|الفصل الواحد و الخمسون|

4.7K 283 49
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
لنبدأ:

{لا تثق بطيبتي كثيراً، فأنا سيء جداً عندما أعلم بأنك تستغلني }

همسات كاتب.

_________________________________________________________
____

داخل منزل الرافعي تحديداً بالحديقة الخلفية حيث تلك الجلسة اللطيفة والتي صممتها ريماس  على ذوقها

عينان أسد الرمادية كانت تتأمل كل إنش من الحديقة بإبتسامة خافتة تكاد لا تظهر مفكرا مع نفسه بأنه بهذا المكان ترعرعت ألماسته وقضت معظم سنوات حياتها رغم أن المنزل لم يكن ضخما كقصر الجبالي لكنه يشعرك بدفئ العائلة وهذا أهم من القصور الفخمة و البذخ برأيه...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

عينان أسد الرمادية كانت تتأمل كل إنش من الحديقة بإبتسامة خافتة تكاد لا تظهر مفكرا مع نفسه بأنه بهذا المكان ترعرعت ألماسته وقضت معظم سنوات حياتها
رغم أن المنزل لم يكن ضخما كقصر الجبالي لكنه يشعرك بدفئ العائلة وهذا أهم من القصور الفخمة و البذخ برأيه
ليقطع عليه تأمله و شروده  صوت آسر الذي بدأ في حديثه ليلتفت له مصغيا لما سيقوله بإهتمام و تركيز
"كنت ذو السادس عشر سنة عندما فقدنا والدينا فجأة وبدون سابق إنذار، حادث سير أودى بحياتهما لأبقى بمفردي مع التوأم، لقد شعرت بالخوف الشديد لكن ليس على نفسي بل عليهما، تساءلت دائما مع نفسي هل سأكون كافيا لهما؟ هل سأحميهما جيداً؟  هل سأملأ مكان والدينا بقلبهما؟ تساؤلات عديدة طرأت بعقلي في ذلك الوقت لكنني كنت قد قطعت وعداً أمام قبر والداي بأنني سأحمي شقيقتاي بحياتي إن تطلب الأمر ،في ذلك الوقت كانت خالتي تعيش في لندن لكن بعد وفاة والداي أتت لتعيش معنا، مكثت سنتين فقط وبعدها إضطرت للعودة بسبب عمل زوجها وقد أرادت أخذنا معها للعيش هناك لكنني رفضت ذلك، كنت قد بلغت الثامنة عشر بالفعل وكنت قادرا على الإعتناء بنفسي وبهما، هكذا عادت خالتي للندن لكنها كانت دائمة الزيارة تقريبا كل شهر،  خالتي كانت الأم الثانية لنا رغم بُعد المسافة بيننا لكن تلك الرابطة المتينة التي تجمعنا لم تنقطع أو تزول بالعكس أصبحت أكثر صلابة…"
توقف آسر عن الحديث ليرفع أسد نظره ناحيته متأملا إياه، إنه يذكره بنفسه عندما قطع وعداً على نفسه بحماية والدته و أخته من بطش والده
كان مايزال مراهقا عندما وقف أمامه عاصيا تصرفاته المتوحشة تلك
إبتسم أسد بخفة يرد عليه بصوته العميق بهدوء شديد
" تذكرني بنفسي كثيراً، عندما قطعت نفس وعدك لكن بإختلاف بسيط قطعته على نفسي كنت مسؤول عن والدتي و شقيقتي أردت ضمان حياة مريحة و سعيدة لكليهما وقد نجحت في ذلك "
نظر له آسر بهدوء و الفضول يتآكله من الداخل لكلامه
أين كان والدهم من كل هذا؟ ولماذا قطع على نفسه هذا الوعد؟ ومن ماذا أراد حمايتهم؟ هل من والده ياترى؟!
تساؤلات عديدة كانت تحوم داخل عقل آسر لكن الوقت ليس بالمناسب ليستفسر عن الأمر
لذلك إكتفى بإيماءة صغيرة متفهمة يكمل حديثه
" إذن ستفهم سبب قلقي عليها، خصوصا هي يا أسد ألماس عندي بكفة و الدنيا بكفة تانية، إن تأذت شعرة منها مستعد لحرق العالم من أجلها ،إنها ألماستي الغالية التي لا أمتلك منها إثنان ،منذ الصغر كانت مختلفة عن ريماس وبالرغم أنهما توأم، ريماس تتسم بشخصية صلبة، مندفعة قليلا وسريعة الغضب، أما ألماس عكسها بكل شيء، شخصية رقيقة صبورة و متأنية بقراراتها ولا تغضب بسرعة لكنها قوية الشخصية وذات إرادة صلبة، لايغرك مظهرها الرقيق فبداخلها إمرأة من حديد …"

|ندوب إمرأة| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن