حينها حدث ما لم يكن بالحسبان، لم يكن ينتهي من الصعود فيجلس، حتى تزلزلت الأرض واهتزت تحت العرش، كأنها تستجيب لقلب لذاك الملاك الذي أخفى ألمه وعدم رضاه، فأمتعضت حجارتها لأمتعاض قلبها المتفطر، ولتعلم الأمـيرة المـقدسة أن لها ربا هي بعينه، يداريها ويحميها..
فتساقطت الصلبان وتسافلت متوالية من الأعالى حتى ارتطمت بالأرض ولصقت بها لا يرفع لها طرف، وتقوضت أعمدة العرش فأنهارت إلى القرار، وأنهار معها الأمير المتبختر الجالس على العرش، فخر من فوقه مغشيا عليه، كخشبة صفراء يابسه، قد سكنت حركته، وخمد نفسه، من شدة الرعب وهول ما راه، وقد تغيرت ألوان الأساقفة وارتعدت فرائصهم(١)..
_____________________________
(١) كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ج٢ ص٤٢١.
الغيبة للشيخ الطوسي، ص٢١١.
![](https://img.wattpad.com/cover/294371873-288-k207961.jpg)