|الفصل الأربعون|

4.8K 304 35
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
لنبدأ:

{الأبدية فكرة سخيفة يا صديقي، لا شيء يبقى للأبد}

همسات كاتب.

_______________________________________________________
____

" ماما ماما "،نبستها الصغيرة بصوت ناعس بينما تفرك عينيها بطفولية جاعلتا من ألماس تبتسم بحنية في وجهها لتحمل جسدها الصغير المكتنز تضمها لصدرها لتدفن الصغيرة رأسها بعنق والدتها تغمغم بكلمات غير مفهومة
مسحت ألماس على ظهرها بحنية تستنشق رائحتها الطفولية الزكية هامسة لنفسها
" لقد نجحت يا صغيرتي، وأخيرا سنعيش بدون خوف أو قلق "
وبينما هي تضم صغيرتها لصدرها أتت صورته أمام عينيها وحضنه الدافئ لها قبل ساعات قليلة فقط
لا مجال للنكران بعد الآن، لقد وقعت بحبه
لقد جعلها ذاك الأسد تعشقه بدون أي محاولة، فقط بإهتمامه، حنانه، وتفهمه لها بكل حالاتها
هو ليس بالشخص العادي بل هو مميز جداً في حياتها وقلبها، رغم ذلك هي ماتزال مرتعبة من فكرة الزواج
لبس سهلاً عليها أن تخطو تلك الخطوة في الوقت الحاضر، هي الآن بحاجة أن تشفى جروحها و تلتئم
هي بحاجة أن تحب نفسها مجدداً وتثق بنفسها
هذه هي أولوياتها في الوقت الراهن.
_______________________________

" سعيدة بأنك لم تعاتبها أو تغضب عليها، شكراً لك أدهم"،نبستها ريماس بإبتسامة رقيقة وعسليتيها مثبتة على ملامح رجلها الوسيم
رفع أدهم عينيه السوداء حال سماع ماقالته ريماس ليتنهد بخفة يجيبها بصوت هادئ عكس بروده السابق
" ألماس بحاجة لتفهمنا لا غضبنا، هي تمر بمرحلة حساسة وأنتِ كطبيبة نفسية مدركة تماماً بأن علينا أن نترفق بها وأن نفهم ما تعانيه "،أومأت له موافقة على كلامه توضح وجهة نظرها
" ما مرت به ألماس ليس بالهين، إنها ثلاث سنوات من العذاب على يديّ مريض نفسي مهووس بالسيطرة هي الآن تعود لنفسها رويدا رويدا، وماقامت به اليوم رغم خطورته لكنه خطوة هامة في حياتها، لقد واجهت مخاوفها بالذهاب إليه، أنا متأكدة بأنها ستتخطى هذه المشكلة كما فعلت سابقاً، بإختفاء حسام من حياتها الآن ستستطيع أن تعيش حياتها بدون أي خوف و قلق "
أنهت حديثها لتجده يرمقها بعينيه السوداء ذات النظرة الثاقبة والتي تربكها ،ومازاد الطين بلة إقترابه جسده العضلي منها لتشعر بنفسها ضئيلة أمامه
رفع كفه ناحية وجهها مداعبا وجنتها بطرف إصبعه وعيناه حملت نظرة لينة عكس البرود الذي غلفها دوما
" تبدين جميلة جداً يا خطيبتي "،همسها بخفوت أمام نظراتها المتفاجئة من حركته المباغتة
تمعنت في كل إنش من وجهه وهو بهذا القرب لترد عليه بصوت مبحوح
" لم أصبح خطيبتك بعد يا سيد أدهم"،رفع حاجبه ولمعت عينيه ببريق الإستمتاع مهمهما بخفة
" أحقاً!! لكن آخر مرة كنا قد إشترينا خواتم الخطوبة لكن ماشاءالله كلما خططنا ليوم معين تحدث الكوارث من كل جهة "،توسعت إبتسامة ريماس لكلامه وقد أعطته الحق ،فقد تأجل موعد الخطوبة مرتين لحد الآن
كان ما يزال يداعب وجنتها عندما قالت بجدية تامة
" إذن، لاداعي للإنتظار أكثر فالخواتم جاهزة ونحن جاهزين أيضا، لا داعي لقاعة الخطوبة بعد الآن فحديقة منزلكم ضخمة ونحن الآن بالربيع، لنقم بأمسية عشاء عائلي فقط ونلبس الخواتم، ما رأيك؟! "
إعتلت الدهشة ملامحه لوهلة لكن سرعان ما إرتسمت إبتسامة جذابة جعلت نبضاتها تتسارع حتى شكت بأنه يستطيع سماعها من هذا القرب
" لنفعلها يا عسلية "،آه من لقب التحبب هذا الذي يقودها للجنون
هذا الرجل بأكمله يدفعها للجنون، ليختم ذلك بجذبها لصدره معانقا إياها بشدة يدفن أنفه بخصلات شعرها يستنشق رائحتها الزكية
طوال الفترة السابقة كان يحاول التصرف بطبيعية وأن لا يتخطى الحدود لكن أن يكون قريبا من المرأة التي يعشقها ولا يفعل شيئاً صعب جداً
لذلك كان مصّر على عقد القران  سابقاً، إن أصبحت زوجته قانونيا سيستطيع إحتضانها أو تقبيلها على الأقل أليس كذلك؟!
تفاجئت ريماس من إحتضاته لها لكن في نفس الوقت شعرت بالسعادة لأنه دائما يقوم بالخطوة الأولى صحيح أنه لم ينطق بالكلمة السحرية لكنه يثبت حبه لها عن طريق تصرفاته ناحيتها وهذا كافي بالنسبة لها في الوقت الراهن
لذلك رفعت ذراعيها ببطء تبادله العناق بقلب عاشق ومتيم.
__________________________________________________________
______

|ندوب إمرأة| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن