البارت الثامن و الخمسون
وتين " نطقت بها توليب و هي تربت على كتفها لتقول الأخرى بإنتباه " :- هاه أيوة
توليب بإبتسامة ناعمة :- مالك يا حبيبتي واقفة بعيد كده ليه
تنهدت و هي تنظر للسماء بشرود لتقول بتردد :- بفكر شوية
توليب بمرح :- ينفع أسألك بتفكري في إيه ولا هتقولي عليا حشارية
وتين بنبرة قاتمة :- لأ أبداً بس إللي بفكر فيه و حساه ماحدش هيقدر يفهمه ولا يقدره كله بيبص من بعيد و بيحلل بمنطق كإن شعوري مسائل علمية محتاجه للمنطق بتاعهم
توليب بإهتمام زائد :- إيه الكلام الكبير دا و بعدين مين قالك إن ماحدش بيقدر مواقف غيره مش كل الناس تفكيرها نمطي و جامد " لتكمل بصدق من واقع تجربتها " في ناس بتحط نفسها في موقف غيرها عشان تحطله مبرر
وتين بحزن :- كان جوزي إللي أقرب ليا من أي حد على الأقل فهمني " لتكمل و قد رأت علامات التعجب تطل من عينين الأخرى لتبدأ تسرد لتوليب ما حدث معها في الماضي و كرهها لوالدها و ضغط أدهم عليها خلال الفترة الماضية لتغفر لوالدها و كونه لا يقدر ما مرت به "
نظرت لها توليب بتأثر لتبتسم بلطف و هي تقول بنبرة حانية :- بس أدهم معاه حق يا وتين
إحتقن وجهها لتقول بإنفعال و الدموع تسيل على وجينتيها :- لأ طبعا ليه أغفر لواحد كان السبب في موت أمي و ضربي و أنا عيلة دا خلاني يتيمة الأب و هو عايش يا توليب رماني في الشوارع كإني مش من لحمه و دمه و بعد دا كله عايزني أسامحه ليه
توليب و هي تمسح دمعة عالقة بعينها لتقول بتفهم :- عشان أبوكي يا وتين عشان مهما عمل لسه و هيفضل أبوكي .. وتين أدهم ما بيضغطش عليكي بس أدهم ما بيحبش الظلم مش هيحكم على أب يتحرم من بنته و يتحرق عليها لأ هيداوي جراحك و هيرجعك لحضن أبوكي أفهميني يا حبيبتي يمكن أنا و أدهم علاقتنا ببعض حامية حبتين بس أنا عارفاه كويس هو عمره ما هيظلمك بس برضو مش هيظلم غيرك دا طبعه و من قبل ما يقابلك كمان فمتظلميهوش هو كل إللي بيعمله إنه بيحاول يحسن علاقتك بوالدك
وتين بدموع :- طب و إللي عمله فيا و في أمي أسامحه عليه إزاي
توليب بلطف :- قبل ما تسامحيه إزاي لازم تعرفي هتسامحيه ليه ؟!
وتين بإنتباه :- يعني إيه مش فاهمة
توليب بإبتسامة هادئة :- أنا هاقولك و أوضحلك أول حاجة هتسامحيه ليه و دي عشان ربنا قال في كتابه العزيز " وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ " ربنا وصانا بيهم حتى لو غلطوا في حياتنا حتى لو صعبوا الدنيا علينا تخيلي إنه حتى أمرنا إننا نفضل معاهم و نطيعهم في كل حاجة ماعدا الشرك بالله " وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ "
أنت تقرأ
أوتار الكمان
Romanceألغاز بين أوتاره و الحياة من لا يعشق أوتار الكمان فهي تلمس أوتار قلوبنا و تعزف ألحانها بحرفية من حزن لفرح * هي تكره بني جنسه و هو مغامر يعشق التحدي * رواية توضح بعض العلاقات و حالات مختلفة و نماذج من البشر توضح الحب و الكره " لمحبي الروايات الطويلة...