لقد جهزت كل الأمور وتمت الاستعدادات، والجميع ينتظر أن يدخل الأمير العريس ليجلس على العرش، ثم تتبعه الأميرة بعد حين، ليعقد القرآن، هكذا كان مرسوما، جيء بالأمير أبن أخ القيصر وهو في كامل زينته يمشي وسط ذهول الإعجاب من المدعوين وصفيقهم، كانت اللياقات
والبروتوكلات تفرض مشاركة لرأس الأساقفة-المناوىء للملك- أذ لابد له من دور، فكانت فرصة له هو الآخر لإثبات الوجود ولإستعراض القوة فغابت أجراس الكنائس أصوات الحضور فسكنوا وسكتوا، حينها بدأت تتعالى تلاوات الرهبان وقداديسهم، وقد رفعت الصلبان وقامت الأساقفة عكفا قد أومؤوا برؤسهم انحنا وتعظيما، ونشرت أسفار الأناجيل، فأخذ الأمير الشاب يصعد درجات العرش الأربعين متبخترا مزهوا غلب عليه العجب والغرور فهذا يوم سعده.