البارت الثاني والخمسين

386 8 5
                                    

البارت الثاني والخمسين
مرت الايام وتحسنت الأوضاع كثيرا بين يوسف وصافي حيث أصبحت يقضيان معا الكثير من الوقت ومعهما الطفلين وماما صفية وسلمي بالطبع  ومعهم عبدالرحمن الذي اخذ يزورهم كثيرا كما أصبح هو من يوصلها الي عملها وأخذها منه كما أصبحت عادة عندهم الخروج لتناول الغداء مرتين او اكثر أسبوعيا وايضا الخروج للسهر وتناول العشاء في احد المطاعم الكبيرة واغرقها بالهدايا والحب وكلمات الغزل التي تجعلها تطير في السحاب كما لم يفارقها في زياراتها الدورية لمتابعة الحمل دائما معها يمسك يدها وهما يريان معا طفليهما على جهاز الموجات وهما سعيدين وهو يشعر بسعادة لا توصف لهذه المشاعر التي يشعر بها في هذه الفترة كما أنهما ذهبا اكثر من مرة لزيارة منزل عائلته ورغم حزنها لمعاملة سوزان السيئة لها إلا انها تسعد كثيرا بالترحيب الكبير من عبدالرحمن وجدتهم قسم والتي تقابلها مقابلة رائعة ونحتفل بها هي وفاطمة مربية يوسف وحاولت كثيرا ان تبدل معاملة سوزان لها وذلك لكونها والدة زوجها وجدة أطفالها ولكن الوضع على ما هو عليه كما ذهبا معا كثيرا لزيارة الاسطبل حيث يوجد سند وباقي الخيل وكانت تصر دائما على أن تركب ورغم اعتراضه الدائم الا انها تنتصر دائما ولكنه يصر على أن تركب معه علي نفس الحصان فيكون هو أيضا منتصر ولم تبتعد صافي عن مقابلة فريدة وتحكي لها وتتقبل منها النصيحة وكانت فريدة سعيدة لصديقتها الجديدة وصديق طفولتها يوسف وسعادتها معا ولم يهمل أحدهم في عمله وساعدها يوسف كثيرا بتقديم النصح لها كما كانت تفعل هي وتواسيه وتخفف عنه إرهاق العمل مع ابقاء الوضع كما هو فهما مازالا مخطوبين على عهدهما حتى تلد صافي توءمها الثاني والذي أصبحت الان في شهرها الخامس وبدأت بطنها في البروز الخيل وكان اكثر شخص سعيد بما يعيشه هو يوسف وفي يوم في شركة السند في مكتب صافي انهت للتو اجتماعها لتجلس براحة على الكرسي الكبير الذي أصر يوسف ان يستبدل به الكرسي القديم ليكون اكثر راحة لها أثناء العمل ابتسمت وهي مغمضة العينين حين تذكرت موقف حدث بينها ويوسف ومعهما الطفلين
فلاش باك جلست صافي على الكرسي السرير أمام البسين بينما يوسف والطفلين يلعبان في الماء بسعادة لتغمض عينيها براحة وبعد قليل شعرت بيدين توضع أسفل جسدها وترتفع في الهواء لتشهق بفزع وهي ترتطم بصدر صلب عاري مبلل بالماء فنظرت اليه لتجد نفسها بين ذراعي يوسف القوية وجيده المبدل حتى شعره يقطر ماءا عليها فاسرعت بتلف يديها حول عنقه بخوف وقالت :نازلني يايوسف. فابتسم يوسف واقترب برأسه منها وقال :اهدي عشان ما تقعيش. ثم اخذ يتحرك بها فقالت بزعر: يوسف نزلني وبلاش جنان انا تقلت وممكن أقع منك. يوسف وهو مازال يتحرك بها :فشر مين ديه اللي تقلت ده انتي احلى جسم شوفته في حياتي. شعرت صافي بالخجل من كلامه ولم تلاحظ نزوله لعدة درجات حتى لامست المياه قدمها لتفزع واتمسك به اكثر وهي تقول: لا يايوسف طلعني مش، بحبها. ولكنه ضمها اليه اكثر وقد أصبحا معا في الماء لتتعلق به اكثر بخوف فقال بخبث: انا بحبها عشان اللي احنا فيه ده. صافي برجاء وخوف: يوسف عشان خاطري طلعني انا خايفه. فقال بحب: خايفة وانا معاكي اخص عليكي. فنظرت له لتلتقي عينيها بعينيه لتشعر بتخدر في جسدها ليقترب منها وكاد ان يقبلها ليشعرا بماء يقطر عليهما فنظرا حولهما ليجدها طفليهما حولهم في الماء ليقول يوسف بتمثيل الغضب :اه ياولاد الكلب. بينما شعرت صافي بالخجل واخفت وجهها في صدره بخجل ليضحك يوسف بقوة على خجلها الشديد وضمها اكثر اليه باك
شعرت صافي بالخجل من ذكرياتها لتحمر وتتورد خداها عضت على شفتها السفلى وهي تفكر قليلا ثم قامت وأخذت حقيبتها وقامت لتخرج حيث تجلس سوسن خلف مكتبها فقالت صافي :انا ماشية عايزة حاجة؟ فاسرعت سوسن تقف والتفت حول المكتب لتقف أمامها وهي تقول بصدمة: رايحة فين تعالي هنا والشغل اللي ورانا ده كله مين حيعمله؟ فابتسمت صافي وقالت وهي تقرصها في خدها: انتي ياقلبي زي الشاطرة حتأجلي كله لبكرة. سوسن وهي تضع يدها بخصرها: وانتي ياهانم رايحة فين ان شاء الله؟ صافي وهي تبتسم بهيام :رايحة ليوسف سوسن :ياسلام رايحة ليوسف ماهو صلحكم ده حييجي على دماغنا ودماغ الشركة وديه وصاحبها الغلبان. صافي :مش مشكلة. سوسن: ياسلام طيب انا حتصل عليه وابلغه ان سيادتك سايبة الدنيا كلها عشان سي يوسف بيه. صافي :وايه يعني جدي بيحبني ومش حيضايق مني. ثم أشارت لها بيدها وقالت :يلا باي. ثم تركتها وخرجت لتبتسم سوسن وقالت :ربنا يسعدك ويكمل لك فرحتك. ثم عادت لعملها مرة أخرى.
ركبت صافي السيارة حيث انطلق بها السائق الي مقر شركة يوسف وهناك دخلت وهي تبتسم بثقة فهي في شركة زوجها الذي يحبها وهي لا تقل عنه لا حسبا ولا نسبا ولا في المال والسلطة ورحب بها الجميع ودخلت المصعد الذي انطلق بها إلى الطابق الذي يوجد به مكتب يوسف وهناك دخلت المكتب وهي تشعر بالخجل من زيارتها المفاجئة له هكذا ولكنها اخذت تخبر نفسها انه زوجها ولا يوجد سبب يمنعها من ذلك دخلت مكتبه ولكنها لم تجد سكرتيرة مكتبه على مكتبها شعرت بالاستغراب وفضلت ان تجلس لانتظاره فربما يكون في اجتماع ولاتريد اقتحام مكتبه هكذا فتسبب الاحراج له ونفسها وكادت ان تجلس على أقرب كرسي لها حين تنامي الي سمعها صوت شهقات قادمة من المكتب فنظرت  الي الباب الخاص بمكتب يوسف لتجده مفتوح قليلا شعرت بالفصول لتعرف مصدر هذه الشهقات لتقترب من الباب وسمعت صوت يوسف وهو يقول برجاء: خلاص اهدي اهدي وانا حكلمه. لتصدم صافي من الصوت الذي سمعته وعرفت انه مصدر البكاء فهو صوت اكثر شخصية تبغضها صافي من تعتبرها غريمتها هل عرفتم من اقصد انها ديما سمعتها تقول : لازم تكلمه يايوسف لازم يفهم انك مهم جدا في حياتي وما اقدرش استغني عنك كفاية انه حرمني منك كل ده. لم تستطع صافي تمالك نفسها اكثر لتفتح الباب وتدخل  خطوات قليلة لتقف مصدومة وقد ادمعت عينيها من هول ما رأت فها هو زوجها من اشبعها من كلمات الحب والغزل الكثير والكثير تراه الان وهو يضم الي صدره حبيبته السابقة وزوجته السابقة والتي لطالما أخبرها انه لم يحبها ابدا ولم يسعد معها خلال فترة زواجه منها وقفت أمامهما دون أن يشعر بها من شوقهما لبعضهم حين قال يوسف :خلاص يا حبيبتي اهدي انا حتصرف هو لازم يعرف اننا مانقدرش نستغني عن بعض وانا لولا ظروفي اللي جدت وظروف ولادي كنت كلمته من زمان. نزلت دموع صافي على وجهها وقد طعنت بقسوة فهو يعتبرها ظروف وعاد إليها مجبر من أجل أولاده لما فعل اذا معها مافعل لتحمل منه مرة أخرى شعرت بالالم واسرعت بالخروج من المكتب دون أن ينتبه لها احد وخرجت من الشركة كلها وهي تحاول كتم شهقاتها وقفت قليلا بجانب سيارتها تحاول تمالك نفسها من الألم الذي شعرت به فجأة أسفل بطنها لتمسك بيدها بطنها وكأنها تسند الطفلين وقالت وهي تبكي :لاء الا انتم كفاية هو طلع خاين يارب خليهم لي. اخذت تأخذ أنفاسها بقوة حين رأت ديما تخرج من الشركة ويبدو عليها السعادة فاستدارت حتى لا تراها وهي بتلك الحالة حين نزل السائق من السيارة بعد أن رأي وضعها من المرأة الجانبية للسيارة وأسرع إليها وقال :انتي كويسة يامدام صافي؟ صافي بالم :خدني بسرعه على مركز الدكتورة سعاد. فساعدها وفتح لها السيارة وهو يقول :حاضر. ثم ركب وقال :اكلم لحضرتك يوسف بيه؟ فأومأت برأسها بنفي ودموعها تنزل من عينيها وقالت بالم: كلم لي عبدالرحمن بيه. السائق :امرك يافندم. وبالفعل أخذها سريعا الي المركز الخاص بالدكتورة سعاد بينما اجري اتصال لعبدالرحمن وأخبره عن صافي ليخبره بأنه سيكون عندها سريعا لينزل سريعا من مكتبه في الشركة دون اخبار احد حتى أن يوسف رأه يسرع خارجا وهو يقف مع احد موظفيه ليستغرب سرعته بينما عبدالرحمن ركب سيارته سريعا وأجرى اتصال بسعادة ليخبرها ان صافي في طريقها إليها وانها متعبة حتى تكون في استقبالها وبالفعل وصلت سيارة صافي الي المركز ليسرع إليها اثنين من التمريض الفتيات وهم يدفعون كرسي متحرك ومعهن الدكتورة سعاد وقاموا باخذها سريعا وهي تبكي بالم وقامت بإمساك يد  سعاد بقوة وهي ترجوها ان تنقذ الطفلين لتطمئنها سعاد وقامت باخذها للفحص لتجد ان عليها نزيف شديد سببه ضغطها العالي لتحاول التخفيف عنها واعطتها مسكن لألمها ومهدئ كي تتوقف عن البكاء كما اعطتها مضاد النزيف واعطتها كيس من الدم من نفس فصيلتها وبعض المحاليل لتعويض الدم المفقود بينما وصل عبدالرحمن الي المركز ليسرع ويسأل عن رقم الغرفة التي بها صافي ليسرع إليها وكاد ان يطرق الباب حين فتح الباب وخرجت سعاد وهي يبدو عليها الإرهاق فقال لها بلهفة: صافي عاملة ايه دلوقتي يا دكتورة؟ سعاد :الحمد لله بقيت كويسة. عبدالرحمن :والولاد؟ سعاد: الحمد لله لحقناهم. عبدالرحمن بصدمة: للدرجة دي كانت حالتها خطيرة؟ سعاد: للأسف حالة من اللي كانت بتجيلها وهي حامل في التوءم الأول يظهر انها تعرضت لموقف خطير الضغط على عليها وعرضها لنزيف شديد وكانت حياتها في خطر هي والولاد لكن دلوقتي الحمد لله بقيت كويسة والنزيف هدا. فتنهد عبدالرحمن براحة وقال :الحمد لله. سعاد باستغراب :لكن هو يوسف فين؟ مش لازم يكون جانبها دلوقتي؟ عبدالرحمن :يوسف في الشركة وأعتقد أنه ما يعرفش حاجة. سعاد :طيب كلمه وبلغه. عبدالرحمن :لاء لو صافي عايزاه يعرف كانت كلمته هو مش انا. سعاد بفضول: ليه هو حصل مشاكل تاني بينهم؟ عبدالرحمن :علمي علمك حعرف وابلغك يلا بعد اذنك حدخل اشوفها. سعاد: اتفضل بس هي نايمة دلوقتي. عبدالرحمن :حقعد جانبها لحد ماتصحي. سعاد: اوكي بعد اذنك. عبدالرحمن :اتفضلي. فتركته ومشت بينما هو فتح الباب ودخل ليجدها نائمة في الفراش ويبدو عليها التعب بينما غرست في ذراعيها العديد من الإبر التي تحمل إليها الدم والمحاليل الطبية عن طريق خراطيم رفيعة شعر بالالم من أجلها هو لم ي ها هكذا منذ فترة وقد كانت سعيدة جدا في الفترة السابقة اذا ما الذي قد يكون حدث معها وسبب لها كل هذا الحزن والضغط النفسي اقترب منها يتأمل وجهها المتعب وقد ظهرت عليه علامات التعب سريعا قرب يده منها واخذ يداعب شعرها لطالما احبها فهي حبه الأول ولكنه ابتعد عنها ليمنحها الفرصة لتعيش كما تحب فهل أخطأ فيما فعل هل أخطأ بتركها تعود إلى يوسف وهو يعرف كيف يؤثر عليها حبه بالسالب كان عليه حمايتها ولكنه بدل ذلك دفعها للاستمرار بعلاقة لطالما هربت منها قطع عليه أفكاره  دموعها التي تساقطت من عينيها ليعرف انها استيقظت فابتسم يحاول ان يغير الوضع قليلا وقال :الأميرة النائمة حتفضل كتير تمثل انها نايمة؟ لتخرج شهقاتها بالم وهي مغمضة العينين فتألم لحالها وقال وهو يمسح دموعها عن وجهها :خلاص يا حبيبتي اهدي. لتزيد شهقاتها فقال :وبعدين بقى كفاية كده ايه اللي حصل عشان ده كله؟ اهدي بقى خلاص. ففتحت صافي عينيها وحاولت الاعتدال لتجلس فاسرع يساعدها وهو يقول :حسبي حبيبي حسبي. فساعدها لتجلس وأخذت تمسح دموعها بيدها كالأطفال فابتسم على منظرها اللطيف حين قالت :غلطت غلط عمري لما وافقت ارجع لآخوك تاني. فجلس بجانبها على الفراش وامسك يدها وقال :ليه عمل لك ايه؟ فأومأت برأسها بنفي بالم وقالت: من غير سبب انا وهو لازم نبعد عن بعض كفاية أذية منه لحد كده. عبدالرحمن بعد أن قبل يدها :خلاص اهدي اللي انتي عايزاه انا حعمله لك. فنظرت له برجاء وقالت: بجد ياعبدالرحمن حطلقني منه؟ عبدالرحمن :بجد لو هو ده اللي انتي عايزاه حخليه ينفذه خلاص بس انتي اهدي. فعضت على شفتها السفلى وهي تومأ برأسها
بموافقة فابتسم وقال: خلاص نخلص العلاج ده ونشوف دكتورة سعاد لو تسمح انك تخرجي نروح ناكل في اي مكان لاني حموت من الجوع. فحاولت الابتسام وقالت :اوكي. فابتسم وقبل يدها مرة أخرى وقال :اوكي.
امت عند يوسف وبعد أن انهي كل اعماله اخذ يحاول الاتصال بصافي ولكن لم يستطع الوصول إليها حيث أن هاتفها مغلق اجري اتصال بالشركة حيث اخبره الاستقبال انها خرجت منذ عدة ساعات حاول الاتصال على السائق ولكنه وجد هاتفه مغلق هو الاخر ليتسلل القلق والتوتر اليه بعد أن اتصل بالمنزل وأخبره انها لم تعد بعد لم يرد اقلال صفية كما هو قلق لذا أخبرها انه يسأل عنها فقط يظن انها ذهبت قبله وبيننا هو في قلقه دخل عليه مصطفى وقال له :يوسف بيه مسيو جون مدير الشركة الفرنسية طالب يقابل معاليك النهاردة. يوسف بقلق: لاء مافيش فيا دماغ اقابل حد. فاقترب مصطفى وقال :فيه حاجة يافندم خير؟ يوسف وهو يزفر بقلق :مش عارف اوصل لصفية كلمتها في كل مكان ومش عارف هي فين وتليفونها مغلق. مصطفى :طيب حاولت تكلم السواق بتاعها؟ يوسف :مغلق هو كمان. مصطفى :طيب يافندم هي أن شاء الله بخير ممكن اقترح عليك اقتراح؟ يوسف :خير؟ مصطفى :حضرتك ما اتغدتش ومسيو جون مسافر في طيارة بليل ممكن اقترح عليك انك تقابله على غدا متأخر. يوسف :انت بتقول ايه بس يامصطفى انا فيا دماغ؟ مصطفى :اسمعني بس معاليك الهانم ان شاء الله بخير يمكن في النادي قاعدة مع واحدة صاحبتها مع عميل لها مثلا والموبايل فصل شحن و ان شاء الله قبل ما معاليك تخلص الميتنج مع مسيو جون اكون مبلغ معاليك الهانم فين. فأومأ يوسف له برأسه وقال :اوكي يا مصطفى كلمه. مصطفى :امر معاليك. ثم تركه وخرج من الغرفة
انهت صافي جرعة دوائها وارتاحت كثيرا كما توقف النزيف واطمئنت عليها الدكتورة سعاد كما طمئنتها هي وعبدالرحمن على الاجنة وسعدت كثيرا صافي لأجل سلامة طفليها رغم أنها مازالت تقاسي من أجل ما رأت في مكتب يوسف ولكنها عزمت على أن تمارس حياتها وتكون قوية من أجل أبنائها بعد إنهاء جميع الإجراءات خرجت من المركز هي وعبدالرحمن وأصر على أخذها لاحد المطاعم لتناول الغداء الذي تأخر كثيرا وبالفعل تحسنت حالتها كثيرا وقضت وقت جيد مع عبدالرحمن و اخذها وعاد الي منزلها
اما يوسف فقد اخذ عميله الفرنسي أيضا الي احد المطاعم لتناول الغداء ومناقشة الأعمال قبل سفر العميل وبعد أن انهي اجتماعه خرج من المطعم لينضم اليه مصطفى ليبادره يوسف بالسؤال :عرفت صفية فين؟ مصطفى : ايوا معاليك هي حاليا في البيت. فنظر له يوسف باستغراب وقال :وكانت فين؟ مصطفى :كانت عند الدكتورة سعاد. يوسف بفزع :ليه حصل حاجة؟ مصطفى :يظهر انها حست بالتعب شوية فراحلتها تشوفها. يوسف :وازاي متكلمنيش؟ مصطفى :يمكن الموضوع ما كانش يستاهل كانت بتطمن بس. يوسف وهو يستقل سيارته :طيب يلا بسرعة على البيت عشان اطمن عليها. ثم تحركت سيارته وسيارة حرسه خلفه الي المنزل
بينما في نفس الوقت وصلت سيارة عبدالرحمن الي منزل صافي ونزل معها وقد بدأ الليل ينزل استاره فقال لها :عايز اتكلم معاكي شويه. صافي :بخصوص ايه؟ فابتسم وقال :يخرب بيت بخلك ياشيخة طيب قل اتفضل او اي حاجة إنما عايز ايه؟ فابتسمت صافي وقالت :لاء طبعا ده بيتك مش حضيفك يعني يلا ادخل. فدخلت معا بعد أن فتحت لهما الخادمة الباب فقالت له :تعالي نقعد عند البسين. عبدالرحمن :يلا. وذهبا معا الي حيث حمام السباحة واخذا يتحدثا وبعد بعض الوقت قالت له صافي :خلاص يا عبدالرحمن ماعاتشي ينفع بيني وبينه رجوع. عبدالرحمن :ممكن اعرف ليه؟ تنهدت بالم وقالت :من غير سبب انا غلطت اصلا اني رجعت له وأنا عارفة اننا مش حننفع مع بعض ولا حنرجع تاني زي الاول اللي بينا مات. عبدالرحمن وهو يمسك يدها :خلاص يبقى نعمل فرحنا في أقرب وقت. صافي :ايه اللي بتقوله ده ياعبدالرحمن؟ عبدالرحمن :اللي سمعتيه ياصافي بما انك متأكدة من قرارك يبقى احنا كمان نعمل فراحنا في أقرب وقت. تنهدت صافي بالم ودموعها تنزل على خديها فاقترب منها عبدالرحمن وأخذها في احضانه فأخذت تبكي لتقول :مش قادرة يا عبدالرحمن حاولت كثير معه لكن خلاص مش قادرة اعيش معه تاني خايفة اني اكره ولادي بسببه وخصوصا اللي في بطني بسبب اللي حصل بينا في أول ما رجع لنا. عبدالرحمن بحزن من أجلها :خلاص يا حبيبتي ارجوكي اهدي اللي انتي عاوزاه حعمله لك. صافي وهي مازالت في احضانه :لازم نعمل الفرح في أقرب فرصة عشان نسافر وابعد عن هنا نهائي. عبدالرحمن :خلاص زي ما انتي عايزة متخافيش طول ما انا جانبك انا ححميكي من اي حد. صافي :مرسيه يا عبدالرحمن ربنا يخليك ليا.
اما عند يوسف اخذ يقود سيارته بسرعة عالية واشتعلت العجلات من قوة احتكاكها بالطريق ولكنها لم تكن وحدها التي تشتعل فقد اشتعلت النار في جسده وقلبه من قوة غضبه وغيرته لا يعرف كيف حدث ذلك لا يستطيع السماح بما حدث ورأي لقد دمرت كل مشاعره في لحظات لا يصدق الخيانة التي رأها أمامه من أغلى اثنين على قليه زاد سرعته في غضب وهو يجز على أسنانه حتى كادت ان تطحن بسبب ضغطه عليها ولم يري أمامه السيارة الكبيرة القادمة في اتجاهه وحين رأها كان الأوان قد فات لتفادي الاصطدام لتنحرف السيارة وتصطدم بالسياج المحيط بالطريق لتطير في الهواء وتسقط مقلوبة رأسا على عقب
في منزل صافي استيقظت من نومها بفزع وهي تصرخ ثم نظرت حولها لتجد الغرفة فارغة ولم تجد يوسف نائم بجانبها على الفراش او حتى على الاريكة شعرت بالخوف لغيابه فقد صعدت لتنام فور خروج عبدالرحمن حتى لا تلتقي يوسف حين يأتي وما ساعدها على ذلك المسكن الذي أخذته عند سعاد لتنام سريعا ولكنها رأت كابوس مخيف عن يوسف ما ايقظها فزعة من النوم ولكنها لم تجده فنظرت الي ساعة الحائط المقابلة للفراش لتجد الوقت قد تعدي الواحدة منتصف الليل لذا أسرعت وامسك هاتفها للاتصال بهاتفه وبعد الرنة الأولى التي لم يجيب احد اجرت أخرى واخرى ليأتيه صوت غريب يجيب عليها فقالت :الو مش ده رقم يوسف. ليجيب الرجل الغريب :حضرتك صاحب الرقم ده عمل حادثة والتليفون موجود في القسم. شعرت صافي بالفزع وشهقت بخوف وصدمة مما سمعت ليسقط الهاتف من يدها ولم تستطع الرد على الشخص الذي يحدثها مرة أخرى ليغلق الرجل بعد أن قال :ديه بينها ماتت هي كمان. افاقت صافي من صدمتها على جملته التي اخذت تتردد في عقلها (ديه بينها ماتت هي كمان) لتنظر الي الهاتف المغلق لم تعرف ماذا تفعل اخذت تفكر بمن تتصل لتعرف اخباره لابد أن عبدالرحمن علم الان ولكنه لو عرف لوجدت ماما صفية وسلمي بجانبها الان اذا فهو لم يعرف حتى الآن عنه اخذ ت تفكر حتى تذكرت مصطفى لتتذكر انها سجلت رقمه الشخصي من قبل لتتنهد لتتمالك نفسها وامسك الهاتف مرة أخرى لتبحث عن رقمه ثم طلبته وانتظرت حتى اتاه الرد
وقف مصطفى في المستشفى أمام غرفة العمليات في انتظار اي خبر عن رئيسه في العمل الذي ادخل العمليات فور وصوله المستشفى لاتخاذ اللازم من أجله وقد عرف عندما وصل موقع الحادث بعد أن أفلت منهم يوسف بسيارته غاضبا ولم يستطيعوا اللحاق بسرعه حتى وجدوه داخل سيارته المقلوبة ليسرعوا اليه وأخرجوه من السيارة قبل أن تنفجر وقاموا بالاتصال بالشرطة واخذوه الي المستشفى الخاصة بالطبيب المعالج له والان هو يقف ينتظر اي اخبار عنه ولم يخبر احد من عائلته يعلم أن يوسف لا يوافق على اخبار احد من عائلته عن حالته الصحية لذا انتظر حتى يعرف حالته ويقرر بعدها ماذا يفعل حين رن هاتفه ليخرجه من جيبه ويجده رقم صافي فتنهد بضيق لابد انها تريد أن تطمئن على يوسف وتعرف أين هو حتى الآن لم يعرف ماذا يفعل حتى انتهي الاتصال فتنهد براحة ولكنه لم يلبث ان سمع صوت الهاتف مرة أخرى فتنهد بتماسك وهدأ من نفسه وضغط زر الإجابة ووضع الهاتف على اذنه وقال: سلاموا عليكم. صافي :عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مصطفى :اهلا وسهلا مدام صافي. صافي :اهلا يامصطفى. مصطفى :خير يافندم؟ صافي :يوسف فين يامصطفى؟ تردد مصطفى في الرد وقال: ايههههه يوسف بيه كو.. كويس يامدام صافي. علمت صافي من ارتباك مصطفى ان ما سمعته عن يوسف صحيح فقالت :ربع ساعة وتكون عندي تأخذني المستشفى عنده. مصطفي باستغراب :مستشفى ايه يامدام صافي؟ صافي :مش وقته خالص يامصطفى انك تكدب عليا انا عارفة انه عمل حادثة يلا على ما اجهز تكون عندي. مصطفى :تحت امرك يافندم. وبالفعل بدلت صافي ملابسها واستعدت ولم تخبر احد عن خروجها او حالة يوسف وخرجت لملاقات مصطفى الذي حضر وأخذها الي المستشفى حيث مازال يوسف في غرفة العمليات ووقفت ننتظر مع مصطفى حتى يعرفا ما يحدث معه نظر مصطفى الي صافي ليشفق على وضعها الصحي هي الأخرى وهي تحاول أن تتماسك فاقترب منها وقال : مدام صافي ممكن حضرتك تروحي قوضة يوسف بيه لحد ما يخرج من العمليات عشان حالتك الصحية. صافي : مرسيه يامصطفى انا كويسة. فنظر بالقرب منه ليجد مجموعة مقاعد فذهب واحضر أحدهم ووضعه أمامها وقال :طيب من فضلك اقعدي استريحي. فجلست ومر بعض الوقت ليخرج الطبيب المعالج ليوسف من غرفة العمليات فوقفت صافي لتتبع مصطفى الذي اسرع الي الطبيب وقال له :خير يادكتور؟ الطبيب :الحمد لله قدرنا نسيطر على النزيف وبقي كويس بس. صافي :بس ايه يا دكتور؟ الطبيب :مين حضرتك؟ ليجيب مصطفى وهو يشير الي صافي :مدام صافي مدام يوسف بيه. الطبيب :اهههه اهلا بيكي. صافي :يوسف ماله يادكتور؟ الطبيب :زي ما قلت يوسف بقى كويس بس المشكلة دلوقتي في حالته السابقة. صافي باستغراب :حالة ايه؟ مصطفى بارتباك :ابدا يامدام مافيش حاجة. فنظرت له بحده ثم نظرت للطبيب وقالت :حالة ايه يا دكتور؟ الطبيب :الرصاصة اللي جانب قلبه. صدمة أصابت صافي من الجملة التي سمعتها الرصاصة اللي جانب قلبه لم تصدق ما سمعت فنظرت الي مصطفي لينفي لها ما سمعت ولكنها وجدت وجهه محتقن من الارتباك والتوتر فادركت ان الخبر صحيح زوجها ووالد أطفالها يحمل رصاصة بجانب قلبه وهي لا تدري اي شئ عن هذا الأمر ولكن لما اخفي عنها ذلك الي هذه الدرجة كان لا يربد ان تعرف عنه شئ تيقنت الان من انه كان يخدعها فقط ليكسرها مرة أخرى وسيعود الي ديما مرة أخرى وتيقنت انها محقة باتفاقها مع عبدالرحمن ولكنه مهما حدث هو والد أطفالها وستحاول قدر استطاعته ان تبقيه لهم حتى لو كانا منفصلين لذا تمالكت نفسها ونظرت للطبيب الذي قدر موقفها وصدمتها ووقف حتى تستطع ادراك الموقف فقالت بالم: ايه الموقف دلوقتي يادكتور؟ تنهد. الطبيب وقال :الحقيقة انا بحاول كتير معه انه يعمل العملية ونخرج الرصاصة لكن هو للأسف الشديد رافض الفكرة بسبب خطورة العملية لكن اظن ان احنا ممكن واحنا بالفعل في غرفة العمليات نعمله العملية وان شاء الله يكون بخير. مصطفى بحده: لا طبعا يادكتور يوسف بيه ما وفقش انه يعمل العملية مش ممكن أوافق انه نعملها  له دون موافقه منه. فنظرت صافي له بحدة وقالت :البيه بتاعك نايم بين الحياه والموت وانا المسئولة دلوقتي يبقى انا اللي اقول ايه اللي يحصل وانت تسكت. فصمت مصطفى بضيق لتتحدث صافي الي الطبيب وقالت :نسبة نجاح العملية قد ايه يادكتور؟ الطبيب :كانت خمسين في المية لكن بعد الحادثة اللي حصلت له وتحرك الرصاصة من مكانها النسبة زادت ونسبة الخطورة قلت. اخذت صافي تفكر قليلا في المخاطرة التي تمر بها الان وهي لا تعرف كيف تتصرف ولكنها أرادت له ان يعش دون أن يكون في تهديد في اي وقت لذا حسمت أمرها وتوكلت على الله ونظرت للطبيب وقالت :اتوكل على الله يادكتور واعمله العملية وان شاء الله يكون بخير. فأومأ لها وقال :ان شاء الله بعد اذنكم ثم تركهم وذهب لتنفيذ مهمته لإنقاذ حياة يوسف لتنظر صافي الي مصطفى وقالت : ودلوقتي ممكن اعرف ايه حكاية الرصاصة اللي مهددة  حياة يوسف؟ فنظر إليها مصطفى في تردد لتقول بحزم: انا دلوقتي مكانه ولازم اعرف ايه اللي بيحصل بالظبط.
ترى ما قصة هذه الرصاصة وهل سينجو يوسف منها وما مصير حياته بصافي
نهاية البارت الثاني والخمسين

لست بقربي.......... لكنك في اعماقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن