|الفصل الواحد و الأربعون|

5.1K 310 46
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
لنبدأ:

{ كل الحب و الشوق لمرحلة الثانوي، و أصدقاء الثانوي، ومشاكل الثانوي مرحلة خاصة جميلة لا ندركها إلا بعد مرور الوقت}

همسات كاتب.

________________________________________________________
_____

وهاهو صباح يوم جديد حلّ على حياة أبطالنا، صباح مشمس و لطيف يليق بفصل الربيع الذي خيّم من فترة قصيرة
جالسة فوق ذاك الكرسي المريح بمكتب الطبيبة كريمة تزين ثغرها إبتسامتها الرقيقة المعتادة و إطلالة أنيقة تتسم بالنعومة

" كيف حالك ألماس، مرت فترة طويلة لم نلتقي بها"بدأت الطبيبة في الحديث بنبرتها الهادئة التي تجعل شعور الإطمئنان يغلف أوصال ألماس أومأت لها بنفس إبتسامتها الناعمة ترد عليها" حقاً لقد مرت فترة طويلة، لكنني إنشغلت بأمور المحل و الطلبيات الكثيرة التي تو...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

" كيف حالك ألماس، مرت فترة طويلة لم نلتقي بها"
بدأت الطبيبة في الحديث بنبرتها الهادئة التي تجعل شعور الإطمئنان يغلف أوصال ألماس
أومأت لها بنفس إبتسامتها الناعمة ترد عليها
" حقاً لقد مرت فترة طويلة، لكنني إنشغلت بأمور المحل و الطلبيات الكثيرة التي توافدت علينا بعد عرض الأزياء مباشرة "
همهمت الطبيبة بتفكير تضم كفيها مع بعض تنظر لألماس بنظرة تقييمية كأنها تحاول إكتشاف التغييرات التي طرأت لها بهذه الفترة
فقد بدت لها مرتاحة أكثر و متفتحة وهذا أسعدها فمظهرها الحالي يظهر بأنها تستجيب للعلاج، لذلك سألتها مباشرة فهي ليست بالإنسانة التي تحب اللف و الدوران
" إذن يا ألماس، ألن تحكي لي ماذا تغير بحياتك؟! "
وكأن الماس كانت بإنتظار هذا السؤال لتفصح عما بجعبتها فهي بحاجة أن تصارح شخصاً عما يحدث معها
وقد إختارت الطبيبة كريمة بالذات، فهي شخص غريب عنها وهذا مريح لها أكثر، أن تسرد معاناتها لشخص ليس بالقريب منها كأفراد عائلتها أو حتى صديقتها سيدرا أمر مقبول بالنسبة لها
أخذت نفسا عميقاً ثم بدأت بسرد مستجدات حياتها
" بالأمس ذهبت للقصر الذي سُجنت فيه لثلاث سنوات قمت بمواجهة حسام بنفس الغرفة التي مثلت أسوء و أفظع كوابيسي، في الماضي كان متأكداً بأنني لن أفلت من قبضته لذلك تساهل وأخبرني عن أسراره، هناك بتلك الغرفة كان يضع خزنة سرية عليها مستندات ستدينه لمدى الحياة وأيضا عندما كان يعتدي عليّ كان يصورني بكل دناءة وحقارة ..."،توقفت ألماس عن الحديث تأخذ نفسا عميقا فهذا الحديث يرهقها نفسياً
كانت الطبيبة كريمة ملتزمة بالهدوء تناظرها بصمت شديد لكن داخلها يتألم لمعاناتها
طوال فترة عملها رأت العديد من ضحايا الإغتصاب وهناك من كان أسوء من ألماس بكثير
لكن ألماس كانت مختلفة بطريقة غريبة، هدوءها و ثباتها يدهشانها
مسحت ألماس تلك الدموع التي نزلت دون إذن منها تكمل حديثها
" لقد تجرأ ووضع كاميرات ليصورني وهو ينتهك جسدي بوحشية، كان كالحيوان وهو يتلذذ بصرخاتي و إستنجادي، لقد عاملني كالقمامة وبالنهاية يقول بأنه يحبني، أرأيتِ شخصاً يحب بهذه الطريقة المريضة من قبل، لقد إحتاج مني الأمر شجاعة كبيرة وقوة عزم لأفعل ما فعلت، لقد كنت قريبة منه لدرجة الغثيان كان متعجرفا و متغطرسا كعادته، وماإن رآني أنهال بأوامره اللامتناهية، هه كان غبيا ليصدق بأنني سأرجع لجحيمه
طوال بقاءي في قصره وبتلك الغرفة كنت بحاجة لشيء واحد فقط، حضن دافئ "
" وهل حصلتِ عليه في النهاية؟! "،سألتها بإستفهام تطرق بقلمها فوق سطح المكتب
وهناك لاحظت الطبيبة تغير ملامح ألماس وخصوصاً نظرة عينيها، كانت متألمة و أصبحت دافئة ولينة
إبتسمت ألماس بخفة تومأ برأسها قائلة
" أجل حصلت عليه ومن الشخص الذي أراده قلبي بشدة"،توقفت عن الحديث فجأة وبلمعة ساحرة من عينيها نظرت للطبيبة قائلة
" لقذ كان أسد الجبالي، الرجل الذي قلب حياتي رأسا على عقب، وزعزع كياني و أنوثتي، إنه يظهر كلما إحتجت لحضن أختبئ به ،يفاجئني أنه يستطيع فهمي من نظرة واحدة فقط، يستفزني ذلك لكن يسعدني بنفس الوقت، آه إن وضعي معه كالأحجية الصعبة
أنا قد إعترفت لنفسي بأنني واقعة بحبه أيتها الطبيبة لكن أجد صعوبة في تقبل ذلك، أنا إمرأة مطلقة و أمتلك طفلة كيف سأكون لائقة به، ماذا ستقول عائلته إن سمعت بالأمر، والدته على سبيل المثال؟! "
تساءلت في الأخير بقلق تعقد حاجبيها لتبتسم الطبيبة بتوسع لتستغرب ألماس من إبتسامتها هذه لتسألها بدهشة
" أيتها الطبيبة لماذا تبتسمين و أنا أشكو لك وضعي؟ "
ورغما عنها خرجت قهقهة مستمتعة من فم الطبيبة لتزم ألماس شفتيها بعدم فهم
هدأت ضحكات الطبيبة لكنها إحتفظت بإبتسامتها الواسعة توضح أمراً بغاية الأهمية لألماس و الذي يبدو أنها غفلت عنه
" في البداية تطرقت لموضوع حسام و مواجهتك له ثم تغير الحديث ليصبح أسد محوره، في آخر لقاء لنا أخبرتني بأنك لستِ جاهزة للزواج لكن قرارك تغير ودليل ذلك أنكِ حقا تفكرين بإحتمالية زواجك منه، أنتِ حتى تفكرين برأي أسرته بذلك، ألماس أنتِ تتقبلين الفكرة رويداً رويداً ،وبالنسبة لي هذا أمر رائع
أن تفكري ببناء حياتك من جديد، أن تثقي برجل وتسلمي نفسك له أن تمنحي نفسك فرصة للعيش كأي إمرأة بهذا العالم شيء رائع، لاداعي للنظر لتقييم نفسك بهذه الطريقة ، أنتِ إمرأة جميلة ذكية مثقفة ولا يوجد أي عائق لتتزوجي مجدداً، أنصحك بأن تكوني أنانية لمرة واحدة وتركضي وراء سعادتك وقلبك، يبدو بأن السيد أسد حقا إنسان رائع و يحبك بصدق لذلك لا تفلتيه من يديك " .
رمشت ألماس بدهشة من كلام الطبيبة أولا ثم من نفسها ثانياً، أليست هي التي وعدت نفسها أن لا تفكر بهذا الموضوع وأن تكتفي بإبنتها فقط
كيف حصل وبدأت تنجرف وراء مشاعرها بهذا الشكل؟!
هي تتزوج ومن أسد؟! هل هذا ممكن حتى؟!
تساؤلات كثيرة كانت تتلاعب بعقلها جعلتها تقع في حيرة مرة أخرى.
_______________________________________________________
____

|ندوب إمرأة| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن