ChapteR-36

2.7K 178 285
                                    



بَعدَ إن دَخلَ الأمير جيمين الى الحَمام وقفَ أمامَ المرآة فَتحَ قَميصه و رأى ما يُحيطَ جهة قَلبه و كانَ لأول مَرة يَراه يَشعر بنَبضَ قَلبه ضَعيفٌ جداً حتى إنهُ لا يَقوى على الوقوف يُمكنَنا أن نُسَمي الحالة التي يَمرَ بِها هوَ شعورَ المَوت و لأول مَرة يُراوده شعورٌ كهَذا

لا يُريد أن يَكونَ ضَعيفاً هَكذا لأنَ ذلكَ لن يُساعدهُ مُطلقاً في حماية سوليا كونَ الخَطر الذي يَشعر بهِ قادم و قَريب كيف و مَن يُحاول أذيتها لا يَعلم لذلكَ عاجزاً عَن فعلِ شَيء سِوى الامساكَ بيدها و اتباعها أينما ذَهبت سَيُخصص جَميعَ وقتهُ في حمايتها

غَسلَ وجههِ بالماءَ البارد يُحاول أن يُنَظمَ أنفاسه لكن عَجِزَ بسَبب الألم الذي يُحيطَ قَلبه و تلكَ جمراتَ النار التي تتأكله إنهُ حَقاً يَشعر بالمَوت طِوالَ حياته لم يَعرف ما معنى الألم لكن الآن يَشعر به و يُحطمه أخذَ خطواته المُتثاقلة و غادرَ الحَمام

حَدقت سوليا نَحوه عندَ خروجه أخذَ خطواتهِ نَحوها جَلسَ على الأرض بقربها و وضعَ جانبَ رأسهِ على ساقيها استَغربت ملامحه و حزنهِ الواضح وضعت يَدها على رأسه تُلامس خُصلاتَ شَعره "سوليا أنا خائف" لأول مَرة تَسمعهُ سوليا يَقول تلكَ الكلمات

انحَنت و قَبلت رأسه "لِماذا؟ ما الأمر أخبرني" سألتهُ و هيَ بحزن و قَلق يُحدق الأمير جيمين في الفراغ الألم يَسعر في ناحية ايسره في كلِ ثانية تَمر يُصبح أضعف و يَفقد قِواه "ماذا لو لم أستَطع حمايتكِ و طفلي" هَذا أكثرَ ما يُخيفه و يُشغلَ تَفكيره

"لا أعلم ما يَحدث لكن أنا أعلم إنكَ أقوى مِنَ الخَوفَ و الضُعف و سَتحمينا" تُقويه بتلكَ الكلمات و الأمير كانَ يَستَمع لها لكن سَمعهُ ضَئيل جداً جُفنَيه مُتثاقلان و بالكاد يَفتَحهُم كلَ ما يُريدهُ الآن أن يُغمضَ عَيناه و لن يَشعر بالألم أو حتى الخَوفَ و الضُعف

"جيمين أنا و طفلي سَنحميكَ أيضاً لن نَدع أي خَطر أو ضُعف يُسيطرَ عَليك سَنكونَ لكَ السَند و القوة أليسَ كذلكَ يا صَغيري أخبرني هَل سَتحمي والدك؟" في نهاية حَديثها حادثت صَغيرها بلُطف تُحرك يَدها على بَطنها و تَبتَسم و الأمير يُغمض عَيناه

مَدت سوليا يَدها و أمسكت بيَد الأمير جيمين تُحدق نَحوه أبصَرت عُنقه أصبحَ يُضيء بذلكَ اللونَ الأبيض الساطع فَتحَ الأمير جيمين عَيناه يُمكنه أن يَرى نورَ عنقه رَفعَ جَسدهُ العلوي حَدقَ نَحوَ سوليا أبصرها حَدقت نَحوَ صَدره أنزلَ رأسهِ يُحدق نَحوه

ابصرَ ظَهرَ على ناحية أيسره ذلكَ النورَ الأبيض كما ظَهرَ على عنقه رَفعَ رأسهِ يُحدق نَحوَ سوليا مُندهشاً كذلكَ الدَهشة على وجهَ سوليا عندما استَوعبت ضَحكت "ما الذي يَفعلهُ هَذا الشَقي مَعك؟" ظَنت سوليا إنَ الصَغير يُلاعب والده بِما فَعلهُ الآن

↝ راثالوس ↜حيث تعيش القصص. اكتشف الآن