٣٢

89.6K 1.1K 90
                                    

بارت :291
'
-
'
ردّ على أبوه بدون لا ينتبه للساعة ولا لشيء آخر : سـمّ
فـيصل بإستغراب : وينـك فيه تأخـرت
غيث بإستغراب : تأخرت ؟
هزّ فيصل راسه بـ إيه : صـارت ١١ يا غيـث ، وراك ناسي ؟
غمّض عيونه بتذكر وهو ينزع النظارة عنه ، وزفّر بخفيف : ما إنتبهت ، جايّ الحين إبشر
زفّر وهو مصدع لآخر حدّ لأنه ما إنتبه كيف مرّت الساعات كلها وهو يشتغل بدون لا يتحرك أبداً وبدُون إدراك منه طاحت عيونه على إنسانة مُقابلة له ، ما عرفها بداية لكن من توترها وكيف إنها شتت أنظارها بعيد عنه شكّ إنه عرفها ، أو تـأكد جُزئياً من إنهـا نجـد لأنها من وقت مصادفته لها بالمستشفى لحد هاليوم ، صارت مرسوخة بباله وليه ووش السبب ما يدري ..
،
وبالنسـبة لهـا ، كانـت مع صديقـاتها بالطرف الآخر لكنها بنصّ الحوار ما عادت تنتبـه لهم ولا لأيّ كلمة يقولونها ، شافته جـالس بعيد ورغم إنها خافت بالبداية إلا إنها ظلّت تناظره وتحاول تعرف هل هُو شخص فعلاً يستاهل كل المدح عليه ، ولا مُجرد شخص مرعب " راجع من الموت " مثل ما سمّته عمتها مهـا ، تذكر حُوار مطّول دار ببيـت جدها جلوي ، بين عمامها وعمّتها عن غيث بن فـيصل وكان ما بيـن التعجب والإعجاب إلا من مها كالعادة يلي كانت تقول أشياء مطولة فيه ما تدري نجـد صحّتها من عدمها ..
تُوترت من شافت عيونه لناحيتها ومباشرة صدّت بأنظارها ووقفت من وصلتها رسالة من تـوّاق إنه ينتظـرها ..
خرجت بعجل ، وخرج غيـث بعدها بثواني وهو يشوف صديقتها تلحقها وتناديـها بإسمـها " نجـد "
لفّت نجـد بإنتباه ، وضحكت بإحراج وهي تاخذ سماعتها من صديقتها : اوه نسيـتها ، شكـراً حبيبي
إبتسم بخفيف وهو يسلم على تـواق يلي نـزل من شافه : كيـف الحـال
إبتسم تواق وهو يسلم عليه : بخير ونعمة الحمدلله ، متى ناوي تنّورنـا ترى الإستراحة ما بعد تقفّلت
ضحك وهو يهز راسه : تبشـر قريب إن شاء الله ،
ركب السيـارة وهو يشوف نجـد ترجف ، وضحك بخفيف : وراك ؟
هزت راسها بالنفي بإستغباء : هذا غـيث ، أخو وهج ؟
هز راسه بـ إيه : بو تركـي بحدّ ذاته
إبتسمت بخفوت ، وضحك تواق وهو يعدل جلسته : ياخي والله رهيـب يعجبني
ضحكت بذهول وهي تناظره ، وتنحنح تواق من تذكر إنها مو مؤيـد : رجـال ينشدّ به الظهر ، وراك تضحكين ؟
هزت راسها بـ إيه : إيه أجل ايـش ، أكيد
_
« المـطار »
كان جـالس على أعصابه من التأخيـر المُستمر لرحلته يلي تركه يضيّع أكثر من ثلاث سـاعات بدون فائدة وحدة مجرد التفكير يلي أهلكه ، أخذ نفس بخفيف وهو يرجع جسده للخلف : ما بـاقي شيء
كـان جالس بالكراسي يلي خلفه وهزّ راسه بتأكيـد :...
_

بارت :292
'
-
'
كـان جالس بالكراسي يلي خلفه وهزّ راسه بتأكيـد : ما بـاقي شيء ، وين وجهـتك ؟
سكـت هداج غصّب عنه وهو يعض شفايفه : ما به وجهة ، وين وجهتك ؟
غـازي وهو يميّل شفايفه : ما به وجهة ، وين ما وقفت الطيارة نزلت
مسح على وجهه بهدوء ، وماهي إلا ثانية وحدة وجلس غازي بجنبه : الفرق إنك ودك تغـوص ، وأنا وديّ أغرقك
ضحك بسخرية وهو يشتت أنظاره بعيد ، وإبتسم غازي بإنتصار ساخر وهو يرجع جسده للخلف ، ما قال هداج لأي أحد عن وجهته ، ولا موعد رحلته وكان هالشيء مُغضب لغازي يلي غصب طلع الوجهة وغصب طلع الموعد ولا إكتفى بهالشيء ، حجز معاه لجل يثبت له ويأكد له إن الحياة ما تمشي لمُجرد إنه يختفي ويبعد ولا يقـول لأحد..
راح هـداج بتفكيـره المُتشتت بين ألف شيء وشيء بين الأسهم يلي إنعرضت عليه ، بين جامح الخيل يلي رفض حتى يسلّم عليه ويشوفه ، بين وهج وكيف إنه شتم كل شيء لمُجرد إنه صار موعد رحلته قريب وأجبره يتركها ، وبيـن كل حدث وتفصيل صار بحياته بالفترات يلي راحت كلها ، وسكت غازي يفكر بمشاعره ويحاول قدر الإمكان يبعد عن شغله وضغوطاته والشيء المؤلم يلي لحد هاليوم وقت يخاف على شيء يصير له ويوجع كتفه ويضغط على أنفاسه بين فترة والثانية ، يفكر بـآخر خوف صار اليوم وآخر حُضن أرجف مشاعره ويلي كان توّه ..
_
« بـيـت جـلوي »
دخـلت وهي تحاول توقّف نفسها عن البكي لكنها عجزت من كثر خُوفها أولاً ، ومن كُثر حنقها إنه مسافر ..
توجّهت لغرفتها وهي ترمي أغراضها على السرير ، وغطّت وجها مباشرة وهي لحد هاللحظة تسمع صوت السيارة بأذنها من كثر خوفها ، بكت وهي تحاول تفّهم نفسها إنه ما يخوف : ما يخوف ما يخوف -
-
"نـرجع لقبـل ساعـة من هالوقت تقـريباً "
خرجت من وصلتها رسالة من غازي إنه ينتظرها بنفس المكان ونوعاً ما كانت سارحة بتفكيرها عن إنه هو يلي جاها رغم إنها أرسلت لأبوها إنه يجيها ، كانت تقطع الطريق لحدّ ما تجمّدت كل ملامحها من صُوت السيارة القوي يلي ضرب بجنبها " الـبوري " وتـركها تطيّح كل أغراضها من الخوف ، تسمّرت بمكانها بدون حراك من الصراخ يلي سمعته من البـنات يلي خلفها وما إستوعبت شيء بتاتاً لحد ما لمحت غازي نزل من سيارته بكل سرعته لها : وريــد !
ما كانت مستوعبة شيء تماماً ورغم إنها ما وصلها الأذى من السيارة إلا إنها ترجف بعدم إستيعاب ، عصّب غازي على الشخص يلي نـزل من السـيارة : صـاحي إنـت ولا كـيف !
إرتجفت برعب وهي توّ إستوعبت جزئياً من نبـرة غازي الغاضبة والعصبية يلي بوجهه : غـازي نـمشي
قربت بتنـزل تاخذ جوالها وسماعتها إلا إنه نطق بحـدة : ....
_

على محيط خصرها تلتف المجراتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن