|الفصل الثامن|

6.3K 328 60
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
لنبدأ:

{كانت أسوء صدمة واجهتها في حياتي، هي أني كبرت فجأة }

همسات كاتب

_____________________________________________
__
وقفت ألماس داخل غرفتها والتي لم تطأها قدمها منذ ثلاث سنوات كاملة
تتأمل كل إنش منها بإشتياق شديد، شعورها في هذه اللحظة هو شعور المغترب عندما يعود لوطنه بعد سنوات الغربة الطويلة
الآن فقط عادت للحياة بعدما تخلصت من ذاك السجن
مازالت غير مستوعبة أين وصلت بها الأحداث بالأمس كانت محبوسة داخل جدران ذاك القصر الموحش والآن هي داخل منزلها الدافئ وبين أحضان عائلتها
كف خشنة حطت فوق كتفها جعلتها تقفز بفزع وتشهق عاليا بخوف
حركة لا إرادية قامت بها ألماس لكنها حطمت قلب آسر. رؤية شقيقته في هذه الحالة شيئ لن يتعود عليه أبدا
إستدارت بسرعة تنظر له بفزع ظاهر من عينيها البندقيتين الجميلتين تلك تظنه حسام وبأن كل ما تعيشه الإن ماهو إلا حلم جميل ستستيقظ منه عاجلاً أم آجلاً
"أشش إهدأي إهدأي"،حدثها آسر بنبرته الحانية يرفع كفيه بإستسلام أمامها كي تطمئن
زفرت ألماس براحة لكن سرعان ماعبست في وجهه وإمتلئت عينيها بالدموع
"أعتذر أخي لكنني ظننتك... "،صمتت ولم تستطع إكمال جملنها لكن آسر فهم تماماً ماتعنيه بكلامها
لذلك وبكل هدوء تقدم منها وإحتضنها داخل أحضانه الدافئة لتترك ألماس نفسها وتجهش بالبكاء تتمسك به جيداً
"أخي أنا أتألم كثيراً أوقف هذا الألم أرجوك"
توسلته بألم وقهر تلف ذراعيها حول ظهره وتدفن رأسها داخل حنايا صدره
أغمض آسر عيناه بقوة يمنع نفسه من البكاء مجددا فهو سندها الآن وعليه البقاء صامدا وقويا أمامها حتى تستطيع تخطي هذه المحنة العصيبة
مسح على رأسها بحنان هامسا بثقة في أذنها
"سيمضي هذا الألم ألماس صدقيني سيمضي"
نفت برأسها غير مصدقة كلامه فالألم فظيع لدرجة لا تحتمل إذن كيف سيمضي
هل سيأتي ذاك اليوم الذي ستضحك فيه من قلبها؟ هل ستصبح إنسانة بلا هموم؟ هل ستتمكن من الصمود وإكمال حياتها؟
هل هي قوية لتلك الدرجة؟
آه يا ألماس لو تعلمين كم تملكين من قوة لم تكوني لتفكري هكذا، لكن سيأتي اليوم الذي تدركين فيه مدى وقتك
مزيداً من الصبر فقط.
________________________________________________
__

بوسط المدينة تحديدا بالمبنى الموجود به مكتب المحاماة الخاص بشهد
كانت شهد قد عادت لتوها من المحكمة بعدما إنتهت من القضية التي كانت تعمل عليها وكالعادة كانت النتيجة لصالحها وقد كسبت القضية من جديد
جلست على كرسيها تزفر براحة في نفس اللحظة الذي رن به هاتفها، أخرجته من حقيبتها لتجد المتصل صديقتها ريماس
إبتسمت بهدوء تفتح الخط قائلة
"أهلا أهلا بطبيبتنا المجنونة كيف حالك يا فتاة "
زفرت ريماس من الجهة التانية ترد على صديقتها لكن بلهجة متغيرة عما تعودت شهد منها
"صدقيني لا أعلم كيف أشعر ياشهد، لقد حدث الكثير في غضون يومين فقط"
تملكها القلق ماإن سمعت كلامها ونبرتها الحزينة هذه لتسألها بإهتمام
"ريماس مالذي حدث؟ هل كل شيئ على مايرام؟ "
"شهد لقد وجدنا شقيقتي لكن الأمور سيئة جداً "
تفاجئت شهد من كلامها لكنها سعدت كثيرا بالخبر
"حقاً؟ عليكِ أن تكوني سعيدة بهذا الخبر ياريماس ،حسناً لا عليك سأكون عندك بغضون نصف ساعة"
"بإنتظارك عزيزتي لا تتأخري"
قطعت شهد الخط ثم إستقامت من مكانها وإرتدت سترتها ثم غادرت المكتب وعقلها عند صديقتها التي لم تستطع فهم ماحدث معها إلا عندما تراها وجها لوجه.
____________________________________________
__
| شركة الجبالي للتصميم|
داخل مكتبه الواسع كان أسد يقف أمام الحائط الزجاجي الذي يطل على الشارع
شركته كانت ناطحة سحاب بحق وعندما يقف هنا تظهر المدينة بأكملها
يقف بجسده المشدود وكفه داخل جيبه أما كفه الثانية يمسك بها الهاتف يتفقد الرسالة التي وصلت له بجدية تامة
لحظات قصيرة حتى وضعه على أذنه ينتظر من الطرف الثاني أن يرد
وبالفعل ثواني حتى فتح الخط ليتحدث أسد بنبرته الرجولية الأجشة قائلا
"كيف لم تجد شيئا يخصها  يا فهد ؟"
تساءل بتعجب مما قرأه في الرسالة ليرد عليه المدعو بفهد
"مثلما أخبرتك أسد، جميع معارفي تدخلوا في البحث عن المدعوة ألماس  لكن كأن الأرض إنشقت وإبتلعتها، ثلاث سنوات لا أثر يدل على وجودها حية "
زفر أسد بسخط يعض على شفته مما سمعه
يتذكر حديثه مع أخته شهد عندما طلبت منه المساعدة في البحث عن أخت صديقتها وكم كانت حزينة لأجلها لذلك تكفل بالبحث عنها لكن لا أثر لديها
إستدار أسد وبدأ بالمشي بإتجاه مكتبه مستمرا في الحديث
"يوجد خيارين برأسي لا ثالث لهما، إما أن تكون متوفية أو…"
توقف عن الكلام و إنعقدا حاجباه بضيق مما سيقوله لكن فهد أكمل عليه بلهجة مقتضبة
" أو مختطفة"،همهم أسد رداً على كلامه ثم جلس بمقعده يتأمل الصورة الموضوعة فوق مكتبه
صورة أهم شخصان في حياته
والدته أميرة وشقيقته شهد
تلمس وجهيهما بطرف أصابعه متحدثا بشرود
"الله وحده يعلم أين هي ومالذي حدث لها طوال الثلاث سنوات، أتمنى أن تكون بخير وترجع لعائلتها بسلام"
وقد كان صادقا في كلامه وتمنى حقا أن تكون هذه الفتاة بخير
لكن ياليته يعلم بمعاناتها طوال هذه المدة وبأن حالتها الآن بعيدة كل البعد عما تمناه

|ندوب إمرأة| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن