|الفصل الثالث و الخمسون|

4.6K 293 50
                                    


إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
لنبدأ:

{ أنت لا تحتاج أن تحلم بحلم كبير،  أن تكون سعيدا كل يوم …أليس هذا بحلم جيد؟! }

الحلم السامي.

___________________________________________________________
____

|منزل الرافعي|

في غرفة ألماس كانت جالسة فوق السرير تحمل رواية بين يديها تطالعها بنهم القارئ الشغوف ،فقد بدأت قراءتها بالأمس ولم تستطع تركها من يديها فقد نجح الكتاب في جذب إنتباهها و إشعال حماسها وفضولها لمعرفة الأحداث
" ماما ماما " ،صوت ملك الطفولي جذب إنتباهها لتبعد عينيها من الكتاب تحوله لها لتجدها تحاول تسلق السرير رغم فشلها المتكرر لكنها تعيد الكرة بدون كلل أو ملل
عنيدة كوالدتها تماما
قهقهت ألماس بإستمتاع على محاولات صغيرتها الفاشلة لتضع الكتاب جانبا تمد يديها تحمل جسدها الصغير لتجلسها فوق رجليها
أطلقت الصغيرة ضحكة صاخبة تصفق بكلتا يديها بسعادة لتدنو ألماس لها تطبع قبلة عميقة على رأسها
" صغيرتي الجميلة ،هل ورثتي العناد مني ها؟!"،سألتها ألماس بصوت طفولي لترمقها ملك بعينان متوسعة وشفتين مزموتين كأنها تفكر بإجابة لسؤال والدتها
لذلك بعد وهلة من النظرات المتبادلة بين الأم و طفلتها أطلقت ملك صوتا ظريفا من فمها كأنها توافق على السؤال تومأ برأسها وردة فعلها جعلت ألماس تقهقه بعلو وبصدق تام
فُتح باب غرفتها لتطل منه ريماس بإبتسامة متوسعة بحماس تحمل بين يديها علبة بيضاء وضخمة مزينة بشريط أزرق فاتح لترمقها ألماس بإستغراب شديد بينما تسألها بفضول تشير للعلبة
" ماهذا؟!"،رفعت ريماس كتفيها دلالة على جهلها لما بداخل هذه العلبة
" لا أعلم ،لقد أتت لك من السيد المبجل أسد الجبالي"
وماإن أتت سيرته حتى لمعت عينيها بلمعة جميلة وإرتسم فوق ثغرها إبتسامة عاشقة وهذا جعل ريماس تشعر بالسعادة من أجلها ،فتوأمتها تستحق كل ماهو جميل في هذه الحياة فقد عانت الكثير سابقا وقد حان الوقت لتعيش السعادة التي تستحقها
وضعت ريماس العلبة بجانب ألماس لتلتقط الصغيرة المشاغبة بين يديها قائلة
" سأتركك تستمتعين بهديتك أما أنا سآخذ الشقية للحديقة فهي تبدو ضجرة من المكوث في المنزل "
نظرت ألماس بإمتنان لها ثم رفعت جسدها تقبل ملك التي حاولت جذب شعرها بشقاوة لكن الحمد لله نفذت بجلدها قبل أن تنقض عليها يداها الصغيرتين المتوحشتين .
خرجت ريماس من الغرفة تاركة شقيقتها بمفردها تمنحها بعض الخصوصية
فتحت ألماس الشريط الأزرق بتمهل ثم فتحت العلبة لتجد بطاقة صغيرة
حملتها بين يديها تقرأ محتواها بتمهل بينما نبضات قلبها كانت متسارعة لما تقرأه
{ ألماستي الحلوة يومنا المميز قد إقترب لذلك أمنحك هذه الهدية المتواضعة  و أتمنى أن تنال إعجابك ،أتحرق شوقا لرؤيتك بها وماإن تنتهي من رؤية الهدية سأكون في إنتظارك خارجا فهناك حديث طويل بيننا
رجلك أسد ❤️}
تلمست الكلمات بطرف إصبعها بإبتسامة عاشقة كأنها تتلمس ملامحه، فأبسط كلماته تجعلها بقمة سعادتها وقلبها الميتم به لا يهدأ البتة
لذلك وضعت البطاقة جانبا تبعد ذاك الغلاف ليتوضح لها الفستان لتشهق بإعجاب لمدى جماله
أخرجته برفق من العلبة تتأمله بأعين لامعة ،لقد كان الفستان رائعا بل خلابا
فستان ذو لون بيج طويل بأكمام طويلة شفافة  ورغم إحتشامه لكن التصميم كان جميلا للغاية يزينه الحزام العريض بالذهبي
تلمست قماشه تختبر نعومته لتتوسع إبتسامتها ترمي بنظرة أخرى للعلبة لتجد التكملة هناك
حذاء وردي فاتح بكعب عالي مميز  وقد أدركت بأنه من تصميم حبيبها حال رؤيتها له ،فتصاميمه مميزة عن غيره وخلابة تقطع الأنفاس كما حدث معها للتو
حملته بين يديها بحرس تتلمسه بشغف
" أهذه هدية متواضعة؟!"،تساءلت بعدم تصديق تقهقه بخفة
وبعدما أخذت وقتها في تأمل الهدية أرجعتها للعلبة ثم وضعتها داخل خزانتها بحرص فهي قيمة للغاية بالنسبة لها فهذه أول هدية يمنحها إياها حبيب قلبها
أسرعت تغير ملابسها فهو ينتظرها بالخارج وليس من اللائق أن تجعلها ينتظرها أكثر من ذلك
إختارت ملابسها بعناية فهي تريد أن تبدو جميلة أمامه دائما ،مشطت شعرها لتتركه منسدلا بأريحية ،ختمت طلتها بكعب عالي و أقراطها الصغيرة اللامعة
تأملت نفسها في المرآة بإبتسامة راضية

|ندوب إمرأة| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن