أنطـوى اليـوم الـكـيـب المــثقل بالأحـداث، وحـل المسـاء وقـد ألقـى بــوادي عـلى جنبـات القـضير،
كأنـه بقعـة موحشـة قفـراء، إلا مكانـا واجـدا.. ! شـرفة غـرفة الأمـيرة المـقدسـة.. !
كدلع صبيةٍ خماسيـةٍ تظهـر فـتـوارى كـانـت نـجـوم ذلـك الـليـل تـخنـس مـن وراء ستارةٍ، فيخترق ضباؤهـا
مخمل نافذيها، كأن أنوارها تتراقص فرحـاً لنجـاة مـلاكهـا هـناك بعـد أن انتهت الأمـيرة مـن صلاتها
شكراً لله تعالى الذي استنقذها مـن أمـر كاد يجهـض حياتها، ألقت برأسها عـلى وسـادتها،
وأخـذت تتأمـل تلـك النُجـوم، تناجيهـا وتتمتم بكلمات تبادلهـا سـرور الـخلاص، غلبهـا التعـب
فقطع أحرفهـا بحنـان، ذبلت شفتاها فغفـت.. نـامـت عـلى أمنية أن يستبدلها الـرب بمـكـان غـيـر هـذا القـضر،
هـي لم تر نفسـهـا مـن أهـلـه حيـث الـمجون والصخب، كانت تحن إلـى بيوت الصديقين والصلحاء،
ولسان حالها: «رب ابـن لـي عنـدك بيتـا في الـجنة ونجني، تذكـرك بآسـيا بنت مزاجـم في قصر فرعون.