|الفصل الخامس عشر|

5.9K 358 44
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
لنبدأ:

{حكاية تبدأ و حكاية تنتهي، و الأيام تمضي و لا شيئ يدوم}

همسات كاتب

_________________________________________________
_____
بعد أسبوع
بفستان أبيض اللون طويل وذو أكمام قصيرة شعرها الأسود كان منسدلا بأريحية على كتفيها وخلف ظهرها، ملامحها الناعمة بدون قطرة مكياج أعطتها مظهرها ملائكيا تفرك يديها بتوتر شديد
تجلس ألماس داخل مكتب السيدة كريمة والتي أصبحت طبيبتها النفسية
عندما فاتحتها ريماس متوترة من الموضوع مدركة تماما مدى حساسية شقيقتها إبتسمت ألماس في وجهها وعانقتها بشدة مفاجئة إياها بقبولها الذهاب للطبيبة وسعيدة لأنها تفكر بها وتحاول مساعدتها بشتى الطرق
إستمرت ألماس بالضغط على أصابعها بتوتر شديد وعيناها تتحرك بإضطراب حول المكتب تحديدا عند أحد اللوحات حمراء اللون
تنفست بإضطراب تبتلع ريقها الجاف وعيناها متسمرة فوقها بل تحديداً على اللون الذي تشمئز منه
بالنسبة للسيدة كريمة كانت تتابع أصغر حركات ألماس بعناية وتركيز شديد وقد لاحظت مدى توترها وإضطرابها الشديد
لاحقت نظراتها لتجد عيناها مثبتة على اللوحة الحمراء المعلقة بعناية على حائط المكتب
ألماس جالسة في مكتبها طوال نصف ساعة كاملة وبدون أن تتفوه بحرف واحد لذلك قررت هي أن تبدأ الحديث
"لوحة جميلة أليس كذلك؟ "،وفورا وبلهجة كارهة مشمئزة ردت ألماس بعنف
"كلا إنها لوحة مقرفة بلونها الكريه "
لحظة صمت خيمت على المكتب بعد رد ألماس العنيف و التي رمشت بتتابع مدركة فداحة ماقالته
إلتفتت للطبيبة سريعا ترتسم ملامح الأسف على ملامحها الناعمة
"أعتذر على فظاظتي"،إبتسمت السيدة كريمة في وجهها بحنان مطمئنة إياها بلهجة هادئة
"لاعليك عزيزتي، في هذه الغرفة تستطيعين إبداء رأيك بكل صراحة و بالطريقة التي تريحك"،زفرت ألماس بخفة تمسح فوق قماش فستانها يداها المتعرقة من شدة التوتر
"أحقا؟ "،تساءلت ببعض التردد لتومأ لها بإبتسامة قائلة
"ما رأيك ان تحدثيني عن نفسك قليلاً؟ "
كأول لقاء بينهما أرادت السيدة كريمة أن تسألها أسئلة بسيطة وعادية بدون التطرق لما حدث معها في الثلاث سنوات الماضية
"أنا مجرد فتاة بسيطة تمتلك أحلام كبيرة تطمح لتنفيذها واحدة تلوى الأخرى لكن الحياة وضعتني أمام إمتحان صعب ومؤلم جداً "،رغما عنها خرجت نبرتها حزينة وعيناها شاردة في الفراغ كأنها تسترجع ذكريات غير مرغوبة بها
تأملت الطبيبة حديثها بإهتمام وشعرت بقلبها يعتصر على حالة هذه الشابة المؤلمة و الموجعة، ترى ماذا حدث معها في السنوات الثلاث الماضية؟!
تساءلت بداخلها كثيرا فريماس لم تطلعها عن التفاصيل بل تركت الحالة معلقة في الوسط
ليست بغبية كي لا تفهم بأن هذه الشابة الجميلة قد تعرضت للإغتصاب حتماً لكن هناك أشياء أكثر وأعمق وستكتشفها جميعها بمساعدة ألماس طبعا
"ماهو حلمك ألماس؟ "،تساءلت بإبتسامة صغيرة و بإهتمام لتبدأ ألماس بالإسترخاء فوق الأربكة الفردية المريحة لتجيبها بصوتها الناعم ولمعة لوحت داخل عيناها الجميلة
"أن أصبح مصممة أزياء، لطالما أحببت إقتناء ملابسي بعناية شديدة وكنت عاشقة للموضة الفساتين القمصان البناطيل وفي أوقات فراغي كنت أرسم بعض التصاميم حتى في يوم رآها أخي وقد تفاجئ من ذلك وشجعني أن أدرس التصميم لأنني موهوبة جداً "
إبتسمت بحنية ما إن ذكرت سيرة أخوها الحبيب، سندها في الحياة وأغلى ما تملك
"كيف علاقتك مع عائلتك ألماس؟ "، لم تحتاج ألماس للتفكير في السؤال وبسرعة أجابتها بإبتسامة صادقة
"مثالية، أجد نفسي محظوظة جداً لإمتلاك عائلة كعائلتي، لدي أخ مستعد لهدم الدنيا إن تأذت شعري مني وأيضا لدي توأمتي نصفي الثاني التي وقفت معي في أصعب أوقاتي تساعدني بدون شروط ومهما حصل بيننا من مشاكل صغيرة نبقى إخوة لا مكان للغيرة بيننا فنحن واحد "،وصفت ألماس أغلى شخصين في حياتها بفخر شديد لتكمل حديثها
"وأيضا أنا أم لأجمل طفلة في العالم، صغيرتي ملك ملاكي الحارس وسبب تحملي لكل ماحدث معي"، وأخيرا قد وصلت للنقطة التي عليها البدأ منها
دونت السيدة كريمة بعض الاشياء داخل دفترها ثم وضعت القلم جانبا تبتسم بحنية لها
"ألماس الآن أريد منك سرد التفاصيل المؤلمة في حياتك، ماهو أصعب موقف تعرضتي له في حيانك؟ "
تنفست ألماس بإضطراب تشرد في ذكرى بعيدة
"لقد فقدت والداي في عيد ميلادي الثاني عشر، غادرا والداي بالسيارة لشراء كعكة عيد ميلادنا أنا وريماس ولم يعودا بعدها، شاحنة ضخمة إصطدمت بهم، أذكر كم كنت سعيدة أرتدي ثوب أحمر منفوش كالأميرات، ليأتينا خبر وفاة والدينا أغلى ما نملك، من وقتها أصبح أخي هو أبي و أمي، رعانا كلينا و إهتم بنا جيدا، رغم أن فارق العمر بيننا أربع سنوات فقط لكنه أشعرنا بأنه أكبر من عمره بكثير وقد تحمل المسؤولية بسن صغير جدا "
"إذن هل هذا هو سبب كرهك للون الأحمر؟ "
تفاجئت ألماس من سؤال الطبيبة ودقة ملاحظتها، إبتسمت بألم ثم نفت برأسها
"تقريبا، منذ وفاة والدينا لم أرتدي الأحمر مجددا ،كلما رأت شيئ أحمر تذكرت يوم فقداني لهما لكن سبب كرهي للأحمر أمر مغاير تماماً "،همهمت الطبيبة بتفهم تشابك كلتا يديها مع بعض.
_____________________________________________
___

|ندوب إمرأة| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن