٣٠

80.1K 896 95
                                    

‎بارت :271
'
-
'

‎شالها بين إيديه بسرعة وهو يصرخ عالعاملة تجيب عبايتها ، وبالفعل جابتها بكل سرعتها وراح يركض من البوابة الخلفية لسيارته ، بدون لا يحس أحد بتاتاً ...
‎أخذ جواله وهو يتصـل على أبوه وإنتبه لإرتجاف إيده : أبـوي
‎فيـصل وهو يخرج من المجـلس : سـم أبوي
‎أخذ نفس وهو يتماسك نفسه ، مو عارف بـ أي طريقه يقول له ويشرح له وضرب الدركسون قدامه بقوة : ضاري بوسط بيتنا ، أنا بطريقي للمستشفى حاول تتصرف لا يضرّ أحد ثاني !
‎تغيّرت ملامح فيصل بأكملها وهو يلف لناحية المجلس ، ولناحية بيته وتوه بيتكلم إلا إن غيث قفّل منه ، توجه بكل سرعته للبيت وبردت أطرافه وهو يشوف وهج قدامه بالمدخـل : وهـج !
-
‎« بالمـزرعـة »
‎كـان جالس ويحس عظامه إنهدّ حيلها ، لأول مرة يصير جامح بهالشكل ويرميه بهالقوة يلي لولا الله ثم تدارك هداج ومعرفته لحركات جامح المؤلمة وكيف يرمي بهالشكل الغاضب ، كان إنتهى ظهره اليوم ..
‎مد إيده لظهره وهو يتوجع : الله يسـامحك ياجلوي ، الله يرحمك ويساعدني ..
‎كان جالس ويفكر ، مثل عادته أو هالمرة أعمق شوي لأن وهج موجودة بهالتفكير ويفكر برحلته يلي المُفترض يلاقي ضاري فيها وكيف إنه ما إهتم ولو واحد بالمية فيها لمجرد إن وهج كانت تبكي ، وكانت منهارة بالأصح ، كيف إنه نسى كل شيء وصارت هي كل باله وتفكيره ، كيف إنه سحبها غصب وسحب كأس الشاي من إيدها وقال جملة وحدة " مالك حق " ، وبعدها ، بعدها وهج أدرى وش صار وشلون جنّ فيها ، شلون طلع كل شيء بداخله وكيف إنه حاول بكل الطرق والوسائل ما يلمح كل هالإنطفاء فيها ، حاول باللين والودّ والسهل والصعب ، بالرضا والغضب ، بكل شيء لحد ما قدر ينهي كل شيء ببالها ، وينتهي بأحضانها بالنهاية ..
‎تنحنح وهو يـرد على جواله : سـم
‎إبتسم مُديره الأول : المهنـدس حفيد جلوي ، وش العلوم ؟
‎سكت لوهلة ، ورجع يتكلم من جاه الإستيعاب : بـن سلطان ، سم
‎إبتسم بهدوء وهو يفتح ملفّ تسكر من زمان قدامه : فـتحت كل الملفات ، ولك هدية من عندي بعـد بس مرّني
‎هـداج بهدوء تام : وكـل الملفات سكّرها ، وهداياك الله يرفع قدرك خلها لك
‎ضحك بن سلطان وهو يهز راسه بالنفي : كانت غلطة ياطويل العمر ، مالنا غنى عنك ولك سنة ما تردّ علينا ، ماهي من عوايدك ترد الطلب ياولد سبع
‎سكت هداج وهو يتألم من ظهره ، وكمل بن سلطان : تعـال ولك اللي يسرّك ويرضيك ، لك صدر المشروع ولنا العتب
‎هداج وهو يترك الحجر من إيده بهدوء : إن شاء الله خير
‎سكر منه وهو يوقف بتثاقل ، وأرسل لها نقطة لكن طال الردّ هالمرة ، تمدد بوسط الجلسة وهو يقلبّ بالصور ورجعت أنفاسه تنحبس من جديد من....
_

بارت :272
'
-
'
ورجعت أنفاسه تنحبس من جديد من آخر مقطع صوره لهم سـوا ، وقت كانت تغنـي وهو يعزف ، كانت تشدّ الوشاح عليها كل شوي ، وكل مرة ينتبه لنبراتها أكثر وأكثر ، كان التصوير مُظلم وتعمده هداج بهالشكل لجل ما تبين ملامحهم ، بس أصواتهم وهيئاتهم ، كانت تغنيّ لمشاعره ، وتلعب بأوتار قلبه لأنها كانت ليلة يُفترض إنها ليلة وداع ، كان يعزف وكل أعصابه ماهي بكيفه ، بنبرات صُوتها يلي أسرت عوالمه من أولها لآخرها ، رغم كل الجموح وطول الإبحار بعوالم ونوبات بين خيل وبحر ، صار له مرسى ، ومرسى عجيب بالنسبة له كيف وجّها لوحده عالم ثاني ، ونبرتها أعلن إنهزامه من زمان قدامها.. وسط إنشغاله وتفكيره وصله الرد يلي هز قلبه منها ،نُقطة مماثلة لكنها ما طولت هالنقطة كثير وتوهجّ قلبه قبل شاشته من إتصلت عليه وما تركت لقلبه مجال يكون رجع لوضعه الطبيعي بدون الإعصار يلي إحتله من المقطع والتفكير والنقطة : سمـيّ
كانت متمددة بغرفتها ، وبجنبها وتين بعد ما إنسحبوا الضيوف أغلبهم وإختفى فيصل وإختفى سند وغيث ماله وجود أساساً ، ما تنكر إنها حسّت بالخوف لأنها ما قدرت تركز بشيء وأول ما دخل أبوها المدخل وقابلها كان مفجوع ، ولمُجرد إنه تطمن عليها إرتاح جزئياً وما خفى على وهج هالإطمئنان إلا إنه وراه شيء ..
كانت منيرة واقفة على رأس المطبخ تنتظر فيصل ، وما تدري وش صار بالزبط وإستأذنت ملك إنه مهند ينتظرها بالخارج ، وسبع إتصل على أم غازي يمشون كلهم ، ما بقى أحد إلا وهج يلي أرسلها سند للأعلى تظل عند وتين ، ومنيرة يلي ظلت تحاكي فيصـل ..
رفع حواجبه لثواني ، وسكوتها طال أكثر من اللازم : وهج ؟
إنتبهت على نفسها وهي تعدل جلستها : أهلاً ، رديت ؟
هزّ راسه بـ إيه بإستغراب : قلت سميّ بعد ، صار شيء ؟
هزت راسها بالنفي ، وإبتسمت من جات وتين تتمدد بحضنها : ما صار شيء
رفع حواجبه لثواني ، وجاء جامح الخيل يدفه وتألم من أعماقه لكنه ما قدر يتكلم ، ولا يطلع صوت لأنها معاه عالخط وهمس لجامح : يابـني
رفعت حواجبها لثواني وهي تسمع صهيل جامح : إنت عند جامح ؟
هزّ راسه بـ إيه وهو يفتح جواله الآخر بإستغراب من رسالة وصلته عليه : عند جامح
تغيّرت كل ملامحه لوهلة " زوجتك لحالها بالبيت إذا ما تدري ، أمها وغيث وفيصل وسند ، كلهم بالمستشفى"
تنحنح لثواني ، وميّلت وهج شفايفها وهي تسمع الباب يدق : مـين ؟
تغيّرت ملامحه لثواني : وينك انتِ ؟
قامت وهي بتفتح الباب بإستغراب : بغـرفتي
بردت كل أطرافه وهو ما وده يخوفها ، ورجع يرتاح جزئياً من سمع صوت حُرمة تحاكيها ..
وهج بإستغـراب : هلا ؟
منيـرة وهي تناظر وتيـن يلي على السرير :.....
_
انتهى

على محيط خصرها تلتف المجراتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن