|الفصل التاسع و الخمسون|

4.7K 297 28
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
لنبدأ:

{ إجعلها وحيدتك فالأنثى تكره الإزدحام}

همسات كاتب.

________________________________________________________
_____

جالسة فوق الكرسي الجلدي المريح داخل مكتب الطبيبة كريمة وعيناها تمر ببطء على الجدران ذات الألوان المريحة للأعين
هنا فضفضت عما يرهقها و يؤلمها و الطبيبة كريمة كانت خير مصغية لكل معاناتها
الحمل الثقيل التي حملته طويلا فوق ظهرها كان يخف بالتدريج بعد كل زيارة
والآن تشعر بنفسها خفيفة كالريشة ،الرجل الذي دمر حياتها هو الآن خلف القضبان بمكان بعيد عنها يدفع ثمن أفعاله الدنيئة بحقها
هي الآن تعيش الحياة التي حرمت منها منذ ثلاث سنوات ،لقد إلتقت برجل أحلامها وأصبحت خطيبته وعن قريب بإذن الله ستصبح زوجته
إبتسامة خافتة زينت شفتيها ماإن تذكرت موعد عقد القران الذي إقترب جدا ،نعم لقد أخذت هذا القرار المهم بالنسبة لها
لا تريد الإنتظار أكثر فهي واثقة من نفسها ومشاعر أسد ناحيتها والعكس صحيح، أسد هو الرجل المناسب لها ولا فائدة ترجى من الإنتظار لوقت طويل
بالنسبة للطبيبة كريمة كانت تتأملها دون قول شيئ تلاحظ التغير الذي طرأ عليها في الآونة الأخيرة
ألماس كانت متفاعلة مع العلاج بشكل جيد للغاية ،أصبحت مرتاحة أكثر معها وتسرد لها التفاصيل المؤلمة دون أي تردد
كأنها تريد التخلص منها بأسرع وقت وهذا من حقها ،فهي قد عانت كثيرا وقد حان وقت أن تعيش السعادة التي تستحقها
تنهدت بخفة تلعب بالقلم بين أصابعها تكسر شرود ألماس تسألها بجدية و إهتمام بالغ
" كيف تسير حياتك في الآونة الأخيرة يا ألماس؟!"
رمشت ألماس بتتابع تستفيق من شرودها الطويل ترفع رأسها تنظر لها بعينيها البنية الجميلة
أرجعت خصلة سوداء خلف أذنها ترد عليها بصوتها الناعم بنبرة هادئة للغاية
" لقد مررنا بأيام صعبة عندما أصيب أخي آسر منذ شهر ،لقد ظننت بأنني سأخسره كما خسرت والداي كنت مرعوبة من الفكرة ،أن أفقد آسر يعني أن أفقد أماني و سندي 
آسر ليس فقط أخي بل إنه أبي و أمي و صديقي إنه عائلتي كلها ،لكن بفضل الله هو معنا الآن ، قضينا أيام عصيبة بين اروقة المستشفى بفترة علاجه التي إستغرقت  حوالي الأسبوعان ،لكنه بخير الآن وعن قريب سيرجع لعمله من جديد رغم إعتراضنا أنا و ريماس لأننا نريده أن يرتاح أكثر ومنها يلتئم الجرح بأكمله لكن مالعمل إن كان عنيدا للغاية ،ههه أظنها صفة متوارثة في عائلتنا"،أنهت حديثها ضاحكة بخفة لتبتسم الطبيبة في وجهها ،رطبت ألماس شفتيها تكمل حديثها فلم ينتهي كلامها بعد فهي تحمل الكثير بجعبتها وتريد مشاركته مع طبيبتها الغالية
" وأيضا لقد أتتني فرصة عمل ممتازة،إحدى الشركات المرموقة في البلد عرضت عليّ أن أصبح المصممة الرئيسية للشركة ،إنها شركة أزياء ناجحة وأن أتلقى عرضا منهم شيئ بغاية الروعة وسيساعدني في سيرتي المهنية ،وبعد تفكير طويل وإستشارة أسد في الموضوع والذي للعلم فرح كثيرا و شجعني على القبول قد وافقت و سأبدأ العمل قي الأسبوع المقبل ،علاقتي مع أسد في تطور مستمر أشعر بالسعادة و الإرتياح معه و أيضا مع عائلته ،لقد تناولت الغداء معهم العديد من المرات وقد إحتضنوني داخل كنفهم ،أشعر بالإنتماء بينهم وأكثر ما يسعدني تقبلهم لطفلتي ،أصبحت مدللة الجميع وكأنها قطعة من دمهم ،خالتي أميرة تعاملها كحفيدتها الحقيقية ،الخالة يسرى و العم أحمد لطيفان للغاية ،فهد إبن عم أسد أغرقها بالهدايا وشهد أيضا ،ببساطة كانوا العائلة الثانية لها ولا ننسى علاقتها مع أسد ،لقد أصبح والدها بحق يحبها حباً جماً، يحميها من نسمة الهواء ،يلاعبها حتى تغفى بين ذراعيه ،أصبح يأتي لزيارتها كل صباح قبل أن يذهب لعمله وملك تعلقت به للغاية ولن أستغرب إن نادته بأبي ،حياتي تسير بالمسار الصحيح ،لا مكان للألم الحزن الخوف فيها بعد الآن ،أنا الآن أبني حياتي الخاصة يا دكتورة برأيك هل سأنجح بها و أطوي صفحة الماضي؟!"،ختمت حديثها متساءلة بحاجبين معقودين
وضعت الطبيبة قلمها فوق سطح المكتب تجيبها بقناعة تامة و ثقة لما تتفوه به
" ألماس أنتِ بالفعل تخطيتي الماضي ودليل ذلك أنك ستتزوجين قريبا من الرجل الذي إختاره قلبك ،أنتِ تشعرين بأنك جاهزة لهذه الخطوة ،أسد الرجل المناسب لك ،لقد أحبك و تقبل ماضيك والأهم تقبل إبنتك الغالية على قلبك ،في وقتنا الحالي من الصعب أن تجدي رجلا مثله لذلك إستمتعتي بسعادتك وحياتك القادمة ولا مزيد من التفكير في الماضي ،إطوي الصفحة للأبد و تطلعي للمستقبل المشرق أمامك ، حياتك العاطفية و المهنية أيضا حسناً"
الطبيبة كريمة معها الحق في كل كلمة قالتها ،لقد حان وقت سعادتها ولن تسمح لأي كائن بتخريب حياتها من جديد وعند هذه النقطة أومأت لها بقناعة تامة مبتسمة بخفة
" معك حق دكتورة ، لامزيد من التفكير في الماضي المؤلم بعد الآن"
تنهدت الأخرى براحة تبتسم بتوسع في وجهها .

|ندوب إمرأة| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن