التضحية بالأميرة..

15 3 0
                                    



مع هذا الاحتدام كان لا بد للقيصر من أن يكسر هيبة رأس الكنيسة وقوته المعنوية قبل اتخاءه أي قرار أو خطوة من شأنها زعزعة مكانته، كان يفكر في خلق حدث يصطاد فيه عدة غرماء، فما كانت خطة إظهار عظمة سلطانه وأمام هذا الكم الهائل من الضيوف الذين يشكلون علية القوم، وبحضور هذا الكم الغفير من أساقفة دولته، إلا ترهيبا لخصومه في الداخل ولأعدائه في الخارج، وإيقاف لتداعيات محتملة لتفكك قوة مملكته الآخذة بالترهل، وقطعا لسلسة الهزائم النفسية التي شاعت قصص مأسيها فأخذت في الاتساع والأنتشار بين رعيته بسبب تلك الحروب الخارجية، 

إذ لا يوجد بيت إلا وبه ثكل ينوح بالاحزان، ونيران تتقد لتنال من العزائم، فلقد ألقت هزيمة معركة عمورية وسقوطها بيد العباسيين وما تبعها من سلسلة حروب استنزاف امتدت لأكثر من عقدين من الزمن ـ والتي لم يكن يرى أفق لنهايتها ـ ألقت بثقلها على المشهد العام للامبراطورية، فكانت همته أطفاء تلك الحكايات من ألسنة الناس. 

أراد حيلة تخرجه هو ومملكته مما هم فيه، وأن يبدد شيئا من تلك الأجواء التي توحي بضعف سلطانه ووهنه أمام مناوئيه وأضداده، فلم ير إلا حيلة المهرجان والـزواج، ومما يعزز هذا التحليل أن الأميرة آنذاك صغيرة جداً لم تطرق بعد الرابعة عشرة من العمر(1)، فلا يعقل أن يعجل بها وهي بهذا السن من الصبا، وهو الحريص أشد الحرص عليها ـ كما يظهر من ثنايا الروايات(2) ـ لولا ضرورة ملحة دعته لذلك. 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تذكر كتب الرواية أن عمرها كان ثلاثة عشر سنة، كما في كتاب الغيبة لشيخ الطوسي ص ٢١١ وغيره.

(2) الروايات كانت تظهر أن الجد كان شغوفا بحفيده، وأنه يحبها حبا جما، وأنه أعتنى بها أعتنا خاصا يختلف عن أعتنائه ببقية ذريته.



الأمـيرة المـقدسة👑💕حيث تعيش القصص. اكتشف الآن