|الفصل الثاني و الأربعون|

4.8K 327 53
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
لنبدأ:

{ إن مات أحد العشاق يصبح ملحمة ،و إن عاش ...؟

إن عاش يصبح كذبة}

ناري_- إبنة السفير

______________________________________________________
___

جلست ألماس بجسد متخشب تفرك يديها بتوتر شديد وبداخلها تلعن أسد آلاف المرات لوضعه لها في هذا الموقف بدون سابق إنذار
الغدار وضعها أمام الأمر الواقع وغادر مبتسماً إبتسامة إستفزتها للغاية
بقيت السيدة أميرة تتأمل ملامح ألماس المتوترة كأنها طفلة صغيرة بأول يوم لها في المدرسة
شعرت السيدة أميرة بالتعاطف معها فقد كانت بمكانها يوماً ما عندما تعرفت على حماتها لأول مرة
لكن وضعها مختلف تماماً فحماتها لم تحبها أو تتقبلها يوماً، أما هي فقد أحبتها قبل أن تراها حتى
فألماس قد دخلت قلب بكرها وجعلته يفكر بالإرتباط جدياً
إبتسمت بخفة تمد يدها لتطبطب فوق يد ألماس تلفت إنتباهها بحركتها و حديثها
" لا داعي لكل هذا التوتر عزيزتي"،كان صوتها ناعما و رقيقاً للغاية ذكرها بصوت والدتها
رغم توتر ألماس في هذه اللحظة لكن شعور الإطمئنان مازال يرافقها
كانت السيدة أميرة جميلة جداً بل فاتنة، الآن عرفت من أين ورثت شهد جمالها
إبتسمت السيدة أميرة بلطف تكمل حديثها
" لقد كنت متشوقة لرؤيتك، أردت رؤية المرأة التي جعلت إبني يفكر بالإستقرار بعدما كنت فاقدة الأمل بذلك، سأكون صريحة معك يا ألماس، أسد لم يضع أمر الزواج بعقله بتاتاً، لقد كان رافضاً للفكرة بأكملها وكله بسبب والده "
توقفت عن الحديث تتنفس بتوتر فهذا الموضوع حساس جداً وليس من السهل عليها أن تسرده لأحد
قرنت ألماس حاجبيها بإستغراب لما قالته والدة أسد الآن
هل أسد رافض لفكرة الزواج؟ وما دخل والده بالأمر؟
شعرت بالفضول الشديد لسماع المزيد ومعرفة ماضي أسد فهو رجل غامض لم يتحدث عن نفسه سابقاً معها
تأملت ألماس ملامح السيدة الجميلة أمامها والتي تغيرت من اللطف والحنية للتوتر و القلق
وبحركة عفوية منها شدت على كفها برفق لتنظر لها السيدة أميرة سريعا بتفاجئ من حركتها لتهديها ألماس إبتسامة رقيقة جعلت قلبها يلين لهذه الفتاة ذات القلب الطيب
بادلتها أميرة الإبتسامة بأخرى صغيرة تبدأ بسرد الموضوع المهم ألا وهو ماضيها الأليم
" كنت بعمر الثامن عشر عندما رأيت والد أسد لأول مرة، عادل الجبالي لقد كان وسيماً حنونا وعطوفا بشكل لا يصدق، كنت منبهرة به وبقيت أفكر به ليلاً نهاراً، كان أكبر مني بعشر سنوات وقد إلتقيت به في النادي الذي لطالما ذهبت له مع أصدقائي ،كان يلعب التنس هناك، بعينان المراهقة ذات الثامنة عشر سنة كان فارس الأحلام ذو الحصان الأبيض الذي تمنيته وحلمت به، كنت أذهب للنادي من أجله فقط، مرت الأيام و الشهور والسنوات وأنا أراقبه من بعيد لأبدأ بالوقوع في حبه رويداً رويداً
ثلاث سنوات وأنا أحبه من بعيد دون أن أتجرأ للإقتراب منه، وعندما بلغت الواحد و العشرون تحققت أمنيتي، بذلك اليوم أقام أصدقائي حفلة عيد ميلادي في النادي وهناك وأخيرا لاحظ وجودي ،كنت بغاية السعادة حال تقدمه مني وتحدثه معي، كان رجلًا بكل معنى الكلمة، من ناحية الوسامة و الشخصية أيضا، كان ذكيا و لبقا في الحديث، لم يتخطى الحدود معي ،كان أسعد عيد ميلاد حضيت به في حياتي أنذاك، كدت أطير من السعادة في ذلك الوقت، لقد أحببت صحبته فقد كان شخصا مثقفا، من ذلك اليوم تغيرت حياتي أصبح يأتي أحيانا للجامعة لرؤيتي وأحيانا نلتقي في النادي ،بعد ستة أشهر من لقاءاتنا عرض عليّ الزواج، كنت أعيش الحلم الذي لطالما تمنيته، الرجل الذي أحببته لثلاث سنوات بصمت إعترف لي بمشاعره ناحيتي بل وعرض الزواج عليًّ،وافقت فوراً لكن أهلي لم يتقبلوا الفكرة أبداً، والدي كان رجلا متشددا قليلاً ولم يتقبل عادل أبداً، عندما إعترض والداي على زواجي من عادل غضبت بشدة وعاندت كطفلة صغيرة غاضبة ،والدي أراد مني أن أنهي جامعتي أولا و أكوّن مستقبلي بعدها أفكر بالإرتباط، كان محقاً لكنني لم أرى ذلك ورفضت الإستماع لهم، وبقرار طائش تركت البيت وتزوجت عادل ضد رغبة والداي، لقد طعنت والدي في ظهره وكسرت قلب والدتي أثناء إستماعي لقلبي العاشق
إثر زواجي المفاجى تعرض والدي لسكتة قلبية و توفى
وفاته كانت صدمة كبيرة لي، بتوقيعي على وثيقة زواجي كنت أوقع قرار موت أبي، والدتي رفضت رؤيتي بعدها، تركت المنزل و البلد بأكمله لأصبح بين ليلة و ضحاها يتيمة الوالدين"
شهقت ألماس ببكاء متأثرة بقصة أميرة ف
لتنظر لها أميرة بتفاجئ من بكاءها، ورغم ألمها و حزنها في هذه اللحظة إبتسمت برقة في وجهها
أخذت نفسا عميقاً فالقادم أصعب جزء و أقسى كذلك

|ندوب إمرأة| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن