١٥

95.9K 1.1K 302
                                    

بارت :120
'
-
« بالمُــستشــفى ،٣ الفجـر بعد يـوم »
فـتح مُـهند عيـونه بعد ساعـات وهو يشوف السـاعة الجـداريه تأشر على الثـالثه تماماً ، فجـر أو عصـر ما يـدري لكن اللي يعرفه إن كُل ضلع وموضع بجـسده يوجعه ، عدل جـلسته ومُباشرة تغّيرت ملامحه من حس بـإيد رقيقة تحـاوط إيده :مُـهنـد
ما عـرف هو بـواقعه وهي قـدامه حقيقة ، أو مُـجرد طيفها يزوره : مـ مـلك !
تجمعـت الدموع بمحاجرها تلقائياً وهي تجلس بجنبه وتهزّ راسها بتأكيد : مـلك ، أنا هـنا
أخذت المـويا من جنبها وهي تساعده يشرب ، وغصب عنها ضحكت من عفس ملامحه : أهـلين !
إبتسم وهو يغمض عيونه من تعـبه : ياهـلا
ضحكت وسط رغبتها الشديدة بالبُكاء ، عرفت إنه فعلاً بخير لدرجة إنه ردّ عليها وإبتسم كما العادة القديمة بينهم ، لما يتعـب وتساعده بـ أي شيء يعفس ملامحه تلقائياً لعدم رضاه ، وتقـول له " أهلين " بنبرة ضاحكة ويُرد عليها بإبتسامة دائمة بـ"ياهـلا " ، ما كـان يرد بدون إضافات أبداً وإنما يضيف شيء يحرجها ، ويرجع جُزء من نشاطه اللي يستمده من إحراجها دائماً ، يرد وبعدها إمّا يضُم ، يقبّل ، أو يتأمل بصمت لكن هالمرة غير ، ردّ وغمض عيونه بدون أي حركة ..
إحمرّت محاجرها من كُثر حبسها لدموعها من الأمس ، من صوت نـايف الحنـون جداً واللي إنتزع الجوال من راجح ،وقال لها بكُل هدوء " مـلك ، مُـهند صار عليه حـادث لكنه بخير الحمدلله ، إذا ودك تتطمنين عليه تلاقيـنه بـ..." لحد إنها قدام مُهند بهاللحظة ، قال لها نـايف المُسـتشفى والجناح وكل شيء بالتفصيل ، وهي من كثر تخبطها لاقت نفسها بوسط جناحه بدون إدراك ، وبدون إستيعاب لاقت إيدها تحضن إيده ..
إنسابت دموعها وهي تشوف تجّرح وجهه ، لصـق على جبيـنه ، وضماد على إيده ، جروح عرضية بكُل مكان بجسده فعلياً لكن كُله يهون لأنه حيّ وقدامها فقط ..
_
« بـالجنــاح القـريب ، عنـد هداج »
مـدت إيدها بعد إرتجاف لإيده لكنها عجزت تسيطر على شعُورها اللي إشتعل كله بمُجرد التلامس الحاصل بين إيديهم ، إنهمرت دموعها تلقائياً ورفعت إيدها الأخرى لفمها وهي تحاول تمنع نفسها لا تبكي بعُنف ، تمنع نفسها لا تشهق وتفضح نفسها وتبين ضعفها وهوانها قدام كُل الأمور اللي تصير لها ، لا تبيّن تعلقها الشديد والغريب بأبسط أشخاص يدخلون حياتها لمُجرد إنها صارت تخاف من الفقد وصار كابوسها الأول والأخير .. أخذت نفس بهدوء وهي ما بكـت من وقت جـاء فيصل عندها وأخذها معاه لـبيتهم ، ما بكـت وسط أحضان أمها ، ولا بكـت وهي لوحدها ، ضعفت وقت مسك سنـد إيدها لكنها ما بكت وبالعكس بلعت شُعورها وبكاها بداخلها بشكل مؤلم ، كانت...
-
#على_محيط_خصرها

بـارت :121
-
'كـانت تلبس عبايتها لما دخل سنـد عليها ، ما دخل دخُول الوصي عليها أو المحاسب لها إنما رغبةً وحرصاً منه إنها ما تروح مع السواق لوحدها لأي مكان هالوقت ، وما إنصدم وقت عرف إنّ ودها تجي لهداج أبداً ..
مـا بكت من ساعات لكنها ببساطة ، من أول ما شافته ممُدد بهالشكل إنهارت ، إنهارت خوف عليه وكُره لنفسها وإنها سمحت لنفسها تفرح لو ثانية ، وهي تعرف إنها ما تفرح إلاّ ويصير شيء يحزنها أكثر وأكثر .. خارت قُواها من البكي ، وإنتهت طاقتها تماماً إلاّ إنها حسّت بهمسه ، ما فهمت بالأول لأنه كان يتمتم وفهمت وقت شد على إيدها بهمس مُهلَك : إنتِ وهـج ، ولا وهـم ؟
أخذت نفس وسط دموعها وكانت بتنطق بـ " وهج " لحدّ ما تحرك وتآوه بـ ألم ،وفزت بدون شعور تساعده .
وهج برعب وهي تشوف وجهه أحمر : بـشويش لا تتحرك !
دخلت المُمرضـة وأبعدت وهج طرف تسمح لها تساعده لكنها ما أبعدت كامل البُعد أبداً ، نزلت دموعها مباشرة من حسّت فيه يشد على أطراف أصابعها اللي بإيده وهي تنحني لحدّه ، كانت بتتكلم لكنها ما قدرت من فرط الشعُور اللي ينتابها ، بالأول هالجرحين اللي بجبينه ، وبعُـنقه وما عرفت سببها لكن الأكيد إن لها إيد أو طرف بالموضوع ، وثـانياً هالحادث طبعاً ..
أخذت نفس وهي تمسح دموعها بطرف إيدها : هـداج
تمِنته يرد بـ"سميّ " ويربكها ، يبتسم بطرف لكنه يعصف بكُل كيانها بنصف إبتسامة ، ونظرة ..
أخذت نفس بخفيف وهي تضم كفه بين كفوفها وبدون شعور منها ، لاقت نفسها ضمّت إيده لحضنها : يفيـد الأسف ؟
_
« بـيت جـلوي آل عـبدالعـزيز »
دخـل غازي وهو يمشي بتثـاقل شديد من فرط تعبـه ، على وقـت صحَوته من قبـل ملكة مُوج وسعـد لحد الحين بعد يومين نـام ٣ ساعات مُتقطعة وكُلها بمكتبه ، مـا كان قادر يرتاح أبداً لأنّ هداج حالته أبداً ما إستقرت وكل شوي يصير شيء عكسي وكُل دقيقة حـدث سواءً عند هداج أو قسم الطوارئ ، هُلك تماماً لكنه أبداً ما تذمّر وبالعكس كلمة "الحمدلله " ما فارقت لسِانه رغم كُل الضغوط والإنعكاسات السلبية عليه ، لأنه يحب هالمهنه ولأنه مأجور كثير الأجر وهالشيء بمُجرد ما يتذكره يصير مثل الضماد يخفف عليه تعبه ويشد على إيده ..
تمـدد بالكراسي الخارجيـة بالحـديقة وأطلق تنهيـدة من أعمـاقه : يــارب
غمض عيونه بخفـيف وماهي إلاّ ثـواني وحس بصوت خلفه ، لف عيونه بهدوء بدون لا يحرك رأسه ولا جسده وهو يشوف أنثى واقفة بعيـد خلفه وتكلـم بجوالها .. ،
#على_محيط_خصرها

على محيط خصرها تلتف المجراتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن