انْطِقُ بِقُدْرَةِ اللهِ..
فَمَسَحَ أَبوه بِيَدِهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ لَهُ:
يَا بُنَيَّ انْطِقُ بِقُدْرَةِ اللَّهِ ! فنطق كما نطق المسيح عليه السلام في مهده، وَاسْتَعَاذَ وَلِيُّ اللَّهِ عَليه السلام مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، فَاسْتَفْتَحَ وقال: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لهُمْ فِي الْأَرْضِ ونُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ (١).
ومن ثم صَلَّى عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله، وَعَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْأَئِمَّةِ عليهم السلام وَاحِداً وَاحِداً، حَتَّى انْتَهَى إلى أَبِيهِ ، وَدَعَا لَأَوْلِيَائِهِ بِالْفَرَجِ عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ أَحْجَمَ (۳).
فَنَاوَلَهُ وَالدُه لِسَانَهُ فَشَرِبَ مِنْهُ (٤)،
ثُمَّ قَالَ لِعَمِّتِهِ :
امْضِي بِهِ إِلى أُمِّهِ لِتُرْضِعَهُ، وَرُدِّيهِ إِلَيَّ.فَأَخَذَتْهُ السَّيِّدَةُ حَكِيمَةُ إلى الأميرةِ الْمُقَدَّسَةِ، فَتَنَاوَلَتْهُ ووجهُهَا يَتَهَلَّلُ فَرَحَا بِمَوْلُودِهَا، وَهِي تَشَمُّهُ تَارَةً وتُقَبِّلُهُ أُخْرَى، وَتُنَاغِيهُ، حَتَّى أَرْضَعَتْهُ، وَالطُّيُورُ تَحُومُ حَوَالَيْهِ، ثُمَّ اسْتَرَدَّتْهُ السَّيِّدَةُ حَكِيمَةُ المَا وَرَدَّتْهُ إِلَى أَبِيهِ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام والطَّيْرُ تُرَفْرِفُ عَلَى رَأْسِهِ، فَصَاحَ بِطَيْرِ مِنهَا فَقَالَ لَهُ:
احْمِلْهُ واحْفَظْهُ(٥)..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) القصص : ٥ - ٦
(۲) الغيبة للشيخ الطوسي، ص ٢٣٦
(۳) الغيبة للشيخ الطوسي، كتاب الغيبة للحجة ص ٢٣٩
(٤) كمال الدين و تمام النعمة، الشيخ الصدوق، ج ۲، ص ٤٢٨
(٥) كمال الدين و تمام النعمة ، الشيخ الصدوق، ج ٢ ص ٤٢٨