بعد أن استعادت أنفاسها التي فقدتها أثناء وجوده معها تمالكت نفسها لتعود الي داخل المنزل واقتربت من السلم لتصعد غرفتها حين ظهرت سلمي ووقفت أمامها ويبدو عليها الارتباك وقالت :صافي انا..... لتقاطعها صافي حين أشارت لها بيدها وقالت: ولا كلمة اللي عملتيها فيا النهاردة أسوأ من اللي عمله هو فيا. سلمي بألم :انا اسفة والله هو قال لجدي عايز يقابلك وانا حبيت اجمع بينكما لانه خلاص بقى جوزك تاني وكلها اسبوع وترجعي له فكنت حابة تتعودي عليه. صافي بحده: عمري ما حتعود انا رجعت له وليا أسبابي واللي مش حتتغير وبلغيه بكده. سلمي: طيب سامحينى ياصافي ارجوكي. صافي بالم: مش دلوقتي ياسلمي سبيني وانا عمري ما حفضل زعلانة منك بس اتمنى انك ما تشاركيش معه في اي خطط تاني تصبحي على خير. ثم تركتها وصعدت غرفتها بينما سلمي تعض اتأملها من الندم انها وافقت عبدالرحمن علي خطته لجمع يوسف وصافي والذي عادت عليها هي بغضب اختها منها
وفي مكان آخر وبالتحديد في منزل يوسف الجديد بالسعودية دخل غرفته وبدل ملابسه واستلقي على سريره وهو هائم في ملاكه التي سلبت لبه بطلتها التي سحرته وملمس شفتيه على عنقها وضمه لها قبل مغادرته لمنزل جدها وقام وصلي ركعتين شكر لله لردها له بعد طول عناء ودعي ربه ان يتم نعمته عليه ويبارك له في عائلته الصغيرة ويجمعهم بهم على خير
مرت الايام التي تسبق الزفاف والجميع يحضر له بكل نشاط ولكن هناك من أهمل كل شئ ولم يشاركهم في التحضير وهي العروس والتي رفضت عرض سلمي وماما صفية لتنزل لتشتري ما يلزمها كعروس ولكنها ادعت انها لا تحتاج لأي شئ بالإضافة إلى انها لم تصلح علاقتها بسلمي ولم تعد كما كانت وعلم جدها بما تفعل لذا قام بالتدخل بأن طلب من زوجة فيصل روضي ان تحضر وتأخذ صافي الي المول والمحلات لشراء ما يلزمها فقد قدم لها يوسف مبلغ كبير كمهر كما هو متعارف عليه في المجتمع السعودي فوضعه جدها دون أخبارها في حسابها المصرفي لذا لابد عليها ان تذهب لتجهز نفسها بصفتها العروس وأمام رفضها احضر روضي والتي يعرف انها قريبة من صافي ولن تستطيع الأخيرة رفض طلبها للخروج للتسوق وهذا ما حدث فقد خجلت صافي ان ترفض لها طلبها وأخذتها وذهبن الي الجولات والمحلات للتسوق ومعهن ذهبت سلمي والتي حاولت إصلاح العلاقة بينها وبين شقيقتها وفي السوق قامت روضي بشراء كل ما يلزم صافي كعروس من وجهة نظرها ورفضت اي اعتراض لصافي على اي شئ فقد أحضرت العديد من قمصان النوم مختلفة الأنواع والخامات والمقاسات واحضرت العديد من البيجامات المختلفة أيضا واطقم الحمام والعطور ومستحضرات التجميل والكثير والكثير من الأشياء والتي لم يؤثر اعتراض صافي عليها في شئ فقد اخذتها روضي وانتهى ولكن ما اشترته صافي عن اقتناع كان الفستان الذي قررت ارتدائه في الزفاف ورغم اعتراض الجميع الا انها لم تحضر فستان ابيض اللون بل ملون وعادوا الي المنزل ليتم تجهيز المشتريات وإرسالها الي منزل العريس لتكون في استقبال العروس عند ذهابها
وفي الليلة التي تسبق الزفاف علم يوسف برفض صافي ارتداء الفستان الأبيض الذي أرسله لها وشرائها لآخر ملون لذا طلب من سلمي ان تبدل بين أحداث الزفاف قليلا فبدل ان تكون الزفة أمام النساء ثم يقوموا بالتقاط الصور والتي تتم في غرفة منفردة للعروسين فقط أن يتم التقاط الصور قبل أن تزف صافي أمام النساء ولكن سلمي اعترضت نظرا لخوفها من المشاركة في مخطط اخر من مخططات يوسف والتي منعتها صافي من عمله ولكن قدر يوسف علي أقنعها وانه فقط يريد أن يرى صافي قبل الجميع وأغلق معها على هذا ولكن سلمي ولأنها خائفة من رد فعل صافي ان نفذ يوسف خطة من خططه لذا قررت أن تخبر صافي بما طلب منها لذا صعدت الي غرفة صافي وطرقت الباب قبل ان تدخل لتسمع صوت صافي تسمح لها بالدخول ففتحت الباب واطلت برأسها داخل الغرفة لتجد شقيقتها مستلقية على السرير في ارتخاء وهي تقرأ في كتاب وقالت سلمي: ممكن ادخل؟ صافي دون أن ترفع عينيها عن الكتاب :اتفضلي. فدخلت سلمي بارتباك وجلست بجانبها على السرير وأخذت تدلك يديها ببعضها في توتر ولاحظت صافي ذلك فقالت ببرود: خير يا سلمى؟ سلمي بخجل وتردد: انتي حتفضلي زعلانة مني كده كتير؟ تنهدت صافي ونظرت إليها ولم ترد فابتلعت سلمي غصتها وقالت: يعني بكرة خلاص حتروحي مع يوسف ومش عايزاكي تكوني زعلانة مني. ثم أسرعت وامسكت يد صافي وقالت برجاء: صدقيني انا كنت حابة اجمع بينكما مش اكتر انا عارفة انك مجروحة منه لكن هو بيحبك وانتي بتحبيه فحبيت اكسر شوية من اللي بينكما. ابتسامة بسيطة هي ما ظهر على وجه صافي من رجاء سلمي بينما رأتها سلمي فاسرعت وارتمت عليها تضمها وتقبلها بالقوة وهي تقول : سامحيني والله انا بحبك سامحيني. بينما صافي تدفعها عنها وهي تضحك وتقول: خلاص يامجنونة ابعدي عني خلاص كتك القرف. فابتعدت عنها سلمي وقالت وهي تبتسم :ناس ما تجيش غير بالبوس. فنظرت لها صافي باشمئزاز وقالت: يع كتك القرف. فضحكت سلمي وقالت: خلاص سامحتيني؟ فابتسمت صافي واومأت براسها فضمتها سلمي مرة أخرى بينما بادلتها صافي الضمة ثم قبلتها سلمي على خدها وقالت :والله كان قصدي شريف سامحيني بقى. فاومأت صافي برأسها وقالت: خلاص مسمحاكي بس ماتتكررش. فامسكت سلمي اذنيها على الطريقة الهندية وقالت :اخر مرة وحرمت. ثم تركت اذنها وقالت: وعشان تصدقيني هو طلب مني اعمل له حاجة مش عارفة ليه بس طلبها مني. صافي باستغراب: طلب منك ايه؟ سلمي: عايز التصوير يكون قبل الزفة يعني قبل ما تدخلي على الستات. ظهر الاندهاش على وجه صافي وقالت: ايه السبب؟ فمدت سلمي شفتيها دليل على جهلها بالسبب ثم قالت: بس انا ناوية اطنشه. صافي :ليه لو رفضتي حيكلم جدك فمالوش لازمة هو كده كده مش حيقدر يعمل حاجة. سلمي: زي ما انتي عايزة انا قلت ابلغك. فاومأت صافي برأسها وقالت: اوكي يلا قومي روحي نامي ورانا صحيان بادري بكرة عشان الليلة اللي مالهاش اي لازمة. فابتسمت سلمي وقالت :افرحي يا صافي اهو بيحاول يعيشك اللي ماعشتهوش معه. صافي بحدة :قصدك يعيش اللي هو ما عاشهوش. ثم تنهدت وقالت: يلا قومي نامي عشان ما اضيقش تاني منك. فقامت سلمي وقالت: لا وعلى ايه يلا تصبحي على خير. فابتسمت صافي وقالت: وانتي من اهل الخير. ثم خرجت سلمي من الغرفة حين قالت صافي بحيرة :ياترى بتفكر في ايه يا يوسف؟ ثم أومأت برأسها يمين ويسار واستلقت على السرير وأخذت تتقلب كثيرا في قلق مما هو قادم وما يخطط له يوسف لها هي تعرف انه يخطط للكثير من أجلها حتى يستطيع امتلاكها مرة أخرى ولكنها أكدت لنفسها انها ومهما فعل لن تستسلم له مطلقا وعند هذه النقطة اغمضت عينيها مستغرقة في النوم
بينما على الجهة الأخرى هناك من هو مستلقي على سريره وهو هائم في أفكاره عن ملاكه واجتماعه بها غدا وعودته له لتنير منزله يعرف انها لن تستسلم له بسهولة ولكنه لن يتوقف عن المحاولة حتى يكسبها ويعيد حبها له وهكذا اغمض عينيه وهو يدعو لغدا افضل يجمعه بها
وفي يوم الزفاف استيقظ الجميع وعمل على قدم وساق لإنجاز التجهيزات الناقصة ولكن هناك من لم تستيقظ حتى الآن أو هذا ما ظنه الجميع فقد منعت ماما صفية سلمي والجميع من الاقتراب من غرفتها لتركها تستريح لكي تكون جاهزة ومستعدة لليلتها وكان بينهما هذا الحوار حين اقتربت سلمي من غرفة صافي لكي توقظها لتستعد مبكرا حين نادت عليها ماما صفية من خلفها لتلتفت لها سلمي وقالت :نعم ياماما؟ فاقت بت منها صفية وقالت لها :رايحة فين ياحبيبتي؟ سلمي: حصحي صافي كفاية عليها نوم لحد كدا الطهر اذن تصحى عشان تستعد وتشوف اذا كان ناقصها حاج. فأمسكتها صفية من يدها وقالت لها: لاء ياحبيبتي سبيها ترتاح وتصحى براحتها وانتي شوفي ايه اللي ناقص وجهزيه لحد ما تصحى. سلمي: بس ياماما. فقاطعتها صفية وقالت :من غير بس انتي عارفة ان اختك نفسيتها مش مستحملة سبيها في حالها. سلمي بضيق: بس يا ماما ولادها اهملتها خالص الفترة اللي فاتت ديه. صفية :وهي سيباهم مع حد غريب؟ فلم ترد عليها سلمي لتكمل صفية :الحكاية كلها النهاردة اول ما يعدي اختك حترجع لحالتها الطبيعية وترجع لأولادها وربنا يهدي لها الحال. فاومأت سلمي برأسها وأخذتها وذهبت كلا منهما ليريوا ما ينقص ولكنها لم يشعروا بمن في غرفتها التي وقفا أمام بابها وتحت الشعاع المتسلل من النافذة خلف الستار وعلى سريرها كانت مستلقية غير نائمة وهي تنظر للسقف واستمعت الي كلامها ثم انطلقت بتفكيرها الي الخطوة التي اخذتها وهي نادمة على العودة له تعرف ان لديها الأسباب التي دفعتها للموافقة والتي لا يعرفها غيرها ولكنها أيضا تعلم انها ضعيفة أمامه لن تصمد طويلا وهو من سيخرج من هذه المعركة منتصر ولكن ان تسبب في جرحها مرة أخرى فستكون القاضية ولن تقوم مرة أخرى بعدها ولكن ستحاول بكل عزمها مقاومه ولن تخضع له مطلقا ووصلت بتفكيرها الي أولادها وحز في قلبها حين تذكرت حديث سلمي وهي تحدث ماما صفية وقالت لها أن صافي اهملت أولادها وهي تعلم انها فعلا اهملتهما كثيرا في الفترة الأخيرة لذا يجب أن تتماسك ولا تدع اي شئ يؤثر على علاقتهما بها وخصوصا والدهما فهي لن تسمح لهما ان يتعلقا به اكثر منها لذا قامت ودخلت الحمام وأخذت شاور وبدلت ملابسها وادت فريضتها ثم انطلقت خارجة الي غرفتهما وهناك وجدتهم يلعبان مع المغربية الخاصة بهما وقفت تتأملهما بحب وهي تبتسم لقد افتقدتهم كثيرا في الفترة الأخيرة. ولكنها لن تدع اي شئ يبعدها عنهما مرة أخرى التفت يزيد باتجاه الباب ليراها فاسرع إليها وهو يصيح: مامي. واتبعه يزن فانحنت لمستواهما واخذتهما في احضانها وضمتهما إليها بشدة ونزلت دموعها فابتعد عنها يزن وقال: مامي انتي بتعيطي؟ فأومأت برأسها بنفي وقالت: لا ياحبيبي انتم وحشتوني بس. يزيد بعد أن طبع قبلة على خدها: حمدلله على السلامه يا مامي تيته وطنط سلمي قالوا لنا انك تعبانة وممكن تعدينا عشان كده مش عايزة تشوفينا من يومين. فابتسمت بالم وقالت: فعلا ياحبيبي بس الحمد لله بقيت كويسة ومش ححرم نفسي منكم تاني. لتجد من تربت على كتفها فالتفتت خلفها لتجد ماما صفية تقف خلفها وهي تبتسم بعد أن شاهدت كل ما حدث بينها وبين الطفلين فوقفت صافي لتضمها صفية فتنهدت صافي بتعب وقالت: كنت تعبانة قوي ياماما. صفية وهي تمسد علي شعرها بحنان: عارفه ياحبيبتي حمدلله على السلامه وربنا يهدي سيرك ويروق بالك. فابتعدت عنها صافي وقالت وهي تبتسم :يارب ياماما يارب. حين حضرت سلمي وقالت بتمثيل الغضب :صحي النوم يا هانم لسه بادري العصر ما اذنش. فضحكت صافي وصفية عليها حين قالت: يلا يا اختي ورانا شغل كتير جدا. فاقت بت صافي من طفليها وانحنت لتضمهما وقالت: وراكم انتوا يا اختي اما انا ورايا لعب مع حبايبي. فسعد الطفلين واخذا يقفزا بسعادة فقالت سلمي :والفرح والتجهيزات؟ صافي وهي تبتعد بالطفلين: اعملي كل اللي انتي عايزاه وانا موافقة عليه. سلمي بخبث: كل حاجة كل حاجة؟ فالتفتت لها صافي وقد فهمت ما ترمي اليه سلمي فقالت :لا كله الا حاجة واحدة وانتي عرفاها كويس. ثم ابتعدت عنهما بالطفلين حين ضحكت سلمي ثم انطلقوا لعملهن وأخذت ينفذن كل شئ بدقة بينما اخذت صافي تلعب مع طفليها ونست الدنيا وما فيها معهم وفي المساء وداخل الجناح الملكي الذي حجزه يوسف ليجمعه معها في أول ليلة لهما معا بعد عودتها اليه فقد حجز افخم جناح في هذا الفندق الضخم والعملاق لتكون هذه الليلة رائعة بكل ما فيها وتليق بمكانها الكبيرة وحبها الكبير في قلبه هو يعرف ان ليلته معها لن تكون كليلة الزفاف التي تجمع اي عروسين ولكنه لن يتراجع عن منح نفسه ومنحها كل ما يحلم به أي شخص في هذه الليلة وقف هو داخل الفندق وهو يعدل من بدلته السوداء الماركة الرائعة التي اظهرته كبطل إحدى الروايات الخرافية والتي تليق بشخصيته
أنت تقرأ
لست بقربي.......... لكنك في اعماقي
Lãng mạnمقدمة نعيش في الأحلام الوردية بعيدا عن الواقع وهي كذلك احبته وكان بالنسبة لها حلم بعيد ومع ذلك عاشت معه في حلمها فاحبته من وهي صغيرة ولكن عندما أصبح لها صدمت من الواقع الأليم الذي عاشته معه فماذا سيحدث هل سيظل هذا واقعها ام سيتغير ويحبها لتعيش حلمها...