاتي لها الفطار عشان تاكل وتاخد علاجها. فقالت صافي :ماليش نفس. يوسف :انتي تسكتي خالص انا بطمن على مراتي انتي مالك؟ فجذت على أسنانها بغضب حين قالت صفية وهي تبتسم لسلمى :يلا يا سلمي نحضر الفطار. ثم اخذتها وتركتهم فقالت صافي :ممكن اعرف ايه اللي جابك؟ يوسف وهو يعبث بشعرها: جاي لمراتي اللي عذبتي ومع ذلك مش قادر ابعد عنها وكمان عشان احلى حاجة ممكن تحصل لي في حياتي اني اكون جانبها وهي حامل في ولادي واخد بالي منها واطمن عليها وراعيها. صافي :بس انا مش عايزة. يوسف بخبث: ما انا عارف بإمارة الابتسامة اللي كانت من الودن للودن لما كنتي فكراه حلم. شعرت صافي بالخجل وأخذت تعض على شفتيها فقال وهو يلمس شفتيها بيده :والنبي دول حبايبي لو فضلتي تعضي فيهم كده مش حمسك نفسي اكتر من كده سبيهم لي اقطعهم انا. فنظرت له بحده و قبل الت :انت قليل الادب. يوسف :وايه يعني هو انتي بنت خالتي انتي مراتي. صافي :باردوه ما ينفعش. فابتسم حين طرق الباب فقال :ادخل. فدخلت سلمي وهي تحمل معها الافطار فوقف وقال :طيب حروح اشوف الولاد وانتي افطري وخدي علاجك. وكاد ان يخرج حين عاد وقال :اه على فكرة خدي بالك من لبس بعد كده يعني ممنوع بعد كده تنزلي تحت كده ممكن يكون فيه حد تحت معيا. صافي :اطمن مش حلبس كده تاني. يوسف :لاء مين قال كده تلبسي كده وأقل من كده كمان بس ليا لما نكون مع بعض. فشهقت بخجل حين غمز لها بعينه وخرج من الغرفة بينما ضحكت سلمي لذلك فقالت صافي وهي تعتدل وتجلس :انت بتحكي على ايه؟ فاقت بت منها سلمي وقالت :على الفرحة اللي انا شايفاها في عينك ديه. ثم وضعت صينية الإفطار أمامها وقالت :يلا افطري ولا انادي لك عليه؟ فنظرت لها صافي بحدة فقالت :خلاص بهزر معاكي كلي يلا عشان علاجك. فبدأت صافي
بعد مرور بعض الوقت جلس يوسف في غرفة المكتب الذي بدأ يستخدمها كمكتب له وجلس معه مصطفى يتناقشون في العمل ليغلق يوسف الملف الذي أمامه ثم قدمه لمصطفى الذي أخذه منه بينما قال يوسف :تاخد الملف ده وتنفذ اللي فيه وخليك مع عبدالرحمن الفترة ديه. مصطفى :ومعاليك حتأجز قد ايه؟ يوسف وهو يحرك قلمه في يده :شوية كده يا مصطفى ارتاح شوية يا اخي انت عارف انا بقى لي قد ايه ماخدتش اجازة. مصطفى وهو يبتسم :وفرصة كمان لمعاليك تفرح بالعروس. فضحك يوسف عاليا وقال: على رأيك وانا استحملت بعدها شوية كمان اكون جانبها وافرح بالحمل الجديد ده. مصطفى :الف مبروك معاليك ان شاء الله تكمل على خير. يوسف :ان شاء الله عقبالك مش ناوي تفرحنا بيك ولا انت اتعقدت من سوابقك؟ ابتسم مصطفى وقال : سوابقي؟ ديه الحكاية كلها جوازة وخطوبة مش مية. يوسف :يعني ما اتعقدتش منهم؟ مصطفى :لا يافندم الحمد لله وعلى العموم ان شاء الله قريب بس الموضوع حيكون عند الهانم. يوسف باستغراب: عند الهانم مين؟ قصدك صفية؟ مصطفى :ايوا هي. يوسف: ليه بقى صفية مالها؟ مصطفى :ماهي تعتبر ولية امر العروسة. يوسف :مش فاهم تقصد مين سلمي مثلا؟ مصطفى :لا يا فندم آنسة سلمي مرتبطة انا اقصد سوسن. يوسف :سوسن؟ اممممممم قلت لي طيب ادعي بقى ان العلاقة بيني وبين الهانم تتحسن عشان اقدر أتدخل لك. مصطفى :لا معاليك هو انا حستني لما العلاقات تتحسن يبقى مش حتجوز. يوسف بصدمة: نعم؟ مصطفى وهو يبتسم :اضحك عليك يافندم؟ حضرتك عشان تلاقي المدام فضلت وراها ست سنين شوف بقى حتاخد وقت قد ايه لما تقدر تحسن العلاقة بينكما. فاخذ يوسف يضحك وقال :يا دي الفضيحة ضاعت هيبتك يا يوسف. مصطفى بجدية: لا معاليك انا بهزر مع حضرتك انا اسف. يوسف :بطل عبط انت عارف انت معزتك عندي قد ايه انا بعتبرك اخويا انت تعرف عني اكتر من اخويا عبدالرحمن. مصطفى :وده شرف ليا معاليك وربنا يعلم معزة معاليك عندي قد ايه من قبل حتى ما اسيب الخدمة واشتغل مع معاليك. يوسف :ربنا يديم المحبة المهم موضوع سوسن سيبه عليا انا حكلم صفية فيه بس اهم حاجة البنت رأيها ايه؟ مصطفى :والله يا فندم مش عارف بس فيه قبول. يوسف :يعني ايه؟ بتعملوا ازاي؟ مصطفى :كل اما نشوف بعض بنتخانق مع بعض. يوسف :كل اما تشوفوا بعض بتتخانقوا مع بعض وده ان شاء الله معناه ان فيه قبول بينكم؟ مصطفى :افتكر كده ايه رأي معاليك؟ يوسف :والله مش عارف احنا نسأل ونشوف ايه رأيها. مصطفى وهو يقف :اوكي يا فندم استأذن انا بقى وامشي عشان اشوف ايه اللي ورايا. فوقف يوسف وتحرك معه إلى الخارج وهو يقول :ماشي يا مصطفى مع السلامة. وفتح الباب وخرج الاثنين وودعه مصطفى وذهب والتفت يوسف ليجد سلمي جالسة تتصفح إحدى المجلات فاقترب منها وقال:ازايك يا سلمي؟ سلمي :اهلا يا ابيه. يوسف: اومال الولاد فين مش سامع صوتهم؟ سلمي دون النظر اليه: خرجوا. يوسف :خرجوا وصفية معاهم؟ سلمي :اكيد يا ابيه حسيبهم يعني؟ يوسف :عندك حق سؤال غبي طيب راحوا فين بقى؟ سلمي :راحوا يشوفوا سند يا ابيه. يوسف بصدمة وهو يمسكها من كتفيها: ايه راحوا فين؟ سلمي بفزع :في ايه يا ابيه؟ بقول لك راحوا يشوفوا سند. فتركها يوسف وقال بغضب :اختك ديه مجنونة اعمل فيها انا ايه؟ ثم تركها وخرج حين أتت ماما صفية وقالت لها :فيه ايه يا بنتي كان بيزعق ليه المجنون ده؟ سلمي :اصل انا قلت له ان صافي خدت الولاد وراحت تشوف سند. صفية بصدمة: و المجنونة ديه عملت كده فعلا؟ سلمي :فيه ايه يا جماعة مالكم ايه يعني لما راحت تشوف سند؟ صفية بضيق :انتي يا بنتي عبيطة انتي كمان راحت تشوف سند وده معناه ايه انها حتركب خيل فاهمة يعني ايه اختك المجنونة ديه حامل وحتركب خيل. فعضت سلمي على شفتيها بتفهم وهي تقول :اممممممم فهمت. صفية :الصراحة اللي عمله يوسف ده أقل حاجة ممكن يعملها وأما نشوف حيعمل معها ايه.
وصل يوسف بسيارته الي المزرعة التي يعيش بها سند وباقي الخيل الخاص بصافي وهو عبارة عن بيت بسيط من طابق واحد وحوله وعلى مساحة كبيرة تعيش الخيول ويوجد بها تراك للسباقات حيث كانت صافي تتمرن على ركوب الخيل نزل يوسف من سيارته وأغلق الباب بغضب ودخل المكان وهو يبحث عنهم بغضب حتى سمع صوت ضحكات طفليه ليسرع في اتجاه الصوت واندفع غاضبا الي المكان ولكنه وقف سريعا حين رأي صافي وهي تجلس تتصفح في احد الكتب تحت مظلة لتقييها الشمس وترتدي نظارة شمسية بينما الطفلين كلا منهما على حصان ويرافقهما رجل هو من يسحب الخيل هدأ يوسف من انفعاله ثم اقترب منها وقال :السلام عليكم. فنظرت له صافي باستغراب وقالت: يوسف بتعمل ايه هنا؟ فسحب يوسف كرسي قريب منها وجلس وقال وهو يبتسم :ابدا عرفت انك هنا قلت اجي لك. فأومأت برأسها وقالت بتهكم :اهه مش كده؟ يوسف :قصدك ايه؟ فنظرت له وقالت: يعني بذمتك انت مش كنت جاي وانت شايط وعلى اخرك؟ يوسف بتمثيل: انا لاء خالص ليه؟ صافي وه تنزع النظارة :انا اقول لك ليه سيادتك لما عرفت ان انا هنا اكيد غضبت وقلت ايه بقى المجنونة ديه بتعمل ايه هناك اكيد حتركب خيل وده طبعا ما ينفعش في حالتي فجيت عشان تنقذ ناقصة العقل من الجريمة اللي حتعملها. صمت يوسف واخذ ينظر لها فقالت :ايه بتبص لي كده ليه؟ فابتسم يوسف وقال: مستغرب ازاي عارفاني بالشكل ده. فأومأت برأسها دون أن تجيب وارتدت النظارة مرة أخرى وعادت للكتاب بينما هو ركن خده على يده واخذ يتأملها ولكنها لم تعيره أدنى اهتمام وشعر هو بالملل فوقف واخذ يلف في المكان حتى لمح من بعيد حبيبه القديم وصديقه الوفي والذي حاول إعادته حين عاد لوطنه ولكنه علم بامتلاك حبيبته له لذا اطمئن عليه وقرر الانتظار حتى تعود اليه فيصبح له الحق به وجد سند وهو يجري في احد الحظائر سعد كثيرا برؤيته وأسرع اليه وقفز من فوق الصور اليه واقترب منه ليضمها اليه وقال :ياه يا سند وحشتني جدا مش قادر اوصف لك قد ايه. هز سند راسه فقال يوسف :ايه مش مصدقني؟ انا عارف اني اهملت فيك لكن صدقني غصب عني انت عارف انا كنت بحبها قد ايه وكرهت الدنيا بعدها. ثم قبله وقال: بس انت كنت محظوظ عني وكنت معها الفترة اللي كنت بدور عليها فيها. اخذ يعبث بشعر سند وقال وهو يبتسم :ما كنتش عارف تحنن قلبها عليا شوية ولا خلاص سرقتها مني واتهنيت انت والباقي مع نفسه. ثم ضمه مرة أخرى ودفن وجهه في رقبته وقال: ياههههه وحشتني قوي. ثم ابتعد عنه وقال :يلا بينا. ثم احضر السرج ووضعه على ظهر سند وصعد فوقه وانطلق به بينما صافي مازالت على حالها حين حجب شئ الشمس عنها فجأة فرفعت رأسها لنجد يوسف فوق سند ثم مد لها يده فلم تتحرك من مكانها فقال: يلا ما ترجعيش ايدي. فتنهدت وقالت: يعني انت جاي من البيت تمنعني اني اركب خيل تقوم انت اللي تركبي؟ يوسف :لاء ما هو احنا حنكون براحتنا وكمان لما نبقى اتنين الوزن حيكون اتقل. صافي وهي تنظر لسند: طيب وليه سند؟ يوسف :تقدري تقولي انه حلم هو كمان من ايام تعبي او اقصد يعني لما كنت... ثم صمت وقال: طبعا فاهمة. فأومأت برأسها فمد يده لها مجددا وقال :يلا ما تكسريش بقلب جوز رجالة زينا كده. فأخذت تضحك ثم تنحنحت وتركت الكتاب على الطاولة ووقفت واقتربت منه ووضعت يدها بيده فاخذها أمامه على سند وانطلق بها بسرعة منخفضة وهو يضمها اليه وهمس في اذنها: وحشتيني. فقالت بحدة: وبعدين خليك بأدبك. فابتسم يوسف وقال :حاضر تحت امرك. وزاد السرعة قليلا وبعد قليل انضموا الي الطفلين واخذ يوسف يساعدهم الركوب على الخيل وقضوا اليوم معا كعائلة ووضعوا خلافاتهم بعيدا في هذا اليوم
نهاية البارت التاسع والاربعون
أنت تقرأ
لست بقربي.......... لكنك في اعماقي
Romanceمقدمة نعيش في الأحلام الوردية بعيدا عن الواقع وهي كذلك احبته وكان بالنسبة لها حلم بعيد ومع ذلك عاشت معه في حلمها فاحبته من وهي صغيرة ولكن عندما أصبح لها صدمت من الواقع الأليم الذي عاشته معه فماذا سيحدث هل سيظل هذا واقعها ام سيتغير ويحبها لتعيش حلمها...