|الفصل الثامن عشر|

5.7K 327 49
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
لنبدأ:

{من لايغار على أنثاه ليس له الحق أن ينتسب لمعشر الرجال،ولتذهب أكاذيب التقدم والحرية إلى الجحيم}

همسات كاتب

___________________________________________________
___
بدأت ألماس بتعليق قطع الملابس بعناية شديدة وصوت الموسيقى الهادئة يتسرب لأذنيها جاعلا إياها تسترخي قليلا
ملك الصغيرة كانت جالسة بكرسي الأطفال الخاص بها تمسك دبدوبها الصغير على شكل أرنب تتعارك معه أحيانا تجذب أذنه وأحيانا تعض رأسه بكل مشاغبة
قهقهت ألماس على مناوشات صغيرتها ثم أكملت عملها
رن جرس الباب دلالة على دخول أحد لتلتفت  ناحية الباب لتجد مراهقتين يدخلان يبتسمان بلطف في وجهها
"صباح الخير"،ألقيا التحية لتردها ألماس بإبتسامتها الرقيقة
"صباح النور، تفضلا"،تقدمت الفتاتين تتأملا الملابس من حولها ولم يخفي عن ألماس نظرات الإعجاب و الإنبهار لتشعر بسعادتها تتضاعف
تقدمت منهما تحاول مساعدتهما على الإختيار وبما أنها درست التصميم و الموضة إستطاعت منحهم العديد من الخيارات
حملت ألماس بنطال جينز شبابي مع أحد القمصان الشتوية البيضاء التي عليها بعض الكتابات بالإنجليزية ومدتها للفتاة ذات الشعر الأسود ثم إلتفتت تتأمل الفساتين من حولها لتجد ضالتها
فستان شتوي بالزهري الناعم وقدمته للفتاة الأخرى التي شهقت بإعجاب وضمت الفستان لصدرها كأنه دبدوبها لتبتسم ألماس للطافة الفتاة
جربت الفتاتين الملابس وقد نالت إعجابهم ليشتروهم فورا
"وهذه هدية مني"،قالتها ألماس بلطف تقدم لهم حذاء أبيض رياضي لكل منهما
"شكراً سيدتي على لطفلك وأعدك بأنني سأحضر كل أصدقائي كي يشتروا من عندك "،تحدثت ذات الشعر الأسود بحماس شديد لتبتسم ألماس في وجهها
أمسكت ألماس المال بين يديها تلتفت لملك المنشغلة بالعراك مع أرنبها الصغير
تقدمت منها تناديها رافعة أوراق النقود تجذب إنتباهها
"ملاكي أنظري لراتبي الأول"،رفعت الصغيرة رأسها لوالدتها تزم شفتيها ترمش بتتابع
"دا دا"،مدت يديها الصغيرتين تحاول إلتقاط النقود لتقهقه ألماس عليها تنفي برأسها تشاكسها
"لا أيتها المشاغبة هذه ليست للعب"،عقدت الصغيرة حاجبيها ثم صرخت بغضب
"ماما دا دا"،تعالت ضحكات ألماس على غضب صغيرتها لتدنو لوجهها تقبل وجنتيها المنتفختين تحاول إرضائها لكن الصغيرة عنيدة كوالدتها ولم تتوقف عن المطالبة بالنقود كي تمزقها طبعا.
_____________________________________________________
____

تمشي بخطوات سريعة وكعبها العالي يطرق تحت الأرضية بقوة على وشك إنغراس رجليها داخلها من شدة الغضب الذي يمتلكها في هذه اللحظة
" تبا لليوم الذي عرفتك به"،تمتمت تحت أنفاسها بسخط تسرع بخطواتها بإتجاه سيارتها كي تغادر المكان بأسرع وقت
حال خروجها من الجامعة بعد إنتهاءها من إلقاء محاضراتها إتجهت لأحد المطاعم كي تحضى بغذاء لكنها تفاجئت من وجوده مع سمراء فاتنة ونظراته ناحيتها ليست بالبريئة أبداً، جلستهم لوحدها بدت حميمية للغاية
" سيدرا سيدرا"،صوته الرجولي يناديها لكنها تجاهلت الرد عليه أو الإلتفات له فإذا فعلت ستغرس أظافرها بوجهه الوسيم
زفرت براحة ماإن وصلت لسيارتها لتفتح بابها تنوي الإنطلاق بها بأسرع وقت لكن كف خشنة قوية إلتفت حول ذراعها تلفها لتصبح وجها لوجه مع ملامحه الوسيمة والغاضبة
رفعت سيدرا حاجبها في وجهه بسخط، فليس من حقه الغضب أبداً
"مالذي تريده إياد؟ "، هسهست بغضب تجذب ذراعها من كفه بعنف كأنها لاتطيق لمسته في هذه اللحظة وهذا بالفعل ماتشعر به سيدرا
تشمئز من لمسته أو نظرته فقد سبق ولمس غيرها ونظر لغيرها وهذا بحد ذاته يشعل نار الغيرة بقلبها
راقب إياد ملامح الإشمئزاز الواضحة على محياها ببرود تام لينطق بهدوء
"أنادي عليك منذ مدة لماذا لم تتوقفي ؟"
عقدت سيدرا حاجبيها لوهلة تنظر له جيداً دون الرد عليه ليستغرب من صمتها
تنهدت سيدرا بعد مدة من الصمت تكتف يديها تحت صدرها تجيبه ببساطة
" لأنني لا أريد رؤية وجهك أو التكلم معك حتى "
جملته تلك صدمته وكأن شخصا ما لكمه ببطنه فهو لم يتوقع هذه الإجابة أبداً
" ولماذا؟ "،رغم صدمته لكن خرج صوته بارداً غير مباليا
إقتربت سيدرا خطوة منه وعيناها ذات اللون الفيروزي تطلق سهاما حادة نحو عينيه الخضراء
"بسبب تصرفاتك الرعناء إياد، أنا لن أكون واحدة من نساءك لن أكون إمرأة لليلة واحدة أفهمت"
قبض على فكه بغضب مما قالته لكن في داخله مدرك تماما بأن كل كلمة خرجت من فمها الشهي صحيحة
فتح فمه ليجيبها لكن سقطت عينيه على ملابسها لتتوسع عيناه صارخا بغضب وحدة في وجهها
" مالذي ترتدينه يا إمرأة؟ "،أجفلت سيدرا من صراخه الفجائي لتنزل عينيها بكل غباء تتفحص ملابسها

|ندوب إمرأة| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن