دهـاء البطريك!

20 2 0
                                    



ساد الاضطراب وأحس من أم القصر بالنحوسة، وعلت الهمهمة، هناك وبدهاء ماكر منقطع النظير -لايصدق- اقتنص رئيس الأساقفة الفرصة، فاستغل الموقف ليفرغ رسالة القيصر من محتواها و يبدد غايته من المهرجان، بل وليقلب ظهر المجن على خصمه اللدود، فاعلن ة وبصوت عال، وفي تحد واضح، وتحريض قح ضده، ولكن بهيئة المتشائم المشفق الحريص على المملكة فقال: 

أيها الملك أعفنا من ملاقاة هذة النحـوس

الدالة على زوال هذا الدين المسيحي 

والمذهب الملكاني(١). 

بهذه الكلمات كان كأنه يدس السم الزعاف في كأس الملك يجرعه اياه، وكأنه يصدر البيان رقم واحد كما يفعل قادة العسكر عند الانقلاب، فقد أعطى رأس الكنيسة بكلامه صبغة شرعية للاطاحة بالقيصر، 

وبحضـرة مـن؟! 

 بحضرة فؤاد العسكر، وساسة الدولة، كأنه يجرئهم عليه، ويخبث محكم صور كرامة الأمـيرة المـقدسة على أنها نذير شؤم، بل صورها كرسالة غيبية يزوال الدولة المسيحية التي يدير شؤونها هذا القيصر، فلابد من التصرف والتحرك سريعا للاطاحة به قبل أن تطيح كامل إلامبراطورية. 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الغيبة للشيخ الطوسي، ص٢١١.




الأمـيرة المـقدسة👑💕حيث تعيش القصص. اكتشف الآن