انهارت الهدنه التي استمرت عشرين سنة بين الدولة العباسية والامبراطورية البيزنطية الرومية(1)، بعد. أن هاجم توفيل بن ميخائيل الثاني(2)، امبراطور الروم آنذاك بجيش ضخم يقارب عديدة مائة ألف أطراف الدولة العباسية(3) مستغلا انشغالها بصراعاتها الداخلية(4).
فغضب الخليفة المعتصم وثارت حميته فجمع قادته وقرر إلانتقام وسألهم: أي بلاد الروم أمنع وأحصن؟
فقيل: عمورية، لم يعرض لها أحد من المسلمين منذ كان الإسلام، وهي عين النصرانية وبنكها(5)
وهي أشرف عندهم من القسطنطينية(6)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انهارت الهدنه سنة ٢٢٢ هـ/٨٣٧ م.
(2) الذي حكم فيما بين (٢١٤هـ ـ ٢٢٧هـ) الموافق(٨٢٩م ـ ٨٤٢م) ويسمى في المصادر الأجنبية بالقيصر ثيوفيلوس.
(3) تأريخ الطبري ج٧ ص ٣٦٣. وتمت الاغارة على حصون المسلمين في ملطية وزبطرة واللتان تقعان اليوم في شرق الاناضول في تركيا.
(4) قاد بابك الخرمي سنة ٢٠١ هـ ثورة ضد العباسيين استمرت حتى عهد المعتصم، وقد كان لبابك أتباع كثيرون نواحي أردبيل وأذربيجان وكاد في بعض المراحل أن يودي بالخلافة العباسية، فتمكن المعتصم من أسره فشنع في قتله ثم صلبه في سامراء، وبعدها بأربعة أشهر سار لحرب الروم.
(5) تأسست عمورية في العصر الهيلني وكانت من أهم مدن الإمبراطورية.
البيزنطية وتقع اليوم في تركيا في محاقظة أسمها أفيون قرة، وهي مكان نشأة السلالة العمورية الحاكمة لامبراطورية الروم البيزنطية آنذاك والتي حكمت من سنة (٢٠٥هـ ـ ٢٥٣هـ) الموافق لـ (٨٢٠م ـ ٨٦٧م) ويذكر التأريخ أن السلالة العمورية أنتهى حكمها بانقلاب داخلي قاده مؤسس سلالة الاباطرة المقدونيين.
(6) تأريخ الطبري ج ٧ ص ٣٦٤.
