|الفصل الواحد و الثلاثون|

5.8K 319 50
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
لنبدأ:

{جميعنا تبللنا تحت ذات المطر بشكل مختلف ولكن كنا قد جرحنا لدرجة أن لا نرى بعضنا}

إبنة السفير.

______________________________________________________
_____

" غالي المنصوري؟!"، نطقها أسد بإستفهام لتنظر له ألماس بأعين دامعة و إبتسامة حزينة
" إبني"،همستها بألم شديد لتتوسع عيناه بصدمة

داخل المقبرة أمام ذاك القبر الصغير وقف أسد بجسده المتصلب وألماس جالسة على الأرض بجانب قبر صغيرها تتلمس التراب كأنها تتلمس ملامحه الطفولية
" غالي توأم إبنتي ملك لكنني فقدته فجأة "
بدأت حديثها  بنبرة هادئة وعيناها ملتصقة على القبر وقلبها يتقطع ألما لتلك الذكريات المريعة
" لم أشبع منه أبدًا، توفي بعمر الشهرين، كان لايزال رضيعا بريئاً، حسام كان يفضله عن ملك وقد حملني المسؤولية لموته وربما أنا كذلك"
قبض أسد على فكه بغضب شديد يتوعد لذلك السافل
" كلام فارغ كيف لأم أن تكون سبباً بموت طفلها"
نطقها بإستنكار لترفع رأسها تنظر لملامحه الساخطة
" ربما لأنني رفضت رؤية أطفالي لشهرين كاملين كنت مرتعبة برؤية ملامحه عليهم، لكن بليلة واحدة لم أتحمل بكاء ملك لأهرع إليهم لكنني قد تأخرت كثيرا حينها "،ردت عليها بحزن شديد ودموعها تنزل على وجنتيها
إعتصر قلبه بألم لرؤيتها بهذه الحالة ليدنو لجسدها ينظر للقبر متنهدا بعمق
" إياك أن تشعري بأنك مسؤولة عن ماحدث لغالي يا ألماس، ما مرت به ليس بالسهل ومن الطبيعي أن تتصرفي هكذا، لا تتركيه يدمر حياتك كما فعل في الماضي "،نظرت له بعينيها الدامعة متساءلة بصوت مبحوح
" هل سأشفى بيوم من الأيام؟ هل ستبرد النار بداخلي؟ "،إبتسم بحنان في وجهها ورفع كفه يمسح دموعها بحنية بالغة
" ستفعلين صدقيني سيأتي اليوم الذي تشعرين به بالحرية السعادة و الرضا "
أغمضت عيناها بقوة سامحة للدموع أن تنزل أكثر وهذه المرة شاهدها أسد دون أن يمسحها

رغبة قوية بداخلها حثتها على التحدث مع أسد و كشف سرها الذي لا يعلم به أحد غيرها هي وحسام
حتى أنها لم تصارح عائلتها بعد، أسد قد كسب ثقتها منذ كشفت ماضيها أمامه
لم يتقزز منها أو يعاتبها كما يفعل المجتمع بل ساندها ودعمها بكلامته وتصرفاته حتى
هي لا تريد أن تنجرف وراء عاطفتها التي تحثها على التقرب منه، هي لا ترى نفسها لائقة له
هو يستحق إمرأة أفضل منها بكثير، ذات ماضي نظيف ولا رجل مهووس يتربص بها وليس لديها إبنة
هو بحاجة لإمرأة لم يلمسها رجل من قبل لذلك ستبتعد عنه ولن تسمح لنفسها أن تبني خيالات لن تتحقق
" أنا ذاهبة الآن ياروحي، المرة القادمة سأحضر شقيقتك معي حسناً "،حادثت صغيرها بإبتسامة ضعيفة ليستقيم أسد من الأرض يرجع خطوة للخلف متأملاً إياها بدقة شديدة
ألماس الرافعي لا تتوقف عن مفاجئته، لقد كشفت له أهم سر في حياتها لماذا؟!
لقد وثقت به وشاركته همومها، لكن في نفس الوقت هي تبتعد عنه و تخلق المسافات بينهما
يدرك تماما بأنه أمام إمرأة محطمة من الداخل، مليئة بالندوب المؤلمة وهو عليه أن يشفي ندوبها ويداويها
عليه أن يجعلها تحب الحياة من جديد وبالطبع عليه السعي كي يكسب قلبها الألماسي
وسيفعل بالتأكيد، أسد الجبالي لا يتخلى عن أمرأة أُعجب بها وربما أكثر؟!
_______________________________

|ندوب إمرأة| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن